Jump to content
منتدى البحرين اليوم

مرقد الامام الحسين(ع) عبرا القرون


Recommended Posts

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بسم الله الرحمن الرحيم (الفاتحة -1) الحمد لله وسلامٌ على عباده الذين اصطفى (النمل -2) آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين، ذرية بعضها من بعضٍ والله سميعٌ عليم (آل عمران - 33 -34) إنه لقول رسولٍ كريم (الحاقة -40) إني لكم رسول أمين (الشعراء - 107) أبلغكم رسالات ربي و (الأعراف -62) لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى (الشورى-23) وآتِ ذا القربى حقه (الإسراء - 26) ذلك خير للذين يريدون وجه الله وأولئك هم المفلحون (الروم - 38). صدق الله (آل عمران - 95) العلي العظيم (البقرة: 255).

 

قال الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله): إن الحسين مصباح هدى وسفينة نجاةٍ وإمام خيرٍ ويمنٍ وعزٍ فخرٍ وبحر علمٍ وذخر) صدق رسوله الكريم (صلى الله عليه وآله) (عيون أخبار الرضا: 1/ 62).

 

إن محور المراقد المقدسة للهاشميين هو مرقد الإمام أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) حيث أنه يقع في قلب العالم الإسلامي، ولقد أصبح بعد الحرمين الشريفين والغري مركزاً دينياً جديداً جاثياً ما بين ضفة الفرات وحافة الصحراء على مفترق الطرق من العالم القديم ليمد أنوار النبوة المشعة من المدينة المنورة إلى بقية أقطار العالم الإسلامي من بلاد الشام وبلاد الرافدين وإيران وقفقازيا وتركستان والصين وغيرها وجعلت كربلاء المقدسة وبيت الله الحرام في مصاف واحد يدركها من لم يستطع إدراك حرم الله الأقدس.

 

ولقد تعرض مرقد الإمام الحسين (عليه السلام) محاولات هدم وإخفاء للمعالم على مر التاريخ، فخطئ الحائر بعد تلك المحن خطوة أوسع من ذي قبل في الاتجاه نحو أقطار الشرق الأقصى، فجثا حرم الإمام الرضا (عليه السلام) على أبواب الهند في خراسان ليبعث بهذا النور في الاتجاهات المختلفة الأخرى من مصدره في المدينة المنورة والنجف الأشرف وكربلاء المقدسة فضربت هاشم قبابها الشامخة المشعة في أنحاء المعمورة في الحجاز وعلى ضفة الفرات ودجلة والنيل والبحر المتوسط وعلى ضفاف بردى في الشام وفي خراسان والهند والصين وغيرها وبقيت آثار أمية الطاغية مطمورة مخذولة وملعونة ومنكودة كما عرفت وعهدت.

 

فما اهتمام الناس بمرقد الإمام الحسين (عليه السلام) إلا من حيث كونه يحتضن بين جنباته جسد إمام عظيم شهيد، كما هو الحال لباقي الأئمة (عليهم السلام) من أهل البيت النبوي والأصحاب الصالحين، ومن هذا المنطلق نشأت واستمرت ولا زالت حتى يومنا أهمية زيارة هذه المراقد والأضرحة للتبرك بالراقدين بها والتوسل إلى الله عز وجل تحت قبابهم لما لهم من منزلة ومكانة عند الله جل شأنه.

 

تطور مرقد الإمام الحسين (عليه السلام):

 

إن مرقد الإمام الحسين (عليه السلام) ظل منذ أن احتضنته أرض كربلاء قبله لملايين الأباة والأحرار، ومهوى لجميع المؤمنين والموالين باختلاف ألسنتهم وقومياتهم على مر العصور، ورغم محاولات الطغاة لطمسه إلا انه بقي مركز إشعاع للعالم حيث مكروا ومكر الله والله خير الماكرين. لقد أصبح المرقد الحسيني الشريف حربة ذا حدين يستخدمها السلاطين والأمراء، والرؤساء والوزراء كأداة داعمة من جهة، ووسيلة دامغة من جهة أخرى، وعلى أثره صنع تاريخ مرقده الشريف، الذي نحاول إلقاء الضوء عليه واستعراض ما يمكن استعراضه بشكل موجز وسريع جداً.

