Jump to content
منتدى البحرين اليوم

هاي


Miss-Fa6ooma

Recommended Posts

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

 

أبي تقريرين دين 101 العقيده ضروري حق باجر لا تبخلون علي..

Link to comment
Share on other sites

القرآن المعجزة

 

 

أن تقرأ القرآن فعمل سهل

 

أن تفهم بعض ما قرأت فأمر ممكن ..

 

أما أن تدرك حقيقة بعض الإشارات والرموز والأمثال والأوصاف فيحتاج إلى علم وافر ذكاه خارق، وتيسر من الله عز وجل. وأي تفسير يعطيه الإنسان لها يبقى دائرا بين الصواب والخطأ إلى أن يتأكد عملياً بالمشاهدة والتجربة, فيؤمن عندئذ بعظمة القرآن، أو يزداد به إيماناً.

 

كتاب فيه الرقة والعذوبة والقصص والحكم، يشد القارئ إليه، ويأسره بقوة حجته وبعد نظره، فإما أن يخر ساجداً مؤمنا خاشعاً لله، أو يفر هارباً كما يفر الشيطان من خشية الله.

 

ولست أعني بقارئ القرآن من يتلوه دون وعي أو فهم، بل المتعمق في أهدافه ومراميه وأبعاده.

 

فرقان أنزل على محمد بن عبد الله، اليتم الفقير و الأمي، الذي لا يحسن القراءة ولا الكتابة، والذي عاش حتى الأربعين من عمره تاريخ ابتداء الوحي، دون أن تظهر في العلم أو بلاغة.

 

وصفه تعالى بقوله: " ألم يجدك يتيماً فآوى. ووجدك ضالاً فهدى.. "

 

وإذ به ينطق بآيات فيها من البلاغة ما لا يضاهى، ومن العلم ما لا يداني، ومن التشريع ما لا يقارن، مما حمل علماء الغرب على القول بأن النبي ( وهذا بفضل القرآن ) من أعظم الشخصيات التي ظهرت على الأرض لأن غير مجرى التاريخ ويدل مما لم الحضارة.

 

إنه كلام الله أوحى به جبريل علية السلام الى النبي باللغة العربية ، وبالمستوى الحضاري الذي وصل إلية البشر . فالمستوى الفكري للقرآن

لا يمكن أن يقارن بالمستوى الفكري أو العلمي لله ، لأن الله أجل من أن يقارن بشئ هو قائلة أو منزلة . فعلم الله أوسع وأكبر مما عند البشر من علوم ماضيا وحاضر ومستقبلا .

 

فالتوراة والإنجيل والقرآن كتب سماوية انزلت على موسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة وسلام ، وكل كتاب جاء على قدرة الحاجة والمستوى الذي وصل إليه البشر . فكلمات الله بأية لغة أنزلت تبقى كلمات الله .شريعة الله المستمرة منذ آدم هي شريعة الله ، ولا أحد ينكر ذلك . إلا أن القرآن كان مسك الختام شاملا لكل شئ ، مرسلا الى البشرية جمعاء . وبقى بنصه الحرفي ولم يطله تغير أو تحرف أو تبديل .

 

يوم شك اليهود في النبي وصدق نبوته ، شاركهم المشركون في رأيهم جاء القران يتحدى بأن يأتوا بسورة ، فأن عجزوا _ هذا العجز لا ريب فيه _ فليتقوا عذاب جهنم . قال تعالى : " وإن كنتم في ريب مما انزلنا على عبدنا فأتوا بسورة مثله ، وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين" البقرة 23

 

هذا التحدي ما زال قائما حتى الآن ، ولم يتمكن مخلوق أن يأتي بسورة من مثله ، رغم ما مر على عالم من علماء وأدباء وشعراء .

وزاد الله في تحديه بقوله " لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً " الإسراء 88

تعريف القرآن الكريم .

