Jump to content
منتدى البحرين اليوم

زاوية البحوث


Recommended Posts

  • 2 weeks later...
  • Replies 32
  • Created
  • Last Reply

Top Posters In This Topic

المفروض اخ صادق ان تضع معايير البحث اي ان يكون البحث علمي وفق قواعده مناهج مو يعجبك البحث من الموضوع او الشكل لازم وفق قواعد ثابته يخضع له اي بحث لمدة محددة

Link to comment
Share on other sites

  • 1 month later...
  • 2 weeks later...

يا جماعة عجبني موضوعكم

وعندي بحث عن شركة ستاربكس العالمية

لمساق الادارة الاستراتيجية للبزنس

تبونه ولا لأ؟؟؟؟

وبحث ثاني عن كيفية تقييم الآداء للشركات لمساق ادارة الشركات

وكله بالانجليزي

 

على فكرة أنا أدرس بجامعة الامارات

 

 

 

 

 

 

 

حياكم

Link to comment
Share on other sites

بصرااحة هذا الموضوع اعجبني وحبيت أعرضه عندنا هنيه في

 

المنتدى ويستفيد منه أي شخص أو اي عضو

 

 

سياسات مكافحة الفقر و عدم المساواة على أساس النوع الاجتماعي

 

في المنطقة العربية

 

 

 

أولا: المقدمة

 

لا شك أن المرأة العربية تسير اليوم إلى الأمام. و فقد تحقق لها المزيد من الحقوق و المساواة و إثبات الذات عن كفاءة و جدارة. وهذا لا يعني أن المرأة في كل الدول العربية قد قطعت الشوط نفسه في سبيل تحقيق أهدافها فهناك اختلاف في المكتسبات حسب طبيعة بيئتها و مجتمعها. , إلا أن الأكيد أن صوت المرأة العربية قد بات أكثر امتدادا و قوة عما كان علية في الماضي. اليوم هي أكثر علما و انخراطا في الإنتاجية و في الشأن العام و في تقرير مصيرها , ولكن الطريق أمامها ما زال طويل و هناك العديد من التحديات التي مازالت تواجهها و التي ترتبط ارتباطا مباشرا بحالة الفقر بمعناه الواسع.

 

يعد مفهوم تأنيث الفقر هو مفهوما حديثا في الأدبيات و خاصة في الدول العربية. فهو يدل علي مدي حساسية المرأة للتغيرات الاقتصادية. ولقد أثبتت تجارب العديد من الدول إن مكافحة فقر المرأة يؤدي إلي رفاهة المجتمع ككل ليس فقط لأن المرأة تشكل نصف المجتمع, ولكن لأنة قد ثبت أن الزيادة في دخل المرأة يؤدي إلي زيادة إنفاق الأسرة علي التعليم و الصحة و التغذية أكثر مما يؤدي إلية الزيادة في دخل الرجل و بالتالي زيادة رأس المال البشري للمجتمع كله , ناهيك عن مردود التعليم علي معدل الخصوبة و تغذية و صحة الأطفال.

 

ومن هذا المنطلق فقد أصدرت العديد من المؤتمرات العالمية مجموعة من الأهداف و السياسات و الآليات للعمل علي المستويات الوطنية و الإقليمية و الدولية للحد من الفقر بين النساء بهدف القضاء علي الفقر و العمل علي إزالة أسبابه و تخفيف آثاره علي المرأة في إطار التنمية الشاملة و القائمة علي مبادئ منها الاعتماد علي الذات و خاصة النساء المعيلات للأسر. نذكر علي سبيل المثال لا الحصر المؤتمر الدولي للبيئة و التنمية (1992) و المؤتمر العالمي للسكان و التنمية بالقاهرة و قمة التنمية الاجتماعية بكوبنهاجن و المؤتمر العالمي الرابع للمرأة 1995. فكان المؤتمر الدولي للبيئة و التنمية (1992) هو أول من نادى بضرورة الاهتمام بالبعد النوعي الاجتماعي عند تناول موضوع البيئة و التنمية. و تقدم المؤتمر العالمي لحقوق الإنسان خطوة في الطريق الصحيح عندما أوضح أن حقوق المرأة كحقوق الإنسان و أن حقوق الإنسان يجب أم تكون شاملة و مستقلة و غير مرتبطة بنوع الجنس . و قد أكد المؤتمر الدولي للسكان و التنمية(1994) على أهمية تمكين المرأة لإنجاح أي سياسات إنمائية و أن أحد أهداف المؤتمر هو تحسين نوعية الحياة المجتمع ككل, عن طريق سياسات و برامج إنمائية و سكانية تهدف إلى الحد من الفقر. و أكد المؤتمر العالمي الرابع للمرأة(1995 ) على أهمية مكافحة الفقر و إدراك أن الفقر ظاهرة متعددة الأبعاد ذات جذور محلية و دولية.و أن تحليل الظاهرة لا يجب أن يأخذ في الاعتبار المتغيرات الاقتصادية فقط و لكن المتغيرات الاجتماعية أيضا و خاصة الأدوار الاجتماعية حسب النوع و محدودية الوصول إلى الخدمات الصحية و التعليمية و نظم المساعدات الاجتماعية وأن أحد أسباب فقر المرأة و نتيجته هو غياب المرأة عن عملية صنع القرار. و قد اصدر "المؤتمر العالمي الرابع للمرأة 1995" و"المؤتمر العربي لوضع برنامج عربي وآلية المتابعة لما بعد المؤتمر العالمي الرابع للمرأة" مجموعة من البرامج و الآليات للعمل علي المستويات الوطنية و الإقليمية و الدولية للحد من الفقر بين النساء بهدف القضاء علي الفقر و العمل علي إزالة أسبابه و تخفيف آثاره علي المرأة في إطار التنمية الشاملة و القائمة علي مبادئ منها الاعتماد علي الذات و خاصة النساء المعيلات للأسر.

و يمكن تلخيص التوصيات و الإجراءات و الآليات المقترحة فيما يلي:

1-تبني و رسم سياسات اقتصاد كلي و إستراتيجيات إنمائية تهتم بالقضاء علي الفقر و أسبابه كما تهتم باحتياجات و جهود المرأة التي تعيش تحت وطأة الفقر و بحيث تشترك فيها المرأة اشتراكا كاملا,

2- تعزيز حقوق المرأة الاقتصادية و استقلالها الاقتصادي بما في ذلك حصولها علي فرص العمالة و زيادة دخلها في القطاعين الرسمي وغير الرسمي واعتماد تدابير محددة للتصدي لبطالتها لا سيما البطالة طويلة الأمد.

3- تزويد المرأة بإمكانية الوصول إلى آليات و مؤسسات الادخار و الائتمان و مراجعة سياسات الإقراض و التمويل و المساعدة الفنية للأطراف التي تقدمها بما يضمن استفادة النساء الفقيرات منها. 4-تمكين المرأة من الاستفادة من أنظمة الرعاية الاجتماعية و إقامة مظلات و شبكات أمن اجتماعي للفقراء معززة بتعريف إنساني للمؤهلين للحصول علي الدعم, يضمن حصول النساء الفقيرات, خاصة المعيلات و ربات الأسر علي المساعدات المالية.

5- رسم وتنفيذ سياسات للتعليم تحقق تكافؤ الفرص و اتخاذ التدابير للقضاء علي التمييز في التعليم علي أساس النوع ورسم وتنفيذ سياسات التدريب وإعادة التدريب من اجل النساء و خاصة الفقيرات و العائدات إلي سوق العمل من أجل إكسابهن المهارات اللازمة لتلبية الاحتياجات الموجودة في سياق اجتماعي اقتصادي متغير توخيا لتحسين فرص حصولهن علي الوظائف.

6- تنقيح القوانين و الممارسات الإدارية بغية ضمان الحقوق المتساوية للمرأة وسبل وصولها إلي الموارد الاقتصادية.

7- إنضاج الإحصاءات القائمة علي أساس الجنسين و إجراء البحوث الرامية إلي مواجهة تأنيث الفقر.

 

و مؤخرا حدد المجتمع الدولي لنفسه عددا من الأهداف التي يجب تحقيقها في السنوات الأولى من القرن الجديد, استنادا إلى المناقشات التي دارت في مؤتمرات عديدة تابعة للأمم المتحدة في التسعينات.وتتناول أهداف التنمية العالمية في الألفية الجديدة- التي تحدد لتحقيق معظمها عام2015 – مظاهر الفقر بمعناه الشامل بما في ذلك فقر الدخل و الأمية و تحقيق المساواة بين الجنسين الصحة الإنجابية و صحة الطفل.

 

و تتميز الدول العربية بأنها تضم ست دول مصدرة للنفط و تصنف _وفقا لتصنيف البنك الدولي _ على أنها من الدول مرتفعة الدخل. كما تضم أيضا أربعة دول تصنف أيضا من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي على أنها ذات تنمية بشرية مرتفعة. ثلاث دول عربية تصنف كدول منخفضة الدخل و كذلك منخفضة التنمية البشرية. . وتقع الباقية في مجموعة التنمية البشرية المتوسطة ، وتضم هذه البلدان الأخيرة أكثر من ثلثي سكان الدول العربية. و لكن نلاحظ أن مكون الدخل في مقياس التنمية البشرية لدول المنطقة يجب المقاييس الأخرى. إذ يفوق ترتيب جميع الدول العربية - من حيث الناتج المحلي الإجمالي للفرد مقوما بما يعادل القوى الشرائية للدولار –ترتيبها من حيث مقياس التنمية البشرية (يصل الفارق في المملكة العربية السعودية إلى 33 رتبة) مما يعني أن إنجاز هذه الدول في مجال التنمية البشرية أقل مما يتيحه لها دخلها. و يستثنى من ذلك ليبيا لبنان وفلسطين و الأردن و اليمن. .

 

كما تتعرض فلسطين و هي إحدى دول المنطقة للاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من خمسين عاما. و تعرضت العراق لفرض عقوبات اقتصادية عليها منذ 1991 ناهيك عن الاحتلال الأمريكي لها. ورغم أن الجزاءات موجهة في المقام الأول إلى من يحتلون مكان السلطة ، فإن ذوي لاتصالات السياسية والموسرين لديهم القدرة على تجنب أثر هذه الجزاءات - مما يجعل الفقراء أشد تعرضاً للمعاناة بسببها. و ليس أصدق من الأرقام كدليل للمعاناة الذي تعرض و ما زال يتعرض له الشعب العراقي ، فلقد انخفض معدل العمر المتوقع ، خلال فترة الجزاءات ، من 65 سنة في عام 1990 إلى 57 سنة في عام 1994. و بالتالي ، فإن مستوى ودرجة الحرمان الإنساني - في فلسطين و العراق - تبلغ أقصاها تحت الاحتلال كما أوضحت حنان عشراوي في تقرير التنمية الإنسانية العربي لعام 2001. هذا و يوضح هذا التقرير أن استمرار الاحتلال للأراضي العربية ، وزعزعة الاستقرار وما يترتب عليه من فوضى سياسية يضع عقبات رئيسية في طريق التنمية الإنسانية ، لا سيما فيما يتعلق بالجوانب غير المادية للرفاه الإنسانية. إضافة إلى عبء الاحتلال فقد الملايين حياتهم وأسباب رزقهم وعيشهم كما أدت النزاعات في المنطقة إلى توجيه حجم ضخم من الموارد لاكتساب وتطوير المهارات العسكرية للجيوش واستيراد الأسلحة ناهيك عن أثر عدم الاستقرار في المنطقة على الاستثمار والسياحة.

 

ومع أن مستوى الفقر المادي المدفع في البلدان العربية هو الأقل في العالم ، يبقى مواطن من كل خمسة مواطنين يعيش على أقل من دولارين أمريكيين في اليوم .و تسير جميع الدول بخطى متسارعة نحو طريق تحقيق " أهداف تنمية الألفية” وذلك من خلال النهوض بأوضاع التعليم والصحة. ولقد زادت نسبة التعليم بين الإناث - ولاسيما الفتيات الصغيرات - زيادة ملحوظة، ومن ثم فقد أصبحت المرأة الآن في الدول العربية، أفضل إعداداً مما كانت عليه، لمساعدة نفسها على الخروج من هوة الفقر. وحقيقة أن فقر الدخل منخفض نسبياً في البلدان العربية لا ينبغي أ ن يكون مدعاة للرضا في الوقت الذي تستشري فيه أبعاد الفقر الأخرى. و يشير تقرير التنمية البشرية في العالم عام 2003 إلى أن المنطقة العربية تتفوق على منطقة أفريقيا جنوب الصحراء ومنطقة جنوب أسيا في مقياس التنمية البشرية وفى مؤشرات الصحة الإجمالية (العمر المتوقع عند الميلاد) . وفى التحصيل التعليمي (مقياساً هنا بمعرفة القراءة الكتابة عند الكبار) . إلا أن المنطقة العربية مازالت بعيدة عن إنجاز منطقة شرق أسياً (مع الصين أو بدونها). فعند مقارنة البلدان العربية كمجموعة بمناطق العالم الأخرى من حيث الاتجاهات في مقياس التنمية البشرية عبر الزمن نجد أن مقياس التنمية البشرية للمنطقة العربية أقل من المتوسط العالمي خلال فترة العشرين عاماً الماضية . ومرة ثانية ، كان أ داء المنطقة أفضل من أفريقيا جنوب الصحراء ومن جنوب أسيا ؛ كما ضيقت الفجوة بينها وبين بلدان أمريكا اللاتينية والكاريبي ولكن الفجوة لا تزال موجودة . وتبرز منطقة شرق أسيا والهادئ أنها كانت الأسرع تقدما . على الرغم من أن المنطقة العربية جارتها في معدل التحسن في قيم مقياس التنمية البشرية في الثمانينيات . فإنها تخلفت عنها قليلا في التسعينيات.

و يبغي هذا التقرير إلى التعرف على حالة الفقر و عدم المساواة حسب النوع الاجتماعي و تقييم السياسات المعنية بالحد من الفقر بين النساء في البلدان العربية بالاعتماد على مقررات و توصيات المؤتمرات الدولية ذات العلاقة. و التعرف علي الجهود المبذولة لوضع هذه التوصيات و الإجراءات و الآليات المقترحة موضع التنفيذ.

 

 

ثانيا: فقر الدخل و الفقر البشري في الدول العربية

2-1 تعريف الفقر و قياسه

 

عادة ما يعرف الفقر على أنة عدم كفاية الدخل و لكن الفقر يُعْرَفُ في أشكال وصور تتجاوز عدم كفاية الدخل، وكما ورد في باب محاربة الفقر في تقرير التنمية العالمية 2000/2001: يتمثل الفقر إلى حد كبير في انعدام الفرص بسبب عدم كفاية التعليم و التغذية، وضعف الحالة الصحية، وقصور التدريب، أو بسبب عدم القدرة على العثور على عمل يجزي القدرات الموجودة لدى الشخص الجزاء الأوفى. كما أن الفقر يتمثل أيضا في الضعف (بسبب عدم كفاية الأصول) أمام الصدمات الاقتصادية المفاجئة الواسعة المدى، أو حتى الصدمات الفردية، كأن يفقد العامل البسيط قدرته على كسب قوت يومه. كذلك، يٌعتبر الفقر انعدام القدرة على تغيير القوى الاقتصادية والاجتماعية التي تعمل على استمرار حالة الضعف أمام الصدمات . ولا يزال انخفاض الدخل أو الإنفاق، يرتبط في الغالب ارتباطا وثيقاً بهذه الخصائص، ومن ثم فهو يعتبر معياراً سليما لتحديد طبيعة الفقر ومداه. و تركز الورقة على أن الفقر يمكن تعريفه بوصفه حالة من الحرمان من المزايا أو الركائز الاقتصادية و الاجتماعية و البشرية. و تشمل الأصول الاقتصادية و المادية الأرض و الماشية و السكن و المهارات و الصحة الجيدة و العمل و غيرها من العناصر المادية التي توفر قاعدة لتوليد الدخل و الإنتاج سواء في الحاضر أو في المستقبل. أما الركائز البشرية فتشمل المهارات و المواهب. و عليه فان قدرة الأفراد على مكافحة الفقر يمكن أن تزداد عن طريق التعليم و التدريب اللذين يتيحان المزيد من الفرص. أما الأفراد الذين ينقصهم التعليم الرسمي فلديهم مهارات أخرى مثل المعارف التقليدية و غيرها من المهارات البدنية و العقلية التي يمكن توظيفها في مكافحة الفقر. فقدرة الأفراد على مد العلاقات مع غيرهم بناء على الثقة هي ركيزة اجتماعية، حيث يلجأ الأفراد على سبيل المثال إلى الاقتراض لتغطية احتياجاتهم المباشرة كالغذاء و الدواء. من ناحية أخرى تشترك النساء في المناطق الفقيرة في الطهو و رعاية الأطفال. و من ثم فان مثل هذه العلاقات القائمة على الثقة يمكن أن تكون أساسا لنوع من التنظيم الاجتماعي من أجل عمل اجتماعي و سياسي مشترك. من ناحية أخرى فان كل هذه الركائز متصلة بعضها ببعض. فالركائز الاجتماعية يمكن أن تساهم في خلق ركائز اقتصادية. فتضامن المجتمعات المحلية قد يؤدى إلى عمل سياسي مشترك مثل المطالبة بتحسين المدارس و من ثم يساهم في تحسين الظروف الاقتصادية عن طريق زيادة فرص العمل. من ناحية أخرى يوظف الأفراد و الأسر و المجتمعات ركائزهم من أجل صياغة استراتيجيات لمكافحة الفقر. و كلما ازدادت هذه الركائز، تراجع ضعفهم و ارتفعت قدرتهم على التعامل مع مشاكل الفقر. و لكن تآكل مثل هذه الركائز يؤدى إلى وقوع هؤلاء الأفراد فريسة لمشاكل الفقر. و عليه فإن دعم ركائز قوة الفقراء و توظيفها يساعدهم على مكافحة الفقر بأنفسهم.

 

تتعلق أكثر مقاييس الفقر انتشارا بأولئك الذين يعيشون في فقر مطلق.ويتواجد هذا النوع عندما يتصف فرد أو عائلة,بصفة أو أكثر,تقع اسفل ما هو محدد لها من مستوى كخط للفقر. ويكون هذا الخط ثابتا بالوحدات الحقيقية عبر الزمن بحيث يمكن اعتبار الناس الواقعين أسفل هذا الخط فقراء.

وعلى ذلك يمكن تعريف الفقر بأنة عدم القدرة على الوصول إلى حد أدنى من الاحتياجات الأساسية. وقد عرفت الاحتياجات الأساسية بأنها تشتمل على حاجات مادية كالطعام و السكن و الملابس والمياه النقية ووسائل التعليم و الصحة, وحاجات غير مادية مثل حق المشاركة و الحرية الإنسانية و العدالة الاجتماعية. ويعتبر متوسط نصيب الفرد من دخل الأسرة أو إنفاقها مقياسين ملائمين للدلالة على مستوى المعيشة. ومع ذلك فإن أيا من هذين المقياسين لا يغطى أبعادا مثل الثروة و الصحة و العمر المتوقع,و معرفة القراءة و الكتابة والوصول إلى سلع و خدمات النفع العام. و لذلك فقد قدم تقرير التنمية البشرية الصادر عام 1997 عن برنامج الأمم المتحدة مؤشرا لا يركز فقط على فقر الدخول ولكن أيضاً على الفقر بوصفه أحد وجوه الحرمان من الخيارات الفرص في العيش حياة محتملة ومقبولة . و يعد مؤشر الفقر البشرى , مؤشراً مجمعاً لثلاثة مؤشرات أساسية للحرمان هي : مؤشر للحرمان من حياة طويلة بصحة جيدة وهو يتمثل في نسبة الأفراد الذين يتوقع ألا يعيشون حتى سن الأربعين. والمؤشر الثاني هو مؤشر تعليمي معرفي يتمثل في نسبة الأمية , و تعبر هذه النسبة عن درجة الحرمان من التسلح بالعلم و المعرفة. والمؤشر الثالث يقيس درجة الحرمان من مستوي معيشي لائق وهو يتكون من مؤشر مركب من نسبة السكان الذين لا يحصلون علي مياه مأمونة و مؤشر غذائي صحي يتمثل في نسبة ناقصي الوزن من الأطفال دون سن الخامسة, و تعبر هذه النسبة عن درجة القصور في القدرة علي تأمين الغذاء الجيد وما يرتبط به من حالة صحية جيدة. و يأخذ هذا المؤشر بعض الأبعاد التي توضح مستوى المعيشة السائد في البلدان محل الدراسة. إلا أنة يعاب علية عدم أخذ أي مقياس للدخل في الاعتبار و الأخطر من ذلك هو عدم و جود تعريف محدد لأحد مكونات لهذا المؤشر ألا و هي نسبة السكان الذين لا يحصلون علي مياه مأمونة, فمثلا ما هو تعريف " مياه مأمونة "؟. وكجميع المقاييس الأخرى ، فإن الرقم القياسي للفقر البشرى له مواطن ضعفه من حيث البيانات ومن حيث المفهوم . وكجميع المقاييس أيضاً ، فليس بمقدوره أن يضع يده على الفقر البشرى في مجموعة . ولكن الرقم القياسي للفقر البشرى يجمع في رقم قياسي جيد يتعلق بالفقر الجوانب التي غالباً ما يتم تجاهلها عندما يكون التركيز على الدخل وحده ، ومن هنا فإن الرقم القياسي للفقر البشرى بشكل إضافة مفيدة لقياس الفقر. ويجمع الرقم القياسي للفقر البشرى بين العناصر الأساسية للفقر ويكشف عن تناقض هام مع فقر الدخل . يقدم هذا التقرير الرقم القياسي للفقر البشرى . بالإضافة إلى قياس الفقر على أساس الدخل.

 

أثمرت جهود العديد من المهتمين بقياسات الفقر في الدول العربية خلال العقدين الأخيرين وبدعم من العديد من المنظمات الدولية وفى مقدمتها البنك الدولي وبعض المنظمات المتخصصة .للأمم المتحدة بتطوير مجموعة من مؤشرات قياس الفقر التي تتفق مع المفاهيم و الطرق المتفق عليها دوليا وتتصف هذه المؤشرات بخصائص عديدة مقارنة بغيرها مما ساهم في انتشار تطبيقها واعتمادها ليس على المستوى الوطني فحسب وإنما لأغراض المقارنة الدولية أيضا. و لكن تقتصر قياسات فقر الدخل على عدد محدود من دول المنطقة و هي الأردن و فلسطين و لبنان و مصر و اليمن و تونس و المغرب.

 

2.2 حالة الفقر البشري في الدول العربية

 

يوضح جدول (1) أن 27% من سكان الدول العربية يعانون من الفقر البشري. و كما أن دول المنطقة تتباين من حيث مستويات الدخل بها و كذلك مستوى التنمية البشرية فإنها تتفاوت أيضا في مستويات الفقر و خاصة الفقر البشري. توجد الأردن رأس الترتيب تليها البحرين وقد خفضت هذه البلدان من الفقر بين الناس إلى رقم قياسي للفقر البشرى تبلغ قيمته أقل من نسبة 10% ، وبمعنى آخر ، فإن هذه البلدان خفضت من نسبة الفقر البشري إلى النقطة التي لا يؤثر فيها إلا على أقل من نسبة 10 من السكان.

 

وفي أسفل القائمة هناك خمس دول تجاوز فيها الرقم القياسي للفقر البشري نسبة 30% و هي اليمن و مصر و العراق و المغرب و السودان ، يمكن تقسيم الدول من حيث الفقر البشري إلى أربع مجموعات , تضم المجموعة الأولى الدول ذات الفقر البشري المنخفض (مقياس الفقر البشري بها أقل من 10%) و تضم هذه المجموعة كل من الأردن و البحرين, بالترتيب. أما المجموعة الثانية فتتضمن الدول ذات الفقر البشري المتوسط (من 10% إلى 20%) و أغلب الدول العربية تقع ضمن هذه المجموعة ( لبنان و الكويت و قطر و الإمارات و ليبيا و السعودية و سوريا,و تونس على الترتيب). و تشمل المجموعة الثالثة الدول ذات الفقر البشري المرتفع ( من 20% إلى 30%) و تضم عمان فقط. و أخيرا تقع العراق و مصر والسودان و المغرب و اليمن و ضمن المجموعة الرابعة ذات الفقر البشري المرتفع جدا ( أكثر من 30%).

إن مصر بحكم كونها أكبر دولة من حيث عدد السكان تسهم بحوالي 26% من الفقراء فقرا بشريا. بينما تسهم كل من السودان و المغرب بحوالي 13%. و من المثير للدهشة أن السعودية و على الرغم من كونها دولة مرتفعة الدخل تسهم بنحو 5% من الفقراء فقرا بشريا.

يعزي الارتفاع في مقياس الفقر البشري لدول المنطقة إلى الارتفاع النسبي في معدل الأمية. فمثلا نجد أنة على الرغم من تقارب الأردن و الكويت في مؤشر الحرمان من مستوى معيشي لائق, و كذلك انخفاض احتمال الوفاة قبل بلوغ سن الأربعين في الكويت مقارنة بالأردن, إلا أن انخفاض معدل الأمية للبالغين في الأردن إلى حوالي 10% قد جب الفروق الأخرى و بالتالي وصل مقياس الفقر البشري في الأردن إلى 8% بينما بلغ في الكويت 12.4%. و من جهة أخرى, نجد أن مؤشر الحرمان من مستوى معيشي لائق في مصر هو الأقل (نتيجة الانخفاض مؤشري نقص الوزن مقابل العمر و عدم الاتّصال بشبكة مياه) و كذلك كان احتمال الوفاة قبل بلوغ سن الأربعين بها متوسطا إلا أن ارتفاع معدل الأمية بها(وصل إلي 44.7% من السكان البالغين) قد أدى إلى ارتفاع مقياس الفقر البشري ليشمل 31% من سكانها.

2.3 الفقر البشري و الناتج المحلي

لا يتناسب مستويات الفقر البشري في الدول النفطية مع مستويات الدخول السائدة , فعلى الرغم أن نصيب الفرد من الناتج المحلي يتجاوز ما قيمته 12 ألف دولار سنويا (مقوما بتعادل القوة الشرائية للدولار) و هو ما يضعها ضمن الدول المرتفعة الدخل – وفقا لتصنيفات البنك الدولي- إلا أن مستويات الفقر البشري مرتفعة إذ تصل في عمان إلى 25% و 17% في السعودية. يستثنى من ذلك دولة البحرين إذ لا تتجاوز نسبة السكان الذين يعانون من الفقر البشري 10%. ويمكن لهذه البلاد أن تولي مزيداً من الاهتمام للحد من أوجه الحرمان الأساسية في الخيارات والفرص ، لا سيما عن طريق التوسع في فرص الحصول على التعليم الأساس والخدمات الصحية .

وحققت بلدان أخرى و خاصة الأردن و لبنان تقدماً في التقليل من الفقر البشري افضل مما حققته دول غيرها لها نفس مستوى الدخل أو حتى أكبر ، وقد استثمرت هذه البلدان استثماراً كثيفا في التقليل من أوجه الحرمان في القدرات البشرية الأساسية .

و عند مقارنة دول المنطقة حتى مرتفعة الدخل بدول متوسطة الدخل في مناطق أخرى يتضح مدى التدهور الذي تعانيه دول المنطقة من حيث الفقر البشري. فدول أمريكا اللاتينية مثل المكسيك و البرازيل يصل نصيب الفرد من الناتج المحلي بها إلى أقل من نصف القيمة في الإمارات و قطر إلا أن الفقر البشري في المكسيك يصل إلى نصف المستوى السائد في الإمارات.

2.4 الفقر البشري و مقياس التنمية البشرية

منذ العام 1990، ركّز تقرير التنمية البشرية اهتمامه على تطوير أدلّة ومؤشّرات مركّبة للتنمية. وأوّل هذه الأدلة، هو دليل التنمية البشرية (استحدث في عام 1991) وهو مكوّن من ثلاثة عناصر أساسية هي: مؤشّر للمستوى الصحّي ويعبّر عنه بتوقّع الحياة عند الولادة ومؤشّر للمستوى المعرفي ويعبّر عنه بمؤشّر مركّب من نسبة الأمية ونسب الالتحاق بجميع مستويات التعليم ومؤشّر لمستوى المعيشة يعبّر عنه بالناتج المحلّي للفرد مقوّما بالدولار حسب تعادل القوّة الشرائيّة. ودليل التنمية البشريّة هو عبارة عن متوسّط حسابي لهذه المؤشّرات الثلاثة. وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ قيمة هذا الدليل تتراوح بين صفر وواحد، وبقدر ما تقترب من "1"، بقدر ما تعبّر عن تقدّم في مجال التنمية البشريّة

وتكشف مقارنة مقياس للفقر البشري بدليل التنمية البشرية عن وجود مفارقات في عدد من البلدان ، ويمكن لهذه الاختلافات أن تنبه راسمي السياسات إلى ضرورة تحقيق توزيع أفضل للتنمية البشرية ، وجعلها أكثر مناصرة للفقراء . ويقيس دليل التنمية البشرية التقدم الذي يحرزه البلد عموماً في ميدان التنمية البشرية ، ويمكن أن يحجب التفاوت في توزيع هذا التقدم ويظل الفقر البشري منتشراً على نطاق واسع ، فجميع البلدان النفطية (البحرين و الكويت و عمان و قطر و السعودية و الإمارات) يأتي ترتيبها حسب دليل التنمية البشرية أعلى منه حسب الرقم القياسي للفقر البشري الأمر الذي يشير إلى الحاجة إلى زيادة الاهتمام بالتنمية البشرية لمعظم الفئات المحرومة .

وهناك بلدان أخرى تحتل في قائمة الرقم القياسي للفقر البشري مرتبة أعلى بكثير من المرتبة التي تحتلها في دليل التنمية البشرية ، و هي على سبيل الحصر الأردن و لبنان و سوريا و علسطين ، وفي هذه البلدان ( و خاصة في الأردن حيث يتسع الفارق إلي ثمان مراكز) ، كان التقدم العام في مجال التنمية البشرية مناصراً للفقر مما ساعد بشكل فعال الفئات الأشد حرماناً على أن تخلص نفسها من الفقر البشري .

تأتي مصر و السودان و المغرب و اليمن في ذيل القائمة لكلا المقياسين لتدل على تدهور مستوى التنمية البشرية عموما و لكن هذا التدهور يوزع بالتساوي بين جميع فئات المجتمع.

2.5 الفقر البشري حسب النوع الاجتماعي

تخفي الأرقام السابقة المتعلقة بالفقر البشري العديد من التفاوتات داخل نفس الدولة, فهناك كما هو الحال دائما فجوة بين الحضر و الريف و كذلك بين النساء و الرجال و إن اختلف حجم الفجوة من بلد إلى آخر. و سنتعرض هنا الفجوة النوعية في مجال الفقر البشري.

و لقد قمنا بحساب مقياس الفقر البشري للرجال و النساء لكل دول المنطقة ما عدا العراق و فلسطين و قطر.و ذلك لعدم توفر أحد أو بعض المؤشرات المستخدمة في تكوين المقياس. و تم الحصول على بيانات تفصيلية لكل من الرجال و النساء و الخاصة بكل مؤشر ما عدا مؤشر عدم الاتصال بشبكة للمياه إذ افترضنا أنة لا توجد فروق بين النساء و الرجال في هذا الصدد حيث أن المياه إذا توافرت في منطقة ما فإنها تتاح للمواطنين جميعا بصرف النظر عن نوعهم.

تعاني النساء من الفقر البشري في المنطقة العربية ككل بدرجة أكبر من الرجال (انظر الجدول2) فهناك 31.6 امرأة فقيرة من بين كل 100 امرأة تعيش في المنطقة و الرقم المناظر للرجال هو 19 فقير من بين كل 100 رجل. و ينطبق ذلك على كل دولة على حدة ما عدا الإمارات حيث تزيد نسبة الفقر البشري بين الرجال عن النساء. و تصل الفجوة النوعية أقصاها في سوريا تليها تونس وليبيا و لبنان.

و بينما نجد أن هناك ثلاث دول ينخفض فيها الفقر البشري بين الرجال عن 10% (البحرين و الأردن و لبنان) إلا أن ذلك لا يتحقق بالنسبة للنساء في أي دولة. و لا يختلف ترتيب الدول من حيث الفقر البشري بين الرجال و النساء عن الترتيب العام فتظل الأردن على رأس القائمة للرجال و النساء على حد السواء و إن كان مقابل كل 100 رجل فقير هناك 174 امرأة فقيرة في الأردن. و تأتي اليمن في ذيل القائمة لكلا النوعين وإن كانت نسبة النساء الفقيرات تصل إلى درجة مفزعة (55%) . و يعكس التفاوت في مقياس الفقر البشري و ضع الحرمان الذي تعيشه النساء مقارنة بالرجال و ذلك في مجال التعليم على وجه الخصوص. و تعد نسبة الأمية هي العنصر الحاكم و المؤثر في تحديد التفاوت الواضح بين الإناث و الذكور. و كما يشير الجدول(2), تقترب نسبة الأمية للنساء من ضعف نسبة الرجال في معظم بلدان المنطقة ما عدا الإمارات و قطر, بل بلغت نسبة الأمية بين النساء في الأردن ثلاثة أمثال النسبة السائدة بين الذكور. و جدير بالذكر أن التفاوت في المؤشرات الأخرى المكونة لمقياس الفقر البشري –احتمال الوفاة قبل بلوغ الأربعين ونقص الوزن مقابل العمر – هي في الحقيقة لصالح النساء. و خلاصة القول أن التفاوت الملحوظ بين النساء و الرجال فيما يتعلق بالفقر البشري داخل كل دولة و بين البلاد و بعضها إنما يعكس في المقام الأول التفاوت في نسبة الأمية.

و الطريق مازال طويلا أمام دول المنطقة سواء الدول النفطية أم غير النفطية. لا يزال عدد لا يستهان به من سكان المنطقة يواجه الكثير من أوجه الحرمان الإنساني ، فلا يزال ثلث الرجال و نصف النساء تقريبا أميين – حوالي 20 مليون رجل و 35 امرأة، وأكثر من 37 مليون نسمة لا تتوفر لهم فرص الحصول على المياه المأمونه.و 5 ملايين طفل دون سن الخامسة بعاني من نقص في الوزن مقابل العمر نتيجة لسوء التغذية و عدم توافر الخدمات الصحية و العوامل البيئية. و أخيرا من المتوقع أن يتوفى 31 مليون شخص قبل بلوغه عامة الأربعين.