 

1- القرن الأول الهجري:

 

أول من أقام رسما لقبر الإمام أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) هو الإمام السجاد علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام) مع بني أسد، حين دفنوا الإمام الحسين (عليه السلام) وأجساد الشهداء من أهله وأنصاره وذلك يوم الثالث عشر من شهر محرم الحرام عام 61ه‍ الموافق لـ(15/10/680م. وذلك تطبيقاً لما روته السيدة زينب الكبرى (عليها السلام) في حديثها إلى الإمام السجاد (عليه السلام) حيث قالت: (لقد أخذ الله ميثاق أناس من هذه الأمة لا تعرفهم فراعنة هذه الأمة وهم معروفون من أهل السماوات أنهم يجمعون هذه الأعضاء المتفرقة فيوارونها وهذه الجسوم المضرجة، وينصبون لهذا الطف علماً لقبر أبيك سيد الشهداء لا يدرس أثره ولا يعفى رسمه، على مرور الليالي والأيام... ثم يبعث الله قوماً من أمتك لا يعرفهم الكفار، لم يشاركوا في تلك الدماء بقول ولا فعل ولا نية فيوارون أجسامهم ويقيمون رسما لقبر سيد الشهداء بتلك البطحاء يكون علماً لأهل الحق وسبباً للمؤمنين إلى الفوز) (كامل الزيارات: لابن قولويه 262- 265).

 

ولعل القبر الشريف كان في بداية الأمر مرتفعاً وبارزاً قليلاً عن الأرض، كما يظهر من كلام جابر الأنصاري حين زار القبر الشريف في الأربعين الأول حيث قال: (ألمسوني القبر) (مدينة الحسين: لمحمد حسن بن مصطفى الكليدار: 1/ 19)، بل يؤيد ذلك ما يروى من أن السيدة سكينة (عليها السلام) ضمت قبر أبيها الحسين (عليه السلام) عند رجوعها من الشام، وقيل إن بني أسد حددوا له مسجداً وبنوا على قبره الشريف سقيفة وقيل إنهم وضعوا على القبور الرسوم التي لا تبلى (تاريخچة كربلاء: محمد بن أبي تراب كرباسي حائري: 56) وما بين عامي 61 - 63ه‍ يذكر محمد باقر بن عبد الحسين مدرس: (أنهم بنوا في العهد الأموي مسجداً عند رأس الحسين (عليه السلام)... ثم شيِّد القبر من قبل الموالين) (شهر حسين: 160) وأما عن عام 64ه‍ يقول الرحالة الهندي محمد هارون: (أول من بنى صندوق الضريح بهيئة حسنة وشكل مليح بنو نضير وبنو قينقاع) (مجلة الموسم الهولندية: عدد 14، ص329). ويظهر أن التوابين عندما قصدوا زيارة قبر الإمام الحسين (عليه السلام) في ربيع الأول من عام 65ه‍ قبل رحيلهم إلى عين الوردة طافوا حول هذا الصندوق وكان عددهم يقارب أربعة آلاف رجل.. (مدينة الحسين: محمد حسن بن مصطفى الكليدار 1/ 20).

 

وفي سنة 66ه‍ وعندما استولى المختار بن أبي عبيدة الثقفي على الكوفة عمّر على مرقده الشريف قبة من الجص والآجر، وقد تولى ذلك محمد بن إبراهيم بن مالك الأشتر، واتخذ قرية من حوله، وكان للمرقد بابان شرقي وغربي وبقي على ما قيل حتى عهد هارون العباسي (تاريخ كربلاء وحائر الحسين: عبد الجواد بن علي الكليدار 160) وإلى هذا يشير السماوي في أرجوزته:

وجاء بعد ذلك المختار حين دعاه والجنود الثار

وعمر المسجد فوق الجدث فهو إذاً أول شيء محدث

وبقي المسجد حول المرقد إن كان قد أسس للتعبد

ولم يزل يزار في جناح حتى أتى الملك إلى السفاح

(مجالي اللطف: 2/ 18).

ويذكر المؤرخ السيد عبد الجواد الكليدار تفصيل حول مرقد الإمام الحسين (عليه السلام) ومقاساته وشكله وموقعه ومن جملة كلامه (...فيلمع للناظر عن بعيد كبيضة نعامة في وسط الصحراء، وفوق هذا البناء الجميل البسيط تستقر سقيفة تعلوها قبة هي أول قبة من قباب الإسلام الخالدة التي خيمت لأول مرة في الجانب الشرقي من الجزيرة العربية بين ضفة الفرات وحافة الصحراء في الاتجاه الشمالي...الخ) (تاريخ كربلاء وحائر الحسين: 81).

 

2- القرن الثاني الهجري:

 

