Jump to content
منتدى البحرين اليوم

ظلال حبيبي


Recommended Posts

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الجزء الثالث والثلاثون

 

فجأة ليلى جلست أرضاً وراحت تحفر بين الحجارة الصغيرة ، وتقوم بإبعاد الحجارة الكبيرة ، بعد دقائق من البحث والحفر ، وجدت حقيبة بنية اللون ، الغبار قد غطاها فأصبحت غير واضحة الملامح ... فتحتها فوجدت صورة لوالدتي فيها مما جعل دموعها تنحدر من عينيها .... أما هدى فبقيت ثابتة في مكانها ... مغمضة لعينيها ، وكأنها تبحث في مخيلتها عن ذكرى بين أطلال تلك الحجارة.... كنت أتأملهما الواحدة تلو الأخرى ، وبينما أنا أتأملهما لاحظت ورقة بيضاء ... التقطتها أتذكرون الرسمة التي رسمتها أميرتي في طفولتها ، ابتسمت لأزيح الهم الذي اجتاح قلبي وقلت: ليلى هدى هيا سنعوذ إلى هنا في الوقت اللاحق فالوقت الآن قد تأخر والعدو قارب على الظهور لقصف بقية المباني

ليلى: أريد البقاء قليلاً

أنا: صغيرتي سأصحبك مرة أخرى إلى هنا هيا للنرحل

ليلى : حسناً

 

انصرفنا نحن الثلاث عائدين إلى الكوخ والمزرعة ... عائدين وقلوبنا مثقلة بآهات والأحزان ... عائدين ولقد تركنا تلك الأرض لعلنا في يوم نستطيع بناء ما تهدم ...

وما إن وصلنا حتى استقبلنا العم وقال: لقد تأخرتم وجعلتموني أقلق

أنا: آسف يا عماه لأننا جعلناك تقلق علينا

العم: لا بأس يا بني

أنا: عمي أاستطيع محادثتك؟

العم: نعم

دخلت إلى غرفة الاستقبال تارك خلفي ليلى وهدى ليجلسن تحت إحدى الشجر

وفي غرفة الضيوف

العم: تفضل يا بني كوب من الشاي

أنا: شكراً لك

العم: العفو

أنا: كم يوم ونحن هنا يا عمي؟

العم: لا تقول سترحل

أنا: لا لن أرحل يا عماه ولكن لدي وصية وأريد تنفيذها

العم: قرابة الشهر

أنا: أي نعم

العم: في أي موضوع تريد محادثتي

أنا: ليس الآن يا عمي وإنما في الوقت المناسب ... عن إذنك سأذهب لأستريح بعد هذا التعب قبل الآذن

العم : حسناً

 

وفي غرفتنا أنا ومهند

مهند: أين ذهبتم اليوم ولما لم تخبروني لأذهب معكم؟؟؟

أنا: لقد ذهبنا إلى منزلنا

مهند : منزلكم أيوجد لكم منزل؟؟؟

أنا: نعم ولكنه اصبح أنقاض

مهند: إن شاء الله ستنتهي الحرب بنصرتنا وستبني لك منزل

أنا: كيف أبني وأنا لا أمتلك عمل معين ولا أمتلك شهادة؟؟؟

مهند: ما رأيك أن نلتحق بمدرسة محو الأمية ليلاً؟؟

أنا: فكرة لا بأس من الغد إن شاء الله ... ولكن لا أمتلك بطاقتي ولا جوازي

مهند: اشرح لهم ضرورفك وأنا مـتأكد إنه سيقبلون

أنا: متى سنذهب هناك؟

مهند: غداً صباحاً سنحجر وفي الليل سنداوم

أنا: إن شاء الله

وبالفعل في الصباح جلسنا على صوت ترتيل القرآن صادر من تحت الأشجار إن ليلى تقرأ .. تذكرت منزلنا فأصابتني غصة وأحسست بالاختناق

 

باشرت بالوضوء وإلى المسجد كالمعتاد وما إن تنهينا حتى ذهبنا إلى المدرسة ولقد قبلوني ، وهنالك مع الأيام تعرفت على أصدقاء كثر لاجئين من الحرب و مضت الأربعين يوماً سريعاً ، ولم أشعر بها بسبب انشغالي في الدراسة، وفي يوم الأربعين جالسنا جميعاً نقرأ القرآن على أرواحهم وتحول ذلك الكوخ إلى مكان للعزاء ... كل منا يعزي الآخر وقررت جمعهم جميعاً فلقد آن الأوان أن أنفذ الوصية

 

وفي غرفة الضيوف

أنا:عمي أريد أن أطلعك على سر ...