2.6 فقر الدخل

تبنت الدول العربية التي لديها مؤشرات للفقر مفهوما للفقر يعتمد علي أن الفقر هو فقر الدخل فهو عدم القدرة علي إشباع الحاجات الأساسية( المأكل و الملبس و المسكن...الخ) اعتمادا علي مؤشرات الدخل و الإنفاق و الاستهلاك فقط. فجميع الدول العربية التي تقيس الفقر-كما وردت في التقارير الوطنية- اعتمدت علي استخدام نصيب الأسرة أو الفرد من الدخل أو الإنفاق كمقياس لمستوى المعيشة. و استخدمت تقديرا ماديا للاحتياجات الأساسية لتحديد ما يعرف بخط الفقر وهو الخط الذي يميز بين الفقراء و غير الفقراء. ويعبر خط الفقر المطلق عن المستوى الأدنى من الحاجات الأساسية اللازمة لحياة الإنسان ، وتقدير مستوى الدخل أو الإنفاق الكافي الذي يتعين على كل فرد الحصول عليه ، ومثال على ذلك الدخل اللازم للحصول على الحد الأدنى من الغذاء الذي يوفر عدداً من السعرات الحرارية الكافية واللازمة للإنسان البالغ في اليوم الواحد و إن كلن معظمها يعتمد على السلة الغذائية المقترحة- مع ما عليها من تحفظات- و ليس الفعلية. وغالبا ما يعتمد الأسلوب المستخدم لقياس مؤشر الفقر عند التطبيق على طبيعة البيانات المتاحة ، من حيث نوعها ودرجة شمولها وتفصيلها ومرجعها الزمني وخصائصها الأخرى ،أضف إلى ذلك درجة إلى مصداقية البيانات ودورية جمعها.

و اعتمدت الدول علي المسوح الوطنية للدخل و الإنفاق و الاستهلاك التي يجرى إعدادها غالبا بواسطة الجهاز الإحصائي الرسمي في البلاد. وعادة ما تجرى هذه المسوح بصفة دورية تسمح بإجراء مقارنات لمستوى المعيشة عبر الزمن. ففي مصر علي سبيل المثال, أجري أول مسح لميزانية الأسرة عام 1958.

لا توجد تقديرات وطنية لمؤشرات الفقر لمعظم دول المنطقة باستثناء مصر والأردن واليمن و فلسطين و الجزائر و تونس و المغرب، التحليل التالي ينصب علي إحدى عشر دول فقط من دول المنطقة و هي الدول التي توفرت لدينا البيانات التفصيلية على مستوى الأسرة و تمثل 67% من حيث عدد سكان المنطقة. تصل نسبة من يعانون من الفقر المطلق في هذه الدول مجتمعة إلى حوالي19% في عام 1999\2000 (انظر الجدول3 ). و من ثم فان ما يقرب من 19% من سكان هذه الدول أو حوالي 34.5 مليون لا يمكنهم الحصول على احتياجاتهم الأساسية من الطعام و المواد غير الغذائية. و تصل نسبة الفقراء في اليمن ضعف نظيرة في مصر بينما يصل مقياس فجوة الفقر في اليمن إلى خمس أضعاف فجوة الفقر في مصر. و يشير ذلك إلى أن فقراء اليمن يعانون من انخفاض مستويات إنفاقهم بدرجة كبيرة. أما في فلسطين فإن حال سكانها أفضل كثيرا من اليمن على الرغم من ظروف الاحتلال الذي يعانيه الفلسطينيون و ذلك عام 1999. و يعلم الله الوضع في فلسطين الآن و يشير جميل هلال في بحثه "صناعة الفقر في فلسطين,2003" إلى أن معدلات الفقر قد تضاعفت منذ الانتفاضة الثانية في سبتمبر 2000.

و تشير البيانات الخاصة بالفقر المدقع إلى أن حوالي ثلث سكان اليمن يعانون من فقر مدقع بينما تصل نسبتهم في مصر إلى 2.9% من المصريين و حوالي 6% من الفلسطينيين.

يخفى مستوى الفقر الإجمالي التفاوت في مستويات الرفاهة بين الأقاليم المختلفة حيث يلعب الموقع الذي تعيش فيه الأسرة دورا هاما، لترابطه الواضح بمستويات ا لفقر، مثل الاختلافات في مستويات التعليم، و توفر فرص العمل و الخدمات العامة و الطرق و الأسواق و جودة السلع و وسائل الزراعة و ملكية الأراضي الزراعية و التفاوت في مستويات الدخل و في توفر الخدمات العامة. و كما هو الحال دائما تقل نسبة الفقراء في الحضر عن الريف و لكن الفرق ليس كبيرا في اليمن. أما في مصر تصل معدلات الفقر في المناطق الريفية ضعف المستوى السائد في الحضر. و في فلسطين يتميز قطاع غزة بتدني مستوى المعيشة به مقارنة بالضفة الغربية و خاصة المنطقة الوسطى, إذ تصل مؤشرات الفقر في غزة إلى حوالي ضعف المستوى الوطني و حوالي عشر أضعاف القطاع الأوسط من الضفة الغربية.

 

ولقد تم تقدير نسبة الفقراء في جميع الدول, مفصلة حسب النوع الاجتماعي, أي بين الذكور و الإناث. وفي بعض البلاد تم حساب نسبة الفقراء الإناث و الذكور مثل مصر و المغرب و اليمن و البعض الآخر قدر نسبة الفقراء بين الأسر التي تعولها نساء و الأسر التي يعولها رجالا مثل تونس و فلسطين. و قد تراوحت نسبة الفقراء بين 6.2% في تونس, إلي 35% في لبنان. كما إن نسبة الفقراء بين الإناث أو بين الأسر التي تعولها إناث أعلي منها بين الذكور أو بين الأسر التي يعولها رجال و ذلك في بعض الدول. إلا أن نسبة الفقراء بين الأسر التي تعولها إناث أقل من بين الذكور في ريف المغرب و في مصر. و لكن دلت مؤشرات الفقر الرئيسية للنوع الاجتماعي أن الأسر الفقيرة المرؤوسة بأنثى أكثر معاناة بالنظر إلى فجوة الفقر وشدته ففي فلسطين على سبيل المثال أبرز تقرير الفقر بها إلي أن الأسر الفقيرة التي ترأسها نساء اكثر سوءا من الأسر الفقيرة التي يرأسها رجال, فنحو 73% من الأسر الفقيرة التي ترأسها نساء تعانى من الفقر الشديد, أي أنها غير قادرة على تلبية الحد الأدنى من احتياجاتها الأساسية للمأكل و الملبس و المسكن مقارنه بنحو 63% من الأسر الفقيرة التي يرأسها رجال.

و بصفة عامة تعانى المرأة في جميع الدول العربية و الأسر التي تعولها امرأة بشكل خاص, أكثر و هو ما يظهر في أكثر من مؤشر فأطفال مثل هذه الأسر عادة ما يتركون التعليم و العمل وترتفع نسبة الأمية بين أطفالهن كما أن أسرهن يعتمدن أكثر على المعاشات و التحويلات و بالتالي فهن أكثر تأثرا بارتفاع الأسعار وانخفاض الدعم و القيمة الحقيقية للإعانات و التحويلات.

و لا تتوقف المظاهر الأساسية للفقر على انخفاض الدخل ولكنها تشمل أيضا انخفاض مستوى التعليم, ارتفاع نسبة من هم خارج قوة العمل, العمل في المهن الهامشية و تردى الظروف السكنية. وينطبق ذلك على الذكور و الإناث على السواء ولكن وضع الإناث الفقيرات أكثر سوءا من فقراء الذكور. فمعظم الفقراء من الأميين. يشترك معظم الفقراء في العديد من الخصائص المتعلقة بحالة العمل ولكن قد تختلف هذه الخصائص وفقا للنوع. فتوجد أكبر نسبة من الفقراء بين الأفراد خارج قوة العمل أو خارج القوة البشرية , وإن كانت هذه النسبة لا تختلف بين الذكور و الإناث. وتشير بعض الدراسات إلى اعتماد الإناث الفقيرات على المعاشات و التحويلات كمصدر أساسى لدخلهن. وأن نسبة المتعطلون بين الفقراء تعد نسبة ضئيلة للغاية مما يدل على أن الفقراء لا يستطيعون أن يبقوا متعطلين و يضطرون إلى قبول ما يعرض عليهم من فرص للعمل حتى لو كانت بمعدل أجر منخفض أو بشروط مجحفة , ويدل ذلك على أن مشكلة الفقراء هي العمل بشروط صعبة و ليس التعطل.وأن أعلى نسبة من الفقراء توجد بين العاملات الزراعيات آو الصناعيات أو من و بين ذوات المهن غير المصنفة. و كما سبق القول فإن معظم هذه الأعمال هي أعمال هامشية لا تتطلب أي نوع من المهارة أو الخبرة. ويرتبط عادة الفقر بتردي الظروف السكنية للفقراء, تنخفض نسبة اقتناء الفقراء للسلع المعمرة و كذلك ترتفع بينهم نسبة الإعالة و عمالة الأطفال. إن هذه المعطيات تؤكد أهمية التعليم و التشغيل في رفع قدرات الإناث الفقيرات وفى إدماجهم الاجتماعي كما تبرز قيمة التغطية الاجتماعية لدى الإناث كأداة وقائية ضد الفقر من ناحية وتؤكد المردود الإيجابي لتحسن ظروف العيش وللتنظيم العائلي على أوضاع الفقراء وخاصة الإناث من ناحية أخرى.

وإذا ما نظرنا بقرب إلي خصائص الفقراء في بعض الدول العربية نجد أنة :

1-تكوين الأسرة هو أحد أهم العوامل المرتبطة بالفقر، في ضوء تأثير عدد من يحققون الدخل مقارنة بالتابعين لهم على احتياجات الأسرة الاستهلاكية و قدرتها على الوفاء بهذه الاحتياجات. فالأسر ذات الأطفال أكثر معاناة عن تلك التي ليس لديها أطفال، و كلما ازداد عدد الأطفال ازدادت معاناة الأسرة. ففي الأردن كان حجم أسرة المرأة الفقيرة أكبر من حجم أسرة المرأة غير الفقيرة ، فإن 70% من الأسر الفقيرة يزيد عدد أفرادها عن 7 مقابل 33% فقط من الأسر غير الفقيرة , كما تتميز المرأة الفقيرة بأنها وبشكل عام تنجب أعداداً أكبر من الأطفال مقارنة بالمرأة غير الفقيرة و ينعكس معدل إنجاب هذا على التركيب العمري للأسرة ، فبينما تبلغ نسبة من هم دون عمر 15 سنه 51% من أفراد الأسر الفقيرة ، فإنها تبلغ 40% للأسر غير الفقيرة , و في مصر كان معدل الفقر في الأسر التي تعولها أرامل يزيد عن أربعة أضعاف المتوسط العام في المناطق الحضرية، وأكثر من الضعف في المناطق الريفية. بل إن الأسر التي تعولها أرامل لديهن من طفل إلى ثلاثة أطفال، كانت نسبتها مفرطة بين الفقراء.

2-كان المستوى التعليمي هو العامل الأكبر أثرا على حالة الفقر فقد أثبت تشخيص الفقر في جميع البلاد العربية إلى تدنى المستوى التعليمي وارتفاع معدلات الأمية في الأسر الفقيرة خاصة في صفوف الإناث وهناك فجوة بين الجنسين في التعليم، ولكن هذه ظاهرة ريفية أساسا. ففي مصر وصلت نسبة الأمية بين الأطفال من سن 12-15 سنة بالنسبة للإناث تبلغ حوالي ضعف نسبة الأمية بين الذكور (15.5%، 8%) سواء كان الأطفال من الفقراء أم لا. أما في المناطق الحضرية، فإن نسبة الأمية بين الذكور أحسن قليلا من النسبة بين الإناث، داخل كل فئة من الفئات الفقيرة. . و يمكن إرجاع معدلات الأمية العالية في صفوف الفتيات في المناطق الريفية إلى السلوكيات الثقافية أو إلى عدم توفر المدارس في المناطق المجاورة. أما في المغرب فقد وجد إن تأثير الفقر يظل ذو أهمية في صفوف النساء بدون مستوى دراسي (29.3% بالوسط القروي مقابل 15.2% في الوسط الحضري) . إذ أن البنية النسبية للنساء الفقيرات تبين أن هذه الفئة تساهم بـ 86.4% في الفقر النسائي الإجمالي في الريف و 59.3% بالمدن . لكن كلما تحسن مستوى الدراسة ، كلما تقلص معدل الفقر عند النساء ، ومرورا من التعليم الأساسي إلى التعليم العالي يلاحظ انخفاض تأثير الفقر من 18.7% إلى 11.3% بالريف ومن 11.3% إلى 1.4% بالحضر .

3- أن النساء الفقيرات في الدول العربية لديهن قدرة أقل للوصول إلى الخدمات الصحية مقارنة بغير الفقراء (جدول6). ففي المغرب و مصر و اليمن تحصل النساء الفقيرات على زيارات أقل في فترة ما بعد الولادة سواء في الحضر أم الريف. و معظم ولاداتها تتم في المنزل. كما أن معدل تطعيم الفتاة الفقيرة أقل من الفتى في كل من مصر و المغرب.

4-أن عمالة الأطفال (ومن ثم الانقطاع عن التعليم) كانت أكثر شيوعا بين الأسر الفقيرة و خاصة الأسر التي تعولها إناث.ففي مصر كان عدد الأطفال العاملين في الأسر التي تعولها امرأة ضعف أمثالهم في الأسر التي يعولها رجل، في المناطق الحضرية،و 1.3 مرة في المناطق الريفية.

5- التعليم المنخفض يؤدي إلى انتقال الفقر بين الأجيال. من المرجح أن يكون حظ أعضاء الأسرة من التعليم ضعيفا و فقيرا.

6- تدنى معدل مشاركة النساء من الأسر الفقيرة في العمل وغياب مصادر الدخل و في الأردن يصل معدل البطالة بين النساء من الأسر الفقيرة فقراً مدقعاً إلى 57.9% ، أما بالنسبة للنساء من الأسر الفقيرة فقراً مطلقا فإن معدل البطالة بينما يصل إلى 58.8% ، مقارنة مع معدل 31.5% للإناث من الأسر غير الفقيرة ,و تتركز النساء في المهن الدنيا وغيابهن تقريبا عن المناصب الإدارية العليا و هن يتلقين أجورا أقل من الرجال كما أن الأعمال المنزلية تدفع النساء خارج سوق العمل, هن أقل وصولا إلى ملكية الأرض وصناديق الائتمان كما تتصف المرأة بضعف إمكانية وصولها إلى المعلومات. و على العكس في مصر فقد وجد أن نسبة المتعطلون بين الفقراء تعد نسبة ضئيلة للغاية مما يدل على أن الفقراء لا يستطيعون أن يبقوا متعطلين و يضطرون إلى قبول ما يعرض عليهم من فرص للعمل حتى لو كانت بمعدل أجر منخفض أو بشروط مجحفة , ويدل ذلك على أن مشكلة الفقراء هي العمل بشروط صعبة و ليس التعطل.وأن أعلى نسبة من الفقراء توجد بين العاملات الزراعيات آو الصناعيات أو من و بين ذوات المهن غير المصنفة. و كما سبق القول فإن معظم هذه الأعمال هي أعمال هامشية لا تتطلب أي نوع من المهارة أو الخبرة . و في المغرب تظهر دراسة الفقر للمرأة المغربية أن المدن تأوي نسبة أكثر من النساء الفقيرات . يعتبر النشاط الاقتصادي كذلك من أهم عناصر الترقية الاجتماعية للمرأة .إن معضلة الفقر تطرح بعدة أشكال منها : ضعف مردودية النشاط المزاول ، هشاشة الشغل الناقص بمختلف أنواعه وتدنى التأهيل المهني فنجد أن أكثر من نصف النساء (52.6%) النشيطات الفقيرات فى الحضر هن عاملات وأكثر عرضة لعدم انتظامية الشغل المزاول .

7- وفي مصر وجد أنة بالرغم من أن الأجور هي المصدر الرئيسي للدخل بالنسبة للفقراء ، حيث تصل هذه النسبة إلى 42.9% من إجمالي الدخل، إلا أن الأجور تمثل 44% من دخل الأسر الفقيرة التي يعولها رجل ولكنها تصل إلى نسبة 32% فقط بالنسبة للأسرة التي تعولها امرأة. و على نفس القدر من الأهمية تأتي المعاشات و التحويلات بالنسبة للأسرة التي تعولها امرأة سواء كانت فقيرة أم لا ,حيث تصل ما تمثله المعاشات و التحويلات من إجمالي دخل الأسر الفقيرة التي تعولها امرأة إلى36% في الحضر و 33% في الريف, مما يدل على هشاشة وضع المرأة إذ أن أسرهن أكثر تأثرا بارتفاع الأسعار وانخفاض الدعم و القيمة الحقيقية للإعانات و التحويلات. ولولا الإعانات النقدية الموجهة من الحكومة إلى الفقراء، لكان أكثر من 350 ألف نسمة – مثلا – في عداد الفقراء في 1999/2000. أضف إلى ذلك أن دعم رغيف الخبز البلدي هو أكثر أنواع الدعم السلعي فعالية، مما ساعد على إخراج 730 ألف نسمة من دائرة الفقر. ولكن هذا النوع من الدعم غير كافِ كأداة لتخفيف حدة الفقر، لأنه يقدم إلى جميع المصريين بغض النظر عن حالة الفقر.

2.7 الفقر البشري مقارنة بفقر الدخل

وبمقارنة مقياس الفقر البشري بمقاييس الفقر على أساس الدخل البالغ دولارين ً يومياً تتكشف بعض المقارنات الهامة كالتالي :

1-حققت معظم الدول العربية تقدماً ملحوظاً في الحد من فقر الدخل حيث تصل النسبة الآن حوالي 19% من دول المنطقة التي توافرت عنها البيانات (تمثل 67% من أجمالي سكان المنطقة ) ، لكنها تواجه أعباء ضخمة فيما يتعلق بفقر البشر (27%).

2-في جميع دول المنطقة التي توافرت البيانات عنها تتجاوز نسبة السكان الذين يعانون من الفقر البشري نسبة السكان الذين يعانون من فقر الدخل , الدخل مما يدل علي انخفاض مؤشرات الصحة و التعليم مقارنة بالدخل السائد وذلك في جميع الدول العربية التي يتوافر بها كلا المقياسين. و بالتالي فإن مفتاح مكافحة الفقر و تقليل التفاوت بين الذكور و الإناث إنما يكمن في الاهتمام بالتعليم و خاصة للفتيات و مكافحة الأمية و بين النساء بصفة خاصة. و تبدو الفروق هائلة في البلدان النفطية . ففي الكويت مثلا بينما لا يعاني أيا من سكان الكويت و الإمارات من فقر الدخل المبني على أساس خط للفقر مساويا لدولار أو دولارين للفرد يوميا إلا أن 12% من سكان الكويت و 16% من سكان الإمارات يعانون من صورة أو أخرى من الحرمان البشري (الفقر البشري).

3-اليمن هي البلد الوحيدة في المنطقة التي تتجاوز نسبة السكان الذين يعيشون على دولارين يوميا( يعانون من فقر الدخل) نسبة السكان الذين يعانون من الفقر البشري استناداً إلى مقياس الفقر البشري إلا إن فقر الدخل وفقر البشر هما على درجة عالية من الانتشار في اليمن ويتأثر بهما حوالي خمسي السكان.

Link to comment
Share on other sites

ثالثا: الفجوة النوعية

حرصت الدول العربية على سد الفجوة النوعية بين الرجال و النساء و ذلك بإعطاء مكانة هامة للارتقاء بأوضاع المرأة و النهوض بأحوالها الاقتصادية و الاجتماعية من خلال خلق وعى اجتماعي بأهمية مشاركة المرأة مشاركة إيجابية في عملية التنمية الوطنية و رفع وعى المرأة نفسها بأهمية دورها. كما تنص دساتير معظم الدول العربية على المساواة في الحقوق و الواجبات العامة دون التمييز بينهم على أساس العنصر أو الجنس أو الدين .

3.1 فجوة النوع الاجتماعي في مجال الصحّة

تشير أحدث المسوح الصحّية في المنطقة إلى أنّ مؤشّرات صحّة الطفل وتغذيته كانت متقاربة بين الجنسين في معظم الدول مع بعض الاستثناءات. فقد تراوح دليل المساواة بين الجنسين[1] لمؤشّر وفيات الرضّع بين 0.74 في الإمارات العربية المتحدة و 1.01 في مصر. وكان المؤشّر شبه متساو بين الجنسين (أي بين 0.90 و1.00) في كلّ من الكويت ولبنان وعُمان وقطر والجمهورية العربية السورية. وتقارب دليل المساواة لمؤشّر وفيات الأطفال دون الخامسة من دليل المساواة المرتبط بوفيّات الرضّع، في جميع الدول باستثناء الكويت حيث انخفضت قيمته إلى 0.79 لوفيّات الأطفال دون الخامسة من العمر، بالمقارنة مع 0.92 لوفيّات الرضّع. وفيما يتعلّق بالتحصين ضدّ جميع الأمراض الوبائيّة، فليس هناك تقريبا أيّ نوع من التمييز، إذ تراوح دليل المساواة بين 0.93 في اليمن و1.04 في لبنان. أمّا بالنسبة للحالة الغذائيّة لدى الأطفال، فقد تراوح دليل المساواة لنقص الطول الحاد مقابل العمر بين 0.51 في البحرين و1.16 في اليمن، وتباين بشكل ملحوظ بين دولة وأخرى. ويلاحظ أنّه في مصر، ارتبط دليل المساواة في مجال التغذية بدليل المساواة في وفيّات الأطفال دون الخامسة من العمر. ويشير ذلك إلى أنّ التمييز في مجال التغذية قد يؤدّي إلى اختلال في التوازن الطبيعي بين وفيّات الأطفال من ذكور وإناث.

3.2 فجوة النوع الاجتماعي في مجال التعليم

. على الرغم من ارتفاع نصيب الفرد من الناتج المحلى الإجمالي لمجموعة الدول العربية مقارنة بالدول النامية ككل (4140 دولار مقابل 3270دولار) وكذلك ارتفاع قيمة المؤشرات الصحية عموما, إلا أن مؤشرات التعليم تعد منخفضة بشكل يثير القلق في عالم أصبحت المعرفة و التكنولوجيا هي المعيار بين من يمتلك أسباب القوة ومن لا يمتلكها . فمعدل عدم الأمية يصل إلى 60.8% في مجموعة الدول العربية بينما الرقم السائد في الدول النامية ككل هو 75.4%. كما يبلغ عدد الأميين من بين البالغين في الدول العربية حوإلى36 مليونا ، 60% منهم من النساء . ومعدلات الأمية أعلى كثيراً مما هي عليه في بلدان أفقر كثيراً من البلدان العربية . من غير المتوقع أن يزول هذا التحدي سريعاً . إذ يوجد حالياً نحو 10 ملايين طفل تترامح أعمارهم من ست إلى خمس عشرة سنة غير ملتحقين بالمدارس ؛ وإذا استمرت الاتجاهات الحالية فإن هذا العدد سيرتفع في عام 2015 بنسبة 40 في المائة . فالتحدي أكبر كثيراً من مجرد التغلب على النقص فيما يقدم للناس من معرفة . فمن المهم أيضاً التغلب على النقص في الأعداد المتوافرة من أهل المعرفة ، وهي مشكلة أدى إلى تفاقمها تردي نوعية التعليم.

وتشير الأرقام الواردة في الجدول (1) إلى أنّ أنّه يمكن تصنيف هذه الدول في ثلاث مجموعات رئيسية حسب مستوى الأمية في عام 2000. وتشمل الأولى دولا نسب الأميّة فيها متدنية مقارنة بغيرها من دول المنطقة وهي البحرين والأردن ولبنان والكويت وقطر حيث تراوحت هذه النسبة من 10 إلى اقل من 20 في المائة. أما المجموعة الثانية فتشمل عُمان والمملكة العربية السعودية والجمهورية العربية السورية والإمارات العربية المتحدة وهي التي تتراوح نسبة الأمية فيها بين 20 و30 في المائة. وتبقى الأمية اكثر انتشارا في كلّ من مصر و المغرب (45 في المائة) واليمن (54 في المائة) مقارنة بباقي دول المنطقة. و مما هو جدير بالذكر, أن هذه الدول ذات دخل منخفض. ولكن لا يجب أن نقفز إلى نتيجة أن هذا هو السبب , إذ أن مقارنة حالة الأردن و عمان تشير إلى أن الناتج المحلي في عمان يصل إلى ثلاثة أضعاف الناتج في الأردن, إلا أن معدل القراءة و الكتابة في الأردن أعلى من عمان ب 19.8 نقاط مئوية.

وكما أن الرقم التجميعي للدول العربية لا يعكس التفاوت بين الدول, فهو لا يعكس أيضا التفاوت بين الإناث و الذكور. و بالنظر إلى ما تشير إلية الإحصاءات, تبدو الفجوة بين النساء و الرجال أعمق في منطقتنا العربية عما هو سائد في المناطق الأخرى من العالم النامي.

يتبيّن من الجدول 7 أنّ دليل المساواة في نسبة الأمية للسكّان الراشدين (15+) تجاوز قيمة المساواة بكثير لصالح الرجال مع حلول العام 2000 وذلك في جميع دول المنطقة العربية، باستثناء الإمارات العربية المتحدة ودولة قطر حيث تقلّصت الفوارق بين الرجال والنساء بشكل ملحوظ. وبشكل عام، تراوح دليل المساواة لهذا المؤشر بين 0.80 و0.99 في الإمارات العربية وقطر، وبين 1.00 و1.99 في البحرين ومصر والكويت وعُمان، في حين تخطى قيمة 2.00 في باقي دول المنطقة ليصل إلى حدّه الأقصى في الجمهورية العربية السورية (3.38) والأردن (3.06).

وتمثل الفئة العمرية 15-24 سنة الفوج الذي ينعكس فيه أداء الدول خلال العقدين السابقين، فيما يتعلق بزيادة الالتحاق بالتعليم الأساسي والتوسّع في برامج محو الأمية. وتشير نسب الأمية لهذه الفئة العمرية إلى انخفاض واضح مقارنة بنسب الأمية عند البالغين وذلك في جميع دول المنطقة. فعلي مستوى المنطقة ككل, وصل معدل الأمية في الفئة العمرية 15-24 إلى 22% (مقابل 36.7% للبالغين) و انخفض معدل الأمية للذكور و الإناث على جد السواء و إن كان التحسن أكبر بالنسبة للإناث ( 10 نقاط مئوية للذكور مقابل 24 نقطة مئوية للإناث). أما على المستوى القطري نستطيع القول أنه ضمن الفئة العمريّة 15-24 سنة، تختفي الأمية تقريبا بين الرجال والنساء في الأردن، وأنّ امرأة واحدة فقط من بين 100 من النساء تبقى أمّية في البحرين، مقابل رجلين أميين

من بين 100 من الرجال. و تشير الأرقام الواردة في جدول (7) إلى نجاح بعض دول المنطقة ليس فقط في تخفيض معدل الأمية ولكنها نجحت في تضييق الفجوة ة . بين الرجال والنساء في هذه الفئة بل لقد انعكست في بعض الدول ليتحول معدل الإناث أقل من الذكور و إن كان بفارق بسيط, كما هو الحال في البحرين ة الأردن و الكويت و فلسطين. ولكن تبقى الفجوة شاسعة بين الذكور و الإناث في كل من اليمن و سوريا و السعودية و كذلك مصر ولكن بدرجة أقل. شهدت كلّ من الأردن والبحرين والكويت وفلسطين تقدّما ملحوظا في معدّل التحاق البنات في التعليم النظامي، وذلك يظهره تقلّص الفجوة في نسبة الأمية لفئة الأعمار (15-24) بالمقارنة مع الفجوة لفئة الأعمار (15 سنة فأكثر). وكان العكس صحيحا في لبنان وعُمان والسعودية وسوريا واليمن.

وتشير أحدث البيانات عن التعليم النظامي (الجدول 7) إلى أنّ فرص الالتحاق بالمستوى الأساسي باتت شبه متساوية بين البنات والصبيان في جميع الدول باستثناء اليمن (0.40)، وإلى حدّ ما مصر والجمهورية العربية السورية (0.91). وفيما يتعلّق بالمستويات الثانوية، تشير البيانات إلى أنّ الفجوة بين الجنسين أصبحت لمصلحة الفتيات في بعض الدول. فقد تراوح دليل المساواة في التعليم الثانوي بين 1.00 و1.10 (أي لمصلحة الفتيات) في البحرين والكويت ولبنان وفلسطين والإمارات العربية المتحدة، بينما اقترب من قيمة المساواة في عُمان وقطر، لكنه لم يتعدّ قيمة 0.90 في الأردن ومصر والعراق والمملكة العربية السعودية والجمهورية العربية السورية. أمّا في اليمن فقد وصل إلى حدّه الأدنى (0.26)، حيث تقلّصت فرص الالتحاق للبنات بشكل ملحوظ بالمقارنة مع الصبيان.

3.3 فجوة النوع الاجتماعي في مجال النشاط الاقتصادي و الدخل

أما من جهة مساهمة النساء في قوة العمل كأحد مظاهر الفقر , فنجد أن معدل النساء النشيطات اقتصاديا يصل في البلاد العربية ككل إلى 30.8% وهو معدل منخفض مقارنة بالمعدل السائد في الدول النامية مجتمعة و الذي بصل إلى 55.6%. وهو يصل إلى 40.9% في المغرب و 40.2% في الكويت و 36% في تونس و يتدنى إلى قيمة منخفضة في ليبيا(13%) و عمان (18%). و جدير بالذكر أنة مقارنة بالرجال,كما يظهر الجدول، يتباين دليل المساواة المرتبط بمعدّل النشاط الاقتصادي بين بلدان المنطقة إذ يمكننا القول أنّ نسبة المشاركة في النشاط الاقتصادي لدى الرجال تعدّت ثلاثة أضعاف نسبة المشاركة بين النساء في معظم دول المنطقة. و تعد أقل فجوة بين معدل النشاط الاقتصادي للإناث و للذكور في المغرب فالكويت و تونس و مصر , وأكبر فجوة توجد في عمان و العراق و السعودية. أمّا بالنسبة لمعدّل البطالة، فقد ارتفع دليل المساواة في معظم الدول ليتخطّى قيم المساواة (أي "1") ويصل إلى حدّه الأقصى في مصر (4.0)، وتساوى النساء والرجال في الكويت وفلسطين أمام البطالة، وكانت هذه الأخيرة من نصيب الرجال أكثر من النساء في كلّ من لبنان واليمن. ويشير الجدول رقم 9 إلى أن خصائص القوّة العاملة النسائيّة تختلف تماما عن خصائص نظيرتها بين الرجال. وبشكل عام، كانت نسبة المتخصّصين بين النساء أعلى منها بين الرجال في جميع دول المنطقة ما عدا اليمن، بينما كان للرجل الحصة الأوفر في فئة المشرّعين في معظم الدول باستثناء العراق وفلسطين. و جدير بالذكر أنة حدث تقدم ملحوظ في معدلات مشاركة الإناث في قوة العمل في الفترة من 1985 حتى 1997, فقد ارتفعت معدلات المشاركة في الدول العربية ككل بنسبة 11.7% هذا بينما كان الرقم المناظر لجميع الدول النامية هو 2.3% فقط.

 

وفيما يتعلّق بقطاع النشاط الاقتصادي، تراوح دليل المساواة في القطاع الزراعي بين 0.00 و1.00 في سبع دول هي البحرين والأردن والكويت ولبنان وعُمان وقطر واليمن، بينما كانت نسبة المزارعين بين النساء أعلى منها بين الرجال في كلّ من مصر والعراق وفلسطين والجمهورية العربية السورية واليمن. أمّا القطاع الصناعي، فقد اتخّذ طابعا ذكوريا في معظم الأحيان، باستثناء العراق حيث بلغ دليل المساواة قيمة 1.43. ونظرة أكثر قربا لعمالة النساء تشير إلى أن نسبة الفنيين و المهنيين الإناث إلى الإجمإلي تتراوح حول 30%. أما نسبة العاملات في القطاع الحكومي ( وهو القطاع الذي له أكبر قدر من الاستقرار في العمل و الذي يحظى فيه العاملين بتأمين صحي و معاشات) فهي لا تزيد عن نسبة ال 5%إلا في تونس (7.9%). و جدير بالذكر أن كثير من مسوح العمالة بالعينة- كما هو الحال في الدول النامية - لا تدرج النشاط الإقتصادي للنساء العاملين في الزراعة في الريف أو في بعض الأنشطة في القطاع غير الرسمي في الحضر.

 

ومن جهة أخرى، تباينت النسب فيما يتعلّق بالحالة العمليّة، إذ تجاوز دليل المساواة بين الجنسين المرتبط بنسبة العاملين بأجر قيمة المساواة في معظم دول المنطقة ما عدا اليمن. وكانت نسبة أصحاب العمل بين الرجال المشتغلين أعلى منها بين النساء، إذ تراوح دليل المساواة بين 0.14 في لبنان و 0.41 في العراق.

ولعل المثير للقلق هو الفجوة بين نصيب الإناث و الذكور من الناتج المحلى الإجمالي و هو الذي يعكس –إلى حد بعيد- حالة الفقر و هشاشة الوضع الاقتصادي الذي تعيشه المرأة. فبينما يمثل نصيب الإناث من الناتج المحلى الإجمالي حوالي 50% من نصيب الذكور في جميع الدول النامية, إلا أن النسبة المرادفة في المنطقة العربية تصل إلى 29% فقط. و يتضح عمق هذه الفجوة إذا ما نظرنا إلى الأقطار العربية كل على حده. إذ يمثل نصيب الإناث من الناتج المحلى الإجمالي حوالي 39.3% من نصيب الذكور في المغرب و تليها الكويت (36.6% ) فمصر (35.3%), بينما يشكل نصيب الإناث من الناتج المحلى الإجمالي إلى نصيب الذكور نسبة منخفضة جدا في بلدان أخرى مثل عمان 16.6% و السعودية 16.5%.

