Jump to content
منتدى البحرين اليوم

التوسط في الحب...حل ذكي


Recommended Posts

 

التوسط في الحب...حل ذكي

 

هل عِشْتَ هذا الإحساس من قبل أن تُحِبّ إنسانًا لدرجة العِشْق،

وتنشغل به عن كل شيء، ثُمّ لا تجد منه في النهاية مقابل هذا الحبّ

سوى المعاملة العادية أو حتى الجَفَاء والفتور؟

هل فَقَدْتَ عزيزًا لديك كنت لا تُطِيق فراقه

فأحسَسْت أن الحياة لن تستمر من بعده أبدًا؟

هل غاب عنك شخص عزيز إلى قلبك إلى مكان بعيد

فشعرت أنه أخذ معه النَّفَس الذي تَتَنَفَّسه فلا تشعر بالحياة؟

هذه بعض النماذج لصُوَر من الحياة يزداد فيها الحبّ فيَصِل إلى حدٍّ لا يمكن تصديقه؛

فلا يستطيع المرء أن يَعِيش حياته بدونه، والحبُّ إحساس جميل بين الزوجين

لكنَّه قد تزداد حِدَّته فيصل إلى درجة إهمال باقي نواحي الحياة.

إن هذه ليست دعوة لقِلَّة الحب بين الزوجين. .

لا، بل هي دعوة إلى التوازن في الحبّ،

وتغليفه بكافَّة الأمور الحياتية الأخرى،

وبالواقع الذي يعيشه الزوجان،

حتى تصل بهم سفينة الحياة الزوجية إلى شاطئ السعادة والأمان.

 

العاطفة والعقل

 

إن وجود الحب ضروري بين الزوجين، وإلاّ لن تدوم الحياة ولن يَتَحَمَّل أحدهما الآخر،

ولكن عندما تزيد درجة الحبّ من أيٍّ مِن الطرفيْنِ فإنه يَحْمِل معه أشياء أخرى؛

فتزداد الأنانية، وتزيد الغيرة، ويزيد الاهتمام والانشغال المبالغ فيه بالطرف الآخر،

وقد يحدث هذا من ناحية الزوجة،

والذي قد لا يرضي الزوج عندما يشعر أن زوجته تُحِيطُه بحبِّها طوال الوقت،

ومن كافَّة النواحي، ولا تريده أن يتعامل مع الآخرين من أهل وأقارب وأصدقاء،

وقد يصل الحبّ إلى درجة يَخْنِق كل طرف منهما الآخر؛

فالزوجة لا تستمتع بحياتها، والزوج لا يتصرَّف بطبيعته،

وقد لا يُقابِل هذا السيل الجارف من الحبّ بدرجة مثله فتنقلب الأمور بينهما".

 

ويشار إلى أن التوسُّط في الحب ليس معناه أن يفقد أحدهما حبه للآخر

أو تقلّ درجته في أي وقت، ولكن لا يصل إلى أن يكون الحبُّ حبَّ سيطرةٍ وتحكُّم وامتلاك؛

"فالحبُّ المعتدل يشغل قلب الإنسان، ويجعل عقله يعمل في نفس الوقت؛

فلا يسيطر على جوارحه وكيانه كلِّه، فيمتنع عن العمل والتفكير والعطاء،

ولا يحب أن يعتمد المرء في حياته على العاطفة وحدها؛

 

فقد يرى كل شيء جميلاً طالما يفكِّر بقلبه،

فإذا ما هدَأَ الحبُّ بعد الزواج بمُدَّة يَبْدَأ في إعمال العقل،

فيرى العيوب أوضح وأكبر، وهنا يجب أن يعلم كلا الزوجين كيف يحبُّ شريك حياته؛ فالحياة ليست سوى الزوج أو الزوجة فقط، بل إن الحياة مُتَشَعِّبة،

والعلاقات بين الناس متعددة، وكلٌّ منهما يجب أن يُعْمِل العقل والقلب معًا؛

فالزوجة المتفرغة ـ مثلاً ـ يجب أن تشغل وقت فراغها فيما يُفِيد ويعود على بيتها بالخير.

 

ويؤكد أن التوسُّط مطلوب في كل شيء، والتوسط في الحب بين الزوجين

يحقَّق لكل منهما الراحة العقلية والصحة النفسية؛

فلا تظهر الغيرة القاتلة والاهتمام أو التركيز المبالغ فيه،

وبذلك تأخذ أمور أخرى من طاقة الحب التي عندنا.

 

وبالفعل قد نَجِد أن الزوج محبوب جدًّا جدًًّا وليس سعيدًا بالدرجة المقابلة؛

لأن الزوجة طول الوقت تنتظر مقابل هذا الحب، وعليه أن يدفع ثمنه،

ويهيم بها عشقًا في كل الأوقات، وهذا من الصعب حدوثه في ظلّ كثرة المسؤوليات

والضغوط الملقاة على عاتق الناس جميعًا؛ فلا يتسرع أحدهما،

ولكن التوسُّط والاعتدال والتفكير بعقلانية وواقعية

من شأنه أن يَجْعل الحياة أكثر سعادة.

 

Link to comment
Share on other sites

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

Guest
الرد على هذا الموضوع...

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

Loading...
×
×
  • Create New...