Jump to content
منتدى البحرين اليوم

شرح قصيدة (( وصف إيوان كسرى ))


Recommended Posts

[color=deeppink]ا[/color]لسلام عليكم و رحمة الله و بركاته

 

شرح قصيدة (( وصف إيوان كسرى ))

 

 

** المقدمة:

نص قصيدة وصف إيوان كسرى

 

- المقطع الأول ( أ )، 1 6:

1.حــضرت رحـلي الهمـومُ فوَجـهـتُ إلــى أبـيــض المـدائن عَنســي

 

2.أتســلى عــن الحُــظـوظ وآسـى لمحـــل مــن آل ساســانَ دَرسِ

3.ذكـــرتنتهمُ الخـــطوبُ التــوالي ولقــد تُذكِــر الخــطوبُ وتُنسـي

4.وهُــمُ خـافـضون فـي ظــل عـالٍ مشــرفٍ يُحسِـرُ العيـون ويُخسـي

5.لــو تــراه علمــت أن الـليــالي جــعلت فيــه مأتمـا بعـد عُـرسِ

6.وهــو ينبيــكَ عـن عجـائبِ قـومٍ لا يُشــابُ البـيـانُ فـيهـم ِبلبـس

 

- المقطع الثاني ( ب )، 7 13:

7.فــإذا مـا رأيــتَ صـورة أنطاكـيـة

ارتعــتَ مــا بـيــن رومٍ وفُرس

 

8.والمنايـا مـواثلٌ وأنـوشـروان يُزجِـي الصــفــوفَ تـحــت الـدرَفـس

9.فــي اخـضرار مـن الـلـباس، عـلى أصفَـرَ يختـالَ فـي صبيـغـة وَرس

10.وعِــراكُ الرجـال بـيــن يـديــه فـي خُـفوتٍ منـهمُ وإغـماضِ َجرس

11.مِــن مشـيحٍ يُهـوي بعـاملِ رمـحٍ ومُليــحٍ مــن الســنان بِــتُرس

12.تصــفُ العيــنُ أنهـم جـدُّ أحيـاءٍ لَهـُــم بينهــم إشــارة خــرس

13.يغتــلي فيهــم ارتيــابي، حــتى تـتـقــــراهـُمُ يَــداي بِـلَمـس

 

- المقطع الثالث ( ج )، 14 22:

14.وكـأن الإيـوانَ مـن عجَـبِ الصنعـةِ جــوبٌ فـي جـنـب أرعَـنَ جلـس

15.يـُتـظـنـى من الكـآبـة أن يـبــدو

16.مُزعـجاً بالـفـراق عـن أُنـسِ إلـفٍ

17.عكســت حظــه الـليــالي، وبـات لـعَـيـنَـي مُـصـبِّحٍ أو مـُمَـسّـي

عَـزَّ، أو مُـرهـقاً بتطـليـق عِـرس

المُشـتري فيـه، وهـو كـوكب نَحسِ

18.لـم يُعبـه أن بُـزَّ مـن بُسُـط الديباج، واســتـُل مــن ســتور الـدمَقسِ

19.مُشــمَخرٌ، تعلــو لــه شُــُرفـاتٌ رُفـعت في رؤوس رضـوى وقُــدس

20.فـكـأنـي أرى الـمـراتـب والـقـومَ إذا ما بـلـغــتُ آخـر حِـســـي

21.وكـأن الـوفـودَ ضاحـيـن حَـسـرَى مـن وُقوفٍ خـلـف الزحـامِ وخُـنس

22.عَـمَـرَت للـسـرور دهـراً، فـصارت لـلـتـعَزِّي رباعُـهُم، والتأسِّــــي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تقديم النص

 

نمط النص وجنسه

هذا النص من الشعر الوصفي (شعر الوصف).

 

 

سياقه من تاريخ الشعر العربي

الشعر العربي القديم.

نسبته إلى صاحبه إذ هو مقطوعة للبحتري.

 

 

التعريف الموجز الوظيفي بصاحبه هو الوليد بن عبيد بن يحيى البحتري، (نسبة إلى بحتر أحد أجداده) القحطاني، ولد في الشام، واستقر في بغداد، تتلمذ على يد أستاذه أبي تمام، برع في جمال التعبير وانتقاء الألفاظ والقدرة على التصوير، امتاز بشاعريته الفائقة، و يقال لشعره سلاسل الذهب.

 

 

مناسبة القصيدة

 

ارتحال الشاعر من بغداد بسبب مقتل الخليفة العباسي المتوكل إلى إيوان كسرى (المدائن) وزيارة آثار الفرس ووصف إيوان كسرى.

 

الفكرة المحورية للنص وصف إيوان كسرى وذكريات الشاعر معه.

 

 

مراكز الاهتمام مصوغة في شكل أسئلة 1. إلى كم مقطع يمكننا تقسيم النص؟،وما هو معيار التقسيم (التقطيع)؟

2. ما هي مظاهر التقليد والتجديد التي اعتمدها الشاعر في هذا النص؟

3. ما وجه الشبه بين حالة الإيوان وحالة الشاعر النفسية؟

 

 

البنية المقطعية

معيار التقطيع حسب تسلسل وتتابع الأفكار في القصيدة.

 

 

المقاطع (الحدود والعناوين):

 

 

1. من البيت 1 6: وصف حالة الشاعر النفسية وذكرياته المؤلمة.

2. من البيت 7 13: وصف معركة أنطاكية.

