Jump to content
منتدى البحرين اليوم

طلبة وطالبات العلمــــــــي


Recommended Posts

فيز الموجات

 

 

المنظار

يمكن لأي شخص شراء منظار , لكن شراء المنظار يحتاج لتخطيط ودراسة جيدة , لأن المنظار امتداد للعين والمنظار الجيد يساعد في الرصد الجيد بينما المنظار السيء يؤثر على الرصد وأحيانا قد يؤذي العين ولا يفيد وللناظور عدّة اجزاء يمكننا أن نلقى الضوء عليها وهي :

- نوع المنشور:

تتواجد المناظير الحديثة في نمطين اعتمادا على ترتيب المناشير الموجودة بها وهذان النوعان هما : المناظير ذات المناشير السطحية: Roof Prism glasses والمناظير ذات المناشير الحدقية : Porro Prism .

وتتميز هذه المناظير : Roof Prism binoculars بأنها صغيرة وقليلة الاستعمال في الرصد الفلكي ولعل السبب يعود إلى أنها لا تعكس الإضاءة جيدا كما في النوعية الثانية .

وتحتاج هذه النوعية إلى أن يكون هناك سطح مصقول واحد فقط لا أكثر لكي تعكس الضوء إلا أنه عندما يدخل الضوء إلى المنظار ويصيب السطح المصقول يفقد ويضيع جزءا منه مما ينتج عنه اعتام في الصورة الناتجة . بينما في المناظير ذات المناشير الحدقية خاصة تلك المصنوعة من النوعية الجيدة جدا من الزجاج فأنها تعكس صورة النجم أو الجُرم دون الحاجة إلى وجود أسطح مصقولة وبالتالي تكون الصورة أوضح .

أما السيئة الثانية للمناظير ذات المناشير السطحية فهي ارتفاع سعرها ويرجع السبب أو أحد أسباب ارتفاع السعر لارتفاع تكلفة تركيب المناظير إذ يحتاج إلى دقة شديدة حتى تحصل على صورة جيدة .

 

وبشكل عام فإنه لا يفضل استعمال هذه النوعية في الرصد الفلكي إذ أن أحسن نوع من هذه المناظير تظل أسوأ من المناظير ذات المناشير الحدقية Porro Prism وتأتي المناشير الحدقية بنوعين: ألماني وأمريكي , ويتكون النوع الأول من قطعتين من المناشير بحيث تكون العدسة الرئيسية معزولة عن مكان وجود المناشير والعدسة العينية , ويسبب وجود وصلة في المنظار فإنه قد يحدث إزاحة للعدسات . وبالتالي يؤدي إلى تشويه الصورة كما وبسبب هذه الوصلة الموجودة بين القطعتين فقد يتسرب الغبار والرطوبة إلى داخل المنظار . أما النوع الثاني فيتكون من قطعة واحدة وهو أفضل من النوع الأول وذلك لعدم السماح لدخول الغبار والرطوبة إلى الداخل .

- قوة التكبير:

يُعد قوة التكبير من أهم العوامل التي يعتمد عليها عند شراء أيّ منظار , فالمناظير صغيرة التكبير جيدة عند رصد المجرة أو السُدم أو العناقيد النجمية وهي ذات زاوية واسعة , بينما المناظير ذات التكبير العالي ضيقة إلا أنها جيدة عند رصد الشمس والقمر والكواكب ولكن يجب إمساك المنظار باليد فكلما خف ثقله كان أفضل .

ويمكن للجميع إمساك أو حمل منظار ذي عدسة بدون تعب أو إرهاق , بينما منظار بقوة تكبير 10 مرات لا يستعمل بدون دعم أو آلة تثبيت والمناظير التي لها عدسة تكبّر أكثر من 10 مرات تُعد مناظير عملاقة وهي مفيدة جدا في اصطياد المذنبات أو في رصد القمر أو الكواكب .

 

 

 

- قطر العدسة العينية:

يلعب قطر العدسة في المنظار دور مهم عند شراء المنظار , والمفهوم المنتشر أنه كلما كانت العدسة أكبر كان أفضل وهذا المفهوم صحيح بالنسبة للتلسكوبات وليس دائما في المناظير . ويجب اختيار العدسة المناسبة للعين والموقع الذي يتم الرصد منه . فعين الانسان آلة دقيقة ورائعة , إذ تتكيف بشكل أوتوماتيكي مع الاضاءة المحيطة , وتتحكم بكمية الإضاءة الداخلة إلى العين عن طريق البؤبؤ , وعند أغلب الناس , يصغر البؤبؤ إلى 2,5 ملم في النهار ويتسع لغاية 7 ملم في الاعتام الكلي ولغرض تناسب المنظار مع عملية الرصد يجب أن يكون المخروط الضوئي الخارج من العدسة العينية مناسبا وبنفس القطر للبؤبؤ , فإن كان قطر الضوء الخارج من العدسة العينية صغيرا فإن جزءا من قدرة العين على تجميعالضوء يفقد . أما اذا كان قطر الضوء الخارج من العدسة كبيرا , فإننا لا نستخدم المنظار بكامل كفاءته .

ويقاس قطر الضوء الخارج من العدسة أو ما يسمى ببؤبؤ العدسة لأي منظار بقسمة قوة تكبير العدسة على قطرها .

 

 

 

 

 

 

 

 

- عدسة التكبير:

قد تتواجد في بعض المناظير إمكانية التكبير مما يسمح بتكبير الصورة للضعف أو أكثر من إلا أن هذه المناظير مرتفعة الثمن , كما أنها قد تكون ثقيلة . وسيئات هذه النوعية هي أنها قد تكون غير جيدة الصنع وبالتالي تؤدي إلى تشويه الصورة كما تؤدي إلى إعتام الصورة في المنظار .

 

- حقل الرؤية:

يعد حقل الرؤية أحد العوامل المهمة في المناظير . ويتم التعبير عنها بصورتين إما بزاوية ( مثلا 6 درجات , 7 درجات , 5 درجات , 1,5 درجة ) أو بأن نقول : 325 على 1000 أي أننا نستطيع رؤية مسطرة طولها 325 قدم على مسافة 1000 خطوة .

وقد انتشرت حديثا المناظير ذات المجال الواسع Wid angle التي قد تغطي لغية حقل 10 أو 12 درجة , مما يردي إلى سهولة الرصد واكتشاف الأجرام . وإن العدسات ذات القطر الواسع مثل العدسات العادية فإنها تحتاج إلى مناشير أكبر وأثقل , مما يؤدي إلى ارتفاع سعرها وبالتالي عدم شراءها وكما أن هناك مناظير ذات مجال واسع جدا Extra wide angle إلا أنها تشوه الصورة ويجب أخذها بحذر شديد , خاصة أننا نتحدث عن الرصد الفلكي لا العادي , وبهذه العدسات ذات المجال الواسع جدا يمكن رؤية شجرة كاملة بطول 600 قدم على بعد 1000 خطوة .

 

- عملية طلي العدسة Coating:

يفضل عند البحث عن منظار اختيار منظار بعدسات مطلية والتي تقلل الاشعاعات الخارجية وتحسن الصورة وهذه الصفات مطلوبة في المناظير الفلكية فالعدسة غير المطلية تعكس 4% من الإضاءة الواصلة إليها وعند طلي العدسات فإن عملية عكس الإضاءة تقل إلى 1,5% خاصة إذا طليت من الجهتين .

وتتم عملية الطلي بمادة فلوريد المغنيسيوم الذي تيم تبخيره على الزجاج في غرفة مغرغة من الهواء . والصور الناتجة عن العدسات المطلية أفضل بكثير من العدسات غير المطلية .

وتعرض أحيانا بعض الشركات عدسات على أنها مطلية , ويتم الاكتشاف أنها مطلية من الخارج فقط للعستين العينية والشيئية , بينما تقدم بعض الشركات المنظار بعدسات مطلية من الجهتين كذلك تقوم الشركات بوضع عدسات بلاستيكية بدلا من الزجاجية وتكون غالبا غير مطلية .

- سماكة الطلي:

إن سماكة مادة الطلي مهمة جدا لفعاليتها , والسّمك الأمثل لمادة فلوريد المغنيسيوم هو 4 \ 1 طول الموجة المادة بالعدسة , فمثلا طول اللون الأصفر 550 نانوميتر وبالتالي فإن ربع 550 هو 135 نانوميتر ويكون لون العدسة المطلية بفلوريد المغنيسيوم هو اللون النهدي , وإذا كان الطلاء خفيفا فسيظهر باللون الزهري أما إذا كان سميكا فستظهر باللون الأخضر بينما العدسات غير المطلية تظهر باللون الأبيض . والعدسات جيدة الصنع يتم طلاؤها لعدة مرات لتقليل نسبة انعكاس الضوء إلى 0,5 % وتظهر العدسات المطلية لعدة مرات باللون الأخضر وأحينان تقوم الشركات الضعيفة بعرض المناظير على أنها مطلية عدة مرات بينما هي مطلية لمرة واحدة لكن الطلاء سميك على العدسة . فيجب الحذر من التقليد .

- تناسق العدسات العينية :Alignment

عند شراء أي منظار يجب التأكد من تناسق سيؤدي إلى انزياح للصورة , ولهذا وحتى تتم معالجة الصورة , يقوم الدماغ بمحاولة لتقريب الصور لبعضها البعض ولتصبح صورة واحدة . مما يسبب صداعا واهاقا للعين عند استعمال المنظار لوقت طويل . ولفحص هذه النقطة هناك طريقتان :

عند الرصد لنقطة على الأرض يجب تغطية احدى العينين باليد مع إبقاء العين مفتوحة , وبعد ذلك يتم إزالة اليد بسرعة وإذا ظهرت صورتان فإن هناك عدم أو سوء تنسيق بالعدسات.

تعريض العدسات العينية وفحص الضوء الصادر منها , فإذا كانت دوائر فهي جيدة , أما إذا ظهر معين في أحد الدوائر فيدل هذا على أن نوعية المنشور المستعملة سيئة.