3.4 النوع الاجتماعي والتنمية

وللربط بين الفجوة الاجتماعيّة والتنمية، قام برنامج الأمم المتّحدة الإنمائي بتطوير أدلّة جديدة تضمّ في طريقة احتسابها مدى عدم التكافؤ أو المساواة بين الرجال والنساء، ومنها دليل التنمية البشريّة المرتبط بالنوع الاجتماعي (GDI) الذي يضمّ العناصر الثلاثة نفسها، لكنّه، بالإضافة إلى ذلك، يجعل من فجوة النوع الاجتماعي عنصرا مؤثراً في القيمة النهائيّة للدليل.

وفي جميع الدول العربية كانت قيمة هذا الدليل(GDI) أقلّ بعض الشيء من دليل التنمية البشريّة ((HDI. وكلّما ازداد الفارق بينهما، كلّما اتّسعت الفجوة بين الجنسين في العناصر الاجتماعيّة والاقتصاديّة الممثّلة في الدليل. وبالنظر إلى الجدول 5 نجد أن الفارق بين المقياسيين كان أكبر ما يمكن في اليمن تليها السعودية. و من جهة أخرى نلاحظ أن ترتيب لبنان و المغرب بين الدول لم يتغير سواء استخدمنا دليل التنمية البشريّة أو دليل التنمية البشريّة المرتبط بالنوع الاجتماعي بينما تراجع ترتيب السعودية و اليمن بمقدار ست درجات.

رابعا: سياسات مكافحة الفقر وفقر الإناث في المنطقة العربية

4.1 السياسات المعنية بمكافحة الفقر بين النساء

إن تقييم سياسات مكافحة الفقر بين النساء يجب أن يتم من خلال منظورين متكاملين: أولا وضع المرأة في المجتمع و القضاء على كافة أشكال التمييز ضدها , ثانيا سياسات مكافحة الفقر عموما ومدى إدماج البرامج الخاصة بالمرأة في هذه السياسات. ولذلك سنتعرض أولا و باختصار إلى وضع المرأة في العلم العربي في ضوء مؤتمر بكين و المؤتمر العربي لمتابعة مقررات بكين. ثم نستعرض الجهود المبذولة لمكافحة الفقر بصفة عامة وما يخصص منها للإناث بصفة خاصة.

4.2 وضع المرأة في العلم العربي في ضوء المؤتمرات الدولية و خاصة مؤتمر السكان و مؤتمر بكين

يمكن تلخيص الإنجازات التي تم تحقيقها في الدول العربية استجابة لمقررات المؤتمر العالمي للسكان و المؤتمر العالمي الرابع للمرأة إلى ما يلي:

q أصبح هناك اعتراف رسمي و حكومي واضح بأهمية دور المرأة و تعزيز مكانتها في كافة المجالات و ذلك في معظم الدول العربية.

q تبلورت الإرادة السياسية في وضع المرأة على أجنده العمل السياسي, وفي القرارات التي اتخذت لتمكين المرأة في مواقع اتخاذ القرار, ثم العمل على تنفيذ إستراتيجيات وطنية والتوجه نحو تعيين النساء في مواقع اتخاذ القرار.

q كافة التشريعات تؤكد قاعدة المساواة و يجرى العمل بجد لتدعيم تمتع المرأة بكافة حقوقها كما أن هناك تنامي لعدد الدول العربية المنضمة إلى الإتفاقية الدولية للقضاء على التمييز ضد المرأة(11 دولة صادقت عليها).اتخذت الدول خطوات إيجابية باتجاه تمكين المرأة ودعم مكانتها حيث بادرت غالبية الدول باستحداث آليات وطنية للمتابعة تكفل استيعاب المنظورات المتعلقة بتحقيق العدالة بين الجنسين في شتى القطاعات وتميزت هذه الارتباطات بالسلطة التنفيذية مثل وزارات المرأة و المجالس العليا و الاتحادات المتخصصة كما أنشأت معظم الدول لجان وطنية لمتابعة التنفيذ لمقررات بكين وخطة العمل العربية(2005) كما قامت بصياغة الإستراتيجيات و الخطط والبرامج الوطنية التي تعتمد على فلسفة التمكين لضمان وصول المرأة إلى العناصر الأساسية للتنمية و ضمان الحقوق المتساوية. هذا و قد تم إنشاء منظمة المرأة العربية التي تهدف إلى الإسهام في تعزيز التعاون و التنسيق العربي المشترك في مجال تطوير وضع المرأة و تدعيم دورها في المجتمع. و تعتبر منظمة المرأة العربية من أهم نتائج القمة العربية, حيث أنها أول كيان رسمي يعمل على تحقيق تضامن المرأة العربية و ينسق مواقفها في القضايا العربية و الدولية. كما تعمل المنظمة على تنمية الوعي بقضايا المرأة في المجال العربي و العالمي.

q بذلت جميع البلدان العربية جهوداً كبيرة لتطوير التعليم بشكل عام وتعليم المرأة بشكل خاص، وخصصت لذلك موارد مالية عالية نسبياً تجاوزت أحياناً 5% من ناتجها المحلي. ونتيجة لذلك أخذت الفجوة تضيق بين الجنسين في مراحل التعليم الثلاث، خصوصاً في بلدان مجلس التعاون الخليجي التي أنفقت أموالاً طائلة على تحديث التعليم.

q اتخذت خطوات باتجاه دعم وتعزيز مكانة المرأة و القضاء على الممارسات التمييز يه ضدها عن طريق سن التشريعات و مراجعة القائم منها.

q إدخال منظور النوع في خطط التنمية الاقتصادية و الاجتماعية لعدد من الدول العربية و إدماج قضايا المرأة ضمن قطاعات الخطة, فأول مرة يكون من الأهداف العامة للخطط التنموية الخمسية القضاء على الفجوة النوعية (الأردن و مصر و تونس و فلسطين).

q إنشاء مراكز للتدريب و البحوث خاصة بالمرأة و القيام بدراسات وبحوث تتناول قضايا المرأة. والاهتمام بنشر الوعي و ذلك لتوعية المرآة بحقوقها من خلال المؤتمرات و الندوات.

و بالرغم من هذه الإنجازات إلا أن هناك بعض العقبات التي مازالت تواجه المرأة العربية يمكن تلخيصها فيما يلي:

q هناك نسبة كبيرة من النساء العربيات يعشن في فقر و خاصة الفقر البشري و يعيشون في مجتمعات تفتقر إلى مياه الشرب المأمونه ووسائل الصرف الصحي الأساسية و المسكن المناسب و الغذاء الكافي و الصحي والمتوازن.

q هناك نسبة كبيرة من النساء العربيات يعانين من الأمية و تنخفض نسبة الالتحاق بين الفتيات مقارنة بالفتيان و كذلك ترتفع بينهن نسبة التسرب من التعليم . و لكن يمكن القول بأن جميع بلدان مجلس التعاون الخليجي ستتوصل إلى تحقيق التعليم الابتدائي الشامل قبل عام 2010. أما بلدان المنطقة الأخرى فإنها ، باستثناء السودان و المغرب و اليمن الذي بلغت فيه نسبة الالتحاق الصافية بالتعليم الابتدائي حوالي 50% فقط عام 2000، تتجه إلى تحقيق التعليم الابتدائي الشامل قبل العام 2015. علما أن الأوضاع غير المستقرة في كل من العراق والأراضي الفلسطينية المحتلة سيكون لها تأثير سلبي واضح على وتيرة تقدمها باتجاه تحقيق التعليم الابتدائي الشامل.

q إرتفاع معدل الخصوبة في المنطقة العربية مقارنة بالمعدلات السائدة في الدول النامية, و كذلك إرتفاع معدلات النمو السكاني.

q هناك نسبة كبيرة من النساء العربيات لا تشارك في قوة العمل المنتجة , ومعظم المشتغلات يفتقرن المهارات و يعملن أعمالا هامشية ذات أجور منخفضة.

q بالرغم من إن الدساتير والقوانين السائدة في معظم البلدان العربية تعطي المرأة حقوقاً مساوية للرجل، إلا أن الواقع غير ذلك فيما يتعلق بمشاركة المرأة في الحياة السياسية، التي لا زالت متواضعة، حيث لا تحتل المرأة سوى حوالي 5 بالمئة من إجمالي المقاعد البرلمانية في بلدان المنطقة ولا تتجاوز في افضل الأحوال العشرة بالمئة في تونس و سوريا. و هناك نسبة كبيرة من النساء العربيات لم تتح لهن فرصة المشاركة في القرارات الحكومية التي تتناول حياتهن و المجتمعات التي تعيش فيها و تمكينها من المشاركة في صنع الحياة بمختلف جوانبها السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية.

4.3 الجهود المبذولة لمكافحة الفقر

أدركت معظم الدول أن مشكلة الفقر هي من المشكلات المركبة التي يصعب أن يقضى عليها النمو الاقتصادي في حد ذاته وإنما يمكن من خلال عدة إجراءات القضاء عليه. كما أدركت أن جوهر سياسات إنقاص الفقر هو التركيز العالي والمتزايد على زيادة رأس المال البشري أي النهوض بالتعليم و التدريب، خاصة التعليم الأساسي و الوضع الصحي و الضمان الاجتماعي، كوسيلة لتحفيز الاستخدام الفعال والمنتج لعنصر العمل. والذي هو أكثر الأصول شيوعا بين الفقراء .إن التعليم- خاصة تعليم الإناث- يساعد على إنقاص الفقر من خلال تنشيط العوامل التي تزيد من قدرة الفقراء على توليد موارد للدخل، ويشمل ذلك إنقاص الخصوبة ومعدل المواليد، وتحسين الوضع الصحي، وتوفير قدرة أعلى على اكتساب المعارف والمهارات. وهذه العوامل تزيد من فرص الفقراء في الحصول على فرص عمل أفضل والمشاركة بشكل أفضل في عملية التنمية. وكذلك فإن التعليم يمكن أن يكون محددا أساسيا في توسيع مدى المساواة الاجتماعية و تقليص عملية التهميش والاستبعاد للفقراء من عملية التنمية.

وبوجه عام يمكن القول بأن غالبية الدول قد أولت قضايا التربية و التعليم و التدريب و الشؤون الصحية و الاجتماعية للمرأة وتوفير الحماية القانونية و السياسية لها اهتماما خاصا. فقد اهتمت الدول برفع المستوى الصحي, ضبط معدلات النمو السكاني, توفير الخدمات الصحية الأساسية للجميع و القضاء على التمييز المستتر ضد النساء في توفير الخدمات الصحية وفي مستواها. ولكن تظل المناطق الريفية و البدوية و الأحياء الفقيرة تعاني من تدني الخدمات الصحية بها كما و كيفا. كذلك التزمت الدول العربية بتحقيق الأهداف الدولية الخاصة بعمل الإناث و معالجة التحيز المتعدد في مجالات العمل من ذلك محدودية مشاركة النساء في العمل المدر للدخل, تركز النساء في الأعمال التي تتطلب مهارات منخفضة و تدر دخلا قليلا. و قد حظيت المرآة العربية برعاية اجتماعية و باهتمام بالغ خاصة المرأة المعيلة لأسرة أو لنفسها حيث صدرت العديد من قوانين الضمان الاجتماعي في الدول العربية تكفل معاشا شهريا يساعد المرأة الفقيرة على تدبير معيشتها و يحول دون وقوعها في براثن الفقر. ومن جهة أخرى تعددت صيغ الآليات المستخدمة, وإذا كانت وزارات الشؤون الاجتماعية ووزارات الصحة و التعليم و التشغيل قد تحملت الجانب الأكبر من المسئوليات, فإن هذا لم يمنع من إيكال بعض العناصر إلى أجهزة متخصصة. كما هو الحال بالنسبة للصناديق الاجتماعية. وفي معظم الأحيان أنشأت الدول لجان وطنية لمتابعة التنفيذ لمقررات بكين وخطة العمل العربية(2005) لتتولى التنسيق بين الجانبين الحكومي و غير الحكومي.

4.3.1 نظرة عامة

أن مشكلة الفقر ,خاصة الفقر المتصاعد بين النساء , تمثل حاليا واحدة من القضايا التي تشغل موقعا متقدما في سلم الأولويات للدول العربية وللمجتمع الدولي, نتيجة أثارها و أبعادها الخطيرة و التي تستلزم تعاونا متعدد الأطراف و الجوانب وهي موضوع ذو أهمية لشرائح واسعة من النساء في العديد من الدول العربية و بصفة عامة فقد تبنت الدول العربية برامج – متكاملة غالبا- تأخذ في اعتبارها الأطر المختلفة لمكافحة الفقر. و من المعروف أن سياسات مكافحة الفقر لا تقتصر على إمداد الفقيرات بالموارد المالية اللازمة ولكنها تتعدى ذلك إلى:

تعزيز إتاحة الـفرص للفقيرات من خلال توفـــيــــر الوظائـف، والائتــــمـــان، والطرق، والـكهــرباء، والأســواق اللازمــة لـبــيع منتــجــاتـهم، والنمــو الاقــتــصــادي الشــامـل ونمط أو نوعـيــة النمـو الذي يضمن استفادة الفقراء منة.

بناء رأس المال البشري لديهن عن طريق توفير التعليم و التدريب والميـاه، ومـرافق الصــرف الصـحي، والخـدمـات الصـحـيـة والمـهــارات البــالغــة الأهمــيــة للعــمـل .

3-إن الشعور بالتمكين من أهم المؤشرات التي يجب الانتباه لها عند تقديم برامج مكافحة الفقر وخاصة المقدمة للمرأة. ويؤكد ذلك أن حجم التأثير على مسار الفقر يرتبط بمدى امتلاك الأفراد لقوة اجتماعية تمكنهم من المشاركة في وضع خطط مكافحته, كما يوضح أن تمكين الأفراد من وضع الخطط و سن الأهداف هو أمر جوهري.

أن مفهوم التمكين له شقّان: الأول كمي يرتبط بحجم الموارد التي يسيطر عليها الأفراد وحرية التصرف فيها والاستفادة منها، والثاني هو الشق الكيفي الخاص بالمشاركة في صنع التنمية وذلك عن طرق القدرة على التنظيم والتنسيق مع المجموعات المتشابهة في الوضع، والمعرفة بالوضع الاجتماعي والثقة في النفس وعدم الشعور بالدونية بسبب الفقر، وأخيراً الاعتماد على الذات وتعزيز الهوية الجماعية وقيم التماسك والتعاضد الاجتماعي من أجل تحسين الأوضاع المعيشية ومقاومة الظلم. وطالماً تحقق التمكين على النحو المذكور سلفاً فإن الأفراد يكونون قادرون على الخلق والابتكار وتطوير قدراتها وقادرة على العمل المؤسسي واتخاذ قرارات جماعية وتحقيق التماسك بين أفراد الجماعة وفهم الوضع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي لهذه الجماعة.

أهمية تمكين المرأة خلال عملية التنمية التي يترتب عليها زيادة تبلور دور المرأة والاهتمام بآرائها وتعزيز مكانتها في علاقات النوع وفي كل المجالات ويعد النجاح في ذلك أحد مؤشرات نجاح عملية مكافحة الفقر.

4-تحقيق الأمان للفقيرات عن طريق بناء أصــولهن, وتنويع الأنـشطة الأســرية، وتوفير مجموعـة متنوعــة من آليــات التــأمين لمواجــهـة الصــدمــات -ابتــداء مـــن الأشــغـال العـامـة إلى البـرامج المشـجـعـة على البـقـاء في المدارس وتوفير التأمين الصحي والضمان الاجتماعي.

4.3.2 السياسات المعنية بمكافحة الفقر بين النساء

يلقى هذا الجزء من التقرير الضوء على الملامح الرئيسية لأهم السياسات و البرامج التي تم تطبيقها في معظم الدول العربية لمكافحة الفقر ثم سنستعرض الحالات القطرية في الجزء التالي من الورقة.

أولا: لقد تبنت معظم الدول العربية سياسات اقتصادية كلية لمكافحة الفقر بعضها بدأ منذ الخمسينات ولكن أغلبها تم في التسعينيات. ولكن لا توجد جهة أو وزارة بعينها تقوم برسم خطة متكاملة لمكافحة الفقر. وقد أدرجت بعض الدول خطط منفصلة لمكافحة فقر المرأة و إن كان الخطة الوطنية لمكافحة الفقر قد تضمنت –غالبا- برامج لمكافحة فقر النساء. و يتم ترجمة هذه السياسات إلى خطط و برامج و مشروعات عن طريق الوزارات المعنية مثل وزارات الشؤون الاجتماعية و العمل و الصحة و التعليم . و يتم رسم هذه السياسات بطريقة مركزية. ولم تشارك المرأة الفقيرة في تصميم هذه البرامج إلا في فلسطين و تونس ولكن تشارك المؤسسات النسائية –مثل اللجان الوطنية ومحالس المرأة – في رسم السياسات ووضعها موضع التنفيذ . كما تم الإهتداء في أعداد الخطة بمقررات و توصيات المؤتمر العالمي للمرأة 1995 ,و قمة التنمية الاجتماعية 1995 , والمؤتمر العالمي للتنمية والسكان 1994.

شملت الخطط التنموية الإقتصادية و الإجتماعية مجموعة من الأهداف المعنية بمكافحة الفقر و يمكن تلخيص هذه الأهداف كما يلي:

1-رفع معدلات النمو الاقتصادي إلى مستويات أعلى من معدلات النمو السكاني و خلق أثر مباشر وواضح على مستوى دخل الفئات الفقيرة لرفع المستوى العام لدخول المواطنين إلى ما فوق خط الفقر المطلق . و تحسين الفرص الاقتصادية والاستثمارية للفئات الفقيرة من خلال دعم وتمويل المشاريع الصغيرة

2-تحقيق تكافؤ الفرص والعدالة في توزيع مكاسب التنمية على كافة الشرائح الاجتماعية .

3- محاربة الفقر عن طريق حزمة الأمان الاجتماعي و تحسين الظروف المعيشية والحياتية للفئات الفقيرة من خلال تطوير البنية التحتية المادية والاجتماعية المحيطة بهم ، و التصدي لمسببات الفقر .

4-تطوير العقيدة التربوية والتعليم ، والتدريب ، والتوعية.

5-تضييق الفجوة القائمة بين الجنسين في مختلف المجالات الاجتماعية والاقتصادية و إدماج أو إعادة إدماج الفئات الفقيرة

6-القضاء على الأسباب المؤدية إلى الإقصاء و التهميش

7- إذكاء روح التضامن الوطني و دعمه بين مختلف شرائح المجتمع

8-تزويد المرأة بالمهارات والمعلومات والتسهيلات الائتمانية وبوسائل التكنولوجيا المناسبة للأنشطة التي تقوم باختيار تنفيذها. و زيادة الفرص التشغيلية أمام الفقراء من الجنسين القادرين على الإنتاج والباحثين عن العمل من خلال إعادة تأهيلهم وتدريبهم ودمجهم في سوق العمل.

تعدد الآليات المستخدمة لترجمة السياسات إلى برامج و الإشراف على تنفيذها, من خلال وزارات المرأة و الأسرة و الصناديق الإجتماعية و اللجان الوطنية و الهيئات الأهلية. و يتم تمويل برامج مكافحة الفقر و البرامج الأخرى المرتبطة من خلال ميزانية الدولة في الأساس و من التبرعات و الهيئات المانحة.

ثانيا: إعتمدت جميع الدول – ما عدا فلسطين- سياسات ترمي إلى زيادة مشاركة المرأة في سوق العمل من خلال خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية و ترمى إلى زيادة معدلات مشاركة المرأة في مختلف الأنشطة الاقتصادية, و الاستراتيجية الوطنية للمرأة. ويقوم الإعلام بدور فعال في هذا الصدد. و قد تم اتخاذ التدابير الآتية لإدماج وإعادة إدماج المرأة التي تعيش تحت وطأة الفقر والمهمشة اجتماعياً في قوى العمالة المنتجة:

1-توفير القروض لإنشاء مشاريع فردية للمرأة .

2-توفير التدريب الفني والمهني و تدريبهن على مهارات تتناسب واحتياجاتهن واحتياجات سوق العمل .

3-مساعدتها على الانتفاع بآليات تمويل المشاريع صغيرة الحجم

4-وضع آلية إحاطة و متابعة لمساعدتها على إنجاح مشاريعها

5-دعم الجمعيات المعنية ماليا و فنيا

6-تمكينهن من الحصول على الأصول و الموارد .

7-زيادة الدعم المادي والفني للجمعيات التطوعية التي تعمل في مجال تدريب الفقراء.

ثالثا:اعتمدت الدول سياسات للإقراض والتمويل تضمن استفادة النساء الفقيرات منها. تتضمن الإجراءات والسياسات التي تم اتخاذها -في هذا الصدد, لتسهيل وصول المرأة وخاصة الفقيرة إلى جهات الاقتراض ومؤسسات الادخار الآليات الآتية:

1-فتح منافذ خاصة لإقراض النساء بما في ذلك إقراض الشابات اللاتي يفتقرن إلى إمكانية الوصول إلى المصادر التقليدية للضمانات.

2- تبسيط الممارسات المصرفية مثل خفض الحد الأدنى للإيداع

3-مشاركة النساء في عملية صنع القرار في المؤسسات التي توفر الائتمان و الخدمات.

رابعا: تقدم جميع الدول أنظمة للدعم الاجتماعي و ذلك من خلال صناديق المعونة الوطنية و الوزارات المعنية مثل وزارة الشئون الاجتماعية في مصر . وهي تتضمن في معظم الأحيان إعانات مالية دائمة و مؤقتة, خدمات صحة و مجانية التعليم و توفير المياه و الكهرباء و الصرف الصحي و شبكة الحماية الاجتماعية و من أهم التدابير التي تم اتخاذها للتيسير على المرأة من أجل حصولها على مساعدات مالية أو اجتماعية تفعيل وتوسيع قاعدة خدمات صندوق المعونة الوطنية, و تبسيط الإجراءات لتسهيل حصول المرأة على المساعدة المالية المطلوبة . وتبصير المرأة بالجهات المانحة لهذه المساعدات . ولكن تعد عدم كفاية الموارد المخصصة, وبطيء الإجراءات وتعقيدها في أحيان كثيرة من أهم المعوقات التي تحول دون حصول المرأة الفقيرة على مساعدات مالية أو خدمات اجتماعية .

و تشمل أهم الخطط المستقبلية في هذا المجال:

1-رفع سقف المعونة الوطنية لتخطي فجوة الفقر .

2-التوسع في البرامج الخدمات الاقراضية .

3-التوسع في برامج التدريب القائمة على التشغيل .

4-تصويب البرامج طبقا لحاجيات و خصوصيات الفئات الفقيرة

5-التحسين المتواصل و الدوري لقائمات المنتفعين بهذه البرامج.

خامسا: تعتمد الدولة سياسات للتدريب وإعادة التدريب من أجل النساء وخاصة الفقيرات و تخفيض معدل الأمية بين الإناث و زيادة نسبة الاستيعاب بالتعليم ومن التدابير التي اتخذتها الدول العربية في هذا الصدد:

1-الاستمرار بفتح مراكز تعليم الكبار في كل المناطق التي تعاني من ارتفاع من نسب الأمية

2-التعاون المستمر بين وزارة التربية والتعليم ومنظمات المجتمع المدني وخصوصاً الهيئات النسائية العاملة في المجال ، وذلك بتقديم كل تعاون ممكن وخصوصاً تقديم مستلزمات الدراسة والمعلمات .

3-سن قانون خاص بإجبارية التعليم حتى سن 16 سنة

4-تحسين ظروف الدراسة و أوقاتها في المناطق الريفية بما يستجيب و خصوصيات هذه المنطقة

5-تعميم المدارس على كل المناطق الحضرية و الريفية و تقريبها من الأسر

6-الإعلام و إرساء ثقافة وطنية في مجال تعميم التعليم بالنسبة للجنسين

7- تقديم المساعدات المدرسية للفقيرات للحد من تسربهم من المدرسة.

سادسا: يتم الحصول على الخدمات القانونية مجاناً أو بتكلفة ميسرة ، بما في ذلك محو الأمية القانونية لا سيما بهدف الوصول إلى المرأة التي تعيش تحت وطأة الفقر من خلال برامج محو الأمية القانونية ، والتوكيل أمام القضاء واستخراج بطاقات الهوية وغيرها من الخدمات . و لم يتم مؤخراً القيام بإصلاحات تشريعية وإدارية بغية تمكين المرأة من الحصول الكامل على الموارد الاقتصادية في معظم الدول العربية إذ أن الشريعة الإسلامية هي معيار التشريع.

سابعا: تراعى جميع الدول المنظور النوعي عند جمع البيانات الإحصائية. ولجميع الدول مفهوم محدد عن الفقر يأخذ في الاعتبار الجوانب الاقتصادية و أحيانا الاجتماعية. و يتم قياس الفقر و تحديث المقاييس بصفة دورية. و عامة فإن الفقر بين النساء أعلى منة بين الرجال خاصة الفقر البشري.و البطالة بين الإناث أعلى كثيراً مما هي بين الذكور وتتناسب عكسياً مع مستويات الدخول للأسر ، حيث الأقل دخولاً هم الأكثر معاناة من البطالة وكذلك تعانى المرأة الفقيرة من تدني مستوى التعليم زيادة حجم أسرتها و ارتفاع نسبة الإعالة بها و تدنى الظروف السكنية .

الصناديق الاجتماعية للتنمية:

انتشر وجود الصناديق الاجتماعية في الدول العربية خلال السنوات الأخيرة الماضية وتهدف هذه الصناديق إلى مكافحة الفقر وإنقاص معدلات البطالة وتحسين مستوى الخدمات الاجتماعية وتمكين الجماعات المحرومة من الوصول لها ومن خلال برامج هذه الصناديق نجحت الدول في أن تضفي قبولاً ومشروعية سياسية على برامج الإصلاح الاقتصادي وساهمت في تشجيع المشاركة الاجتماعية في التنمية وفي توفير إدارة أفضل وأكثر شفافية لمشروعات وبرامج التنمية الاجتماعية. وتلعب الصناديق الاجتماعية دوراً أشبه بالوسطاء التمويلية إذ تقوم بتعبئة موارد الحكومة والجهات المانحة من اجل تمويل مشروعات خاصة يقترحها أفراد أو مؤسسات أخرى. كما أنها تتمتع بقدر كبير من الاستقلال المؤسسي حيث أن التعيين بها غير خاضع لنفس معايير العمل الحكومي كما تتبع إجراءات أسهل للمقارنة بين المشروعات المقدمة إليها.

لكن يلاحظ اختلاف درجة الاستقلال المؤسسي بين الدول، ففي حين نجد أن الأردن و لبنان تتمتع الصناديق الاجتماعية بهم باستقلال واضح، نجد أنه في مصر نصف عدد مجلس إدارة الصندوق من موظفي الحكومة مما يزيد العبء البيروقراطي في العمل.

وعلى الرغم من أن الهدف الأول من إنشاء الصناديق الاجتماعية كان هو تقليل التكلفة الاجتماعية للإصلاح الاقتصادي، فإنها قد أصبح لها أهداف أبعد في المدى سمحت لها بالتعاون الوثيق مع الوزارات في الدول الموجودة بها. فقد أصبحت تهتم بخلق فرص العمل ودعم البنية التحتية وتوفير الخدمات الأساسية للفقراء. فقد مول الصندوق الاجتماعي لمصر 32 مشروعاً لمحو الأمية استفاد منه 15 ألف شخص: كما تقوم الصناديق الاجتماعية بتمويل القروض الصغيرة للأفراد.

تتعاون الصناديق الاجتماعية مع المنظمات غير الحكومية من أجل الوصول للفقراء في الريف والحضر. وتواجه الصناديق الاجتماعية عدة مشاكل منها صعوبة الاختيار بين التمويل السريع للمشروعات وبين نوعية وكفاءة المشروعات التي يتم تمويلها حيث أنه يتم التغاضي عن ميزانية تقييم ومتابعة المشروع لتقليص المصروفات الإدارية الخاصة به. كما تواجه الصناديق أيضاً مشكلة الطبيعة المؤقتة لنشأتهم رغم التزايد المستمر لميزانياتهم وصعوبة الاختيار بين إعطاء قروض أو منح للبنية الأساسية لخدمة الأفراد شديدي الفقر.

 

و على الرغم من هذه الإنجازات في مجال رسم السياسات و تنفيذها لمكافحة الفقر بين النساء ألا أن وضع هذه السياسات موضع التنفيذ و تطبيق آلياتها يتعرض لكثير من المعوقات التي تحول دون استفادة الإناث من هذه البرامج نلخصها فيما يلي:

*أن سياسات مكافحة الفقر رغم أنها يجب أن تخدم أفقر الفقراء، إلاّ أنها تعجز عن ذلك بسبب تركيزها على تقديم الفرص للفقراء لإقامة أعمال خاصة بهم (التشغيل الذاتي) متجاهلة أن أفقر الفقراء يعملون لدى الغير بأجر.

*صعوبة تحديد الفئة المستهدفة وذك بسبب عدم الاهتمام بإعطاء التدريب الكافي للعاملين بمؤسسات التنمية بحيث يتمكنوا من الاختيار الصحيح لهذه الفئة واقتصار اختيارهم على الأبعاد الاقتصادية دون أبعاد النوع أو الطائفة أو الدين.

*عدم ملاءمة المشروعات للأوضاع الحقيقية للفئة المستهدفة مثل الدخول في مشروعات مرتفعة المخاطرة وارتفاع معدلات الأمية الذي قد يصعب على البعض متابعة الربح والمبيعات.

*تتجه معظم المشروعات لتعميم برامج محدودة الفترة الزمنية (قصيرة المدى) وهو ما لا يسمح للمشروع بالنجاح وأن يؤتى ثماره ويستمر فيها، ولذلك يجب أن تمر مشروعات توليد الدخل بأربعة مراحل هي: التدريب لمدة تتراوح من شهرين إلى عام على المهارات الأساسية اللازمة في هذه المشروعات، تقديم الدعم والتشجيع للمشروع في أول عامين من عمله، ثم مرحلة نمو المشروع في عامه الثالث والرابع على استمرار تقديم التدريب للقائمين على إدارة المشروع، وأخيراً مرحلة استقلالية المشروع مادياً.

*عدم الاهتمام بتمكين الفئة المستهدفة من خلال التوعية وبناء القدرات الذاتية.

*عدم توفير فريق عمل يقدم الخدمات والتوعية للفئة المستهدفة في كافة المجالات المتصلة بالأنشطة الاقتصادية والخدمات الصحية والاجتماعية.

*عدم توفر القيادة المناسبة لها، وضعف القدرات الإدارية، وضعف الأجهزة المحاسبية و النظم المالية في بعض المؤسسات والمنظمات المعنية بمكافحة الفقر ، إضافة إلى ضعف قاعدة مواردها المادية والبشرية، ونقص الخبرة والمهارة والالتزام المهني بين العاملين بها، ووجود ثقافة مؤسسية سائدة فيها تفضل العمل الاجتماعي والنشاطات الخيرية (عن الانخراط الأعمق في التنمية)،وضعفها فيما يتعلق بحسن الحكم، وقدرتها المحدودة على تعبئة الموارد المادية والبشرية، وقدرتها المحدودة أيضاً على التأثير على السياسة العامة في الدولة.

 

خامسا: السياسات القطرية المعنية بمكافحة الفقر بين النساء

الترتيب الوارد للدول العربية هو ترتيب أبجدي.

الأردن

و تتبنى الأردن محورا لمعالجة مشكلة الفقر كظاهرة متعددة الأبعاد, وهي ظاهرة تكاد تشكل حالة المرأة الريفية و المرأة في الأحياء الشعبية أغلبها و إن لم تكن محصورة بينهن. يتضمن البرنامج 6 2مشروعا, 15 منها للمرأة غير الريفية و 11 للمرأة الريفية. ومن الإجراءات التي تم اتخاذها في هذا المجال:

أ - شبكات الأمان الاجتماعي

وقد شملت هذه الشبكات مجموعة من البرامج في الأردن مثل برنامج المعونة النقدية عن طريق صندوق المعونة الوطنية وصندوق الزكاة ومساهمات الجمعيات الخيرية، وبرنامج القروض والمنح والمشاريع الانتاجية الذي تتولاه مؤسسات حكومية في المناطق المختلفة، وبرنامج المساعدات النقدية أو النوعية الطارئة، وبرنامج مساعدة الطلاب الفقراء عن طريق الجهات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية، وبرنامج الرعاية الصحية للعائلات الفقيرة في غياب تأمين صحي شامل، وغير ذلك. وعلى الرغم من الجهود والإنجازات التي حققتها هذه البرامج إلا أن الحاجة قائمة لترشيد العمل وتحسين الأداء، وزيادة التنسيق بين المؤسسات المختلفة ذات العلاقة، وتنمية الموارد البشرية العاملة في هذا الميدان، وتطوير القدرة على دراسة جدوى المشاريع وتقييمها، والتركيز على العمل الميداني والاتصال المباشر بالفئات المستفيدة.

ب- حزمة الأمان الاجتماعي. ويتم تنفيذها من خلال مسارين متلازمين: يهدف اولهما إلى التخفيف من وطأة الفقر ويعمل من خلال اربعة برامج تتضمن نقطتين اعادة هيكلة صندوق المعونة الوطنية وتوسيع قاعدته، وبرنامج تدريب الفقراء العاطلين عن العمل وإعادة تأهيلهم وتشغيلهم، وتمويل وتنمية المشاريع الصغيرة للاسر الفقيرة ولا سيما النساء، وتحسين البنية التحتية المادية والاجتماعية للمواقع المتدنية الخدمات والفقيرة. اما ثانيهما، فيتضمن التصدي لمسببات الفقر من خلال التركيز على قطاعات الصحة والتعليم والتكنولوجيا والمعلوماتية وصيانة البنية التحتية بهدف مكافحة الفقر.

 

ب-الأسلوب الوقائي

وهو الأسلوب الذي يتم بموجبه تصميم الخطط التنموية لتأخذ بالاعتبار تحقيق أهداف اقتصادية واجتماعية في آن واحد بشكل متوازن. ومن المتوقع أن يكون النمو الاقتصادي على المدى القصير في الأسلوب الوقائي أقل منه في الأسلوب العلاجي. أما السياسات والإجراءات اللازمة في هذه الحالة فتتلخص في شمول الخطط والسياسات التنموية على أهداف وسياسات واجراءات ومشاريع تأخذ بالاعتبار بشكل متوازن متطلبات النمو الاقتصادي وحاجات المواطن المعيشية، مع التركيز على الفئات الأقل حظا وذوي الدخل المحدود. وفي هذه الحالة يكون للسياسات وللإجراءات والمشاريع في المجالات الصحية والتعليمية والسكنية، وبخاصة تلك التي تهدف إلى خدمة ذوي الدخل المحدود، أهمية مشابهة للسياسات والإجراءات والمشاريع ذات الوزن الاقتصادي البحت من منظور شمولي، والتي غالبا ما تغفل حاجات الأقل حظا والفئات المهمشة وذوي الدخل المحدود.

