Jump to content
منتدى البحرين اليوم

يالَذاكِرَتي..!


Recommended Posts

،

 

أتقلّب على سريرٍ يتوه جسدي النحيل فيه،

وسادة على الأرضِ ملقاة،

والأخرى أحتضنها،

ولا شيء أسفل رأسي،

فلا وسادة تستحملُ ثقلَ همومي.

أختبئ من حزني أسفلَ لحافي،

وأغمض عينيّ رغماً عنها،

لانام.

ولا يطيعني النوم،

أظنه حتى نومي يبعدُ أطيافَها عن أحلامي.

أحتاجُها،

أحتاجُ أن أحتضِنَ جسدَها الطريّ،

فالوسادة قاسية على احتضان قلبي.

أحتاجُ صدرها لأبكي عليه دون سريري،

أحتاجُها ولو طيفاً في حلم.

 

،

 

أتراها تعبثُ بي،

تختفي فتؤرقني باختفائها،

ثم تعود وكأن شيئاً لم يكن،

فتجبرني أن أستقبلها بابتسامةٍ لا بعتاب.

وكأنها تتملّكني دميةً بين يديها،

-وهيَ تفعل-.

والدمية هذا الصباح تشتاق اليد التي تلاعبها،

تريدها،

ولن تنتظر حتى يتمّ اختيارها من بين اللعب.

سأبحث عنها،

لأجدها،

لتكون لي،

وحدي -دون القدر-.

 

،

 

محاولةٌ أخيرة يائسة،

من هاتفي طلباً لصوتها،

ورنّ حتى بحّ صوته،

وانقطع.

ليفاجئني بصوتِها،

- ألو..

أحب صوتَها حين تردّ على هاتِفي،

وكأنّها مصدومة،

وسعيدة في ذات الوقت،

حتّى يظهر على الكلمات أنها تخرج من بين شفاهٍ مبتسمة.

لا تستطيع إخفاء ابتسامتها عنّي حين تتحدث،

فكلماتها تفضحها.

 

،

 

أربكني صوتها حيث لم أتوقعه،

فلم أجب،

فقد ظنَنتُني أهذي.

- ألو.. (ثانية)

أعادَتني إلى وعيي، فأجبتُها،

- أينَ كنتِ صغيرَتي، لمَ اختفيتِ فجأة..؟

- هدّئ رَوعَك، أنا هنا لم أختفِ.

كانَت فترة امتحاناتي، وكنتُ مشغولةً لا أكثر.

أظنّني أخبرتُك، أليسَ كذلك.

- ربّما..

- أعتذِر إن كنتُ أقلقتُك.

وصمَتَت برهةً لتبتسمَ ابتسامة اعتذارها،

صغيرة،

لا تظهَر أسنانها الؤلؤية فيها،

بل تتلألأ لها عيناها الواسعتين.

تجبرني على الصمت حين تعتذر ببراءةٍ هكذا،

اعتذرتُ أنا الآخر على قلقي اللامنطقي،

وأنهيتُها مُحادَثتي بموعدٍ حدّدتُه لرؤيتِها.

 

،

 

يالَذاكرَتي،

كيفَ لم تسعفني طيلة الأسبوعينِ الفائتين،

كيفَ لم أدرك بأنها تمتحن،

وقد أخبرَتني.

إما أن يكونَ مرضي قد أثر على ذاكرتي،

فبخّرها بسخونةِ جسدي،

أو هيَ حاجتي إليها التي أنسَتني.

أخافُ أن يتبَع ذاكرَتي ما تبقى من عقلي،

فأجنّ محتاجاً إليها،

ولا أجدُها حيث أحتاج،

أتراها تتجنبني،

أم هيَ حاجتها إليّ لا توازي حاجتي إليها.

 

،

 

أتراها لا تحبّني كما أحبّها،

لا تشتاقني كما أشتاقها،

ولا تحتاجني كما أحتاجها.

ولكنّها حينَ تكون معي أحس بنبضاتِها،

أعلى من صوتِ تنفّسها.

خجلها،

صمتها،

نظراتها التائهة،

وحروفها المبعثرة،

كلّها تحبّني أشدّ من حبي لها.

فلمَ حين تبتَعِد تخفتُ نبضاتُها،

حتّى أكاد أفقدها.

 

،

 

جسدي يتقلّبُ ليلةً أخرى على السرير،

وترقّبي لها يسهد عيني،

كما أرّقها بُعدها.

لا أظنّني سأنامُ حقاً،

إلا وجسدها يملأ الفراغ الضائع فيهِ جسدي.

أتخيّلها،

ما تراها سترتدي،

كيفَ تُراها ستأتيني.

لم أرها منذ مدة،

أظنّها ستكون أكثر جمالاً.

كعادتها،

يزداد جمالها كلّما تغيب أكثر،

وكلّما أشتاقها أكثر.

كيفَ تراني سأستقبلها،

أأقوى على منعِ نفسي من احتضانِها..؟

لا أعرِف حقاً.

 

،

 

31st, Jan, 08

 

Link to comment
Share on other sites

يسلموووو ع الخاطرة الرائعه

 

يعطيج العافية

 

ثانكس

Link to comment
Share on other sites

يسلموووو ع الخاطرة الرائعه

 

يعطيج العافية

 

ثانكس

 

وجودك أروع =)

 

 

 

 

 

 

 

،

 

 

 

ـ

 

 

خاطرة رائعة بكل معني الكلمة

 

يسلموو^_^

 

شكرا جزيلا لتواجدك =)

Link to comment
Share on other sites

سرد راائع ...

 

وجدت نفسي بين حروفها ..

 

 

شكراا

Link to comment
Share on other sites

أراها اقرب للحكايه من الخاطره

..

احسستها حقيقة لا حلم

لا مجرد كلمات

//

موفقه عزيزتي,,

 

حكايتي مجموعة من خواطري لا أكثر =)

 

 

 

 

سرد راائع ...

 

وجدت نفسي بين حروفها ..

 

 

شكراا

 

شكراَ لوجودك =)

Link to comment
Share on other sites

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

Guest
الرد على هذا الموضوع...

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

Loading...
×
×
  • Create New...