يبدو أن القبة التي شُيّدت في عهد المختار ظلت قائمة لحين زيارة الإمام الصادق (عليه السلام) لقبر جده الإمام الحسين (عليه السلام) حوالي عام 132ه‍ حيث روي عن الإمام الصادق (عليه السلام): (إذا أردت قبر الحسين (عليه السلام) في كربلاء قف خارج القبة وارم بطرفك نحو القبر، ثم ادخل الروضة وقم بحذائها من حيث يلي الرأس، ثم اخرج من الباب الذي عند رجلي علي بن الحسين (عليه السلام) ثم توجه إلى الشهداء، ثم امش حتى تأتي مشهد أبي الفضل العباس فقف على باب السقيفة وسلم) (بحار الأنوار: المجلس: 98/ 259) ويقول الكرباسي: إن مجموع السقيفة والمسجد كان يشكل مساحة ذات أربعة أضلاع حول مرقد الإمام الحسين (عليه السلام) وابنه علي الأكبر (عليهما السلام) وكان للمرقد بابان أحدهما من جهة المشرق عند قدمي علي الأكبر (عليه السلام) وكانت مراقد الشهداء (عليهم السلام) خارجة عن إطار هذه المساحة، والآخر من جهة الجنوب (القبلة) (كما هو لحد اليوم) (تاريخچة كربلاء: محمد بن أبي تراب كرباسي حائري: 56) ويتبين أن مساحة الحائر كانت حوالي (25×25) ذراعاً من الخارج كما يفهم من رواية الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (امسح من موضع قبره اليوم، فامسح خمسة وعشرون ذراعاً من رجليه وخمسة وعشرين ذراعاً مما يلي وجهه وخمسة وعشرين ذراعاً من خلفه وخمسة وعشرين ذراعاً من ناحية رأسه) (كامل الزيارات: لابن قولويه: 272/ ح:4).

 

وتؤكد بعض المصادر بأنه كانت هناك شجرة سدرة أيام الحكم الأموي يستظل بفيئها ويستدل بها على قبر الإمام الحسين (عليه السلام) ولذلك سمي الباب الواقع في الشمال الغربي من الصحن - فيما بعد بباب السدرة (تراث كربلاء: سلمان بن هادي آل طعمة: 34) وامتد عمر هذا البناء المؤلف من المسجد والمرقد ذي القبة طوال العهد الأموي فلم يتعرض للهدم رغم العداء السافر تجاه أهل البيت (عليهم السلام) مع أنهم وضعوا المسالح لمنع زيارة قبره (عليه السلام)، إلا أن ضعف الدولة الأموية في أواخر عهدها كسر حاجز الخوف فتدفقت الأفواج إلى زيارته ولم يتمكنوا من منعهم بل أدركوا أن التعرض للمرقد أو المساس به بقصد تخريبه يشكل سابقة خطيرة ومشكلة هم في غنى عنها.

 

ولكن المنصور العباسي الذي حكم ما بين 136 - 158ه‍ صب جام غضبه على العلويين وآثارهم وتطاول على القبر المطهر فهدم السقيفة في عام 146ه‍. وفي حدود عام 158ه‍ وذلك في عهد المهدي العباسي أعيد تشييد السقيفة (ومضات من تاريخ كربلاء: سلمان بن هادي آل طعمة: 18).

 

ولما كانت سنة 193ه‍ ضيق هارون العباسي الخناق على زائري القبر وقطع شجرة السدرة التي كانت عنده وكرب موضع القبر وهدم الأبنية التي كانت تحيط بتلك الأضرحة المقدسة وزرعها، وذلك عبر واليه على الكوفة موسى بن عيسى بن موسى الهاشمي (تراث كربلاء: سلمان بن هادي آل طعمة: 34). وفي عام 198ه‍ عندما استتب الأمر للمأمون وهو سابع حكام العباسيين، اقتضت سياسته لتنفيذ غرائزه وأطماعه مراعاة شعور الموالين لأهل البيت (عليهم السلام) لامتصاص النقمة المتزايدة عليه والمنافسة السياسية لحربه مع أخيه الأمين وقتله إياه، ففسح المجال لزيارة قبر الإمام الحسين (عليه السلام) وتعميره، فبنى عليه قبة شامخة وحرم فخم وبدأ الناس يسكنونه من جديد. ثم إن المأمون أراد التقرب إلى العلويين وأهل البيت (عليهم السلام) لاستحكام ملكه فأصدر قراره بولاية العهد للإمام الرضا (عليه السلام) في السابع من شهر رمضان عام 201ه‍ وبتعمير مرقد الإمام الحسين (عليه السلام) فأمر بتشييد قبة عظيمة وروضة فخمة أحسن من ذي قبل، و بذلك يكون قد عُمّر المرقد في عهد المأمون مرتين كما قام المأمون بتوسيع الحير (الحائر) (تاريخچة كربلاء: محمد بن أبي تراب كرباسي حائري: 59).

 

3- القرن الثالث الهجري:

 

يقول سلمان آل طعمة: (إن الشائع على ألسنة الباحثين والمؤرخين أن كربلاء كانت في القرن الثالث مملوءة بالأكواخ وبيوت الشعر التي كان يشيدها المسلمون الذين يفدون إلى قبر الحسين (عليه السلام) (تراث كربلاء: 231) إلى جانب بيوت المجاورين له. هذا ولم يتعرض مرقد الإمام الحسين (عليه السلام) في عهد المعتصم العباسي والواثق العباسي إلى الهدم والتخريب، كما لم يتعرض الموالون لأهل البيت (عليهم السلام) للاضطهاد بسبب اضطراب الوضع السياسي (شهر حسين: محمد باقر بن عبد الحسين مدرسي:202).

