صناعة السفن

[جوهرة العالم]

هلا

شخبار

ممكن معلومات وصور عن صناعة السفن

في البحرين ودول الخليج

[أشواك ناعمة]

 

 

 

 

وهي من الصناعات المنتشرة على مستوى دول الخليج العربي وتشكل مورداً جيداً لأصحابها، حيث أن هناك إقبال

 

على مختلف أنواع السفن، ورغم كثرة العاملين فيها وحتى سنوات قليلة سابقة، إلا أنه لم يتبقَ إلا أربع ورش تقوم

 

على بحرينيين وأبنائهم، وتتركز في منطقة النعيم والمحرق. ومن الجدير بالذكر أن سمو ولي العهد ضمن توجيهاته

 

واهتمامه بالمحافظة على التراث قد خصص منطقة بالقرب من السوق المركزي لمزاولة هذه الحرفة إلا أن البلدية قامت

 

بإخلاء المكان بحيث لم يتبق سوى 3 ورش من بين 16 ورشة، وأهم الأنواع التي تصنع هي البانوش، الجالبوت،

 

البوم، السمبوك، البقارة، البتيلة.

 

وتنحصر المشكلة الأساسية لهذه الحرفة في عدم وجود مناطق مخصصة لمزاولتها ويفضل العاملون فيها

 

أن تكون هذه المناطق قريبة من البحر وذلك للمحافظة على طراوة الخشب وحمايته من التلف

 

ولسهولة نقل السفينة داخل البحر.

 

 

الإنسان والبحر والسفينة

 

 

 

شكّل البحر- ولازال يشكّل- عنصراً هاماً من عناصر الشكل الاجتماعي لمملكة البحرين، وقد أسهم في صياغة حياة الإنسان المادية فيها. وارتبط البحريني بعلاقة متفاوتة مع البحر، فكان مصدر رزقه ومكان تسليته، وفي بعض الأحيان... مثواه الأخير...

عرف هذا المجتمع لدى المؤرخين باسم " مجتمع الغوص" وقد أفرز بدوره عدداً من الصناعات التابعة له، والتي انتهت – أو كادت – بانتهائه، غير أن أهم إفرازاته على الإطلاق تتمثل في الكم الهائل من موارد المأثور الشعبي التي وثّقت نمط الحياة الاجتماعية السائدة وحدّدت شكل الثقافة المادية المعبّرة عن الذات.

 

 

 

صناعة السفن:

 

وهي من الصناعات التي تشتهر بها البحرين منذ أقدم العصور.ويرجع ذلك إلى مهارة

 

الدلمونيين في الملاحة ومعرفتهم التامة بعلم الفلك، ولقد امتدت تجارتهم إلى مسافات

 

بعيدة شملت وادي السند وشرق أفريقيا وبلاد ما بين النهرين.

 

ولعل وقوع البحرين في موقع استراتيجي في منتصف الخليج ساعد على اتخاذها مركزاً

 

تجارياً فبرع أبناؤها في بناء السفن منذ أيام ( ابن يامن ) وصولاًً إلى العصر الحالي

 

حيث يشكّل أبناء البحرين والعوائل ذات الأصول البحرينية القاعدة الأساسية العريضة

 

لحرفة بناء السفن في الخليج العربي.

 

أهم أنواع السفن:

 

البوم: هو من أكبر السفن حجماً ويستعمل في الغوص ونقل البضائع والأسفار البعيدة.

 

البتيل : من السفن الكبيرة المستخدمة في الغوص والسفر، الكبيرة منها تستعمل

 

صاريتين وشراعين تمتاز بمقدمتها الدائرية. قد تكون المفردة من بتيلي السواحلية وتعني السفينة الدائرية.

 

البغلة: من السفن الكبيرة. قال عنها حافظ وهبه في كتابة (( جزيرة العرب)) أنها تحمل

 

حوالي 2500 من بضاعة التمر أو أكياس الأرز.

 

السنبوك: ورد للفظ ( صمبوق ) كناية عن سفينة عمانية في كتاب ابن بطوطة،

 

قد تكون من ( سنبك ) الأعجمية وتعني زورق صغير، انتشرت صناعة السنابيك

 

وطغت على ما كان سائداً كالبتيل والبقارة. ويمتاز بمقدمته المنحنية.

 

البانوش: أحدث أنواع السفن، ابتكر في الثلاثينات، هو في الأصل سنبوك غُيرت شكل المقدمة

 

وحورت القاعدة بإضافة ( الكروة ) ليعمل بالمحركات بدلاً من الأشرعة... وهو الشكل السائد

 

الآن ويصنع في الحاضر من مادة الفايبر جلاس.

