Jump to content
منتدى البحرين اليوم

00اتقان الصنعة في تحقيق معنى البدعة (هل البدعة تنقسم ..)00


Recommended Posts

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمدالله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا محمد خاتم النبين وعلى اله وصحبة اجمعين

السلام عليكم .

 

 

 

في الاونه الاخير كثر القول بأنه ليس هناك بدعه حسنه في الشرع او المذهب . لذا سأنقل من كتاب تحقيق الصنعة في تحقيق معنى البدعة لــ خادم الحديث والسنة عبدالله بن الصديق الغماري بعض الصفحات . وقد قام ملف هذا الكتاب بهذا الجهد يبين لنا معنى البدعة وأنواعها حسبما تقتضيه الادله الشرعية من الكتاب والسنة النبوية البصحيحة ، اخذ بمنهج السلف الصالح . فجزاه الله الف خير وجعلة في ميزان حسناته يوم القيامة .

وارجو الله عز وجل ان يكون هذا العمل خالصا لوجه الله ويكون في ميزان حسناتي يوم القيامة .

------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

 

-1-

 

قال الراغب الاصفهاني في مفردات القران :الابداع إنشاء صنعة بلا احتذاء واقتداء ،واذا استعمل في الله عز وجل فهو إيجاد الشىء بغير آله ولامادة ولازمان ولامكان وليس ذالك الا لله .

والبديع يقال للمبدع نحو قوله ( بديعُ السمواتِ والأرضِ )

 

والبدعة في المذهب : إيراد قول لم يستن قائلها وفاعلها فيه بصاحب الشريعة ،

 

وقال ابن الاثير في النهاية :

(البدعة بدعتان : بدعة هدى وبدعة ضلال فما كان في خلاف ما امر الله به ورسوله صلى الله علية وسلم فهو في حيز الذم والانكار .

 

وما كان واقعت تحت عموم ماندب الله إليه وحض عليه الله ورسوله صلى الله علية وسلم فهو في حيز المدح ،وما لم يكون مثال موجود كنوع من الجود والسخاء وفعل المعروف فهو في الافعال المحمودة ولايجوز ان يكون ذلك في خلاف ماورد الشرع به لان النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من سن سنة حسنة كان له اجرها واجر من عمل بها ) وقال في ضده : (ومن سن سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها ) وذلك اذا كان في خلاف ما أمر الله به ورسوله صلى الله علية وسلم .

 

 

قال الفيومي في المصباح :

(أبدع الله تعالى الخلق إبداعا خلقهم لا على مثال وأبدعت وابدعته استخرجته واحدثته ومنه قيل للحالة المخالفة بدعة وهى اسم من الابتداع كالرفعة من الارتفاع ، ثم غلب استعمالها فيما هو نقص في الدين أو زيادة لكن قد يكون بعضها غير مكروه فيسمة بدعة مباحة وهو ما شهد لجنسه أصل في الشرع او اقتضته مصلحة يندفع بها مفسدة كاجتجاب الخليفة عن اختلاط الناس ) أهـ المصباح المنير

 

وفي القاموس وشرحه

والبدعة بالكسر الحدث في الدين بعد الإكمال ومنه الحديث (إياكم ومحدثات الامور فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ) أو هي قول الليث وقال ابن الكيت : البدعة كل محدثة أهـ .

 

ثم نقل الشارح كلام النهاية كما سبق .

 

يستخلص مما سبق أن كل بدعة في اللغة والشرع وان البدعة في العرف الشرع نوعان : محمودة ومذمومة .

 

تبع ...

 

 

-2-

من المعلوم بالضرورة : ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعل جميع المباحات ،لانها كثيرة ولا يستطيع بشر استوعابها عدا فضلا عن ان يتناولها .

 

ولان النبي صلى الله عليه وسلم كان زاهدا متقللا يقتصر من المباحات على ما يسد الخلة وتستدعية الحاجة ويترك ما زاد على ذلك .

 

فمن زعم تحريم شيىء بدعوى ان النبي لم يفعله فقد ادعى ماليس عليه دليد وكانت دعواه مردودة .

 

-3-

ومن المعلوم ايضا بالضرورة : ان النبي لم يفعل جميع المندوبات ،لاشتغاله بمهام عظام استغرقت معظم وقته : تبليغ الدعوة ، ومجادلة المشركين والكتابين وجهاد الكفار ……الخ وغير ذلك مما يلزم لتأسيس الدولة الاسلامية وتحديد معالمها . بل ترك صلى الله عليه وسلم بعض المندوبات عمدا مخاف ان يفرض على انته او يشق عليهم اذ ا هو فعله .

