Jump to content
منتدى البحرين اليوم

اليوم "متروشكا"


Recommended Posts

  • 2 weeks later...

وهج من نور..

 

لا يوجد هناك من من الممكن ان يتحفني بالتقرير..

:smile:

 

فأصبح "منتدى المسرح" اشبه بالمهجور..فكل مرتاديه غابوا عنه..مسيرين كانوا او مخيرين..

 

اشتاقهم جميعا :smile: ..

 

فلا اسمع بين هذه الجدران سوى صدى لوحة مفاتيحي..

 

ولا ادري كم سأمكث هاهنا..فلا ربما طائرتي انا ايضا ستقلع قريبا ً..

 

"مـــتــــروشـــــكـــا"

 

حظيت ُ و أخيرا على تقرير..

 

لكم التقرير..............................

Link to comment
Share on other sites

عن سؤال القلق للمسرحية المثيرة «متروشكا»

 

 

محمد محمود المرباطي:

 

 

 

بعد كلمة مقتضبة جدا ولكنها كانت فاعلة من المخرج المسرحي خالد الرويعي، عن ضرورة التعاون ما بين المسارح الأهلية وجمعيات المجتمع المدني لإظهار الأعمال المسرحية إلى اكبر حيز من جماهير هذه الجمعيات المثقفة، ليعلن بذلك عن بدء عرض مسرحية من إعداد مسرح الصواري بعنوان ‘’متروشكا’’ للمخرج الكبير عبدالله السعداوي في جمعية العمل الديمقراطي (وعد)..

كان الجمهور القليل العدد نسبيا والذي امتلأت بهم قاعة جمعية «وعد» التي استضافت عرض مسرحية «متروشكا» لمسرح الصواري ولمخرجها عبدالله السعداوي متحلق بصورة دائرية حول ساحة العرض الصغيرة في وسط القاعة .. كان يبدو على الجميع حالة من الترقب والتوثب للإسراع ببدء العرض وخصوصا أن جماهير جمعية العمل الديمقراطي هم من السياسيين المعروفين بتاريخهم الطويل، وقلما يتم إقامة مثل هذه العروض الفنية في جمعيتهم، فلذلك كان الشوق والاندفاع لمشاهدة هذا العرض مثيرا وواضحا من خلال نظرات عيونهم اللافتة. كنت أتساءل في نفسي .. ما هذا الاسم الغريب الذي اختاره السعداوي عنوانا لمسرحيته، وما الجديد الذي سيطرحه بعد عمره الفني الطويل في مجال الإخراج .. وما هي إلا لحظات وتبدأ بعض الحركات السريعة لترتيب ديكور المسرحية البسيط جدا، ولن أقول زهيدا كان، بل ازعم بأنه كان مجانا، فلم يكن الديكور إلا كرسياً خشبياً صغيراً طويلاً نوعا ما في حدود متر واحد، وكرسي جلوس، وعلاقة ملابس، عليها بعض الملابس القليلة، واثنان من الممثلين فقط لا ثالث لهما .. ومن بساطة هذا الديكور الرمزي جدا والمختزل إلى أقصى حدود الاختزال، تنكشف لك موهبة المخرج السعداوي وعبقريته، فكيف سيقدم عملا كبيرا من هذه البساطة العفوية من الديكورات وطاقم التمثيل المتواضع العدد..

ما أن يبدأ البطل بالجلوس على الكرسي بمحاذاة احد أفراد الجمهور، شاخصا بعنف شديد في عين ذاك الفرد الذي حضر لمشاهدة العرض، حتى يستوقفك هذا المشهد الصامت المريب من تحديق البطل بعينيه الحادتين في عيني هذا المتفرج من الجمهور، لتدرك بان حنكة السعداوي تبدأ بالظهور من أول استغلال لبقية الديكورات الناقصة لاستكمال ملحمته المسرحية، وهي التفاعل بين البطل وأفراد من الجمهور ليجعل منهم أبطالاً مكملين ولكن بدون تدخلهم في النص بأي حرف، فقط بتعابير وملامح وجه المشاهد للمسرحية الذي كان يبدو مرتبكا أحيانا، وقلقا وحائرا في أوقات، لا يكاد يزحزح بصره ولو لبرهة خفيفة عن عين البطل في انسجام غريب بينهما كأنما بدا مسحورا بهذه المشاركة اللاإرادية منه مع النص والبطل في الأحداث.