 

 

 

-----------------------------------------------------------------------------------------------

 

تقدرين تستفيذين من هذا بعد شوفي الاشياء المهم يعني

 

------------------------------------------------------------------------------------------------

 

 

 

يا راكب من فوق سنبوك أوشار * طرز ومن سوّاه عاشت يمينه

أهل النظر حوله يديرون الأفكار * وأهل الخشب بالسبق مترحينه

 

هذان البيتان من قصيدة شعرية طويلة لإبراهيم الديحاني - يرحمه الله - التي خلد بها ذكرى إحدى سفن الغوص من نوع «السنبوك». في تلك الأيام، حيث كان البحر هو الرفيق الأول لأبناء الخليج، كانت مراكبهم المصنوعة محلياً وسيلتهم الوحيدة، لاختراق المارد الأزرق، ولذلك برع أبناء الخليج في صناعة السفن والمراكب البحرية، واشتهروا «بمهنة القلافة» وهي مهنة صناعة المراكب والسفن الشراعية الخشبية منذ قديم الزمان.

 

"الرياض" وهي تفتح ملف القلافة وصناعة المراكز البحرية القديمة، تحاول أن تفتح باباً للتاريخ للعبور إلى الحاضر، ليعيش القارئ في حنين تهدهده ألحان البحارة وأهازيج الغوص. في هذا التحقيق بحلقتيه نتعرف على مهنة القلافة عن قرب، وعلى أنواع السفن المصنعة، وكبير القلافين أو مهندسهم والمسمى «بالأستاذ» وجيل حديث من القلافين، وآخر المراحل التي مرت بها القلافة في الخليج والتحول الذي تم حول المهن الجميلة.براعة أبناء الخليج

 

برع أبناء الخليج في مهنة صنع المراكب والسفن البحرية المسماة ب «مهنة القلافة» وشاع ذكرهم إلى الدول الأخرى وكان من أبرز أسباب براعتهم في هذه المهنة هو احتياجهم الحقيقي لهذه السفن حيث كانوا يعتمدون عليها كثيراً عندما كان البحر مصدر الرزق الأول لأبناء الخليج العربي فكانوا يمارسون صيد الأسماك والغوص على اللؤلؤ، بالإضافة إلى التجارة التي كانت أيضاً تستخدم فيها السفن والمراكز البحرية.

وكانت سفن الخليج المصنوعة بأيدي أمهر القلافين (القلاف هو من يعمل في صنع السفينة) تسافر إلى البلاد البعيدة عابرة البحار والمحيطات دون أن تصاب بأذى.. ويعود سببه إلى خلل في الصناعة فقد كانت سفن الخليج تصل إلى الهند وباكستان وغيرها من الدول بهدف التجارة وجلب المؤن.

 

القلافة

 

تسمى صناعة السفن في الخليج بـ « القلافة » ولذلك فمن يصنع السفينة يسمى « قلاف » وجمع الكلمة « قلاليف » وقلف السفينة أي قام بخرز خشبها بالألياف، وجعل في خلالها القار، وعادة يعمل القلاف في هذه المهنة منذ طلوع الشمس وحتى غروبها دون توقف إلا لأداء الصلاة أو تناول طعام الغداء، ويكون «القلاف» قد التحق بهذه المهنة منذ طفولته وترعرع في أحضان السفن ليتقن "القلافة" يوماً بعد يوم، وليصبح أكثر مهارة فيها.

 

الأستاذ

 

يسمى كبير القلاليف بـ « الأستاذ » الذي يعد بمثابة (رئيس القلاليف) وهو الذي يقوم بتصميم السفينة ووضع خطوطها والإشراف على تنفيذها وصناعتها منذ البداية وحتى النهاية، كما يعد « الأستاذ» مهندس السفينة والذي يكون قد بدأ حياته المهنية منذ الطفولة، ويكون الأستاذ "مالكاً لعمارة، والعمارة هي الورشة التي تصنع فيها السفن قبل إنزالها إلى البحر، وفي العادة تكون هذه العمارة مطلة على البحر.

 

مراحل المهنة

 

تبدأ مهنة القلافة منذ الطفولة، حيث يلتحق بهذه المهنة في العادة بعض الأطفال عند بلوغهم (12-13) سنة حيث تكون مهمتهم مناولة الأدوات للعمال والقلاليف وكذلك مراقبة سير العمل لتلقي أصول المهنة، وهذه المرحلة يسمى من يعمل فيها بـ (العليمي) أو (الوليد).