3. من البيت 14 23: وصف صورة الإيوان.

** العرض:

• المقطع الأول ( أ ) من البيت 1 6:

1. الفكرة الرئيسية: وصف حالة الشاعر النفسية وذكرياته المؤلمة.

1. معاني الكلمات:

الكلمات معناها

آل ساسان

ملوك الفرس من نسل أردشير حفيد ساسان مؤسس السلالة الساسانية.

الحظوظ مفردها: حظ، وهو النصيب ( الخير أو الشر)

آسى أحزن

الخطوب مفردها: خطب، المصائب

خافضون عائشون برفاهية واطمئنان

مُشرف عال

يُحسِرُ يردها من الإعياء

يُخسي يخسرو يعي و يكل

اللبس الإختلاط والشبهة

 

2. التحليل:

 

 

 

أ‌) المستوى الايقاعي:

 

- البحر الخفيف (فاعلاتن، مستفعلن، فاعلاتن).

- القافية والروي: السين المكسورة.

- الطباق: (تذكر× تنسي، مآتماً× عرس)، لتقوية المعنى وتأكيده.

- الجناس الناقص: (آسى، ساسان) لإعطاء الجرس الموسيقي وإبراز المعنى.

 

 

 

ب‌) المستوى الصرفي:

- استخدام الأفعال المبنية للمجهول: (يُحسِرُ،يُخسي).

- استخدام ألفاظ ذات أوزان متشابهة: (خطوب، هموم).

 

 

ت‌) المستوى المعجمي:

 

 

ث) المستوى التركيبي:

- معجم الحزن، حيث استخدم الشاعر بعض الألفاظ للتعبير عن الحزن والأسى: (الهموم، آسي، الخطوب، يحسر، يخسي).

- استخدام الألفاظ البدوية: (رحلي، عنسي).

- استخدام الأساليب الخبرية لإظهار التحسر والأسى في الأبيات التالية 1، 2، 3، 4، 5).

- استخدام الجمل الأسمية والفعلية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ج‌) المستوى البلاغي:

- حضرت رحلي الهموم: (استعارة مكنية) صور الشاعر الهموم بالشيء المادي الذي يُحمل، وسر جمالها "التجسيم".

- المدائن: (كناية عن موصوف) قصر كسرى أنوشروان الأبيض.

- أتسلّى عند الحظوظ: (استعارة مكنية) الحظوظ إنسان يتسلى عنده، وسر جمالها "التشخيص".

- ذكرتنيهُمُ الخطوب: (استعارة مكنية) الخطوب إنسان يذكر صاحبه أو ينسيه، وسر جمالها "التشخيص".

- وهم خافضون: (كناية)عن رفاهية العيش والاطمئنان.

- ظل عالٍ مشرف: (كناية عن صفة) العلو للقصر والارتفاع.

الليالي جعلت فيه مأتماً بعد عرس: (استعارة مكنية) الليالي شيء مخيف فهي كالإنسان يحول الفرح إلى حزن، وسر جمالها "التجسيم".

- مأتماً بعد عرس: كناية عن الحزن والألم.

مأتماً: (استعارة تصريحية) الحزن مأتم، شبه الحال الذي آل إليها القصر بالمأتم وصرح بالمشبه به.

- عرس: (استعارة تصريحية) الفرح والسعادة عرس، شبه الحال التي كان فيها بالعرس وصرح بالمشبه به. وفيه طباق بين حالتين متضادتين.

- وهو ينبيك: (استعارة مكنية) القصر إنسان يُخبر، وسر جمالها "التشخيص".

عجائب قوم: كناية عن عظمة الفرس تاريخياً وعراقتهم فناً وعمراناً. تلك الصور جزئية، إلا أن البيتين (4-5) يمثلان صورة كلية للقصر تتمثل فيها براعة البحتري في وصف وإحياء الجماد، ففيها الحركة(خافضون، مشرف، يحسر، يخسي)، واللون (ظل) والصوت (المأتم والعرس).

 

 

4. الشرح العام للمقطع الأول:

امتطى البحتري مطيته حاملاً همومه إلى ديار الفرس البالية، لعله يجد في مصيبتها بفقد أهلها ما يخفف من مصيبته وفجيعته بفقد المتوكل وشعوره بالجفوة من قبل المنتصر (ابن المتوكل) حيث تذكر أولئك اللذين كانوا يعيشون مطمئنين في ظل قصر الملك العظيم (القصر الأبيض) العالي الشاهق الذي من شدة ارتفاعه يُتعب العين ويضعفها، وهكذا هي الحياة فالمصائب تذكر وتنسي، فالمصيبة الكبيرة تنسينا الصغيرة، أو الصغير تذكر الكبيرة. لكن كل شيء قد تغير فأصبح هذا القصر خالياً من الناس، فتصدع البنيان، ينطق بفجيعة من كانوا فيه، فالليالي بمصائبها وكوارثها قد صيرته بعد أن كان سكن الملوك الحافل بأعراس الزمان مكاناً مأتمياً، هو والقبر سواء، ولكنه رغم ما هو عليه من بؤس وتداعي وتهدم (شأن نفسية الشاعر) صابر متماسك ينطق بعظمة الروم وأصالتهم تاريخاً، ورقيهم فناً وعمراناً.

