Jump to content
منتدى البحرين اليوم

رسل أبناءه إلى لندن‮ ‬ ويرسل أبناء الناس للجحيم


Recommended Posts

فيصل الشيخ

20 مايو 2010

تدور رواية هذه الأيام، يتناقلها الناس، تفيد بأنه بعد إحدى خطب حسن مشيمع في أحد المساجد وقف له أحد الأشخاص وأخذ يصرخ في وجهه رافضاً أن يكون تابعاً له، منتقداً ما يقوم به من تحريض ضد الدولة والنظام، وتبرير أفعال الحرق والتخريب التي تستهدف ممتلكات البلد العامة وأمنها وأمن المواطنين والقاطنين فيها. ما يتم تناقله بأن الشخص قال لمشيمع ''أنا لا يشرفني أن أتبع شخصاً مثلك يحرض على الإرهاب والحرق والتخريب في بلده، ويرسل الأطفال والصبية إلى الشوارع ويرسل أبناءه إلى لندن للدراسة وبأموال لا ندري من أين تأتي بها''. بقية الرواية حسبما يتناقلها الناس في المجالس والمنتديات بأن مشيمع قال للرجل الغاضب وبأسلوب ''ديمقراطي'' يحسب له ''ومن قال لك اتبعني أو اتبع خطابي؟''. الأمر الذي أدى بالرجل للخروج من المسجد غاضباً. بغض النظر عن التأويلات والتحليلات التي ترددت على لسان الناس بشأن هذه القصة، سواء البعض الذي راح يصرخ معلناً ولاءه المطلق لمشيمع وما يدعو له، أو أولئك الذين أثرت عليهم أفلام ''الأكشن'' وقالوا بأن هذا الشخص ليس من قرية السنابس بالتالي هو عنصر مدسوس أو ''مخابراتي'' بالأحرى طبعاً كل يفسر على مزاجه وهواه، ولو واصلتم في متابعة التأويلات ستصلون لنتيجة مهولة بأن من واجه مشيمع هو ''جيمس بوند'' نفسه، لكن بنسخته البحرينية المعدلة، تمهيداً لتصوير فيلم جديد من السلسلة لكنه بصيغة بحرينية. بعيداً عن كل هذا ''الهرج''، ما حصل يكشف لدينا عدة أمور مؤسفة ترتبط بعقليات الناس وكيف أن أضرار التحريض والتبعية العمياء أصابتها بأعطاب شنيعة، في المقابل هناك أسئلة مهمة ينبغي الإجابة عنها بصراحة من قبل مشيمع أو أي يكن محله يتمثل في صورة مارتن لوثر كينج بحريني ويريد الناس أن تلتف حوله وتهتف بما يهتف. أولاً، ما نقل عن ردة فعل الناس المحيطين بمشيمع وحتى من تداعوا بأقوال وآراء بعد الحادثة يبين لنا بأن هناك تبعية ''عميانية'' وراء مثل هذه الشخصيات، وأن هناك بالفعل من هم مغرر بهم غير شريحة الشباب والصغار، بحيث عقولهم باتت تتعطل أوتوماتيكياً، وباتوا مؤمنين بأن ما يقوله هؤلاء كلام مقدس لا يقبل الجدال. في كلام الشخص المنفعل بعض الأمور التي تستوجب التوقف عندها والتفكير فيها، ولسنا نعني هنا أنفسنا كمراقبين بقدر ما نعني هنا المتأثرين بالخطاب المتشدد للرجل. الشخص قال لمشيمع بأنه لا يتشرف بأن يتبعه لأنه يدعو للعنف والتخريب والإرهاب في البلد، فكان رد مشيمع وبكل بساطة أن قال ''ومن قال لك اتبعني أو اتبع خطابي؟'' وهنا جواب مشيمع لا يتفق بأنه يكون رداً على الشخص الغاضب فقط، بقدر ما يكون رداً عليه -أي مشيمع- أيضاً. حين يرى مشيمع من يعارضه في الرأي ويرفض ممارساته وخطاباته بأنه له الحق بألا يتبعه أو يستمع له حتى، فلماذا إذن هو يقيم القيامة ولا يقعدها حينما يتعرض لـ''حقران'' الدولة وأجهزتها بخطاباته وممارساته؟، لماذا يريد ضمن مطالبه أن تذعن الدولة له، وأن تتعاطى معه غصباً عنها؟