 

ج- الأسلوب الجذري

وهو أسلوب طويل المدى، لا يغني عن استخدام الأسلوبين الآخرين، بسبب متطلباته البشرية والفنية والزمنية. وبموجب هذا الأسلوب تتم معالجات جذرية في التشريعات والهياكل والمؤسسات والسلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية بما يضمن حدا أعلى من العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص والاستفادة المتكافئة والمتوازنة من المنافع والخدمات، ومحاربة الفساد ومصادر الدخل غير المشروعة، وحسن توزيع الثروة واعادة توزيعها. كذلك تتضمن تطوير وزيادة فعالية المؤسسات القائمة والعاملة على تنظيم الفقراء وتوسيع نطاق الحماية الاجتماعية لتشمل كافة شرائح المجتمع والقدرة على الوصول للموارد المالية المختلفة وتبسيط الإجراءات الائتمانية التابعة لها.

 

ولكن لم تكن التشريعات والسياسات المتعلقة بالفقر تستند إلى الفروقات النوعية ، على أساس أن ما ينطبق على الرجال ينطبق على النساء. إلا أنة و منذ اعتمدت الحكومة للاستراتيجية الوطنية للمراة عام 1993 أصبح هناك إقرار رسمي بضرورة ايلاء النساء الفقيرات عناية خاصة من خلال توفير الخدمات التي تهدف إلى تحسين الأوضاع الاجتماعية والصحية والتعليمية لهن ولأسرهن ، إضافة إلى بعض الإجراءات الأخرى المتعلقة بالنساء العاملات في الأعمال الموسمية وفي القطاع غير المنظم .

وتجدر الاشارة هنا إلى أن اللجنة الوطنية الأردنية لشئون المرأة تعكف حالياُ على تحديث الاستراتيجية الوطنية للمرأة ، حيث تم تخصيص محور فرعي للفقر ضمن محور رئيسي يتناول الأمن البشري والحماية الاجتماعية ، حيث أنه لا يمكن تجزئة قضية الفقر عن قضايا الأمن البشري والحماية الاجتماعية ككل ، علما بأن هذا المحور يتناول إضافة إلى الفقر المحاور الفرعية التالية :- التعليم ، الصحة ، العنف ، الإعاقة ، المسنات ، الأسر التي ترأسها امرأة ، البيئة ، الأمن الغذائي ، والإسكان.

وفي اطار متابعة تنفيذ خطة عمل و توصيات المؤتمر الدولي الرابع للمرأة(1995) تم إعداد برنامج عمل وطني للنهوض بالمرأة الأردنية (1998-2002) من قبل المؤسسات الحكومية و المنظمات غير الحكومية , و تم التركيز علي محور الفقر كأحد المجالات الحاسمة.

أما في التخطيط التنموي الشامل ، فقد تم وللمرة الأولي في الأردن إدماج منظور النوع الاجتماعي (الجندر) في كافة قطاعات خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية للأعوام 1999 2003 ، حيث نصت أحد أهداف الخطة الرئيسة على "ردم الفجوة القائمة بين الجنسين في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية (وزارة التخطيط1999 (أ) ، صفحة 10) . كما اعتمدت هذه الخطة مفهوم التنمية البشرية المستدامة.

المرأة والمشاريع المتعلقة بالحد من الفقر:

ركزت معظم المشاريع الحكومية والأهلية الرامية إلى الحد من الفقر على برامج أقراضية لإقامة مشاريع صغيرة أو متناهية الصغر ، وتبين دراسة أجرتها وزارة التخطيط على قطاع التمويل الصغير في الأردن أن نسبة المستفيدات النساء من هذه القروض جيدة إلا أن هذه النسبة مركزة ضمن مشاريع المنطمات غير الحكومية أكثر مما هي ضمن المشاريع الحكومية ، وقد يشير هذا إلى أن المنظمات غير الحكومية استطاعت الوصول إلى المرأة الفقيرة أكثر ، أو أن شروط الإقراض لديها (بما فيها الحصول على كفالة) كانت حساسة أكثر لأوضاع ومتطلبات النساء .

من أنجح المشروعات مشروع المجموعات النسوية الريفية والقروض والذي تم تنفيذه من قبل الصندوق الأردني الهاشمي للتنمية البشرية بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة الإنمائي للمرأة (اليونيفيم) ، حيث هدف المشروع إلى تمكين النساء العاملات في الأنشطة الزراعية اقتصادياً واجتماعياً من خلال ضمان سيطرتهن المباشر على الإنتاج إضافة إلى تطوير نموذج إقراضي مستدام للنساء قابل للتطبيق لاحقاً.

تونس

انتهجت تونس في وضعها للسياسات والبرامج الهادفة لمقاومة الفقر تمشياً يتلاءم إلى حد بعيد مع المنهج الذي اعتمدته في تحديدها لمفهوم الفقر وجاءت البرامج والتدخلات التي تم إقرارها لتستهدف من الجانب الاجتماعي النهوض بالأسرة الفقيرة ومن الجانب الجغرافي والمناطق والفئات المعرضة أكثر من غيرها لظاهرة الفقر من جهة ومن الجانب الاقتصادي العناية ببرامج التشغيل والإدماج المهني ومواكبة إعادة الهيكلة الاقتصادية جهة ثانية. هذا ومما تجدر الإشارة إليه أن البرامج الخصوصية التي تم إقرارها وإنجازها قد جاءت لتدعم التوجهات الاجتماعية لسياسة التنمية بمفهومها الشامل إذ تواصلت في هذا الإطار تدعيم الاعتمادات المخصصة للنفقات الاجتماعية التي بلغت تكاليفها حوالي 500 د للمواطن الواحد في السنة خلال 1999 أي ما يعادل خلاص أجر أدنى إضافي لكل أسرة شهرياً وذلك مقابل 200 د سنة 1987 كما تمت المحافظة على نسبة التحويلات الاجتماعية في حدود 20% من الناتج المحلي الإجمالي وذلك على الرغم ن تطبيق برامج الإصلاح الاقتصادي التي كثيراً ما تؤثر على النفقات الاجتماعية.

ويمكن تصنيف البرامج الخصوصية المتعلقة بمقاومة الفقر والنهوض بضعاف الحال إلى ثلاثة أصناف رئيسية:

1-برامج المساعدات الاجتماعية المبنية على المفهوم الاجتماعي للإقصاء.

2-برنامج النهوض بمناطق الظل المبنية على المفهوم الجغرافي للإقصاء .

3-برامج الاندماج الاقتصادي للفئات محدودة الدخل المبنية على البعد الاقتصادي للإقصاء.

4-الآليات الخصوصية الداعمة للمرأة المبنية على دعم اعتماد النوع الاجتماعي.

1-برامج البعد الاجتماعي : برامج المساعدات الاجتماعية والتغطية الصحية :

وهي برامج ذات صبغة اسعافية تستهدف بالخصوص النواة الصلبة للفقر والمتألفة في اغلبها من العائلات الفاقدة للسند وللموارد القارة مع انعدام قدرة أفرادها على تعاطي أنشطة منتجة والإنصهار في الدورة الاقتصادية وذلك لأسباب ذاتية (كالمرض المزمن والإعاقة والتقدم في السن أو صغر السن ) أو اجتماعية مثل الترمل والطلاق مع كفالة أطفال قصر وغير قادرين على العمل 0وتهدف مختلف هذه البرامج والتدخلات إلى توفير حد أدنى من الدخل أو الخدمات لمساعدة العائلات المستهدفة على توفير حاجاتها الأساسية. ويمكن تصنيف هذه البرامج بحسب نوعية تدخلاتها إلى ثلاثة أصناف هي التوالي : البرنامج الوطني للعائلات المعوزة و برنامج المساعدات الطبية المجانية و المساعدات الموسمية والظرفية. و تشمل خدمات هذه البرامج تقديم مساعدات نقدية بصفة دورية للعائلات الفقيرة والمحدودة الدخل و توفير فرص العلاج والاستفادة من الخدمات الصحية للعائلات المعوزة التي توفرها المؤسسات الصحية والإستشفائية العمومية بصفة مجانية و كذلك تقديم العون والمساعدة للعائلات الفقيرة والمحدودة الدخل في المناسبات الدينية والوطنية أو عند تعرضها لصعوبات ظرفية استثنائية

2-برامج البعد الاقتصادي والاجتماعي :

على أثر التحولات الاقتصادية التي شهدتها البلاد التونسية خلال الثمانينات والتسعينات والناتجة عن اعادة هيكلة الاقتصاد والتفتح على المحيط العالمي, ظهرت الحاجة إلى وضع سياسات جديدة لمعالجة ظاهرتي الفقر والبطالة واعتبارهما من الأولويات الوطنية نظراً لما هاتين الظاهرتين من ترابط وتلازم ولما لهما من انعكاسات على اسقرار المجموعة الوطنية وتضامنها . في هذا الإطار وضمن هذا التوجه اندرجت المبادرات التي اتخذتها الدولة في أوائل التسعينات والتي تواصلت حتى نهاية العشرية وقد تجسدت هذه المبادرات في بعث هياكل ومؤسسات مختصة للمعالجة النشيطة لظاهرة الفقر والحد من البطالة والتي كانت تباعا.

3-برامج إدماج الشباب في سوق الشغل وهي برامج متواصلة منذ1987 : هي برامج للإعداد للحياة المهنية المنجزة من طرف وزارة التكوين المهني والتشغيل و تمثل آليات تدخل ناجع في سوق الشغل من أجل منح فرص هامة من التوصيـات داخل محيط العمل من أجل تيسير عملية الإندماج في الحياة النشـيطة وقد مكنت هذه الآليات الإناث من الإسـتفادة منها بنسـب تفوق 60%.

4-صندوق التضامن الوطني لسنة 1993 : يعنى بدعم مبادرات الباعثين الذين ليست لهم القدرة على توفير الضمانات الخاصة للقروض إذ لا يملكون عادة إلا مؤهلاتهم كما وتقديم القروض الصغيرة من أجل دعم الفئات الفقيرة منهم. و قد بلغ نصيب المرأة من مجموع القروض المسندة حوالي 30% خلال السنوات الثلاثة الماضية.

5-برنامج القروض الصغيرة سنة 1999: ويهدف إلى تمكين الجمعيات التنموية من إسناد قروض صغيرة لا تتجاوز قيمتها الألف دينار بنسبة فائدة 5% ويتعين على الجمعيات التي ترغب في ممارسة هذا النشاط الحصول على تمويل من البنك التونسي للتضامن.

6-الصندوق الوطني للتشغيل سنة 2000: وهو يهدف إلى تأهيل طالبي الشغل من الشبان والشابات في الاختصاصات والقطاعات الواعدة والتي تفسح مجال أكثر من غيرها للتشغيل كما يساعد استغلال كل الإمكانات المتاحة في هذا الميدان

وقد أولت هذه البرامج والمؤسسات عناية خاصة بوضعية المراة الفقيرة أو التي تعيش صعوبات إدماج في سوق الشغل .

الآليات الخصوصية الداعمة للمرأة :

إضافة إلى برامج البعد الاجتماعي والبعد الاقتصادي والبعد الجغرافي فإن وزارة شؤون المرأة والأسرة عملت على دعم استفادة المرأة وخاصة الريفية من كل البرامج الوطنية و منها خصوصا برامج تمويل المشاريع الاقتصادية وذلك بإقرار آلية خاصة وبرامج عملي للنهوض بالمرأة الريفية. وكان لبعث آلية لدعم المشاريع النسائية الصغيرة دوراً مهما في نشر ثقافة الإندماج الاقتصادي لدى المرأة والتعريف بآليات التمويل والفرص المتاحة في مجالي التكوين والتشغيل كما ساهمت الآلية في تحسين كفاءة الجمعيات المتدخلة في مجال الإقراض وتمويل المشاريع الصغيرة عن طريق تنظيم دورات تكوينية وتربصات مهنية للمتدخلين بالتعاون مع البنك التونسي للتضامن .

السودان

تضمنت الاستراتيجية القومية الشاملة (1992-2002) برامج مواسعة لتنمية المجتمع متمثلة في :-

محاربة الفقر من خلال برامج الاسر المنتجة

رفع وتحسين المستوى المعيشي للمواطنين

تحقيق التكافل الاجتماعي ورعاية الفئات المستهدفة بالضمان الاجتماعي .

اتخاذ تدابير لمعالجة التشوهات الاجتماعية (التسول - التشرد – تعاطى المخدرات …)

تحريك قطاع المرأة وتنمية مقدراتها .

بالرغم من أن قطاع المرأة قطاع مستعرض بحاجاته متمثلة في القطاعات الاستراتيجية المختلفة إلا أن هذا القطاع قد أفردت له استراتيجية منفصلة وذلك اعترافا بدور المرأة الهام ووظائفها المتميزة في الحياة واستداركا للفجوة الماثلة في أوضاع المرأة لكونها طاقة هائلة تمثل نصف المجتمع أو تزيد فإن ادماجها في مسيرة النهضة والبناء يستوجب الاهتمام والرعاية لتعزيز مكانتها وإمكانتها في المجتمع .

وهدفت الاستراتيجية إلى :

-وضع المرأة في اولويات التنمية للدولة .

-دعم القطاع النسوي وتعبئة طاقاته كمورد بشرى هام في تحقيق استراتيجية النهضة الشاملة .

-فتح افاق جديدة للمرأة لتكون عاملا فاعلا في التغيير السياسي والاجتماعي والاقتصادي .

-تعزيز مكتسبات وحقوق المرأة الاقتصادية والاجتماعية (حقوق الامتلاك والحيازات الزراعية ).

-التطبيق العملي للتشريعات التي سنت لصالح المرأة واستكمال الاطار التشريعي المعزز لحقوق المرأة.

انظلاقا من التزام الدولة تجاه المرأة فقد انشئت العديد من الاليات الرسمية والشعبية والتطوعية لرعاية النشاط النسوي. ومن أهمها الادارة العامة للمرأة وإدارة المرأة والتنمية الزراعية بوزارة الزراعة.

ولمتابعة تنفيذ هذه الأنشطة والبرامج على المستوى الولائي تم إنشاء وحدات لتنمية المرأة بالوزارات.

المجلس العالي للفقر:

أصبح الفقر منبراً ذو أهمية بالغة على المستوى الرسمي أيضا حيث وضعت له استراتيجية لتخفيف وطأة الفقر في السودان (2000-2020م) ، يهدف المجلس إلى استيعاب البرنامج الاستراتيجي الشامل لمناهضة الفقر ، كما تم إنشاء وحدات لتنفيذ ومتابعة هذه الخطط الاستراتيحيات ، وتتمثل في الآتي :

* لجنة تسيير استراتيجية تخفيف وطأة الفقر وتعمل تحت المجلس العالي ويناط بها وضع برنامج لتخفيف وطأة الفقر وفق الأهداف التي يقفررها المجلس وكذلك توجيه السياسات وبرامج العمل لمحاربة الفقر .

* قيام وحدة لتنسيق برامج محاربة الفقر وتلحق بوزارة المالية وتتولى التنسيق بين الجهات المختلفة التي تعنى بأمور مكافحة الفقر كما تشرف على تطوير السياسات الاستراتيجية وتحريك كل العمليات المتعلقة بتنفيذ الاستراتيجيات الخاصة بالوزارات المعنية (الرعاية والتنمية الاجتماعية – الزراعة – التربية والتعليم – الصحة – المياه -القوى العاملة) وتنسيق الوحدة أيضا مع منظمات المجتمع المدني والمنظمات الحكومية والقطاع الخاص في هذا الشأن .

* إنشاء وحدات منفذة للاستراتيجية على المستووى الاتحادي والولائي من الناحية الفنية .

* صناديق التكافل الاجتماعي .

* المصارف.

* المنظمات الطوعية المحلية والدولية .

* منظمات التمويل الداعمة لبرامج محاربة الفقر.

فلسطين

استأثرت محاصرة ظاهرة انتشار الفقر الفلسطيني باهتمام محلي ودولي نظرا لخطورة تأثيراته على تطورات العملية السياسية الجارية. فقد وجهت الدول المانحة جزءا أساسيا من مساعداتها لتمويل الخدمات الاجتماعية الأساسية الصحية والتعليمية، وتمويل مشاريع تنعكس بشكل مباشر وملموس على مستويات المعيشة للحد من تراجعها المتسارع مثل دعم رواتب موظفي السلطة الوطنية أو عبر برامج التشغيل الطارئ، أو عبر البرامج الإغاثة.

الوسائل المستخدمة لمواجهة الفقر

1-المساعدات

تعتبر المساعدات التي يتلقاها المحتاجين هي في الغالب المصدر الأساسي لدخلهم، وتعتبر وزارة الشؤون الاجتماعية أكبر جهة مؤسسية تقدم المساعدات المادية والعينية للفقراء. حيث تتلقى الأسر الفقير المساعدة بناء على الترمل أو الشيخوخـــة (48,6%)، و المرض العضوي (34%)، وبسبب غياب الزوج (31%) وفقدان المعيل (7,9%)و (5,5%) بسبب التيتـــم و(5,9%) بسبب عدم كفاية الدخل. أما الجهة المؤسسية الثانية التي تقدم مساعدات للفقراء فهي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، ومساعداتهم في الغالب هي للفقراء من اللاجئين. أما الجهة الثالثة التي تقدم مساعدات للفقراء فهي لجان الزكاة وهذه المساعدات موسمية وتزداد في شهر رمضان وفي الأعياد. كما يتم تقديم خدمات أخرى مختلفة كالتعليم والتدريب المهني والخدمات الصحية. كما وتقوم العديد من الجمعيات الخيرية بتقديم المساعدات العينية والمادية للأسر الفقيرة. وتعتبر المساعدات التطوعية المباشرة من الأقارب والأهل للأسر الفقيرة أحد مظاهر التكافل الاجتماعي، إلا أن هذه المساعدات غير دائمة ولا تلزم مقدم الدعم باستمراره وتواصله.

 

2-التدريب والتأهيل المهني

تعمل العديد من المؤسسات الحكومية والأهلية على تقديم التدريب وبشكل مجاني للمحتاجين وذلك بهدف تمكينهم من إيجاد فرصة عمل تمكنهم من العيش بكرامة. وحيث أن النساء هن الأفقر فقد تم تبني برامج خاصة لمساعدتهن، حيث نفذت وزارة الشؤون الاجتماعية برنامج تدريبي في مجال الخياطة وساعدت النساء مباشرة في الحصول على فرصة عمل. حيث تم التعرف على حاجة المصانع من العاملات والمهارات المطلوبة لذلك وقامت بتدريب النساء وتشغيلهن في هذه المصانع. كما عملت وكالة الغوث ومن خلال المراكز الشبابية في المخيمات على تقديم التدريب للنساء وساعتهن على فتح مشاغل وتشكيل تعاونيات نسائية يمكن من خلالها تشغيل النساء.

 

3-إيجاد فرص عمل

حيث أن البطالة هي السبب الرئيسي للفقر في فلسطين فقد عملت العديد من المؤسسات على توفير فرص عمل للباحثين والباحثات عن عمل، وتعتبر بكدار المؤسسة الفلسطينية للإعمار والتنمية هي الجهة الأكبر التي تفتح المجال للبحثين عن عمل من إيجاد فرصة عمل لهم. وحيث أن أعمال بكدار تتركز في البنية التحتية فغالبا لا تستفيد منها النساء. كما تتبنى وزارة الزراعة برنامج لتوفير فرص عمل للمهندسين الزراعيين وللمزارعين بحد أدنى من الأجور استفادت منه العديد من النساء كمهندسات وكمزارعات. حيث تكلف المزارعات بإنشاء مشاتل والعناية بالأشتال في منازلهن.

 

4-المؤسسات الرسمية تنفذ برامج إقراض للنساء

نظرا لعدم تمكن النساء من الإيفاء بشروط الإقراض المتوفرة في البنوك، سعت العديد من المؤسسات الرسمية وبشكل خاص وزارة الشؤون الاجتماعية إلى تنفيذ برنامج إقراضي لمساعدة النساء على البدء بمشاريع ريادية صغيرة. كما قدمت لهن التدريب الضروري في مجال الإدارة والمحاسبة والتسويق. و كذلك تقديم ضمان (كفالة) للنساء أمام مؤسسات الإقراض لتمكين المرأة من الإعتماد على نفسها بإنشاء مشروع. كما أنشأت وزارة الشئون الإجتماعية مكتبا لمكافحة الفقر للعناية بالمرأة الفقيرة حيث يقدم مساعدات نقدية و تأمين صحي. كذلك نفذت وكالة غوث اللاجئين برامج إقراض صغيرة

5- المنظمات الأهلية والدولية تنشئ مشاريع إقراض خاصة بالنساء[2]

في منتصف الثمانينات بدأت مؤسسات أهلية بتشكيل مؤسسات تنمية وإقراض تسعى إلى تحسين الوضع المعيشي للأسرة الفلسطينية عبر تقديم قروض تستثمر في مشاريع مدرة للدخل. ويمكن تقسيم هذه المؤسسات إلى ثلاثة أقسام:

مؤسسات إقراض فلسطينية غير حكومية مكونة من مجموعة التنمية الاقتصادية، والشركة العربية للتنمية والإقراض، والشركة الفنية للتنمية. وقد اتحدت هذه المؤسسات معا عام 1996 لتشكل صندوق التنمية الفلسطيني.

مؤسسات إقراض دولية: بدأ نشاطها في الستينات والسبعينات واستمر حتى الآن وتتشكل من عشر منظمات أساسية هي: وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين، برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، مؤسسة إنقاذ الطفل، مؤسسة الإغاثة الكاثوليكية، ومنظمة كير، والأنيرا، والكاريتاس، والاتحاد اللوثري، ومجلس الكنائس وجمعية الشبان المسيحية، ومركز المشاريع الاقتصادية النسوية-كوبيك. بعض هذه المؤسسات كانت تنفذ مشاريعها للفئات المستهدفة مثل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، في حين نفذت منظمات أخرى برامجها عبر منظمات محلية ومثال ذلك منظمة الأنيرا التي قدمت مشاريعها عبر مؤسسات محلية مثل جمعية الثقافة والفكر الحر، في حين قامت كل من ومركز المشاريع الاقتصادية النسوية-كوبيك، ومؤسسة الإغاثة الكاثوليكية بتحويل برنامجها كليا إلى جمعية صاحبات الأعمال-أصالة

المؤسسات والمنظمات الأهلية المحلية:

وتتمثل بمؤسسات ومنظمات أهلية محلية تتضمن أحد برامجها تقديم القروض مثل: الإغاثة الزراعية، ونقابة المهندسين، المركز العربي للتطوير الزراعي، ومؤسسة الثقافة والفكر الحر، ومؤسسة بيسان للبحوث والتنمية. نفذت بعض هذه المنظمات برامج خاصة بالنساء، وقدمت من خلالها المساعدات لمئات النساء اللواتي هن في الغالب من الفقيرات أو من الفئات الهشة في المجتمع والتي كان من الممكن إن تقع في أسر الفقر. ومن أبرز المؤسسات التي تقدم القروض للنساء مركز بيسان الإنمائي والإغاثة الزراعية. وتعتبر الإغاثة الزراعية هي المؤسسة الوحيدة التي تستهدف النساء العاملات في الزراعة وتقدم لهن المساندة ضمن برنامج متكامل يسعى إلى تمكين النساء، ومن ضمنه قروض زراعية وإرشاد زراعي وفائدة ثابتة 2% .

 

مؤسسات إقراض خاصة بالنساء:

نظرا لصغر حجم القروض وعدم كفايتها للبدء بمشروع ريادي بمعناه الحقيقي، شكل خلال السنتين الماضيتين مؤسستين تستهدفان النساء الراغبات في البدء بمشاريعهن الخاصة هما مؤسسة فاتن، والجمعية الفلسطينية لصاحبات الأعمال "أصالة".

6- برامج التمكين

حيث أن الحرمان هو السبب الرئيسي للفقر فإن شعور الفقير بالحرمان يؤدي مشاكل نفسية واجتماعية عديدة، فمعظم الأسر الفقيرة تعاني من العزلة الاجتماعية لعدم قدرتهم على الالتزام بواجبات المجاملة كالزيارة وتقديم هدية في المناسبات والقيام بواجبات الضيافة لدى رد الزيارة[3]. كما لاحظ الباحثون مظاهر متعددة للإحباط واليأس والعجز وعدم القدرة على التصرف. ويلجأ الكثيرين منهم إلى الإيمان بالقدرية كنوع من تفسير أسباب فقرهم وبالتالي تعتبر أحد السبل للتخفيف عن أنفسهم. لكل ذلك تبنت العديد من المنظمات النسوية عبر طاقم شؤون المرأة ومن خلال برامج التعبئة والتمكين التوجه للنساء وبشكل خاص في المناطق الريفية لمساعدتهن على إعادة الثقة بأنفسهن وقدرتهن على التغيير. تناولت هذه البرامج تعريف النساء بحقوقهن السياسية والاجتماعية، كما قدمت لهن المعلومات الضرورية للوصول إلى الخدمات ومؤسسات الإقراض.

 

كما توجهت إلى وسائل الإعلام المختلفة في محاولة منها لتغيير النظرة السائدة عن المرأة ودورها في المجتمع، ودحض بعض الآراء الخاطئة حولهن. و جدير بالذكر أنة تكاد لا تخلو أي وزارة من إدارة عامة لشئون المرأة. ويتفاوت دور هذه الدوائر من وزارة إلى أخرى. ولقد أنشئ مؤخرا اللجنة الوطنية للنهوض بالمرأة لمتابعة قرارات مؤتمر بكين. كما يوجد أيضا دائرة إحصاءات الرجل و المرأة.

 

هذا ويبقى الوضع السياسي في فلسطين هو السبب الرئيسي لتردى الوضع الاقتصادي والفقر التنموي. كما إن غياب العدالة الاجتماعية في توزيع الثروة وإمكانيات وصول أفراد المجتمع تعتبر من أهم الأسباب التي تؤدي إلى الفقر، ويبقى الأفراد المهمشون اجتماعيا هم أكثر الفئات الاجتماعية وقوعا كفريسة للفقر. هذه الفئات تتمثل في المسنين، والمعاقين، والنساء، وسكان القرى النائية، واللاجئين. كما أن الخروج من حالة الفقر تتطلب تقييم الوضع النفسي والعملي للفقيرات وتقديم المساندة لهن من خلال التدريب وإفساح الفرصة لهن للمشاركة في العملية الإنتاجية. كما يتطلب إشراكهن في صنع القرار الذي يخصهن باعتبار أن ذلك هو من أهم العوامل التي تؤدي إلى نجاح المشروع. وكل ذلك يتطلب من القائمين على إعداد خطط التنمية في السلطة الوطنية الفلسطينية على صياغة استراتيجية تنموية على المدى المتوسط تؤسس على تحديث البتنية التحتية والوصول إلى استخدام مكثف للعمل في الأراضي الفلسطينية، وتحسين الخدمات التعليمية والصحية وبشكل خاص في القرى والمخيمات. كما وتأخذ بالاعتبار تقليص الفروقات الواسعة في توزيع الدخل الوطني، وتعمل على تشجيع الاستثمار في المجالات الإنتاجية وفي تطوير البنية التحتية. وبذلك نتمكن من الخروج من مفهوم الإغاثة والعمل الخيري في مواجهة الفقر إلى مفهوم التنمية المستدامة والمتوازنة.

وإلى حين تحقيق ذلك فأن وجود شبكات حماية اجتماعية يمكن أن تؤمن درجة مقبولة من الحماية للفقراء، كما أن التنسيق بين هذه المؤسسات ضمن منظور الشراكة والتكامل في الخدمات يمكن أن يساعد الفقراء في توسيع خياراتم ويعزز من قدرتهن على استخدام أفضل هذه الخيارات.

مصر

تشير معظم مؤشرات الاقتصاد الكلى في مصر إلى نجاحها في برنامج التكيف الهيكلي وقدرتها على تحقيق الاستقرار في الاقتصاد الكلى. وتمتع مصر الآن بموقف مالي قوى مما سيحسن من فرصها ويمدد جهودها للدخول في حالة من النمو السريع كما يتنبأ لها البنك الدولي (1997). ولكن فإن هذه الإنجازات لابد من النظر إليها في سياق التحديات التي يجب على مصر أن تتعامل معها، وبالتحديد تحديات البطالة والفقر. ففي 1995 كانت البطالة في مصر تصل إلى 10-13 % من قوة العمل، وكانت هناك أدلة على درجة عالية من البطالة وعدم التوظف خاصة في القطاع غير الرسمي. وكذلك فإن الفقر في مصر لم يزل عاليا، فهو يصل إلى حوالي 28% عام 1996، وهناك أدلة توضح أن الفقر قد تزايد من 1991 إلى 1996و لكنة انخفض عام 199\. 2000

وكان استمرار حالة الفقر وسط مجموعات اقتصادية واجتماعية محددة من السكان خلال تلك الفترة مؤشراً على وجود بعض العوامل الاقتصادية والاجتماعية التي تؤدى إلى استمرار حالة الفقر ما بين عدد من الأجيال, وكان السؤال المطروح آنذاك هو: ما الذي استطاعت مصر فعله فيما يتعلق بالفقر والمساواة وإعادة التوزيع؟

جهود الدولة لتخفيف الفقر

إن الفقر هو موضوع سياسي حساس جداً في مصر. ومعظم الرسميين في الدولة ينكرون وجود الفقر، ورغم ذلك فإنهم يدركون أن برنامج التكيف الهيكلي والتثبيت الاقتصادي قد تكون له تداعيات سلبية أو عكسية على مستويات المعيشة في المجموعات الاجتماعية ذات الداخل المنخفض. ولذلك فقد تم تصميم وتنفيذ عدد من السياسات المساعدة هذه الفئات الاجتماعية.

ورغم أنه لا توجد جهة حكومية محددة مسئولية عن التخطيط والمرااقبة والتنسيق في مختلف البرامج والانشطة الموجهة إلى الفقراء، إلا أن مصر قد استخدمت استراتيجية متعددة الأبعاد لرفع مستوى معيشة المواطنين .. ويشمل ذلك : توليد الدخل، ورأس المال البشرى، واستراتيجيات شبكات الأمان. وقد رسمت وزارة التخطيط خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية العامة على المدى القصير والمتوسط والطويل وهذه الخطط يتم ترجمتها إلى خطط عمل من خلال مختلف الوزارات والهيئات الحكومية وكذلك فإن الحكومة المصرية تسعى إلى الوصول إلى هدف تخفيف الفقر من خلال عدد من القنوات، تشمل المساعدة المباشرة للفقراء من خلال وزارة الشئون الاجتماعية، وتوفير التعليم المجاني، وبرامج محو الأمية من خلال وزارة التعليم، والخدمة الصحية المجانية من خلال الوحدات الصحية، وعدد كبير من المستشفيات المحلية التابعة لوزارة الصحة .. كما أنها تقدم الدعم السلعي من خلال وزارة التموين والتجارة الداخلية، وتقدم برامجاً ومشاريع للتنمية الريفية من خلال وزارة الزراعة.

و لقد تبنت الخطة الخمسية الرابعة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية عدد من الأهداف منها :

زيادة نسبة مشاركة المرأة في مجالات التنمية الاقتصادية المختلفة خاصة الإنتاجية والصناعية وذلك لمساعدة النساء الفقيرات .

تعديل وتكييف التعليم المهني والتدريب في البرامج لتتلاءم مع احتياجات النساء في إطار متطلبات سوق العمل .

دعم المشروعات الصغيرة للنساء الفقيرات خاصة في الريف مع تسهيل الإجراءات الإدارية (تسهيل قروض الائتمان، التعليم والتدريب .. ).

تدعيم الجمعيات الأهلية التي تعمل في هذا المجال . والتنسيق بينها وبين أصحاب المشروعات الصغيرة .

التوسع في برامج القروض ومحاولة ربطها بالبنوك الوطنية ، أحياء الأوقاف الخيرية وحملات جمع التبرعات .

إقامة المعارض لتسويق المنتجات مع التنسيق بين الوزارات المعنية لتحديد احتياجات السوق المحلية و العالمية من هذه المنتجات .

العمل على تنظيم القطاع غير الرسمي وتوفير الحماية القانونية والضمانات الاجتماعية للمرأة العاملة فيه، مع إزالة التمييز الإحصائي الذي يتجاهل مساهمة المرأة في هذا القطاع .

و خلال فترة الإصلاح الإقتصادي, فإن المؤشرات الاجتماعية تم حمايتها, كما وقد تم انشاء الصندوق الاجتماعي للتنمية ليستجيب للآثار السلبية لبرامج التثبيت والاصلاح الاقتصادي على المدى القصير. ومن خلال هذا البرنامج (الصندوق الاجتماعي للتنمية) فإن الانفاق الاجتماعي في الميزانية تمت حمايته بشكل كبير، بينما كانت معظم الانخفاض في الأنفاق قد جرت في مجالات الاستثمار العامة

الرعاية الصحية:

تمتلك مصر إلى حد كبير شبكة جيدة من مؤسسات وتسهيلات الرعاية الصحية في كل من المناطق الريفية والحضرية. وقد كانت مصر واحدة من أوائل الدول في هذا الإقليم التي أنشأت نظاما صحيا شاملا على مستوى الدولة كلها. ولكن بالرغم من التطورات الحديثة في معدلات حدوث بعض الأمراض وبالرغم من ضخامة نسبة العاملين في القطاع الصحي قياسا إلى عدد السكان، إلا أن المؤشرات الصحية في مصر لم تزل أدنى منها بالنسبة للمعايير السائدة في كثير من الدول النامية. وتعتبر معظم المشكلات الصحية الموجودة في مصر راجعة إلى حد كبير إلى الفقر، والبيئة غير الصحية، والموارد المالية المحدودة الموجهة إلى هذا القطاع. وإضافة إلى ذلك، فان النظام الصحي المطبق في مصر كان نظاما علاجيا إلى حد كبير ويعتمد على الطبيب، رغم أن معظم المشاكل الصحية في مصر هي مشاكل وبائية وتحتاج إلى منحى طبي وقائي أكثر منه علاجي.