5. العاطفة المسيطرة على الشاعر في هذا المقطع:

الحزن والأسى لفقد المتوكل والذي عبر عنه من خلال حزنه وأساه كما آل إليه حال (القصر الأبيض)، فهذا القصر والإيوان المتصدع ما هو إلا رمز لذات الشاعر المتهدمة المتصدعة، وهذا المقطع دليل على الحالة النفسية للشاعر.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

• المقطع الثاني من البيت 7 13 :

1. الفكرة الرئيسية: وصف صورة معركة أنطاكية.

2. معاني الكلمات:

الكلمات معناها

أنطاكية بلدة بالشام دارت فيها معركة بين الفرس والروم قبل الإسلام نُقشت رسومها على جدران الإيوان

ارتعت فزعت

المنايا مفردها :منية،الموت

مواثل واقفات ومتحفزة للعمل

يزجي يرسل ويسوق ويدفع

الدرفس راية كبيرة وهي رمز لتحرير بلاد الفرس على يدي بطلهم الأسطوري أفريون ومعناه راية الحداد

يختال يتكبر

الورس نبات يستعمل لتلوين الملابس

الخفوت الصوت المنخفض

الكلمات معناها

السنان حديد الرمح

يهوي يضرب و ينقض

ترس قطعة من الفولاذ تحمل للوقاية من السيف

تصف العين تتخيل

تتقراهم تتحسسهم

3. التحليل:

 

 

 

أ‌) المستوى الايقاعي:

 

- مواصلة اعتماد نفس البحر.

- القافية والروي الواحد: السين المكسورة.

- المقابلة بين شطري البيت(11).

- الطباق: (مواثل×يزجي) لتقوية المعنى وإبرازه

- الجناس الناقص: (مشيح، مليح) لإضفاء الجرس الموسيقي.

 

 

ب‌) المستوى الصرفي:

 

 

- الصفة المشبهة: (اخضرار، أصفر).

- اسم الجنس: (روم، فرس، رمح، عين، يداي، سنان، ترس).

- استخدام ألفاظ على وزن واحد: (فرس، خرس).

 

 

 

 

 

ت) المستوى المعجمي: - معجم الزينة: (اخضرار، اللباس، الورس).

- معجم الحرب: (المنايا، عراك، رمح، سنان، ترس).

- استخدام الألفاظ التي تدل على الإعجاب بالمعركة وقوة الفرس الفرس: (يزجي الصفوف).

- استخدام الألفاظ التي تدل على الانهماك والجد في المعركة.

 

 

ث) المستوى التركيبي:

استخدام الأساليب الخبرية في الوصف وإظهار الإعجاب بروعة الرسم.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ج‌) المستوى البلاغي:

 

 

 

 

 

 

- رسم البحتري صورة كلية للمعركة كما تمثلها الرسوم على الجدران متمثلة في : الحركة (المنايا مواثل، يزجي الصفوف، يختال، عراك الرجال، مشيح، يهوي، مليح بترس، جد أحياء)،الصوت(خفوت، جرس)، اللون(اخضرار، أصفر، صبغية ورس).

- ارتعت: كناية عن قوة التعبير في الرسم حتى إن من يشاهده يفزع ويظن الأمر حقيقة.

- المنايا مواثل: (استعارة مكنية) شبه المنايا بالأشخاص المستعدين لتنفيذ الأوامر وحذف المشبه به ودل عليه بشيء من خصائصه وهو مواثل، وسر جمالها "التشخيص والتجسيم" وفيها إيحاء بكثرة القتلى وشدة المعركة.

- بين يديه: كناية عن أمامه.

- تصف العين أنهم جد أحياء لهم بينهم إشارة خرس: (تشبيه تمثيلي) فقد شبه هيئة الجنود وحركاتهم وإشاراتهم في الرسم بهيئة أشخاص أحياء يتفاهمون بالإشارة لأنهم خرس.

 

 

4. الشرح العام للمقطع الثاني:

يقترب الشاعر من إحدى لوحات القصر، وهي تمثل مشهداً لمعركة دارت قرب أنطاكية ما بين الجيشين الفارسي والرومي فيهتف: إذا نظرت إلى صورة معركة أنطاكية التي دارت بين الروم والفرس أصابك الفزع فهي صورة ناطقة تتمثل فيها كل مظاهر القتال، ففيها ترى المنايا متحفزة لخطف الأرواح وكسرى أنوشروان يقود الجيوش تحت الراية الكبرى المطرزة وهي راية الفرس المقدسة ترمز و للانتصار، وقد لبس ملابساً خضراء وركب جواداً أسوداً يتحرك مزهواً بكسوته الصفراء المصبوغة بالورس، ويدور العراك أمام كسرى في جدية فالكلام همس لأن الصورة لا تظهر الصوت، ولكنها تظهر الحركة فهذا فارس يقظ ينقض برمحه على عدوه وهو ينظر من طرف خفي وراءه حتى لا يؤخذ على غرة وذلك فارس آخر حريص على توقي الطعن والضرب بترسه، إذا رأتهم العين في الصورة حسبتهم أحياء يتحركون ولكنهم خرس لا ينطقون بل يتفاهمون بالإشارة، وحينما وقفت أمام هذه الصورة توهمتهم أحياء وزاد شكي فلم أعرف الحقيقة إلا بعد أن لمستهم بيدي.

