Jump to content
منتدى البحرين اليوم

لهجة أهل المحرق


MR.11

Recommended Posts

أحمد زمان

 

لهجة أهل المحرق

 

 

 

 

 

 

استمتعت بمحاضرة للباحث اللغوي الأستاذ عثمان الهرمسي الهاجري بمجلس المرحوم حسين شويطر حول “لهجة أهل المحرق” مساء الأحد الماضي...

ولأن المحاضرة بها كثير من المعلومات والفائدة فإنني سوف أنقل بعض ما جاء فيها مع تعليقي على بعضه كما عنّ لي بعد الانتهاء من المحاضرة.

الباحث يرى أن العرب منذ ما قبل الإسلام كانوا ضالعين في اللغة العربية، يدل على ذلك كثرة شعرائهم سواءً في الجاهلية أو في العهد الإسلامي، كما تدل على ذلك أسواقهم الأدبية ومنتدياتهم...

تساءل الباحث أيهما جاء قبل الآخر: اللغة أم اللهجة؟... وأجاب بأنها اللغة لأنها الأساس والأصل واللهجات مجرد فروع.

وذكر أن الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه منع العرب من الاختلاط بالأعاجم ولذلك أمرهم ببناء معسكرات لهم خارج المدن المفتوحة حتى لا يدب اللحن في لغتهم العربية الأصيلة... وقال: إنه حتى القريشيون نتيجة لاختلاطهم بوفود الحجاج... كانوا يذهبون إلى الصحراء للعيش فيها فترة بعد فترة للأخذ من لغة البدو النقية والأصيلة التي لا تشوبها شائبة...

وعدد الباحث العوامل المؤدية لدخول المفردات الدخيلة على اللغات واللهجات المحلية ومنها الاتصال بالآخرين والجوار الجغرافي ووجود أقليات عرقية ووجود عمالة وافدة علاوة على الانفتاح الإعلامي...

وأكد أن اللغة أو اللهجة كائن حي متطور تتجدد خلاياه فترة بعد أخرى، وأشار إلى أن بعض الكتاب العرب مثل لطفي السيد وسلامة موسى حاولا الاستعاضة عن اللغة العربية بالدعوة إلى العامية المصرية، لكن دعوتهما لم تفلح بسبب معارضة كثيرين من الكتاب والقراء لها لأنها دعوة شعوبية لا يمكن أن تنجح أو تستمر وسط حرص العرب على لغتهم الجميلة.

كانت كل تلك المقدمة الطويلة من الباحث هي للربط بين اللغة واللهجة في أي مجتمع محلي... ومدى تلاقح وتأثر اللهجات المحلية بالمحيط الثقافي والحضاري حولها... حتى وصل إلى نتيجة بأن اللهجة في البحرين تنقسم إلى اثنتين: “لهجة أهل المحرق” التي يتكلم بها أهالي المحرق والرفاع وعسكر وجو والحد وقلالي والبسيتين و”لهجة أهل سترة” التي يتكلم بها أغلب القرى في البحرين... وأكد أنه لا يقصد بذلك تقسيم اللهجات في البحرين الى لهجات طائفية وإنما تقسيمها إلى لهجات بيئية فرضتها ظروف البيئة والجوار والتأثر والتأثير...

وأكد أن هناك صلة وثيقة بين لهجة أهل المحرق واللغة العربية وأن هناك خصائص مشتركة بينهما منها: الإيجاز والاتباع، فالعرب يقولون إن البلاغة في الإيجاز ولذلك تجد في لهجة أهل المحرق ذلك مثل جمل (حامض على بوزك) و(أختك مثلك)، (وأصابع يدك مب سوا) و(العورة تعيب على أم زر) و(ضلع ما يلين ينكسر). وهي جمل صغيرة تدل على معان كبيرة.

كما إن هناك بعض الجمل عبارة عن رسمات كاريكاتير جميلة مثل (اللي في قلبه الصلاة ما تفوته) ومثل (لسانه زفر) و(عيونه حارة).

أما ظاهرة الاتباع في اللهجة المحرقية فتأتي في تتابع السجع مثل (حسن بسن) و(خربط... بربط)... كما إن بعض الكلمات المفردة تعني معنى معيناً يعرفه المحرقيون مثل (زطي) أي البخيل جداً و(دثوي) أي القليل الفهم، كما إن المحرقيين يصغرون بعض الكلمات أو الأشياء مثل (قريضة ونتيفة وحبيبة).

