Jump to content
منتدى البحرين اليوم

كريمة سمو رئيس الوزراء تفتح الجرح... الهجرة من البحرين


فهد مندي

Recommended Posts

كريمة سمو رئيس الوزراء تفتح الجرح... الهجرة من البحرين

 

اخبار الخليج - تاريخ النشر :1 أبريل 2014

 

بقلم: إبراهيم المناعي

 

كان الموضوع يؤرقني، وما كنت أود التطرق إليه حتى لا يقال إني أبالغ في تهويل الأمور.

ولكن سمو الشيخة لولوة، كريمة سموّ رئيس الوزراء الموقر، حفظها الله ورعاها، قد قالت كلمتها الجريئة في موضوع (الهجرة من البحرين)، وفتحت جرحاً نازفاً في أعماق الكثير من أهل البحرين الشرفاء بهذا الشأن.

فعلى هامش مهرجان طبق الخير لجمعية النور والبر، الذي أقيم مؤخراً، صرحت سمو الشيخه لولوة، الرئيسة الفخرية للجمعية، لصحيفة «أخبار الخليج» بتصريحٍ خاص، أعربت فيه سموها عن (أسفها الشديد لمغادرة بعض الأسر البحرينية وطنها، واختيار الإقامة في بعض الدول الخليجية المجاورة، وطالبت بالتحقيق في هذا الأمر).

ولتأذن لي سموّ الشيخة لولوة، أن أبدي رأياً متواضعاً حول هذا الموضوع، لعلها توفر على سموّها عناء تشكيل لجنة التحقيق في هذا الأمر. فليس أفضل من التوجه إلى المواطن البحريني (الصميم، والمخلص، والصادق) لاستيضاح المشكلات التي يواجهها في حياته اليومية، والتعرف على معاناته الحقيقية في وطنه الأم.

وللوقوف على الأسباب التي أدت إلى نشوء هذه الظاهرة، ظاهرة (الهجرة من البحرين) وتزايدها في الفترة الأخيرة، علينا أولاً استقراء الأحداث التي مرّت على البحرين خلال السنوات القليلة الماضية. وبالتحديد إلى تاريخ المحاولة الانقلابية في الرابع عشر من فبراير 2011 عندما وقف المواطنون الشرفاء صفاً واحداً خلف قيادتهم في ساحة الفاتح، يهتفون بحياة الدولة والقيادة، مؤازرين الشرعية بالفداء بأرواحهم، وبالغالي والنفيس لديهم، ورافضين الدعوة الخبيثة إلى إسقاط الدولة والتدخل الأجنبي.

ومنذ ذلك التاريخ إلى هذا اليوم، وطيلة ثلاث سنواتٍ مضت، ما هي الحصيلة؟.. سقط القتلى والجرحى من رجال الأمن والمواطنين (وذهب الجناة من دون قصاص). وبسبب استمرار الوضع الأمني المتدهور، تعطلت مصالح الناس في التجارة والاقتصاد، واشتد الضغط النفسي والعصبي والمادي على المواطن المسكين، من كل حدبٍ وصوب، ونفدت مدخرات المواطنين، وأصبحت المعيشة قاسية ومرهقة، وتقلصت فرص العمل، وفقد الكثير من المواطنين أعمالهم ومصدر رزقهم، وأقفلت بعض المؤسسات التجارية أبوابها، وتزايد أعداد العاطلين من العمل، وشاعت مظاهر العوز والحاجة، وأصبح المواطن المسكين يمارس حياته اليومية تحت التهديد والإهانات المتكررة من قبل بعض المجرمين الذين قطعوا عليه الطرق بالحرق والتخريب. (دون تطبيقٍ للقانون). وتنامى شعور الضيم والقهر في نفوس أبناء الوطن الشرفاء. عندما وجدوا أنفسهم يعيشون في دولة تفتقر إلى (الهيبة، والعدالة الاجتماعية).