- التركيب العام للمنظار:

يجب أخذ نظرة فاحصة بعيدة للمنظار وتركيبه , بدءا من عملية تحسين الصورة Focusing وهي غالبا حلقة أو دائرة بين العدسات العينية , وهذه يجب أن يكون تحريكها سهلا . ثم ضع العدسات العينية مقابل الضوء , وتفقد إن كانت بها خدوش أم لا وهل حوافها نظيفة من الغبار والأوساخ , وإذا كان الجواب بلا فما عليك إلا رفض هذا النوع من المناظير . مع تعديل المسافة بين العدسات العينية , إذ معظم المناظير صنعت لتناسب أغلب الراصدين , ولهذه العملية توجد وصلة بين العدسات تسمح وتكبر المسافة الموجودة بين العدسات العينية لتناسب الراصد . كذلك عليك تفقد إذا كان للمنظار مكان بحيث يمكن تثبيته على قاعدة

Link to comment
Share on other sites

  • Replies 36
  • Created
  • Last Reply

Top Posters In This Topic

الزواج في ظل الاسلام

دين 102

 

المقدمة :

إن الزواج بلا شك هو أعظم و أهم حادثة تقع في حياة الإنسان، والزواج هو سنة اجتماعية، كانت متعارفة منذ العصور القديمة بل منذ بداية الحياة البشرية. وهو عهد مقدسا يوجد بين كل الأقوام والأمم المتدينة وغيرها، و في جميع العصور والأمكنة. وفي هذا العهد المقدس يبدأ الزوجان أي الرجل و المرأة حياة مشتركة ويتعاهدان بأن يكون كل منهما معينا وأنيسا وشريكا للآخر في أحزانه وأفراحه. والزواج حاجة طبيعية للإنسان. فكما أنه يحتاج إلى الطعام والشراب. فهو بحاجة إلى الزواج في سنين معينة. فكل من الفتى و الفتاة يشعر في مرحلة البلوغ بأنه يحب الجنس المخالف ويحب الاتصال به. فالزواج حاجة طبيعية أقرتها كل المجتمعات البشرية والأديان السماوية. وبالأخص الدين الإسلامي الذي أمر اتباعه بالزواج وحذرهم من العزوبة. فليس الزواج أمرا مكروها، بل هو برأي الإسلام أمر مستحب وواجب في بعض الموارد. ولو كان بقصد القربة لكان عبادة. وقد أكد الرسول والأئمة الأطهار على الزواج كثيرا. فقال الرسول :" ما بني بناء في الإسلام أحب إلى الله من التزويج ".

وقال أمير المؤمنين : " تزوجوا فإن رسول الله صلى الله عليه و آله قال: " من أحب أن يتبع سنتي فإن من سنتي التزويج " .

وقال الإمام الصادق : " ركعتان يصليهما المتزوج أفضل من سبعين ركعة يصليها أعزب " .

وقال الرسول الأكرم : " ركعتان يصليهما متزوج أفضل من رجل عزب يقوم ليله ويصوم نهاره " .

وقال رسول الله : " رذال موتاكم العزاب ". وقال : " أكثر أهل النار العزّاب " .

فليس حب المرأة و تكوين العائلة مذموما بل هو من علامات الإيمان في الإسلام.

قال الإمام الصادق : " من أخلاق الأنبياء حب النساء " .

وقال أيضا : " ما أظن رجلا يزداد في الإيمان إلا ازداد حبا للنساء " .

وقال رسول لله : " قرة عيني في الصلاة ولذّتي في النساء " .

وقال أبو عبد الله : " أكثر الخير في النساء " .

لعل بعض القرّاء يتعجبون لهذه الأحاديث ويقولون: أن الأنبياء والأئمة المعصومين أرفع من أن يحبوا النساء ويلتذّوا بهن. ولكن يجب أن يلتفتوا إلى أن الأنبياء والأئمة المعصومين هم بشر كسائر الناس، يلتذّون باللذات الجسمية كالأكل و الشرب والنكاح ولم يتركوها، لكنهم لم يتولهوا بها ولم يجعلوها هدفهم في الحياة، بل إنهم يتابعون هدفا عظيما، فهم عباد الله المخلصون. الأنبياء بشر يعيشون كسائر الناس ويستفيدون من اللذات والنعم الإلهية لكنهم يرتبطون بالله عن طريق الوحي، ولكنهم معصومون لا يرتكبون الذنوب والأخطاء، وهذا هو امتيازهم على الآخرين.

وفي مشروعنا هذا نتطرق إلى معنى الزواج و فوائده، وموانعه، وأهدافه، و الزواج المحرم ، والزواج من الأقرباء، و الخطبة و الخطوبة ، و المهر ، و مقدار الصداق . و أيضا نوضح في هذا المشروع ماهية الزواج المؤقت و شرعيته، و تساؤلات حول أحكام الزواج ، و قول الرسول صلى الله عليه و آله و صحبه و سلم في تحريم الزواج المؤقت، و الحقوق و الواجبات المترتبة على رابطة الزواج، كما نتطرق إلى موضوع دفع شبهات عن نظام ديننا الحنيف الإسلام. و نبذة عن الطلاق ، والحقوق الزوجية في ظل ديننا الإسلامي.

*************

ما معنى الزواج؟

الزواج صيغة تعاقدية بين المرأة والرجل تقول على أساسه علاقة زوجية بينهما يحكمها نظام من الحقوق والواجبات الشرعية والقانونية التي تختلف باختلاف الأديان والقوانين، وهذه الصيغة التعاقدية تعطي لكل من الرجل والمرأة حقا جنسيا في جسد الآخر، وتتشكل على أساسها خلية اجتماعية يعيش الرجل و المرأة فيها معا تحت سقف واحد، ويتمكنان بفضلهما من إنجاب الأولاد، وتكوين الأسرة، وإشباع غريزة الأبوة والأمومة فيهما.

ولأن الغريزة الجنسية وغريزة الأمومة والأبوة غريزتان أصيلتان في الإنسان، فإن إشباعهما يخلق شعورا بالتكامل لدى الرجل والمرأة؛ الأمر الذي يعني شخصيتهما وحياتهما، ويؤدي إلى استمرار النسل.

 

فوائد الزواج :

إن الزواج وتشكيل الحياة الأسرية المشتركة هو أحد وأفضل العادات الاجتماعية الإنسانية، ينبع من فطرة الناس وخلقهم الخاص. وهو سنة مقدسة ومفيدة ارتضته جميع الأمم على طول التاريخ. والزواج من ضروريات الحيات الإنسانية وتركه أمر غير متعارف وشذوذ عن السنة الاجتماعية. ولو قام الزواج على أساس العقل والفكر وعلى أساس الموازين الصحيحة فإن له منافع وفوائد مهمة نذكر بعضها:

 

 

 

1- كسب الاستقلالية :

يعتبر الفتى والفتاة قبل الزواج جزءا من أفراد العائلة وتبعا لهم، وهم يريدون الاستقلال لكنهم محرومون من هذا الحق المشروع. فيصرف نتاج عملهم على الأسرة. فلا استقلال لهم في التصميم والمقررات، بل عليهم اتباع القوانين والضوابط التي يعينها لهم الوالدان، ولكن تتغير حياة الشاب والشابة عند الزواج وتتخذ شكلا جديدا، وتحصل على الاستقلال. ففي هذه الحياة الجديدة يصبح الفتى والفتاة زوجا وزوجة، ويشكلان هيكلا اجتماعيا صغيرا، فيصلان إلى الاستقلال ويتحملان المسؤولية. ويكون لهما هدف في الحياة ويصرف نتاج عملهما على أسرتهما الجديدة. فيتحملان مسؤولية إدارة الأسرة الجديدة ويكونان هما المقررين والمشرعين لقوانين الأسرة لا تابعين. وبهذا يبدأان حياة مستقلة جديدة.

2- الانس والراحة :-

إحدى خصوصيات وحاجات الإنسان الطبيعية هي الإنس والمودة والألفة. فالوحدة صعبة ومؤلمة. فالإنسان يحتاج إلى إنسان آخر يكون أمينا وصالحا ومواسيا ورحيما وكاتما للسر ليأنس به ويشكو له ويظهر له أسراره وينتفع بتسليه ومواساته وتلطفه، وبهذا يحصل على الراحة والطمأنينة. وهو بحاجة إلى صديق مخلص يطمئن به يظهر له مودته الخالصة، ولا يبخل هو بإبداء الود له.

أفضل شخص يمكنه تأمين وسد هذه الحاجة الطبيعية هو الزوج، امرأة أو رجل. فكل الصداقات والحب أمر موقت ومحدود إلا الحب والصداقة بين الزوجين فهو دائم وغير محدود؛ لأنهما يكونان واحدا ولهما هدف مشترك، يحتاج كل منهما إلى الآخر أكثر من غيرهما. الراحة والطمأنينة التي تحصل بسبب الزواج مهمة جدا حتى اعتبرها الله تعالى من آياته العظيمة فقال: { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } .

نلاحظ في هذه الآية أن الراحة والطمأنينة اعتبرت أعظم نتيجة للزواج. والحقيقة هي هذه. ففي الزواج منافع أخرى كإشباع الغريزة الجنسية، لكن أكبر فائدة وأعظمها هي راحة النفس والاستقرار والطمأنينة التي تحصل للزوجين بسبب الزواج. ويمكن القول بأن أفضل نعمة يحصل عليها الإنسان هي الزوج الصالح و المناسب.

قال الإمام الرضا : " ما أفاد عبد فائدة خيرا من زوجة صالحة إذا رآها سرته وإذا غاب عنها حفظته في نفسها ومالها " .

3- حفظ العفة والصيانة من الذنب :

بسبب الزواج تقع الغريزة الجنسية وهي من أقوى الغرائز الإنسانية تقع في مسيرها الطبيعي وتصان من الذنب والانحراف. فالغريزة الجنسية الكامنة في وجود كل إنسان غريزة قوية جدا لو وضعت في مسيرها الحقيقي والطبيعي تكون لها فوائد كثيرة إضافة إلى عدم ضررها. وإن لم توجد الوسيلة المشروعة لها فلعلها تخرج الإنسان عن مسيره الطبيعي وتجبره على الانحراف وارتكاب الذنب. والوسيلة الوحيدة الطبيعية والمشروعة لإشباع هذه الغريزة هي الزواج وتشكيل الأسرة. فبعد أن يتزوج الإنسان ويحصل على الوسيلة المشروعة لإشباع هذه الغريزة الجنسية يستطيع بقوة الإيمان الحفاظ على عفته والابتعاد عن الزنا واللواط والنظر إلى غير المحارم. ولكن يصعب على غير المتزوج حفظ نفسه وغريزته الجنسية. ولهذا يمكن أن نصف الزواج بأنه عامل مهم للحفاظ على الدين. وقد أشارت الأحاديث إلى ذلك.