 

شبكات الأمان:

وقد تكونت شبكات الأمان في مصر في مرحلة ما قبل برنامج الإصلاح الاقتصادي والتكيف الهيكلي من نظام متشعب من إجراءات الدعم غير المحددة التوجيه والتي تمول من الميزانية، وتغطى قطاعات السلع الغذائية الأساسية، والإسكان، والنقل، والكهرباء، والطاقة، والتعليم، والخدمات الصحية. وبالإضافة إلى المنح المقدمة لبعض العائلات والتحويلات المالية التي تجرى عن طريق وزارة الشئون الاجتماعية للقطاعات التي تعرف بأنها فقيرة، فهناك القروض التعويضية التي يقدمها بنك ناصر الاجتماعي دون فوائد والقروض ذات الفوائد المدعومة للشباب العاطلين عن العمل لتمويل نشاطاتهم الصغيرة الهادفة لتوليد الدخل.

 

وزارة التأمينات والشئون الاجتماعية:

تنخرط وزارة التأمينات والشئون الاجتماعية في عدد متنوع من الإجراءات التدخلية التي تهدف إلى تخفيف الفقر، سواء شكل مباشر من خلال المعونات الاجتماعية وبرامج المعاشات، أو بشكل غير مباشر من خلال عدد كبير من المنظمات غير الحكومية التي تشرف عليها وتدعمها هذه الوزارة. كذلك فإن هذه الوزارة تشرف على بنك ناصر الاجتماعي والذي هو مؤسسة تقوم على إدارة قطاع واسع من لجان الزكاة الموجودة في كل أرجاء مصر.

وتقوم الحكومة منذ زمن بعيد إضافة إلى تقديم دعم كبير لكل من الصندوق الاجتماعي للتنمية وبرنامج شرق – في إدارة وتطوير عدد كبير من برامج مكافحة الفقر من خلال وزارة الشئون الاجتماعية وبالتنسيق مع عدد من الجهات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية. وتشمل هذه الجماعات كلا من السلطات المعنية، والمنظمات غير الحكومية، وبنك ناصر الاجتماعي، ومنظمات التنمية الاجتماعية، والجمعيات المحلية. وكذلك فإن برنامج مبارك للتضامن الاجتماعي يهدف إلى تحقيق مستويات أعلى من التنمية البشرية وخدمة الفئات الاجتماعية ذات الدخل المحدود مثل المعاقين والعجزة وذوى الأمراض المزمنة والشباب المتعطل عن العمل. ومن أهم ملامح هذا البرنامج أنه يقيم توازنا بين تعبئة وتحفيظ القدرات الإنتاجية بالنسبة للمنتفعين به، وتقديم مساعدات ومعونات مالية وعينية إليهم.

المنظمات غير الحكومية NGOS

توجد حالياً حوالي 14 ألف منظمة غير حكومية مسجلة في ظل القانون رقم 32 لسنة 1964 وتتبع وزارة الشئون الاجتماعية. ويشترط هذا القانون على هذه المنظمات أن يتم تسجيلها وفقاً له، سواء كانت منظمات رفاهية تعمل فقط في قطاع محدد جداً من الخدمات، أو مؤسسات تنمية مجتمعية تعمل في عدد متنوع من الأنشطة. تحصل المنظمات غير الحكومية على مواردها المالية من رسوم الخدمات التي تقدمها ومن محصلة بيع بعض المنتجات والمساهمات الخيرية المحلية، إضافة إلى الإعانات التي تقدمها لها وزارة الشئون الاجتماعية وغيرها من الوكالات الحكومية، بل وفي بعض الحالات من مصادر تمويل أجنبية. وعلى أي حال، فإن قطاع المنظمات غير الحكومية لا يزال غير مستعد بعد للعب دور كبير في تخفيف الفقر (أسعد 1998). فالمنظمات غير الحكومية -رغم عددها الكبير جداً، حوالي 14 ألف منظمة في مختلف مجالات النشاط وعلى مدى جغرافية واسعة- لا زالت تعانى، باستثناء القليل منها، من قيود ومشكلات مؤسسية وأخرى تتعلق بسياساتها. و من القيود تمنع هذه المنظمات من لعب دور فعّال في عملية التنمية بشكل عام. وضعف الإمكانات المادية.

المجلس القومي للمرأة

إدراكا من القيادة السياسية بأهمية إدماج المرأة في خطط التنمية الاقتصادية و الاجتماعية و تفعيل دور المرأة, تم إنشاء المجلس القومي للمرأة. يضطلع المجلس بتحسين وتطوير أوضاع المرأة في كافة المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية وتحدد دور ومهام المجلس في قرار إنشائه في عام 2000 حيث يقوم برسم السياسات والاستراتيجيات والخطط العامة الهادفة إلي تحسين وتطوير المرأة و إدماج المرأة في الخطط الاقتصادية و الإجتماعية للدولة و متابعة ورصد قضية النهوض بالمرأة في الأجهزة التنفيذية في الوزارات ومؤسسات المجتمع المدني وتقويم تنفيذ خطط وبرامج الأجهزة التنفيذية ومدي حساسيتها للنوع الاجتماعي وإستهدافها تضييق الفجوة النوعية بين الرجال والنساء في التعيينات للوظيفة العامة والتأهيل والتدريب والترقي واستهداف النساء والرجال معاً في مشاريع التنمية و القيام بالبحوث و المؤتمرات التي من شأنها تقييم وضع المرأة .

 

اليمن

إن التصدي للفقر يعد من أولويات القضايا التي تصدت لها الإستراتيجية الوطنية للمرأة لذلك فإن البرنامج التنفيذي للجنة الوطنية قد وضع في قائمة إهتماماتة العمل على تحقيق الأهداف الإستراتيجية لمكافحة الفقر و متابعة وضع دراسات وافية عن الفقر لاسيما بين النساء و درجة حدتها و موقعها لتحديد المشاريع المطلوبة و الدفع بتنفيذها.

و لقد أنشئت اللجنة الوطنية للمرأة في عام 1996 بهدف المساهمة في إعداد و اقتراح الاستراتيجيات و الخطط الخاصة بالمرأة و النهوض بأوضاعها في الريف و الحضر, وتحديد أولويات المشروعات التنموية الخاصة بالمرأة, ووضع السياسات المتعلقة بتمكين المرأة موضع التنفيذ. ولذلك وضعت اللجنة الوطنية مشروعات للإستراتيجية الوطنية للمرأة وتم بلورتها في خطة عمل و برنامج تنفيذي أقره المؤتمر الوطني للمرأة اليمنية عام 1997.

أضف إلى ذلك فقد أنشئت إدارة تنمية المرأة بالأمانة العامة للمجلس الوطني للسكان عام 1998 و تقوم بجمع البيانات و الإحصاءات المتعلقة بالمرأة. كذلك تم إنشاء وحدة النوع الإجتماعي للتخطيط للمشاريع بالصندوق الإجتماعي للتنمية و تسعى إلى دعم المشروعات الصغيرة المدرة للدخل وتشجع مشاركة المرأة في التنمية و تعزيز النشاطات الإبداعية التي تفيد المرأة. كما تم إنشاء إدارة إحصاءات المرأة و الرجل بالجهاز المركزي للإحصاء عام1997 وتهتم بجمع المؤشرات و البيانات المتعلقة بالجنسين ودراستها وتطويرها.

سياسات وبرامج الدولة في مكافحة الفقر:

إزاء التدهور الاقتصادي خلال الفترة من بداية التسعينات نتيجة لحرب الخليج وعودة العمالة اليمنية واستحقاقات الوحدة اليمنية وحرب الدفاع عن الوحدة تبنت الحكومة برنامجاً للإصلاح الاقتصادي في عام 1995م بدعم من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وأثرت هذه البرامج سلباً علي الشرائح الفقيرة في المجتمع نتيجة لرفع الدعم الحكومي جزئياً أو كلياً عن بعض السلع والخدمات مما أدي إلي تفاقم مشكلة الفقر وازدياد حدته علي الفقراء كما إن سياسة الإصلاح الهيكلي للقطاع العام والاتجاه نحو الخصخصة بعض مؤسساته أثر تأثيراً سلبياً علي النساء بصورة خاصة وتعسف القطاع الخاص تجاه النساء بحرمانهن من العمل في القطاع الخاص بسبب الإجازات القانونية التي كفلها القانون للنساء كحقهن في إجازات الولادة وتخفيض ساعات العمل للحوامل والمرضعات بل ويتهرب القطاع الخاص من التأمينات والالتزامات الاجتماعية تجاه النساء كتوفير دور الحضانة والرياض لرعاية أبناء العاملات دون سن المدرسة. ولامتصاص صدمة الإاختلالات الهيكلية الاقتصادية وأثارها علي الفقراء من النساء والرجال وعلي ذوي الدخل المحدود سعت الحكومة إلي تبني برنامجاً للإصلاح الاجتماعي تمثل في شبكة الأمان الاجتماعي بدعم من البنك الدولي والبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة وتحت الإشراف المباشر لوزارة التأمينات والشئون الاجتماعية.

واستهدف هذا البرنامج:

*توفير فرص عمل للعاطلين وللآخرين في سن العمل.

*توفير دخل ثابت للأفراد القادرين من خلال زيادة إنتاجهم وتعزيز قدراتهم (الاهتمام بتدريبهم وربط التدريب باحتياجات سوق العمل).

*توفير قروض ميسرة تساهم في زيادة دخول الأفراد أو تدر عليهم دخولاً جديداً.

*توفير الخدمات الاجتماعية الأساسية (التعليم، التدريب، الصحة، السكن، الصرف الصحي..إلخ).

*زيادة الاندماج الاجتماعي بين النسا وتفعيل التكامل الاجتماعي.

*توسيع المشاركة الشعبية في التنمية من خلال تفعيل مؤسسات المجتمع المدني لتصبح شريكاً أساسياً في التنمية.

وتنفذ أنشطة الشبكة من خلال مجموعة من الصناديق والبرامج أنشئت خلال الفترة من 96-1998م وهي صندوق الرعاية الاجتماعيةو صندوق الاجتماعي للتنمية و البرنامج الوطني للأسر المنتجة وإدماج المرأة في العملية الاقتصادية والاجتماعية.

اللجنة الوطنية للمرأة:

وهي الآلية المؤسسية الحكومية المعنية بتحسين وتطوير أوضاع المرأة علي كافة الصعد الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية. ويأتي مكافحة الفقر في سلم الأولويات وقد ورد في الاستراتيجية الوطنية للمرأة والتي أقرت في المؤتمر الوطني الأول للمرأة في مارس 1996م (العمل علي إبراز دور المرأة الريفية وإسهاماتها في عملية التنمية بتوجيه جهودها ونشاطاتها نحو الإنتاج، لتحقيق مصالح المجتمع حتي لا يقف دورها عند الاستهلاك وتلقي الخدمات).

وللتخفيف من عبء الفقر فقد أشارت الاستراتيجية إلي أن التنمية تسعي لرفع مستوي المعيشة من خلال زيادة حقيقية في دخل الأسرة اليمنية عن طريق زيادة الإنتاج والمردود من الموارد المتاحة للأسرة والمجتمع اليمني و خفض تكاليف الإنتاج و ترشيد الاستهلاك كماً ونوعاً.

وإذا كان هذا الجزء من الاستراتيجية قد تمحور حول الدخل والإنتاج والإنفاق إلا انه تم في جزء أخر التأكيد علي تعزيز قدرات المرأة اليمنية وذلك من خلال الاهتمام بتعليمها وتأهيلها وتدريبها وضرورة ربط التعليم والتدريب باحتياجات التنمية، والاهتمام برفع المستوي الصحي للمرأة.

ومثل مشروع استراتيجية النوع الاجتماعي منعطفاً جديداً في مكافحة الفقر استند علي الهدف العام في تحقيق العدالة والإنصاف والمساواة بين الجنسين مع السعي لتمكين المرأة اقتصادياً وسياسياً وثقافياً وصحياً وبيئياً انطلاقاً من تحليل الواقع الذي عكس أوضاعاً متردية للنساء.

دور المنظمات غير الحكومية في مكافحة الفقر:

وفي إطار النهج الديمقراطي الذي شهدته اليمن منذ إعادة توحيد البلاد في مايو 1990 والذي يجد تعبيراً فه في التعددية الحزبية وحرية التعبير ونشوء وتنامي مؤسسات المجتمع المدني المتمثلة في المنظمات غير الحكومية والجمعيات الخيرية والتي تساهم بشكل أو بآخر في جهود التنمية وبتعاظم دورها مع التوجه الاقتصادي للدولة نحو حرية الأسواق والتي أثرت سلباً علي الفقراء بل وزادت من حدة الفقر. وتعد جهودها في مجال مكافحة الفقر جهوداً مكملة لجهود الدولة.

ويتنوع مجال اهتمام هذه المنظمات، فبعضها ذات صبغة ثقافية أو اجتماعية أو اقتصادية أو مهنية أو علمية وهي تسعي لتحقيق أهداف تنموية ويصل عدد هذه المنظمات إلي أكثر من 3000 منظمة وتشارك المرأة في عضوية الغالبية العظمي من هذه المنظمات، إلا أن هناك ما يربو علي 40 منظمة من بين هذه المنظمات منظمات نسائية خالصة تركز بصفة أساسية علي تنمية المرأة مما سبق يلاحظ أن كثير من مؤسسات المجتمع المدني تحظي بدعم حكومي وبدعم منظمات دولية، بل وتستفيد كثير منها من آليات وبرامج الحكومة في إطار مكافحة الفقر كل ذلك علي استشعار الجهتين لحجم المشكلة وتفاقمها والتي لا يمكن حلها إلا بجهود مخلصة ومتعاظمة من كافة من كافة الجهات.

Link to comment
Share on other sites

سادسا: التوصيات التي يتعين على الدول العربية أخذها في الاعتبار عند تصميم السياسات و البرامج الخاصة بمكافحة الفقر بين النساء

تتنوع أوجه الحاجة الاجتماعية والحرمان الاجتماعي حيث يعد الفقر وقلة الدخل من أبرز أوجهها وكذلك الشعور بالضعف وصعوبة المعيشة وعدم الأمن مما يولد ضغوطاً كبيرة بالمجتمع. لذلك حتى تتمكن الدول من القضاء على هذا الحرمان، ينبغي أن تضع سياسات فعالة لمواجهة ذلك لنشر الأمن الإنساني بين مواطنيها وعدم الاعتماد بالكامل على قوى السوق لتخفيف وطأة هذه الاحتياجات. وهذه العملية المرتبطة بالسياسة العامة ليست مبنية على قرارات آلية وإنما هي عملية مرتبطة بالتنمية الاجتماعية وتستلزم تفاعلاً بين السوق والمؤسسات العامة والفاعلين السياسية بالمجتمع. كما أن الاتجاه الذي كان سائداً- وهو أن تحاول الدولة الحد من الفقر عموماً وسوف تستفيد النساء بالتبعية- قد أثبت عدم فاعليته واتضح مؤخراً أنه لابد من تصميم سياسات وبرامج للنساء الفقيرات على وجه التحديد.

إن الإطار الاستراتيجي لمكافحة للفقر لابد وأن يغطي 3 مستويات المستوى الكلي (Macro) والوسطى (Meso ) والجزئي (Micro ). ففي المستوى الأعلى من الاقتصاد القومي تكون الحكومات هي المسؤولة عن هذه البرامج وهى المسؤولية عن التدخل وعن صياغة السياسات التي يتم تصميمها للوصول إلى المجموعات الأكثر فقراً في المجتمع ويشمل ذلك موضوعات النمو الاقتصادي والتوظف والسياسات المالية والتسعيرية.أما على المستوى الوسيط Mesa فهو يختص بتوصيل السياسات الكلية إلى مستوى النشاطات الهيكلية. وهذا المستوى يربط المستويين الكلي والجزئي Macro to Micro ويختص بالعمليات التنموية الأكثر قدره وإمكانية حيث من المطلوب احراز مستوى من حسن الحكم Governance يكون أكثر كفاءة. أما المستوى الجزئي Micro فهو يشمل النشاطات التي تمس الأسر والعائلات الفقيرة بشكل مباشرة، وفي هذا المستوى يتم توظيف وتنفيذ الاقترابات العملية التي يمكن تفعليها مع مختلف الاطراف الداخلة في العملية.

و نوجز التوصيات التي يتعين على الدول العربية أخذها في الإعتبار عند تصميم السياسات و البرامج الخاصة بمكافحة الفقر بين النساء فيما يلي:

أولا على الصعيد المحلي:

البعد الاقتصادي

1-تحقيق معدلات عالية من النمو الإققتصادي الذي يراعى العدالة وفي توزيع ثمار التنمية بين لسكان ويهتم كذلك بقدرة الفقراء على المشاركة في التنمية وتمكينهم من الاستفادة بخدماتها وذلك عن طريق إزالة حرمانهم المادي والعمل على القضاء على اغترابهم. و في هذا الصدد يجب إتباع الأليات الآتية:

أ- التنمية المشاركة :إن التنمية المشاركة تعنى أن المستفيدين ليسوا فقط أطراف في اامشروع وإنما أيضاً يشاركوا بفعالية في صنع القرارات، وتنفيذ المشروع، واقتسام المنافع، والتقييم. وهذا يؤدى إلى تواصل المشروع والتي تحقق الاعتماد على الذات للمستفيدين منها. وهذا يختلف عن التنمية غير التشاركية والتي تتكون من مشاريع مصممة بواسطة المانحين أو المسئولين الحكوميين بدون دور جوهري للمجتمع. في هذه الحالة، يكون التركيز على المخرجات المادية، ولا يلعب المستفيدين دوراً في صنع القرار ولا تستخدم معرفتهم الفنية. و يجب أن يتعلم الناس الاعتماد على أنفسهم و تنمى قدرتهم على حل المشاكل وخلق العمل، في هذه الحالة فإن المشاريع التي فكروا فيها من المرجح أن تكون متواصلة ومستمرة.

ب- اللامركزية في صناعة القرار و الموارد هي مكونات أخرى لازمة لخلق نوع من المشاركة المحلية في برامج مكافحة الفقر. فاللامركزية و السيطرة المحلية هي عملة ذات وجهين. فمن ناحية هي نوع من تشجيع الجمعيات المدنية و الشبكات الاجتماعية الكثيفة للفقراء. و حتى تزداد فاعلية هذه العوامل لابد من خلق مساحة سياسية تسمح بالقيام بأنشطة لا ينظر إليها على أنها غير شرعية أو تعبير عن المعارضة، و يتمكن الفقراء من خلالها من الوصول إلى أجهزة الدولة و غيرها من القنوات التي تمثل الفقراء تمثيلا شرعيا.

2-تتميز الدول العربية بإرتفاع نسبة صغار السن مما يحتم ضرورة خلق فرص عمل جديدة بمعدل يفوق معدل النمو السكاني و كذلك يجب أن تتزايد الخدمات الإجتماعية و البنية الأساسية بما يتوافق مع التزايد السكاني.يجب ان تأخذ خطة التنمية الاقتصادية وضع و حالة الفقراءو خصائصهم في الإعتبار. إذ أثبتت التجارب السابقة إلى ان النمو الإقتصادي وحدة ليس كافيا لمكافحة الفقر.

3-النهوض بحميع المجالات التي من شأنها توليد الدخل, إما حاليا أو في المستقبل ويشمل ذلك الآليات التالية:

أ-تعزيز حقوق المرأة الإقتصادية و إستقلالها الإقتصادي بما في ذلك حصولها على فرص العمالة. وذلك عن طريق رسم و تنفيذ سياسات اقتصادية ذات اثر إيجابي على عمالة المرأة العاملة ودخلها في القطاعين الرسمي وغير الرسمي واعتماد تدابير محددة للتصدي لبطالتها لا سيما البطالة طويلة الأمد.

ب-تزويد المرأة بإمكانية الوصول إلى آليات و مؤسسات الادخار و الائتمان و مراجعة سياسات الإقراض و التمويل و المساعدة الفنية للأطراف التي تقدمها بما يضمن إستفادة النساء الفقيرات منها.

ت-.اتخاذ الإجراءات الكفيلة بتسهيل إستفادة النساء الفقيرات من فرص العمل المتاحة لاسيما من خلال توفير الائتمان و المساعدات التنظيمية. وتعد اليرامج التدريبية أداة فعالة لزيادة قدرة النساء في الحصول على عمل منتج. و كذلك تشجيع النساء على إقامة مشروعات إنتاجية صغيرة, وذلك عن طريق توفير خدمات الائتمان و التسويق و التكنولوجيا و التدريب التي تتلائم و احتياجات مثل هذه المشروعات. و لا بد من التعامل مع تنمية المشروعات الصغيرة و المتوسطة على أنها إحدى أهم الأولويات على المستوى الوطني التي يتم تبنيها من أجل الشباب.و تتطلب هذه الاستراتيجية تنسيق الجهود بين جميع القطاعات و الكيانات الحكومية و غير الحكومية. و تتطلب تنمية المشروعات الصغيرة و المتوسطة إصلاح القطاع المالي للتعامل مع الاحتياجات المادية للمشروعات الصغيرة و المتوسطة بناء على قاعدة اقتصادية سليمة، مع محاولة فتح المجال أمام الفقراء من الجنسين للحصول على الخدمات المالية المناسبة.

4-من أجل رسم السياسات ووضع اليرامج وتنفيذ وتقييم المشروعات المتعلقة بالحد من الفقر، يجب أولاً فهم الأوجه والأبعاد لمختلفة للفقر. لذلك فمن الأهمية بمكان اللجؤ إلى البيانات الكمية و الكيفية لفهم الإحصاءات المختلفة وتحليل توزيع الدخل والتنمية البشرية ومؤشرات الصحة ومعدلات الوفاه، والتعليم والعمالة والتغذية وغيرها. وجمع بيانات مصنفة حسب نوع الجنس والعمر عن الفقر وجميع جوانب النشاط الاقتصادي ووضع مؤشرات احصائية لتيسير تقييم الاداء الاقتصادي من منظور يراعي نوع الجنس . وصياغة و تكوين مسوح طولية بغرض التوصل لفهم أفضل لديناميكيات الفقر. كما أن لهذه الإحصاءات أهمية أساسية في تحديد الفئات المستهدفة وأنماط المشروعات اللازمة لهم. كما أن التحليل الكيفي يجب القيام به كجزء أساسي للفهم الشامل للفقر في أي منطقة أو لأي مجموعة. وباستخدام هذا الأسلوب يمكن البحث عن بيانات إضافية تعكس مباشرة التجربة الفعلية للفقراء ومفهومهم لقدرتهم على تقدير مصائرهم وقياس مستوى فقرهم. يشتمل هذا على البيانات التي يتم تجميعها وتقدير احتياجات المجتمع والآثار المتوقعة للمشروع. يرتبط كذلك التحليل الكيفي على تقييم الجوانب الاجتماعية والسياسية والثقافية للفقر إضافة إلى الإحصاءات. ويشتمل هذا على احتياجات وقدرات الجماعات المختلفة (مثل الأطفال) والطرق المختلفة لتأثر هذه الجماعات من الفقر (تأثر المرأة يختلف عن الرجال).

6-يجب مراعاة الآثار قصيرة الأجل وطويلة الأجل التي تحدثها برامج مكافحة الفقر على المناخ الاقتصادي المحلى، العلاقات الاجتماعية والنوعية وعلى البيئة. فمن حيث البيئة، يجب أن يراعى الاهتمام لاستخدام ودور الموارد المتجددة. وضمان أن احتياجات الجيل الحالي ستلبى دون تهديد قدرة الأجيال القادمة على مقابلة احتياجاتهم يعد مسئولية مخططي المشروع المحليين، علاوة على الشركات والحكومات المحلية والوطنية والعالمية.

بعد رأس المال البشري

أن استراتيجية مكافحة الفقر تحتاج إلى أن تعالج كل أنماط الأصول (سواء طبيعية أو إنسانية أو مادية أو ناتجة عن جهة الإنسان) بشكل متوازن. و التي تأخذ في الاعتبار تساوي قدر الإسهام الذي يمكن أن يقدمه كل قطاع من هذه الأصول في مجال توليد الدخل مستقبلا. وبهذا المعنى فإن الاستثمار والإنفاق في مجال رأس المال البشري، والذي قد لا يولد عوائد بشكل مباشر، سوف يؤدي بالضرورة إلى زيادة إمكانيات كسب المال مستقبلا بالنسبة لهؤلاء الأفراد الذين يزيدون من قدراتهم ورأس مالهم البشري. وقد عززت هذه السياسة من فكرة المخرجات النهائية التي تؤكد على أولويات التنمية البشرية الأساسية، والتي هي: التعليم الأساسي و التدريب، والرعاية الصحية الأساسية. ويجب ألا يكون هناك شك في الآثار الناجمة عن التنمية البشرية على عملية إعادة توزيع الدخل وتخفيف الفقر. و رفع المستوى الثقافي و الاجتماعي للمرأةو إعطاء اولوية مطلقة لمحو أمية النساء خاصة في الريف و المناطق الحضرية العشوائية. ورفع الكفاءة الحرفية للنساء الفقيرات المعيلات للأسر.

فمن جهة التعليم يجب:

1-تحسين فاعلية الإنفاق العام لزيادة فرص تكوين رأس المال الاجتماعي بالنسبة للفقراء.إذ أن محاولات مكافحة الأمية و معدلات التسرب بين الفقراء هي أهم الأهداف الاستراتيجية من وجهة نظر تنموية. و عليه فلابد من صياغة سياسات لتشجيع الفتيات على الالتحاق بالمدارس، مع أخذ القيود الثقافية و التقليدية في الاعتبار.

2- اتخاذ التدابير للقضاء على التمييز في التعليم على أساس النوع.

3-إلغاء المصاريف الدراسية في المرحلة الابتدائية ، مع تعميم إجراءات استعادة النفقات في مرحلة التعليم العالي. تحسين نوعية التعليم في المراحل الابتدائية و الإعدادية من خلال إعادة تخصيص الموارد من التعليم العالي إلى التعليم الابتدائي. تحسين كفاءة المعلمين عن طريق زيادة إجراءات الحوافز و المساءلة.

4-كذلك رسم وتنفيذ سياسات التدريب وإعادة التدريب من اجل النساء و خاصة الفقيرات و العائدات إلى سوق العمل من أجل إكسابهن المهارات اللازمة لتلبية الاحتياجات الموجودة في سياق اجتماعي اقتصادي متغير توخيا لتحسين فرص حصولهن على الوظائف.

و من جهة الصحة يجب:

1-إعادة تخصيص الموارد للصحة الوقائية بدلا من الصحة العامة.

2- لابد من التوسع في غطاء التأمين الصحي بالتوازي مع هذه الإصلاحات. كما يتعين إعادة صياغة سياسات التأمين بالنسبة للأرامل و غيرهم من التابعين. هذا و يتطلب التوسع في التأمين تنظيم خاص بالتأمين الصحي و ذلك لوضع عقود جديدة مع المستشفيات و الأطباء، لتوفير الرعاية الطبية اللازمة.

3- لابد من وضع و تنفيذ برنامج مناسب لتحسين تغذية الجماعات الضعيفة. كما يتعين التركيز على حماية الأطفال بصفة خاصة. و يوصى بتبني الاستراتيجيات التالية: أ) توفير وجبات يومية لتلاميذ المدارس الابتدائية العامة. فالتغذية المدرسية بوصفها وسيلة من وسائل مساعدة الفقراء تساعد على تحسين تغذية الأطفال كما تشجعهم على الالتحاق بالمدارس بطريقة غير مباشرة.ب) يساعد توزيع بعض الحصص الصغيرة من الغذاء الضروري للمشاركين في فصول محو الأمية الفقراء على مواجهة نفقات الحياة. كما أنه يوفر حافز لهم للحضور بصورة منتظمة. أما الموارد اللازمة لتمويل مثل هذه البرامج فتوفرها الحكومة بالتعاون مع المنظمات غير الحكومية. 4- التوسع في مد البنية الأساسية مثل المياه النقية و الصرف الصحي للمناطق التي ينتشر بها الفقر، هو وسيلة فعالة لتحسين الحالة الصحية للفرد و من ثم لمكافحة الفقر.

بعد الضمان الاجتماعي

1-1 تمكين المرأة من الاستفادة من أنظمة الرعاية الاجتماعية الإهتمام بإقامة مظلات و شبكات أمن إجتماعي للفقراء معززة بتعريف إنساني للمؤهلين للحصول علي الدعم, يضمن حصول النساء الفقيرات, خاصة المعيلات و ربات الأسر على المساعدات المالية. فهناك مجموعتين من السكان في حاجة إلى المزيد من الاهتمام. أولاهما هم غير القادرين على العمل و الثانية هم الذين يعانون مؤقتا عند تعرضهم لبعض الظروف الطارئة. و المجموعة الأولى بحاجة إلى الموارد التي تؤمن لهم مستوى مناسب للمعيشة. أما المجموعة الثانية فيمكن مساعدتها عن طريق مختلف شبكات الضمان. و الدولة هنا في وضع أفضل من المنظمات غير الحكومية من حيث القدرة على توفير مثل هذه الموارد. وفي هذا الصدد ينبغي تحسين آليات إستهداف الفقراء و كذلك زيادة قيمة المساعدات المقدمة بما يحقق حياة كريمة للمستفيدات.

2- رفع كفاءة مؤسسات العمل التطوعي وأجهزة المجتمع المدني و الاستفادة من امكانية وصولها الي الفئات المحتاجة وتعزيز هذة الامكانيات.

3-تنقيح القوانين و الممارسات الإدارية بغية ضمان الحقوق المتساوية للمرأة وسبل وصولها إلى الموارد الاقتصادية

4- يجب أن يراعي أي استراجية للحد من الفقر تحقيق التوازن بين المناطق الجغرافية المختلفة مع إعطاء اولوية للمتاطق الأكثر حرمانا و خاصة الريف.

ثانيا: على الصعيد الدولي و الإقليمي

1- ما من شك أن العوامل السياسية هي من أهم محددات الفقر في الدول العربية، إن لم تكن أهمها على الإطلاق. فهذه المنطقة هي من المناطق القليلة جداً في العالم التي ما تزال تعاني من احتلال أجنبي مباشر. و بالتالي فإن الإستراتيجية الأكثر أهمية هي إنهاء الاحتلال الأسرائيلي وضرورة تضافر الجهود المبذولة لإنهاء هذا الإحتلال وتأمين الظروف الصحيحة لعودة المواطنين إلى أرضهم وممتلكاتهم واستثمار الموارد الطبيعية المتاحة بما يضمن عملية التكامل الاجتماعي والتنمية الاجتماعية الشاملة.و فك تبعية الاقتصاد الفلسطيني عن الاقتصاد الاسرائيلي وكذلك ضرورة إنهاء الإحتلال الأجنبي للعراق رفع الحصار المفروض علي السودان و ليبيا وإنهاء معاناة هذه الشعوب العربية.

2- بحث مشكلات العمالة الأجنبية الوافدة وخطرها على الأمن القومي وبحث إمكانية احلال عمالة عربية بديلة من الأقطار العربية التي لديها فائض من العمالة.

3- تحسين شروط الاستثمار المحلية والعربية وفتح الأسواق العربية للاستثمارات العربية وانسياب حركة العمالة وفق منهجيات معتمدة حسب توطن الاستثمارات.

4- إعادة النظر في تشريعات أسواق العمل العربية لتكون ضمن فهم واحد ورؤية واحدة تجعل منها أقرب إلى التماثل.

 

 

المراجع

 

 

 

*مسح الدخل و الإنفاق و الاستهلاك 1999\2000 الجهاز المركزي للتعبئة العامة و الإحصاء: مصر

 

* سلوى ضامن المصري: تشخيص الفقر في الأردن 2002

 

*مسح نفقات ودخل الأسرة لسنة 1997: دائرة الإحصاءات العامة, الأردن.

 

*مسح الأسرة المعيشية في لبنان: 1997.

 

*المسح الوطني لظاهرة الفقر : وزارة التخطيط و التنمية\الجهاز المركزي الإحصاء. اليمن.

 

*باقر.محمد حسين:"قياس الفقر في دول اللجنة الاقتصادية و الاجتماعي لغربي آسيا. 1996.

 

الصايغ، يوسف، 1992 "التنمية الوطنية: من التبعية إلى الاعتماد على النفس في الوطن العربي" (مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، 1992)؛

 

*القصيفي، جورج 1996. "الفقر في غربي آسيا: مقاربة اجتماعية سياسية" (ورقة قُدمت إلى اجتماع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في دمشق حول "اجتماع الخبراء لدراسة استراتيجية تخفيف الفقر في منطقة الدول العربية"، دمشق 28-29 شباط 1996)؛

 

*المجموعة الإحصائية لدول الوطن العربي: جامعة الدول العربية. العدد العاشر2002.

 

*خارطة أحوال المعيشة في لبنان: وزارة الشئون الآجتماعية, 1998.

 

*المجموعة الإحسائية السنوية: دولة الكويت,2002.

 

*دراسات إحصائية للأوضاع المعيشية للأسر في عام 1997’ لبنان .

 

*تقرير حول نتائج مسح نفقات و دخل الأسرة: الجزء الثاني 1999\2000 , سلطنة عمان.

 

*مسح الإنفاق و الاستهلاك الفلسطيني. الجهلز المركزي للإحصاء,1998.

 

*تقرير التنمية الإنسانية العربي,2002, برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

 

*الأمم المتحدة, اللجنة الاقتصادية و الاجتماعية لغربي آسيا: " مجموعة الإحصاءات و المؤشرات الاجتماعية" العدد الخامس, 2002.

 

*الأمم المتحدة, اللجنة الاقتصادية و الاجتماعية لغربي آسيا" الفقر و طرق قياسة في منطقة الإسكوا.

 

*الغول، تمام 2002 "مكافحة الفقر من أجل أردن أقوى. استراتيجية وطنية شاملة" (مشروع استراتيجية مكافحة الفقر) عمان.

 

 

 

 

 

Shaban, R, Dina Abou Ghaida and Abel Salam Al Nimat, 2001” Poverty Alleviation in Jordan. Lessons for the ff****” World Bank, Orientation in Development Series.

El-Laithy, Heba and Osman M. Osman (1997): “Profile and trend of poverty and economic growth in Egypt,” Egypt Human Development Report Research Paper Series, UNDP/Institute of National Planning, Cairo.

Foster, J., J. Greer and E. Thornbecke (1984): “A class of decomposable poverty measures,” Econometrica 52: 761-65.

