Jump to content
منتدى البحرين اليوم

أضواء .. أيها الأبناء احذروا العقوق


Recommended Posts

أضواء .. أيها الأبناء احذروا العقوق

 

بقلم : شيخة المرزوقي ..إن أساس القيم هو الرحمة.. وبيت الرحمة هو القلب.. بانعدام الرحمة تتحول الأخلاق والضمير إلى رماد.. والرحمة مسكنها القلب.

 

ولكن أين هو القلب ممن يتنكرون لآبائهم وأمهاتهم.. ويتركونهم نهباً للنسيان والتجاهل.. أو يلقون بهم عظماً بلا لحم..؟ وأين هي الرحمة ممن صموا اذانهم عن أنين أقرب الناس إليهم.. وأشاحوا بأبصارهم عن آلامهم؟

 

ليس هناك كلمة أكثر بشاعة من كلمة «العقوق» فهي تعني الخذلان والخيانة والقسوة والظلم ونكران الجميل.. يا إلهي.. كلمة تحمل كل هذه المعاني الرذيلة.

 

أين يمكن أن يصل العقوق بصاحبه..؟ وما الغنيمة التي يرجوها من تخليه عن أقرب الناس إليه وأكثرهم تعلقا به؟

 

كل يوم تطالعنا الصحف والمجلات بحكايات وقصص عن عقوق الأبناء.. وكأن الأمر بات عادياً لدرجة أن هذه الأخبار تمر علينا حين قراءتها مرور الكرام رغم أن الأمر جد خطير.. لأن إعلان هذا النوع من المشكلات عن نفسه هو في حد ذاته خطر عظيم يتهدد الأسرة والمجتمع.

 

إن وجود مثل هذه الظواهر في المجتمع المسلم أمر غريب حقاً.. صحيح إنها ليست ظاهرة متفشية.. لكن في المقابل لا يمكن التقليل من أهمية الموضوع أو تجاهله.. لأن وجود هذا النوع من العقوق في حد ذاته يشكل خطراً على المجتمع وخاصة في المستقبل حين يكون الجيل القادم غير هذا الجيل الحالي.. والزمن غير الزمن.. والحياة غير الحياة.. إن القضاء على هذه السلوكيات واجب فردي وجماعي.. يتطلب منا بذل أقصى جهد ممكن من أجل التوعية بمخاطر تخلي الأبناء عن آبائهم.

 

لكن التساؤلات التي تطرح نفسها هنا.. هل سوء التربية هو السبب وراء هذا السلوك الذي تنبذه تقاليدنا ويرفضه ديننا.. أم أن غياب الوازع الديني هو السبب الأكبر وراء وجود مثل هذه الظاهرة؟ أم أن هناك أسبابا ودوافع أخرى تدفع هؤلاء الأبناء إلى العقوق؟

 

بعض الأبناء يقعون تحت تأثير زوجاتهم اللواتي يرفضن الاعتناء بوالد الزوج أو والدته.. وبعضهم يتخلون عن آبائهم بسبب الملل من كثرة طلباتهم واحتياجاتهم.

 

وفي كل الأحوال فإن الوازع الديني هو المحرك الأكثر قوة.. فلو قرأ الأبناء قول الله تعالى: «واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً» وتعمقوا في معاني الآية الكريمة لأدركوا أي إثم يرتكبون.. إن جزاء من يتخلى عن أبويه أو عن أحدهما وخيم جداً.. لأن من يتنكر لوالديه يحق عليه العذاب في الدنيا والآخرة.. وكيف لا.. فالأم والأب هما أولى الناس بالرعاية.. وبرهما من أحب الأعمال إلى الله تعالى.. إذ أن للوالدين حقاً عظيماً لا ينبغي الاستهانة به أياً كان الظرف أو الحال.

 

إن صور العقوق التي نراها اليوم نتيجة لسوء العلاقة الأسرية بين الأباء والأبناء.. ولكنها تحدث أيضاً عن تأثيرات مسمومة يحملها انفتاح المجتمعات المسلمة على الغرب.. فأبناؤنا يرون كيف يلقي الأبناء الغربيون بآبائهم في دور المسنين.. ويتركونهم هناك نهباً للاهمال والنسيان.. لذلك يتعين على الأبوين تحصين أطفالهما ضد هذا النوع من المؤثرات وإبعادهم عن أجواء المشكلات الأسرية حتى لا تترسخ الكراهية في نفوسهم نحوهما.

 

إن العلاقة بين الوالدين وأبنائهما قائمة على مفاهيم اجتماعية ودينية ينبغي أن تكون في صلب عملية التربية.. علينا أن نزرع الرحمة في صدور أبنائنا.. وأن نلقنهم احترام كبار السن والرفق بهم منذ الصغر.. وبث الوعي بين الشباب وتذكيرهم بأن من بر بأبيه بر به ابنه.. وبأن عقوق الآباء إثم كبير يعاقب عليه المرء في دنياه وفي آخرته.. ووسائل الإعلام لها دور كبير في بث هذا الوعي والعمل من أجل مجتمع أكثر أمناً.

---------------------------------------------------------------------------------------------------------

الموضوع: منقول من جريدة الراية القطرية

المصدر: http://www.raya.com/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=574035&version=1&parent_id=167&template_id=168

Link to comment
Share on other sites

  • 8 months later...

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

Guest
الرد على هذا الموضوع...

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

Loading...
×
×
  • Create New...