ومن هذه الخصائص... كما يقول الباحث: الإمالة مثل كلمات عيسى وموسى ومستشفى... أي بكسرها وإمالتها، وهذه الإمالة جاءت من لغة إحدى القبائل العربية المعروفة وهي لغة قبيلة تميم... كما إن بعض الكلمات بها بعض الحروف الزائدة مثل محمد تلفظ (إمحمد) و(إمبارك) و(إمنيرة) و(إسعود)، وهناك كلمات تحذف منها بعض الحروف (صبري) فهي عربياً (إصبري) و(كتبي) وهي في الأصل (اكتبي) و(لمحرق) ولبديع ولكويت... وغيرها مما حذفت ألفها...

ومن هذه الخصائص النحت وهو تركيب واختزال كلمتين أو أكثر في كلمة واحدة (مثل سيك بالخير) أي مساك الله بالخير ومثل (اشحادك) أي (ما الذي أرغمك على هذا الفعل) ومثل (اشبلاك) أي بماذا ابتليت.

ومنها تغيير الحركات (التشكيل) فنقول في المحرق نِلعب ونشرب بكسر بداياتها مع إنها في الأصل (نلعب ونشرب) بالفتح... ومنها القلب والإبدال، فنقول عن الجزء (يزو) وعائشة نقول (عايشه) وبناء نقول (بناي) وسقاء نقول (سقاي)... وإبدال بعض الحروف، فتقول (يبر) عن (جبر) و(يمعه) عن جمعة ومثل زجاج تصير (جزاز).

كما إن اللهجة المحرقية تمتلئ بالاستعارة... مثل (لا تولي الفار شحمه) وبها (الكناية) مثل (في السما غيم) و(ياكل بين عميان)... كما إن بهذه اللهجة الجميلة صنوف الطباق مثل (اللي ما له أول ما له تالي) ومثل (عريان لافي على مفصخ) وبها جناس مثل (ترقص بلا صروال جيف مصرولة) ومثل (ما تحلك إلا الحلوانة)، وبها السجع مثل (اللي يمدح نفسه يبيله رفسة) و(الفلوس تلين الروس).

وأذكر أنني في تلك المحاضرة كانت لي مداخلة قلت فيها إننا يجب أن نفرق في المحرق بين لهجتين هما لهجة أهل الغوص ولهجة أهل الزراعة... فلهجة أهل المحرق والحد وقلالي والبسيتين والحالات ممن امتهنوا في السابق مهنة الغوص لها مفرداتها وأدبياتها أما أهالي عراد والدير وسماهيج الذين امتهنوا حرفة الزراعة فلهم أيضاً لهجتهم ومفرداتهم... وقلت إنني لا أتكلم عن لهجات طائفية ولكني أتكلم عن لهجات فرضتها البيئة وطبيعة عمل كل فريق... وأضفت أن لهجات أهالي المحرق والحد والبسيتين وقلالي والحالات هي لهجات أصلها نجدية جاءت مع الفتح الخليفي للبحرين، حيث جاءت قبائل آل بنعلي والجلاهمة والمسلم وغيرها ولذلك كانت لهجاتهم أقرب إلى البدوية في البداية ثم تطورت بعد أن اختلطت هذه القبائل والعوائل بالحولة والجنسيات الأخرى التي كانت تسكن المحرق منذ سنين بعيدة، في حين إن الشيعة في المحرق، خصوصا أولئك الذين احترفوا بعض الحرف كالحدادة والبنائين والصاغة وكانوا يعيشون قرب فريج الشيوخ بالمحرق لا يمكن أن تفرق بين لهجاتهم ولهجات أهل المحرق من أبناء السنة مما يدل على التمازج والتلاحم بين الطائفتين الكريمتين.

والحديث عن لهجات أهل البحرين حديث مشوق وطويل... وقد تكون لنا عودة في مستقبل الأيام.

Link to comment
Share on other sites

تسلم يا الغالي على هالموضوع الاكثر من رائع..

 

وماشاء الله لهجه لمحرق ماعليها اي كلااام..

 

اي والله مثل ماقلت يا اخوي انه مافي فرق في اللغه بين الشيعه والسنه بالمحرق..

 

وفي انتظار مواضيع اكثر واكثر تتعلق بالمحرق الحبيبه..

Link to comment
Share on other sites

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

Guest
الرد على هذا الموضوع...

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

Loading...
×
×
  • Create New...