 

5. العاطفة المسيطرة على الشاعر في هذا المقطع:

الإعجاب بمعركة أنطاكية وقوة وشجاعة الفرس، لذلك نجده ينقلنا إلى جو المعركة وإن كانت رسماً، لذلك يستعمل "إذا" الشرطية الدالة على التحقيق ليؤكد ذلك، ويجعل جوابها "ارتعت" ليوحي بعنفها، ويذكر الألفاظ الملائمة لها مثل: (المنايا، يزجي الصفوف، الدرفس ،عراك، رمح، السنان، ترس) ويشير إلى الانهماك والجد في المعركة بقوله: "في خفوت منهم وإغماض جرس" كما نجد لفظة "درفس" الفارسية، و "ورس" بدوية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

• المقطع الثالث من البيت 14 23:

1. الفكرة الرئيسية: وصف صورة الإيوان.

2. معاني الكلمات:

الكلمات معناها

أرعن الجبل ذو النتوءات الشاخصة

جلسِ الغليظ المرتفع من كل شيء

و أراد بالأرعن إما البناء العظيم أو جبلاً غليظاً في جنب الإيوان كأنه ترس في استدارته

يتظنى يُعمل فيه الظن أو الشك

3. التحليل:

 

 

 

أ‌) المستوى الايقاعي: - وحدة الوزن والقافية والروي تكرار حرف السين.

- الطباق: (مصبح×ممسي، مزعجاً×أنس).

- المقابلة: بين شطري البيت(22) والبيت (23) لإبراز المعنى وتأكيده.

- الجناس الناقص: (جوب،جنب) لإضفاء النغم الموسيقي.

 

 

ب‌) المستوى الصرفي: - اسم الجنس: إيوان، أرعن، عرس، الدمقس، قدس، رؤوس، حسي، رضوى.

- استخدام الأفعال المضارعة: (يتظنى، يُعبهُ، تعلو).

- استخدام الأفعال الماضية: (عكست، بلغت، عمرت، بات، صارت).

 

 

ت‌) المستوى المعجمي:

- معجم الحزن والكآبة: (مزعجاً بالفراق، نحس، مرهقاً بتطليق عرس، عكست حظه الليالي).

- معجم العلو والرفعة: (أرعن، جلس، الديباج، الدمقس، مشمخر، تعلو، شرفات، رفعت، رؤوس، رضوى، قدس، المراتب، عمرت).

 

 

ث‌) المستوى التركيبي: - استخدام الأساليب الخبرية لإظهار الأسى والحزن في الأبيات التالية: (15، 16، 17، 22، 23) وتعظيم البناء في الأبيات التالية: (14، 18، 19، 20، 21).

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ج‌) المستوى البلاغي:

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

- كأن الإيوان من عجب الصنعة جوب: (تشبيه) شبه الإيوان في صمته وعظمته بالترس وهي توحي بالقوة.

- يتظنى من الكآبة: (استعارة مكنية) صور الإيوان بالإنسان الكئيب، وسر جمالها "التشخيص".

- البيت (16): (استعارة مكنية) صور الإيوان بالإنسان الحزين علة فراق أحبته، وسر جمالها "التشخيص".

عكست حظه الليالي: (استعارة مكنية) صور الليالي بالإنسان القادر على تغير الوضع أو الحال.

بات المشترى فيه: (كناية عن صفة) وهو كوكب نحس، كناية عن صفة النحس.

- مشمخر: كناية عن صفة العلو والارتفاع والصمود.

- عمرت للسرور دهراً: كناية عن صفة السعادة والطمأنينة.

- فصارت للتعزي رباعهم والتأسي: كناية عن صفة الحزن وضياع السعادة والطمأنينة.

- استخدام الصورة الكلية في الأبيات (20،22) المتمثلة في: الصوت (حي، صوت الزحام، صوت العزاء

والسرور) ، والحركة(وقوف القوم وتزاحمهم، اللقاء، الفراق)، اللون(ألوان الوفود بملابسهم المختلفة).

 

 

3. الشرح العام للمقطع الثالث:

هذا الإيوان العظيم المستقر في قلب الجبل يثير الإعجاب والدهشة في صمته كأنه ترس، وفي حزنه كأنه يتهالك على فراق أحبته كمن أكره على تطليق عروسه وشقيقة روحه، وحتى الحظ عندما صار إليه انعكس وانقلب نحساً، ثم تلتمع في مخيلته برؤى الأخيلة السعيدة، فيراه مجللاً رافلاً بحلل النعيم والحرير، مغرقاً بمظاهر السعادة، عالٍ بشرفاته المرتفعة كأنها فوق جبل رضوى أو القدس، بل يخيل إليه على أجنحة هذا الحلم أن القصر عامر كما كان بمراتب القوم، وأبناء الطبقات المختلفة، غاصاً بالوفود التي تقف خلف بعضها

صفوفاً حاسرة كليلة، فهذا الجو المثير المبهج للنظر كأنه يوحي بأن انقضاءه كان من يوم أو اثنين لا غير، ثم يتحسر على تلك الديار البائدة التي امتلأت بالفرح مدة طويلة، لكنها الآن أصبحت موطناً للحزن والأسى.

4. العاطفة المسيطرة على الشاعر في هذا المقطع:

إظهار الاعجاب بالإيوان وتعظيم البناء، والأسى والحسرة على ما آل إليه حاله، وهو إنما يتحسر على حاله هو فما الإيوان إلا صورة لنفس الشاعر المتهدمة المليئة بالأسى والحسرة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

** الخاتمة:

التعليق العام:

أ‌) خصائص أسلوب البحتري:

1. الأفكار: فيها تأمل وترتيب وتسلسل ولكنها بعيدة عن التعقيد والغموض فهي واضحة تكشف عن صفاء الذهن وحسن التفكير.