قال رسول الله :" من تزوج أحرز نصف دينه " .

وقال ( ص) : " من أحب أن يلقى الله طاهرا مطهرا فليلقه بزوجة " .

وقال ( ص) أيضا : " يا معشر شباب من استطاع منكم الباه فليتزوج فإنه أغض للنظر وأحسن للفرج، ومن لم يستطع فليصم فإن الصوم له وجاء " .

وقال أيضا : " ما من شاب تزوج في حداثة سنه إلا عج شيطانه ، يقول : يا ويلاه! عصم هذا مني ثلثي دينه فليتق الله في الثلث الباقي " .

4- الراحة وتعادل الأعصاب :

قال العلماء : إن إشباع الغريزة الجنسية في حينه وبالنحو الصحيح والترشح المعتدل للبيضات أمر ضروري لسلامة الجسم والروح. وتركه يسبب بعض الأمراض النفسية والروحية وأحيانا الجسمية. فإن لم تشبع الغريزة الجنسية في حينها بالنحو الطبيعي والصحيح فقد تؤدي إلى الإصابة بأمراض من قبيل: ضعف الأعصاب والاضطراب، والحزن و اليأس والخمول والذبول والتشنج، والحدة في المزاج، والتشاؤم والانعزال، وأحيانا تؤدي إلى القرحة في المعدة وسوء الهضم والصداع... فالسبيل الصحيح والمشروع لإشباع الغريزة الجنسية هو الزواج. والطرق الأخرى ليست طبيعية وهي انحراف ومعصية ولها آثار سيئة و خطرة. فالذي يحب سلامة جسمه وروحه عليه بالزواج.

 

 

 

 

5- التوالد وتكثير النسل :

من ثمرات الزواج العظيمة، وجود الأطفال وبقاء النسل البشري. فلا يجب احتقار التوالد وتكثير النسل لأن الهدف من خلق العالم هو وجود الإنسان وتكامله. فالتوالد وتربية الإنسان الموحد والصالح والمحسن، هو ما يريده الله تعالى. فوجود الولد الصالح برأي الإسلام هو عمل صالح للوالدين طمأنينة وهدف ويجعل حياتهما ذات صفاء وحركة ورونق خاص. وأن الولد هو من ثمرات الزواج. ولهذا ذكرت الأحاديث أن تكثير النسل هو أحد أهداف الزواج.

 

6- التعاون في الطاعة ونيل الثواب :

الزواج أمر مقدس وقيم من وجهة نظر الإسلام، ولو كان بقصد القربة فإنه يعتبر عبادة وله ثواب أخروي. إضافة إلى ذلك ن المؤمن، زوج صالح ومؤمن وموافق له، يستفيد من ترغيبه، وتشجيعه وإرشاده وعونه لأداء الأعمال الصالحة والسير نحو الله تعالى. ولهذا فالزوج المؤمن والصالح من النعم الإلهية العظيمة التي تنفع الإنسان في الدنيا والآخرة.

عن أبي ذر أنه قال لرسول الله في مباضعة الرجل أهله : أنلذ يا رسول الله! ونؤجر؟ قال: " أرأيت لو وضعته في حرام أكنت تأثم؟ قال: نعم. قال: فكذلك تؤجر في وضعك الحلال ".

وقال رسول الله : " من سعادة المرء الزوجة الصالحة ".

7- السلامة والأمن الاجتماعي :

إن الزواج وتشكيل العائلة أمر ضروري لسلامة المجتمع وأمنه وسعادته. فلو كان أساس الأسر مستحكما وأن الشباب يتزوجون في الوقت المناسب ويرتبطون بالأسرة؛ فسيقل الفساد والطغيان والقتل والسرقة والجرائم، والاعتداء والانحراف وعدم الأمن والانتحار والإدمان؛ لأنه وكما تبين الإحصاءات إن أكثر هذه الأمور تصدر من أفراد محرومين من وجود العائلة وأحضانها الدافئة.

وقت الزواج :

إن طبيعة الإنسان وخلقته الخاصة تعين سن الزواج وهو سن البلوغ، فيبلغ الولد سن السادسة عشرة وتبلغ البنت عند العاشرة، فعند ذلك يحق لهما الزواج شرعا. ولكن من الأفضل أن يؤخر الزواج عند الشاب إلى سن 17 أو 18 وفي البنت إلى سن 14 أو 15 سنة. فليس لها في بداية البلوغ نمو وتعقل كاف، فقد يجلب لهما الزواج في هذه السنين مشاكل و اختلافات. إضافة إلى ذلك فإن الغريزة الجنسية في السنتين أو الثلاث الأولى من بعد البلوغ لم تشتد وهي ضعيفة بعد فلا يصعب تحملها على الشاب في هذه السنين. فيمكن القول بأن أفضل وأنسب مرحلة للزواج عند الفتيان هي سن 17 أو 18 و عند الفتيات 14 أو 15 سنة. وإن تأخير الزواج عن هذه السنين المذكورة ليس مناسبا وقد يوجد أعراضا سيئة جسمية أو روحية أو اجتماعية. فإن الغريزة الجنسية تشتد في هذه السنين وتوجد ضغطا شديدا على الفتى والفتاة. ولا مفر منها إلا الإشباع المشروع. فالحاجة الجنسية هي كالحاجة إلى الماء والغذاء. فهل يمكن أن نقول للجائع أو العطشان: امتنع عن الطعام والشراب؟ وهل يمكن لفعل آخر كالرياضة والتنزه واللعب أن يصرف الإنسان الجائع عن التفكير في الطعام والشراب؟ فالحاجة الجنسية هي كالجوع والعطش بل هي أشد وأقوى منهما. فإن لم تشبع عن الطريق المشروع فلعلها تحرف الإنسان نحو الذنب، فيصعب السيطرة عليها وكبح جماحها. فلا ينبغي الغفلة عن العواقب الدنيوية والأخروية السيئة للانحرافات الجنسية. فلو فرضنا أن الشاب استطاع إمساك عنان الغريزة الجنسية بقوة الإيمان بقوة الإيمان والعفة والحياء، فماذا يمكنه أن يفعل لعواقبها السيئة الروحية والجسمية؟ ولهذا، يجب المبادرة للزواج في سنين مبكرة مهما أمكن.

 

موانع الزواج :

إن كل شاب يميل نحو الزواج وتكوين الأسرة بشكل فطري، وإن غريزته الجنسية تشجعه على تحقيق ذلك، وعليه إجابة حاجته الطبيعية بسرعة وتكوين الأسرة. وليس الأمر كذلك في الخارج فيؤخر الزواج عن السنين الطبيعية لما بعدها. وسبب هذا التأخير هو بعض المواقع الحقيقية أو الخيالية وسنشير إلى بعضها:

قبل كل شيء نذكر أن الزواج أمر سهل وحاجة طبيعية. الرجل والمرأة ركنا الزواج الأصليان، اللذان يعقدان ميثاق الحياة المشتركة في خطبة العقد، ويشتركان في إدارة حياتهما ويكونان وفيين حتى نهاية عمرهما, ويقدم الرجل حسب حاله وإمكانه شيئا أو مبلغ من المال بوصفه علامة الصداقة للزوجة ويسمى مهرا وصداقا. فأصل الزواج هو تحقيق هذا الأمر البسيط بدون أية تشريفات ويجب تحقيقه بدون تكلف كسائر الحاجات الطبيعية، ولكن خرجت هذه الحقيقة البسيطة عن مسيرها الصافي والمستقيم وأضيفت إليها بعض الآداب والعادات والتوقعات الزائدة وغير الضرورية، كمراسيم العقد والعرس الثقيلة، والمهر الغالي والجهاز الكثير، والفرش والأواني وأثاث المنزل، وطلب البيت المستقل. أصبحت هذه القيود الزائدة جزءا أصليا في الزواج فجعلته أمرا صعبا. فجذور أكثر الموانع تعود لهذه القيود غير اللازمة التي إن لم تكسر لم تزل موانع الزواج. والآن نشير إلى بعض هذه الموانع:

1- الفقر والفاقة :

من البديهي أن كل شاب يحب أن يتزوج ويستقر في حياته، وأن غريزته الجنسية تهديه لهذا الأمر، لكن كثيرا من الشباب وخلافا لميلهم الباطني يمتنعون عن الزواج في حينه، وعذرهم هو عدم قدرتهم على أداء مصاريف العقد والعرس، والحصول على المنزل وأثاث البيت اللازم. وبهذه الأعذار يقضون أفضل مراحل شبابهم في الوحدة والعزوبية ليتزوجوا في وقت ليسوا فيه بحاجة إلى الزواج، وقد يحرم البعض من هذه النعمة العظيمة إلى آخر عمرهم ويعيشون عزابا.

وهنا يجب القول: إن الفقر أمر مؤلم يمكنه الحيلولة دون الزواج المبكر، لكن الأفراد غير متساوين في هذا الأمر. فإن البعض فقير حقيقة، أو لم يجدوا عملا أبدا، أو هم عاجزون عن العمل بسبب المرض، أو أن أجورهم قليلة لا تكفي حتى لأنفسهم وحدهم. فإن عذر هكذا أفراد في تأخير الزواج مقبول، فكيف يمكن أن نقول لمن لا يقدر على أداء نفقة العائلة: عليك أن تتزوج في أول فرصة تسنح لك؟ بل من الأفضل لهكذا أفراد أن يحفظوا عفتهم وطهارتهم، ويصبروا ويسعوا بعون الله ليحصلوا على رزق وأجور مشرعة ثم بعد ذلك يتزوجون.

