Jump to content
منتدى البحرين اليوم

«ثلث الثلاثة» فرجة مسرحية ومتعة ذهنية فسدت بـ كوميديا نانسي عجرم


Recommended Posts

57546784536.gif

 

في رابع عروض الدورة الخامسة لمهرجان الخرافي للإبداع المسرحي

«ثلث الثلاثة» فرجة مسرحية ومتعة ذهنية فسدت بـ كوميديا نانسي عجرم

 

ar5-020608.pc.jpg

 

كتب يحيى عبدالرحيم:

تصوير أحمد أبوعطية:

 

قدمت فرقة المسرح الكويتي عرض «ثلث الثلاثة» مساء أمس الأول الاثنين ضمن فعاليات الدورة الخامسة لمهرجان الخرافي للإبداع المسرحي على خشبة مسرح الدسمة من تأليف فيصل العبيد واخراج نصار النصار وبطولة مبارك سلطان، نوار القريني، ميرنا سعيد ومحمد الفرج واضاءة بدر المهنا وموسيقى بدر سالمين:

 

تصاعد تدريجي

 

استطاع العرض منذ مشاهده الاولى ان يحقق مستوى كبير من «الفرجة المسرحية» اعتمدت على مخرج واع استطاع ان يصعد بالاحداث بشكل تدريجي وتقاسيم زمنية محسوبة دونما ملل او رتابة وفي كل مشهد كنا نحبس انفاسنا لترقب ماذا سيحدث لاحقاً، لا سيما ان العرض اعتمد بشكل كبير على تحفيز الجانب النفسي والفكري لدى المتلقي ليبقى في حالة تواصل دائم مع العرض حتى نهايته دون ان تشعر بوجود بطء في الايقاع وهذه نقطة تحسب للمخرج نصار النصار الذي استوعب النص الذي بين يديه واعتقد انه ربما افرغه من تعقيدات المصطلحات الثقافية والتنظيرات الفكرية ليقدم حدوتة سهلة وبسيطة يفهمها الجميع من منطلق حرصه علـى توصيل الفكرة بسلاسة ودون اللجوء إلى الفلسفة أو المصطلحات الكبيرة خاصة وان ما قدم خلال العرض هو قيمة فلسفية بحد ذاته من خلال تسليط الضوء على المؤامرات التي تحاك بين البشر والتي قد تصدر من اقرب الناس ومن نعتقد فيهم الاخلاص، حيث تدور الاحداث بين ثلاثة أشخاص وهم شابان وفتاة، الأول هو الضحية الساذجة «مبارك سلطان» والثاني هو الصديق الخائن «نوار القرين» والفتاة «ميرنا سعيد» وهي «الفخ» الذي يضعه الصديق الخائن في طريق «الضحية» عندما يوهمه بضرورة امتلاكه للثروة من أجل الزواج بها وتكتمل اللعبة هنا بتوفير الافكار العديدة من أجل الثراء السريع سواء عن طريق الزواج من امرأة ثرية أو بيع أعضائه الجسدية وبالفعل تقع الضحية في «الفخ» ويقرر بيع اعضائه وتتم الصفقة مقابل ثلاثة ملايين ويقسم هذا المبلغ على الثلاثة ليأخذ كل شخص مليون وفق تعاقد يتضمن بندا ملغوما يؤكد استمرار المؤامرة فمع تنامي الاحداث نكتشف ان المؤامرة لا تزال مستمرة وهي ليست موجهة ضد الضحية فقط ولكنها ضد الصديق الخائن كذلك، ففي حال فشل اتمام الصفقة مع الضحية ينوب عنه شخص من نفس الجنس ـذكرـ وبذلك تنجو الفتاة من وطأة المؤامرة بمستوى يعكس مدى بشاعة الضمائر البشرية عندما تهبط الى مستنقع الغدر والخيانة وإن كانت ترتدي ثوب الانوثة والجمال والبراءة كما ان ولادة مؤامرة في رحم مؤامرة اخرى يعكس ما بداخلنا من وجود متوالية من المؤامرات مستمرة ومتجددة استخدمت من خلالها احداث واقعية واخرى من الخيال أضفت على النص بعدا جماليا فهو لم يقدم بصورة فجة وبشعة من الواقع ولكنه جنح الى الفكر والتخيل بهدف المتعة فليس من المعقول مثلا كما جاء في العرض ان يقام مزاد علني لبيع وشراء الاعضاء البشرية وليس معقولا كذلك ان يبيع شخص اعضاءه للزواج من فتاة لا يعرف شكلها حيث قابلها وهو «مخمور» ذات ليلة في احدى الحانات وليس معقولا كذلك ان يبيع انسان كل اعضائه ثم تنتهي المسرحية بادراك الضحية الساذجة فجأة بحالة الخداع التي تعرضت اليها ثم اقتياد الصديق الخائن ليكون بديلا عنه وارى ان هذا المشهد لم يكن منطقيا فكيف بضحية ساذجة ومضحوك عليها طوال الوقت يكتشف الحقيقة فجأة دون تمهيد درامي لذلك بل ان حالة الاكتشاف هذه لا تتم الا وهو غارق في حالة كبيرة من السكر وعدا ذلك فقد جاء العرض بمتعة بصرية وذهنية كبيرة اضافت الكثير الى مستوى العروض المقدمة تحت مظلة المهرجان.