2. الصور: تعتمد على التصوير الكلي والتصوير الخيالي الجزئي وتدل على قوة العاطفة وصدقها ودقة الحس وبراعة التكوين، والجمع بين اللون والصوت والحركة والهيئة، وتعبر عن الإعجاب بالحضارة الفارسية في فن البناء والرسم كما توحي بما يعتلج في نفس الشاعر من هموم وآلالام.

3. التعبير: يقوم على مبدأ الانتقاء للألفاظ وحسن تنسيقها وإحكام صياغتها والبعد عن الغرابة والتنافر، ولا عجب في ذلك فالبحتري إمام الشعراء في فن الصياغة حتى وُصف شعره "بالسلاسل الذهبية" فهو الشاعر المطبوع الزاهد في المحسنات البديعية.

4. الموسيقى الخارجية: من البحر الخفيف وحرف السين الذي يتميز بالهمس لأنه خائف متوجس.

 

ب) بعض ملامح شخصية البحتري من خلال النص:

1. مخلص لصديقه المتوكل وحزين لما أصابه على يد ابنه المنتصر.

2. فنان يتذوق الرسم ويتأثر به.

3. منصف غير متعصب فلم يمنعه إخلاصه لقوميته العربية من إعجابه بحضارة الفرس وثنائه عليهم.

ت‌) أثرالبيئة في النص:

1. يدل النص على ما بلغته حضارة الفرس من تقدم في العمارة والنقش.

2. ويشير إلى انتصارهم في معركة أنطاكية على الروم في عهد "أنوشروان" ويدل على ذلك تسجيلهم لهذه المعركة ورسمها على جدران إيوان كسرى.

نلمح في النص عنف الصراع بين دولتي الفرس والروم مما كان سبباً في إضعافهما وتمهيداً لدخولهما في حكم المسلمين.

3. كان ملك الفرس يقود الجيش ويشترك في المعركة بنفسه.

4. من أدوات الحرب وأسلحتها: (الخيل والرمح، الترس، الرايات المرفوعة).

5. ومن عاداتهم استعمال "الورس" في صبغ الثياب و كسوة حصان القائد بثوب يميزه ويزيد من هيبته.

6. يدل النص على اتخاذ السياحة ومشاهدة الآثار وسيلة للترفيه عن النفس وتفريج الهموم، فقد ضاق البحتري بما جرى في بغداد من تسلط الأتراك على الخليفة وسيطرتهم عليه وعلى شؤون الحكم فذهب إلى المدائن يلتمس الراحة النفسية وتخفيف الأحزان.

ث) ملامح التقليد والتجديد:

1. ملامح التقليد (المحافظة على القديم):

- المحافظة على وحدة الوزن والقافية.

- استخدام الألفاط البدوية.

- ذكر الراحلة (عنسي).

2. ملامح التجديد:

- وحدة الموضوع والجو النفسي.

- المطلع الوجداني حل محل المطلع الطللي.

- وصف الإيوان وجعله مرتبطاً بنفس الشاعر وهو من مظاهر التجديد في الوصف.

Link to comment
Share on other sites

المقطع ( أ ) : وصف حالة الشاعر وذكرياته المؤلمة .

امتطى البحتري مطيته حاملاً همومه إلى بلاد الفرس البالية ، لعله يجد في مصيبتها بفقد أهلها ما يخفف من مصيبته وفجيعته بفقد المتوكل وشعوره بالجفوة من قبل المنتصر

( ابن المتوكل ) ، تذكر أولئك الذين كانوا يعيشون مطمئنين في ظل الملك العظيم ( القصر الأبيض ) العالي الشاهق الذي من شدة ارتفاعه يتعب العيون ويضعفها ، وهكذا هي الحياة فالمصائب تذكر وتنسى ، فالمصيبة الكبيرة تنسينا الصغيرة ، أو الصغيرة تذكر بالكبيرة ....

لكن كل شيء قد تغير فأصبح هذا القصر خالياً من الناس ، فتصدع البيان ، ينطق بفجيعة من كانوا فيه ، فالليالي بمصائبها وكوارثها قد صيرته بعد أن كان سكن للملوك الحافل بأعراس الزمان مكاناً مأتمياً ، هو والقبر سواء ، ولكنه رغم ما كان عليه من بؤس وتداعي وتهدم – شأن نفسية الشاعر – صبر متماسك ينطق بعظمة القوم وأصالتهم تاريخياً ورقيهم فناً وعمراناً .

 

مواطن الجمال :

( حضرت رحلي الهموم ) استعارة مكنية ، صور فيها الشاعر الهموم شيئاً مادياً يُحمل ، وسر جمالها تجسيم المعنوي في صورة حسية .

( أبيض المدائن ) كناية عن موصوف هو قصر كسرى أنوشروان الأبيض .

 

( أتسلى عند الحظوظ ) استعارة مكنية ، صور الحظوظ بإنسان يتسلى عنده ، وسر جمالها التشخيص .

 

( ذكرتنيهم الخطوب ) استعارة مكنية ، صور الخطوب .....

 

( وهم خافضون ) كناية عن رفاهية العيش والاطمئنان .

( ظال عالٍ مشرف ) كناية عن صفة علو القصر والارتفاع .