بعد ذلك يتحول إلى (المزوري) وهو الذي يعمل عادة في حمل الخشب ويكون الساعد الأيمن للقلاف، ولكنه يظل تحت اسم عامل حتى يتقن القلافة، وفي الغالب تستمر هذه المرحلة من سنتين إلى ثلاث سنوات، ويعتمد ذلك على ذكاء (المزوري) وحب تعلمه للقلافة. يتحول (المزوري) إلى (قلاف) وهو الشخص الأكثر فعالية في صنع السفينة جنباً إلى جنب مع بقية القلاليف.

 

مهندس السفينة

 

كما أن « الأستاذ » هو مصمم السفينة ومهندسها فهو المسؤول الأول عن صيانتها في حال حدوث خلل ما، أو عطب يعيقها عن أداء مهمتها، وبذلك يوجه «الأستاذ» القلاليف لإصلاح العطل أو الخلل بالشكل الذي يراه مناسباً، ولذلك كانت سفن الغوص على اللؤلؤ الكبيرة لا تخلو من «الأستاذ» في أثناء سفرها في عرض البحر، حيث يكون «الأستاذ» صمام الأمان في الرحلة، في حال حدوث أي خلل في السفينة، وكان النواخذة يتنافسون على اصطحاب "الأساتذة" المهرة والمميزين.

 

الأستاذ التيتون

 

يقول محمد نجيب التيتون - 50عاماً - أمضيت في هذه المهنة أكثر من (35) سنة وعملت فيها منذ طفولتي وهذه المهنة في العائلة بالتوارث، فأجدادي منذ مئات السنين وهم يعملون بهذه المهنة، فجدي أستاذ في القلافة، وكذلك والدي، ومن بعدهم أنا، وبالرغم من حصولي على الأستاذية مبكراً في القلافة إلا أنني كنت أنافس من هم أقدم مني في المهنة، بل حتى إنني كنت أقوم بالتعديل في تصاميم أساتذة أكبر مني سناً وأقدم مني، وأصبح الجميع يعرف "الأستاذ التيتون" وهذا من فضل الله ثم من حبي لهذه المهنة والإخلاص لها، التي تعلمتها بالمشاهدة والتلقي وخصوصاً من جدي.

 

ويشير (الأستاذ التيتون) أن هذه المهنة كانت في السابق تجني مكاسب جيدة، ولكن تغير الوضع الآن، ولم تعد السفن تصنع من الخشب كما هو في السابق، وانما تصنع من (الفايبر قلاس) وبذلك توقف إنتاج السفن الخشبية وبالتالي صيانتها، بالرغم من قوتها، فهناك سفن خشبية منذ (140) عاماً لا زالت على رأس العمل وهي أقوى في التحمل من أي سفينة أخرى.التصنيع

 

ويضيف (الأستاذ التيتون) أن صناعة السفن الخشبية تستلزم الأمانة والمهارة، إذ إن أي خطأ في التصنيع قد يؤدي بالسفينة إلى الغرق، وهنا مكمن الخطورة.. وتبدأ عادة مهمة التصنيع بتوفير المواد الخام، ثم البدء في وضع التصاميم المتعلقة بنوعية السفينة، ثم توجيه القلافين بخطوات البدء في التصنيع، ويكون دور الأستاذ الإشراف والمراقبة في كل مرحلة من مراحل التصنيع والتوجيه بين حين وآخر، فتوضع القاعدة الأمامية أولاً، ثم القاعدة الخلفية، بعد ذلك توضع الألواح الجانبية، ثم الأضلاع الداخلية، ثم يتم عمل السطح، ومن ثم تكملة الجوانب، وبعد الانتهاء من ذلك نقوم بعمل التشطيبات التي تأخذ وقتاً كبيراً في العادة. وبعد الانتهاء منها تماماً تتم صناعة الشراع من أحد أنواع النسيج الذي يسمى (الغزل)، ويتم تفصيل الشراع بالشكل المناسب وتقوى حوافه بالحبال السميكة، وتتم خياطة جميع حواف الشراع لضمان تماسكه، وتستخدم في ذلك "الميبر" وهي إبرة كبيرة مخصصة لهذا الغرض.