القرآن الكريم هو كلام الله سبحانه وتعالى. نزل به جبريل عليه السلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم . وهو المكتوب في المصحف، المبدوء بسورة الفاتحة، المختتم بسورة الناس

 

• بدأ نزول القرآن الكريم

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبتعد عن أهل مكة لأنهم يعبدون الأصنام ويذهب إلى غار حراء في جبل قريب. كان يأخذ معه طعامه وشرابه ويبقى في الغار أيامًا طويلة. يتفكّر فيمن خلق هذا الكون …

وفي يوم من أيام شهر رمضان وبينما كان رسول الله يتفكّر في خلق السموات والأرض أنزل الله تعالى عليه الملك جبريل، وقال للرسول: "اقرأ" فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: "ما أنا بقارئ"، وكرّرها عليه جبريل ثلاث مرّات، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول في كل مرّة: "ما أنا بقارئ". وفي المرّة الأخيرة قال الملك جبريل عليه السلام: "اقرأ باسم ربّك الذي خلق. خلق الإنسان من علق. اقرأ وربّك الأكرم. الذي علّم بالقلم. علّم الإنسان ما لم يعلم" وكانت هذه الآيات الكريمة أوّل ما نزل من القرآن الكريم. حفظ سيدنا محمد

صلى الله عليه وسلم ما قاله جبريل عليه السلام.

عاد الرسول صلى الله عليه وسلم خائفًا مذعورًا إلى زوجته السيدة خديجة وكان يرتجف فقال لها:"زمّليني، زمّليني" (أي غطّيني). ولما هدأت نفسه وذهب عنه الخوف أخبر زوجته بما رأى وسمع فطمأنته وقالت له: "أبشر يا ابن عم، إني لأرجو أن تكون نبي هذه الأمة".

كان الرسول قد بلغ الأربعين من عمره عندما أنزل عليه القران الكريم.

 

• مدة نزول القرآن الكريم.

نزل القرآن الكريم على النبي صلى الله عليه وسلم طوال ( 23 ) عامًا .

هي فترة رسالة النبي صلى الله عليه وسلم . منها ( 13 ) سنة في مكة و ( 10 ) سنوات في المدينة .

 

• متى نزل القرآن الكريم ؟

نزل القرآن الكريم في شهر رمضان، وكان نزوله في ليلة من أعظم الليالي هي ليلة القدر . وهي ليلة مباركة كما وصفها الله في القرآن، قال الله تعالى : ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ)

قال الله تعالى :

• فضل القرآن الكريم:

* من فضائل القرآن الكريم أنه التجارة الرابحة لمن يتلوه، قال الله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ) (فاطر : 29)

* والقرآن رحمة لمن استمع له، قال الله تعالى : ( وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْءَانُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) (الأعراف :204(

* وما أعظم تشبيه رسول الله صلى الله عليه وسلم للمؤمن الذي يقرأ القرآن؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الْأُتْرُجَّةِ رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا طَيِّبٌ) (رواه البخاري ومسلم)

* والقرآن يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ ) (رواه مسلم)

 

• الحكمة من نزول القرآن الكريم منجما

قد يتساءل متسائل : ما السر في نزوله منجماً ؟ ولِم لم ينزل كسائر الكتب السابقة جملة واحدة ؟ وقد أجاب الله تعالى على هذا السؤال ، فقال سبحانه : ( وقال الذين كفروا لولا نُزِّل عليه القرآن جملة واحدة ) يعنون : كما أنزل على من قبله من الرسل . فأجابهم تعالى بقوله : ( كذلك ) أي أنزلناه كذلك مفرقًا ( لنُثبت به فؤادك ) أي لنقوي به قلبك ، فإن الوحي إذا كان يتجدد في كل حادثة كان أقوى بالقلب ، وأشدّ عناية بالمرسل إليه ، ويستلزم ذلك كثرة نزول المَلَك إليه وتجدد العهد به وبما معه من الر سالة الواردة من ذلك الجناب العزيز ، فيحدث له من السرور ما تقصر عنه العبارة ، ولهذا كان صلى الله عليه وسلم أجود ما يكون في رمضان لكثرة لقياه جبريل عليه السلام . وقيل معنى : ( لنثبّت به فؤادك ) أي لتحفظه ، فإنه صلى الله عليه وسلم كان أميًّا لا يقرأ ولا يكتب ، ففرّق عليه ليثبت عنده حفظه ، بخلاف غيره من الأنبياء فإنه كان كاتبًا قارئاً يمكنه حفظ الجميع .