العم: ما هو يا بني؟؟

أنا: عمي أتذكر إنك أخبرتني بأنك لك أخ لم تراه ولم يراك ولم يسمع عنك

العم: أي نعم يا بني

أنا: عمي هذا الأخ لديه ابنه وحيدة زوجته توفت ولا نعلم أكان هو حياً أو ميتاً

العم: وما أدراك؟ هل تعرفه؟؟

أنا: ليلى اقتربي

اقتربت ليلى وعلامات الذهول لما تسمع واضحة على تقاسيم ووجهها القمري

أنا: ليلى هذا عمك ويا عمي هذه ابنة أخيك أيمن

العم: كيف ذلك؟؟؟ وأنت تناديها أختاه أأكون أنا عمك؟؟؟

أنا: هذا موضوع طويل ولك ما حدث من البداية إلى النهاية

جلست أخبره عن قصة ليلى وهو يصغي لي وحتى مهند كان يصغي لي وعلامات الاندهاش واضحة عليهما، وما إن انتهيت حتى اقترب العم من ليلى وضمها إلى صدره ، و بكت هي بين أحضانه...

قلت بعد ذلك: ليلى قد تركت أمي وصية وأوصتني أن أنفذها بعد انقضاء الأربعين

ليلى: وما هي؟؟؟

أنا: أن أتزوجك في الغد

ليلى: .........................................

 

يتبع

 

 

 

 

Link to comment
Share on other sites

  • Replies 90
  • Created
  • Last Reply

Top Posters In This Topic

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الجزء الرابع والثلاثون

 

أعزائي القراء محمد يطلبني للزواج طلبه هذا شل حركتي ، وأعاق لساني عن النطق والكلام ، يا إلهي ماذا أفعل؟؟ وهل أوافق على طلبه هذا؟؟ ووالدي لم يمضي على وفاتهما سوى أيام معدودة ... أستطيع عدها على أصابعي العشرة ... أيتها الفتيات أخواتي المؤمنات لو كنتن مكاني هل ستوافقن؟؟ آآآآآآآه إنني متحيرة .. سأطلب من محمد أن يسمح لي بالتفكير ولو لساعة واحدة على الأقل..

 

أنا: محمد أتسمح لي بالتفكير؟؟؟

محمد: لا بأس يا عزيزتي ولكن لا تتأخري في الرد

أنا: حسناً لدي طلب وهو أريد الاحتفاظ بوصية أمي

محمد: لا بأس

 

أخرج محمد من جيوبه ورقة بيضاء ملوثة بقطرات من الدماء ... إن هذه الدماء هي دماء والدتي ... آه يا أغلى إنسانه وأعز المخلوقات على قلبي الذي ينزف جراحاً فوق جراحه ... استأذنت من الجميع وخرجت إلى المزرعة الصغيرة لاستنشق الهواء الرطب ... وأسمح لدموعي بالنزول بعيداً عن الأعين .. والتعبير عما يجول في جوفي وخاطري ... كيف لا أعبر؟؟؟ وأمي قرة عيني دمائها بين يدي وهي جافة .. كنت أفتح الوصية وأتأمل كلماتها كلمة بعد كلمة ، وحرف بعد حرف ... لابد وأن أريحكِ يا أماه في قبركِ الذي هو جنه من الفردوس ... قلتها بعد أن قطفت زهرة وردية اللون ، ورحت أنظر إلى الأفق البعيد ... بعد أخذي للزهرة واستنشاق عبيرها... فجأة أحسست بصداع من كثرة التفكير ، فاستلقيت تحت الشجرة التي طالما استلقيت تحت ظلالها ... وغلبني النوم ... فشاهدت في عالم اليقظة والمنام أمي الحبيبة النور الخارج من وجهها يحجب عني رؤية تفاصيله بوضوح... لقد كانت ترتدي لباس أخضر وهو لباس أهل الجنة (( جعلنا الله وإياكم من ساكنيها)) هيا اهتفوا بأن شاء الله .. رأيتها مقبلة نحوي ، ونادتني بأعذب صوت.. ليلى يا ليلى يا حبيبة قلبي ويا مهجة فؤادي...

 

أنا: نعم يا أماه... أمااااااه لما رحلتي ؟ وتركتيني ... إنني بحاجة لكِ بحاجة إلى أحضانك الدافئة ...

أمي: لا تحزني فنحن في رتبة السعداء والغاصبين في النار وخالدين فيها أبدا

يا بنيتي اسعدي فإن دمائنا هي دماء النصر ... إنها أقوى من أي سلاح وسلاح يستعمله العدو

 

أنا: أماه أنا بحاجة إلى مشورتك ... هل أتزوج محمد؟؟؟

أمي: قبل أن أجيبكِ لدي سؤال؟

أنا: وما هو؟

أمي: هل تحبين محمد وتبتغينه زوجاً يا عزيزتي؟

أنا: نعم أنا أحب محمد يا والدتي أحبه

أمي: إذن وافقي ونفذي وصيتي فأنا لن ولن أرتاح إذا بعد تنفيذها ... وأريدك أن ترتدي الفستان الأبيض كأي عروس وأن تزفي إلى زوجك ...

 

أنا: ولكن؟؟؟

 

شيئاً فشيئاً أخذت أمي تبتعد عني ، أحاول الاقتراب منها وهي تبتعد أخذت أجري خلفها ولكنها اختفت!!!!!

