حكاية عمرها 60 عاما مع اللؤلؤ

[شوق بحرينية]

حبات اللؤلؤ على جبين هذا الرجل

محمد حسن العريض وحكاية عمرها 60 عاما مع اللؤلؤ

 

كانت يده التي تجاوز عمرها 85 عاما تحتضن في كفها بحنان وثبات حبات اللؤلؤ البيضاء من دون ارتعاشة ما، وكأنها يد شاب لم تتجاوز سنه العشرين، كانت حبات اللؤلؤ في يده وفي عقله تمور بها ذاكرته البعيدة والقريبة، فالرجل حياته كلها مع اللؤلؤ بل ان حياته كلها لؤلؤة بيضاء من غير سوء.

 

نشأ في كنف والده الحاج حسن العريض بـ «فريق« كانو، لم يكمل دراسته الثانوية وانما آثر حياة اللؤلؤ.. خرج إلى البحر وعاش فيه «طواشا« يتعامل مع المغاصات والغواصين، وينوب عن والده في عقد صفقات اللؤلؤ، يسافر متنقلا ما بين الهند وطهران والكويت، يجذبه اللؤلؤ بأشكاله ودرجاته وألوانه، فاللؤلؤ درجات أولى وثانية وثالثة ورابعة، مستدير ومجروش يزين الجيد ويعلق في أطراف آذان العذارى وغير العذارى. والده كان طواشا وهو أيضا الى الآن مازال يتعامل مع اللؤلؤ رغم ان سوقه قد غربت وصناعته قد اندثرت وحرفيته قد غابت تماما مثلما اختفت صناعة الطربوش ولبسه في مصر وغيرها من العواصم العربية. لقد اصبحت هذه الصناعة في خبر كان. اللؤلؤ في كفه وعقله ورغم ذلك فان اللؤلؤ وحباته الناصعات البياض مازالت في كف هذا الرجل وتشكل سلوكه ويسعى اليها أو الى ما بقي منها عبر بعض مغاصات قليلة للؤلؤ متناثرة في الكويت.. حيث يأتيه بعض الغواصين من هناك من حين الى حين حاملين بعضا من حبات اللؤلؤ فيستقبلها بترحاب شديد لأنها تعيد اليه الأمل مرة أخرى في تجارة بائرة عفى عليها زمان النفط واللؤلؤ الصناعي.. ومع ذلك فإن محمد حسن العريض مازال قابعا في «دكانه الصغير« خلف سوق الذهب بالمنامة متأملا حبات اللؤلؤ مصنفا لها، صانعا منها العقود والأقراط والخواتم مطعما إياها بالذهب والعقيق ممسكا بحباتها في حرص ليزنها بميزان حساس استورده من الهند ومستعينا على أوزانها بمثقال من العقيق، ومفتشا عن تلك الأوزان في كتاب «اللؤلؤ المكنون« الذي حصل عليه من الهند منذ اكثر من 40 سنة ومازال يحتفظ به إلى الآن في اعتزاز كبير. أسنانه تعرف اللؤلؤ ورغم الميزان والمثقال فان خبرة محمد حسن العريض تواتيه دائما لتصنيف اللؤلؤ وفقا لدرجاته واحجامه. يعرف اللؤلؤ بشكله ويتعرف حقيقته بأسنانه تماما كما كان يفعل والده رحمه الله. فكما يعترف فإن والده وهو أكبر تاجر لؤلؤ في البحرين كان كفيفا ومع ذلك فإنه كان يصنف اللؤلؤ ويتعرفه بأسنانه.. وتلك قصة اخرى. ترك الدراسة ليعمل في اللؤلؤ ومحمد حسن العريض اكتسب خبرة الطواشة من والده وعمل معه وما زالت سنه عشرين سنة. كان يصحبه والده في رحلاته التجارية الى الهند وغيرها، يشتري اللؤلؤ ويبيعه في الهند حيث كان يقبل على شرائه المهراجات الأثرياء هناك. وفي بيت الوالد بفريق كانو وبشارع الشيخ عبدالله في متجر صغير بدأ مزاولة عمله مع والده . يقول محمد حسن العريض: بعد ان أكملت دراستي الابتدائية خرجت الى البحر ومع الغواصين أعقد صفقات شراء اللؤلؤ، كنت امضي في البحر 20 يوما أو شهرا في سفن الوالد، نشتري اللؤلؤ ونقوم بتصنيفه ووزنه بأحجامه المختلفة وصفاته المتباينة. فاللؤلؤ درجات أولى وثانية وثالثة، والأغلى ثمنا وأحسن جودة هو الدرجة الأولى ويسمونه «جي ون« ولؤلؤ الدرجة الثانية يطلقون عليه «الجلوة« ثم هناك لؤلؤ درجة ثالثة ودرجة رابعة، كما يوجد نوع من اللؤلؤ الناعم مثل التراب «بوكا« وهذا النوع يحتاجون إليه في الهند حيث يخلطونه بأعشاب وعسل ويستخدمونه على شكل كبسولات