Hilal, Jamil, 2003: “The Making of Poverty in Palestine” A Paper presented in the Poverty and Social Deprivation in the Mediterrenean Area Workshop, CROP.

Page John and Gelder Linda 2002 “Globalization, Growth and Poverty Reduction in the Middle East and North Africa, 1970-1999” (Paper presented at the Fourth Mediterranean Development Forum: Amman, Jordan, April 7-10, 2002);

UNDP; Subjective Poverty and Social Capital, Towards a Comprehensive Strategy to Reduce Poverty” Cairo, Egypt; 2003.

UNDP , Human Development Report, 1997 and 2003.

World Bank (2000a): World Development Report 2000/2001: Attacking Poverty. Johns Hopkins University Press. Baltimore, Maryland, USA.

World Bank, 2001b:” Poverty in the West Bank and Gaza” Report No. 22312-GZ.

World Bank, 2002a:”Poverty Reduction in Egypt: Diagnosis and Strategy” World Bank Report No: 24254.

World Bank, 2002b: ” Republic of Yemen, Poverty Update” Report No. 24422-YEM.

 

 

World Health Organization: “The World Health Report 2002”.

Link to comment
Share on other sites

  • 1 month later...

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الأخ صادق ما حدد لغة البحث انا عندي بحث بلغة الأنجليزي عن الديمقرطية انا كاتبت حك الدرسات الأمريكية اتمنى يعجبكم

 

 

Democracy Choice
Introduction
:

The main definition for democracy is the rule of majority. But there are two types of democracy, direct democracy or pure democracy and indirect democracy.

Freedom will came with democracy if not this mean that democracy does not exist, is just a word with no meaning. Freedom of speech and press are the main elements for democracy and without them u can not have a true democracy because they create and protect a true democracy from being changed. If a country forbid its people from having there normal freedom, you will not have any kind of democracy but a monarchy.

In another meaning, democracy is a system that being found by the majority of the people, so they can live the life they want, and put the rules and restrictions according to their principles and values.

The aim from democracy as many politicians say are equality and justice. Equality in rights, all the citizens must have the same right with no different in any aspect not by race or faction. Justice in the court, that means a fair trail for every one.

Democracy to many a way to develop our life to the endless way to perfection. And with only democracy we can find our happiness and live in peace.

 

 

 

American democracy:

 

The united state of America is considered to be the first and the most democratic country in the whole world. The American constitution is the first that hold many democratic value and principles.

There was an argument about the shape of the democracy they gone have. The federalist wanted a republic democracy, which means only one democracy to the whole states, no matter how much differences they got. But many federalists agree that pure or direct democracy is impossible and there is no chance that this kind of democracy will be better to America, especially for a country like United States with huge population. So there other choice was indirect democracy by representatives for each state. Madison thought that the general definition of democracy, which is the majority role was wrong and injustice. Because he believes that in a democratic government the majority will prevail over the minorities, and endanger there rights. Madison was calling for protecting the minorities' rights by the constitution and the representative government.

America today is kind of a capitalist democracy. The economic and military are being controlled by the rich people, not the majority the people do not have the power to control them, in other hand they have limited democracy. This because of the people in America give up some of there rights by being quite not there are some wise people who figure out what is going on and they fight to get back the power and defend what still there.

 

 

 

 

Democracy failure:

 

I have three instances that gone approve democracy failure as a system of a government. The first instance is taken from Paul Treanors article why democracy is wrong:

 

In a large ocean there are two neighboring islands: faultless democracies with full civil and political rights. One island is extremely rich and prosperous, and has 10 million inhabitants. The other is extremely poor: it has 100 million inhabitants, who live by subsistence farming. After a bad harvest last year, there are no food stocks, and now the harvest failed again: 90 million people are facing death by starvation. The democratically elected government of Poor Island asks for help, and the democratically elected government of the rich island organizes a referendum on the issue. There are three options: option A is a sharp increase in taxes, to pay for large scale permanent structural transfers to the poor island. Option B is some increase in taxes, to pay for immediate and sufficient humanitarian aid, so that famine will be averted. Option C is no extra taxes and no aid. When the votes are counted, 100% of the voters have chosen option C. After all who wants to pay more taxes?

(Paul Treanors http://web.inter.nl.net/users/Paul.Treanor.../democracy.html "Why Democracy is wrong").

 

 

 

Another instance is about the way of election in a democratic government which is by majority. If there was a great and wise man whose got the highest degree in the political science. The only problem with this man is that he is poor and unpopular. This man runs for the presidency to serve his nation by his knowledge and wisdom, and there was another opponent, who was rich, popular and handsome. Who do you think will win?

Of course the rich will win, for simple reason money. The majority does not know who the good is or the bad, they know from what they see in media and advertisements. So it depend in the campaign, the one who get the strong by putting much money in it, in order to be more popular and to get more votes.

The last instance is about the majority. When the majority of any country live there life with no moral standard, they will choose someone with no morals to rule them, because in the end it is the majority who decide.

This does not mean you will have weak country, but this means you will have an unmoral and injustice country. America for example is the most powerful country in the world and democratic government, but in other hand America using its power on other countries for profit and power. How many wars and injustice laws America declare to oppress other weak countries?

And there are two explanations to what happening. The first that the majority of the Americans with no morals, and they do not care about the way to get profit the important that the money keep flowing.

The second explanation for all these actions is about the democracy America has is it must be a lie or fake one. In other meaning, the American government is in control and deceives its people by lies. The Americans are blind from what government is doing or they know but can do anything about it.

 

 

 

 

 

Conclusion:

 

 

If I had the choice between democratic government and Islamic government I would choose the Islamic government, not because this is what Allah wants, but because this what appeal to my logic and emotions.

Islamic government will protect the citizens rights and freedom but with limits. These limits for important things more than freedom it self, for morals to spread and protect them, because the humans self order him to do bad things.

In democratic government, there is a contract between the people and the government, but in Islamic government there is a contract between the people, government and creator. This is contract is much stronger than the democratic one because religion is an important aspect to the must people.

Islam opens the door for different opinions and ideas and call for them, but when the people fight in issue or they have a massive disagreement they must return to Koran and sanna and obey.

Other disadvantage with democratic system is that this system change a lot according to the time and place is hard to find two similar democratic systems with same shape and outcome, this what makes many people have many definitions for democracy .In other hand, Islam is absolute never change, because the legislator is Allah, and the Koran and sanna are our first constitution.

 

Bibliography:

 

Abou El Fadl Khaled, April 2003, Islam and the challenge of Democracy, "Boston Review", <http://www.bostonreview.net/BR28.2/abou.html>

Doyle Kevin, Parliament or Democracy? Workers Solidarity Movement, <http://struggle.ws/pdfs/PorD.pdf7>

Novak Michael, 1982, The spirit of Democratic Capitalism, New York, Simon & Shuster, Inc.

Patterson Thomas E, 1994, The American Democracy, United States, Black Dot Inc.

Treanor Paul, Why Democracy is wrong, InterNLnet,

<http://web.inter.nl.net/users/Paul.Treanor/democracy.html>

Urofsky Melvin I, 1994, Basic Readings in U.S. Democracy, Washington, DC, United States Information Agency.

Yasen Sahel, January 2005, A try to understand and establish a democracy, "Islam and democracy", <http://www.demoislam.com/modules.php?name=News&file=artcale8id=168> (Arabic)

 

 

 

Edited by FLC
Link to comment
Share on other sites

ما اعتقد ان هذا الموضوع جيد بالنسبة الى الاعضاء والطلاب والطالبات الجامعة لانه رااح يعتمدوا وبالشكل اساسي على الكوبي بست وهذا رااح يجعل الطلاب بالشكل العام معتمدين وبالشكل اساسي على البحوث الجاهزة مما يوثر سلبا على قدرة الطلاب في العمل البحوث والتقاير لو طلبت منه فما معقوله يعني طالب جامعي ما يعرف يعمل بحث والا تقرير فأعتقد ان هذه الموضوع يتسكر احسن وتوضع مواضيع تساعد الطلاب على طرق البحث عن المعلومات الصحيحه وكيفية عمل التقاير والبحوث العلمية المنظمة..

هذا رأي بالموضوع ولكل شخص وجهة نظر

والله ولي التوفيق

Link to comment
Share on other sites

بسم الله الرحمن الرحيم

 

حبيت اشارك في المسابقه

 

موضوع البحث

المعوقين والترويح

 

البحث هذا مسويته لمقرر الترويح

انا تخصص تربية رياضيه

 

واتمنى من طلبه هذا التخصص الاستفادة من هذا البحث

 

 

وشكرا اخوي صادق على هذي الفكرة الحلوة

 

 

 

 

 

 

 

الفصل الأول

 

 مدخل (المقدمة)

 

 أهمية الدراسة

 

 أهداف الدراسة

 

 مشكلة الدراسة

 

 مصطلحات الدراسة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الفصل الأول

المقدمة

 

إن قضية المعوقين قضية قديمة من قضايا الإنسان و الإنسانية, و إن التعوق لم يكن أمرا مرغوبا من لدن الإنسان, لذا حارب الإنسان التعوق منذ القدم. وقد أولى المجتمع الإسلامي اهتمامه الشديد برعاية المعوقين و خصص لهم من يساعدهم على الحركة و التنقل, وأكد على حسن معاملتهم, واعتبرت حالة العوق اختبارا من الله سبحانه و تعالى, كما جاء في محكم كتابه الكريم ( ونبلوكم بالخير و الشر فتنة). و ما زال المفكرون المخلصون لخدمة الإنسانية جادين في توفير سبل الراحة للمعوق, وهذا يجهله كفيلا في نمو و بناء شخصيته و تأهيله بالشكل الصحيح و السليم كما يصبح قادرا على العمل و الإبداع.

 

لم تقتصر الرياضة اليوم على الأصحاء. . بل أصبحت لازمة على المعاقين. فهي أهم ضمن مطالب للحياة البيولوجية وألا دفعوا ثمن عدم الحركة من صحتهم وأعمارهم. . فالمعاق الذي يجلس على كرسيه وينعزل عن عالمه بدون حركة و نشاط تتصلب شرايينه وتخور عظامه، وتحدث له أمراض القلب والسكر والسمنة، حيث ترجع تلك أساسا إلى قلة الحركة وإفراط في الطعام، وبهذا تقل قدرة على الحياة ويكون القلب غير متجاوب بكفاية لمتطلبات الحياة فيتوقف فجأة لعدم لياقته وانحطاط قوته وتنتهي حياته.

 

الأنشطة الرياضية التي يمارسها المعاق تحقق للجسم قدرا من النشاط والقوة و الصحة، حيث أن الأخيرة لا تتصل فقط بجسم الإنسان وإنما تشمل حياته العقلية والسلوكية، عمله وراحته ولعبه، فالعقل والجسم صنوان ينعكس كل منهما ليكمل عمل الآخر.

 

الرياضة البدنية ضرورية للمعاق وفي جميع مراحله وأنواع إعاقته لأنها خير وسيلة للمحافظة على الصحة العامة ومعالجة أمراض العصر جراء التقدم العلمي وإجلال الآلة محل العمل الإنساني، وبهذا فقد تحدى المعاق إعاقته وشارك في الدورات الاولمبية ومارس صنوفا من الرياضة لتمثيل وطنه في المحافل الدولية فأحرز الميداليات الذهبية وعانق الشعلة الاولمبية.

 

أهمية الدراسة

 تبصير المعاقين بأهمية ممارسة الرياضة و الترويح.

 

 الاهتمام المتزايد في الآونة الأخيرة بإعادة تأهيل المعاقين.

 

 التعرف على الإعاقة وحجم الإعاقة وتصنيف الإعاقة و أنواع الإعاقة و أسباب الإعاقة و الوقاية من الإعاقة.

 

 تنمية القيم الرياضية المرغوب بها.

 

 يعين النشاط الرياضي على سلامة المعوق من خلال تحسين وظيفة وقدرة الفرد لتقابل الاحتياجات البدنية المطلوبة للقيام بالحياة اليومية.

 

 تطوير المعارف و المعلوماتية لدى القارئ.

 

 اكتساب الخبرة في كيفية عمل البحوث الرياضية.

 

 

 

أهداف الدراسة

 

 تصحيح الإعاقات والتشوهات التي يمكن تحسينها أو إزالتها والتغلب عليها.

 

 مساعدة المعوق على ترتيب وتنظيم إعادة تكيفه الاجتماعي من الناحية الفردية في حالة الإعاقات الدائمة.

 

 حماية حالة الفرد المعوق من التدهور عن طريق تعليمه ومعرفته لإمكانياته وحدودها وترتيب البرنامج الرياضي وفق القدرات الفسيولوجية للمعوق واحتماله للتمرينات.

 

 إتاحة الفرصة المناسبة للمعوقين لتنمية القدرة العقلية للأعضاء المصابة من حدود ما تسمح به الإعاقة.

 

 إتاحة الفرص المناسبة للتلاميذ المعوقين لتنمية المهارات من خلال الرياضات ذات الطابع الترويحي في حدود الإمكانيات المتاحة.

 

 

 

مشكلة الدراسة:

 

1- التطور العلمي في مجال العلاج الطبي و الجراحة, مما يترتب إنقاذ المرضى من الموت بسبب الحوادث و الأمراض.

 

2- التطور التكنولوجي و ازدياد حركة التصنيع و المواصلات مما يزيد من معدلات الحوادث.

 

3- زيادة متوسط عمر الإنسان.

 

4- ازدياد النمو الحضاري.

 

5- الحروب.

 

 

مصطلحات الدراسة

 

 العجز:- عبارة عن تأثير الحالة على الشخص(9: 21).

- عبارة عن انحراف عضوي أو نفسي أو عصبي في هيئة الفرد و بنيته( 9: 284 ).

 

 الصمم: عبارة عن فقدان السمع الذي يؤدي إلى استحالة فهم الكلام من خلال السمع فقط حتى مع استعمال السماعة( 9: 283).

 

 المعاق: هو كل مصاب بعجز بدني أو عقلي مستديم ( غير قابل للشفاء) بشرط أن يكون هذا العجز سببا في عدم تكيفه مع المجتمع (11: 56-57).

 

 الإعاقة: عدم تمكن الفرد الحصول على الاكتفاء الذاتي وجعله في حاجة مستمرة إلى إعانة الآخرين وبالتالي إلى تربية خاصة تغلبه على إعاقته( 8: 33).

 الترويح الرياضي : المقصود من الترويح الرياضي هو ذالك النوع من الترويح الذى تتضمن برامجه العديد من المناشط البدنية والرياضية( 5: 84)

 

الفصل الثاني

 

 القراءات النظرية.

 

 الدراسات السابقة المشابهة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الفصل الثاني

أولاً: القراءات النظرية

 

نبذة تاريخية للمعوقين

 

لقد كانت النظرية السائدة في المجتمعات القديمة – البقاء للأقوى – هي شعار جميع تلك المجتمعات ولم يكن للضعيف مكان بينها، وكانت القوة البدنية والصحة هما المقياس الوحيد لكل شئ، فكان الإنسان ينتقل بين الجبال والغابات والبحار ليؤمن له ولعائلته المأكل والملبس، وكان يتعرض أثناء ذلك للوحوش الكاسرة مما سببت إعاقته، وكان المجتمع يرى بذلك الشخص عبء عليه لأنه غير قادر على الدفاع عن نفسه وجماعته، وبذلك حاربوه ونفوه ونادوا بالتخلص منه والقضاء عليه، وظلت هذه الأفكار سائدة في تلك المجتمعات بمختلف صورها حتى جاءت الأديان السماوية لتحث الأفراد والجماعات على الترابط والتعاطف والحب والمساعدة بين الجميع وكان الدين الإسلامي يهدف إلى تهذيب النفس والتعاون والرفق والعطف والرحمة ومساعدة الضعفاء والمحتاجين والعجزة والمعاقين، ومن خلال المقدمة التاريخية التي سأتناولها سأوضح نضرة المجتمعان القديمة للإعاقة والمعاقين(11:8).

 

عملت الثورات الاجتماعية من الاهتمام بالإنسان الفرد و الاهتمام بحقوقه و تخليصه من الظلم مما ولد الاهتمام بالضعفاء و المعوقين و البحث عن وسائل لرعايتهم, وكان التقدم في وسائل تعليم الطفل المعوق حسيا بداية لمنطلق يدعوا إلى إمكانية الاستفادة من طاقات المعوقين و توصيل المعلومات لهم بطرق تناسبهم فكانت براير Priere لتعليم المكفوفين و طريقة قراءة الشفاء لتعليم الصم ( 4: 26-27).

 

بدأت فرنسا بتربية الأطفال المعوقين ووجهت العناية أولا إلى ذوي العاهات الحسية (المكفوفين والصم و البكم) ثم إلى المختلفين عقليا. وقد اتجه الاهتمام بهم خاصة بعد أن أصدر جان ماري ايتاردJean Marie Itard كتابه الذي شرح فيه محاولاته لتربية الطفل لمعروف متوحش افيرون( 4: 27).

 

وفي أعقاب الحرب العالمية الأولى:كانت الأعداد الهائلة من المعوقين الذي تخلفوا عن الحرب عاملا هاما في البحث عن وسائل جديدة لرعايتهم, فبدا التأهيل مصحوبا بصبغة اقتصادية تدعوا إلى الاستفادة بطاقات المعوقين المهنية في الإنتاج مما أدى إلى إنشاء أولى معاهده التأهيل المهني في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1920 فقد تطورت الأساليب و النظريات التي تبحث في هذا المجال وذلك لتطوير النظريات التربوية و الاجتماعية و النفسية حيث بدأت المجتمعات المتحضرة تنظر إلى المعوق نظرة تفاؤلية و إنسانية ( 4: 27).

ثم أصدرت المنظمة الدولية و هيئاتها مواثيق تحدد حقوق الإنسان و الحدود الدنيا لمستوى معيشة الفرد العادي و المعوق(6: 23).وفيما يخص المعوقين:

 

 كفالة حق المعوق في الحياة الكريمة مهما بلغت درجة إعاقته.

 يجب استغلال قدرات المعوق حتى لا يحرم من حقوقه الطبيعية و الإنسانية.

 يفضل إنشاء مجتمعات خاصة بالمعاقين حفاظا على حياتهم و تأكيد على ممارستهم للحياة العادية. (6: 23).

 يجب على المجتمعات الاستفادة من البحوث العلمية لرعاية المعاقين. (6: 24).

 عجز الإنسان نسبيا وليس كليا, ولكل إنسان سمات قوة وضعف في شخصيته سواء كانت عقلية أو نفسية أو جسمية أو اجتماعية.

 يجب تدريب المعاق و رعايته حيث إن العناية بالمعاقين ذات قيمة اقتصادية و أخلاقية, وذلك لكي يعتمد على نفسه ولا يصبح عالة على المجتمع(6: 24).

 للمعوق حق أصيل في أن تحترم كرامته الإنسانية وله، أيا كان منشأ وطبيعة وخطورة أوجه التعويق والقصور التي يعاني منها، نفس الحقوق الأساسية التي تكون لمواطنيه الذين هم في سنه، الأمر الذي يعني أولا وقبل كل شئ أن له الحق في التمتع بحياة لائقة، تكون طبيعية وغنية قدر المستطاع(14: 759).

 الحقوق المدنية والسياسية التي يتمتع بها سواه من البشر، وتنطبق الفقرة 7 من الإعلان الخاص بحقوق المتخلفين عقليا علي أي تقييد أو إلغاء للحقوق المذكورة يمكن أن يمس المعوقين عقليا(14: 759).

 للمعوق الحق في التدابير التي تستهدف تمكينه من بلوغ أكبر قدر ممكن من الاستقلال الذاتي(14: 759).

 للمعوق الحق في العلاج الطبي والنفسي والوظيفي بما في ذلك الأعضاء الصناعية وأجهزة التقويم، وفي التأهيل الطبي والاجتماعي، وفي التعليم، وفي التدريب والتأهيل المهنيين، وفي المساعدة، والمشورة، وفي خدمات التوظيف وغيرها من الخدمات التي تمكنه من إنماء قدراته ومهاراته إلي أقصي الحدود وتعجل بعملية إدماجه أو إعادة إدماجه في المجتمع(14: 759).

 للمعوق الحق في الأمن الاقتصادي والاجتماعي وفي مستوي معيشة لائق، وله الحق، حسب قدرته، في الحصول علي عمل والاحتفاظ به أو في مزاولة مهنة مفيدة ومربحة ومجزية، وفي الانتماء إلي نقابات العمال(14: 759).

 

وبذلت اللجنة الدولية منذ نشأتها كل ما في وسعها لتخفيف محنة ضحايا النزاعات، وخاصة المعوقين من المدنيين وأفراد الجيش. ومع اقتراب اليوم العالمي للمعوقين تظل اللجنة الدولية ملتزمة أكثر من أي وقت مضى بمواصلة هذا العمل الحيوي. تدير اللجنة الدولية حالياً برامج لإعادة تأهيل المعوقين في أكثر من 50 مركزاً وورشة في 25 بلداً عبر أنحاء العالم. وقد بلغ حتى اليوم عدد المعوقين بسبب الحرب، ومعظمهم من المبتورين الذين ساعدهم أخصائيو اللجنة الدولية في تقويم العظام أكثر من 140000 شخص. ويعمل في الوقت الراهن أربعون أخصائياً من اللجنة الدولية مع أخصائيين محليين على إنتاج أطراف اصطناعية وتقديم العلاج الطبيعي وتدريب أخصائيي تقويم العظام في البلدان المعنية. ولضمان مواصلة هذه الخدمات على المدى البعيد أنشأت اللجنة الدولية صندوقاً خاصاً للمعوقين عام 1983(13). ويمكن الصندوق المبتورين والمعوقين الآخرين من مواصلة تلقي العلاج حالما تنتهي العمليات العسكرية، وقد أنهت اللجنة الدولية البرامج الخاصة بها بموجب مهمتها. هذا ويؤدي الصندوق دوراً أساسياً في مساعدة المعوقين على استعادة مكانتهم في المجتمع(13).

 

لقد أعاد أخصائي العلاج الطبيعي الإيطالي السيد "ألبيرتو كايرو" خلال السنوات الثلاث عشرة الماضية الأمل وقدم الرعاية إلى المبتورين بسبب الحرب والمعوقين في أفغانستان. ولما كان السيد "كايرو" مسؤولاً عن برنامج اللجنة الدولية(13) لإنتاج الأطراف الاصطناعية والجبائر في البلد فهو يقود فريقاً من الأخصائيين المتفانين الذين يقومون بتركب أطراف اصطناعية لمئات المرضى في الشهر(13).

 

ومما سبق يتضح تغيير نظرة المجتمعات تجاه المعاقين, وذلك(6: 24). بالاهتمام بالرعاية الكاملة لهم باعتبارهم أعضاء قادرين على الإنتاج في المجتمع كما سنت المنظمات و الهيئات القوانين لرعايتهم. (6: 24).

 

المعوقين

 

يقصد بالمعاقين الأفراد الذين لديهم قصور نتيجة مرض عضوي أو حسي أو عقلي أو حركي, حيث قد يرجع ذلك إلى أسباب وراثية أو مكتسبة, كما قد يحدث نتيجة أمراض أو حوادث مما قد يعجز الفرد عن أداء متطلباته الأساسية مما قد يؤثر على نموه الطبيعي أو قدرته على التعليم أو مزاولة العمل أو تكيفه الاجتماعي(6: 37).

 

و التعريف العلمي للمعوق هو كل مصاب بعجز بدني أو عقلي مستديم ( غير قابل للشفاء) بشرط أن يكون هذا العجز سببا في عدم تكيفه مع المجتمع, بمعنى انه عندما يتم تأهيله سواء بمعرفة أجهزة التأهيل أو بمعرفة أسرته أو بأي وسيلة, أو إذا كانت الإصابة أصلا لا تمنع من استمراره في عمله ولم تؤثر في معنوياته و علاقاته فانه غير معوق (11: 56-57).

 

وتعرف منظمة العمل الدولية اصطلاح المعوق بأنه كل فرد نقصت إمكانياته للحصول على عمل مناسب و الاستقرار فيه نقصا فعليا نتيجة لعاهة جسمية أو عقلية. (11: 56-57).

 

الإعاقة

 

مفهوم الإعاقة:

 

الإعاقة هي عدم قدرة الفرد على تأدية عمل يستطيع غيره من الناس تأديته ويصبح العجز إعاقة عندما يحد من قدرة الفرد على القيام بما هو متوقع منه في مرحلة معينة، والإعاقة هي حالة من الضرر البدني أو العجز( 8: 31).

 

أن مشكلة الإعاقة هي واحدة من المشاكل الأساسية التي تواجه المجتمع العربي بخاصة والدول النامية والمجتمع الدولي بصورة عامة( 8: 31).

 

وقد بدأت العناية بالمعوقين فعلبا منذ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام 1945 وإعلان الطفل عام 1959 وإعلان حقوق الأشخاص التخلفين عقليا عام 1971 وتوج الاهتمام بالمعوقين حينما أعلنت الأمم المتحدة عام 1981 ليكون عاما للمعوقين حيث باشر الدول والمنظمات والهيئات الاجتماعية( 8: 31). توجيه العناية والرعاية لهذه الفئة باعتبارها طاقة فاعلة ومنتجة وليست معطلة أو مهمشة ( 8: 31).

 

فمفهوم الإعاقة إذن هو :

 

عدم تمكن الفرد الحصول على الاكتفاء الذاتي وجعله في حاجة مستمرة إلى إعانة الآخرين وبالتالي إلى تربية خاصة تغلبه على إعاقته( 8: 33).

 

مظاهر الإعاقة:

 

نعني بالإعاقة أن هناك انحرافا ما في الفرد يحول بينه وبين الاستفادة الكاملة من البرامج والخدمات التعليمية التي تقدم لعامة أطفال المجتمع ممن هم في مثل سنه مما يقتضي أن تقدم لذا الطفل خدمات خاصة وبرامج خاصة ( 8: 33) وقد ينحرف فرد انحرافا ملحوظا عن غالبية أفراد سنه من ناحية بدنية أو عقلية أو انفعالية أو اجتماعية. ويترتب على ذلك إن هناك معوقين بدنيا بسبب عجز بدني أو عاهة بدنية واضحة غيرهم معوقين عقليا بسبب قصورهم العقلي الواضح آخرين معوقين انفعاليا واجتماعيا بمعنى أنهم يعانون من اضطرا بات سلوكية تنأى بهم بعيدا عن السلوك المعتاد الأفراد بالمجتمع ممن هم في نفس مرحلة نموهم( 8: 33).

 

و لا شك إن أنواع الإعاقة لها أبعاد النمو في شتى جوانبه ونواحيه مما يستدعي معالجة خاصة لكل شكل من إشكال الإعاقة. ولا يوجد اتفاق تام حول تعريف هذه الكلمة حيث إن مختلف الظروف والعوامل الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والدينية تؤثر في تعريفها( 8: 33).

 

 

عوامل الإعاقة:

 

وقد جرى العرف على تقسيم هذه العوامل والأسباب المؤدية للإعاقة إلى قسمين رئيسين: أولهها العوامل الو راثية المتمثلة في الخلل في الجينات والكروموسومات أو في عدم وجود مناعة ضد الإمراض أو نقص في وزن الطفل الوليد ( دون وزن 2 / 11 كغم ) أو عدم الاكتمال في نضج بعض الأعضاء لدى الوليد وقد تؤدي هذه الظواهر الناجمة عن( 8: 36) العوامل الو راثية (والبيئية أيضا ) إلى كون الأطفال عرضة لمخاطر الإعاقة بدرجة عالية هذا إلى جانب الإصابة بمرض السكر الو راثي أو بمرض الجذام أو بمرض الصرع أو غيره من الأمراض العصبية وتعزى كثير من أسباب الضعف والتخلف العقلي إلى عوامل وراثية تبلغ في المتوسط حوالي 80% من حالات( 8: 36) الأمراض العقلية عند الأطفال وثاني العوامل المسببة للإعاقة هي العوامل البيئية التي يتعرض لها الفرد خلال حياته منها على سبيل المثال الحوادث المنزلية التي تسبب تشوهات الأطفال دون سن الرابعة والكبار فوق سن الستين هم أكثر الناس عرضة لمثل هذه الحوادث على اختلاف أنواعها وبخاصة حالات التسمم لدى الأطفال يضاف إلى ذلك ما قد يتعرض له الفرد من أمراض مشوهه كالشلل وسل العظام والتراكوما الحادة وغيرها من الأمراض الوبائية أو المتوطنة ويأتي عامل نقص التغذية وخاصة بالنسبة للأطفال الصغار عاملا هاما من العوامل التعرض للإعاقة كالإصابة بالكساح وضعف البصر والتعرض للمرض بصورة عامة ثم أن كثرة الحمل المتعاقب للأمهات مع سؤء التغذية وقلة العناية الطبية قد يفسح المجال لولادات مشوهة أو هزيلة تكون معرضة للإعاقة الجسمية أو العقلية وفوق هذا كله تأتي الإعاقة الجسمية والنفسية التي قد تنجم عن الحروب والكوارث الطبيعية والحرائق( 8: 36).

 

الإعاقة و المشكلات الناتجة عنها:

 

إن المعوق يتعرض لمجموعة من المشكلات الناتجة عن إصابته يمكن أن نجملها فيما يلي( 4: 56):

 

أ‌- المشكلات الاقتصادية

*تحمل الكثير من نفقات العلاج

*انقطاع الدخل أو انخفاضه خاصة إذا كان المعوق هو العائل الوحيد للأسرة.

*قد تكون الحالة الاقتصادية سببا في عدم تنفيذ خطو العلاج( 4: 56).

 

ب‌- المشكلات الاجتماعية

* المشكلات الأسرية( أن إعاقة الفرد هي إعاقة لأسرته في الوقت نفسه, حيث أن الأسرة بناء اجتماعي يخضع لقاعد توازن) ( 4: 56).

* المشكلات الترويحية( أن العاهة تؤثر في قدرة المعوق على الاستمتاع بوقت الفراغ حيث تتطلب منه طاقات خاصة لا تتوفر عنده) ( 4: 57).

*مشكلات الصداقة( إن عدم شعور المعوق بالمساواة مع زملائه و أصدقاءه و عدم شعور هؤلاء بكفايته لهم).

*مشكلات العمل( قد تؤدي الإعاقة ترك المعوق عمله أو تغير دوره ليتناسب مع وضعه الجديد ) ( 4: 57).

 

ت‌- المشكلات التعليمية

*عدم توافر مدارس خاصة و كافية للمعوقين على اختلاف أنواعهم( 4: 57).

*الآثار النفسية السلبية لإلحاق الطفل المعوق بالمدارس العادية.

*تؤثر بعض العاهات في قدرة المعوق على استيعاب الدروس( 4: 57).

* بعض حالات الإعاقة كالمقعدين و المكفوفين تتطلب اعتبارات خاصة لضمان سلامتهم خلال تواجدهم بالمدرسة( 4: 57).

 

ث‌- المشكلات النفسية

لخصها الدكتور كليميك KLINKE في المؤتمر الدولي الثامن لرعاية المعوقين عام 1968 بنيويورك إلى مجموعة من السمات( 4: 58).:-

1- الشعور الزائد بالنقص, ما يعوق تكيفه الاجتماعي.

2- الشعور الزائد بالعجز, مما يولد لديه الإحساس بالضعف و الاستسلام للإعاقة.

3- عدم الشعور بالأمن, مما يولد لديه القلق و الخوف من مجهول.

4- عدم اتزان الانفعالي, مما يولد مخاوف وهمية مبالغ فيها.

5- سيادة مظاهر السلوك الدفاعي و أبرزها الأفكار و التعويض و الإسقاط و الأفعال العكسية و التبرير( 4: 58).

 

ج‌- المشكلات الطبية

*طول فترة العلاج الطبي لبعض الأمراض و تكاليف هذا العلاج.

*عدم معرفة الأسباب الحاسمة لبعض أشكال الإعاقة.

*عدم انتشار مراكز كافية للعلاج المتميز للمعوقين بمستشفيات خاصة تراعي ظروفهم و مشكلاتهم.

*عدم توافر المركز المتخصصة للعلاج الطبي و بخاصة في المحافظات مع عدم توفر الفنين و الأجهزة الفنية لهذا العلاج( 4: 57).

 

 

حجم الاعاقة وواقع المعوقين في الوطن العربي :

 

وضع المعوقين في الوطن العربي ليس بأحسن من وضعهم في بقية بلدان العالم سواء من حيث عددهم و توزيعهم على مختلف الإعاقات البد نية والحسية والعقلية والكلامية والنفسية والاجتماعية أو من حيث ما يلقونه من رعاية ومساعدة خاصة( 8: 38).

 

وعلى رغم من انه لا توجد اى إحصاءات دقيقة عن حجم الإعاقة والمعوقين في الوطن العربي لأسباب كثيرة قد يكون من بينه( 8: 38):

 

الأحجام عن التصريح بالإعاقة / عدم إطلاع جامعي الإحصاء على مشاكل الإعاقة، فان جميع المعطيات والظروف الثقافية والاجتماعية والاقتصادية تؤكد أن نسبة المعوقين في الوطن العربي عالية جدا فإذا أخذنا بأكثر النسب تواضعا وهي نسبة 10% التي قدرته منظمة الصحة العالمية وبكل تأكيد أن عدد المعوقين ككل وعدد منهم في سن الطفولة والشباب في الوطن( 8: 38) العربي قد زاد خلال السنوات الثماني الماضية عن التقديرات السابقة تبعا للزيادة السكانية العامة في الوطن العربي في تلك الفترة( 8: 38).

 

 

أنواع الإعاقة:

أنواع الإعاقات حسب نوعها والطبيعة الغالبة عليها إلى الفئات التالية(8: 39):

 

1. إعاقات جسمية تتصل بالجسم وما به من أجهزة مختلفة ويدخل تحت هذا الفئة أو الفصيلة جميع الإعاقات العصبية والمخية والعضلية والعظمية والوعائية والغددية والهضمية، وما إلى ذلك.

 

2. إعاقات الحواس العليا التي يدخل تحتها فقدان البصر وضعفه وفقدان السمع أو ضعفه.

 

3. إعاقات عقلية ترتبط أساسا بضعف القدرات القلية ويدخل تحتها التخلف العقلي بدرجاته المختلفة.

 

4. إعاقات تتعلق بالقدرات الكلامية واللغوية ويدخل تحتها عيوب النطق والكلام والتخاطب واضطرا بات القراءة والكتابة.

