AL.5affasha Posted أغسطس 22, 2004 Report Share Posted أغسطس 22, 2004 أُمِّيْ اِغْرِسِيْ سِهَامَكِ كُلَّهَا في كَبِدِيْ! ]ليسَ لي مِن شيءٍ لا أستطيعُ أنْ أقرأَ في وُجودِهِ حَولي سِوى نَظرَةِ العِتابِ المُحْرِق، واللّومِ المُغْرِقِ في العُنْفِ والعُقوق، ولا أستطيعُ ـ حتّى ـ أَنْ أهرُبَ، أو أنْ أتجاهَلَ وأتناسى، أو أنْ أُفسِّرَ الأُمورَ وأُعلِّلَها بِغيرِ حَقِيقتِها . لا أستطيعُ أنْ أنسى خُطُواتِ أُمِّي المُتهالِكَة َ والمُكابِرَة َ على أَلـَمِها، وصُعُوبتِها، ونَشازِها بَيْنَ حَشْدٍ منَ النّاس، وخُصوصًا بيْن حشِدٍ منَ النِّساءِ الجميلاتِ خِلْقَة ً أو جِراحَة ً، منَ النّساءِ الّلاتي يَـتغامَزْنَ عليها بانعِكافاتِ أصابِعِهنّ المُشْمَئِزَّةِ والغاضِبةِ مِن جُرْأَتِها على السَّيْرِ في مِساحاتِ أعيُنِ الأسوِياءِ الّذين يَمشُونَ على اثنتَيْنِ مُستَقِيْمَتَين، وليس على أربع، وليتَها أيّ أربع؛ اثنتان بَشَرِيَّتانِ مَعكُوفَتانِ بِوُضُوحٍ يَجْذِبُ الأنظارَ مهما أَسْدَلتْ أُمِّيْ عباءَتَها الضّافِيَةَ عليها، واثنتانِ من حديدٍ لهُ صَرْصَرةٌ وطَرْقٌ يُسْمِعُ البَعِيدَ قبلَ القرِيب بالْتِماعاتِ فُولاذِهِ مع سَطَعاتِ الشّمسِ الحامِية . لم أعُد أستغنِي ـ صُبحًا ومَساءً ـ عنِ الصُّراخِ على أُمِّيْ بِألاَّ تَذْهَبَ معي للمَدْرسةِ كُلَّ يوم، فالسّائِقُ وَحدهُ.. أو هُوَ والخادمةُ كافيان، ثُمّ إنّي الآنَ على مَشارِف الثّانويّة؛ أيْ لَسْتُ طِفْلة ً تخافُ عليها، ولمْ أنْسَ جُرْأَتِي تلكَ اللّيلة.. ليتنِي لمْ يُخْلَقْ لي لِسانٌ ناطِق؛ كيلا أقُولَ ما قُلْتُه، وكيلا أحفِرَ جُرْفَ آلامٍ واحتقاراتٍ وعُقُوقٍ في صدر تلكَ الحبيبةِ الطّيّبة، الّتي لمْ أعرف منها سِوى أنّها الكائِنُ الوَحِيْدُ الّذي يَجْلِبُ لِيَ العارَ والاستِهزاءَ مِنْ زَمِيلاتي وبعضِ مُعلِّماتِي في المَدْرسة.. تلكَ اللّيلة.. مَلَلْتُ نِقاشي المُستمِرَّ لأُمِّي من أجْلِ ثـَـنْيـِـها عن الاقترابِ ـ معي ـ من بوّابةِ المدرسَة؛ فَصَرخْتُ بِأبي: " الخَطأُ مِنْكَ أنت،أَلَمْ تَجِدْ أحسَنَ من هذِهِ الْمرأةِ المَعْتُوهَةِ المُعاقَةِ لِتكونَ أُمِّيْ؟! " والغرِيبُ أنَّها ثــَـنـَتْ أبي عن أنْ يَسُومَنِيْ سُوْءَ العِقاب !! اليَوْمَ فقط، وعلى مَشْهدٍ مأساوِيٍّ من صُراخ، ونَحِيبِ، وتَفَجُّعِ النِّساءِ الجَميلاتِ في المدرسةِ على تِلْميذَةٍ زَمِيلةٍ مِسكينةٍ، كُنتُ أحسدُها بأنّ أُمَّها السّليمَة َ لا تُغضِبُها بِمُرافَقتِها اليوميّة لها حتّى بوّابة المَدرسة، أغراها شَيطانٌ مارِدٌ بِأنْ يُمتِّعَها في جَوْلَةِ أُنْس ٍ ومَرح ٍ بعيدًا عن نَكَدِ فُصُول الدّراسة، ولم نَرها الظّهيرة ََ إلاّ جُثَّة ً مَسْلُوبَة