 

ولما كانت سنة 232ه‍ تولى الحكم المتوكل العباسي وكان شديد البغض للإمام أمير المؤمنين علي (عليه الصلاة والسلام) ولذلك عمد إلى هدم قبر الإمام أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) أربعة مرات (تاريخ كربلاء وحائر الحسين: عبد الجواد بن علي الكليدار: 19).

 

أ) المرة الأولى: عام 233ه‍ وذلك إثر ذهاب إحدى جواريه المغنيات إلى زيارة شعبان في كربلاء (موسوعة العتبات المقدسة قسم كربلاء: جعفر الخليلي: 258)، فأنفذ عمر بن فرج الرخجي لهدم ما عمره المأمون العباسي وأمر بتخريب قبر الحسين (عليه السلام) وحرثه، فلما صار إلى الناحية أمر بالقبر فمر بها على القبور كلها فلما بلغت قبر الحسين (عليه السلام) لم تمر عليه (بحار الأنوار: للمجلسي 45/ 398: ح8) ثم إن الموالين لأهل البيت (عليهم السلام) رغم الاضطهاد والتنكيل عمدوا إلى تعمير مرقده الشريف وإنشاء البيوت من حوله (شهر حسين: محمد باقر عبد الحسين مدرس: 207).

 

ب) المرة الثانية: سنة 236ه‍ حيث عمد المتوكل أيضاً إلى هدم الضريح المطهّر وملحقاته وزرعه بعد تسوية أرضه، كما أمر بهدم ما حوله من المنازل والدور ثم منع زيارة المكان وغيره من البقاع الشيعية المقدسة (تاريخ كربلاء وحائر الحسين: عبد الجواد بن علي الكليدار: 205) (مروج الذهب للمسعودي: 4/ 51) وهدد الزوار بفرض عقوبات صارمة عليهم، فنادى بالناس: من وجدنا عند قبره بعد ثلاثة حبسناه في المطبق (موسوعة العتبات المقدسة قسم كربلاء: جعفر الخليلي: 258 - 93).

 

وأوعز مهمة الهدم لرجل يهودي اسمه إبراهيم الديزج فبعثه المتوكل إلى كربلاء لتغيير قبر الإمام الحسين (عليه السلام) وإن الديزج حسب أمر المتوكل لم يكتف بهدم القبر وإنما ضرب ما حوله فهدم مدينة كربلاء كلها وأنه أوكل في أطرافها المسالح لمنع الزائرين من الزيارة بالعنوة وبعقاب القتل (تاريخ كربلاء وحائر الحسين: عبد الجواد بن علي الكليدار: 203) وجعل المتوكل عقوبة على زائري الإمام الحسين (عليه السلام) وهي قطع يده للمرة الأولى، ورجله للمرة الثانية (دراسات حول كربلاء ودورها الحضاري: 628).

 

والتقى أبو علي العماري بإبراهيم الديزجٍ وسأله عن صورة الأمر، فقال له: أتيت في خاصة غلماني فقط، وأني نبشت فوجدت بارية جديدة عليها بدن الحسين بن علي، ووجدت منه رائحة المسك فتركت البارية على حالها وبدن الحسين على البارية، وأمرت بطرح التراب عليه وأطلقت عليه الماء، وأمرت بالبقر لتمخره وتحرثه فلم تطأه البقر، وكانت إذا جاءت إلى الموضع رجعت عنه، فحلفت لغلماني بالله وبالإيمان المغلظة لئن ذكر أحد هذا لأقتلنه (بحار الأنوار للمجلسي: 45/ 394: ح2) ويصف السماوي الحادثة كلها ومنها يقول:

 

ثم حرثنا الأرض لكن البقر تأتي إلى ذاك المقام وتذر

 

وكلما تضرب للكراب تقهقرت تمشي على الأعقاب

 

ثم مخرنا الماء فوق القبر فحار عنه واقفاً لا يجري

 

(مجال اللطف: 2/ 26).

 

ويبدو أن محبي أهل البيت (عليهم السلام)، لم يتركوا قبر إمامهم على حاله بل عمروه بما يتناسب على رغم تضييق السلطات عليهم.

 

ج) الثالث: عام 237ه‍ حين بلغ المتوكل أن أهل السواد يجتمعون بأرض نينوى لزيارة قبر الإمام الحسين (عليه السلام) فيصير إلى قبره منهم خلق كثير فأنفذ قائداً من قواده واسمه هارون المعري وضم الوزير معه وغيرهم إضافة إلى إبراهيم الديزج لينفذ الهدم والحرث إضافة إلى الجند، ليشعِّث قبر الحسين (عليه السلام) ويمنع الناس من زيارته والاجتماع إلى قبره، ففعلوا ما أمروا به (بحار الأنوار: للمجلسي 45/397 ح5- 45/395/ح3) ويعلق عبد الجواد الكليدار (إن الطاغية لم يوفق في هذه المرة إلى مثل ما ارتكبته يداه في المرات السابقة وذلك تأثير الرأي العام من جهة ومن جهة أخرى تجاه المقاومة الفعلية الشديدة التي لاقاها جنوده من قبل الأهلين) (تاريخ كربلاء وحائر الحسين: عبد الجواد بن علي الكليدار: 209) ولم يزل زواره (عليه السلام) يقصدونه ويصلحون قبره الشريف عن الهدم المتكرر.