يقول تعالى في القرآن الكريم :

{ وليَستَعْفِف الّذينَ لا يجدونَ نكاحاً حتى يغنيهم الله منْ فضلهِ }

فهؤلاء الشباب يعيشون حالة صعبة جدا، فمن جهة يرغبون في الزواج وتكوين الأسرة كسائر الشباب، وغالبا ما تشتد بهم الغريزة الجنسية، ومن جهة أخرى فهم محرومون من القدرة المالية التي تعينهم على الزواج. فعلى أية حال عليهم بالصبر والسعي واستمداد العون الله تعالى، ويدعونه ليهيئ لهم ما يمكنهم أن يتزوجوا به.

ويجب على أولياء هؤلاء الشباب أن يسعوا ما بوسعهم لرفه حاجاتهم وإيجاد العمل المناسب لهم وأداء مصاريف زواجهم. وعلى رأسهم الحكومة الإسلامية فهي مكلفة بإيجاد عمل مناسب لهؤلاء الأفراد، وما داموا عاطلين عن العمل وليس عمل يجب أن تعطيهم مصروفات الزواج ونفقات عيالهم من بيت المال.

وليس كل الذين يؤخرون الزواج هم فقراء حقيقة، فليس الزواج صعبا جدا كما نظنه. بل إن التصورات والطلبات والطموحات غير المناسبة للشباب جعلت الزواج صعبا هكذا.وأن مراسيم العقد والعرس الباهظة ومصاريف المهر والجهاز الثقيلة جعلت الزواج بصورة شبح مخيف ومرعب. فيظن الشباب أن هذه المراسيم الثقيلة جزء لا ينفك عن الزواج ومن علامات شخصيتهم. فيتصور الشاب أنه لأجل أن يتزوج يجب أن يكون له بيت مستقل، ويملك أثاثا منزليا كاملا، وأن يقيم مراسيم العرس بشكل مهيب، ويجب أن يعيش بعد الزواج مع عائلته براحة ورفاه تام، ولأنه محروم من هكذا إمكانات في بداية شبابه فإنه يرجح تأخير الزواج.

لكن جميع هذه التصورات خاطئة. وهي ليست ضرورية لأجل الزواج. فإن لم يوجد البيت المستقل فيمكن الزواج في بيت مستأجر، بل يمكن الزواج في غرفة أو غرفتين من بيت أهل الزوج أو أهل الزوجة. ويمكن العيش على الفرش البسيطة، ولا يجب شراء السجاد الثمين. ويمكن البدء بحياة بسيطة مع مراعاة القناعة والاقتصاد. وبرأيي إن الزواج المبكر والتواضع في العيش أرجح من تأخيره لأجل القيام بالتجميلات والتشريفات الثقيلة؛ لأن القناعة والحياة البسيطة لا تعقبها آثار سيئة، في حين أن تأخير الزواج يتبعه غالبا آثار سيئة جسمية وروحية وحتى دينية وأخلاقية مؤلمة. لو عرف كل من الشاب والشابة مقامهما، وتركا التصورات والتوقعات والطموحات، وكان لهما تفاهم وقناعة بما لديهما من إمكانات لأمكنهما أن يتمتعا في بداية شبابهما بنعمة الأنس والمحبة وأن يصانا من عواقب العزوبة السيئة. ويمكنهما الحصول على الأثاث واللوازم البيتية بالتدريج.

وخلاصة القول: إن الزواج وإشباع الغريزة الجنسية هو كالغذاء حاجة طبيعية يجب أداؤها في حينها. كالإنسان الجائع الذي يأكل ما يجد أمامه من طعام، ولا يمتنع أبدا عن تناول الطعام بسبب عدم وجود الطاولة والمائدة المنظمة والأواني الجيدة والثمينة وغيرها، فالزواج هو حاجة طبيعية أيضا يجب القيام به في وقته ويجب أن لا يؤخر بسبب التوقعات والطموحات.

2- الاستمرار في طلب العلم :

العامل الثاني الذي يسبب تأخير الزواج هو مواصلة التحصيلات الثانوية أو الجامعية. أكثر الفتيان و الفتيات يرغبون في الاستمرار بطلب العلم حتى إتمام الثانوية وإذا أمكن الحصول على الدرجات العليا في الجامعة, ومن جهة أخرى يتصورون أن الزواج لا يناسب التحصيل والتعلم, لأن الزواج مسؤولية. تقيد الإنسان, لأن الزواج يؤدي نفقة الأسرة في حين أنه لم يجد عملا بعد, وليس له دخل وعائد ينفقه على نفسه وزوجته. فهو لا زال يرتزق من أبيه, فلا يستطيع أداء نفقة عائلته, إضافة إلى ذلك فهو يفكر بأن عليه بعد الزواج أن يدير شؤون الزوجة, ولن يجد الفرصة للقراءة والتعلم. وهكذا تتصور الفتاة بأن الزواج يمنعها من الدراسة, وهذا ما تعتقده أسر الولد والبنت أيضا. لهذا لا يزوجونهم في حين دراستهم.

فالنتيجة هي كما تشاهدون: ارتفع سن الزواج, والفتى والفتاة يجبران أنفسهما على مخالفة ميولهما الباطنية وتأخير الزواج حتى انتهاء الدراسة, وبالأخص في المدن الكبيرة.

ومع أنهم يقعون تحت أشد الضغوط لقوة الغريزة الجنسية, لكنهم يتحملونها لأنهم يعتبرون بالاستمرار في الدراسة أمرا ضروريا لمستقبلهم, لكن الغريزة الجنسية هي حقيقة فلا يمكن إطفاؤها بهذه الأعذار. إن لم تشبع عن طريقها الطبيعي والمشروع, يخشى أن يشبع عن طريق غير مشروع. فإن سبب الطغيان, والمفاسد الأخلاقية, والانحرافات الجنسية والاعتداء غير المشروع و النظر إلى غير المحارم, ووجود بعض الأمراض الجسمية والنفسية التي تشاهد عند الشباب هو تأخير الزواج وعدم الإشباع المشروع.

لا تخفى مشاكل الشباب الأخلاقية والاجتماعية على العلماء والمفكرين, بل إنها أرعبت الجميع, فيخشى المربون والمفكرون من انحراف الشباب الجنسي وهم بصدد طريق حل له, ويوصون بإيجاد متنزهات سليمة, ومكتبات, وحدائق, وإعداد الأفلام والمسرحيات, وأماكن الرياضة لهم, ليشغلوهم بذلك ويملئوا أوقات فراغهم كي لا ينحرفوا ولا يرتكبوا الذنوب.

وأنا لا أنكر ضرورة إيجاد وسائل الانشغال السليمة للشباب ويجب على المسؤولين القيام بهذا الأمر, وإن ذلك يمكنه الحد من المفاسد الأخلاقية, ولكن أية واحدة مما ذكر لا تلبي الحاجة الطبيعية ومتطلبات الغريزة الجنسية. فالغريزة الجنسية حقيقة طبيعية تجذب الإنسان نحو الجنس المخالف وتزيد الإشباع, ولا يمكن حرفها عن المسير الطبيعي باللعب والأعمال الأخرى. كما لا يمكن دفع الجوع و العطش باللعب وبقية الأعمال, فيجب أن نسعى لرفع موانع الزواج وإشباع هذه الحاجة الطبيعية.

 

 

أهداف الزواج :

إن الزواج في حياة الشاب هو بداية الاستقلال والحياة وهو هدف له. وهذا الهدف يحرض الشاب والفتى على العمل والسعي والجد، فيدرس ليحصل على وثيقة وعمل وراتب، ويشتري أو يعد البيت والوسائل اللازمة فيه، وبالتالي يتزوج، أو يتعلم صنعة أو فنا ليحصل على شغل ودخل، وليس الزواج بلا هدف، فللزواج أهمية خاصة من بين الحوادث التي تحدث في مراحل الحياة وهو يعين مصير الإنسان. فيجب معرفة هدف الزواج، ثم الإقدام عليه بدقة وبشكل مدروس.

للزواج فوائد ومنافع عديدة يمكن لكل منها أن تكون هدفا ومحركا. كاللذة وإشباع الغريزة الجنسية والشهوانية، الاستقرار في الحياة وكسب الاستقلال، وإنجاب الأطفال وإبقاء النسل، والحصول على المؤنس والصديق والمعين وكاتم الأسرار والعطوف والشريك في الحياة. فيمكن لأي من هذه الأمور أن يكون هدفا للزواج، ولا ينبغي الغفلة عن الآثار والنتائج الأخرى، لكن عامل الغريزة الشهوانية يقوم بأكبر دور، ويجعل المنافع الأخرى تابعة له، ويقر الإسلام هذه المنافع حتى اللذة وإرضاء غريزة الشهوة. فالإسلام دين الفطرة وتنشأ أحكامه وقوانينه من فطرة الإنسان وخلقته الخاصة. فإن الإنسان يحتاج فطريا وطبقا لخلقته الخاصة إلى الزواج وإرضاء الغريزة الجنسية، لم ينه الإسلام عن هذه الحاجة بل أكد عليها بالطريق المشروع وجعلها عبادة وأمرا عباديا.

ولكن بما أن الإسلام يعرف الإنسان بأنه موجود مختار وأفضل المخلوقات ولم يخلق للتمتع الحيواني بل لهدف أرفع هو تهذيب النفس وتزكيتها وتربيتها وإيصالها إلى الكمال ونيل مقام القرب الإلهي الشامخ، فيريد منه أن لا يتعلق بالدنيا، ولا يغفل عن هذا الهدف السامي في جميع حركاته وسكناته وأفكاره حتى في أكله وشربه وزواجه، ويعتبر الدنيا مزرعة الآخرة ويعد الزاد لآخرته من أعماله.

فهدف الإنسان المؤمن من الزواج يسمو على الأهداف الحيوانية، بل هو أمر مقدس يساعد على حصول التقوى والتقرب إلى الله تعالى. فالإنسان المؤمن يتزوج بهدف العمل بسنة الرسول الأكرم وتلبية حاجة الغريزة الجنسية بالطريق المشروع ويصون نفسه عن الانحراف وارتكاب الذنب، ويثقل الأرض بإنجاب الأولاد الصالحين والموحدين ويترك لنفسه من الباقيات الصالحات. فيتزوج ليحصل على الراحة والسكينة في ظل بناء الأسرة الدافئ ويقوم بتكاليفه بقلب مطمئن و فارغ، ويستعين بزوجته المؤمنة والصالحة في سلوك الصراط المستقيم والسير إلى الله تعالى؛ لأن تهذيب النفس وتزكيتها وأداء التكاليف الشرعية أمر صعب جدا يحتاج إلى معين ومساعد، وأفضل فرد يمكنه تقديم العون في هذا السبيل هي الزوجة المؤمنة، الزوجة التي ترغبه بالقيام بالأعمال الصالحة والحسنة وأداء الفرائض والمستحبات وتصونه عن ارتكاب الذنب والانحراف. فللزوجة أهمية كبيرة، فلو كانت مؤمنة وورعة فإنها تهدي الزوج إلى الخير والسعادة ولو كانت سيئة فإنها تسوقه نحو وادي الانحراف والنار.