بعد صمت رهيب من البطل لدقائق، مستغلا إمكانياته التعبيرية بتقاطيع وجهه الموحية والغاضبة من قهر مكبوت لا ندري ما كنهه بسبب صمته المطبق، كأنما يريد أن يتأهب للفوران والانفجار في أي لحظة، وفعلا تنطلق أولى الكلمات المرتعشة من فمه المفتوح إلى آخر مدى بصوت مدوٍ منه في وجه هذا المشاهد، متهما إياه بأنه هو الذي اعتدى على أمه.. يا لقسوة وعنف هذه البداية من التراجيديا النفسية المؤلمة التي نحن بصدد متابعتها مع مأساة هذا الشاب .. وبعد حوار صارخ بحدة شديدة من سيل الاتهامات المنصبة على هذا المعتدي على عرض أمه .. وهذا المتفرج لا يستطيع الحراك أو الرد عليه، كأنما هو فعلا ذلك الجاني الذي يقر بما اقترفه في شرف هذا البطل، لينتقل بعدها البطل إلى وسط أرضية ساحة العرض الخالية من أي فرش أو أثاث غير الكرسي الذي يجلس عليه البطل الآخر وهو يبدو في هيئة طبيب نفساني مرتديا معطفا طبيا .. وفي هذه المساحة المحدودة التي كانت تبدو رغم صغر مساحتها التي لم تتعد ثلاثة أمتار في ثلاثة أمتار بأنه فضاء شاسع مترام الأطراف، لخلوها من أي حواجز أو ديكورات ليرتد من عبرها البصر .. وهنا تتجلى عبقرية أخرى للسعداوي من هذه التقنية البارعة بأن جعلنا نتخيل بأننا فعلا في كون فسيح من هذه الحياة الممتدة عبر النظر في الفراغ الهوائي البعيد المحيط بساحة العرض الصغيرة ..إذن نحن الجمهور، أصبحنا جزءاً من الناس المزدحمين في هذا الكون الذي صنعه السعداوي من بين ثنايا نصه، وجعل من البعض منا له دور في مآسي هذا البطل، وتظهر صور من هذه الأدوار للجمهور المشارك بلا وعي منه من خلال اتهامه من قبل هذا البطل بالاعتداءات الوحشية على كرامته وكيانه، عندما يتوجه في كل مرة إلى أحد المتفرجين في الزوايا المختلفة من ساحة العرض مصوبا إليه هذا البطل جام غضبه محملا إياه مسؤوليته عما حدث له من ضياع وشقاء وقسوة .. ليقول لنا السعدواي بأسلوبه الفريد في هذا النص بأننا كلنا مسؤولون عن هذا الإنسان وأننا نتسبب في ضياعه ودماره باحتقار كيانه واستلاب كرامته، والذي كان الطبيب جاهدا يحاول أن يفك من عقده النفسية المتغلغلة في حنايا ضلوعه منذ كان طفلا حتى شبابه العنيف المتوتر والحاقد على هذا المجتمع.. وهو يعاني من مرارة الفقر والجوع ومشاكل أبيه المعيشية الصعبة وسكره الدائم للشرود من هذه الحالة الصعبة.. ومعاناته لألام أمه عندما يهم كل يوم والده السكير بضربها المبرح القاسي وهو عاجز عن فعل شيء لصغر سنه وهو بجانب أخته المريضة التي كانت هي الأخرى يشبعها ضربا وركلا حتى انعقد لسانها وأصبحت اقرب إلى المعوقة من وقع الضرب عليها.. وحتى ظلم الناس له من حرمانه من حقوق الإنسانية .. التي يحاول الطبيب أن يعيده إلى وعيه الطبيعي بنسيانه لهموم وشقاء الماضي.. والعيش سعيدا كباقي الأفراد الأسوياء..