 

واستيقظت على صوت محمد وهو يناديني والذعر قد أحاط بوجهه ... فتحت عيناي رحت أتأمله وقلت: محمد ما بك

محمد: أنتي ما بكِ يا عزيزتي؟؟؟ كنت تصرخي أمي أمي

أنا: لا تقلق ولا تخاف لقد رأيتها في منامي

محمد: سأحضر لكِ كوب من الماء

أنا: حسناً شكراً لك

وما هم بالانصراف حتى ناديته بأعلى صوتي وقلت : محمد أنا موافقة على أن أكون زوجةً لك

 

محمد:.............

 

 

يتبع

 

Link to comment
Share on other sites

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

الجزء الخامس والثلاثون

 

أصدقائي الأعزاء قراء القصة هل سمعتوا ما سمعته؟؟؟ إنها موافقة ياهو يا لفرحتي ستصبح أميرتي عروساً لي ... سأتفق مع العم على المهر والشبكة فيما بعد.... والآن سأذهب لأبشر مهند وأعلمه بأنها وافقت علي....

 

نسى محمد إحضار كوب من الماء لي وأسرع باتجاه غرفته على ما يبدو إنه يريد أن يزف الخبر إلى مهند .... الحر قد أكل جسدي فقررت الدخول إلى الكوخ ومن ثم إلى غرفتي لإكمال نومي لعلي أحظى بفرصة أخرى للقاء أمي الحبيبة ....

 

وفي الكوخ

 

أنا: مهند يا مهند اجلس كفاك نوماً لدي خبر سار لك

مهند: دعني أنام

أنا: ليلى وافقت على أن تكون زوجة لي

مهند نهض فجأة وأخذ يقبل وجنتي ويقول لي: مبرووووووك مبروك يا أخي

أنا: الله يبارك فيك عقبالك إن شاء الله

مهند: إن شاء الله على أيدك

أنا: وشلون على أيدي؟؟؟

مهند: دع زواجي في يوم زواجك لتتحول الفرحة إلى فرحتين

أنا: ومن هي سعيدة الحظ ؟؟؟

مهند بعد تردد وخجل: إنها هدى أختك

أنا: أنت رجل شهم وأفتخر أن تكون نسيبي سأذهب ومن ثم أعوذ لك

مهند: إلى أين؟؟؟

أنا: سأسال هدى هل هي موافقة أم لا؟؟؟

مسكني من يدي وقال: لما أنت مستعجل؟؟

أنا: لا لست مستعجل ولكن زواجي سيكون بعد أسبوع من اليوم

 

خرج محمد تاركني في حيرتي أشعر بأنه طفل ربما الفرحة التي تسللت قبره بعد زحمة الآلام والأحزان والهموم هي التي جعلته يتصرف بهذا التصرف... ربما تسألون ما هو هذا التصرف؟؟؟ إنه يقفز ويترنم بأغانيه ....

 

أسرعت باتجاه غرفة هدى وليلى غرفة الضيوف وطرقت الباب بشده فخرجت لي هدى

هدى: محمد ليلى نائمة لما طرقت الباب بقوة؟؟

أنا: ما بكم جميعاً نائمون؟ على العموم عندي موضوع وأريد محادثتك الآن؟

هدى: وما هو؟؟؟

 

تعالي نخرج إلى المزرعة في الهواء الطلق لكي نتحدث فيه

هدى: تقصد في الحر الشديد ولكن لا بأس

أنا: هيا

 

ها هو محمد وهدى يخرجان إلى المزرعة عرفت ذلك عندما نظرت لعلي أرى محمد قادماً نحو غرفتنا ويزف لي الخبر... كنت أنظر لهما من النافذة بحيث لا يلاحظني... فتحتها لكي أختلس السمع ....

فسمعت محمد يقول: هدى ما رأيكِ بمهند؟؟؟

هدى: ولما هذا السؤال؟؟

محمد: أجيبيني أولاً ما رأيكِ بمهند؟؟

هدى: إنه إنسان شهم ونبيل وشجاع وطيب القلب

عندما سمعتها تصفني بهذا الوصف اصطبغت وجنتاي باللون الوردي تخيلوا رجل يخجل أنا خجول وفضولي للغاية.... وتابعت السمع

محمد: هو قد طلبكِ كزوجة هل أنتي موافقة

ابتسمت هدى ابتسامة الخجل وقالت: نعم أنا موافقة

شعرت وكأن سيغمى علي من الفرحة ... تمنيت أمنية يتمنها الأطفال وهو بأن أطير كالطيور وأخطف هدى ونحلق نحو السعادة والهناء

وها أنا أشعر بخطوات محمد نحو غرفتنا ... أسرعت نحو السرير ورميت نفسي فوقه وغطيت رأسي باللحاف ومثلت بأنني نائم وأخذت أشخر...

 

محمد: مهند أعلم بأن تمثل علي بأنك نائم

أما أنا فرفعت صوتي في الشخير

محمد: قوم لنذهب إلى العم وأتفق معه على المهر

فجأة قفزت من فوق السرير مما أثار ذعر محمد

محمد: الله يغربل إبليسك خرعتني قاعد في سرك

مهند: قبل أن تخرج أريد الاتفاق معك على المهر والشبكة

محمد: وكيف ستدفعهما؟؟وأنت لا تمتلك المال؟؟؟

مهند: أنا أمتلك الماء فلقد وجدت بطاقة والدي التي تخص البنك ولا تنسى بأن أنا الوريث الوحيد

محمد: دعنا ندخل للعم وهنالك سنتفق على كل شيء

مهند: حسناً

 

بعد أن أخبرني محمد بأن مهند قد طلبني للزواج ركضت سريعاً إلى غرفتنا لأيقظ ليلى من النوم وأزف لها البشرى فكما ما يبدو سيكون زواجي في يوم زواجها...