 

 

أداء الممثلين

 

وضح بشكل كبير ان هناك مجهودات مكثفة في تدريب الممثلين على الاداء الجيد والنطق السليم للحروف كما ان مستوى الصوت كان جيدا وقد نجح المخرج في توظيف الفنان مبارك سلطان في دور الشاب الساذج الذي يبحث عن الحب وفي الوقت نفسه انه يتصف بالغباء، وعكس سلطان هذه الاجواء بكل سهولة نظرا لخبرته الطويلة في التمثيل لدرجة اتقانه لدور العاشق المغيب عن الوعي وربما لو قدمه المخرج في دور الشاب الرومانسي «الجان» ما صدقناه وخاصة ان الشكل الفيزيائي وصوت مبارك سلطان لا يوحيان بذلك.

 

اللهجة المحلية

 

قدم النص باللغة العربية الفصحى واستطاع الممثلون التعاطي معها بمستوى جيد من الحرفية، لكن المخرج نصار النصار وقع في خطأ كان من الممكن تداركه هنا عندما عمد الى اقحام اللهجة المحلية الى النص فما دام كان القرار هو اللجوء الى اللغة العربية الفصحى فقد كان لزاما عليه ان يلتزم بهذا السلوك طوال العرض واذا لم يكن مفرا من ذلك فكان لابد ان يتم ذلك في اضيق الحدود ولكن ما قدم هو توليفة من الفصحى والعامية لجأ المخرج اليها من اجل تقديم الكوميديا بين ثنايا العرض بهدف كسر حدة القضية المطروحة وان كان هذا اللجوء يحوي اتهاما مبطنا ضد اللغة العربية الفصحى وكأنها عصية على الكوميديا ولكن الحقيقة عكس ذلك وهي اننا في هذا العرض كنا نحتاج فقط من يغوص في عصب اللغة ليخرج لنا «افيهات» تصيب الجمهور بـ «القهقهة» وليس الضحك فقط.

ومن هذا الاتجاه السهل الذي لجأ اليه فريق العمل هو الاعتماد على اغنية شهيرة كذلك للمطربة اللبنانية نانسي عجرم «مفيش حاجة كده» ليغنيها مبارك سلطان وهو يغسل ملابسه كما تبدو المطربة في اغنيتها المصورة وهي احالة مكررة لطالما شاهدناها من قبل في المسرحيات الخليجية والعربية والافلام السينمائية، وغير ذلك نؤكد مرة اخرى ان العرض حفل بـ «فرجة مسرحية» ومتعة بصرية خاصة مع وجود انسجام ودور بارز للاضاءة والموسيقى التصويرية وكذلك الديكور البسيط المعبر عن الاحداث الذي تتساوى كل القطع منه في نهاية الاحداث وتعلو فقط منصة «المزاد على بيع الاعضاء البشرية» وهو ديكور موظف بشكل مميز وخدم فكرة العمل بمستوى جيد من الاتقان.

 

تاريخ النشر: الاربعاء 6/2/2008

 

المصدر

 

87964767578.gif

Link to comment
Share on other sites

  • 3 weeks later...

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

Guest
الرد على هذا الموضوع...

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

Loading...
×
×
  • Create New...