َ الشَّرَف، مَرْمِيّة ً على بوّابَةِ المدرسة، وقد قــُطِعَ منها اللِّسان، وهُشِّمَتِ السَّاقان والقَدمان بِعجلاتِ السّيّارة ! كانَ أوَلَ شيءٍ صَرخْتُ بهِ: " أُمِّيْ ! أُريدُ أُمِّيْ، وَحْدَها أُريد! ".. ولمْ تَمْضِ لَحظاتٌ إلاّ وصَوْتُ قَدَميها الفُولاذيّتَين يَستـَـنقِـذ روحي كأنّهُ صهيلُ جوادِ الشّرفِ والأمان.. تُنادِيني مَذعُورة ً تَرتعِشُ وتكادُ تُسقِطُ عُكّازَيْها؛ لِتَصِلَنِي أسرع.. ولم أمْلِكْ إلاّ أنْ أقذِفَ نفسِي مَوْجَة ً راكِضَة ً بِعُنْفِ النَّدَمِ والخَوْفِ وانكشافِ الجَهالـَةِ وطلَبِ الغـُفران.. لا لأرتَمِيَ بين أحضانِها؛ فأنا لا أستحقّها، وإنّما تَحْتَ قَدَمَيْها الأَرْبَع.. أُقبِّلُها وأطلُبُها أنْ تَغْفِرَ لِيْ ولا تُفارِقَنِيْ أبدًا، لكن بعْدَ أنْ تَغرِسَ كُلَّ سِهامِ أحزَانِها مِنْ عُقُوقِيْ لها.. في كَبِدِي ! منقوgggggggل.. Quote Link to comment Share on other sites More sharing options...
راعــــGTRــــي Posted أغسطس 22, 2004 Report Share Posted أغسطس 22, 2004 ثنكيووووو على المشاركة ....... Quote Link to comment Share on other sites More sharing options...
aea Posted أغسطس 22, 2004 Report Share Posted أغسطس 22, 2004 شكرا على القصة ... تصيح Quote Link to comment Share on other sites More sharing options...
Bahraini_In_UK Posted أغسطس 22, 2004 Report Share Posted أغسطس 22, 2004 يسلمو اختي على القصه تحياتي Quote Link to comment Share on other sites More sharing options...
صوفيا ستار Posted أغسطس 23, 2004 Report Share Posted أغسطس 23, 2004 ثانكس على القصة Quote Link to comment Share on other sites More sharing options...
MeeMoo Posted أغسطس 24, 2004 Report Share Posted أغسطس 24, 2004 مشكوووورة على القصه Quote Link to comment Share on other sites More sharing options...
الروح المعذبه Posted أغسطس 24, 2004 Report Share Posted أغسطس 24, 2004 شكرا على القصه Quote Link to comment Share on other sites More sharing options...
شجون الحياة Posted أغسطس 24, 2004 Report Share Posted أغسطس 24, 2004 مشكورة على القصة Quote Link to comment Share on other sites More sharing options...
AL.5affasha Posted أغسطس 24, 2004 Author Report Share Posted أغسطس 24, 2004 العاشق الحزين aea Bahraini_In_UK صوفيا ستار MeeMoo الروح المعذبه شجون الحياة تسلمون حبايبي ع الرد .. Quote Link to comment Share on other sites More sharing options...
Recommended Posts
Join the conversation
You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.