Jump to content
منتدى البحرين اليوم

20 عام على الجسر


Recommended Posts

قصة جسر

 

130 مليون مسافر و50 مليون سيارة عبروا جسر الملك فهد خلال 20 عاما

 

دبي: سلمان الدوسري

«هذا الجسر من منجزات القرن العشرين».. هكذا قال المغفور له الملك فهد بن عبد العزيز عند افتتاحه للجسر الرابط بين السعودية والبحرين بصحبة أمير البحرين الراحل الشيخ عيسى بن سلمان في نوفمبر (تشرين الثاني) 1986. وبعد عشرين عاما من افتتاح الجسر، يمكن القول إن الربط بين البلدين لم يكن جغرافيا فحسب، بل كان ترابطا اجتماعيا واقتصاديا ساهم في نقل العلاقات الخليجية ـ الخليجية، وليست السعودية ـ البحرينية، إلى مستوى متقدم من التعاون.

ولعل القاطنين على الخليج العربي، في السعودية والبحرين، كانوا منذ بداية القرن التاسع عشر يحلمون بمثل هذا المشروع الذي يربط بين بلدين لهما من الروابط المشتركة الكثير، ولا يفرق بينهما سوى كيلومترات قليلة لكنها كافية لتضع حدا فاصلا يمنع التواصل.

ولكن الحلم تحول شيئا فشيئا إلى حقيقة، ففي الخمسينات من القرن الماضي نبعت الفكرة من الراحل الملك فيصل بن عبد العزيز، خلال زيارة وفد بحريني برئاسة الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء البحريني (حاليا) للسلام على الملك فيصل كما كانت هي عادة الأسرة الحاكمة في البحرين في التواصل مع القيادة السعودية عند قدومها للمنطقة الشرقية السعودية. وأعرب الملك فيصل للوفد البحريني عن رغبته بإنشاء جسر يربط البلدين والبدء بخطوات جادة في هذا الشأن. وفي زيارة للراحل الملك خالد بن عبد العزيز إلى البحرين في السبعينات تم الاتفاق على إنشاء لجنة وزارية من البلدين، وانطلق المشروع رسميا في التاسع والعشرين من سبتمبر(أيلول) 1982، وافتتح رسميا في السادس والعشرين من نوفمبر 1986.

ضرب من العشق.. لا درب من الحجر .. هكذا وصف الشاعر الوزير غازي القصيبي جسر الملك فهد عندما تم وضع حجر أساسه، وربما أصبح هذا المشروع بعد عقدين من الزمن بالفعل كما قال الشاعر، باعتباره أصبح شريانا هاما في العلاقة بين الشعوب الخليجية، حتى غدا تجربة ناجحة لتطويع المشاريع الاقتصادية في تنمية المجتمعات المحلية. وتمكن نحو 130 مليونا من المسافرين من عبور الجسر خلال عشرين عاما، في حين بلغ عدد المركبات التي مرت في الاتجاهين خلال الفترة نفسها نحو 50 مليون مركبة، وهو رقم قياسي مقارنة بعدد سكان المنطقة والذي يربو على خمسة وثلاثين مليونا هم عدد سكان مجلس التعاون الخليجي. بل إن هذا المشروع أصبح الأهم جغرافياً بالمنطقة لأنه أوصل البحرين بعد قرون طويلة بالبر وأصبح يمثل شرياناً للحياة، ومن أكثر المنافذ حركة في الشرق الأوسط.

يقول الدكتور عبد الله القويز، السفير السعودي لدى البحرين، إن جسر الملك فهد «باعتباره مشروعا عملاقا رسخ العلاقات الأخوية والتاريخية بين المملكتين وزاد من ترابط المصالح بين الشعبين وتشعبهما وعزز العلاقات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية بين البحرين وبقية دول مجلس التعاون الخليجي». ويرى الدكتور القويز أن وصول عدد المسافرين عبر الجسر إلى ما يفوق المائة وعشرين مليون مسافر عبر عشرين عاما «لا بد أن يجلب معه استثمارات مشتركة في الاتجاهين وزيادة في حركة البضائع وتكامل الأسواق والمزيد من التقارب الاجتماعي والثقافي»، ويعتقد السفير السعودي لدى البحرين أن العامل الأكثر إيجابية «أن هناك زيادة في الحركة البشرية تتسارع لتصل إلى 20في المائة سنويا». ويلفت الدكتور القويز إلى الجانب الاجتماعي، موضحا أن هناك علاقة تربط الأسر السعودية والأسر البحرينية منذ القدم «لكن الجسر عزز هذه العلاقات ورسخها، فخارج العلاقات الأسرية القديمة والترابط القبلي يلاحظ المراقب الخارجي أن عددا من الشباب البحريني بدأ يميل إلى الزواج من شابات سعوديات أكثر محافظة وان عددا من الشباب السعودي بدأ يميل إلى الزواج من شابات بحرينيات أكثر انفتاحا وثقافة».