 

ولأنه صلى الله عليه وسلم اكتفى بالنصوص العامة الشاملة لمندوبات بجميع انواعها مثل : ( وما تفعلوا من خير يعلمه الله ) البقرة ( ومن جاء بالحسنة فله عشر امثالها ) الانعام ( من يقترف حسنة نزد له فيها حسنا ) الشورى

 

وجاءت الاحاديث النبوية على هذا المنوال سنذكر بعضها بحول الله تعالى فمن زعم في فعل خير مستحدث أنة مذمومة فقد أخطأ وتجرا على الله ورسوله حيث ذم ما ندبا إليه في عمومات الكتاب والسنة .

يتبع

 

Link to comment
Share on other sites

-4-
روى مسلم صحيحه عن جابر رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في خطبته : ( ان خير الحديث كتاب الله وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل بدعه ضلالة ) مسلم في الجمعة

قال النووي :
(قوله صلى الله عليه وسلم "كل بدعة ضلالة " هذا عام مخصوص والمراد قال البدع ، قال أهل اللغة : هي كل شىء عمل على غير مثال سابق .
قال العلماء : البدعة خمسة أقسام : واجبة . ومندوبة . ومحرمة. ومكروهة . ومباحة .
فمن الواجبة : نطم ادلة المتكلمين للرد على الملاحدة والمبتدعين وشبة ذلك .
ومن المندوبة : تصنيف كتب العلم وبناءالمدارس وغير ذلك .
ومن المباح : التبسط في الوان الاطعمة وغير ذلك .
والحرام والمكروه ظاهران ، فاذا عرف ما ذكرته علم ان الحديث من العم المخصوص ، وييدها قول عمر رضى الله عنه : نعمت البدعة ، ولا يمنع من كون الحديث عاما مخصوصا قوله : "كل بدعة " مؤكد بكل ، بل يدخله التخصيص مع ذلك ، كقول الله تعالى : (تدمر كل شىِء) الاحقاف :25 ) صحيح مسلم بشرح المووي (6\154،155)

وفي حديث العرباض بن سارية قول النبي صلى الله عليه وسلم " اياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة "

قال الحافظ ابن رجب في شرحه : ( والمراد بالبدعة : ماحدث مما لا أصل له في الشريعة يدل عليه واما ما كان له أصل من الشرع يدل عليه فليس ببدعة شرعا ، وان كان بدعة لغة )أهـ جامع العلوم والحكم

وفي صحيح البخاري عن ابن مسعود قال : " ان احسن الحديث كتاب الله واحسن الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها "

قال الحافظ ابن حجر : ( والمحدثات بفتح الدال جمع محدثة والمراد بها : ماحدث وليس له أصل في الشرع ، ويسمى في عرف الشرع بدعة وما كان له أصل يدل عليه الشرع فليس ببدعة ، فالبدعة في عرف الشرع مذمومة بخلاف اللغة فإن كل شىء احدث على غير مثال يسمى بدعة سواء كان محمود او مذموما ) فتح الباري

قلت - اي المؤلف - : ماأحدث وله أصل في الشرع يشهد له يسمى سنه حسنة كذلك سماه النبي صلى الله علية وسلم ومقابلة يسمى بدعة ، كما يسمى سنه سيئة .

وروى أبو نعيم عن ابراهيم بن الجنيد ، قال :سمعت الشافعي يقول :البدعة بدعتان بدعة محمودة وبدعة مذمومة . فما وافق السنة غهو محمود وما خالف السنة فهو مذموم . أبو نعيم في حلية الاوليا (9\113 )

وروى البهقي في مناقب الشافعي عنه قال :المحدثات ضربان : ما احدث مما يخالف كتابا او سنة أو أثر أو اجماعا ،فهذه البدعة الضلال
وما احدث من خير لا خلاف فيه لواحد من هذا فهذه محدثة غير مذمومة وقد قال عمر في قيام رمضان : نعمت البدعة هذه يعني انها محدثة لم تكن ،اذا كانت ، ليس فيها رد لما مضى .

وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري : ( وأما قوله في حديث العرباض :فإن كل بدعة ضلالة ) بعد قوله : ( اياكم محدثات الامور ) فانه يدل على أن المحدث يسمى بدعة وقوله : "كل بدعة ضلالة " قاعدة شرعية كلية بمنظوقها ومفهومها . أما منطوقها فكأن يقال : حكم كذا بدعة ، وكل لدعة ضلالة فلاتكون من الشرع لأن الشرع كله هدى فان ثبت أن الحكم المذكور بدعة صحت المقدمتان وأنتجتا المطلوب .

