Jump to content
منتدى البحرين اليوم

شهيد الحرية

الأعضاء
  • مشاركات

    9
  • انضم

  • آخر زيارة

عن شهيد الحرية

Previous Fields

  • الجنس
    ذكر
  • من الذي اخبرك عن منتدى البحرين اليوم
    الأصدقاء
  • سنة الميلاد
    1979

شهيد الحرية الانجازات

Newbie

Newbie (1/14)

0

الشهرة

  1. إن الأصول العشرين التي كتبها الشهيد حسن البنا رحمه الله تعالى، تعتبر من أجمع ما كتبه، لأنها احتوت على ما يجب على المسلم أن يعتقد، ويأخذ به في سلوكه، وتنظيم علاقاته بخالقه، وبغيره من بني الإنسان، ويلاحظ على هذه الأصول أنها شددت على ما لا يجوز الخلاف فيه من أمور العقيدة، كما جاءت في القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة، حتى يقف المسلم عندها، ولا يتجاوزها بالزيادة أو النقصان، كما بين المرشد، رحمه الله، في هذه الأصول الأمور التي يجوز فيها الخلاف، حتى لا يستغرب الأخ من وقوع مثل هذا الخلاف، وإن كان له أن يتحرى عن الأولى والأكثر صواباً . الأصل الأول : الإسلام نظام شامل يتناول مظاهر الحياة جميعاً، فهو دولة ووطن، أو حكومة وأمة، وهو خلق وقوة، أو رحمة وعدالة، وهو ثقافة وقانون، أو علم وقضاء، وهو مادة وثروة، أو كسب وغنى، وهو جهاد ودعوة أو جيش وفكرة، كما هو عقيدة صادقة، وعبادة صحيحة سواء بسواء . الأصل الثاني : القرآن الكريم والسنة المطهرة مرجع كل مسلم في تعرف أحكام الإسلام، ويفهم القرآن طبقاً لقواعد اللغة العربية من غير تكلف ولا تعسف، ويرجع في فهم السنة المطهرة إلى رجال الحديث الثقاة . الأصل الثالث : وللإيمان الصادق، والعبادة الصحيحة، والمجاهدة نور وحلاوة، يقذفها الله في قلب من شاء من عباده، ولكن الإلهام والخواطر والكشف والرؤى ليست من أدلة الأحكام الشرعية، ولا تعتبر إلا بشرط عدم اصطدامها بأحكام الدين ونصوصه . الأصل الرابع : والتمائم والرقى والودع والرمل والمعرفة والكهانة وادعاء معرفة الغيب، وكل ما كان من هذا الباب، منكر تجب محاربته، إلا ما كان آية من قرآن أو رقية مأثورة . الأصل الخامس : ورأي الإمام ونائبه فيما لا نص فيه، وفيما يحتمل وجوهاً عدة، وفي المصالح المرسلة، معمول به، ما لم يصطدم بقاعدة شرعية، وقد يتغير بحسب الظروف والعرف والعادات . والأصل في العبادات التعبد دون الالتفات إلى المعاني، وفي العاديات الالتفات إلى الأسرار والحكم والمقاصد. الأصل السادس : وكل أحد يؤخذ من كلامه ويترك، إلا المعصوم، صلى الله عليه وسلم .. وكل ما جاء عن السلف، رضوان الله عليهم، موافقاً للكتاب والسنة قبلناه، وإلا فكتاب الله وسنة رسوله أولى بالاتباع، ولكنا لا نعرض للأشخاص فيما اختلف فيه بطعن أو تجريح، ونكلهم إلى نياتهم، وقد أفضوا إلى ما قدموا . الأصل السابع : ولكل مسلم لم يبلغ درجة النظر في أدلة الأحكام الفرعية أن يتبع إماماً من أئمة الدين، ويحسن به مع هذا الاتباع أن يجتهد ما استطاع في تعرف أدلة إمامه، وأن يتقبل كل إرشاد مصحوب بالدليل، متى صح عنده صدق من أرشده وكفايته، وأن يستكمل نقصه العلمي، إن كان من أهل العلم، حتى يبلغ درجة النظر . الأصل الثامن : والخلاف الفقهي في الفروع، لا يكون سبباً للتفرق في الدين، ولا يؤدي إلى خصومة، ولا بغضاء، ولكل مجتهد أجره، ولا مانع من التحقيق العلمي النزيه في مسائل الخلاف، في ظل