 

أنا: ليلى يا ليلى كفاكِ نوم هيا أجلسي

ليلى: دعيني أنام يا هدى فأنا متعبة والحر أكل جسدي

هدى: فقط اسمعي ما سأقول وعاودي النوم

ليلى: هيا قولي؟؟

هدى: مهند طلبني للزواج

ليلى: صحيح ذلك؟؟

هدى بخجل : نعم ولقد وافقت

استويت واقفة وضممت هدى للصدري وباركت لها ... أنا أيضا سعيدة ولكنني خائفة من الحرب والمجهول ... يا ترى ما ستحمل لنا الأقدر؟؟؟

 

توجهنا أنا ومهند إلى العم الذي كان يصلي عدة صلوات مستحبه جلسنا ننتظره أن ينتهي وما أن انتهى حتى قلت: عمي يا عمي

العم: نعم يا بني

أنا: هل توافق أن تكون ابنة أخيك زوجةً لي

العم: هي إبنتكم كما هي ابنة أخي ولهو من دواعي سروري ولكن قبل كل شيء توافق ليلى

أنا: إنها موافقة

العم: على بركة الله

أنا: هيا نتفق على المهر نحن الثلاثة

 

أتفق الرجال على كل شيء وتم التحديد لزفافي وزفاف هدى بعد أسبوع وهنا يجب علينا أن نجهز أنفسنا وأن نشتري فستان الزفاف وغيره ربما تتسألون من أي حصل محمد على المال الذي يؤهله أن يتزوج ... إنه مال أبي أتذكرون الحقيبة التي وجدتها تحت أنقاض منزلنا ... كانت تحتوي على بطاقة والدي ... ورسالة من أبي : أبنائي الأعزاء محمد* ليلى* هدى* أشعر بأن أيامي في هذه الدنيا معدودة لذا تركت هذه البطاقة التي تستطيعوا بها أن تسحبوا ما شئتم من أموال تعينكم على مصاريف الحياة... محمد لا تنسى بعد وفاتي شركتنا في المملكة العربية السعودية أريدك أن تديرها ....

 

وأخيرا جاء اليوم الأخير وغداً الزفاف ... ذهبنا أنا وهدى لاستلام الفستانان فيه وقضينا النهار بأكمله ننظف الكوخ ونجهز كل شي ... وها هو يوم زفافنا قد طرق الأبواب وجاء....

 

يتبع

 

 

 

 

 

 

Link to comment
Share on other sites

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الجزء السادس والثلاثون

 

حضرت صباحاً إحدى صاحبات صالون العرائس ،وصديقتها لكي يباشروا بعمل التسريحة لنا ووضع المكياج... أتوقع أن يخطر ببالكم سؤال لما جاءت إلى المنزل؟؟ ونحن لم نذهب لها كما تفعل أي عروس .... إن الصالون قد أصبح هو الآخر دماراً وأنقاض تجول تحتها الذكريات ولحسن حضهن إنهن لم يكنن موجودات هناك ... لكانا الآن مع الشهداء...لذا فإنهم يزاولون أعمالهن في المنازل من الصباح إلى المساء... أدخلتهما غرفة الضيوف وذهبت لأستحم على أمل العودة لهم لكي يباشروا تزيني وتعديلي... وطلبت من هدى أن تسبقني لكي تجهز باكراً.... وما انتهيت من الاستحمام حتى جلست على ذلك الكرسي الخشبي الذي سبب لي ألام شديدة في ظهري فيما بعد... كنت في تلك الزاوية الضيقة أتأمل السقف وأتثاوب ... فالبارحة لم أنم جيداً بسبب التفكير والخوف من المستقبل المجهول.... لقد كانت هدى على عكسي لا تفكر بشيء سوى الغد لذا فإن الطمأنينة في قلبها الصغير مغروسة ولا تتزعزع وهذا وجه التشابه بينها وبينه على ما أعتقد... ظللت ساعات على هذا النحو وفرحة عندما انتهت بعد الضيق الشديد الذي شعرت به وأنا ملازمة ذلك الكرسي... وجهت أنظاري لها يالله ما زالت مبتسمة وهادئة .... جلست على الأرض أتصفح إحدى المجلات وأقرأ .... نادية هدى قائلة: هل تعلمين بأن السلام عند الصينيين بالسؤال( بدلاً من (( كيف حألك؟)) مثلاً) هل أكلت أرزاً؟))

هدى: لا ههههه معلومة ممتعة أكلت أرزاً قال أكلت أرزاً ههه شكلهم جوعانين

أنا: وهل تعلمين بأن الماوري بنيوزيلنده بحك الأنف مع النطق بكلمة (( حا))

هدى: ههههههههه حا!! فجأة سمعت طرق الباب

فقلت: من؟؟؟

محمد: أنا أنا يا ليلى

أنا: دقائق وسأخرج لك

أخذت الحجاب ووضعته فوق راسي بحيث لا تخترب التسريحة ومضيت مسرعة نحوه...