 

الزواج المحرم:

يحرم الزواج من بعض النساء في الإسلام، وهن على أقسام:

القسم الأول: المحارم:

المحارم هم الذين يقربون من الإنسان قرابة شديدة، ويعتبر كل منهم محرما للآخر. ويمكن تقسيمهم إلى ثلاثة أقسام:

1- المحرم النسبي: كالأم والأب والجد، والجدة، والبنت وأولادها وأحفادها فما نزل. والولد أو الابن وأولاده وأحفاده وما نزل. والعم والعمة والخال والخالة(ويجوز لأولادهم التزاوج) وعم الأب والأم وعمتهما و خالهما وخالتهما.

2- المحرم الرضاعي: تحرم بعض النساء على بعض الرجال بسبب الرضاعة. وتكون الرضاعة سببا للحرمة بين الأطفال إذا توفرت فيها الشروط الخاصة المذكورة في الرسائل العملية. ومنها:

1- أن يرضع الطفل من المرأة يوما وليلة بشكل تام أو 15 مرة بشكل متوال ولا يشرب اللبن أو الطعام في فواصل الرضاعة.

2-أن يرضع عن طريق امتصاص الثدي لا عن طريق الزجاجة المستعملة للرضاعة.

3-أن يدر الحليب بسبب الزواج.

4-أن يدر الحليب بسبب الزواج لا الزنا.

 

فلو أرضعت المرأة طفلا مع توفر هذه الشروط المذكورة فإنه يحرم على المرتضع هؤلاء الأفراد:

أولا: المرأة المرضعة وتسمى الأم الرضاعية. ثانيا: زوج المرضعة الذي يعود له لبنها ويسمى الأب الرضاعي، ثالثا: والدا المرضعة فما صعد، الرابع: جميع أطفال المرضعة. الخامس: أولاد أطفالها وأحفادها فما نزلوا. السادس: إخوة المرضعة وأخواتها. السابع: عم المرضعة وعمتها. الثامن: خال المرضعة وخالتها. التاسع: أبناء زوج المرضعة الذي يعود له لبنها، فما نزلوا. العاشر: والدا زوج المرضعة فما صعدوا. الحادي عشر: إخوة الزوج وأخواته. الثاني عشر: عم الزوج الذي يعود له اللبن وعمته وخاله وخالته فما صعدوا.

3- المحرم السببي: وهم الذين يحرمون على الإنسان بسبب الزواج كأم الزوجة وأبو الزوج، وبنت الزوجة(من غير زوجها هذا) وابن الزوج(من غير هذه الزوجة) وزوج الأم، وزوجة الأب، وزوجة الابن، وزوج البنت(الصهر)، وأخت الزوجة مادامت الزوجة حبالته ونكاحه.

ويعتبر هؤلاء الأفراد من المحارم، ولا يجوز الزواج لهم شرعا، ويجوز النظر إليهم أيضا إلا أخت الزوجة التي يحرم الزواج منها فلا يجوز النظر إليها.

 

القسم الثاني: الزواج من الكفار:

لا يجوز للمرأة والرجل المسلم الزواج من الكفار لا بالعقد الدائم ولا بالعقد المؤقت.

ولا يجوز للرجل المسلم أن يتزوج امرأة من أهل الكتاب كاليهود والنصارى بالعقد الدائم، ويجوز له تزوجها بالعقد المؤقت. ولا يجوز للمرأة المسلمة الزواج من أهل الكتاب حتى المؤقت.

القسم الثالث:

من زنى بعمته أو خالته لا يمكنه أن يتزوج ابنتهما. ومن لاط برجل أو غلام لا يجوز له أن يتزوج أمه أو أخته أو ابنته. وإن كان قد تزوجها فإن عقده باطل، ويجب أن يفترقا وإن كان لهما طفل.

الزواج من الأقرباء:

إننا نعلم أن الإسلام حرم الزواج من المحارم كالأخت و الأخ وأولادهما والخال والخالة والعم والعمة، والأب والأم والجد والجدة. ولكنه أجاز الزواج من غير المحارم كابنة العم وابن العم وابنة الخال وابن الخالة وابن الخالة وبنت العمة وابن العمة وبنت الخال وابن الخال وسائر الأقرباء البعيدين والقريبين. وهنا يطرح سؤال وهو: هل من الأفضل أن يتزوج الإنسان من أقربائه أم من غيرهم؟ إن للزواج من الأقرباء مزايا من دون شك، وهي أولا: إن لأفراد الأقرباء معرفة كبيرة بأخلاق وسلوك الطرف الآخر، لأنهم معاشرون لبعضهم. ثانيا: تستحكم الرابطة النسبية بين الأقرباء ويساعد ذلك في صلة الرحم الذي أوصى الإسلام به. ثالثا: يتساهل الأقرباء في مقدمات الزواج ومستلزماته كمراسيم العقد والمهر والجهاز والأثاث. رابعا: يكون الزواج أكثر ثباتا واستحكاما بسبب القرابة، ويقوى الالتزام برعاية الآداب والأخلاق والعفو والصفح. خامسا: يقل الطلاق في هكذا زواج؛ لأنه لو حدث بينهما نزاع واختلاف، يتدخل في ذلك كبار الأقرباء ويصلحون فهذه الامتيازات سبب رغبة الناس بالزواج من الأقرباء.

ولكن يعتقد أكثر العلماء بأنه لا يصلح الزواج من الأقرباء القريبين كبنت العم وابن العم، وبنت العمة وابن العمة وبنت الخالة وابن الخالة وبنت الخال وابن الخال، بل يمنعون ذلك أحيانا. يقول هؤلاء العلماء: إن العيب الكبير في هكذا زواج هو احتمال تولد أطفال مشوهين وناقصين. قالوا: أثبتت الإحصاءات أن عدد الأطفال المعلولين وناقصي الخلقة والمتخلفين روحيا وجسميا، والمصابين ببعض الأمراض الدموية، والتشنجات المرتبطة العظام، والعمى المقترن بالحمق، وبعض أنواع جنون الشباب، والصم، والبكم، يكثرون في زواج القرابة نسبة للزواج من الأسر البعيدة. ولو بحثتم في أحوال هكذا أطفال لوصلتم إلى هذه النتيجة، التي أثبتها الإحصاء.

ولا يدعي العلماء بأن الأطفال الناقصي الخلقة يختصون بالزواج النسبي، لأنهم يوجدون عند غيرهم أيضا. ولكنهم يكثرون في زواج الأنساب. وأيضا لا يدعون أن مصير هكذا زواج ينتهي إلى ذلك؛ لأن كثيرا من حالات الزواج النسبي لا يوجد فيها طفل ناقص أبدا. بل يقول العلماء: لو حققنا في الزواج النسبي وفي غيره وقايسنا الأطفال العليلين فيهما لكان الأطفال الناقصين في الزواج النسبي أكثر منهم في غيره.

يقول العلماء: إن علة هذه النواقص هي الأمراض الإرثية. وقالوا: إن بعض الأمراض تنتقل إلى الأطفال بالتوارث من الآباء والأمهات والأجداد. وعامل التوارث هو وجود الصبغيات الناقصة والمعابة عند أحد الآباء والأجداد التي تنتقل منهم إلى الأبناء وتجعله ناقصا ومعلولا. هذه الصبغيات تنتقل أحيانا من الأب فقط وأحيانا من الأم فقط وأحيانا تنتقل بواسطتهما معا، وعند ذلك يكون احتمال ظهور المرض عند الطفل كبيرا.

ولهذا ففي الزواج من الأقرباء يحتمل وجود صبغيات المرض في أحد الآباء والأجداد فتنتقل إلى الأب من طريق وإلى الأم من طريق آخر، وبالتالي تجتمع في أحد الأطفال أو بعضهم وتصيب الطفل بذلك المرض. ويقل هذا الاحتمال في الزواج النسبي.

وبما أن إنجاب الأولاد الناقصين في الزواج بين الأقرباء هو احتمال كبير، يكون من الأفضل اجتنابه.

وهنا أجلب انتباهكم لرأي أحد المتخصصين في علم النفس من أمريكا إذ يقول:" تبين مطالعات علماء علم الوراثة أن أكثر الزواج النسبي يسبب أطفالا متخلفين, وليس كل زواج نسبي يسبب هذه النتيجة، كما يعيش الآن ملايين الأفراد وهم سالمون ولدوا نتيجة زواج الأقرباء. وفي كثير من الدول وبخاصة أمريكا واسكندنافيا، يجرى فحص دقيق للجينات الوراثية عند الزوج والزوجة، وعندما تكون النتيجة موجبة يتم الزواج.

ويعتقد بعض العلماء المتخصصين في هذا الأمر أنه كما منع زواج الأخ و الأخت، يجب منع زواج بنت العم وابن العم وبنت الخالة وابن الخالة، وبنت الخال وابن الخال، بالتدريج أو يكون زواجهما موكولا لتقديم وثيقة من مؤسسة الشؤون الوراثية لتقليل الأطفال المتخلفين جسميا وذهنيا. وسبب كثرة الأطفال المتخلفين في زواج القرابة هو أن العلماء يعتقدون بأنه يوجد أكثر من ألفي مرض وراثي ويمكن لأي فرد سليم أن يكون حاملا لاثنين أو ثلاثة من الصبغيات المسببة لهذه الأمراض الوراثية. وبما أنه في زواج القرابة يكثر وجود الصبغيات المتشابهة والمرضية، فيزداد احتمال مرض الأطفال وتخلفهم، ويتضاعف هذا الخطر في زواج القرابة ثلاثين ضعفا. ولكن الأزواج من الأقرباء القريبين ولهم أطفال سالمون فليحسن حظهم لم يكن لديهم صبغيات مرضية متشابهة ولهذا تخلصوا من هذا الخطر المهم. في الدول الاسكندنافية توجد لكل فرد جنسية ووثيقة صحية تعتبر شجرة النسب للأفراد وتبين إلى أي حد كانوا مصابين بالأمراض، وعندما يريد شخصان الزواج تراجع هذه الجنسية الصحية، وتصدر لهما إجازة الزواج.