 

( الليالي جعلت فيه مأتماً بعد عرس ) استعارة مكنية ، صور الليالي شيئاً مخيف فهي كالإنسان يحول الفرح إلى حزن . القيمة الفنية للصورة التجسيم .

( مأتماً بعد عرس ) كناية عن الحزن والألم . .

( مأتماً ) استعارة تصريحية صور الحزن كالمأتم . شبه الحال التي كان فيها بالعرس وصرح بالمشبه به . وفيه طباق بين حالتين متضادتين .

 

( وهو ينبيك ) استعارة مكنية ، صور القصر بالإنسان المخبر . وسر جمالها التشخيص .

( عجائب قوم ) كناية عن عظمة الفرس تأريخياً وعراقتهم فناً وعمراناً .

 

تلك الصور جزئية ، إلا أن البيتين ( 4 ، 5 ) يمثلان صورة كلية للقصر تتمثل فيها براعة البحتري في وصف وإحياء الجماد ، ففيها الحركة " خافضون ، مشرف ، يحسر ، يخسي

اللون : الظل ، الصوت " المأتم والعرس " .

 

المحسنات البديعية :

( تذكر وتنسي ) طباق لتقوية المعنى وتوكيده .

( مأتماً وعرساً ) طباق لتقوية المعنى وتوكيده .

وكما يقال وبضدها تتميز الأشياء .

( يحسر ويخسي ) لتقوية المعنى وإبرازه .

( آسى ، ساسان ) لإعطاء الجرس الموسيقي وإبراز المعنى .

 

الموسيقى :

البحتري متألق في إحياء الموسيقى الخارجية في شعره عن طريق المشاكلة بين الألفاظ والمعاني والتوافق الصوتي بين الحروف والكلمات " آسى وساسان ، يحسر ويخسي "

إضافة إلى الموسيقى الخارجية الوزن ( البحر الخفيف ) والقافية ( السين ) .

 

الأساليب :

خبرية لإظهار الأسى والحسرة ( 1 ، 2 ، 3 ، 4 ، 5 ) وتعظيم الفرس ( 4 ، 6 )

 

الألفاظ :

استخدم الشاعر الألفاظ المناسبة للتعبير عن حالته النفسية من الحزن والأسى " حضرت رحلي الهموم ، أتسلى عند الحظوظ ، ذكرتنيهم الخطوب ، مأتماً بعد عرس " . ويلاحظ أن الشاعر في هذه الفقرة يستخدم ألفاظ بدوية مثل " رحلي ، عنسي " .

 

المقطع ( ب ) : وصف صورة لمعركة انطاكية .

يقترب الشاعر من إحدى لوحات القصر ، وهي تمثل مشهداً لمعركة دارت قرب انطاكية ما بين الجيشين الفارسي والرومي فيهتف :

إذا نظرت إلى صورة معركة أنطاكية التي دارت بين الروم والفرس أصابك الفزع فهي صورة ناطقة تتمثل فيها كل مظاهر القتال ، ففيها ترى المنايا متحفزة لخطف الأرواح وكسرى أنوشروان يقود الجيش تحت الراية الكبرى المطرزة وهي راية الفرس المقدسة ترمز للانتصار ، وقد لبس ملابساً خضراء وركب جواداً أسوداً يتحرك مزهواً بكسوته الصفراء المصبوغة بالورس . ويدور العراك أمام كسرى في جديدة فالكلام همس ؛ لأن الصورة لا تظهر الصوت ، ولكنها تظهر الحركة فهذا فارس يقظ ينقض برمحه على عدوه وهو ينظر من طرف خفي وراءه حتى لا يؤخذ على غرة وذلك فارس آخر حريص على توقي الطعن والضرب بترسه ، إذا رأتهم العين في الصورة حسبتهم أحياءً يتحركون ولكنهم خرس لا ينطقون بل يتفاهمون بالإشارة ، وحينما وقفت أمام هذه الصورة توهمتهم أحياء وزاد في شكي فلم أعرف الحقيقة إلا بعد أن لمستهم بيدي .

 

العاطفة المسيطرة على الشاعر وأثرها على الألفاظ :

الإعجاب بتلك المعركة وقوة وشجاعة الفرس ، لذلك نجده ينقلنا إلى جو المعركة وإن كانت رسماً لذلك يستعمل "إذا" الشرطية الدالية على التحقيق ليؤكد ذلك ، ويجعل جوابها

"ارتعت" ليوحي بعنفها ، ويذكر الألفاظ الملائمة لها مثل "المنايا ، الدرفس ، عراك ، رمح ، السنان ، ترس" ويشير إلى الإنهاك والجد في المعركة بقوله : "في خفوت منهم وإغماض جرس " كما نجد "درفس" الفارسية ، "ورس" بدوية .

 

الصور :

رسم البحتري في هذا الجزء صورة كلية للمعركة كما تمثلها الرسوم على الجدران ، فأنت تحس الحركة في "المنايا هوائل ، يزجي الصفوف ، يختال ، عراك الرجال ، مشيح ، يهوي، مليح بترس ،جد أحياء " وتسمع الصوت في " خفوت ، جرس" وترى اللون في

" اخضرار ، اصفرار، صبيغة ورس " والتصوير الكلي يعتمد على نظرة شاملة للموضوع.