 

خرجت إلى المطبخ لأشرب ماء وأرى ما يريده مني فجأة أغلق الباب خلفنا فقلت: هل أنت مجنون؟؟؟

محمد: لا أنا بكامل قواي العقلية

أنا: ما اجتمع اثنان إلا والشيطان ثالثهما

محمد: أعلم يا عزيزتي وكان الشيخ قد انتهى للتو وعقد علينا

أنا: عن إذنك سأذهب لهدى

محمد: لا اجلسي معي فجأة سمعت نداء هدى ففرحت أمام محمد قد غضب وثار وخرج لرؤية مهند

هدى: أين ذهبتي؟؟

 

أنا: لقد جئت لشرب الماء أتعلمين بأن الشيخ قد عقد علينا

هدى: أي نعم هيا بنا نتوضأ لنصلي فلقد آذن

أنا: حسنناُ

بعد الانتهاء من الصلاة جلست على مصلتي أدعو الله أن تكون حياتنا سعيدة ، ومن ثم عدت لجلوس مرة أخرى على ذلك الكرسي الخشبي ليتم وضع لي مكياج ... كانت بارعة ترسم ملامحي بدقه وكأنها ترسم في لوحة كما يفعل الرسام وبعد انتهائها طلبت مني أن لا أنظر إلى المرآة إلا بعد أن أرتدي الفستان الأبيض.... إنه لحلم كل فتاة أن ترتديه وأن تزف إلى زوجها التي تحب... أتمنى السعادة من كل قلبي لكل فتاة الليلة زواجها ... وفعلت ما طلبت مني ، وها أنا أقف لأتأمل شكلي .... هل هذه أنا؟؟؟؟ لا أصدق مستحيل أن أصدق... التي أراها أمامي هي آية من الجمال لعلي أحلم.... في الوقت نفسه انتهت هدى.... ارتدينا أنا وهي عباءتنا وجلسنا ننتظر إلى أن يسمح لنا بالخروج ... أنا ومحمد سنحتفل في المزرعة أما مهند وهدى فقررا سابقاً الاحتفال في أحد المطاعم والفنادق... لقد قام محمد بدعوة بيت جيراننا السابقين أتذكروهم ؟؟؟ ودعوت أنا صديقاتي في المدرسة.... وها هو يدعونا للخروج خرجنا من تلك الغرفة والزغاريط تتبعنا... أمسكت بيد محمد كما فعلت هدى... كنت أشعر بيدي الصغيرة بيده الكبيرة تكاد أن تنصهر...كنت أرتجف لدرجة إن محمد شعر بارتجافي فقترب مني أكثر: لا تخافي فأنا لن أكلكِ حينها ضحكت وواصلت السير معه إلى المزرعة وابتدأ الاحتفال... يا هلا ويا مرحبا بجيت الزينة... والزغاريط تعلو أكثر.... انصرفا كل من مهند وهدى وانصرف الجميع بعد نصف ساعة... حتى عمي وزوجته قررا المبيت خارج المنزل... وبقينا أنا ومحمد لوحدنا.... خلعت العباءة ووضعتها جانباً وقفت أمام محمد الذي لم يشاهدني بعد مشاهدته لي في المطبخ... أغمضت عيناي ......

 

بعد أن أدرت مسجل الموسيقى رافعة رأسي فإذا بي أشاهد آية من الجمال... ربما أحلم لا أصدق بان هذه هي ليلى ....... أمسكت بيدها فارتعشت هي خوفاً... وبعد فترة ليست قصيرة استطعت أن أجعل الأمان يستحوذ قلبها.... أيتها الفتيات هل أنتم نفسها تخافوا من أزواجكم ليلة زواجكم؟؟؟؟ عجباً لأمركم لماذا نحن الرجال لا نخاف؟؟؟؟

 

أخبركم محمد بما أصابني ارتعشت لا إرادياً وكدت أموت.... كنت في طفولتي بين أحضانه.... وابتعدت عنه عندما بلغت التاسعة... كنت أرمي بنفس لا شعورياً عند الأحزان بين أحضانه.... ولكن اليوم غير شعوري مختلف... فهو زوجي حبيبي وأنا زوجته... بعد محاولات استطاع لمسي... أتذكرون تلك الشجرة التي طالما أجلس تحتها.... ها أنا أرقص معه تحت ضوء القمر ومع صوت الموسيقى.... هيا دعونا لوحدنا أنا وزوجي فهذه ليلة عمرنا .... هيا كفاكم فضول أيها القراء......