وعلى الجانب الاقتصادي يدلل الدكتور القويز بما أفرزه الجسر بوصول مجموع الاستثمارات السعودية في البحرين حتى نهاية عام 2005 إلى 904 مليون دينار بحريني، «وهو ما يساوي ثلث استثمارات البحرينيين أنفسهم، في حين أن مجموع التجارة بين البحرينيين والسعودية في نهاية الفترة نفسها، بلغت قرابة 186 مليون دينار بحريني (صادرات وواردات) في حين أن السعودية هي أكبر شريك تجاري للبحرين».

وإذا كان جسر الملك فهد قد ألقى بظلاله على الجوانب الاجتماعية فأصبح «جسرا للمحبة» كما يصفه الخليجيون، فإن الجانب الاقتصادي بالتأكيد كان أحد أسباب نجاح هذا المشروع الفريد من نوعه في العلاقات الخليجية، هذا المشروع ساهم في إنعاش الجانب الاقتصادي بالسعودية والبحرين، وأوجد منفذا بريا طالما حلمت جزيرة البحرين بالحصول عليه، فتحول الحلم لحقيقة وأصبح بإمكان الصادرات البحرينية أن تجد طريقا لها للنفاذ للخارج، كما أصبح الاستيراد من الخارج أكثر سهولة وأقل تكلفة للبحرينيين عبر منفذهم البري الوحيد.

ويقول الدكتور صالح بن جاسم الدوسري، عضو مجلس الشورى السعودي، إن شعبي المملكتين السعودية والبحرينية تربطهما أواصر القرابة والروابط العائلية والاجتماعية منذ مئات السنين، زادها الجسر تواصلا وارتباطا «بعد أن مثل طريقاً ميسرة للوصول إلى بعضهم البعض»، مضيفا أن هذا التواصل لم يقتصر على مواطني البلدين ولكنه امتد الى كافة مواطني دول مجلس التعاون الذين وجدوا في الجسر فرصة لتحقيق وحدة خليجية فعلية «فأصبحت عملية التواصل الاجتماعي والاقتصادي بين الشعوب الخليجية عملية أكثر سهولة مما سبقها». ويشير الدكتور الدوسري إلى أنه بالإضافة إلى الجوانب الاقتصادية التي أضافها الجسر«فقد كان المشروع الحقيقي الوحيد الذي وجده مواطنو دول الخليج وسيلة لتحقيق التواصل بينهم كمواطنين لمجلس تعاون». ويضيف الدكتور صالح «لعل المثير أن فكرة وإنشاء المشروع برزتا قبل أن يؤسس مجلس التعاون الخليجي، ومواطنو الخليج يتمنون مشاريع أخرى كهذا المشروع تحقق التقارب بينهم»، ووفقا للدوسري فإن الجسر بين السعودية والبحرين أدى إلى ظهور خطط لإقامة مشاريع مشابهة «مثل الجسر بين البحرين وقطر، الذي نأمل أيضا أن يكون خطوة أخرى نحو الترابط الخليجي المنشود».

ويعد جسر الملك فهد أحد ابرز القطاعات السياحية التي تعتمد عليها البحرين ومعبرا مهما لدخول 94 في المائة من زائريها، وقد استمد أهميته نتيجة تمتع البحرين ببنية تحتية متقدمة من شبكات كهرباء واتصالات تتميز بتعدد خدماتها وتطورها إلى جانب وجود شبكة واسعة ومتكاملة من وسائل النقل البري والبحري والجوي.