استمرت أحداث المسرحية التي كانت من الدراما النفسية الحادة لمدة تقرب من الساعة لم نشعر بها إلا هي دقائق معدودة عدت بسرعة فائقة، لجمال وقوة النص والأداء الرائع للبطلين وبالذات الشاب البطل الذي كان هو محور وعقدة النص، هذا الشاب النحيل جدا في بنيته ولكنه القوي جدا في عضلاته وإمكانياته الجسدية القوية، وتعابير وملامح وجهه الفنية إضافة إلى مشاركة الجمهور اللاإرادية منه في النص والفضاء الكبير الذي صنعه السعداوي من ساحة العرض الضيقة، كانت كلها الأسباب وراء روعة وقوة وتماسك هذا النص القوي من إخراج عبدالله السعداوي وبمشاركة كاتب النص باقتدار إبراهيم خلفان والذي اعتقد ان السعداوي كان قد طرح في هذا النص السؤال الأكبر الذي كان دائما يشغل باله .. وهو سؤال القلق الحائر والمتمثل في.. لماذا هذا الإنسان المسكين خلق بهذه الكيفية المؤلمة؟، لماذا يأتي إلى هذه الدنيا بكل أحزانه وآلامه؟.. لماذا تسلب منه حقوقه وكرامته؟.. يحاول السعداوي عبر خبرته واحتكاكه بالحياة وتجاربها المريرة أن يهتدي إلى كشف حيرة أسئلة القلق تلك .. والتي تكمن ببساطة شديدة حسب ما ورد في نصه..بأننا عندما نتخلى عن القلق .. عندما تتبلد أحاسيسنا..عندما تموت فينا الذات الإنسانية والاهتمام بمصير الأفراد من حولنا .. بالقيم.. بالكرامة.. بالحقوق والواجبات.. فيتخلى مثل هذا الإنسان عن آدميته ويصبح أنسانا جشعا طماعا يسلب حقوق وكرامة وحريات الآخرين، كما حدث للبطل في النص عندما تخلى عن سؤال القلق في ذاته .. وأصبح يعيش أنانيا، يلهث خلف ملذاته وسكره وعربدته وأمواله وسياراته الفارهه، تاركا خلفه تلك الأفكار والمبادئ الثورية التي كان ينادي ويكافح من اجلها في صباه وشبابه اليانع من اجل نصرة الشعب وكفاحه في وجه السلطة الظالمة التي حرمته حقوقه والعدالة والمساواة بين الحاكم والمحكوم..

إذاً السعداوي يذكرنا في هذا النص الكبير بأن لا نتخلى عن أسئلة القلق في ذواتنا المضطربة .. عن قلقنا الدائم لمصير هذا الشعب ونصرته في استرداد حقوقه وكرامته .. ولكن من دون اللجوء إلى الانتقام والعدوان ولكن بالحب..كما جاء على لسان البطل قبيل نهاية العرض بدقائق.. عندما استل سكينا لينتقم لشرف أمه من المعتدي على شرفها والتي قتلها أبوه السكير بطعن رقبتها بالسكين عندما اكتشف خيانتها له بسبب ظلمها وتعذيبها بالضرب الموجع وإهانتها المذلة.. لتخونه مع عشيقها المعتدي على شرفها .. وفي ثورة غضبه بالانتقام من هذا المغتصب .. يُسقط السكين من يده .. مرددا في وجهه..إننا لم نخلق للقتل والانتقام ولكن خلقنا لكي نحب .. لتسدل بعدها الخاتمة بمشهد جميل به شيء من الفرح بعد كل هذه المآسي والأحزان والقسوة، بأن يشارك الجمهور بصورة جماعية وهو البطل المساند لهذا النص في إشعال بعض الأعواد النارية المضيئة.. ولينهي البطل المسرحية بعبارته الأخيرة.. نظرت إلى السماء من بعيد فوجدتها مزدانة بالألوان الجميلة وعندما اقتربت وجدتها إنها مجرد ألعاب نارية..