 

يتبع

Link to comment
Share on other sites

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الجزء السابع والثلاثون

استيقظت في صبيحة زواجي باكراً، وعلى ما يبدو محمد سبقني بالخروج لاستقبال مهند المبيت البارحة هو وزوجته خارج الكوخ، وأنتم أعلم أيها القراء لما ، نهضت وأسرعت لغسل وجهي ، وتغير ملابسي... وارتداء حجابي بعد التأكد من عدم وجود أي مساحيق لتجميل في وجهي.... المساحيق التي أضعها عند وجود محمد... ومسح بقايا الكحل المتبقية في كلتا عيناي ، ربما الآن يخطر في أذهانكم ما السبب الذي يكلفني كل تلك المعانات؟ فليس من السهل الوضع والمسح.... هي حقوق زوجي علي ، فمن حقوق الزوج على زوجته أن لا تتبرج وتتزين أمام رجل غيره ، وإن فعلت ذلك أبطلت حقوقه.... وبعد ارتداء الحجاب خرجت متوجهة خارجاً ... ووجدت عمي وزوجته وهدى ومهند ومحمد ... جالسين على إحدى الطاولات التي تم وضعها ليلاً لجلوس الحضور عليها...أقبلت باتجاه محمد وابتسمت وصافحته مسلمه عليه ... أتوقع بأنكم رفعتوا حاجبكم الأيمن استغرابا ... وحتى محمد قد ارتسمت على ملامحه علامات الاستغراب... كنت أريد الاحتفاظ بخصوصية الحياة الزوجية بيني وبين زوجي ... أتوقع إنكم فهمتوا ما أرمي إليه... وليس بحاجة إلى التوضيح أكثر... بعد سلامي عليه توجهت إلى ناحية زوجة عمي التي سرعان ما وقفت وقبلت وجنتاي واحتضنتني إلى صدرها

 

وقالت: مبروك يا عروس

قلت: الله يبارك في حياتك

 

قبل أن أواصل حديثي عن حياتي لدي لكم سؤال هل تعلمون بأن لا يوجد في اللغة العربية مبروك وإنما الكلمة الصحيحة هي مبارك ونحن نقولها مبروك لأن أكثر عمقاً في التعبير عن مشاعرنا ... ومدى فرحتنا وانبساطنا

 

بعد ذلك توجهت إلى عمي فاحتضنني.. مما جعل خدودي تتورد حينها... قلت في خاطري يا ليت يا عمي جميع الاباء مثلك فالفتاة طبيعتها عاطفية تحتاج إلى حضن دافئ يحتضنها عندما تصفعها الدنيا ... وللأسف في بعض الدول العربية من المعيب أن يحتضن الأب ابنته ... مما يجعلها تبحث عن هذا الحضن خارجاً ... وتنحرف ... قطع حينها سرحاني هذا عمي وهو يقول لي:أنا سعيد لأجلك ...

قلت: شكراً جزيلاً... فجأة وقعت عيناي على هدى الجالسة على أحد الكراسي... المكياج يغطي وجهها وكأنه لوحة تلوين... مما جعلني استنكر ذلك ، ولم أبادر بتسليم عليها ... والتبريك لها .

 

وجهت أنظاري إلى مهند زوجها معاتبه أين غيرتك يا رجل؟ أيعقل أن تكون من رجال هذا الزمان التي رحلت عن قلوبهم الغيرة!! أنا لا أعمم ذلك على جميع الرجال... ولكن أطلب منهم الغيرة المعقولة يعني لا التساهل ولا الإفراط فخير الأمور أوسطها كما يقال ... وبينما أنا ألومه بنظاراتي لاحظته يضغط على شفايفه بأسنانه قهرا... يا الله إنه غاضب منها ، وهي لا تعبر غضبه وتطلق ضحكاتها أمام عيني ... جلست أنا بجانب محمد الذي كان يتحدث عن الحرب وتطوراتها ... وعدد الأبرياء الضحايا الذين استشهدوا... وأجسادهم التي تحولت إلى أشلاء ... يصعب تميز ملامح وجهها... كم وكم أكره هذا العدو الغاصب... وهذا جعلني أسترجع الذكريات المؤلمة على قلبي ... الذكريات التي أوصلتني إلى هذا الكوخ وإلى عمي أخي أبي الذي لم أراه قط... و الذي لو مشى في الشارع لم أعرفه ولم يعرفني ....

 

فجأة قام مهند ورمى بالكرسي جانباً ... فعلى ما يبدو إن أعصابه قد ثارت من تصرفات هدى ... فتبعه محمد لكي يقوم بالتخفيف عنه... أما أنا قمت عائدة إلى غرفتي بعد إستاذن عمي لقطف عدد لا بأس منه من الزهور ... فأنا أود إعداد مفأجاة لزوجي الحبيب... أتوقع أن يقرع عقولكم سؤال ما هي ؟؟؟ اتبعوني وستعرفوا ما أرمي له... أتذكروا ذلك الكرسي الخشبي وضعته خلف الباب ... وصعدت فوقه منتظرة قدوم حبيب قلبي وردة والدتي محمد...ستعرفوا إذا جاء ما أرمي إليه ... أتمنى أن لا يتأخر يا رب ما يتأخر...

