تغرق ذاكرتي وتغرق معها ، وانتزع الخنجر المزروع في أعماقي ويندمل جرحي الطري ، وتنطفئ نارك بداخلي بعد إن سقطت جميع أقنعتك المزيفة ،وأسترجع لغتي وأحرفي وكلماتي بعد إن أصبحت أنقى من بعدك ، بعد إن كان الحنين إليك بداية جنون . أيام مضت وأنت تضيف احتراقا إلى قلبي بعد إن كنت أحترق ولا أنام ولا أعرف حدوداً لإحزاني وخوفي ، بعد أن كانت عيناك هي كل آمالي ، وكانت صورتك محفورة على جدران القلب تحكي فرحتي وابتسامتي ومعاناتي ، بعد إن كنت أقول أني أبداً لن أنساك لكن ماذا يفعل القلب من كثرة العذاب ، وماذا تفعل الروح في الخيانة ؟
لا تلمني أبداَ ولا تتهمني بأي شيء لأن كل ما كان وإن كان خطأ فهو بسببك . من يخون ويخدع لا يستحق لحظة حب ، بعد إن كنت أقول أن درباً لا رجوع فيه ، ها أنا أمشي بطرق العودة وبكل سعادة ، لأني أخيراً وجت نفسي وكياني بعد أن ضاعت من معك .
أخيراً عرفت أن الزمن القاسي وضعني أمام خرافة أسمها الحب ، لكني وللأمانة عرفت الكثير عن معلمي الأول : أنت عرفت كيف يكون الشخص بلا مبادئ ولا قيم ، فإليك أوجه أعمق شكري أيها الأستاذ الكبير بفنون الخداع .
شكراً لأنك سقيت أغصاني بماء مسموم .
شكراً لأني على يدك تتلمذت وقد يأتي يوم يتفوق التلميذ على الأستاذ وتفتخر بي .
شكراُ لأني معك أحببت الحب وبسببك كرهته ،
شكراً لأني بعدك عرفت طعم النجاح الحقيقي .
شكراً لأني معك عرفت أن الرومانسية مجرد غباء وأن قصص الحب مجرد كلمات على أوراق
شكراً لأنك جعلتني أفيق من سباتي .
فابق أنت في دروب الخداع ،
ولأسير أنا في طرق الفرح .