والصوت والحركة وفي خلال هذه اللوحة الفنية جاءت صور بيانية جزئية . ففي البيت السابع "أنطاكية" مجاز مرسل عن المعركة علاقته المحلية فالصورة للمعركة وانطاكية محلها . و"ارتعت" كناية عن قوة التعبير في الرسم حتى إنك تفزع وتظن الأمر حقيقة .

وفي البيت الثامن "المنايا مواثل" استعارة مكنية شبه المنايا بأشخاص مستعدين لتنفيذ الأوامر وحذف المشبه به ودل عليه بشيء من خصائصه وهو " مواثل" وسر جمالها التشخيص والتجسيم وفيها إيحاء بكثرة القتلى وشدة المعركة . وفي البيت العاشر

"بين يديه" كناية عن أمامه . وفي البيت الثاني عشر " تصف العين أنهم جد أحياء لهم بينهم إشارة خرس "تشبيه تمثيل ، فقد شبه هيئة الجنود وحركاتهم وإشاراتهم في الرسم في الرسم بهيئة أشخاص أحياء يتفاهمون بالإشارة لأنهم خرس . وفيه إيحاء ببراعة الرسم وقوة التعبير .

 

المحسنات البديعية :

المقابلة بين شطري البيت 11 .

( مواثل – يزجي ) طباق لتقوية المعنى وإبرازه . ( روم وفرس )

( مشيح – مليح ) الجناس الناقص لإضافة الجرس الموسيقى .

 

الأساليب :

خبرية الوصف وإظهار الإعجاب بروعة الرسم .

 

المقطع ( ج ) وصف صورة الإيوان .

هذا الإيوان العظيم المستقر في قلب الجبل يثير الإعجاب والدهشة في صمته كأنه ترس ، وفي حزنه كأنه يتهالك على فراق أحبته كمن أكره على تطليق عروسه وشقيقة روحه ، وحتى الحظ عندما صار إليه العكس وانقلب نحساً ، ثم تلتمع في مخيلته برؤى الأخيلة السعيدة ، فيراه مجالاً رافلاً بحلل النعيم والحرير ، مغرقاً بمظاهر السعادة ، عالٍ بشرفاته المرتفعة كأنها فوق جبل رضوى أو القدس ، بل يخيل إليه على أجنحة هذا الحلم أن القصر عامر كما كان بمراتب القوم ، وأبناء الطبقات المختلفة ، غاصاً بالوفود التي تقف خلف بعضها صفوفاً حاسرة كليلة ، فهذا الجو المثير المبهج للنظر كأنه يوحي بأن انقضاءه كان من يوم أو اثنين لا غير ، لم يتحسر على تلك الديار البائدة التي امتلأت بالفرح مدة طويلة ، لكنها الآن أصبحت موطناً للحزن والأسى .

 

العاطفة المسيطرة على الشاعر :

الإعجاب بالإيوان وعظمة بنائه ، والأسى والحسرة على ما آل إليه حاله ، وهو إنما يتحسر على حاله هو فما الإيوان كما قلنا ... إلا أن الصورة لنفس الشاعر المتهدمة المليئة بالأسى والحسرة .

 

الصور :

14( كأن الإيوان من عجب الصنعة جرب ) شبه الإيوان في صمته وعظمته بالترس وهي توحي بالقوة أو بالفتحة الواسعة في وسط الجبل لاتساعه .

 

15البيت كناية عن الحزن والمعاناة وتوحي بالاستمرار لاستخدام الشاعر لفظي ( مصبح ممسي ) .

( يتظنى من الكآبة ) استعارة مكنية صور الإيوان إنساناً كئيباً ، وسر جماله التشخيص .

 

16 البيت ( استعارة مكنية ) صور الإيوان إنساناً حزيناً على فراق أحبته ( تشخيص ) فهو إما منزعج لفراق وليفه أو تعب لفراق عروسه و في المعنى ترادف للتوكيد .

 

17 ( عكست حظه الليالي ) استعارة مكنية ، صور الليالي إنساناً قادراً على تغيير الوضع أو الحال .

( بات المشتري فيه ) كناية عن صفة ، وهو كوكب نحس ، كناية عن صفة النحس .

 

19 ( مشمخر ) كناية عن صفة العلو والارتفاع والصمود .

 

( 20 – 22 ) تشبيهات تصورها الشاعر . وفيها صورة كلية بما فيها من صوت

صوت الزحام – صوت العزاء والسرور

الحركة وقوف القوم وتزاحمهم ، اللقاء والفراق

اللون : ألوان الوفود بملابسهم المختلفة .

 

23 ( غمرت للسرور دهراً ) كناية عن صفة السعادة والطمأنينة ، فصارت للتعزي رباعهم والتأسي : كناية عن صفة الحزن وضياع السعادة والطمأنينة .

 

المحسنان البديعية :

- الطباق ( مصبح – ممسي )

( منزعجاً وآنس )

المقابلة بين شطري البيت ( 22 و23 )

( جوب – جنب ) جناس ناقص ، لإضفاء النغم الموسيقي .

 

الموسيقى :

خارجية ناتجة عن الوزن والقافية والجناس وأيضاً ناتج عن المشاركة بين الألفاظ والحروف والكلمات فقد كرر حرف السين ثماني عشرة مرة ومعروف أنه حرف صفيري فيه همس وذلك يناسب موقف الخوف والتوجس لدى الشاعر .

