Jump to content
منتدى البحرين اليوم

«أهل شرق» لا تحتاج إلى كل هذا النقد اللاذع


Recommended Posts

«أهل شرق» لا تحتاج إلى كل هذا النقد اللاذع| تاريخ النشر:يوم الثلاثاء ,14 نوفمبر 2006 12:48 أ.م.

 

 

 

جاء في الحكمة: "أنظر إلى ما قيل ولا تنظر إلى مَنْ قال "، و" تكلّموا تُعرفوا فإن المرء مخبوء تحت لسانه"، وبناء على ذلك فإنّ المعوّل في العملية النقدية هو العمل ذاته وليس القائم بالعمل، ويأتي القائم بالعمل في المرتبة الثانية بعد دراسة عمله دراسة وافية ومنصفة، ولا أقصد هنا المقولة التي تشدّق بها الكثيرون وهي

 

(موت المؤلف)، أما الذي حدث يوم الخميس الماضي 9/11/2006م بُعيد عرض مسرحية فرقة الدوحة المسرحية " قطر " (أهل شرق) للمؤلف المخرج عبد الرحمن المناعي، وبالتحديد في الندوة الخاصة لنقد المسرحية، فقد ركّزت أغلب النقود من قبل النقاد على شخص القائم بالعمل وهو المؤلف المخرج، وليس العمل ذاته، أي موضوع المسرحية ذاتها، والعجيب أنهم أهالوا عليه الكثير من جُمل المدح، ولكنهم بطريقة غير مباشرة - وباسلوب مُقنع وغير مقنع - أهالوا عليه الكثير من الانتقادات وكأنه مخرج للتوّ يبدأ مشواره الفني،

 

ويا لها من مفارقة غريبة !.. أتقبل أيها القارئ العزيز أن أمدحك وأرفعك إلى السماء، ثم أذمك مباشرة وأُركسكَ في الأرض؟.. هذا ما حدث تماماً كما رأيت وأنا أحد حضور تلك الندوة.

 

لقد أبهرني عرض مسرحية (أهل شرق) وكان تركيزي قبل أيّ شيء آخر على الموضوع، حيث أخذتني المشكلة التي تعالجها المسرحية كلّ مأخذ، ووجدت وأنا أتابع فقرات المسرحية فقرة فقرة، أنها تتحدث عن واقعنا المعاصر الذي بدأت ملامحه تظهر بُعيد الثورة النفطية مباشرة ومازلنا نعاني الأمرين من السلبيات الاجتماعية التي جاءت متوازية مع هذه الثروة، حتى قسمت المجتمع إلى قسمين: قسم يقدّس المادة والجاه، متفانٍ في جمع المال والثروة واحترام معدلات الربح ومؤشرات الأسهم حتى لو كان كل ذلك على حساب المبادئ والقيم، وقسم آخر متمسك بثوابته الدينية والأخلاقية، متفانٍ في حب الخير والأرض والإنسانية، وما المال لديه إلا وسيلة للمعروف، وإقامة العدل، كما جاء في الأثر (ما أحلى الدين والدنيا إذا اجتمعا) و (نعم العون على الدين الغنى).

 