لقد ظنّ الشرفاء المخلصون لهذا البلد أن الدولة سوف تحسن أوضاعهم المعيشية، وتكافئ صبرهم ومصابرتهم على هذه المحنة بالحياة الكريمة، ولكن الدولة عوضاً عن ذلك أصبحت تلاحقهم بغلاء المعيشة المستمر، وبتدني الرواتب، والتهديدات الجادة بقطع الكهرباء عن الأسر البحرينية العاجزة عن دفع الفواتير المتأخرة..! هذا فضلا عن تقارير (ديوان الرقابة المالية والإدارية) السنوية، التي تضجّ بفضائح الفساد المستشري في بعض مؤسسات الدولة، وكبرى الشركات التابعة لها، دون مساءلة أو محاسبة. ما يسبب هدراً للمال العام يقدر بملايين الدنانير البحرينية، التي يرى المواطن المسكين أنه أحق بها، من أجل تحسين مستوى معيشته.

ويزداد المواطن البحريني البسيط حسرة عندما يلتفت حوله فيرى هدراً للمال العام يقدر أيضاً بملايين الدنانير، لمشاريع وأنشطة (ترفيهية) هو في غنىً عنها، وليس مزاجه اليوم أن يحضر حفلاتها أو فعالياتها..!

ثم إن المواطن البحريني، الذي هو من صميم أهل هذا البلد، وجد نفسه بين ليلة وضحاها، في صراعٍ ونزاعٍ مستمر، مع ضيوف هذا البلد الكريم، الذين استوطنوا البحرين حديثاً، وهم بالآلاف، وأصبحوا ينازعونه في لقمة عيشه، وفي التعليم والسكن والصحة. حتى عاد المواطن غريباً، والغريب مواطنا..!

وليس أقسى - يا صاحبة السمو - على المواطن من الشعور بالغربة في وطنه.

إذن هذا الذي هو حدث، وهذا ما آلت إليه الأوضاع في البحرين، ويمكن بالتالي تلخيص الأسباب التي أدت إلى هجرة بعض الأسر من البحرين، كما يأتي:

- عدم توافر الشعور بالأمان الاقتصادي في البحرين، بسبب شحّ الوظائف وتدني الرواتب، والقلق الدائم من المستقبل على الأبناء، بسبب تراكم الإحباطات المعيشية في نفوس المواطنين بسبب تعامل الدولة التهميشي للمواطنين الشرفاء طيلة هذه السنين.

- عدم توفر الحياة الكريمة للمواطنين. من رعاية صحية جيدة، وسكن ملائم، وتعليم راقِ، ورواتب مجزية.

- تهاون الدولة في تطبيق القانون بكل صرامة وحزم على المخربين في البلد.

- استمرار حالة الاحتقان السياسي، وما تسببه من ضغوط نفسية ومادية وعصبية على المواطنين.

- عدم مراعاة المواطنين في ظروفهم المعيشية والتخفيف عنهم.

- عدم توفر فرص العمل الملائمة.

- عدم الشعور بالأمن والطمأنينة لدى المواطنين بأن لهم (سنداً وظهراً) ودولة تحميهم وترعاهم عند اللجوء إليها عند الحاجة والمرض.

- ضعف أداء السلطة التشريعية.

- كرامة المواطن البحريني المهدرة وهو يتعرض للإهانات المتكررة من قبل المخربين دون ضبطٍ أو ردع.

ختاما، صاحبة السمو، هذا غيضٌ من فيض، وهذا هو حال المواطنين العاديين البُسطاء، وهذه هي معاناتهم وأوجاعهم الحياتية كما وصفتها لسموك، دون نفاقٍ أو تزييف.

علماً أن هناك (مواطنين آخرين) من فئةٍ أخرى، لا يجوز الحديث عنهم علناً. هم كذلك لديهم ما لديهم من المعاناة والضيق والشجون. أتمنى لو تتاح لي الفرصة للحديث عن معاناتهم.

وتأكدي سموك، حفظك الله، أننا باقون على العهد في البحرين، أوفياء مخلصون لها ولقيادتها، نفتديها بأرواحنا وكل غالٍ ونفيسٍ لدينا، قابضون عليها بكل أمانة وقوة، ولو أننا كالقابضين على (جمرةٍ) في أيدينا.

حفظك الله يا صاحبة السمو، وحفظ البحرين وأهلها من كل سوء.

 

Link to comment
Share on other sites

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

Guest
الرد على هذا الموضوع...

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

Loading...
×
×
  • Create New...