يعتقد الخبراء في علم الوراثة أن عدد الأطفال المرضى والناقصين في الزواج النسبي بين الأقرباء أكثر منهم في الزواج غير النسبي، ولهذا يرجح الكاتب لامتناع عن الزواج بين بنت العم وابن العم وبين الأقرباء أمثل بنت لخل وبنت الخالة؛ إذ رغم أن تولد الأطفال المرضى من هذه الأسر هو احتمال فقط، ويحتمل تحققه في الأسر الأخرى أيضا، لكنه احتمال كبير، وبالنظر إلى المشاكل والصعاب الناتجة عنه فالأفضل الحيلولة دون محققة أيضا؛ لأنه لا تخفى على أحد حياة هؤلاء الأطفال الصعبة والمؤلمة، والمشاكل والأتعاب التي يلاقيها ممرضوهم وممرضاتهم.

وهنا يطرح سؤال وهو: لو كان زواج الأقرباء مضرا، لحرمه الإسلام، فليس الخطر بتلك العظمة والشدة حتى يستلزم التحريم.

ولعل إشكالا آخر يخطر بذهن القارئ وهو: إن لم يكن صحيحا زواج ابن العم وبنت العم، لم يكن النبي ليزوج ابنته فاطمة للإمام علي لأنهما كانا ابن عم وبنت عم. في حين تحقق ذلك الزواج بواسطة الرسول وكانت ثمرته أطفالا سالمين كالإمام الحسن والحسين وزينب وأم كلثوم.

وأجيب عن ذلك بأنه: كما لاحظتم سابقا ليست القرابة هي الوحيدة المسببة لوجود الأطفال الناقصي الخلقة، بل كون أحد الآباء والأجداد مريضا، فيسبب انتقال صبغيات وجينات ذلك المرض إلى أولادهم، فيمكن للزوجين القريبين أن يكونا حاملين لصبغية ذلك المرض فيزداد احتمال تولد طفل ناقص. فلو تيقنوا من عدم إصابة أجدادهم بهذا المرض يمكنهما الزواج براحة بال. ولهذا اعتادت بعض الفرق من الناس على الاحتفاظ بشجرة النسب لأنفسهم، يسجلون فيها مرض الأفرا د وسلامتهم.

لذلك يمكن القول في زواج فاطمة بالإمام علي . أن النبي كان يعلم بسلامة آبائه وأجداده وعدم إصابتهم بالنقص و المرض، لذلك ينعدم احتمال وجود الصبغيات المرضية ولا يتوجه إليهم احتمال أي خطر، ولذلك وافق على هذا الزواج.

تقدم أن إذن الولد والبنت ضروري في صحة العقد ويبطل الزواج بدونه. لذلك يجب أن يكون برنامج الزواج كما يلي: عندما يأتي رجل لخطبة البنت، يجب على والديها التحقيق في جميع خصائصه وصفاته هو وأسرته، ثم بيان ذلك من دون زيادة أو نقيصة للبنت، فإن وافقت يأتي دور الرؤية. وبعد ذلك يعينون وقتا ليرى فيه كل من الولد والبنت الآخر، ويتعرفا بواسطة الحديث مع بعض على أخلاق كل منهما، في مجلس أو عدة مجالس. فإن أرتضى كل منهما الآخر، يأتي دور الآباء فيتحدثون ويهيئون مراسيم الخطبة والعقد والزواج. ومع الأسف فإن كثيرا من الأسر لا تلتزم بهذا البرنامج في تزويج بناتها. بالأخص أهل المدن والناطق البعيدة في الدولة. فالمسنون عندما يخطب منهم رجل ويرتضونه، يجيبونه بالإيجاب قبل التشاور مع البنت. ويقيمون مراسيم الخطبة وتعيين المهر من دون الأخذ برأيها، وتستسلم أكثر الفتيات لهذا الوضع، وتقبل الزواج دون رأي ولاكلام لها في هذا الأمر. وفيهن التي لا ترضي الزوج ولا ترضى بهذا الزواج قلبا، ولكنها لا تجرؤ على المخالفة، أما حياء وخجلا أو للخوف من تهديد الوالدين وعصبيتهما، فلا تقول شيئا لكنها حزينة قلبا تنتظر وقوع حادثة تلغي الخطوبة. تتم مرحلة الخطوبة ويستعد الآباء لإعداد مراسيم خطبة العقد. وهنا ترى الفتاة أن الخطر قريب فتظهر مخالفتها، لكنها تواجه رد الفعل الشديد لوالديها. أي عيب في هذا الزوج؟ أتريدين البقاء في البيت دائما؟ لو ألغينا هذه المراسيم فسوف نفتضح أمام الصديق والعدو، فيكثرون عليها الكلام حتى تضطر إلى السكوت. ولكن لو استمرت مخالفة البنت فسوف يشتد رد فعل الأبوين، فيغضبان ويرفعان أصواتهما بوجهها، ويلطمان وجوههما ويهددان البنت بالضرب والإخراج من المنزل، وقد يضربانها، لكي ترضى بالزواج.

لا قدرة للبنت المظلومة على التهديدات فتضطر إلى الصمت، لأنها ترى جميع الأبواب مغلقة أمامها ولامنحنى لها. وعلى أية حال تحل ليلة العقد ويحظر المدعوون في هذه الحفل الذي يعتبر عزاء بالنسبة للعروس التي تجبر على إجراء صيغة العقد. ويجلس حولها الأقارب والأصدقاء. وفي هذا الحال يأتي العاقد ليأخذ الأذن من البنت في تزويجها لهذا العريس الغير مرغوب، ولا تجد البنت بدا من هذه الحالة سوى الجواب بنعم ولكنه إذن يصدر من اللسان لا من القلب.

وبعد ذلك تتم مراسيم الزواج على هذا المنوال. ويرسلون البنت المظلومة الى بيت الحظ كما يقال، ويرسلونها إلى بيت لا تحبه ولا تحب صاحبه، وليست نتيجة الزواج كهذا سوى التعاسة والمرارة؟ فقد ذهبت البنت إلى بيت رجل تنفر منه بكل وجودها، ولا تظهر له المحبة، وتظهر بوادر عدم التوافق بينهم. وبالتالي يحدث اختلاف والنزاع الدائمي بينهما. أو ينتهي أمرهما إلى الطلاق والفراق، أو يتظاهران إلى العيش في هذا السجن الإجباري والعذاب الدائم. وواضح مصير أطفال هكذا أسرة تعيسة وغير منسجمة.

وتقع مسؤولية كل هذه التعاسة على عاتق الآباء والجهلاء والمتكبرين الذين لم يأخذوا برأي ابنتهم عند اختيار الزوج لها وفرضوا عليها هذا الزواج من دون الاهتمام بميولها الداخلية، وفي الحقيقي حرموا البنت من حقها المشروع، أي الحرية في اختيار الزوج، وهذه خيانة كبيرة جدا لا تخلو من الجزاء الدنيوي والأخروي.

العرس أو الزواج:

من المعتاد بين الناس أن ينقل جهاز العروس إلى بيت الزوج قبل ليلة العرس، وتزيين حجرة العروس بواسطة أقربائها. وتزين العروس وترتدي الملابس النظيفة والجديدة، وهكذا الرجل، وبعد ذلك تؤخذ العروس إلى بيت الزوج مع جمع من أقربائها وأقرباء الزوج بفرح وترديد للأناشيد السارة، ومراسيم خاصة عند الشعوب المختلفة، وليس الإسلام مخالفا لهذه التشريفات بل يؤيدونها إن لم يكن فيها فعل غير مشروع.

قال رسول لزوجاته عند عرس الزهراء: "زين الزهراء وعطرناها وافرشن حجرتها لنأخذها إلى بيت زوجها".

وقال لبنات عبد المطلب ونساء المهاجرين والأنصار: "سايرن الزهراء إلى بيت زوجها ورددن الأناشيد وانشرن السرور ولا تقلن مالا يرضي الله تعالى".

وإن كان الزوج متمكنا ماليا فليحسن أن يقيم وليمة في تلك الليلة ويدعو لها أقربائه وأصدقائه وجيرانه وبعض الفقراء والمساكين. وتستحب الوليمة للعرس، وقد جاء التأكيد عليهما في قول الرسول لعلي عند زواج الزهراء : "يا علي! يجب إعداد وليمة في الزواج". ففي الزواج يشعر الزوجان بالشخصية والعظمة وأنما مرفعا الرأس أمام الأصدقاء والأقرباء ويعلنان ابتداء حياتهما الجديدة بتلك الحفلة. وبالأخص النساء فهن يعرن اهتماما أكبر لهذه المراسيم ويعتبرنها دليلا على المحبة، وعدمها إهانة لهن.