وحسب رأيي الانطباعي أن مسرحية " أهل شرق " لا تحتاج من النقد اللاذع كل الذي قيل فيها، وقد رأيت بأمِّ عيني كيف يتقدّم النقاد في عرض عضلاتهم النقدية عضلة عضلة، فيشرّقون هنا ويغرّبون هناك وكأنهم جاؤوا لمناقشة معضلة عظمى تحتاج إلى كل هذا التفلسف الزائد عن الحدّ، وليتهم تناولوا بطريقة منطقية قصة المسرحية من عقدتها وشخوصها.. ليتهم تناولوا نقاط الخير وفي مقابلها نقاط الشر.. ليتهم تناولوا الإيجابيات وهي كثيرة في المسرحية بينما نراهم قد ركّزوا على السلبيات فقط وهي قليلة، حتى لو كان هذا النقد صادراً ممن يحملون قبل أسمائهم حرف الدال والنقطة أو الألف والنقطة - مع اعتذاري لجميع النقاد -، فحسبنا من فنون الأداء أنها تستطيع إيصال الرسالة الإنسانية، وأنها تساهم في توعية الجيل ورفدهِ بالبصيرةِ الثاقبة، والنظرة الحكيمة لدور المال، بحيث نصل بأخلاقنا إلى أن نملك المال لغاياتٍ نبيلة، لا أن ندوس على الغايات النبيلة من أجل المال، وقد فعلت هذه الرسالة الفنية الجميلة ذلك، حيث أوصلت لنا باسلوب مبسّط أفكاراً جميلة ربما تكون غائبة عن معظمنا، وكلنا نعلم علم اليقين أن لكل عملٍ فني ردة فعل من قِبَل النقاد، حتى لو كان هذا العمل متكاملاً من جميع النواحي، فليس هناك عمل لا يتبعه النقد، وأظن أن المؤلف المخرج عبد الرحمن المناعي، قام بجهد يُشكر عليه، خصوصاً وهو ينفذ عملاً مسرحياً فنياً إبداعياً وليس عملاً حرفياً تطبيقياً يجمع مزايا المهنة والحرفة فقط، وليس من السهل أن نحكم على عملٍ إبداعي ونسقطه من خانته التي يستحق أن يكون فيها، مصداقاً للآية الشريفة «ولا تبخسوا الناس أشياءهم »، فتقديم الإبداع ليس أمراً هيناً فقد تكون هناك سلبيات خارجة عن إرادة المؤلف المخرج، وخارجة عن إرادة الممثلين والفريق العامل خلف الكواليس، وقد أشار المناعي إلى بعضها في كلمته، وله العذر في ذلك، ثم إنه استقبل ردّة فعل الجمهور سواء الناقد منهم أو المتذوق المتابع بكل رحابة صدر، فكلنا شاهدناه وهو جالس في الأمسية النقدية بُعيد العرض المسرحي بكل أريحية وسعة بال وصدر واسع، كما أنني أحسبه لم يتأثر بالجلد المتعمّد ممن يؤمن بنظرية (جلد المؤلف) الذي مارسه ضده بعض الذين أبدوا نقودَهم لهذا العمل المسرحي، كما أنه لم يرد بالتفصيل على كلّ ما قيل عن مسرحيته، بل اعترف بكل شجاعة رياضية بالتقصير، بل قال إنه يتّسم بالانفتاحية على الآخرين لنقد أعماله المسرحية والاستفادة من انتقاداتهم لتطوير عمله، وهو ذلك الرجل الذي يحمل بين يديه خبرة ربع قرن من الإبداع، فيا له من رجل متواضع، وهو ذلك المبدع الذي يمتلك تاريخاً إبداعياً ناصعاً وأعمالاً تشهد بعبقريته في التأليف والإخراج- كما شهد له بذلك أغلب النقاد في الندوة - وكما قرأت عنه في بروشورات المهرجان المسرحي، حيث قال بعضهم عنه إنه (رائد المسرح الخليجي) وأبٌ من أبائه، ولكن التقصير الذي أشار إليه بعض النقاد كان تقصيراً جزئياً وليس في كلّ العمل، ولا يحق لي أن أسقط كامل العمل إذا كان فيه بعض السلبيات الجزئية، كالإضاءة وبعض لوازم الديكور وغياب الموسيقى التصويرية، وانفعالية الممثل في الأداء، والنمطية في تنفيذ الأدوار، وغيرها، فالجزء لا يُسقط الكل، وأعتقد أن هذه الهفوات تشفع لها نجاح العمل بشكل كلي وإجمالي، بما يحمله من فكرة جليلة استطاع المؤلف/المخرج، والممثلون والفريق العامل أن ينفذوه تنفيذاً جميلاً، وقد استحق التصفيق الحاد بعد الانتهاء من العمل مباشرة، ولم يجرؤ الجمهور على التصفيق أثناء العرض لشدة الإندهاش، - كما عبّر عن ذلك - الفنان إبراهيم بحر الذي رأس الندوة النقدية بعد العرض.

 

ثم إن هناك فرقا كبيرا بين أن أنتقد عملاً مسرحياً يعتمد مدرسة فكرية تنحى منحى الواقعية ذات الرمز غير المغلق، بمدرسة نقدية تنحى منحى (الرمزية المغلقة) أو (التجريبية) أو أي مدرسة أخرى غير الواقعية، كما لا يحق لنا أن ننظر من عنديات أنفسنا لهذا العمل، والحرية الوحيدة التي نملكها كنقاد هي أن نناقش العمل بماء (هو هو) لا بما (هو كما نرى)، وإن كان للناقد حرية الرؤية، ولكن ما كلّ ما يُعلم يُقال، فلكلّ مقامٍ مقال، وكما جاء في الحكمة:(لا تقل ما لا تعلم بل لا تقل كلّ ما تعلم)، فنحن لا يحق لنا أن نتدخل في إبداع المؤلف ونقول له لماذا فعلت كذا ولم تفعل كذا؟.

 

إن أغلب النقاد الذين حملوا على مسرحية (أهل شرق) لم يتناولوا المسرحية ذاتها على الإطلاق، وإن تناولوا بعض جزئياتها، فما يزال أهل شرق الذين هم نحن جميعاً - وللأسف الشديد - بحاجة إلى ترميم، أما مسرحية عبد الرحمن المناعي فهي كما أرى أوصلت الرسالة بشكل جميل، وبأسلوبٍ مبسّط، وبرمز غير مغلق، و بأداء غير معقد، وكوميدية متوازنة تماماً كما يوضع الملح في الطعام، كما أنه تعامل مع الزمن بطريقة اختزالية ذكية، أما مشكلة عدم تغيير الملابس لشخوص المسرحية والتي أثارها الكاتب (علي الدرورة) فهي ليست مشكلة فالدلالات المعنوية التي تعطيها هذه الشخوص كانت هي المقصودة وهي برأيي تغطي على هذه الإشكالية، كما أن عدم تناسب هذه المشكلة مع مدة خمسة أيام هي الزمن الحقيقي لقصة المسرحية فإنها ليست مشكلة، خصوصاً وقد علقت إحدى الفنانات على ذلك بأنه في ذلك الزمن قد يستخدم الشخص ثوباً لعدة أيام بحيث يغسله ليلاً ويلبسه نهاراً.