 

الألفاظ استخدم البحتري الألفاظ عن إعجابه بالإيوان وبراعة صنعه " كأنه من عجب الصنعة جوب ، بسط الديباج ، ستور الدمقس ، مشمخر " وعن أساه وحسرته : " الكآبة،

مزعجاً بالفراق ، مرهقاً بتطليق عرس ، عكست حظ الليالي ، نحس ، التعزي والتأسي . كما يستخدم ألفاظاً فارسية " الديباج ، الدمقس ، وأخرى بدوية " أرعن ، جلس "

 

الأساليب :

خبرية لإظهار الأسى والحسرة والحزن ( 23 ، 22 ، 16 ، 15 ) وتعظيم البناء

( 21 ، 20 ، 19 ، 18 ، 14 )

 

خامساً / التعليق :

هذا النص من شعر الوصف ال1ي تطور في العصر العباسي فتناول مظاهر جديدة ، وموضوع هذه القصيدة جديد في الشعر الوصفي ، فهي أول قصيدة تتناول الآثار بهذه الطريقة الشاملة لبيان النقوش وارتفاع البناء وتشخيص الجوامد وبعث الحياة فيها ، ومزج النفس بها واستقراء التاريخ وأخذ العظة من أحداثه . وإذا كان الشعراء القدامى وقفوا على الأطلال ووصفوا الديار وسألوها عن الأحبة فإن الفرق واضح بين الموضوعين والاتجاهين.

 

وقد تأثر بهذه القصيدة أمسر الشعراء – أحمد شوقي – في العصر الحديث حين نفي إلى الأندلس ورأى آثار المسلمين هناك فقال قصيدة طويلة تعبر عن خواطره وحنينه إلى مصر وتسير على وزن قصيدة البحتري وقافيتها السينية ( ويسمى هذا الشعر بشعر المعارضات ) ومطلعها :

اختلاف الليل والليل ينسي اذكر لي الصبا وأيــــــام أنسي

وسلا مصر هل سلا القلــب أو أسا جرحه الزمان المؤسي

 

خصائص أسلوب البحتري :

1) الأفكار : فيها تأمل وتسلسل لكنها بعيدة عن التعقيد والغموض فهي واضحة تكشف عن صفاء الذهن وحسن التفكير .

2) الصور : تعتمد على التصوير الكلي والتصوير الخيالي والجزئي وتدل على قوة العاطفة وصدقها ودقة الحس وبراعة التكوين ، والجمع بين اللون والصوت والحركة والهيئة ، وتعبر عن إعجاب بالحضارة الفارسية في البناء والرسم كما توحي بما يعتلج في نفس الشاعر من هموم وآلام .

3) التعبير : يقوم على مبدأ انتقاء الألفاظ وحسن تنسيقها وإحكام صياغتها والبعد عن الغرابة والتنافر ، ولا عجب في ذلك فالبحتري إمام الشعراء في فن الصياغة حتى وصف شعره ( بالسلاسل الذهبية ) فهو الشاعر المطبوع الزاهد في المحسنات البديعية . وفد استعمل ألفاظاً فارسية تدل على تأثره بلغتهم مثل "درفس" .

4) الموسيقى الخارجية : من البحر الخفيف وحرف السين الذي يتميز بالهمس ؛ لأنه خائف متوجس .

 

تبدو بعض ملامح شخصية البحتري من خلال النص : فهو مخلص لصديقه المتوكل ، وحزين لما أصابه من غدر وخيانة على يد ابنه المنتصر وقد نوّه بذلك في شعره مما كان له الأثر في جفاء ابن المتوكل له ، وقيامه بهذه الرحلة للمدائن ، وهو فنان يتذوق الرسم ويتأثر به ، وهو منصف غير متعصب فلم يمنعه إخلاصه لقوميته العربية من إعجابه بحضارة الفرس وثنائه عليهم .

 

أثر البيئة في النص :

1) يدل النص على ما بلغته حضارة الفرس من تقدم في العمارة والنقش .

2) يشير إلى انتصارهم في معركة انطاكية على الروم في عهد "أنوشروان" ويدل على ذلك تسجيلهم لهذه المعركة ورسمها على جدران كسرى .

3) نلمح في النص عنف الصراع بين دولتي الفرس والروم مما كان سبباً في إضعافها وتمهيداً لدخولها في حكم المسلمين .

4) كان ملك الفرس يقود الجيش ويشترك في المعركة بنفسه .

5) من أدوات الحرب وأسلحتها : الخيل والرمح والترس والرايات المرفوعة .

6) ومن عاداتهم : "الورس" في صبغ الثياب وكسوة حصان القائد بثوب يميزه ويزيد مهابة .

7) يدل النص على اتخاذ السياحة ومشاهدة الآثار وسيلة للترفيه عن النفس وتفريج الهموم ، فقد ضاق البحتري بما جرى في بغداد من تسلط الأتراك على الخليفة وسيطرتهم على ذكر بعض المواضع مثل "المدائن،رضوى، القدس" .

 

ملامح التقديم ( المحافظة على القديم ) :

1) ذكر الراحلة "عنس" .

2) المحافظة على وحدة الوزن والقافية .

 

ملامح التجديد :

1) وحدة الموضوع والجو النفسي .

2) المطلع الوجداني الذي حلّ محل المطلع الطلي.

3) وصف الإيوان وجعله مرتبطاً بنفس الشاعر وهو من مظاهر التجديد في الوصف.

4) استخدام ألفاظ فارسية

Link to comment
Share on other sites

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

Guest
الرد على هذا الموضوع...

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

Loading...
×
×
  • Create New...