 

وفي سنة 240ه‍ توجه الأشناني وهو من محبي أهل البيت (عليهم السلام) إلى زيارة قبر الإمام الحسين (عليه السلام) سراً برفقة أحد العطّارين فلما وصلا القبر الشريف جعلا يتحريان جهة القبر حتى عثرا عليه وذلك لكثرة ما كان قد مخر وحرث حوله فشاهداه وقد قلع الصندوق الذي كان حواليه واحرق، وأجري عليه الماء فانخسف موضع اللبن وصار كالخندق حول القبر ولما أتما مراسيم الزيارة نصبا حول القبر علامات شاخصة في عدة مواضع من القبر (تاريخ الحركة العلمية في كربلاء: نور الدين بن محمد الشاهرودي: 16) ويصف الأشناني الوضع الأمني آنذاك بقوله: (... فخرجنا زائرين نكمن النهار ونسير الليل حتى أتينا نواحي الغاضرية، وخرجنا منها نصف الليل فسرنا بين مسلحتين وقد ناموا حتى أتينا القبر فخفي علينا فجعلنا نشمه...الخ) (مقاتل الطالبيين: علي بن الحسين الأصفهاني: 479).

 

د) الرابع: سنة 247ه‍ كان قد بلغ المتوكل مرة أخرى مسير الناس من أهل السواد والكوفة إلى كربلاء لزيارة قبر الإمام الحسين (عليه السلام) وانه قد كثر جمعهم لذلك، وصار لهم سوق كبير فأنفذ قائداً في جمع كثير من الجند وأمر منادياً ينادي ببراءة الذمة ممن زار قبره، ونبش وحرث أرضه وانقطع الناس عن الزيارة، وعمل على تتبع آل أبي طالب والشيعة فقتل منهم جمعاً كثيراً (بحار الأنوار: للمجلسي: 45/ 397 ح5) وإن هدم المتوكل لقبر الإمام الحسين (عليه السلام) في المرة الرابعة صادف في النصف من شعبان حيث كان الناس يتوافدون بكثرة على زيارة كربلاء في مثل هذا الوقت (تاريخ كربلاء وحائر الحسين: عبد الجواد بن علي الكليدار: 214).

 

وقد تولى الهدم في هذه المرة إبراهيم الديزج أيضاً حيث يقول: إن المتوكل امرني بالخروج إلى نينوى إلى قبر الحسين فأمرنا أن نكربه ونطمس أثر القبر، فوافيت الناحية مساءً ومعنا الفعلة ومعهم المساحي والمرود، فتقدمت إلى غلماني وأصحابي أن يأخذوا الفعلة بخراب القبر وحرث أرضه فطرحت نفسي لما نالني من تعب السفر ونمت فذهب بي النوم، فإذا ضوضاء شديدة وأصوات عالية، وجعل الغلمان ينبهوني، فقمت وأنا ذعر فقلت للغلمان: ما شأنكم؟ قالوا: أعجب شأن؟! قلت: وما ذاك؟ قالوا: إن بموضع القبر قوماً قد حالوا بيننا وبين القبر وهم يرموننا مع ذلك بالنشاب، فقمت معهم لأتبين الأمر، فوجدته كما وصفوا، وكان ذلك في أول الليل من ليالي البيض، فقلت: ارموهم، فرموا فعادت سهامنا إلينا فما سقط سهم منا إلا في صاحبه الذي رمى به فقتله، فاستوحشت لذلك وجزعت وأخذتني الحمّى والقشعريرة ورحلت عن القبر لوقتي، ووطنت نفسي على أن يقتلني المتوكل لما لم أبلغ في القبر جميع ما تقدم إلي به (بحار الأنوار: للمجلسي: 45/ 395/ ح4).

 

وانتشر ظلم المتوكل وذاع خبر هدمه قبر سبط الرسول (صلى الله عليه وآله) بين الناس فتألم المسلمون لذلك وكتب أهل بغداد شتمه على الحيطان، وهجاء الشعراء. ولقد وضع المتوكل يده على أوقاف الحائر وصادر أموال خزينة الحسين (عليه السلام) ووزعها على جنوده قائلاً: (إن القبر ليس بحاجة إلى الأموال والخزائن) (تاريخ كربلاء وحائر الحسين: عبد الجواد بن علي الكليدار: 163) وروي لما أجري الماء على قبر الحسين نضب بعد أربعين يوماً وانمحى اثر القبر فجاء أعرابي من بني أسد فجعل يأخذه قبضة قبضة ويشمه حتى وقع على قبر الحسين (عليه السلام) وبكى، وقال بأبي أنت وأمي ما كان أطيبك وأطيب تربتك ميتاً ثم بكى وانشأ يقول:

 

أرادوا ليخفوا قبره عن وليه*** فطيب تراب القبر دل على القبر

 

(ترجمة ريحانة الرسول المستل من تاريخ دمشق لابن عساكر: 275).

