Jump to content
منتدى البحرين اليوم

حقيبة نسائية


Recommended Posts

حقيبة نسائية

في رحلة خارج البلاد، وفي ضيافة غريب طوس وأنيس النفوس(ع). وقرب الرجوع إلى البلاد، صعب وثقل على قلوب الإحساس بالفراغ، من فكرة العودة دون زيارة بقية أضرحة أهل البيت علهم السلام وأصحابهم هناك. كفرع شجرة قطع من أمه، فينتظر إعادة غرسه ليعود إلى الحياة.

اتفقت مجموعة من الزوار للقيام برحلة إلى منطقة تسمى نيشابور، لا يعلمون بالتحديد أين هي؟ ولا كم وتبعد؟ وما هي معالمها؟ كالمنقبين عن الآثار التاريخية، أو الباحثين عن الثروات والمعادن الثمينة، ضاربين في الأرض، ولكن بدون خبراتهم، ودون معداتهم. فكل شئ يجذبهم، واقل شئ يبهرهم.

خرجوا بعد انتشار ضياء الشمس، في أرجاء الكون، وإيقاضها للكائنات، كي تسعى في تحصيل رزقها.

كان الدليل السياحي وقائد المركبة، احد المواطنين الإيرانيين، الذي لا يعرف لغتهم ولا يعرفون لغته. كأصحاب ذي القرنين، الذين لا يفقهون قولا ولا يحسنون حديثا. فكانت الإشارة وأسماء المناطق هو ما يربطهم.

لم يكن أكثر منهم خبرة بالمنطقة التي يقصدونها، فكان يستعين بالهاتف الجوال ليصل لوجهته، كأعمى يقود عميانا.

ينتقلون بين المشاهد والأضرحة، يزورون ويصلون ويدعون لأنفسهم وأهليهم. طالبين العودة والوصول في السنوات القادمة. وكلما وصلوا إلى احد المزارات، يشتاقون إلى ما قبله والى ما بعده.

كلما قرب وقت الخروج والرجوع إلى مشهد، زاد الشوق والرغبة في عدم المغادرة. لكن وجود من ينوي ركوب الطائرة متوجها إلى قم لزيارة فاطمة المعصومة(ع)، أعجلهم وعجل رجوعهم قبل حينه.

زروا موطأ قدم الإمام الرضا(ع)، واخذوا من نبعه تبركا واستشفاء. قصدوا مقام محمد المحروق – احد أحفاد الإمام السجاد(ع) - وإبراهيم اخو الإمام الرضا(ع)، وضريح السيدة بيبي شطيطة – التي قبل الإمام خمسها على قلته، والشلالات التي انقطع عنها مائها، وتناولوا وجبة الغداء في مطعم تشريفات.

خلال ذلك مروا بمزارع تتمرغ على جانبي الطريق، كوشاح يغطي كتفي طفلة جميلة، تضفي على ما حولها جمالا اخضرارا، وتدخل على النفوس راحة وطمأنينة.

مع سقوط قرص الشمس وراء الأفق إيذانا بانتهاء دورها، تاركة مكانها الليل الذي اخذ يزحف، كما تزحف الثلوج المتساقطة من اعلي الجبال فتغطي السهول ومن عليها. وهي مغادرة احتملت معها الدفئ والحنان، فانتشرت البرودة القارصة القاسية التي كان يخبأها في معطفه.

عند رجوعهم إلى مشهد وقبل وصولهم مسكنهم، مروا بابي الصلت الهروي(رض).

وصلوا الفندق واخلوا الحافلة، وهم في سرور وحبور، يتبادلون أطراف ما بقي من أحاديث. عندها قالت احد الزائرات والحزن يعتورها والألم يعتصر قلبها، كمن فقد كنزا لا يقدر بثمن، لقد خطفت حقيبتي بما فيها من حاجيات، كما سرقت من قبل نقودي!

 

Link to comment
Share on other sites

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

Guest
الرد على هذا الموضوع...

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

Loading...
×
×
  • Create New...