ومن آيات القرآن ما هو الجواب لسؤال ، ومنه ما هو إنكار على قول قيل ، أو فِعْل فُعِل ، فكان جبريل عليه السلام ينـزل بجواب السؤال أو تبيان حكم القول أو الفعل ، وبهذا فسر ابن عباس رضي الله عنه قوله تعالى : ( ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق(.

كما أن نزوله مفرقًا أدعى إلى قبوله ، لتدرج الأحكام فيه ، بخلاف ما لو نزل جملة واحدة فإنه كان ينفر من قبوله كثير من الناس ، لكثرة ما فيه من الفرائض والنواهي ، وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت : ( إنما نزل أول ما نزل سورة من المفصّل فيها ذكر الجنة والنار ، حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال والحرام ، ولو نزل أول شيء : لا تشربوا الخمر ، لقالوا : لا ندع الخمر أبدًا ، ولو نزل : لا تزنوا ، لقالوا لا ندع الزنى أبدًا والمتتبع للأحاديث النبوية الشريفة يرى أن القرآن الكريم كان ينزل بحسب الحاجة ، أحيانًا : خمس آيات ، ومرة عشر آيات ، أو أكثر أو أقل ، وقد صح نزول قوله تعالى : ( غير أولي الضرر ) وحدها ، وهي بعض الآية .

 

 

 

 

 

 

 

 

وجود الله ووحدانيته

 

أولاً : جوانب التدليل على وجود الله في الفكر العربي الإسلامي :

لا يخفى على المشتغلين بالفكر الفلسفي العربي ، أنَّ قضية التدليل على وجود الله ومحاولة البرهنة على وحدانيته ، من القضايا الفلسفية التي خاض فيها أكثر فلاسفة الإسلام ، سواءً في المشرق العربي كالكندي والفارابي وابن سينا ، أو في المغرب الإسلامي كابن رشد الفيلسوف الأندلسي .

وفي بحثنا هذا سندرس هذه القضية عند أول فلاسفة الإسلام وهو الكندي . وذلك من خلال المؤلفات والرسائل التي تركها الكندي . تلك الرسائل التي نجد بين ثناياها محاولة قوية من جانبه للتدليل على وجود الله وتقرير وحدانيته تعالى ، من عدة زوايا وجوانب ، نكاد نقطع من جانبنا أنها تنظر إلى المشكلة من جميع زواياها وأبعادها ، حتى تبدو بصورة أقرب ما تكون إلى الوحدة والتكامل .

نقول هذا ونحن نأخذ بعين الاعتبار ، ارتباط بحثه لهذه القضية ، بقضية حدوث العالم وقِدَمه ، تلك القضية التي بحث فيها الكندي ومن جاء بعده من فلاسفة الإسلام .

نوضح ذلك بالقول بأننا إذا رجعنا إلى كتاب " تهافت الفلاسفة " للغزالي ، نجده يذهب إلى أنَّ الفلاسفة الذين قالوا بِقِدَم العالم قد تناقضوا مع أنفسهم حين حاولوا التدليل على وجود الله .

وهذا معـناه أنَّ كل فيـلسوف يقرر أنَّ العـالم قديم ، ثم يُسَّوق أدلـة على وجود الله ، فإنه يـتناقض مع نفسه فيما يقرر الغزالي .

وسبب هذا أنَّ شرط الفعل عند الغزالي هو أن يكون حادثاً ، لأن الحادث لا يوجد من نفسه ، بل يحتاج إلى صانع . أما إذا قلنا بِقدم الـعالم وأثبتـنا له مع ذلـك صانعاً ، أي خالقاً ، فإن هذا يـدلنا على التناقض فيما يرى الغزالي .

وهذا يعني أنّ هناك من المفكرين كالغزالي من يربط بين القول بحدوث العالم والقول بوجود الله ، بحيث أنّ التسليم بحدوث العالم يـؤدي لا مـحالة إلى التسليم بوجود الله . كما يربط بين الـقول بقِدم العالم ، والقـول بعدم الاعتراف بعلة الكون .

ومن هنا فإن بحث الكندي الذي يقول بحدوث العالم يرتبط تماماً بتدليله على وجود الخالق . أي أنّ العالم عنده إذا كان حادثاً ، فإنّ هذا الحادث لا بد له من علة أحدثته وأظهرته إلى الوجود . وهذه العلة هي الله .