 

بعد ذلك يأتي دور طلاء السفينة بالزيت وذلك بهدف اللمعان وكذلك بهدف وقايتها من التلف. ومن ثم يكون إنزال السفينة إلى البحر وتدشينها في جو من البهجة والفرحة، ويختلف الوقت اللازم لبناء سفينة، كون هذا الأمر يعتمد على نوعية السفينة ومواصفاتها بالإضافة إلى حجمها وعدد القلاليف العاملين بها.احتضنت مياه الخليج العربي آلاف السفن الخشبية الشراعية التي صنعها أبناء الخليج، حينما كانت التجارة عبر البحار، وصيد الأسماك والغوص على اللؤلؤ أبرز المناشط الاقتصادية الأساسية لسكان الخليج، وبالرغم من استمرارية وجود السفن في الخليج، إلا أنها لم تعد تصنع من الخشب، إذ حل (الفايبر قلاس) مكان الخشب وأصبحت هناك مصانع خليجية متخصصة في هذا المجال، لتتوارى (القلافة) وأساتذتها بعيداً عن الأنظار، حتى كادت أن تندثر ولم يعد يذكرها أحد، إلا بقية من الجيل مازالوا يضربون بعرقهم في الخشب (ناحتين) بذلك أجمل القوارب البحرية المصغرة، لتبقى كرمز بعد أن أصبحت (مهنة القلافة) في عداد النسيان.

 

أنواع السفن

 

تعدد استعمال السفن الخشبية في الخليج، فهناك سفن استعملت للنقل والسفر وأبرزها (البغلة، البوم، السفار) وكانت هناك سفن استعملت للغوص على اللؤلؤ وأبرزها (الجالبوت، البوم، السنبوك، البقارة، البتيل). وكانت هناك سفن تستعمل لصيد الأسماك وكان أبرزها (الشوعي، الماشوا، الهوري). وفي الغالب تختلف هذه السفن عن بعضها البعض في الحجم والتصاميم والارتفاع والحمولة والسرعة أيضاً.

 

مواد التصنيع

 

تعتبر (الأخشاب) أهم المواد المستخدمة في صناعة السفن القديمة، مثل خشب (الساج) الذي كان يحضره أبناء الخليج من الهند في صنع السفن، حيث يصل طول جذع هذا النوع إلى ( 120قدماً)، بالإضافة إلى استخدام أنواع أخرى (كالجنقلي، والبنيتج، والفيني وكذلك السدر والغنص)، بالإضافة إلى (مسامير السفن) والذي يصل طول بعضها إلى ذراع. وكذلك (الفتايل) وهي خيوط قطنية توضع في الفراغات بين الأخشاب بعد دهنها، وكذلك هناك (حبال السفن) والمصنوعة من الليف، وهناك أيضاً (النسيج) والمستخدم لصناعة الشراع، بالإضافة إلى (زيت الصل) المستخرج من الأسماك، وأيضاً (الشونة) التي تتشكل من خلط الجير والدهن، حيث يتم طلاء الجزء السفلي للسفينة بهدف مقاومة الخشب للملوحة.

 

الآلات والأدوات

 

يستخدم صانعوا السفن الخشبية القديمة العديد من الأدوات في مهنة (القلافة) والتي تمكنهم من أداء عملهم على أكمل وجه فهناك: (المنشار: وله عدة مقاسات حيث يصل بعض أنواعه إلى المترين طولاً) و(الرندة: وهي الفارة) و(البارية) و(المسن) و(المجداح: وهو المثقاب بأنواعه) و(الشاكة: الطباشير لوضع العلامات) وهناك أيضاً (الميبر: إبرة لخياطة الشراع) و(المطرقة وبعض الأدوات الأخرى المساندة. وتعتبر جميع هذه الأدوات أدوات أولية وبسيطة وبدائية أيضاً وغير معقدة بالإضافة إلى كونها غير إلكترونية، إلا أن أبناء الخليج استطاعوا بها أن يصنعوا كبار السفن الخشبية الشراعية والتي وصلت إلى دول العالم وخاضت البحار والمحيطات ومرت بالعواصف والبحار الهائجة دون أن تتأثر أو تصاب بعطل، نظراً لخلل في التصنيع، بل على العكس كانت تبحر بكل أمان وسلامة.

 

إعادة إحياء

 

يقول القلاف (زهير عبدرب الأمير القيسي) - 34سنة - لقد تعلمت هذه المهنة من والدي - رحمه الله - حيث كان (أستاذاً)، وأنا أمارس هذه المهنة منذ (18) عاماً، وكلي حب لهذه المهنة التي هي من الحرف الأصيلة التقليدية بالخليج العربي، ولكن الآن من الصعب استمراريتها في الخليج، كون التصنيع الحالي أصبح يعتمد على (الفايبر قلاس) وليس الأخشاب كما في السابق، ونحن نتمنى أن تستمر هذه المهنة ويتعلمها الأجيال كونها جزءاً من تراث الخليج. وفيما يتعلق بعملي الحالي فأنا أقوم حالياً بتصنيع نماذج مصغرة للسفن القديمة والتي يرغب البعض في اقتنائها كتذكار أو توضع للزينة.