 

ذهبت إلى مهند الذي انصرف إلى غرفته فالغرفة الخارجية أصبحت له ولهدى ... آه منك يا هدى... أنا من رأيتك اشتطت غضباً فكيف سيكون شعور مهند وهو زوجك الذي يحبك .... أيها القراء لم أكن غافل عن مشاعر مهند... ولكنني مثلت بأنني لا أعلم ولا أشعر بذلك ... يا ليتك يا هدى تعلمين بأن الرجل عندما يحب يحب بصدق ومن قلب ويخلص لحبه... واليوم وجهتي لهذا القلب المحب طعنة من بداية زواجكما ... أخاف أن يأتي يوم ويكرهك والرجل عندما يكره زوجته من المحال أن يحبها مرة أخرى ... وبعد التخفيف عنه خرجت قاصداً غرفتي فشاهدت هدى جالسة في المزرعة تحت شجرة حبي أنا وليلى ... رمقتها بنظره جعلت قلبها يفز من مكانه... ثم واصلت المسير نحو غرفتي لأرتاح وأباشر العمل عصراً فأنا أعمل في أحد محطات البنزين ... ففي الوقت الراهن يستحيل علي السفر إلى شركة والدي في المملكة العربية السعودية... فتحت الباب وما إن فتحه حتى تساقطت الورود فوق رأسي اتبعها قول ليلى يا هلا ويا مرحبا بحبيب قلبي... لأول مرة أسمع منها هذه الكلمة ، فلطالما تمنيتها حبيب قلبي آه كم أشعر بالسعادة ، وأشعر بالانبساط

كفاكم ما عرفتموه أيها القراء... ولا داعي لمعرفة ما سيجري سأغلق الباب علينا أنا وقلبي هدى ... لنأخذ راحتنا.... وداعاً الآن مع السلامة ....

 

يتبع

 

 

 

Link to comment
Share on other sites

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الجزء الثامن والثلاثون

 

هكذا هي الأيام تمضي بسرعة في لمح البصر، فلقد مضى على زواجي ثلاث أسابيع لم أشعر بمرورها لحلاوتها ، ففي كل يوم حبيبة قلبي ليلى تعد لي مفاجأة رائعة... سأذكر لكم بعضاً منها حالاً ... ففي يوم من الأيام طلب مني العم بيع الثمار صباحاً فتأخرت في النهوض... مما جعلني أستعجل في الخروج ،ولم أتناول فطوري في الكوخ ... وقبل الذهاب إلى السوق قصدت السوبر ماركت لأشتري شيء يوكل ويسد جوعي...وبعد الانتهاء من أخذ ما أريد... وضعت يدي في جيبي لاستخرج محفظتي وأدفع النقود... فسقطت ورقة على الأرض ... التقطتها وقرأت مكتوب أحبك يا بعد عمري(( زوجتك ليلى)) ... وفي يوم آخر كنت عائد ليلاً من مدرسة محو الأمية بعد تقديم امتحان فستقبلتني عزيزتي بنشيده... كلماتها قد رسخت في مخيلتي إلى يومنا هذا ... وإلى هذه اللحظة بالتحديد ... ربما الآن يعانقكم الفضول لتسألوني عن كلماتها .. إليكم الجواب قبل أن يطرح السؤال ..كلماتها (( أهلا بأغلى الناس ومحبوب قلبي نورت دياري يا شمعة حياتي .. محمد يا عمري ربي لا يحرمني منك يا غالي منك يا غالي))... وفي صباح إحدى الأيام دخلت لأستحم فوجدت مكتوب على زجاج المرآة أحبك ومرسوم قلب... يا إخواني وأخواتي أنا أخبركم ليس للتباهي وإنما أحب توجيه رسالة إلى المتزوجات حاولي أيتها الأخت المتزوجة أن تدخلي إلى قلب زوجك السعادة بشتى الطرق فالحياة الزوجية في نظري هي التضحية من أجل إسعاد الآخر ... فعندما نسعد الآخرين نسعد ... فكيف لو كان هذا الشخص هو الزوج؟ الزواج يا أعزائي ليس فقط لبس الزوجة فستان الأبيض ... إنه مسئولية ملقاة على عاتقها... فهي بيديها أن تحول ذلك المنزل إلى جنه ... وبيديها تحوله إلى جحيم لا يطاق... أنا أعشق ليلى .... وهذه نصائحي لكل واحدة منكن ليعشقها زوجها...... وربما بعضكم الآن يتهمني بالثرثار ولكن أعلموا بأنني أتمنى لكم حياة سعيدة ... هيا سأواصل طرح المزيد من هذه المفاجآت.. في يوم عدت مبكراً من العمل فباشرت بالدخول إلى غرفتي ... وكنت مندهش من ليلى فهي لم تستقبلني كما تفعل كل مرة... فتحت باب الغرفة فإذا بي أشاهد الشموع تتوزع في جميع أنحاء الغرفة ... ورائحة المسك تنبعث من جدرانها، وصوت الموسيقى ... أنا علي استرجاع الذكرى، وأنتم عليكم التخيل...ومرة من المرات داهمني النعاس فرفعت الغطاء وشاهدت الزهور تتوزع في السرير بأكمله .. يكفي ما طرحته لكم ... سـأتوجه الآن إلى مهند لمعرفة مستجدات الحرب ... فسعادتي لا تنسيني معرفة ما يجري في العالم العربي فليس بمسلم من لا يهتم بأمور المسلمين ويشاركهم أفراحهم وأحزانهم... لقد كان مهند جالس بالمزرعة يقرأ إحدى الجرائد.. وعلى محياه الحزن والألم... وحقيقتاً لأول مرة أشاهده بهذه الحالة ... ولا أخبي عليكم بأن منظره يوحي لناظر على إنه في الخمسين من عمره وليس بالعشرين .... هذا ما تفعله الأحزان ... هدى أختي هي السبب تجاهلها لمشاعره من جهة ، وعدم الاهتمام به من جهة أخرى... جلست بالقرب منه وقلت: مهند ما أخبار الحرب