والمراد بقوله : "كل بدعة ضلالة" ما احدث ولا دليل له من الشرع بطريق خاص ولا عام أهـ . فتح الباري

وقال النووي في تهذيب الاسماء واللغات :البدعة بكسر الباء ، والشرع ،هي إحداث مالم يكن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهي منقسمة إلى حسنة وقبيحة.

قال الشخ الإمام المجمع على إمامته وجلالته وتمكنه من أنواع المعلوم وبراعته : أبو محمد عبدالعزيز بن عبدالسلام رحمة الله ورضى عنة ، في اخر كتاب القواعد : البدعة منقسمة الى واجبة ومحرمة ومندوبة وباحة ، قال : والطريق في ذلك أن تعرض البدعة على قواعد الشريعة ، فإن دخلت في قواعد الإيجاب فهى واجبة ، أو في قواعد التحريم فمحرمة ، أو الندب فمندوبة ، أو المكروه فمكروهة ، او مباح فمباحة .

وللبدع الواجبة امثلة منها : الاشتغال بعلم النحو الذي يفهم به كلام الله تعالى وكلام رسول الله ، وذلك واجب لأن حفظ الشريعة واجب ولايأتي حفظها إلا بذلك ، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب . الثاني : حفظ غريب الكتاب والسنة . لثالث : تدوين أصول الدين وأصول الفقة . الرابع : الكلام في الجرح والتعديل ، وتمييو الصحيح من السقيم

وقد دلت قواهد الشريعة على ان حفظ الشريعة فرض كفاية ، فما زاد على المتعين ولا يتأتى ذلك إلا بما ذكرناه .
وللبدع المحرمة امثلة منها : مذاهب القدرية والجبرية والمرجئة والمجسمة . والرد على هلا ء من البدع الواجبة . وللبدع المندوبة امثلة : احداث المدارس وكل احسان لم يعهد في العصر الاول ...
وللبدع المكروهة امثلة : كزخرفة المساجد وتزويق المصاحف . للبدع المباحة امثلة ، منها: المصافحة عقب الصبح والعصر ، والتوسع في اللذيد من المآكل والمشارب.....

وقد يختلف العلماء في بعض ذلك فيجعلة بعض العلماء من البدع المكروه ويجعله اخروون من السنة المفعولة في عهد الرسول فما بعدة ، وذلك كالا ستعاذه في الصلاة والبسملة أهـ . وكذا نقله الحافظ في الفتح وسلمه وهو حقيق بالتسليم .
Link to comment
Share on other sites

 

-5-

يعلم مما مر : ان أن العلماء متفقون على انقسام البدعة الى محمودة ومذمومة وان عمر رضى الله عنه أول من نطق بذلك . ومتفقون على أن قول النبيى صلى الله عليه وسلم : (كل بدعة ضلالة ) عام مخصوص.

 

-6-

قال الامام الشافعي : كل ما له مستند من الشرع ، فليس ببدعة ولو لم يعمل به السلف لان تركهم للعمل به قد يكون لعذر قام لهم في الوقت، أو لعله لم يبلغ جميعهم علم به ..أهـ

 

وقال الامام ابن لب ،في الرد على من كره الدعاء عقب الصلاة :

 

غاية مايستند اله منكر الدعاء ادبار الصلوات : أن التوامة على ذلك اوجه ،لم يكون من عمل السلف . وعلى تقدير صحة هذا القول ،فالترك ليس بموجب لحكم في ذلك المتروك إلا جواز الترك وانتفاء الحرج فيه ، أما تحريم أو لصوق كراهية بالمتروك فلا ولاسيما فيما له أصل جملي متقرر من الشرع كادعاء...أهـ.

 

قال : ليست البدعة والمحدث مذمومين للفظ بدعة ومحدث ولا معناهما ، إنما يذم من البدعة ما خالف السنة ،ويذم من المحدثات ما دعا الى الضلالة..أهـ.

 

والدليل لما اتفق عليه العلماء من تخصيص حديث (كل بدعة ضلالة ) عدة احاديث :

 

سوف نتناولها في الايام القادمة .

Link to comment
Share on other sites

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

Guest
الرد على هذا الموضوع...

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

Loading...
×
×
  • Create New...