حمد الهاجري Posted نوفمبر 4, 2010 Report Share Posted نوفمبر 4, 2010 آخر تحديث: الإثنين1/11/2010 م، الساعة 06:09 صباحاً بالتوقيت المحلي لمدينة الدوحة الصفحة الرئيسية /كتاب اليوم: فيض الخاطر .. غياب المسرح المدرسي بقلم د.: كلثم جبر ..يقال إن المسرح هو أبو الفنون لأنه يجمع على منصته تقنيات فنون كثيرة من الرواية والشعر والموسيقى والرقص والديكور والإضاءة وإدارة الوقت ومنجزات العصر في علوم الحاسب والهندسة المعمارية، وغيرها من تقنيات وعلوم تؤهل المسرح لأن يكون أبو الفنون دون جدال، لذلك اهتمت به الدول المتقدمة، ومنحته حيزا كبيرا من عنايتها المعنوية والمادية، وهي تدرك أن ما يبذل في هذا المجال إنما هو استثمار في بناء الأجيال الواعية باعتبار أن المسرح له رسالة توعوية وتعليمية يعتمد فيها على أدواته وأساليبه الخاصة البعيدة عن المباشرة والتلقين، والمعتمدة على قيام صلة وثيقة ومباشرة بين المسرح الذي يمثل المبدع والمتلقي الذي يمثل الطرف الثاني في المعادلة التنويرية، انطلاقا من حوار دائم وفعال بين الطرفين، حول قضية ما من قضايا الوجود أو العدم، بما في هذا الحوار من تنافر أو انسجام، وتقاطع أو توافق، واختلاف او ائتلاف بين المبدع والمتلقي، في ظل حرية الرأي القائمة على حرية التفكير والممارسة، وبهذا المعنى فإن ازدهار المسرح يعني ازدهار الشعوب، لأنه يشكل مقياسا حقيقيا لما وصلت إليه هذه الشعوب في تحقيق الديمقراطية لضمان الحياة الحرة الكريمة لأجيالها في الحاضر والمستقبل. وبناء المسرح الناجح يقوم على جهود الإنسان ذاته لخلق قاعدة شعبية عريضة تهتم بالمسرح، وتنظر إليه كرسالة تسهم في التنمية الثقافية وتصنع وعيا جماهيريا جديرا بأن يكون له دوره المؤثر في الحراك التنموي، مما يعني بالضرورة الاهتمام بالمسرح في وقت مبكر من حياة أفراد الشعب، أي منذ سنوات الدراسة الأولى، وهذا ما دعا الشعوب المتقدمة إلى الاهتمام بالمسرح المدرسي الذي يقدم للمسرح ما يحتاجه من كفاءات صقلتها التجارب المبكرة، ومنحتها الدراسة المتخصصة مزيدا من رسوخ القدم في الفنون المسرحية من تمثيل وإخراج وفنيين وغيرهم، والمسرح المدرسي قدم في بلدان كثيرة أعمالا وجدت طريقها لأن تكون علامات بارزة في تاريخ المسرح في تلك البلدان، ولعل اهمية الاهتمام بالمسرح المدرسي تتضح اكثر إذا استمر في جميع المراحل الدراسية حتى يصل إلى المرحلة الجامعية، والمسرح الجامعي هو نطقة الانطلاق من ممارسة العمل المسرحي كهواية إلى ممارسته كعمل يقتضي المزيد من المران والمواظبة والاجتهاد لتحقيق النجومية، وهذه النجومية مسؤولية تعني المحافظة عليها، الكثير من من ذلك المران وتلك المواظبة والاجتهاد. المسرح المدرسي هو الخطوة الأولى في رحلة الألف ميل لبناء نهضة مسرحية رائدة، وتأسيس ثقافة مسرحية لدى عامة الناس، ووعي متقدم بأهمية المسرح في الحياة العامة، واعتباره الجزء الأهم في مسيرة إصلاح ما في الحياة العامة من سلبيات، وتقويم أي اعوجاج قد يطرأ عليها نتيجة ممارسات الفساد في مجالات كثيرة، لا تزال تشكو الضعف وتئن تحت وطأة نزعات المصالح الشخصية، وميول اضطهاد الآخرين وحرمانهم من حقوقهم المشروعة. المسرح المدرسي كفيل بالتأسيس لتحقيق نهضة مسرحية تواكب التنمية وتؤثر فيها تأثيرا إيجابيا، في ظل الوعي بأن رسالة المسرح ليست التسلية والتهريج، ولكن البناء والتجديد من خلال تقديم الواقع ليس كما هو، ولكن كما يجب ان يكون، والريادة في صنع المستقل تقتضي تشكيل الواقع بما تتطلبه أهداف التنمية ومشاركة العالم في صنع حضارة العصر. ------------------------------------------------ الموضوع: منقول من جريدة الراية القطرية المصدر: http://www.raya.com/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=573792&version=1&parent_id=167&template_id=168 Quote Link to comment Share on other sites More sharing options...
Recommended Posts
Join the conversation
You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.