 

ولقد أراد المتوكل محو ذكر الإمام الحسين (عليه السلام) ولكنه قُتِلَ عام 247ه‍ وعلى فراشه وذلك من قواده الأتراك بإشارة من ابنه المنتصر ولم يتم له ما قدره (تراب كربلاء: سلمان بن هادي آل طعمة: 35).

 

ولما استقر الحكم للمنتصر في نفس السنة وبلغ مسامع الأشناني توجه من ساعته إلى كربلاء ومعه جماعة من الطالبيين والشيعة - وذكر أنه كان برفقة إبراهيم بن محمد العابد ابن الإمام الكاظم (عليه السلام) المعروف بسيد إبراهيم المجاب (عليه السلام) فلما وصلوا كربلاء أعادوا للقبر معالمه القديمة (تاريخ الحركة العلمية في كربلاء: نور الدين بن محمد الشاهرودي: 15).

 

وعند ذاك أي عام 248ه‍ أمر المنتصر العباسي ببناء مرقد الإمام الحسين (عليه السلام) وإعادته إلى ما كان عليه (العراق قديماً وحديثاً: عبد الرزاق الحسيني: 129) ونصب على قبره الشريف علماً طويلاً ليستهدي الناس إليه ودعا إلى زيارته (عليه السلام) وعطف على آل أبي طالب وأحسن إليهم وفرق فيهم الأموال وارجع إليهم الأوقاف الخاصة بهم كما أرجع فدكاً إليهم (تاريخچة كربلاء: محمد بن أبي تراب كرباسي حائري: 59) وذلك ما اقتضته سياسته لتنفيذ أطماعه، فهب الشيعة إلى زيارته باطمئنان وراحة بال وجاوروه، وفي ذلك يقول السماوي في أرجوزة:

 

 

حتى إذا ما انتصر المنتصر وآمن الناس أعيد الأثر

 

وعادت السكان والديار وشيد المقام والمزار

 

(مجالي اللطف: 2/ 20).

 

ولعل أقدم شخصية علوية سكنت كربلاء وهو السيد إبراهيم المجاب (عليه السلام) وابنه محمد الحائري (تراث كربلاء: سلمان بن هادي آل طعمة: 35) وقبل عام 271 ه‍ زار الحائر الشريف الداعي الكبير الحسن العلوي ملك طبرستان وديلم فباشر بتشييد الحضرة الحسينية واتخذ حولها مسجداً ولم يكن الزمن كفيلاً بإنجازه حيث توفي عام 271ه‍، وتولى بعده أخوه الملقب بالداعي الصغير محمد العلوي الذي ملك طبرستان وديلم وخراسان (تراث كربلاء: سلمان بن هادي آل طعمة: 78) وفي سنة 273ه‍ تهدمت بناية المنتصر ومات جمع كثير من الزائرين لازدحام الروضة بالزوار لأنه صادف سقوطه في يوم عرفه أو العيد من ذي الحجة وقيل إن الموفق كان وراء ذلك فقام على اثر ذلك الداعي الصغير محمد بن زيد أمير حرجان بزيارة الحائر وأمر بعمارة المرقد الشريف فانتهى من بنائه عام 280ه‍ فوضع قبة شامخة على المرقد وبابين وبنى للمرقد إيوانين كما بنى سوراً حول الحائر ومنازل للزائرين والمجاورين (تراث كربلاء: سلمان بن هادي آل طعمة: 36 - 38).

 

وفي سنة 282ه‍ أرسل محمد بن زيد مبلغ اثنين وثلاثين ألف دينار ذهبي لمساعدة العلويين والأشراف عبر واليه محمد بن ورد القطان بل وجعلها عليهم سنوية فاجتمعت الشيعة من جديد وبنت دوراً حول مرقد الإمام الحسين (عليه السلام)، ويذكر أن الداعي بالغ في فخامة البناء وحسن الزيارة ودقة الصنعة في عمارة الحائر (تاريخ كربلاء وحائر الحسين: عبد الجواد بن علي الكليدار: 169).