 

5. إعاقات نفسية انفعالية ويدخل تحتها جميع الأمراض و الاضطرابات النفسية والمظاهر الدالة على سوء التكيف النفسي(8: 39).

 

6. إعاقات اجتماعية ترتبط اضطرا بات الفرد ببقية أفراد وجماعات مجتمعه، ويدخل تحت ذلك اعتبار الإجرام وإدمان الخمر أو مخدرات وما إلى ذلك.

 

7. إعاقة متعددة الجوانب.

 

وحسب الفئات السبع السالفة الذكر للإعاقة يمكن تصنيف المعوقين إلى(8: 39).:

 

معوقين بدنيا – معوقين بصريا – معوقين سمعيا – معوقين عقليا – معوقين كلاميا – معوقين نفسيا – معوقين اجتماعيا – ومتعددي الإعاقة (8: 39).

 

تصنيف الإعاقة: (1: 39)

 

1- المعوقون حركيا ( جسميا) Motor (or) Physically Handicapped.

 

و يشير عبد الفتاح عثمان (1979) إلى أن المعوق حركيا هو ذلك الذي يصاب بعجز في وظائف أعضائه الداخلية سواء كانت أعضاء الحركة و الجهاز المساند المحرك كالأطراف و المفاصل أو أعضاء متصلة بالحياة (بيولوجية ) كالقلب و الرئتين (1: 39).

 

1- المعوقون عقليا Neurotic &Psychotic Feeble Minded Handicapped

و يصفهم مختار حمزة (1970) بأنهم مرضى العقل ودرجات التخلف العقلي. و يشير محمد صبحي (1988)0 إلى أن التخلف العقلي هو قصور فكري وظيفي ناتج عن عوامل وراثية أو بيئية سببت عجزا للجهاز العصبي ترتب عليه ضعف قدرة الفرد على الفهم و الإدراك و التكيف الاجتماعي( 1: 40).

 

2- المعوقون حسيا Sensory Handicapped

و تشير عطيات ناشد و آخرون (1969)إلى أن الإعاقة الحسية تعني تعطيل عمل الحواس و عدم قيامها بوظائفها( 1: 40).

 

3- المعوقون اجتماعيا Socially Handicapped

و الإعاقة الاجتماعية حالة من عدم التوافق الاجتماعي بين المعوق و بيئته حيث ينحرف في سلوكه عن المعايير السائدة في المجتمع, و يؤدي ذلك إلى حدوث صراع نفسي و انحراف و خروج عن التقاليد و احتكاك بالسلطة( 1: 40).

 

 

الاسباب الاعاقة:

 

أولا: الأسباب الو راثية:

 

تنتقل هذه الأمراض أو العاهات عن الطريق ناقلات للصفات الو راثية (الجينات ) الموجودة في كر وموسومات الخلية أو نتيجة اضطرا بات الجينات الو راثية وتنتقل هذه الأمراض بالتوارث من الآباء والأجداد من جيل إلى جيل مثل أمراض القلب ومرض السكر والصم وبعض الأمراض العقلية(8: 44).

 

ويؤدي تأثير الأسباب الو راثية إلى الآتي:

 

1. بطء نمو الجنين.

2. إصابة أجهزة الجنين باضطرابات وإعاقات عضوية.

3. قد يؤدي السببين المذكورين إلى وفاة الجنين(8: 44).

 

وهناك عوامل أخرى تساعد في حدوث الإعاقة وهي:

 

1. ضعف العضو المصاب وسهولة استعداده للإصابة بالإعاقة.

2. قوة تأثير العوامل المسببة للإعاقة ووقتها.

3. نسبة مقاومة الأم والجنين لمسببات الإعاقة(8: 44).

 

 

ثانيا : الأسباب الفطرية :

 

هي تعرض الجنين للإعاقة وهو داخل الرحم نتيجة لإصابة الأم ببعض الأمراض وخاصة(8: 44) في الثلاثة شهور الأولى للحمل لما لهذه الفترة من اثر لسرعة النمو التكويني وقابلية الجنين للإصابة بالأمراض التي تصاب بها الأم لأنها (8: 45)هي المصدر الرئيسي لتكوين ولانتقال العدوى ذا أن مقامة الجنين للأمراض في هذه المرحلة تكون منعدمة تماما وبذلك ينتقل تأثير المرض إليه بسرعة(8: 45).

 

ثالثا : الأسباب البيئية :

ومن العوامل البيئية التي تسبب عملية الإعاقة الآتي:

 

1. حالة الأم الصحية ( الجسمية والنفسية ).

 

2. زيادة عمر الأم عن 40 سنة.

 

3. إدمان الأم التدخين وتناول الخمور والمخدرات(8: 45).

 

رابعا : الأسباب المكتسبة:

هي عبارة(8: 46) عن تعرض الفرد لبعض الأمراض أو الحوادث أو نتيجة لخطورة المهنة التي يزاولها مما يؤدي إلى نقص في المقدرة على ممارسة السلوك العادي في المجتمع وتوجد هذه الأسباب فيما يلي:

 

2. أثناء علميات الولادة.

3. بعد الولادة(8: 46).

4. الأمراض المعدية(8: 47).

5. الحوادث .

6. الاختراعات العلمية(8: 48).

7. الحروب.

 

الوقاية من الإعاقة:

 

كثير من حالات الإعاقة(8: 49) يمكن تجنبها وحماية أطفالنا منها فالوقاية تساعدنا بدرجة كبيرة في تقليل احتمالات تعرض أطفالنا للإصابة بإعاقة وفيما يلي نصائح وإرشادات حول كيفية تجنب حدوث الإعاقة:

 

1. الفحص الطبي الشامل للمقبلين على زواج وهو مهم لمعرفة التاريخ المرضي لعائلتي الزوجين ومعرفة بعض الإعاقات التي يمكن الوقاية منها(8: 49).

2. الإشراف الطبي أثناء فترة الحمل والولادة وما بعد الولادة ومراجعة الطبيب بشكل مستمر.

3. استشارة الطبيب في حالات حمل الأم في عمر اقل من 16 عاما وأكثر من 40 عاما(8: 49).

4. قيام الأم الحامل بإجراء الفحص الدوري للدم والبول والضغط ومراجعة الطبيب بشكل منتظم.

5. تجنب الحمل بعد الإجهاض مباشرة.

6. المباعدة بين الأحمال وينصح بان يكون بين حمل وحمل سنتان على الأقل.

7. يفضل تلقيح الأم ضد مرض الحصبة الألمانية قبل حدوث الحمل بفترة.

8. الاهتمام بغذاء الطفل والعناية بصحته خاصة في السنة الأولى من عمره وتطعيمه بكافة المطاعيم ضد الأمراض المختلفة(8: 49).10

9. إذا حدث ورزق الوالدين بطفل معوق فانه من الضروري مراجعة المختصين للتعرف على طبيعة الإعاقة و كيفية التعامل معها(8: 50).

 

 

 

 

 

 

الترويح

مفهوم الترويح:

 

إن مصطلح الترويح Recreation يعنى إعادة الخلق إذ أن المقطع الأول من المصطلح Re يعنى بينما الجزء منه creation يعنى الخلق. ويفهم أيضا من المصطلح الترويح على أنه التجديد أو الانتعاش كحصائل Outcomes لممارسة مناشطه(5: 29).

 

ويرى رومنى Romney أن الترويح هو نشاط ومشاعر ورد فعل عاطفي وإنه سلوك وطريقة لتفهم الحياة. بينما يوضح ناش Nash أن وقت الفراغ هو تلك الأوجه من النشاط التي تجلب للفرد السعادة وتتيح له الفرصة للتعبير عن الذات وتتفق ودوافع الفرد وتتوافر فيها حرية الاختيار. ويشير دى جرازيا De Geazzia إلى الترويح بأنه النشاط الذي يسهم في توفير الراحة للفرد من عناء العمل ويوفر له سبل استعادة حيويته(2: 36).

 

بينما يرى كراوس Kraus أن الترويح هو تلك الأوجه من النشاط أو الخبرات التي تنتج عن وقت الفراغ، والتي يتم اختيارها وفقا لإرادة الفرد وذلك بغرض تحقيق السرور والمتعة لذاته واكتسابه للعديد من القيم الشخصية والاجتماعية. في حين يؤكد برايتبل Brightbill على أن الترويح يعد أسلوب للحياة وانه يعمل على تنمية الفرد الممارس لأوجه مناشطه في وقت الفراغ(5: 29).

 

وكذلك يرى كل من جراى Gray وجريبن Greben ان الترويح يعد حالة انفعالية تنتاب الفرد نتيجة لإحساسه بالوجود الطيب في الحياة وبالرضا، وإن الترويح يتصف بالمشاعر المرتبطة بالإجادة، الإنجاز، الانتعاش، القبول(5: 29)، النجاح، القيمة الذاتية، السرور، التدعيم الإيجابي لصورة الذات – Self image كما أنة يعد من المناشط المرتبطة بوقت الفراغ والمقبولة اجتماعيا(2: 36).

 

ويوضح كل من كار سلون Carlson، ماكلين MacLean، ديب Deppe بيترسون Peterson أن الترويح هو نشاط وحالة وجدانية ونمط اجتماعي منظم، أو أنه أسلوب لاستعادة حيوية وقوى الفرد للعمل، أو انه الاختيار الإرادي للخبرة في وقت الفراغ(5: 30).

 

مستويات وأنواع مناشط الترويح

لقد قام العديد من المربين والمهتمين بالترويح بتصنيف أوجه مناشطه في عدة مستويات وذلك وفقا لفلسفة واتجاه كل منهم أو وفقا لفلسفة مجتمعاتهم نحو(5: 30) الترويح ومناشطه، ولذا تعددت تصنيفات مستويات وأنواع منا شط الترويح، وفيما يلي توضيح لتلك الآراء(5: 30):

1- المشاركة الابتكارية: وهي تلك المشاركة التي تتميز بالإبداع و الابتكار، وذلك كالاختراعات والقيام بعمل غير مألوف من قبل.

 

2- المشاركة الإيجابية: وهي ذلك المستوى من المشاركة الذي يقوم الفرد من خلاله بالممارسة الفعلية لأوجه منا شط الترويح.

 

3-المشاركة السلبية: وهي تلك المشاركة التي يستمتع الفرد من خلالها بالمشاهدة والاستماع دون مشاركة فعلية منه المناشط الترويحية(5: 30).

بينما يرى حلمي إبراهيم Helmi Ibrahim أنه يمكن تصنيف أوجه مناشط الترويح وفقا للمستويات التالية(2: 37):

1- المشاركة الابتكارية: وهي تمثل المستوى الذي يتيح للفرد الممارس لمختلف أوجه مناشط الترويح في الاندماج الكامل في النشاط والابتكار في أدائه(2: 37).

 

2- المشاركة الإيجابية: وهي تمثيل المستوى الذي يتيح للفرد المشاركة الفعلية في النشاط وتحقيق التنمية الشخصية للفرد.

 

3- المشاركة العاطفية: وهي تمثيل المستوى الذي يسمح للفرد بالمشاركة الوجدانية من خلال الاستمتاع بمشاهدة المناشط الترويحية أو الاستمتاع بها.

 

4- المشاركة السلبية: وهي تمثل المستوى الذي لا يتيح للفرد الممارس للمناشط الترويحية فرص الاندماج أو الاستمتاع بها، ومن ثم فإن ذلك المستوى من المشاركة لا يرقى على مستوى من التأثير الانفعالي أو الوجداني في الفرد(2: 37).

 

وتشير تهاني بد السلام إلي أنه يمكن تقسيم المناشط الترويحية وفقا لعدة متغيرات أساسية(5: 31)، ومن أهمها المتغيرات التالية:

 

1- طبيعة ونوع النشاط: الألعاب، الرياضة، الفنون اليدوية، مناشط الخلاء...

 

2- طبيعة ونوع الأفراد: ذكور، إناث، أطفال، شباب، كبار السن...

 

3- طبيعة مكان الممارسة: مناشط تمارس في الخلاء Outdoor أو أماكن مغلقة Indoor(5: 31).

4- فصول السنة: مناشط صيفية وذلك كالمنا شط الشاطئية، ومناشط شتوية: وذلك كالتزحلق والانزلاق على الجليد(5: 31).

 

5- التكلفة: مناشط مكلفة وذلك: كالكروية، الجو لف، الفروسية، ومناشط غير مكلفة وذلك: كالمشي والجري والتمرينات البد نية والألعاب التمثلية(5: 33).

 

6- طبيعة الاشتراك: وذلك وفقا لمستويات المشاركة الابتكارية، المشاركة الإيجابية، المشاركة السلبية.

 

7- التنظيم: مناشط منظمة، مناشط غير منظمة(5: 33).

 

أهم خصائص الترويح

 

للترويح خصائص تميزه عن غيره من المناشط الأخرى(2: 40)، ومن دراستنا لمفهوم الترويح يتضح أن أهم خصائصه هي:

 

1- نشاط بناء: وذلك يعني أن الترويح يعد نشاطا هادفا، فهو يساهم في تنمية وتطوير شخصية الفرد منت خلال المشاركة في ممارسة مناشطة المختلفة(2: 40).

 

2- اختياري: حيث يختار الفرد نشاطه وفقا لرغبته ودوافعه، وذلك لا يعنى إغفال التوجيه التربوي نحو إرشاد الفرد لممارسة نوع من النشاط يتفق وميوله ودوافعه وحاجاته واستعداداته وقدراته ومستوى نضجه(2: 40).

 

3- حالة سارة: أي أن الترويح يجلب السرور والمرح والسعادة إلي نفوس الممارسين لمنا شطه نتيجة للتغير عن الذات والإبداع في النشاط مع مراعاة الإضرار بمشاعر الغير(2: 41).

 

4- يتم في وقت الفراغ: فالترويح عن الذات يتم في الوقت الذي يتحرر فبه الفرد من قيود العمل أو من أية ارتباطات أو واجبات أو التزامات أخرى.

 

5- يحقق التوازن النفسي: وذلك من خلال إشباع الفرد الممارس لمناشط الترويح لحاجاته النفسية، وتلك الحاجات النفسية لا يمكن إشباع بعضها إلا من خلال وقت الفراغ، كما أن المشاركة في مناشط الترويح تؤدي إلى تحقيق الاسترخاء و الرضا النفسي، مما يحقق للفرد التوازن النفسي(2: 41).

أهمية الترويح

 

يعد الترويح مظهرا من مظاهر النشاط الإنساني وله دور هام في تحقيق التوازن بين العمل والراحة من عنائه( 5: 34)، وله إسهاماته في تحقيق السعادة للإنسان. وتشير الجمعية الأمريكية للصحة والتربية البد نية للترويح (AAHPER) إلى إسهامات الترويح في الحياة العصرية، في النقاط التالية:

 

 تحقيق الحاجات الإنسانية للتغبير الخلاق عن الذات.

 تطوير الصحة البد نية والصحة الانفعالية و الصحة العقلية للفرد.

 التحرر من الضغوط والتوتر العصبي المصاحب للحياة العصرية.

 توفير حياة شخصية وعائلية زاخرة بالسعادة وبالاستقرار( 5: 34).

 تنمية ودعم القيم الديمقراطية( 5: 35).

 

كما أن للترويح دور هام في إشباع حاجات الفرد وبخاصة تلك التي لا يمكن إشباعها من خلال العمل أو في إثناء أوقات الارتباط أو الالتزام بواجبات، وذلك حتى لا يمكن تحقيق أو إعادة التوازن النفسي للفرد المشارك في المناشط(2: 42). وعن الحاجات needs فقد أوضح ماسلو Maslow تسلسلا للحاجات الإنسانية في خمس مستويات.

 

1- الحاجات الفسيولوجية: Physiological needs

وتلك الحاجات تمثل الحاجات الضرورية للإنسان، وتعقد أكثر الحاجات التي يحاول الفرد إشباعها ولا يمكن التفكير فيما سواها قبل إشباعها، وهي الأكل والمأوى والصحة والراحة. وللعمل دور حيوي في تحقيق تلك الحاجات، كما أن للترويح دورا هاما في التقليل من عناء العمل، وفي تنمية صحة الفرد وفي تحقيق الاسترخاء له Relaxation(2: 42).

 

2- حاجات الأمنية: Safety needs

وتلك الحاجات التي الحاجات الفسيولوجية، وتشمل العديد من الحاجات كالا استقرار، الأمان، التحرر من الخوف، الوقاية من الأخطار, وللترويح دور هام في تحقيق تلك الحاجات من خلال تزويد الفرد بالعديد من المهارات وتوفير الراحة النفسية له، مما يحقق التوازن والاستقرار الانفعالي ويوفر له الوقاية من العديد من المخاطر(2: 42).

 

3 – حاجات الاجتماعية: Social needs

وتؤكد تلك الحاجات على أن الإنسان كائن اجتماعي بطبيعته، وتتضمن تلك الحاجات الرغبة في إقامة علاقات صداقة مع الآخرين، والانتماء(2: 42). إلى الجماعات المختلفة، والقبول الاجتماعي.... وللترويح دور هام في تحقيق تلك الحاجات من خلال مشاركة الفرد مع أتقرانه في مناشط الترويح(2: 42).

 

4- حاجات تقدير الذات: Self-Esteem needs

تمثيل تلك الحاجات درجة أعلى في سلم ترتيب الحاجات(2: 42)، ويطلق عليها مسمى الحاجات الذاتية أو الحاجات النفسية، وتحتوي على الحاجات المرتبطة بالثقة بالنفس، القدرة على الإنجاب، احترام الذات، التقدير من الآخرين... وللترويح دور حيوي في تحقيق تلك الحاجات(2: 43).

 

5- حاجات تحقيق الذات: Self-Actualization needs

وتلك الحاجات تحتمل قمة الهرم في تسلسل الحاجات وهي ترتبط بالحاجات المتمثلة في النجاح، في التعبير عن الذات، القدرة على الإبداع والابتكار، تطوير الشخصية، إنجاز العمل أو النشاط... وللترويح دور هام في تحقيق تلك الأوجه من النشاط من خلال المشاركة الابتكارية أو المشاركة الإيجابية وفقا لمستويات ناش Nash وبرايتبل Bright bill(2: 43).

 

و يمكن التأكيد( 5: 36) على أن تلك المستويات الخمس للحاجات الإنسانية وفقا لما اقره ماسلو لا تعنى أن حاجات كل مستوى تكون مستقلة عن غيرها في المستويات الأخرى, بل أن حاجات تلك المستويات تكون متداخلة و مترابطة فيما بينها و يعتمد كل مستوى منها على حاجات المستويات الأخرى( 5: 36). وفيما يلي توضيح لدور الترويح والمشاركة في مناشطه في الإسهام في تحقيق للفرد حاجاته الفسيولوجية وحاجاته الاجتماعية وحاجاته النفسية (تحقيق الذات، تقدير الذات، الأمان)، وكذلك بيان أهم التأثيرات لمنا شط الترويح المختلفة على جوانب النمو المختلفة للفرد ( 5: 37).

 

أولا : التأثيرات البد نية الفسيولوجية

 

لممارسة أوجه مناشط الترويح وبخاصة الترويح البدني أو الترويح الرياضي بانتظام العديد من التأثيرات الإيجابية على النحو العضوي للفرد المشارك في مناشطه. وفيما يلي توضيح لأهم تلك التأثيرات( 5: 37).

 الحصول على القوام المعتدل والرشيق والبعد عن النمط البدين وذلك من خلال أداء التمرينات والمناشط البدنية وممارسة بعض الألعاب والرياضات.

 

 زيادة مرونة وكفاءة مفاصل الجسم وزيادة حجم العظام وتحسين كفاءتها ومعالجة آلام المفاصل والظهر( 5: 37).

 تطوير اللياقة البدنية والمحافظة على المستوى لائق من عناصرها وذلك كالقوة والجلد العضلي والسرعة والتوافق العصبي والعضلي، وزيادة المقاومة الطبيعية للأمراض( 5: 37).

 

 رفع الكفاءة عمل الجهازين الدوري والتنفسي حيث يتكيف كل منهما مع متطلبات المجهود البدني مما يؤدي إلي زيادة حجم عضلة القلب وقوتها والمحفظة على المعدل الطبيعي لكل من النبض وضغط الدم والتخفيض من المعدل العالي لهما، وكذلك زيادة السعة الحيوية للفرد( 5: 37).

 

 الإقلال من احتمال الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وذلك من خلال الوقاية من البدانة ومن ترسب الدهون على جدران الأوعية الدموية وذلك كالكولسترول الضار (L.D.L) والدهون الثلاثية Triglycerides مما يقلل من فرص الإصابة بأمراض تصلب الشرايين والجلطة الدموية ، وكذلك من التوتر النفسي والعصبي الذي يعد عاملا من العوامل المؤدية إلي الإصابة بتلك الأمراض (5: 37).

 

 التخلص من الطاقة الزائدة Surplus Energy عن احتياجات الفرد، مما يسهم ف تحقيق الاسترخاء البدني والعصبي للجسم وتجديد نشاط وحيوية الفرد( 5: 38).

 

 الوقاية من التعب الذهني حيث أن ممارسة مناشط الترويح تؤدي إلي التخلص من الإرهاق الذهني وتجديد نشاط وحيوية الفرد وبخاصة تلك المناشط التي لا تعتمد علي التركيز الذهني فى ممارستها( 5: 38).

 

 زيادة قدرة الفرد على زيادة إنتاجيه في العمل مما يتيح له فرصة زيادة دخله المادي ومن ثم إشباع حاجاته الأساسية وتوفير مستوى معيشي وحياة أفضل له( 5: 38).

 

ثانيا : التأثيرات الاجتماعية

 

كما أن لممارسة أوجه مناشط الترويح العديد من التأثيرات البد نية والفسيولوجية على الفرد، فإن لتلك المناشط تأثيراتها الاجتماعية عليه، وفيما يلي توضيح لأهم تلك التأثيرات( 5: 38):

 تنمية القيم الاجتماعية المرغوبة وذلك كالتعاون واحترام القانون واحترام الغير واحترام المواعيد وخدمة الآخرين، حيث أن مناشط الترويح الاجتماعي والمناشط الجماعية تتيح الفرصة لذلك( 5: 38).

 تكوين وتوطيد الصداقات وذلك من خلال المشاركة في جماعات العب أو جماعات الهوايات مما يتيح الفرص للتعارف وللتقارب بين الأفراد وبعضها أو بين الجماعات وبعضها وتكوين وتوطيد الصداقات بينهم( 5: 38).

 

 الشعور بالانتماء والولاء للجماعة وذلك من خلال العمل على مشاركة الجماعة في مناشطها والعمل على التعاون في تحقيق أهداف الجماعة التي ينتمي إليها الفرد، وكذلك الخطو بالقبول الاجتماعي( 5: 38).

 

 تنمية القدرة على التفاهم مع الآخرين واحترام آرائهم وذلك من خلال المشاركة في المناشط الثقافية التي تعتمد على الحوار والاستماع وتبادل الرأي بين الأفراد، أو المناقشات بوجه عام( 5: 38).

 

 تنمية العلاقات الإنسانية وذلك من خلال اللقاءات التي تتم في مجال الترويح في أوقات الفراغ، وكذلك المشاركة في أحياء العديد من المناسبات الاجتماعات القومية( 5: 39).

 

 التدريب على القيادة وذال من خلال تبديل الأدوار الجماعات والتعاون فيما بين أعضائها على تحقيق أهداف جماعات الترويح ( 5: 39).

 

 تقدير العمل الجماعي من خلال مساهمة كل عضو في الجماعة على أداء دور في تنظيم وتنفيذ المناشط المختلفة للترويح، والتعاون والنجاح في تحقيق الأهداف التي تسعى الجماعة إلى تحقيقها( 5: 39).

 

 

ثالثا : التأثيرات النفسية:

 

وكما أن لممارسة أوجه مناشط الترويح العديد من التأثيرات على كل من الجوانب البد نية والفسيولوجية والاجتماعية للفرد، فان أيضا لتلك المناشط تأثيراتها على الجانب النفسي له، ( 5: 39) وفيما يلي توضيح لأهم تلك التأثيرات:

 إشباع الميول والدوافع المرتبطة اللعب وبالهوايات مما يسهم في تحقيق الرضا النفسي للفرد عن مشاركته في مناشط الترويح( 5: 39).

 

 تحقيق السرور والسعادة في الحياة من خلال اقبل الفرد على المشاركة في مناشط الترويح، مما يؤدى التي تخلصه من عناء العمل ومن أعباء الالتزامات أو من التحرر من الارتباطات الأسرية أو الاجتماعية، ومن ثم إحساسه بالسرور والسعادة لذلك ولاستمتاعه بنشاطه( 5: 39).

 

 

 

 تنمية الصحة الانفعالية للفرد وإعادة توازنه النفسي من خلال مشاركته في منا شط الترويح التي تسهم في تخلصه أو الإقلال من التوتر النفسي ومن درجة القلق وحدة الأكتئاب لديه، كما تسهم في إشباع ميوله وحاجاته، وذلك من خلال اللعب والهوايات، مما يدخل علية البهجة والسرور( 5: 39).

 

 زيادة القدرة على الإنجاز واثبات الذات وذلك من خلال تحقيق النجاح في التجارب والمواقف والخبرات التي يواجهها الفرد في مواقف النشاط مما يؤدي أيضا إلى تنمية مفهوم الذات الايجابية لديه( 5: 39).

 

 تنمية الثقة بالنفس والتحرير من الخوف نتيجة للمشاركة الناجحة للفرد في منا شط الترويح من خلال المشاركة في منا شط المنافسة والمغامرة وإشباع دوافعه نحوها، مما يشعره أيضا بالاستقرار والأمان( 5: 40).

 

 التعبير عن الذات من خلال المشاركة في أداء العديد من منا شط الترويح كاللعب أو الرسم أو الكتابة أو التأليف أو في الأداء التشكيلي، مما يسهم في تقدير الذات وفي تنمية الابتكار والإبداع لدى الفرد( 5: 40).

 

 التخلص من الميول العدوانية وذلك من خلال إشباعها عن طريق منا شط الترويح وبخاصة الترويح الرياضي حيث يمكن للفرد من المشاركة في الرياضات القتالية كالكراتين والجو دو والتايكوندو والكونجو فو.. وهى منا شط يقرها المجتمع، مما يؤدي إلى التسامي والإعلاء بهذه الميول أو الدوافع( 5: 40).

 

 

الرياضة والمعوقين :

 

(التربية الرياضية للخواص)

 

المعوقون بصفة عامة مهما اختلفت أنواع إعاقتهم هم أفراد من المجتمع لهمم ما للأسوياء من حقوق وعلتهم أيضا واجبات لكن اكتسابهم للمهارات والخبرات الضرورية اللازمة للحياة الطبيعية تكون بدرجة ضعيفة وقد تكون بدرجة ضعيفة جدا وفقا لنوع الإعاقة ودرجتها لذلك نجد أن تعلمهم لهذه المهارات وتلك الخبرات يحدث ببطء ويحتاج إلى وقت طويل للتدريب على هذه الضروريات اللازمة للحياة كالتنقل والحركة بمختلف أنواعها التي لابد أن يمارسوها لقضاء حاجاتهم الضرورية بالرغم من اختلاف هذه الحركة من معوق إلى آخر وفقا لنوع الإعاقة التي ألحقته ولابد من القيام بها( 8: 88).

 

ولقد وضعت جميع البرامج التعليمية والمنية بصفة عامة لتتمشى مع الأسوياء وهذه البرامج لا تتمشى مع المعوقين فكان لابد من التعديل فيها لكي تتمشى مع المعوقين وذلك بوضع برنامج خاص بهم وقد يختلف هذا البرنامج من فئة إلى أخرى وفقا لنوع الإعاقة( 8: 88).

 

ولو نظرنا إلى التربية الرياضية نجد أن خير وسيلة في المساهمة لتدريب هذه الفئة من المواطنين حتى يمكنهم القيام بالحركات المختلفة والضرورية لهم لقضاء حاجاتهم واهتماماتهم ويرج ذلك لما للأنشطة الرياضية وفروعها المختلفة وامكان ممارستها في جميع الأوقات والأماكن بإدخال بعض التعديلات في الملاعب والأدوات المستخدمة وقد لا نحتاج إلى أدوات في بعض منها عند الممارسة( 8: 88)

 

وتعني كلمة رياضة في اللغة ألاتينية Disportare أما في اللغة الإنجليزية فهي Sport كما أنها في الفرنسية Esporter وتشير تلك المعاني إلى أن الرياضة هي التسلية بالتمرينات البد نية وحاليا تعرف بالرياضة الترويحية( 6: 45).

 

وقد قامت منظمة اليونسكو بتعريف الرياضة بأنها:

 

• كل نشاط بدني له خاصية الألعاب ويمارس بصفة فردية أو مع الآخرين، يعد من طبيعة الممارسة الرياضية( 6: 45).

 

• ويشير هذا التعريف إلى الأنشطة البد نية التي تشمل على المنافسات الرياضية كما يجب إتباع اللوائح والقواعد والقوانين التي تنظم تلك الألعاب ( 6: 45).

 

• والواقع أن التربية الرياضية هي التربية الشاملة المتزنة للفرد في جميع الجوانب البد نية والنفسية والحركية والاجتماعية، كما تساعد على الارتفاع بالمستوى المعرفي والثقافي( 6: 45).

 

 

أهمية ممارسة المعاق للأنشطة الرياضية الترويحية:

 

 العمل على تقوية أجهزة الجسم الحيوية كالجهاز العضلي والدوري التنفسي وغيرها(8: 89).

 

 تنمية قوة عضلات و أربطة المفاصل الأجزاء السليمة و التي ستعوضه بالتالي عن فقد وظائف الأجزاء المصابة( 3: 17).

 

 الارتفاع بالحالة الصحية العامة للمعوقين(8: 89).

 

 تنمية اللياقة البد نية الشاملة مثل قوة و تحمل و مرونة( 3: 19).

 

 تنمية اللياقة البدني المهنية التي تتناسب كل مهنة بما يتمشى والحالة التي توجد لديهم من إعاقة ودرجتها(8: 89).

 

 العمل على قضاء وقت الفراغ في الأنشطة تعود عليهم بالفائدة مع تعويدهم على الحياة الاجتماعية والاتقاء بالروح المعنوية لديهم(8: 89).

 

 تصحيح الأخطاء القومية وعلاج العيوب والتشوهات التي تطرأ على قوامهم نتيجة لنوع الإعاقة(8: 89).

 

 الترويح والارتفاع بروح الجماعة وتعويدهم على التعاون والصفات الأخلاقية الأخرى وحب الانتماء للجماعة مما تؤدي بالتالي إلى حب الوطن(8: 89).

 

 النمو المتزن لجميع أجهزة الجسم(8: 89).

 

 الثقة بالنفس وبمن حولهم من أفراد وأدوات وأجهزة(8: 89).

 

 الاعتماد على النفس في قضاء احتياجاتهم المختلفة مما يؤدي إلى الارتفاع بالمستوى الاجتماعي و عدم الاعتماد على الغير(8: 89).

 

 تنمية المهارات الأساسية المتمثلة في الجري, تغيير الاتجاهات, الوقوع بطريقة صحيحة, و الاتزان, وكلها مهارات هامه بالنسبة المعاق فهي تشكل أساسيات الحياة اليومية و تزيد من درجة اعتماده على نفسه( 3: 19).

 

 تنمية المهارات الحركية للأنشطة الرياضية المختلفة, و التي سوف تساعده على أداء المهارات الألعاب و الرياضات بنجاح, وتقلل من الشعور بالنقص و البعد عن الآخرين( 3: 19).

 

 البعد عن الاكتئاب الذي غالبا ما يلازم الإعاقة( 3: 18).

 

 تساعد المعوق على تجنب الإقامة في مركز التأهيل الدائمة( 3: 18).

 

 

 

تصنيف الرياضة للمعاقين :

يوجد العديد من الآراء في تصنيفات الرياضة للمعاقين, وفيما يلي تصنيف جامع و شامل لعدد من وجهات النظر:

 

1. الرياضة العلاجية.

تؤدى على هيئة تمرينات علاجية كإحدى طرق العلاج الطبيعي التي تسهم في تأهيل المعاقين, بالإضافة إلى امتدادها ما بعد الجراحة و الجبس(6: 51)...

 

2. الرياضة الترويحية.

من الآثار الايجابية لرياضة المعاقين تنمية الجانب الترويحي حيث تعد وسيلة ناجحة للترويح النفسي للمعاق فهو يكتسب خبرات تساعده على التمتع بالحياة, فمن المعلوم أن الرياضة الترويحية تتدرج من ألعاب هادئة كألعاب التسيلة إلى ألعاب عنيفة مثل تسلق الجبال كما يختلف المجهود المبذول في الرياضة الترويحية كالشطرنج و البلياردو و الكر وكية, عن المجهود المبذول في رياضة تنافسية كالسباحة أو كرة سلة أو ألعاب المضمار(6: 51).

 

3. الرياضة التنافسية.

يهدف هذا النوع من النشاط الرياضي إلى الارتقاء بمستوى اللياقة و الكفاءة البدنية كما تتضمن رياضة المستويات العليا(6: 51).

 

4. رياضات المخاطرة.

يشير هذا النوع من الرياضيات إلى الأنشطة التي تزداد فيها المخاطرة بدرجة كبيرة, وقد تمارس فردية أو جماعية مثل التزحلق على الجليد, سباق السيارات, الغطس و لابد من إتباع تعليمات الأمن و السلامة خاصة في الرياضات التي تحتاج إلى درجة عالية في الأداء الفني(6: 52).

 

5. الرياضة الاجتماعية.

يرتبط بالتأهيل المهني الذي يساعد المعاق على إعادة تكيفه مع المجتمع(6: 51).

 

6. المشاركة السلبية.

يقوم على المشاركة المعتمدة على المشاهدة الرياضية سواء أمام التلفزيون, أو حضور المباريات في الملاعب. و يشترك الأسوياء مع المعاقين في هذا النوع حيث يساهم في إزالة القلق و التوتر النفسي و الحد من العدوان(6: 51).

 

الترويح الرياضي

 

المقصود من الترويح الرياضي هو ذالك النوع من الترويح الذي تتضمن برامجه العديد من المناشط البد نية والرياضية ، كما انه يعد أكثر أنواع الترويح تأثيرا على الجوانب البد نية والفسيولوجية للفرد الممارسة لأوجه منا شطه التي تشمل على الألعاب Games والرياضات Sports (2: 89).