فما هي اذن أهم أدلة الكندي على وجود هذه العلة ؟ وكيف أثبت لنا وحدانية الله ؟ .

 

ثانياً : أدلة الكندي الفيلسوف على وجود الله :

لا يُخصِّص لنا الكندي رسالة بعينها أو مبحثاً محدداً يعرض لنا فيه أدلته على وجود الله ، بل نراه يتناول دراسة هذه القضية في كثير من رسائله . ونذكر منها على سبيل المثال ، " رسالته في وحدانية الله وتناهي جرم الكون " ، ورسالته " الإبانة عن العلة الفاعلة القريبة للكون والفساد " .

 

1- دليل العناية والغائية في الكون :

نستطيع أن نقول أنَّ هذا الدليل من أهم الأدلة التي نجدها في رسائل الكندي الفلسفية .

فالكندي يستدل على وجود الله بالاستناد إلى فكرة الغائية والعناية الإلهية . يقول الدكتور محمد عبد الهادي أبو ريدة : " إنَّ الكندي يردد في كثير من رسائله تأكيد القول بعظم القدرة الإلهية وسعة الحكمة وفيض الجود وكمال العناية بكل شئ وجعل بعض الأشياء أسباباً وعللاً للبعض الآخر " .

ونود ان نشير من جانبنا إلى أنّ الكثير من الفلاسفة سواء فلاسفة اليونان أو فلاسفة العصر الوسيط أو فلاسفة العصر الحديث قد أكّدوا على القول بالغائية في العالم وبالنظام والاتقان الموجود فيه . وقد صعد أكثرهم من ذلك القول بوجود إله للكون . أي أنّ العناية والغاية البارزة في أرجاء الكون سمائه وأرضه ، تؤدي عندهم إلى تقرير وجود علة للكون . وهذه العلة هي الله .

نجد هذا عند أفلاطون وأرسطو قديماً ، وليبنتز وكانت حديثاً ، مع ما بين أفكارهم في هذا المجال من تفاوت وتباين أحياناً . إلا أنهم يُعبِّرون في أقوالهم بصورة أو بأخرى ، عن تلك الفكرة الهامة .

وإذا نظرنا إلى ما تركه لنا فلاسفة الإسلام من مؤلفات ورسائل ، نجد فكرة الغائية والعناية الإلهية بارزة بروزاً ظاهراً ، حين يستدلون على وجود الله . ونجدهم أيضاً قد ربطوا ربطاً وثيقاً بين فكرة الغائية وفكرة العناية الإلهية . ولعلهم أرادوا من ذلك تفادي ما في مذهب أرسطو من نقص . ذلك النقص الذي يتمثل في تلك الفجوة بين الله والعالم . أي أنهم أرادوا أن يؤكدوا وجود علاقة بين الله والعالم ، بدليل تلك الغائية والعناية الإلهية المشاهدة في الكون الذي نعيش في سمائه وأرضه ، أي العالم العلوي والعالم السفلي .

نجد مثلاً عند ابن سينا الذي يركز على القول بالعلة الغائية ، كعلة رابعة من علل الموجودات الطبيعية . ثم يحاول أن يصعد من ذلك – حين يبحث في مجال الإلهيات – إلى الربط بين وجود هذه العلة وبين وجود مسبب لها ، بحيث يبدو الكون مظهراً لعناية الخالق به .

كما نجد ذلك أيضاً عند ابن رشد فيلسوف المغرب الإسلامي ، حين يقرر العناية والغائية ، بحيث نجد عنده استدلالاً على وجود الله يستند على فكرتي العناية والغائية .

تقرير الغائية والربط بينهما وبين العناية الإلهية ، تعد اذن من الظواهر الملاحظة التي نجدها عند أكثر فلاسفة الإسلام من خلال مؤلفاتهم . فالكندي له نصوص عديدة يحاول فيها الاستدلال على الغائية والحكمة والعناية الإلهية . ورغم أننا لا نجد له بحوثاً مستقلة وقائمة بذاتها في موضوع العناية والغائية في الكون ، بحيث تكون هذه البحوث ممثلة لفكرته تمام التمثيل ، إلا أننا لو جمعنا بين أقواله المتـــناثرة حول هذا الموضوع في رسائله ، استطعنا أن نقول أنه يركز على القول بالغائية و يربط بينهما وبين العناية الإلهية ، بحيث يكون ممثلاً للإتجاه الفكري الإسلامي ، الذي يستند إلى كثير من آيات القرآن الكريم التي تثبت وجود عناية وغاية في الكون .