 

أنا لستُ ناقداً مسرحياً، ولكنني من محبي المسرح، مشاهدة وقراءة، كما أنني على أيّ حال من هواة الكتابة في مختلف المجالات الثقافية والفكرية والأدبية، وأرى من المناسب أن أكتب انطباعاتي عن الفعاليات التي أحضرها وأتفاعل معها، لأن هذه الأعمال الفنية تقدّم لجميع أفراد المجتمع وأنا فرد من أفراده، ولي الحق في إبداء رأيي فيما يُقدّم لي أليس كذلك؟.. وأرجو ألا أكون قد أثقلت عليكم أيها القرّاء الأعزاء، ولكنها نفثة صدرٍ أحببت أن أبوح بها إنصافاً لمسرحية (أهل شرق) ومن قام بتنفيذها، وتحياتي للمؤلف المخرج عبد الرحمن المناعي وجميع الممثلين وأعضاء فرقة الدوحة المسرحية وإلى الأمام دائماً.

-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

الموضوع:منقوووووووووووووول

-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

أخوكم حمد الهاجري

إذاعة قطر - قسم المحاسبة

 

Link to comment
Share on other sites

شكرا لك أستاذ حمد، لكني تمنيت أن تذكر اسم كاتب المقالة كحق من حقوقه الفكرية،،

 

 

النقد لابد منه، وكل شيء في الدنيا عرضة للنقد بناء على وجهة نظر شخصية ، ولابد لنا من تقبل هذا الشيء ، والأستاذ عبد الرحمن المناعي وبخبرته في الطويلة في الفن ، يعي هذا الشيء .. فلا أعتقد أنه سيتضايق بقدر ما تضايق كاتب المقالة،

 

لم أحظر العرض ولا أستطيع إبداء أي وجهة نظر تجاهه ، لكن ما ذكره كاتب المقالة صحيح في جزئية كون العرض المسرحي يجب أن يقييم بمدى نجاحه في إيصال الفكرة المرجو إيصالها، لا بناء على أسس قام بتحديدها أصحاب مذاهب مسرحية مختلفة.

 

مشكلة النقاد هي عدم فهمهم لهذه الإشكالية ، كون هذه المذاهب المسرحية ليست قرآنا يجب الالتزام به ، بل هي مجرد اجتهادات ونتاج تجارب نجحت في بيئة معينة ولمجمع معين يحمل خلفية ثقافية معينة ، لا نستطيع أن نفرض هذه المذاهب على المشاهد الخليجي الذي تختلف خلفيته الثقافية وتختلف بيئته وظروفه الحياتية، وهذا ما يبرر عزوف جمهور العامة عن المسرح الخليجي واقتصار المسرح على النخبة من الفنانين أو المتابعين والمهتمين بالمسرح، وهذا أكبر دليل على فشل حركتنا المسرحية وأسلوبها القائم على تبني مدارس مسرحية غربية.

 

فلماذا نلتزم أصلا بهذه المدارس المسرحية ، من واقعية ذات رمز محدود إلى عبثية وسيريالية وتكعيبية .. إلخ، مادامت هذه المدارس لا تلامس المشاهد الخليجي العادي، ولا تستطيع أن تجذبه و توصل إليه الفكرة بفعالية تامة. علينا أن نقرأ هذه المدارس والتجارب وفي سياقها التاريخي والاجتماعي والثقافي، والاستفادة من هذه التجارب في بناء مدارس فنية خليجية تستطيع الوصول إلى المشاهد الخليجي العادي. أما قضية حرفنة المسرح ورسم قواعد وتقاليد واعتبار الهروب منها مخالفة وخطأ فني ، فهذا مناقض للإبداع وسوء فهم للمسرح.

 

ربما يعلم هؤلاء النقاد بهذه الإشكالية ، فلربما تكون هناك أسباب أخرى لهذه الموجات النقدية ، قد تكون مسألة النقد لأجل النقد واستعراض العضلات ، أو قد تكون لكسب العيش فقط لأن هذه مهنته ولا بد أن ينقد ، أو قد تكون تصفية حسابات شخصية مع صاحب العمل لغرض شخصي أو بتحريض من جهة أخرى.

 

 

اعتذر على التعليق على المقالة في ظل غياب كاتبها، ولكنني وددت أن أطرح وجهة نظري تجاه إشكالية النقد المسرحي لدينا.

 

شكرا لك مرة أخرى أستاذ حمد على نقل المقالة.

Link to comment
Share on other sites

  • 1 month later...

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

Guest
الرد على هذا الموضوع...

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

Loading...
×
×
  • Create New...