ولينتهي هذا العرض الجميل والرائع والمحكم التنفيذ والأداء والتمثيل والإخراج.. ولأتوجه بعد ذلك بسؤال بيني وبين السعداوي عن معنى كلمة ‘’متروشكا’’ فأجاب بأنها دمية روسية مكونة من مجموعة من الدمى المتداخلة في بعضها البعض عندما نقوم بتفكيكها .. فأدركت سر اختياره لاسم هذه الدمية الجميلة لنصه المسرحي من كون أحداثها كانت عبارة عن مشكلة كبيرة وتنسج منها مشاكل اصغر فاصغر إلى أن تلاشت عند ما أدرك البطل سر معاناته والمتمثلة في إعادة اكتشافه لسؤال القلق.. فأدرك الحل في نبذ الحقد والانتقام وانتصار قيم الحب.. شكرا للسعداوي وللطاقم الفني والتمثيلي وللخلفية الموسيقية المؤثرة والتي عزفها على آلة العود بحرفية وموهبة واعدة من العازف الصغير السن فيصل عبدالعزيز الكوهجي الذي حقا أضاف بُعدا مهما في تصوير الأحداث والانفعالات بموسيقاه وعزفه المتميز والمتقن.. لقد كانت مسرحية مبدعة على رغم تواضع إمكاناتها البسيطة جدا.. ولكن الهائلة في إمكانات وقدرات شخوصها الذين أدوها تمثيلا وتأليفا وعزفا وإخراجا وانتزعوا من الجمهور تصفيقا حارا متواصلا لدقائق عديدة.

 

 

المــــــــــــصــــــــــــــــــدر

 

 

Edited by وهج من نور
Link to comment
Share on other sites

الصواري..ها انتم ذا تعدمونني ذائقتي البصريه و الحسية ايضا ً..

 

هذا ولم آرى شيء مباشر..كل ما حظيت به عيني مجرد اسقاطات خاطفه على مسيرتكم..

 

في مهرجانات الهواة..و تقارير شبة مجحفه بحق العرض في "محليات" سابقا طبعا "باب البحرين,هنا البحرين"

 

شكرا خاص اوجهه الى محمد محمود المرباطي على هذا التقرير الجد ممتع..

 

رغم استمتاعي الا انني صُهرت غيظا من عدم حضوري...

 

موفقين... :n10:

Link to comment
Share on other sites

  • 1 month later...
  • 1 month later...

شكرا على جهودك المبذولة في حب المسرح

انا كنت اليوم في البحرين ومريت عليهم وهم الظاهر يسوون بروفه بس مدري حق شنو شفتهم مشغولين ومشيت

الظاهر بيعيدونها مره ثانية...!!!

بالتوفيق

Link to comment
Share on other sites

محمود 17 نوع من الدعم مرورك.. :)

 

شكرا على جهودك المبذولة في حب المسرح

 

شكر.. و .. جهد.. و .. بذل.. و.. حب .. و..مسرح..

 

العفو..

 

و في هذا المقام كنوع من الامتنان و الشكر الذي لا يوقفه القواميس العربية..

 

لمن أكتتب اسمي و أقحمني جاهلا ً في أفواج المسرحيين و لم اكن اعي من مسمى المسرح

 

سوى خشبا ً و أن أنعدم..

 

][ فشكرا لك ][ تقبلها مهما كانت كلمة الشكر أمامك صغيره و متضائله.. تقبلها.. :).. حتى و إن ذهب ادراج الرياح.. :)

 

 

عذرا محمود17..لا تأبه لتمتمتي السابقة فكنت افكر بصوت ٍ عالي فقط.. :n5:

 

 

انا كنت اليوم في البحرين ومريت عليهم وهم الظاهر يسوون بروفه بس مدري حق شنو شفتهم مشغولين ومشيت

 

 

بقدر عزائي لـ صواريين.. ولو انهم حظو بالذكرى.. :)

 

رغم ذاك أتمنى لهم بليغ التوفيق.. فواحدهم عن الف خلية نحل.. لا يركن و لا يستكين..

 

فـ نحن بإنتظار جديدهم..او تجديد قديمهم.. :)

 

الظاهر بيعيدونها مره ثانية...!!!

 

متروشكة السعداوي قد حظي الثلاثاء فيها أعادة بشكل دوري برمضان..

 

فبتوفيق لهم..

 

بالتوفيق

 

ياااااااااااااااااااارب

Link to comment
Share on other sites

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

Guest
الرد على هذا الموضوع...

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

Loading...
×
×
  • Create New...