ومن هذه الآيات قوله تعالى : " ألم نجعل الأرض مهادا ، والجبال أوتادا ، وخلقناكم أزواجا ، وجعلنا نومكم سباتا ، وجعلنا الليل لباسا ، وجعلنا النهار معاشا ، وبنينا فوقكم سبعا شدادا ، وجعلنا سراجا وهاجا ، وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا ، لنخرج به حباً ونباتا ، وجنات ألفافا " . ( سورة النبأ ) .

وقوله تعالى : " تبارك الذي جعل في السماء بروجا ، وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا " . ( سورة الفرقان ) ، وقوله تعالى : " أو لم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله من شئ "( سورة الأعراف ) .

والكندي حين يقرر وجود العناية والغائية ويصعد من ذلك إلى اثبات وجود الله ، أما أن يبين لنا تلك الغائية الموجـــودة في هذا الكــــون الأرضي وأما أن يحاول الــــربط بين الظـــواهر الكونيــة الأرضية ، والظواهر الجوية العــلـــوية . أي يـحــــاول بيان استــناد الظــواهر الأرضـية إلى عـوامل علـــوية ، وفي كل ذلك ما يشـــهد بوجـــود خالق أحسن كل شئ صنعاً .

نوضح ذلك فنقول بأننا إذا رجعنا على سبيل المثال إلى رسالته في " الإبانة عن العلة الفاعلة القريبة للكون والفساد " ، نراه يذهب إلى أن نظم هذا العالم وترتيبه ، وتسخير بعضه لبعض ، وإتقان هيئته ، لأعظم دلالة على أتقن تدبير وعلى أحكم حكمة . وهذا التدبير وهذه الحكمة تدل عند الكندي على وجود مدبّر حكيم

وإذا كنا قد ذكرنا منذ قليل أنَّ الكندي يحاول الربط بين الظواهر العلوية والظواهر الأرضية ، ويصل من ذلك إلى إثبات وجود الله ، فإنّ ذلك يتضح من خلال الكثير من الأمثلة والشواهد التي يضربها لنا الكندي كأمثلة للعناية الإلهية والغائية سواء في العالم العلوي ، أو العالم السفلي . وهذا كله يدل على وجود خالق حكيم .

فهو مثلاً يرى أن قوام الأشياء الموجودة في عالم الكون والفساد ، يرجع إلى اعتدال الشمس في فلكها ، بحيث تدنو من مركز الأرض تارة ، وتبعد عنه تارةً أخرى .

وما يقال عن الشمس ، يقال عن القمر . إذ لو لم يكن اعتدال بُعده من الأرض على ما هو عليه الآن ، بل أقرب ، لمنع تكون السحاب والأمطار ، لأنه كان يَحِلُّ البخار ويبدده ويلطفه ولا يدعه أن يجتمع ولا يتكثَّف

وهكذا يضرب لنا الكندي الكثير من الأمثلة سواء في رسالته هذه ، أو في العديد من رسائله الأخرى ، لاثبات العناية والغائية ، وكيف أنها تؤدي لا محالة إلى وجود الخالق وهو الله سبحانه وتعالى . يقول الكندي :" فقد تبين أن كون جميع الأشخاص السماوية على ما هي عليه من المكان الذي هو الأرض والماء والهواء . ونضد ذلك وتقسيطه ، هو علة الكون والفساد في الكائنات الفاسدات ، الفاعلة القريبة ، أعني المرتبة بإرادة باريها هذا الترتيب الذي هو سبب الكون والفساد . وأنّ هذا من تدبير حكيم عالم قوي جواد عالم متقن لما صنع ، وأنّ هذا التدبير في غاية الإتقان .