 

4- القرن الرابع الهجري:

 

في سنة 313ه‍ زار الحائر الزعيم القرمطي أبا طاهر الجنابي (من البحرين) وطاف حول القبر مع اتباعه وآمن أهل الحائر ولم يمسهم بمكروه وفي عام 352ه‍ أمر معز الدولة البويهي بإقامة العزاء على الإمام الحسين (عليه السلام) في بغداد وذلك في يوم عاشوراء وكان لهذا الأمر آثاره الإيجابية في تطوير وإعمار مرقد الإمام الحسين (عليه السلام) وإنعاش مواسم الزيارة، بل وساهم في عمارة المرقد ولما كانت سنة 366ه‍ زار عز الدولة البويهي المرقد الشريف للإمام الحسين (عليه السلام) مما دعم حركة الهجرة للحائر الحسيني وعمرانه. (تراث كربلاء: سلمان بن هادي آل طعمة: 78).

 

وفي سنة 367ه‍ استولى عضد الدولة البويهي على بغداد فعرج منها على كربلاء لزيارة مرقد الإمام الحسين (عليه السلام) ثم أنه جعل زيارته للمرقد الشريف عادة سنوية (أعيان الشيعة: 1/ 628 عن تسلية المجالس).

 

وفي ظل اضطراب الأوضاع السياسية في العراق وتدهورها تمكن عمران بن شاهين - بعد حادثة طويلة - أن يوفي بنذره، فبنى المسجد عند مرقد الإمام الحسين (عليه السلام) المعروف باسمه إلى الآن والذي يقع إلى جهة الشمال من الروضة وقد ضم فيما بعد إلى الحرم، أما الرواق الذي شيده فيقع إلى جهة الغرب من قبر الإمام الحسين (عليه السلام) وهو أول من ربط حزام الحائر بالرواق والظاهر إن ذلك كان في عام 368ه‍ ، (تراث كربلاء: سلمان بن هادي آل طعمة: 39) (بحار الأنوار: 42/ 320) وفي عام 369ه‍ أغار ضبة الأسدي على مدينة كربلاء وقتل أهلها ونهب أموالهم وسرق ما في خزانة الحرم المطهر من نفائس وذخائر وتحف وهدايا، وهدم ما أمكنه هدمه وذلك بمؤازرة بعض العشائر، ثم قفل عائداً إلى البادية فلما بلغ أمره إلى عضد الدولة أرسل في تلك السنة سرية إلى عين التمر وبها ضبة الأسدي فلم يشعر إلا والعساكر معه فترك أهله وماله ونجا بنفسه فريداً، وأخذ ماله وأهله ومُلّكت عين التمر عقاباً لنهبه مرقد الإمام الحسين (عليه السلام) (تاريخچة كربلاء: محمد بن أبي تراب كرباسي حائري: 101).

 

وفي العام نفسه 369ه‍ وعندما قام عضد الدولة بزيارته التقليدية للمرقد المطهر للإمام الحسين (عليه السلام) أمر بتجديد بناء القبة الحسينية وروضتها المباركة وشيد ضريح الإمام الحسين (عليه السلام) بالعاج وزينة بالحلل والديباج وبنى الأروقة حوالي مرقده المقدس وعمّر المدينة، واهتم بإيصال الماء لسكان المدينة والضياء للحائر المقدس وعصمها بالأسوار العالية التي بلغ محيطها حوالي 2400 خطوة وقطره حوالي 2400 قدم، فأوصل المدينة بترعة فأحياها وأوقف أراضي لاستثمارها لصالح إنارة الحرمين الشريفين أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) وأخيه أبي الفضل العباس (عليه السلام) وبالغ في تشييد الأبنية والأسواق حوله وأجزل العطاء لمن جاوره من العلماء والعلويين (تاريخ كربلاء وحائر الحسين: عبد الجواد بن علي الگلدار: 171) كما أمر ببناء المدرسة العضدية الأولى، كما بنى بجنبها مسجد رأس الحسين (عليه السلام) وعلى أثر ذلك تضاعف عدد المجاورين لمرقده المقدس (مجلة الحوزة - القمية - العدد 72 الصفحة 173).

 

ولما كانت سنة 371ه‍ واصل عضد الدولة زيارته التقليدية السنوية للحائر المقدس، ويبدو لنا أنه أشرف في هذه السنة على مراسيم الانتهاء من إعمار وبناء المرقد الحسيني المطهر (تاريخ كربلاء وحائر الحسين: عبد الجواد بن علي الكليدار: 172) وذكر الكليدار تفصيلات كثيرة جداً ضمن كتابه تاريخ كربلاء وحائر الحسين.

 

وفي أوائل القرن الخامس الهجري عام 407ه‍ أصاب الحريق حرم الإمام الحسين (عليه السلام) حيث كان مزيناً بخشب الساج وذلك على اثر سقوط شمعتين كبيرتين في الحرم. وجدد البناء على عهد البويهيين غب ذلك الحريق، حيث قام الحسن بن الفضل وزير الدولة البويية بإعادة البناء نفسه مع تشييد السور، (تراث كربلاء: سلمان بن هادي آل طعمة: 39- 40).