قال: أخبار لا تسر إن العدو قد بات قريباً من هنا

قلت: ماذا؟؟؟ وشريط الذكرى المأساوية يدور ويدور ليفجر رأسي

قال: أنا قررت الانضمام إلى المقاومة وسننتصر بإذن الله كما ستنتصر المقاومة في لبنان وفلسطين ...

فقلت: وزوجتك

قال: تكلمت معها البارحة ولم تمانع فوجودي وعدم وجودي عندها واحد، ألا تسمع يا محمد أرض الوطن وهو تنادينا... ثم قال: ألم تنظم أنت إلى المقاومة

قلت: ولكن؟

قال: استشر زوجتك وأريد الرد قبل مساء الغد

قلت: حسناً يا مهند، ولكن ما أخبار الحرب على لبنان والمقاومة

قال: العدو الغاصب ما زال يقصف ويقتل ويدمر ويحول الأبرياء إلى أشلاء ...

قلت: كل هذا من أجل الجنديين ؟

قال: أستطيع تسمية كل هذا خدعه ... وليس من أجلهما ، فلو أرادوا استرجاع الجنديين لوافقوا على استبدال أسراهما بأسرى اللبنانيين ، ولكن كما يقال حجة يتحججون بها لكي يعلنون الحرب والدمار وسفك الدماء... فالسيد حسن نصر الله حفظه الله صاحب الوعد الصادق كان يريد أن يحرر أسرى لبنان ... لذا خطف الجنديين ، يا أخي يا محمد مخططات أمريكا باتت واضحة كوضوح الشمس في جوف النهار... ألا يكفيها فلسطين والعراق وإنما تخطط أيضاً لسيطرة على لبنان... وتشتيت وحدة شعبه ... ونزع الفتن الطائفية ... وقتل الأبرياء من سنه وشيعه ... وبالتالي ستقضي على الشعب بأسره كما تخطط لقضاء على شعب العراق وفلسطين... ومن لبنان ستنطلق إلى دولة عربية أخرى... وهكذا ولن تكتفي... إنها تريد محي الإسلام من على وجه الكره الأرضية .... نحن في نظرها الأغنام ... وهي الثعلب المخادع المكار... الثعلب الذي يريد التهام فريسته.... فنحن الدول العربية في نظر أمريكا فرائس .... في الوقت نفسه تمد أمريكا المساعدات المادية لشعب لبنان وفي الوقت نفسه تزود إسرائيل بالأسلحة... إنها ذات وجهين ... أنا في نظري إنها متفقه مع إسرائيل ولكن تحت الكواليس...

 

أنا: وهل هنالك ثروات في لبنان ؟ تجعل العدو يطمع فيها فمثلا العراق يا مهند يوجد النفط

 

مهند: يا محمد إن لبنان كونه قريب من فلسطين فهذي أكبر ثروة يمتلكها ولبنان ما هو إلا جزء من مخطط كبير لتفكيك وحدة العرب وكسر قوتهم ، وإسرائيل ما ليها رادع...

 

أنا : عن أذنك يا مهند فليلى تناديني ، الحديث مشوق للغاية ، سنتحدث أكثر فيما بعد عن هذا الموضوع

مهند: أذنك معك

 

انصرفت إلى ليلى الواقفة عند باب الكوخ وقلت : ماذا تريدين يا عزيزتي

 

قالت : تفضل هذا العصير لك ولمهند

 

أنا : ولكنني لم اطلب منك عصير

 

قالت : الجو حار وأنتما جالسا هنا في هذه المزرعة فقلت في خاطري يا زوجي الحبيب يجب أن اعد لكما مشروب بارد يخفف عنكما شدته

قلت : شكراً جزيلاً

قالت : الشكر لله لا تشكرني يا محمد فهل سمعت يوماً احد الأشخاص يشكر نفسه ؟

أنا : على العموم سأذهب إلى مهند لإعطائه العصير، ثم سأعوذ إلى محادثتكِ بموضوع

 

قالت: حسناً أنتظرك ...

وبعد خمس دقائق في غرفتنا

أنا: ليلى سوف أنضم إلى جيش المقاومة ما رأيكِ؟

ليلى : .................................................. .

 

يتبع

 

Link to comment
Share on other sites

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

Guest
الرد على هذا الموضوع...

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

Loading...

×
×
  • Create New...