 

2- دليل المشابهة والتماثل بين النفس في البدن والله بالنسبة للكون :

هذا دليل آخر من أدلة الكندي على وجود الله . فإذا رجعنا إلى رسالته في حدود الأشياء ، نجده يشير إلى دليل على وجود الله يعتمد على فكرة المشابهة أو التمثيل بين عمل النفس بالنسبة للبدن ، وبين الله بالنسبة للكون أو العالم كله .نوضح ذلك بالقول بأن النظام في الجسم الإنساني ، إذا كان يدل على وجود قوة خفية غير مرئية ، وهي النفس التي تُسيّر الجسم ، فإن التدبير في الكون يدل على وجود مدبر له .ومعنى هذا أننا إذا كنا نستدل على وجود النفس التي لا ترى ، بوجود تنظيم في شئ مرئي وهو الجسم الإنساني ، فإننا نستدل أيضاً على وجود خالق للكون لا يرى ، من وجود التدبير في هذا العالم المرئي . يقول الكندي : إنَّ العالم المرئي لا يمكن أن يكون تدبيره إلا بعالم لا يرى ، والعالم الذي لا يرى ، لا يمكن أن يكون معلوماً إلا بما يوجد في هذا العالم من التدبير والآثار الدالة عليه .

وهكذا يُسوِّق لنا دليلاً على وجود الله تعالى يعتمد على فكرة المقارنة بين عمل النفس في البدن ، وعمل الله في الكون . أي أن وجود النظام في الكون يدل على وجود منظم له وهو الله ، تماماً كما تدل أفعال البدن على وجود نفس له ، تُدبِّرُه وتُسيِّرُه .

 

3- دليل الإنسجام والوحدة :

وهذا دليل ثالث من أدلة الكندي على وجود الله . فهو يلاحظ أنّ هذا العالم سواء ما كان منه سماوياً أو أرضياً ، يُعدُّ مركبا وتعتريه الكثرة والتغيّر .

ولكن هذه الأشياء تُعدُّ – فيما يرى الكندي – أشياء عارضة في هذا العالم ، أي ليست جوهرية أساسية له ، ومن هنا لابد أنَّ نرجعها إلى علة واحدة ، ليست داخل هذا العالم ، بل هي خارجة عن العالم . وهذه العلة هي الذات الإلهية ، الواحدة غير المتكثرة .

اتضح لنا الآن كيف حاول الكندي جهده في تقديم الكثير من الأدلة على وجود الله . ولعل القارئ قد لاحظ تنوع هذه الأدلة . فمنها ما يستند إلى تقرير الغائية والعناية الإلهية ومنها ما يقوم على الصعود من التركيب والكثرة والتغير الذي نراه في عالمنا هذا ، إلى ذات إلهية واحدة ، تُعدُّ خارج هذا العالم . ومنها ما يعتمد على التمثيل بفكرة النفس في البدن الإنساني ومقارنتها بضرورة وجود الله لتدبير العالم سمائه وأرضه .

 

ثالثا : إثبات وحدانية الله عند الكندي :

إذا كان الكندي - كما سبق أن رأينا - قد برهن على وجود الله ، فإنه بحث أيضاً - شأنه في ذلك شأن أكثر فلاسفة الإسلام - في موضوع الوحدانية ، كصفة من صفات الله ، وانتهى إلى اثبات الوحدانية لله سبحانه وتعالى .

والكندي يُعبِّر في ذهابه إلى الوحدانية ، عن الروح الإسلامية ، بمعنى أن ما يُسوِّقُه لتقرير وحدانية الله يعتمد على الآيات التي نجدها في القرآن والتي تؤيد أنَّ الله واحد ليس كمثله شئ ، وأنه واحد لا شريك له

ونود أن نشير قبل أن نستعرض فكرة الكندي الفلسفية عن الوحدانية ، والتي تستند فيما قلنا منذ قليل ، على أسس دينية إسلامية ، إلى أنَّ طريق الشرع قد بُنِيَ على ثلاث آيات هي : " لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا " ، " ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله " ، إذاً لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض ، " سبحان الله عما يصفون " ، " قل لو كان معه آلهة كما يقولون ،اذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا "

ومن هنا فلا تخلو آراء الكــــــندي في هذا الــــــمـــجال ، من الـــــتأثر بالـــــتراث الأرســــــطي ، وسنشير إلى هذه المســـألة بـعد قلـيل .