، ولماذا يريد بالقوة أن يفرض رأيه على الدولة، وعلى جموع الناس؟ وأن يغير النظام والدستور والبرلمان ورئيس الحكومة وكل شيء حسبما يريد ويشتهي؟! لماذا حلفاؤه أيضاً لا يؤمنون بذلك، فهناك في لندن يحرضون على القتل ويدعون لقلب النظام ويصفون الحراك الحاصل في البلد والتطورات المختلفة بأوصاف هي أشنع ما يكون؟! بنفس منطق مشيمع، يمكن للحكومة والنظام أن تصوغ ردودها، بأنك غير ملزم أن تتبعنا أو تتبع خطابنا. بالتالي هل سيقبل المناضل بمثل هذا الرد الذي قدمه لأحد الأشخاص الذين خالفوه فيما يفعله ويقوله ويدعو له؟! والله نشك. وهنا مسألة أخرى هامة، علها توقظ بعض السائرين في نومهم وراء هذا الرجل، إذ ألم يتبادر إلى ذهنكم يوماً، لماذا لا يقوم الرجل بجلب ابنه الذي يعيش ويدرس في لندن ليزج به في الصفوف الأمامية لأية مظاهرة يعرف بأنها ستنتهي بمواجهات مع أجهزة الأمن، وقد يتعرض فيها لإصابات سواء بالطلقات المطاطية أو الشوزن أو مسيل الدموع؟. لماذا تكون خطابات مشيمع وجماعته مشحونة بحيث تدفع الناس المتأثرين للقيام بردات فعل تعبر عن الغضب، ''كما يقول هو شخصياً'' فتخرج للشارع لتخرب وتحرق، في حين أنه لا يقوم بتوجيه مثل هذه الخطابات المشحونة لابنه القابع في لندن ليتأثر ويأتي في البحرين ويشارك في مسيرة النضال؟. والقضية المثيرة الأخرى، كيف يعيش ابن المناضل هناك في عاصمة الضباب؟ ومن أين يصرف على معيشته؟ وكيف يؤمن مصروفات السكن والدراسة؟ وكيف يطير مشيمع بين الفترة والأخرى إلى لندن، ولكم أن تحسبوا قيمة التذكرة، وكيف يوفرها إنسان زاهد في الدنيا ليست لديه وظيفة ذات مدخول عالٍ، وشخص مثله نذر حياته للنضال الوطني؟ من أين كل هذه الأموال؟ في وقت الشريحة التي يدافع عنها لم ''تشم'' يوماً رائحة لندن؟. أتذكرون مصطلحات مثل ''اللعب على جراحات الناس'' و''دغدغة المشاعر'' و''زرع عقدة المظلومية''، كلها أمور لها أساس، لكن الخطورة هنا فيمن يريد لها أن تستمر ولا تنتهي، الكارثة بأن هناك من يلعب في الناس وللأسف الناس تعطيه رقابها طواعية. في وقت سيفاجأ به أولياء الأمور بأن أبنائهم راحوا ضحية لعمليات التخريب والإرهاب والشغب حين يواجهون بالقانون، وحين يتعرض أي منهم لإصابات لا سمح الله، في هذا الوقت الذي سيعانون فيه، سيكون مشيمع مطمئناً على نفسه جالساً في أماكنه بعيداً عن مواقع الحدث، إضافة لاطمئنانه على ابنه هناك في عاصمة الضباب وهو يتمتع بجنسيته الأخرى. أما آن الوقت لتدركوا بأن هناك من هو مستعد للصعود على أكتافكم للوصول لما يريد، وأنه لا تهم التضحيات والثمن المدفوع طالما تحقق المراد. باختصار، هو شخص لا ضير لديه أن يرسل أبناءكم إلى الجحيم بينما أبناؤه متنعمون هناك وسط ضباب لندن.

http://www.alwatannews.net/index.php?m=columnDetail&section=44&columnID=7079

Link to comment
Share on other sites

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

Guest
الرد على هذا الموضوع...

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

Loading...
×
×
  • Create New...