 

 

 

الخطوبة:

اعتاد بعض الناس على أن يخطبوا الولد والبنت سن الزواج، أو يخطبوهما منذ الطفولة أو الرضاعة. لم تقرأ صيغة العقد في مراسيم الخطوبة. بل يتم ذلك بتبادل خاتم الخطوبة والملابس والحلويات. وفي هذه المراسيم يقرر والدا البنت والولد أن يزوجوهما في الوقت المناسب. وتتم هذه المراسيم لكي يحفظ الشاب والشابة من الزواج من غيرهما، وهنا يطرح هذا السؤال: هل أن الخطوبة سنة جيدة أم لا؟

برأيي أنه لا إشكال في الخطوبة لو كانت في سني الزواج في حالة أن الفتاة والفتى يتمتعان بالنضج والوعي الكافيين، ويمكنهما معرفة المصالح والأضرار التي تصيبهما، وبشرط التحدث مع البنت والولد ورضاهما. ولكن لو خطب الصبي والصبية في مرحلة الطفولة أو بداية الشباب والفتوة وأريد تزويجهما في السنين القادمة، فأنا لا أرجح ذلك، ولا أرى صلاحا فيه؛ لأن الفتى والفتاة لا يتمتعان بنمو ورشد كاف في سني الطفولة، ولا يمكنهما تشخيص منافعهما ومصالحهما، ولعلهما لا يرتضي أحدهما الآخر بعد أن يكبرا، وعند الزواج، ولكن بما أنهما كانا في مرحلة الخطوبة لسنين متعددة فلا يجرأ آن على الرفض وفسخ الخطوبة، إضافة إلى ذلك فإنهما يواجهان مخالفة الوالدين والأقرباء الشديدة. وبالتالي فإنهما مجبران على حياة مملوءة بالعذاب والمرارة والألم، ويؤدي ذلك عادة إلى الطلاق، والمسؤول عن كل هذه الآلام والتعاسة هما الوالدان اللذان خطبا الولد والبنت في زمن الطفولة وقبل بلوغهما العقلي.

 

المهر:

من المسنون أن يقدم عند الزواج سيئا لزوجته، يسمى في الاصطلاح مهرا وصداقا. فكما تكون الخطبة في جهة الرجل، فالمهر يقدم للمرأة من جانبه أيضا. والرجل هو الذي يذهب إلى المرأة ويخطبها ويبدي لها المحبة لا العكس، ولإثبات صدقه وجلب اهتمام المرأة يجب أن يقدم لها شيئا بوصفه مهرا، ليست المرأة سلعة تشترى حتى تباع بواسطة المهر، بل هي محبوبة الرجل وعليه لإثبات صدقه والسيطرة على قلبها أن يقدم لها مقدارا مما يملك. لا تصغر ولا تحتقر شخصية الرجل بالخطبة وإعطاء المهر، بل إن هذا يلازم الرجولة. ولو إن المرأة قامت بهذا العمل تتزلزل شخصيتها. تتمتع المرأة بجمال ونعومة وجاذبية خاصة تجعل الرجل أسيرا وعاشقا لها وتجذبه عتبة دارها لخطبتها.

أدركت المرأة بإلهام فطري أنها محبوبة الرجل وأن عزتها وحرمتها في أن لا تضع نفسها مجانا تحت اختياره بل تجعل نفسها أكثر محبوبة بواسطة إظهار الدلال وعدم الحاجة. فالمرأة ظمآنة للمحبة والعطف وتحب رجلا يحبها من صميم قلبه، وتعتبر المهر دليلا على صدق كلامه. ليس المهر مبلغا للتعامل، بل هو من علائم صدق الرجل، ولهذا يسمى صداقا. لا تبيع المرأة نفسها بالمهر، بل تختبر صدق الرجل في إظهاره للعشق والعلاقة بهذه الوسيلة فيرتاح بالها، وهذه هي فلسفة المهر.

 

 

مقدار الصداق:

لم يحدد مقدار معين للصداق بل يرتبط مقداره بالتوافق بين الرجل والمرأة.

قال أبو جعفر : "الصداق ما تراضيا عليه من قليل أو كثير".

عن جعفر بن محمد عن آبائه عن علي عليه السلام قال: "إني لأكره أن يكون المهر أقل من عشرة دراهم لئلا يشبه مهر البغي". فلا يصح أن تجعل المرأة نفسها في معرض الرجل مجانا.

 

ماهية الزواج المؤقت:

يتميز الإسلام عن غيره من التشريعات باعترافه إلى جانب الزواج الدائم بنوع آخر من أنواع الزواج هو الزواج المؤقت هل لنا بتعريف الزواج المؤقت؟؟

الزواج المؤقت هو علاقة زوجية مؤقتة تنشأ بعقد يذكر فيه المدة والمهر إلى جانب العنوان الزوجي ويتميز عن الزواج الدائم بالإضافة إلى الأجل المحدد بعدم ترتب لإرث أو النفقة عليه إلا إذا اشترطت المرأة لنفسها ذلك.

 

شرعية الزواج المؤقت:

إن شرعية الزواج المؤقت موضع خلاف بين المسلمين الشيعة من جهة والسنة من جهة أخرى إلى ما يعود هذا الخلاف بينهما حوله؟؟

يتفق المسلمون على أن النبي شرع هذا الزواج في ظروف خاصة ولكن فريقاً منهم وهم أهل السنة يرون أن النبي رفع هذه الشريعة ونسخ هذا الحكم وبذلك تحول الحلال إلى حرام لكن المصادر الإسلامية الشيعية تروي انه لم ينسخ وان مسألة المنع جاءت من قبل عمر بعد النبي ولم تأتِ من قبل النبي نفسه وإذا كان من المعروف إن أحداً لا يملك أن يحرم شيئاً حلله رسول الله فلا بد من أن نحمل تحريم عمر بن الخطاب للزواج المنقطع على انه تحريم إداري ينطلق من منطقة محصورة في مدة معينة ..

في أي حال فإن الفقه الشيعي اعتبر أن تشريع هذا الزواج بقي حلالاً بينما اعتبره الفقه السني حراماً وقد كتب الشيعة والسنة في أبحاثهم الفقهية الكثير من المداخلات التي تؤيد هذا الرأي أو ذاك ولا تزال المسألة موضوع جدل دائم كغيرها من المسائل التي يختلف فيها السنة والشيعة..

 

استمرارية التحليل:

يؤكد البعض أن إباحة المتعة كانت ضرورية في فترة معينة لذا عمر بن الخطاب حرمها بعد ذلك؟؟

إذا كانت الضرورة هي التي أباحت المتعة وهي شعور النبي بوجوب حماية المسلمين في بعض الغزوات من الضغط الجنسي فإن هذه الضرورة موجودة في كل زمان ومكان فهناك الكثيرون ممن يعيشون الضغط الجنسي دون أن يتمكنوا من الزواج فإن كانت الضرورة هي التي أملت على رسول الله تشريعها فإن الضرورة التي أملت وجودها ليست محصورة في ذلك المكان أو في ذلك الزمان بل هي موجودة الآن بشكل أقسى مما كانت عليه في زمان النبي وبالتالي ليس هناك أي مبرر لنسخها لأنها ضرورة ممتدة في الزمان والمكان.

 

الرسول وتحريم الزواج المؤقت:

يقول المسلمون السنة إن الرسول حرم المتعة بعد تحليها فهل حدث ذلك فعلاً؟؟

يروي السنة أحاديث عن الرسول وأخرى عن على بأن النبي حرم المتعة والملحوظ انهم يذكرون أنه حرمها في موقعين ولكن لو كان قد نسخها فعلاً لما كان هناك مبرر لإباحتها اليوم وتحريمها غداً ثم أباحتها من جديد الأمر الذي يدل على أن هذا التحريم ليس واقعياً وحقيقياً وما يؤكد ذلك ما جاء من عمر عندما قال: (متعتان كانتا على عهد الرسول حللهما وأنا أحرمهما وأعاقب عليهما ) ومن المعلوم أنه ليس لعمر حق في تحريم ما احله الله.

الحقوق والواجبات المترتبة على رابطة الزواج :

إن الزواج عقد, وهو كأي عقد يترتب حقوقا وواجبات متقابلة على كلا الطرفين, من أهمها:

1- دفع مقابل لأحد الزوجين: وهذا الحق إما أن يترتب للزوجة على الزوج ويسمى مهراً كما هو الحال في النظام الإسلامي إما أن يكون حقاً للزوج على الزوجة وهذا هو نظام الدولة الذي عرف في التشريع الروماني وأقرته الكنيسة المسيحية ثم ألغته القوانين المدنية في معظم البلاد التي كانت تأخذ به, إلا أن الأعراف لدى بعض الطبقات في هذه البلاد حتى الآن تقضي بتطبيق هذا النظام.

2- نفقة الأسرة: وتترتب بموجب النظام الإسلامي على الزوج فمهما كانت المرأة غنية لا تجبر على المشاركة في نفقات البيت, وتميل معظم المجتمعات التي تسمح للمرأة بالعمل, إلى أن تأخذ بنظام المشاركة بين الزوجين في نفقات الأسرة المعشية.

3- رئاسة الأسرة: لما كان كل مجتمع لابد أن يكون به رئيس أو مسؤول ولما كانت الأسرة مجتمعاً صغيراً فإن من الطبيعي أن يكون لها مسؤول أول, هذا المسؤول حسب النظام الإسلامي هو الزوج. وليس في ذلك أي انتقاض من حقوق المرأة أو امتهان لشخصيتها وكرامتها, والمرأة في ظل الإسلام عزيزة كريمة لها من الحقوق الهامة أكثر مما للمرأة في أي مجتمع آخر, إلا أن طبيعة عمل الزوج على الأغلب وكونه أقدر على تحقيق مصالح الأسرة والإشراف على شؤونها هو الذي حدا بالإسلام إلى أن يقرر مسؤولية الرجل عنها.

4. ترتيب الأولاد: تقوم الأسرة بإشراف الزوج والزوجة على تربية الأولاد حتى سن معينة وتختلف هذه السن باختلاف المجتمعات وبدء السن الدراسية في الدارس, وحتى مع وجود المدرسة تبقى للأسرة مهام تربوية عظيمة.

5. احترام عقد الزوجية : ويترتب على الزوج أن يحترم كل من الزوجين عقد الزوجية, وإذا حصل أن خان أحد الزوجين هذه العلاقة فإن بعض المجتمعات تعاقب الخائن وتفسخ عقد الزواج بينهما, بينما لم تجد مجتمعات أخرى أي سبب يبرر فصم عقد الزواج حتى ولو كان هذا السبب خيانة زوجية, وبهذا تقول معظم الكنائس المسيحية, التي أخذت تتساهل بعض الشيء بتأثير الواقع, فتسمح بالتفريق بين الزوجين في حالة الخيانة الزوجية,كما أن القوانين المدنية الحديثة حتى في البلاد المسيحية, أخذت بالتفريق بين الزوجين لهذا السبب.