قُلنا أنَّ الكندي قد حاول اثبات وحدانية الله . ففي رسالته إلى المعتصم بالله في الفلسفة الأولى ، ورسالته في وحدانية الله ، نــــجده يؤكد على وحــــــدانية الله بــبــيان أنه تعـــالى لا يشبه خلـقــه ، أي يختــلف عن بقية الموجودات المخلوقة .

نوضح ذلك بعبارة هامة للكندي . فهو يقول : " أنَّ الفاعل الأول ليس كثيراً ، بل واحد غير متكثر ، سبحانه وتعالى عن صفات الملحدين علواً كبيرا ، لا يشـــبه خلقه ، لأن الكــثرة في كل الخلق موجودة ، وليست فيه بتة واحـــدة ، ولأنه مـــبدع وهم مـــبدعون ، ولأنه دائـــم وهم غير دائمـــين ، لأن ما تبــدل تبدلت أحواله وما تبدل فهو غير دائم " .

إلى هنا يكون فيلسوفنا الكندي قد أثبت الوحدانية لله . ومن اللازم في هذا المجال أن نقرر من جانبنا اليوم على صفحات هذا البحث . أنَّ الكندي في استدلاله على الوحدانية ، كان متأثراً بالآيات الثلاث الموجودة في القرآن الكريم ، والتي سبق أن ذكرناها منذ قليل ، بقدر ما كان متأثراً ببعض جوانب فلسفة أرسطو .

ومعنى هذا أن قضية التوحيد عند الكندي تعتمد - فيما نرى - على روح اسلامية ، تتمثل في آيات القرآن الكريم ، وروح أرسطية يونانية .

صحيح إننا لا نجد قضية التوحيد عند ارسطو واضحة وحاسمة من كل وجوهها ، ولكن صحيح أيضاً القول بأن لأرسطو بعض العبارات التي يثبت فيها وحدانية الإله .

نوضح ذلك بالقول بأننا إذا رجعنا إلى مقالة اللآم من كتاب ما بعد الطبيعة لأرسطو ، نجده يؤكد القول بأن الإله واحــــد ، معتـــمداً على أنَّ الــــعالم واحــد . بمعنى أنَّ الـــــعالم لما كان واحـــــداً ، فـــإن العـــــلة الأولى لا بـد أن تكون واحدة .

بل ان ارسطو يذهب أيضاً إلى تقرير الوحدانية من زاوية أخرى ، وذلك في آخر كلماته في مقالة اللآم من كتاب ما بعد الطبيعة .

فيرى أنه لو كانت المبادئ كثيرة ، لم تكن السياسة خير السياسات ، يوضح ذلك ابن رشد في تفسيره لما بعد الطبيعة لأرسطو ، فيقول : ان كانت المبادئ الأولى للعالم مبادئ مختلفة ، فالموجودات التي ها هنا لا يمكن أن توجد فيها خير السياسة ، ولا نظام يشبه نظام السياسة وخيره ، كما أنه إذا كانت الرئاسات كثيرة ، لم يوجد للسياسة نظام ولا استقامة واعتدال . ولذلك كما قال : لا خير في كثرة الرؤساء ، بل الرئيس واحد .

 

نخلص من هذا كله إلى القول بأن الكندي ، كما حاول جهده في تقديم الكثير من الأدلة على وجود الله ، فإننا نراه باحثاً أيضاً الأدلة التي تنهض على وحدانية الله . ولعله يكون قد اتضح لنا الآن ، كيف ذهب الكندي إلى اثبات وحدانية الله معتمداً على أدلة قرآنية ، تتمثل في أكثر من آية ، كما تأثر أيضاً تأثراً ظاهراً ببرهنة أرسطو على وحدانية الإله في كتاب ما بعد الطبيعة له .

 

المراجع :-

* رسائل الكندي الفلسفية صفحة 80 .

* النزعة العقلية في فلسفة ابن رشد صفحة 227 - 230 .

* الإبانة عن العلة الفاعلة القريبة للكون والفساد صفحة 236 ( للكندي ) .

* وحدانية الله وتناهي جرم العالم صفحة 207 ( للكندي ) .

 

 

 

 

 

Link to comment
Share on other sites

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

Guest
الرد على هذا الموضوع...

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

Loading...
×
×
  • Create New...