 

منا شط الترويح الرياضي:

 

تمثل الرياضات والألعاب الجانب الأعظم من برامج الترويح الرياضي كما انه يمكن تنظيم منا شطها وفقاً لأهداف واحتياجات واهتمامات الأفراد والجماعات، وبذلك نجد أن الاشتراك في تك المناشط يتأثر بالعناصر التالية(2: 89):

1- المستوى المهارة

2- السن

3- الجنس

4- الحالة البد نية

5- الحالة الصحية للفرد ( فرد طبيعي – فرد معاق) .

 

ووفقاً لآراء كل من رينولد كارلسون Reynold Carlson ، جانيت ماكلين Janet Maclean ، تيودور ديب Theodore Deppe ، جيمس بيترسون James Petrson فإنه يتم تقسيم مناشط الترويح الرياضي الى المجموعات(2: 89) الرئيسية التالية :

 

1- الألعاب والمسابقات ذات التنظيم البسيط Games and Contests Low Organized

 

تستثير تلك الألعاب والمسابقات ميول واهتمامات الأطفال وصغار السن، وتعتمد تلك المناشط على بعض القوانين أو القواعد لتنظيمها، كما أن الاشتراك في منا شطها لا يحتاج إلى مستوى عال من المهارة أو الأداء. إلا انه يمكن لمختلف الأعمال الاشتراك في تلك المناشط وبما يتفق مع مستوى قدراتهم البد نية والعقلية واهتماماتهم وميولهم(2: 89). ومن أمثلة تلك الأوجه من النشاط ألعاب الكرة، التتابع، ألعاب الماء، ألعاب الرشاقة، ألعاب الرقص والغناء، ألعاب اقتفاء الأثر(2: 90).

 

2- الألعاب أو الرياضات الفردية Individual Sports

يفضل العديد من الأفراد ممارسة أوجه النشاط بمفردهم، وربما قد يرجع ذلك إلى استمتاعهم بالأداء الفردي ، أو لصعوبة الاتفاق مع الأصدقاء أو(2: 90) الزملاء على ممارسة نوع معين من النشاط ، أو لصعوبة الاتفاق على وقت معين للممارسة . ومن أمثلة تلك الرياضات الفردية نجد: القنص ، صيد الأسماك الانزلاق أو التزحلق على الجليد أو الأرض ، المشي ، الجري ، الفروسية ، الجو لف ، الرمي بالسهام ، السباحة ، ركوب الدراجات ، اليخوت (2: 90)...

 

3- الألعاب أو الرياضات الزوجية Dual sports

وهناك بعض الألعاب و الرياضات التي تستلزم اشتراك فردين على الأقل للعب معاً وذلك لنجاح المشاركة في النشاط ، ويطلق عليها مسمى الألعاب أو الرياضات الزوجية . ومن أمثلة الألعاب والرياضات الزوجية نجد : التنس الأرضي ، الريشة الطائرة ( بادمنتون ) Badminton ، تنس الطاولة ، المبارزة ، كرة المضرب الخشبي ( الراكت ) Racguet ball ، الاسكواش(2: 90) .

 

4- الألعاب أو رياضات الفرق Team Sports

تعد الألعاب أو الرياضات الجماعية التي تعتمد على تكوين الفرق ذات أهمية للشباب، ولذا فهي تتوافق مع اهتماماتهم. كما أن الاشتراك في تلك المناشط يكون على مستوى عالي من التنظيم بالمقارنة بالمشاركة في الألعاب والرياضات الأخرى لوجود بعض القواعد Rules والتنظيمات Regulations التي يجب أتباعها لتنظيم رياضات الفرق . ومن أمثلة تلك الرياضات نجد : كره القدم ، الكرة الطائرة ، كره السلة ، كره اليد ، الهوكي ، الرجبي Rugby (2: 90).

 

ومن جانب آخر يصنف ليونارد سيلي Leonard Sealey أوجه منا شط الترويح الرياضي إلى المجموعات الرئيسية التالية: (2: 91)

 

1- الرياضات الجماعية Sport Collective: وتتضمن أهم المناشط التالية:

-كرة القدم Football

-كرة السلة Baskat ball

-كرة اليد Hand ball

-الكرة الطائرة Volley ball ( 2: 91)

-الهوكي Hockey

- لاكروس Lacrosse

-كرة القدم الأمريكيةFootball American

-الرجبيRugby ( 2: 91)

-الكريكيت Cricket

-كرة القاعدة Base ball( 2: 91)

-كرة السرعةSpeed ball

-الكرة الناعمة Soft ball( 2: 91)

 

2-الرياضات الفردية Sport Individuels: وتشمل أهم المناشط التالية:

-المشي Marche( 2: 93)

-الجري Course

-السباحة Natation

-المبارزةEscrime

-الرماية Tir( 2: 93)

-المصارعة Lutte

-الجودوJudo

-الأثقال Halterophilie

-الملاكمة Boxe

-الجمباز Gymeastique

-التنس Tennis

-تنس الطاولة Tennis de table ( 2: 93)

-الريشة الطائرة Badminton

-الاسكواش Squash

-رمي السهام Tir a L arc

-الكروكية Croquet

-الدراجات Cyclisme( 2: 93)

-الجولفGolf

 

3 - رياضات الشتاء Sport D hiver وتشتمل على أهم المناشط التالية:

-الانزلاق علي الجليدSki ( 2: 93)

-هوكي الانزلاق على الجليد Hokey sur glace( 2: 93)

-التزحلق على الجليد Patinag e sur glace ( 2: 94)

-سباق الركبة الزاحفة.Bobsleigh

 

4 –الرياضات المائية Sports Aquatiques وتتضمن أهم المناشط التالية:

-السباحة Natation( 2: 93)

-الانزلاق على الماء Ski Nautique

-القوارب البخارية Bateau a moteur

-التجديف.Aviron

-اليخوت.Yachting

-الغطس.Plongee

-كرة الماء Water Polo( 2: 93)

 

 

 

أهداف الترويح الرياضي

 

تري تريزا ولانسكا Teresa Wolanska إن الترويح الرياضي العديد من القيم Values ومن الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها للمشاركين في منا شطة المختلفة

، والتي أهمها( 5: 90) :

 تعويض نقص الحركة البدنية للفرد والناتج عن التقدم التقني الذي لحق بهذا العصر ، مما أدى إلى تقليص حركة الإنسان .

 التخلص من الوزن الزائد أو البدانة التي تنتج عن الإفراط في تناول الطعام والنقص في الحركة البدنية .

 تحسين وتطوير الحالة الصحية للفرد .

 الترويح عن النفس والتخلص من التوتر العصبي( 5: 90).

 

ويروي محمد الحماحمي أن للترويح الرياضي (الرياضة للجميع ) إسهامات في التأثير الإيجابي على العديد من جوانب نمو المشاركين في ممارسة أوجه مناشطه . كما يهدف الترويح الرياضي إلى الوقاية من المتغيرات المدنية الحديثة وغلى زيادة المردود الإنتاجي لهؤلاء المشاركين في برامجه. ولذا فقد قام الحماحمى بتحديد أهداف الترويح الرياضي وفقاً لطبيعة تلك الأهداف, وذلك على النحو التالي( 5: 90):

 

أولا: الأهداف الصحية:

 

هي الأهداف المرتبطة بوجه عام بصحة الممارس بانتظام لمنا شطها، وتتضمن الأهداف التالية( 5: 90):

 

 تطوير الحالة الصحية للفرد.

 تنمية للعادات الصحية المرغوبة( 5: 90).

 الوقاية والإقلال من فرص التعرض للإصابة بأمراض القلب والدورة الدموية ( 5: 91).

 زيادة المناعة الطبيعية للجسم ومقاومته للأمراض.

 الحد من الآثار السلبية للتوتر النفسي وللقلق وللتوتر العصبي

 التغذية الجيدة والمناسبة وفقا لنوع الجهد المبذول في ممارسة النشاط.

 المحافظة على الوزن المناسب للجسم( 5: 91).

 

ثانياً : الأهداف البدنية :

 

وهي تشمل الأهداف التي تهتم بالحالة البدنية للممارس بانتظام لمنا شطها، وهي( 5: 91):

 تنمية اللياقة البد نية( 5: 91).

 تجديد نشاط وحيوية الجسم

 المحافظة على الحالة البدنية الجيدة( 5: 91).

 الاحتفاظ بالقوام الرشيق.

 الوقاية من بعض انحرافات القوام .

 تصحيح بعض انحرافات القوام .

 الاسترخاء العضلي والعصبي .

 مقاومة الانهيار البدني في سن الشيخوخة( 5: 91).

 

ثالثا : الأهداف المهارية :

وهي الأهداف المرتبطة بتعليم وتنمية المهارات الحركية بوجه عام ، وتشمل أهم الأهداف التالية ( 5: 91).:

 

 تنمية الحس الحركي منذ الصغر .

 تعليم المهارات الحركية للألعاب وللرياضات المختلفة منذ الصغر .

 تعليم المناشط الحركية التي تتميز ممارستها بطابع الاستمرارية على مدى الحياة ، وذلك كألعاب الريشة الطائرة ( البادمنتون) ( 5: 91) ، تنس الطاولة ، كرة السرعة ، المضرب الخشبي ، وكرياضات السباحة والمشي والجري والهرولة Jogging .

 تنمية المهارات الحركية للفرد .

 تعليم طرق أداء التمرينات الحديثة كالتمرينات الهوائية Aerobic أو التمرينات الهوائية التي تؤدي من وضع الجلوس على المقعد Aerobic Charir لتتناسب مع حالة المرضى أو المعاقين أو كبار السن.

 الارتقاء بمستوى أداء الموهوبين رياضيا( 5: 91)..

 

رابعاً: الأهداف التربوية:

 

وهي تلك الأهداف التي تهتم بالفرد الممارس لمناشطها من الجانب التربوي، وتتضمن أهم الأهداف التالية( 5: 92):

 

 تشكيل وتنمية الشخصية المتكاملة للفرد.

 تزويد الفرد بالعديد من الخبرات الحياتية.

 استثمار أوقات الفراغ.

 تنمية الإحساس بحب الطبيعة وحيات الخلاء( 5: 92).

 التفاؤل والنظر إلى الحياة بنظرة طموحة للمستقبل.

 الارتقاء بسلوك الفرد( 5: 92).

 تنمية القوة الإدارية.

 التفوق على الذات( 5: 92).

 تنمية القيم الجمالية والذوق الفني.

 التعود على احترام مواعيد الممارسة للنشاط بين الأفراد وبعضهم ، أو بين الجماعات وبعضها( 5: 92).

 

خامساً: الأهداف النفسية:

 

وهي الأهداف التي تهتم بالفرد الممارس لنشاطها من الجانب النفسي، وتحتوي على أهم الأهداف التالية( 5: 92):

 

 تنمية الرغبة واستثمار دافعية الفرد نحو ممارسة النشاط الحركي( 5: 93).

 تحقيق السعادة لحيات الفرد والترويح عن ذاته.

 إشباع الميل للحركة أو للعب أو لهواية الرياضة.

 التعبير عن الذات وتفريغ الانفعالات المكبوتة.

 الحد من التوتر النفسي والعصبي الناتج عن ظروف الحياة في المجتمعات المعاصرة.

 تحقيق الاسترخاء والتوازن النفسي للفرد.

 تنمية مفهوم الذات.

 إشباع الدافع للمغامرة.

 إشباع الدافع للمنافسة( 5: 93).

 

سادساًً: الأهداف الاجتماعية:

 

وهي تلك الأهداف التي تتم بالجانب الاجتماعي للفرد الممارس بانتظام لمناشطها، وتتضمن ما يلي( 5: 93):

 

 التغلب على ظاهرة العزلة الاجتماعية التي تسود المجتمع المعاصر بتكوين علاقات وصداقات مع الآخرين من الأفراد والجماعات.

 إشباع الحاجة للالتقاء مع الآخرين من ذوي الميول والاهتمامات المشتركة.

 تحقيق التوافق الاجتماعي للأفراد والجماعات الممارسين لمنا شط الرياضة للجميع .

 تشكيل السلوك الاجتماعي السوي.

 المشاركة في الاحتفالات والمهرجانات الرياضية والتعاون بين الجماعات وبعضها في تنظيمها( 5: 93).

 تنمية مهارات التواصل والتفاوض بين الجماعات وبعضها لدعم العمل الجماعي( 5: 93).

 تهيئة الفرص للممارسة التخطيط الجماعي للنشاط والتدريب على اتخاذ القرارات الجماعية وكيفية التوفيق في حل المشكلات التي تواجه ممارسة مناشط الرياضة للجميع( 5: 94).

 ممارسة الحياة الاجتماعية الديمقراطية الناجحة.

 

سابعاً : الأهداف الثقافية :

 

وتشمل الأهداف المرتبطة بتزويد الفرد بالعديد من أنواع المعرفة ، وتشمل أهم الأهداف التالية( 5: 94):

 

 تزويد الفرد بالثقافة الرياضية وذلك بتزويد بالعديد من أنواع المعرفة والاتجاهات والعادات المرتبطة بمجال الرياضة للجميع .

 تشكيل الاتجاهات إيجابية لدى الأفراد والجماعات نحو ممارسة منا شط الرياضة للجميع .

 التعرف على العديد من منا شط وقت الفراغ ومنا شط الخلاء واستيعاب طرق وتنفيذها التعرف على الألعاب الشعبية المتأصلة في التراث الثقافي للمجتمع.

 أدراك الفرد لقدرات ولحاجات الجسم للحركة( 5: 94).

 التعرف على عوامل الأمان والسلامة المرتبطة بممارسة وبطبيعة منا شط الرياضة للجميع.

 تعلم الفرد الممارسة لمنا شط الرياضة للجميع لكيفية الوقاية من الإصابة وطرق معالجتها في حالة حدوثها.

 فهم أفضل للبيئة المحيطة بالفرد( 5: 94).

 

ثامناً : الأهداف الاقتصادية :

وهي تعبر عن الأهداف التي ترتبط بإنتاجية الأفراد والجماعات الممارسين لمنا شط الرياضة للجميع، وتتضمن أهم الأهداف التالية( 5: 94):

 

 زيادة الرغبة والتحفيز للعمل( 5: 95).

 زيادة الكفاءة الإنتاجية للفرد.

 زيادة الإنتاج القومي للدولة.

 تحسين نوعية الحياة للأفراد أو الجماعات الممارسين لمناشط الرياضة للجميع( 5: 95).

 التقليل من النفقات العلاجية أو من النفقات الصحية نظرا لما تسهم به الرياضة للجميع في الوقاية من العديد من الأمراض المرتبطة بزيادة الوزن أو نقص الحركة أو بالتوتر النفسي أو العصبي( 5: 95).

 لتقليل من الفاقد الإنتاجي للمجتمع والناتج عن خفض معدلات الجريمة وتقليص وانتشار تعاطي المخدرات بين الأفراد أوقات الفراغ في المشاركة في المناشط الرياضة للجميع واثر ذلك على الإنتاج.

 أهداف الوقاية من المدينة الحديثة( 5: 95).

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ثانيا:الدراسات السابقة المشابهة

 

أ‌- دراسة مقارنة في بعض القدرات الحركية بين التلاميذ الأسوياء و المعوقين سمعيا و بصريا للدكتورة سهير مصطفى المهندس(15).

 

أولا: البحوث الأجنبية (15: 142):

 

1- أجرى دينز Denis, وجيوفرى Geoffrey (1978) دراسة عن السمات الكفاية الحركية للأطفال الصم, وقد طبق الباحث اختبارات القياسات القصيرة-بركنز-للكفاءة الحركية على 154 طفلا و طفلة, و أظهرت النتائج تفوق البنات على الأولاد في الرشاقة و سرعة الأداء في الأطراف العليا و كذلك تفوق الأسوياء على الأولاد و البنات الصم في اختبارات التوازن الاستاتيكي و الحركي بينما تفوق الصم على الأسوياء في اختبارات التحكم العضلي.

 

2- أجرى بيتر فيلد Batter Field(1985م) دراسة بهدف المقارنة الأطفال الصك و ضعاف السمع في المهارات الأساسية الحركية و مهارات التوازن. وقد طبق الباحث مقياس جامعة اوهايو للنمو الحركي الداخلي و اختبار بركنز للكفاءة الحركية على (312)طفلا تتراوح أعمارهم ما بين (3-14) عاما. وقد أظهرت النتائج تحسن في الأداء في 10 مهارات من المهارات الحركية الأساسية و اختبارات التوازن لدى السن المتقدم للإعاقة.

 

 

ثانيا: البحوث العربية:

 

1- أجرت بلانش سلامه عام (1980م) دراسة بعنوان مقارنة بين اثر التغذية المرتدة البصرية عند الأسوياء الصم و البكم في تعلم بعض المهارات الحركية (دقة التمريرة الصدرية في كرة السلة). وقد تضمنت عينة البحث مجموعتين احدهم تكونت من 30 تلميذة صم و بكم و الأخرى شملت 30 تلميذة من الأسوياء, و لقد تراوحت أعمارهن بين (10-11)عاما.وقد اتبعت الباحثة في دراستها المنهج التجريبي بتطبيق القياس القبلي البعدي على مجموعتين.و لقد أشارت النتائج إلى إن للتغذية المرتدة البصرية المستخدمة أثرا ايجابيا على تعلم دقة التمريرة الصدرية أدى مجموعة الصم و البكم أكثر من الأثر الذي أحدثته مجموعة الأسوياء, كما توصلت الباحثة إلى انه لا يوجد فرق معنوي باستخدام التغذية المرتدة البصرية على سرعة أداء التمريرة الصدرية بين مجموعتي الصم و البكم و الأسوياء(15: 143).

 

2- قام جمال الجمسي عام (1983م) بدراسة بعنوان اثر برنامج مقترح لرفع مستوى اللياقة البدنية لدى الصم و البكم. ولقد تضمنت عينة الدراسة 40 تلميذا عشوائيا إلى مجموعتين, احدهما تجريبية و الأخرى ضابطة, و استخدم القياس القبلي البعدي في التحقق من هدف البحث. وقد دلت النتائج على وجود فروق دالة إحصائيا لصالح المجموعة التجريبية في عناصر اللياقة البدنية(15: 143).

 

 

أهداف الدراسة:

 

1- دراسة لبعض القدرات الحركية لدى الأسوياء و الصم و البكم و المكفوفين.

 

2- عقد مقارنة بين كل من الأسوياء و الصم و البكم و المكفوفين في قياسات القدرات الحركية.

 

 

أهمية الدراسة:

 

1- عقد مقارنة بين كل من الأسوياء و المعوقين سمعيا و بصريا في بعض القدرات الحركية لدراسة مدى اثر كل إعاقة سمعية أو بصرية على تلك القدرات الحركية.

 

2- التعرف على حجم المشكلة وضرورة بذل الجهود لرعاية المعوقين باختلاف فئاتهم و أعمارهم في كافة الميادين.

 

3- أهمية الإدراك الحس عضلي في إنجاز التعلم الجيد للمهارات الحركية و اكتساب التوافق في الحركات المركبة.

 

4- معرفة أن حاستي الإبصار و السمع من أهم الحواس التي يعتمد عليها الإنسان في تكوين خبراته و مفاهيمه.

 

5- التعرف على أهداف الدراسة بالدول العالم وإلقاء الضوء على المسار الذي تتخذه في سبيل تحقيق هذه الأهداف.

 

6-التعرف على خبرات وآراء القائمين على هذه الدراسات في الدول العربية و الأجنبية للاستفادة منها في عملية تحسين وتطوير هذه القدرات الحركية.

 

7- التعرف على المعوقات التي تقابل المعوقين وتحول دون تحقيق أهدافها بنجاح للعمل على تفاديها.

 

 

 

ب‌- بحث حول شرعية الإجهاض ( إجهاض المعوق ) (12)

ورأي لبعض الأطباء في ذلك من خلال الاكتشافات العصرية الحديثة عن طريق السائل الأمينوسي بالرحم أسهمت ثورة الطب في اكتشاف إصابة الطفل بالتأخر العقلي أو التشوهات الخلقية في الشهر الثاني أو الثالث من الحمل مما أثار جدلاً كبيراً حول نوعية إجهاض الأم في هذه الحالة خاصة وأن أحدث الدراسات النفسية التي صدرت مؤخراً في القاهرة تؤكد أن أهالي الأطفال المعوقين يتركونهم في مراكز الإعاقة الفكرية ولا يفكرون حتى في السؤال عنهم وطالبت الدراسة بتغيير الاتجاهات وتهيئة الرأي العام لتقبل الأطفال المعوقين مع ضرورة مشاركة الطفل المعوق في الأنشطة العادية من خلال دمج الأطفال المعوقين مع الأطفال العاديين لفترات طويلة وفي سن صغيرة في المدارس المختلفة.

فإذا كان الطب يمكنه اكتشاف إصابة الأجنة بالتخلف العقلي وإذا كانت المجتمعات العربية ما زالت تلفظ حتى الآن الطفل المعوق فهل يجوز إجهاض الأم التي يعاني جنينها من هذا المرض؟

يقول د. شريف بعث الله اخصائي أمراض الوراثة بمستشفى أبو الريش بالقاهرة:- إنه يمكن اكتشاف إصابة الجنين بالتأخر العقلي وهو داخل رحم أمه وذلك عن طريق أخذ عينة من السائل الأمينوسي ثم زراعة الخلايا الموجودة فيه والمكونة من جلد الجنين وجهازه الهضمي وبعد أن تتكاثر هذه الخلايا ويصل عددها إلى العدد الذي يمكن معه فحصها فإذا ما اكتشفنا وجود خلل ما في كروموزومات الطفل القادم نتيقن من أن الطفل القادم سيعاني من التأخر العقلي.

وهذه التحاليل يتم إجراؤها في بعض الحالات على سبيل المثال في حالة السيدات اللائي يعانين من السقوط المتكرر أو يكون لديهن طفل مصاب بمرض وراثي. وكذلك السيدات اللائي يحملن ويقترب سنهن من الأربعين لأن هذه الحالات تكون أكثر عرضة لإنجاب طفل متخلف عقلياً وفي حالة اكتشاف مثل هذه الحالات في أوروبا وأمريكا يتخذ الطبيب على الفور قرار الإجهاض لكن في مصر والدول العربية لا يستطيع الطبيب أن يتخذ هذا القرار فالقانون يحرم الإجهاض في أي حالة كذلك فإن النشأة الدينية تمنع الطبيب من التدخل في حكمة وإرادة الله لأن من الممكن أن يظهر في لحظة دواء يعالج التخلف العقلي ومن ثم ليس من حق الأطباء اتخاذ قرار إجهاض الطفل المتخلف.

ويطالب بإصدار قانون يحدد الحالات التي يباح فيها إجهاض مثل الطفل الذي يولد بلا رأس مثلاً وما شابه ذلك من الحالات التي يكون فيها الجنين محكوم عليه بالموت داخل رحم أمه.

 

ج) اتجاهات طلاب جامعة أم القرى نحو النشاط الرياضي (5: 88)

 

دارسة علمية قام بها محمد الحماحمي خلال الفصل الدراسي الأول للعام الجامعي (1407 هـ-1986) عن اتجاهات طلاب جامعة أم القرى نحو النشاط الرياضي أجرها على( 338) طالباً من الدارسين بكليات التربية والعلوم التطبيقية والهندسة والعلوم والاجتماعية لتميز تلك الكليات بالدراسة النظرية والتطبيقية معاً، ومعتمداً في جميع البيانات دراسته على مقياس الاتجاهات نحو النشاط الرياضي والذي قام ببنائه وهو يتكون من( 68) مفردة موزعة على الأبعاد الثلاثية التالية :

 

 

البعد الأول : الاتجاه نحو مفهوم النشاط الرياضي .

البعد الثاني : الاتجاه نحو أهداف وقيم النشاط الرياضي .

البعد الثالث : الاتجاه نحو الأهمية التربوية بالنشاط الرياضي .

 

أشارة نتائج تلك الدراسة إلى أن الطلاب بجامعة أم القرى لديهم اتجاهات ايجابية نحو النشاط الرياضي بوجه عام ، وذلك وفقاً لدرجات استجاباتهم على المقياس ككل ، وان أكثر الاتجاهات ايجابية بوجه خاص كانت نحو الأهمية التربوية للنشاط الرياضي .

 

وكذلك دلت النتائج على وجود فروق داله إحصائيا وبمستوى دلاله (01,0) في الاتجاهات نحو النشاط الرياضي بين الطلاب المفضلين وعدم المفضلين للنشاط الرياضي عن غيرة من أوجه النشاط الأخرى ولصالح المفضلين له .

 

د) دراسة الحاجات الإرشادية للأطفال المعاقين(7: 7-8)

دراسة الحاجات الإرشادية للأطفال المعاقين من إعداد الدكتور عبد الرحمن سليمان, و من نافلة القول أن مجال إرشاد الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ( المعاقين) من المجالات الحديثة و المهمة في ميدان الإرشاد النفسي. و يمثل إرشاد هذه الفئة الخاصة من الأطفال حاجة أساسية لهم و لوالديهم, نظرا لما يمر به الوالدان من خبرات صادمة و ضغوط نفسية نتيجة إعاقة طفلهم و استمرار هذه الإعاقة طوال حياته.

وقد استمدت الدراسة أهميتها من المجال الذي تتصدى له, ذلك أن العديد من المرشدين النفسيين يتعرضون على العمل مع الأطفال و الشباب المعاق بسبب افتقارهم كمرشدين

 

 

 

 

للمعلومات, إذ يحتاجون إلى فهم الطبيعة النوعية للإعاقات المختلفة و إلى فهم شامل للآثار الناجمة من الإعاقة, و إلى معرفة الطرق و الأساليب الإرشادية لاستخدامها عند العمل مع الأطفال أو الشباب ذوي الأشكال المتباينة في العجز.

و قد استعرضت هذه الدراسة بعض الحاجات الإرشادية الأساسية المتصلة بأربع فئات من الإعاقات وهي:

1- صعوبة التعلم.

2- الإعاقات العقلية.

3- الإعاقات البصرية.

4- الإعاقات السمعية.

كما تعرضت الدراسة لبعض المناحي الإرشادية التي استخدمت بنجاح مع الأطفال ذوي الإعاقات السابقة الإشارة عليها, وهي المناحي:

1- العلاج النفسي بالقراءة.

2- فنية لعب الدور.

3- الأنشطة و الفنون.

وقد حرصت الدراسة على ذكر الاقتراحات العملية التي يتعين على المرشدين النفسيين وضعها في الاعتبار , حين يخططون لجلسات إرشادية لكل فئة على حده.

 

 

 

 

 

 

 

الفصل الثالث

(الدوافع الرياضية لدى الأبطال المعوقين)

 

 

 المدخل

 

 مشكلة البحث

 

 أهداف البحث

 

 المصطلحات

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المقدمة

 

1- مدخل:

 

يتعبر تقويم دوافع الافراد نح الانشطة الرياضية واحدا من اهم المجالات التي تلقى اهتماما من العاملين في مجالات التربية البدني والرياضية.., وذلك لما لها - الدوافع – من اهمية كبيرة في بناء المناهج والبرامج الرياضيو لكافة القطاعات والمراحل السنية, هذا بالاضافة الى دورها الحسم في عملية التعلم.

 

وعلم الدافعية او علم النفس الدافعي كما اطلق عليه ورث يعتبر من اشهر مجالات علم النفس الرياضي ان لم يكن اشهرها على الاطلاق. .، حيث انتشرت مؤخرا البحوث التي تتناول الدافعية بالدراسة والتحليل. اذ يشير ليولد وبلوكر الى ان البحوث الخاصة بالدافعية تمثل 30% من اجمالي بحوث علم النفس الرياضي خلال العقدين الاخيرين.

 

ذكر سنجر في المؤتمر العلمي لدورة اللالعاب الآسيوية الذي عقد في بكين من 16 – 20 سبتمبر 1990م ان دراسات مكثفة اجريت بغرض دراست دوافع الممارسة الرياضية لدى الشباب، ومحاولات اكتساب ايضا الى ان اتجاه البحوث قد استهدفت تحديد دافعية الانجاز ومعرفة مدى وتاثير مصادر الدوافع الخارجية على مصادر الدوافع الداخلية، حيث اشار الى ان مصادر الدافعية لتحقيق الانجاز هي :

 

1- تثبيت الهدف .

2- تشكيل الوازع .

3- تعزيز الدافع الذاتي .

4- التشبث بالدافع .

 

 

 

 

والدافع باعتبار القوة التي تحرك الفرد نحو الممارسة, يعتبر اساس التعلم، حيث لايوجد تعلم بدون دافع معين , وتبعا لتعبير بيرنهاردت فان لكل عمل علة، ولكل انفعال انساني سبب، كذلك التعلم مشروط بالممارسة، ومن ثم فالدافع هو الطاقة التي تحقق الممارسة وبالتالي التعلم ..، فالدافع عبارة عن تفاعل يوجه سلوك افرد ويؤثر عليه.

ووظيفة الدافع عبارة عن " تحرير " و" دفع " .

 

1. تحرير الطاقة الانفعالية الكامنة لدى الفرد .

2. ودفع الفرد للاستجابة للمواقف في صورة سلوك.

3. وتوجية السلوك نحو وجهة معينة .

 

والدافع هو حالة تفاعل خاص توجيه سلوك الفرد، اما الحافز فهو عند الدرمان عبارة عن بناء يرتبط بقوة دافعية للعمل. او انه بمثابة المنشط للسلوك، و على ذلك فالدافع هو القوى الداخلية للفرد ( داخل الفرد ) والحفز ما هو الا القوى الخرجية ( البيئة ).

 

ولقد اهتمت الهيئات والمؤسسات العالمية بحقوق المعوقين، فاعلنت الجمعية العامة للامم المتحدة في قرارها ، لعام 1976م اعتبار عام 1981م دوليا للمعوقين. ومن قبله اصدرت القرار في 9 ديسمبر 1975م حول اعلان العالمي لحقوق المعوقين ، وعلى الرغم من ذلك فان نسبة الخدمات المقدمة في الدول النامية لم تشمل سوى 2% فقط من عددهم.

 

اما المجال الرياضي فقد جاء في الميثاق الدولي للتربية البدنية والرياضية ، وبالتحديد في المادة الاولى ( النقطة الثالثة )، " ينبغي توفير ظروف خاصة للنشئ بمن فيهم الاطفال في سن ما قبل المدرسة وللمتقدمين في السن والمعوقين لتمكنهم من تنمية شخصياتهم تنمية متكاملة وفق برامج التربية البدنية والرياضية التي تتلاءم واحتياجاتهم " .

 

ولقد كانت الانشطة الرياضية للمعوقين في الماضي تحظى باهمية قليلة, ولقد اهملت الانشطة الرياضية للمعوقين يقدر كبير او ذكرت باختصار، وكذلك كان الامر في مجال البحث العلمي, الا انه يمكن القول ان بحوث المعوقين قد بدات تشد انتباه الباحثين في مجالين الرياضي والطبي بغرض الاستقصاء المعرفي عن متطلبات الاداء الحركي للمهارت والمسابقات الرياضية.

 

وهذا البحث يهتم اساسا بمجال الدوافع الرياضية لدى الابطال المعوقين في دول ملس التعاون الخليجي، فاذا كانت الدوافع لها اهميتها الكبيرة للاسوياء فان اهميتها تتعاظم بالنسبة للمعوقين. فالمعوق يحتاج الى دوافع قوي للممارسة والتفوق يزيد بمراحل عن مثيله بالنسبة للاسوياء.

 

2- مشكلة البحث :

 

تفتقر الساحة الرياضية على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي للدراسات والبحوث النفسية التي تهتم بمجال الدوافع الرياضية وبصفة خاصة بالنسبة للمعوقين بدنيا وعقليا وحسيا واجتماعيا .

 

ولما كان الدافع يمثل القوى التي تدفع الشخص للممارسة, ولكون فئة المعوقين تمثل اهمية كبيرة في هذه الدول, فان التعرف علة الدوافع الممارسة والتفوق الرياضي لدى المعوقين يعتبر من الاهمية بمكان وضرورة ملحة لتوجيه البرامج والاساليب المستخدمة لتحقيق حصيلة اكبر من الممارسة والتفوق.

 

3- اهداف البحث :

 

استهدفت هذا البحث محاولة تحديد دوافع الممارسة والتفوق الرياضي لدى فئة المعوقين بدنيا من الابطال الرياضيين الذين شاركوا في الدورة الرياضية الثانية للمعوقين التي اقيمت في الدولة البحرين من الاول الى الخامس من اكتوبر 1989م، وشارك فيها دول الخليج وهي : دولة البحرين، ساطنة عمان، المملكة العربية السعودية, دولة الكويت, دولة الامارت العربية المتحدة, دولة قطر. ومن ثم يمكن تحديد الاهداف الاجرائية لذها البحث في محاولة الاجابة عن السؤالين التاليين:

 

1- ما الدوافع الرياضية الرئيسية للابطال المعوقين بدنيا بدول مجلس التعاون الخليجي ؟

 

2- ما الدوافع الفرعية المرتبطة بهذه الدوافع الرئيسية ؟

 

من ثم فهذا البحث يسعى الى وضع تصور للدوافع الرئيسية وتفرعاتها لدى عينة البحث.

 

4-المصطلحات :

 

- الدافع : القوى المحركة للممارسة والتفوق لدى الفرد .

 

- الدافع الرئيسي : ذلك الدافع الكبير الذي يتضمن عدة دوافع فرعية.

 

- الدفع الفرعي : ذلك الدافع الذي يعتبر احد تفرعات دافع الرئيسي .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الفصل الرابع( الاجراءات)

 

 العينة

 

 أدوات جمع البيانات

 

 خطة المعالجات الإحصائية

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الاجراءات

 

1- العينة :

 

بلغ اجمالي حجم العينة 57 لاعبا يمثلون سن دول اشتركت في الدروة الرياضية الثانية للمعوقين لدول مجلس التعاون الخليجي وهي :

 

- دولة البحرين ( 20 لاعبا )

- سلطنة عمان ( 8 لاعبين)

- المملكة العربية السعودية ( 8لاعبين )

- دولة الكويت ( 15 لاعبا)

- دولة الامارات العربية المتحدة ( 5 لاعبين)

- دولة قطر (لاعب واحد)

 

 

وهذا وقد شارك هؤلاء اللاعبون في ثماني مسابقات هي :

 

- 100 م عدو ( 20 لاعبا)

- 200م عدو ( 20 لاعبا)

- 1500م جري ( 11 لاعبا)

Link to comment
Share on other sites

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

Guest
الرد على هذا الموضوع...

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

Loading...
×
×
  • Create New...