 

 

دفع شبهات عن نظام الإسلام في الزواج:

1.تعدد الزوجات: أباحت الشريعة الإسلامية للرجل أن يتزوج بأكثر من واحدة إلى أربعة, وقد أثارت هذه الإباحة تعليقات كثيرة من خصوم الإسلام, وللإجابة على هذه التعليقات لابد من الإشارة إلى عدة أمور:

* ليس معنى إباحة الشيء الأمر به, فالإسلام في إباحته للتعدد لم يأمر به كما نعلم, وإنما شرعه مراعياً الفطرة الإنسانية والرغبة في حل الكثير من المشاكل الاجتماعية التي تترتب على حظر التعدد أو تحريمه تحريماً تاماً.

* يشترط لمن يعدد أن يعدد أن يعدل بين زوجاته في الإنفاق فمن لم يستطيع العدل أو لم يأمن على نفسه من الوقوع في التميز بين زوجاته كان اثماً في تعداده.

* ويجب أن يكون قادراً على الإنفاق على الزوجات وأولادهن, والأصل أن هذا من شروط الزواج حتى بواحدة وهذا ما يقاضيه حديث رسول الله "ص": (من استطاع منكم الباءة فليتزوج) فالاستطاعة جسدية ومالية.

* هذا ولابد أن نلاحظ هنا أن تعدد الزوجات كان نظاماً معروفاً قبل الإسلام وكانت بعض المجتمعات تبيح التعدد بلا قيود,فجاء الإسلام ليحدد العدد فيجعله لا يزيد على أربعة وليشترط العدل والقدرة على الإنفاق.

وحين أباح الإسلام هذا الإسلام هذا التعدد فإنه عالج أسباباً كثيرة تدعو إليه, منها:

1- أن تكون المرأة عقيماً ويريد الرجل ذرية وخلفاً, فإذا لم يكن نظام التعدد قائماً كان على الرجل أن يطلق زوجته رجاء الذرية من زواجه الجديد, وفي هذا ما فيه من إساءة للمرأة التي تفضل في مثل هذه الحالة البقاء في بيتها مع زوجها ولو شاركتها زوجة جديدة.

2- ويشبه هذا أن تكون المرأة مريضة لا تستطيع القيام بواجباتها الزوجية, ولا شك أن بقاء مثل هذه المرأة مع زوجها, مع السماح له بأن يتزوج عليها أصون لكرمتها وأحفظ لحقوقها.

3- والتعدد يكون في كثر من الأحيان تصحيحاً لغلط وقع بين رجل وامرأة وكانت المرأة فريسة هذا الغلط إذا يؤذيها في سمعتها وكرامتها, ولا دافع لذلك الأذى إلا بأن يتزوجها ولو كان متزوجاً, وقد يكون التعدد واقياً من خطأ قد يقع أو من المؤكد أنه سيقع إذا لم يكن هذا الزواج.

4- وقد تدخل الدولة في حرب يترتب عليها فناء عدد كبير من رجالها فتصبح النسبة بين عدد الرجال والنساء متباعدة جداً كما حصل في بعض الدول بعد الحرب العالمية الثانية, يبدو لنا أنه في مثل هذه الحالة يكون نظام التعدد لازماً للإبقاء على تماسك المجتمع وبقاء العلاقات بين الرجال والنساء مشروعة, ثم إن التعدد سيتيح لهذه الأمة أن تعيد ترميم كيانها البشري من جديد.

 

الحقوق الزوجية في الإسلام :

نستطيع أن نقسم الحقوق التي يرتبها الإسلام على عقد الزواج إلى ثلاثة أنواع:

1- حقوق مشتركة بينهما

2- حقوق للزوج على زوجته

3- حقوق للزوجة على زوجها

أما الحقوق المشتركة , فمنها حل الحياة أو العشرة الزوجية إذا أنها لا تحل في الإسلام إلا بالزواج وهي حق للزوجين على السواء, ومنها حرمة المصاهرة, إذا يحرم عليه أن يتزوج من أصوله زوجته وفروعها وفروع أبنائه وفروع أبنائها وبناتها كما تحرم زوجته على أصوله وفروعه أي على آبائه وأجداده وأبنائه وفروع أبنائه وبناته, ومنها أن يتوارثا فيما بينهما , فإذا مات أحد الزوجين ورثه الآخر, فيرث الزوج زوجته إذا ماتت قبله, وترثه إذا مات قبلها.

أما حقوق الزوج على زوجته فمنها حق الطاعة, والقرار في البيت, فلا تخرج إلا بإذنه, وقد فصل العلماء كيف يكون ذلك, ومنها ثبوت نسب من تأتي به من ولد أنه له.

وأما حقوق الزوجة على زوجها فمنها حق المهر , وهو من قبيل معاونة الزوج للزوجة على الاستعداد للحياة الزوجية, ومنها حق النفقة, هذا ما يقضيه توزيع الحقوق والواجبات بينهما, فإذا كان على المرأة أن تقوم على رعاية البيت وتدبير شؤون الأولاد, فإن على الزوج أن يقوم بالأعباء المالية, ومنها حق العدل, والعدالة توجب عليه أن يعاملها بالمعروف, وألا يؤذيها بالقول أو بالفعل, وقد قال رسول الله : خير كم خير كم للنساء, وخير كم خير كم لأهله, وأنا خيركم لأهلي.

 

 

 

 

 

 

 

 

الخاتمة :

قال تعالى في كتابه العزيز: { وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ } أي لا تنصفوا ولا تعدلوا يا معاشر أولياء اليتامى {فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم} أي ما حل لكم ولم يقل من طاب لكم لأن معناه فأنكحوا الطيب { مِّنَ النِّسَاء } أي الحلال منهن أي من اللاتي يحل نكاحهن دون المحرمات اللاتي ذكرن في قوله حرمت عليكم أمهاتكم الآية ويكون تقديره على القول الأول إن خفتم أن لا تعدلوا في نكاح اليتامى إن نكحتموهن فأنكحوا البوالغ من النساء وذلك أنه إن وقع حيف في حق البوالغ أمكن طلب المخلص منهن بتطييب نفوسهن والتماس تحليلهن لأنهن من أهل التحليل وإسقاط الحقوق بخلاف اليتامى فإنه إن وقع حيف في حقهن لم يمكن المخلص منه لأنهن لسن من أهل التحليل ولا من أهل إسقاط الحقوق وقوله { مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ } معناها اثنتين اثنتين وثلاثا ثلاثا و أربعا أربعا فلا يقال أن هذا يؤدي إلى جواز نكاح التسع فإن اثنتين وثلاثة وأربعة تسعة لما ذكرناه فإن من قال دخل القوم البلد مثنى وثلاث ورباع لا يقتضي اجتماع الأعداد في الدخول ولأن لهذا العدد لفظا موضوعا وهو تسع فالعدول عنه إلى مثنى وثلاث ورباع نوع من العي جلّ كلامه عن ذلك وتقدس وقال الصادق لا يحل لماء الرجل أن يجري في أكثر من أربعة أرحام من الحرائر { فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ } بين الأربع أو الثلاث في القسم أو النفقة وساير وجوه التسوية { فَوَاحِدَةً} أي فتزوجوا واحدة { أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} أي واقتصروا على الإماء حتى لا تحتاجوا إلى القسم بينهن لأنهن لا حق لهن في القسم { ذَلِكَ } إشارة إلى العقد على الواحدة مع الخوف من الجور فيما زاد عليها { أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ } أي أقرب أن لا تميلوا وتجوروا عن ابن عباس والحسن وقتادة ومن قال معناه أدنى أن لا تكثر عيالكم فإنه مع ضعفه في اللغة ففي الآية ما يبطله وهو قوله أو ما ملكت إيمانكم ومعلوم أن ما يحتاج إليه من النفقة عند كثرة الحرائر من النساء مثل ما يحتاج إليه عند كثرة الإماء وقيل كان الرجل قبل نزول هذه الآية يتزوج بما شاء من النساء.

 

 

 

 

 

 

:b2dflg:

 

 

 

 

 

:ssm9:

 

 

 

:dry:

مال صفناا

يعرفون روحهم

 

 

 

 

 

:aq2:

هذي التقرير انا طبعته

لووووووووووول

 

 

يعني تحلمون تاخذونه

 

 

خخخخخخخ

 

 

 

:n6:

Link to comment
Share on other sites

عندي رااي بس اخاف يزعلكم

 

لكن باقولة وعلى الله

 

اعتبروها نصيحة

 

 

 

 

تداول التقارير في المنتدى هذي اكبر غلط

 

صج بترتاحون في البداية وبتحصلونة بارز مبرز لاتعب فيه ولا سهر

 

بس في النهاية انتو الي بتخسرون

 

لان الشي الي تتعب فيه بالبداية تترتاح فيه بالنهاية

 

الحين انت يالطالب بتنقل التقرير كوبي بيست وبتطبعة و بتودية حق المدرس

 

بيصححة

 

وشي اكيد في طلاب من مدرستكم مشاركين في نفس المنتدى بياخذون التقرير نفسة وكوبي بيست وبيودونة حق المدرس

 

وبيلاحظ المدرس ان تقاريركم مثل الشي

 

والاثنين بينقصون

 

وهذي ناتج عن تجربة

 

مرة صادني جذي

 

والحمد لله ان المعلمة كانت رحومة شوي وعطتني نص الدرجة

 

ماقلت هلحجي عشان احبطكم او استهزء

 

هذي مصلحتكم

 

وكل واحد ادرى بمصلحتة

 

وكل الشكر لك ياولد المنامة لمبادرتك الطيبة في مساعدة اخوانك وخواتك الي هم في سنك

 

وسمحولي :aq11:

Link to comment
Share on other sites

الايض والاتزان

http://www.bh2day.net/medialoader/midi2/10...7ya2-etzan1.zip

 

ديــــــن كأن102

الـــــزواج

http://www.bh2day.net/medialoader/midi2/10...n-102-zawaj.zip

 

الصداقة

http://www.bh2day.net/medialoader/midi2/9adaqah.zip

 

 

الايض والاتزان 2

http://www.bh2day.net/medialoader/midi2/10...7ya2-etzan2.zip

 

 

 

كيم314

 

http://www.bh2day.net/medialoader/midi2/1059-kem314.zip

Edited by وولـد المنـامــة
Link to comment
Share on other sites

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

Guest
الرد على هذا الموضوع...

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

Loading...

×
×
  • Create New...