 

ويضيف القيسي يجب أن يتنبه أبناء الخليج لهذه المهنة التي تكاد تندثر، وبأي حال من الأحوال ينبغي إعادة إحيائها من جديد، وهنا في هذه (العمارة) يوجد قاربان خشبيان لم يتم الانتهاء منهما، كون الطلب توقف عن القوارب المصنعة من الأخشاب، بالرغم من قدرتنا على الصيانة والإصلاح في حال حدوث أي خلل أو عطل، ولكن الجميع يرغب في اقتناء القوارب المصنعة من (الفايبر قلاس) كونها أسهل في الصيانة، والجميع الآن يبحثون عن الشيء الأسهل وليس الشيء الأكثر متانة وأصالة.

وعما إذا كان سينقل مهنته لابنه من بعده يقول القيسي: بكل تأكيد أنا حريص على تعليم إبني هذه المهنة، حيث إن عائلتنا تتوارث هذه المهنة من مئات السنين، ولكن نتمنى أن يكون لها رعاية على الأقل حفاظاً على التراث الخليجي الأصيل.اندثار

 

كما يقول القلاف (محمد مكي السندي): بالرغم من أن الخليج تعج به الآلاف من القوارب إلا أن أحداً لم يعد يرغب في اقتناء سفينة خشبية جديدة، وبذلك توقف تصنيع هذه الأنواع من السفن التي يستخدم فيها الخشب، إذ حل (الفايبر قلاس) مكان الخشب، ولقد قمت بتصنيع قارب خشبي كبير، إلا أنني لم أكمله، وذلك لأنه لم يعد هناك طلب لهذا النوع، وبالتالي ستندثر مهنة الآباء والأجداد، مهنة القلافة، فهذه المهنة التي استمرت لآلاف السنين، ها هي الآن تلفظ أنفاسها الأخيرة.

 

بلا مستقبل

 

من جهته يرى القلاف سلمان عبدرب الأمير القيسي أن العمل في القلافة انتهى كونها أصبحت مهنة بلا مستقبل، وبالرغم من أننا تعلمناها عن طريق التلقي، إلا أن الاستمرار فيها أصبح غير مجد مالياً، وإذا تحدثنا عن العرض والطلب، فليس هناك أي طلب على هذه المهنة في الوقت الحاضر، وتحولت مهنة القلافة إلى صناعة نماذج خشبية للسفن القديمة في أحجام صغيرة، ومن يراها يكتشف الدقة في التصنيع والروعة في التصاميم، ويحدونا الأمل أن يكون هناك اهتمام خليجي أكبر بالمهنة التي تحفظ تراث المنطقة من الاندثار.

 

مكانة اجتماعية

 

يرى إدريس خليفة البوعينين أن مهنة القلافة من أكثر المهن عراقة في الخليج العربي، كونها ارتبطت بتاريخ الخليج في التجارة وصيد الأسماك والغوص على اللؤلؤ، وكون هذه المهن كانت مهن رئيسة في حياة تلك الأيام، ارتبطت بها مهنة رابعة، لضمان وبقاء تلك المهن، ألا وهي، مهنة القلافة. قد لا يعني القلاف كثيراً لجيل اليوم، ولكن لا شك بالأمس كان القلاف يحتل مكانة محترمة بين أفراد المجتمع، وكان (الأستاذ) كبير القلافين يحظى بمكانة اجتماعية (رفيعة) ويعتبر من وجهاء المجتمع وشخصياته المعتبرة.تصاميم

 

ويقول البوعينين حول ما ينتجه من مجسمات للزينة للمراكب والسفن القديمة أنها امتداد لمهنة القلافة الحقيقية، إذ إن القلاف بإنتاجه لهذه النماذج الصغيرة يؤكد قدرته بالتأكيد على إنتاج النماذج الأكبر حجماً. والكثير من الناس الآن يفضل اقتناء مثل هذه النماذج كجزء من التراث والأصالة وربط الماضي بالحاضر، وبالفعل هناك تصاميم صغيرة متقنة وتشبه بشكل دقيق تصاميم الجالبوت، أو الشوعي، أو البوم. وهذا نقل للواقع ولكن بشكل مصغر.

 

 

--------------------------------------------------------------------------------------

 

تحيات

 

مشرفة السياحة في البحرين

 

أشواك ناعمة

 

[Qalbi.y7bik]

يسلمو ع الموضوع