لتقوية العظام والقلب. وهذا النوع يستخدمه الباكستانيون والصينيون ايضا. توقف رحلة اللؤلؤ ورغم توقف رحلة اللؤلؤ فإن محمد حسن العريض مازال يتعامل فيه، فهو يعترف بأنه لا توجد مغاصات للؤلؤ في البحرين واذا وجدت فليس هناك من يسعى الى الغوص. لقد توقفت هذه الصناعة مع ظهور النفط في الخليج واللؤلؤ المصنع في اليابان منذ 60 سنة. مغاصات الكويت ومع ذلك - يقول محمد حسن العريض - فإن بعض المغاصات موجودة في الكويت ويأتي بعض الغواصين في مواسم معينة من هناك ومعهم حبات اللؤلؤ داخل صدفاتها أو محررة منها، وأنا أقوم بتصنيفها وحساب اسعارها وفقا للكتاب الذي احتفظ به ومدون فيه أحجام وأوزان اللؤلؤ، حيث يتم وزن حبة اللؤلؤ بالمثقال الذي يزن 4 جرامات، كما ان الحبة المتوسطة من اللؤلؤ يصل حجمها الى333 قيراطا. وقد تعلمت من الوالد - رحمه الله - يقول محمد حسن العريض أنواع اللؤلؤ وألوانه وأسعاره وفقا لدرجاته. الآن أقوم بعمل عقود من اللؤلؤ لمن يريد الشراء، ويخرج محمد حسن من خزانته عقدا رائعا من اللؤلؤ درجة اولى. وأسأله عن ثمن هذا اللؤلؤ فيقول: هذا ثمنه 20 ألف دينار، وتلك قلادة مطعمة بالذهب وهما من لؤلؤ درجة ثالثة وثمنها 1500 دينار. حبة ثمنها 12 ألف دينار ويتذكر محمد حسن العريض انه منذ سنوات باع الى أحد الأثرياء السعوديين لؤلؤة قيمتها 12 ألف دينار. ويقول - مشيرا الى حبة لؤلؤ فريدة - اما هذه الدانة فهي 24 قيراطا وسعرها 1000 دينار، وهذا القرط ثمنه 8 آلاف دينار. وأغوص مع محمد حسن العريض في عالم أسعار اللؤلؤ الآن رغم اعترافه بأن حركة البيع والشراء متواضعة، ولذلك فإن تجارة اللؤلؤ لم تعد تستغرق كل وقته، فوقته موزع ما بين أسرته ولدين وابنتين احداهما تدرس الكمبيوتر في لندن والاخرى (سهيلة) تعيش حياة زوجية هنيئة وهناك احفاد ثلاثة، الى جانب ذلك فإن اهتماماته تتعدى اللؤلؤ الى الزراعة، فله مزرعة للخضراوات والابقار بمنطقة الخميس اضافة الى اشتغاله بالعقارات. ويبدو ان محمد حسن العريض ورث حب الزراعة عن المرحوم والده الذي كان يمتلك مزرعة كبيرة للأبقار وانتاج الألبان في السلمانية. رحلات وعملات نقدية الى جانب ذلك فإن محمد حسن يمارس هوايته في جمع العملات النقدية من بلدان الدنيا من ايران وبريطانيا وامريكا، انه يمتلك نحو 300 عملة من الذهب والفضة، ويشير محمد حسن الى بعض العملات الهندية القديمة تحمل صورة الملكة فيكتوريا واخرى تحمل صورة جمال عبدالناصر. ان هذه العملات جمعها خلال رحلاته المتعددة الى لندن واسبانيا والهند وقبرص.. ومع العملات يروي محمد حسن العريض عجائب ما رأى وما سمع خلال رحلاته الى الهند وشيراز. ويذكر من بين هذه العجائب ان رجلا هنديا كان يتميز بحدة البصر حتى انه كان يرى النجوم في وضح النهار ويخترق بصره اللؤلؤة وهي داخل محارتها، كنا نسميه «الذئب« ونستعين به على معرفة انواع اللؤلؤ.

[علي السماهيجي]

الف الف شكر اختي شوق بحرينية ع المجهووود الاكثر من روووعة

[هدوء الفجر]

الف شكر اختي شوق بحرينية ع المجهووود الاكثر من روووعة

[شوق بحرينية]

مشكورين ع المرور

 

والله يعطيكم العافية

 

 

 

[أشواك ناعمة]

يسلمووو

شوق بحرينة

على الموضوع الحلو

و أتمنى يش دوام التوفيق

[شوق بحرينية]

مشكورين ع المرور

 

والله يعطيكم العافية

[حنين الورد]

يسلمووو

شوق بحرينة

على الموضوع الحلو

[شوق بحرينية]

مشكورين ع المرور

 

والله يعطيكم العافية

 

[نوور العين]

يسلمووو

شوق بحرينة

على الموضوع الحلو

 

 

[بطعم الفراوله]

يسلمووووووو