وقد أطلق أمير البحرين الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة اسم الملك فهد على هذا الجسر «عرفانا بما قامت به المملكة العربية السعودية من التمويل الكامل لإقامة هذا المشروع الذي يعكس مدى عمق العلاقات بين المملكتين وما امتازت به هذه العلاقات لعقود طويلة». وبعد افتتاح جسر الملك فهد ودعت البحرين محيطها البحري والتحمت بالبر السعودي، حيث شكل الجسر قناة رئيسية لتواصل البحرين بدول المنطقة وأسهم فى انتعاش الاقتصاد البحريني من خلال الأعداد المتزايدة لعدد المسافرين وحركة البضائع المستمرة بالزيادة، وحجم النمو الاقتصادي الذي سجلته قطاعات عديدة، كان الجسر محورها الأساسي والرئيسي، ففي العام الماضي فقط وصلت كثافة الحركة إلى ما يزيد على 45 ملايين مسافر عبروا الجسر، وهو ما توضحه الإحصائيات الرسمية التي تشير إلى أن التجارة بين المملكتين تزداد سنويا بما يقرب من 10 في المائة (صادرات وواردات) أي بنسبة تزيد على معدل كل من نمو السكان وزيادة الدخل القومي لكل دولة وهو ما يعني تسارع التكامل بين البلدين، كما ينتظر أن يسهل الجسر عملية الربط الكهربائي بين الدولتين في إطار الربط الكهربائي لدول مجلس التعاون المقرر إتمامه قبل نهاية هذا العقد. ويعود الدكتور القويز إلى الإشارة إلى المجال الثقافي والتعليمي «يمكن الإشارة إلى جانب واحد فقط للاستدلال على عمق هذه العلاقات وتأصلها فقد وصل عدد الطلاب السعوديين الذين يرتادون المؤسسات التعليمية البحرينية في عام 2006 إلى 2603 طلاب منهم قرابة 2300 يدرسون في مؤسسات التعليم المدني».

إلا أن السفير السعودي أشار في الوقت ذاته إلى قضية هامة تشكل عائقا للبعض من استخدام الجسر بصورة مستمرة، وهي أن تسارع الزيادة في الحركة يقتضي تقديم المزيد من تسهيل الإجراءات تخفيفا على الركاب الذين يمضون الساعات الطويلة في انتظار دورهم لإكمال إجراءات الدخول والخروج خصوصا في أشهر الصيف الحارة. ويتخوف البعض من مستخدمي الجسر من عدم ترافق الزيادة المستمرة في مستخدمي الجسر من المسافرين سنويا، مع التسريع في الإجراءات الأمنية التي تطبق على المسافرين، وهو ما يؤدي إلى زيادة معدلات الازدحام عاما بعد الآخر، حيث أن معدلات أعداد المسافرين تزداد سنويا، بعد أن ارتفعت من حوالي 12 ألف مسافر يوميا عند افتتاح الجسر وارتفعت إلى نحو 39 ألف مسافر يوميا في العام الجاري، فيما طاقة الجسر الاستيعابية ما زالت كما هي من دون تغيير منذ افتتاحه.

أرقام من الجسر

* المعدل الحالي للمسافرين 39 ألف مسافر يوميا.

* معدل السيارات 15 ألف سيارة يوميا.

* معدل الشاحنات 435 شاحنة يوميا.

*31 أغسطس 2006 شهد الجسر أعلى معدل حركة للمسافرين منذ افتتاحه حيث بلغ عدد المسافرين 67 ألفاً و474 مسافراً وكان عدد المغادرين بينهم 30 ألفاً و609 أشخاص وعدد القادمين 36 ألفاً و865 شخصاً.

* 94 في المائة من نسبة القادمين للبحرين من مواطني دول مجلس التعاون والمقيمين فيها يأتون عن طريق الجسر.

* نحو 53 في المائة من إجمالي الحركة الخاصة للسيارات الخاصة والشحن بين دول الخليج العربية، تمت عبر جسر الملك فهد.

* يبلغ طول الجسر خمسة وعشرين كيلومترا ويبدأ من الجانب السعودي من مدينة الخبر، وفي الجانب البحريني من منطقة الجسرة غرب العاصمة المنامة.

* يشتمل الجسر بشكل عام على خمسة جسور وسبع ردميات.

* تبلغ رسوم العبور لكل سيارة صغيرة 20 ريالا فيما تبلغ 30 ريالا لسيارات النقل، والحافلات 50 ريالا.

Link to comment
Share on other sites

يعطيج العافيه اختي

 

 

Link to comment
Share on other sites

يسلموووووووو حبيبتي

 

يعطيج العافيه

Link to comment
Share on other sites

ربي يسلمج و يعطيج الف عافيه اختي الغالية eva77

 

و ننتظر المزيد من مساهماتج و ابداعاتج في القسم السياحي :smile:

Link to comment
Share on other sites

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

Guest
الرد على هذا الموضوع...

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

Loading...
×
×
  • Create New...