 

واستمرت القرون التي بعد القرن الخامس الهجري إلى توسيع وتحسين عمارة وبناء مرقد الإمام الحسين (عليه السلام) توسيع وتطوير مدينة كربلاء وإدخال عليها المشاريع الكفيلة بتحسين الوضع لمصلحة المراقد الشريفة الموجودة في المدينة ولأجل ساكني ارض كربلاء من أهالي مدينتها.

 

5- القرون الأخيرة:

 

أما في العصور القريبة فقد تعرض المرقد الحسيني الشريف لهجمات وحشية ثلاثة:

 

أ) حملة الوهابيين: في سنة 1216هـ (1801م)‍ أصاب الخراب مباني مدينة كربلاء وذلك عندما دخلوا الوهابيون المدينة فهدموا المساجد والأسواق، والكثير من البيوت التراثية المحيطة بالمرقدين وعبثوا بالمراقد المقدسة وهدموا سور المدينة وكان ذلك يوم 18 ذي الحجة (يوم عيد الغدير) أيام علي باشا، وكان حاكم كربلاء عمر آغا، حيث قتلوا كل من كان لائذاً بالحرم الشريف ودامت هذه الحملة ست ساعات.

 

وبعد هذه الحادثة تبرع أحد ملوك الهند بإعادة بناء ما خربه الوهابيون، فأخذ المرجع الكبير السيد علي الطباطبائي على عاتقه مسؤولية إعادة بناء وترميم المراقد المقدسة والأسواق والبيوت وشيد المدينة سوراً حصيناً وجعل لهذا السور ستة أبواب (دراسات حول كربلاء ودورها الحضاري: 607 - 629).

 

ب) حملة نجيب باشا: وكان يوم عيد الأضحى سنة 1258ه‍ حيث استباح هذا الوالي مدينة كربلاء استباحة كاملة ولمدة ثلاثة أيام قتلاً وسلباً ونهباً حتى وصل عدد القتلى اكثر من عشرين ألفاً من رجل وامرأة وصبي وكان يوضع في القبر (وذلك بعد الحادثة) الأربعة والخمسة إلى العشرة، فيهال عليهم التراب بلا غسل ولا كفن، ووجِدَ بالسرداب الذي تحت رواق مقام أبي الفضل العباس (عليه السلام) اكثر من ثلاثمائة من القتلى.

 

وتم بعد فترة من الزمن بجهود من المؤمنين الموالين بإعادة إعمار المدينة (وتوسيعها وتم إضافة طرف أو محلة العباسية التي قسمت بدورها إلى قسمين يعرفان بالعباسية الشرقية والعباسية الغربية ويفصل...الخ) ويفصل بينهما شارع العباس. (دراسات حول كربلاء ودورها الحضاري: 182 - 607- 629).

 

ج) حملة النظام الصدامي الحاقد: يوم النصف من شعبان سنة 1411ه‍، حيث كانت العملية بقيادة حسين كامل مع الآلاف من الجيش المدعوم بالدبابات، فقام حسين كامل بنفسه بتوجيه فوهة الدبابة الأولى إلى مرقد الإمام الحسين (عليه السلام) صارخاً فيمن حوله: (أنا حسين وهذا حسين ولنر من سينتصر في النهاية) وهذا يمثل نداء الطواغيت على وجه الأرض، حيث أدى هذا الهجوم إلى تخريب كبير حدث في الحرمين المطهرين إلى تهديم حدث في رأس أحد المنارتين لمقام الإمام الحسين (عليه السلام) وتهديم السوق الذي كان بين الحرمين وتحويل المنطقة المحيطة بالحرمين إلى خراب كامل لا يرى فيها سوى الحجارة والنار والدبابات وجثث القتلى من رجال ونساء وأطفال وشيوخ وهذا الهجوم السافر أدى إلى قتل الآلاف الذين بقوا على ارض كربلاء لمدة أيام لا يستطيع أحد التقرب منها لدفنها.

 

أما حسين كامل فقد لاقى حتفه على يد النظام الصدامي وذلك صدقاً للنبوة الكريمة (من أعان ظالماً سلطه الله عليه).

 

وتم تعمير المرقدين والمدينة وإحداث شوارع جديدة وذلك بعدما ألغت شوارع كانت منذ القديم.

Link to comment
Share on other sites

  • Replies 46
  • Created
  • Last Reply

Top Posters In This Topic

 

 

معلومات عن جد قيمة

 

و الله يعطيج العافية دوووم مبدعه عيني عليج بارده

Link to comment
Share on other sites

تسلمووووووون

 

على مروركم الرائع

 

ويعطيكم العافيه

 

 

 

Link to comment
Share on other sites

مشكورين ع المرور

 

Link to comment
Share on other sites

مشكورين ع المرور

 

 

Link to comment
Share on other sites

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

Guest
الرد على هذا الموضوع...

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

Loading...
×
×
  • Create New...