الحب في الله، والتعاون على الوصول إلى الحقيقة، من غير أن يجر ذلك إلى المراء المذموم والتعصب . الأصل التاسع : وكل مسألة لا ينبني عليها عمل، فالخوض فيها من التكلف، الذي نهينا عنه شرعاً، ومن ذلك كثرة التفريعات للأحكام، التي لم تقع، والخوض في معاني الآيات القرآنية الكريمة، التي لم يصل إليها العلم بعد، والكلام في المفاضلة بين الأصحاب، رضوان الله عليهم، وما شجر بينهم من خلاف، ولكل منهم فضل صحبته، وجزاء نيته، وفي التأويل مندوحة . الأصل العاشر : معرفة الله تبارك وتعالى، وتوحيده وتنزيهه أسمى عقائد الإسلام، وآيات الصفات، وأحاديثها الصحيحة، وما يلحق بذلك من التشابه، نؤمن بها كما جاءت، من غير تأويل ولا تعطيل، ولا نتعرض لما جاء فيها من خلاف بين العلماء، ويسعنا ما وسع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وأصحابه (والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا ). [آل عمران] . الأصل الحادي عشر : وكل بدعة في دين الله لا أصل لها، استحسنها الناس بأهوائهم، سواء بالزيادة فيه، أو بالنقص منه، ضلالة تجب محاربتها، والقضاء عليها بأفضل الوسائل، التي لا تؤدي إلى ما هو شر منها . الأصل الثاني عشر : والبدعة الإضافية، والتركية، والالتزام في العبادات المطلقة، خلاف فقهي، لكل فيه رأيه، ولا بأس بتمحيص الحقيقة بالدليل والبرهان. الأصل الثالث عشر : ومحبة الصالحين، والثناء عليهم، بما عرف من طيب أعمالهم، قربة إلى الله، تبارك وتعالى، والأولياء هم المذكورون بقوله تعالى : ( الذين آمنوا وكانوا يتقون ). والكرامة ثابتة بشرائطها الشرعية مع اعتقاد أنهم رضوان الله عليهم لا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضراً في حياتهم، أو بعد مماتهم فضلاً عن أن يهبوا شيئاً من ذلك لغيرهم . الأصل الرابع عشر : وزيارة القبور أياً كانت سنة مشروعة، بالكيفية المأثورة، ولكن الاستعانة بالمقبورين، أياً كانوا، ونداءهم لذلك، وطلب قضاء الحاجات منهم عن قرب أو بعد، والنذر لهم، وتشييد القبور، وسترها، وإضاءتها، والتمسح بها والحلف بغير الله وما يلحق بذلك من المبتدعات، كبائر تجب محاربتها، ولا نتأول لهذه الأعمال سداً للذريعة . الأصل الخامس عشر: والدعاء إذا قرن بالتوسل إلى الله بأحد من خلقه خلاف فرعي في كيفية الدعاء وليس من مسائل العقيدة. الأصل السادس عشر : والعرف الخاطئ لا يغير حقائق الألفاظ الشرعية بل يجب التأكد من حدود المعاني المقصودة بها والوقوف عندها، كما يجب الاحتراز من الخلاف اللفظي في كل نواحي الدنيا والدين، فالعبرة في المسميات لا بالأسماء. الأصل السابع عشر : والعقيدة أساس العمل، وعمل القلب أهم من عمل الجارحة، وتحصيل الكمال في كليهما مطلوب شرعاً وإن اختلفت مرتبتا الطلب. الأصل الثامن عشر : والإسلام يحرر العقل، ويحث على النظر في الكون، ويرفع قدر العلم والعلماء، ويرحب بالصالح والنافع من كل شيء، والحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها . الأصل التاسع عشر : وقد يتناول كل من النظر الشرعي والنظر العقلي ما لا يدخل في دائرة الآخر، ولكنهما لن يختلفا في القطعي، فلن تصطدم حقيقة علمية صحيحة بقاعدة شرعية ثابتة، ويؤول الظني منهما ليتفق مع القطعي، فإن كانا ظنيين فالنظر الشرعي أولى بالاتباع حتى يثبت العقلي أو ينهار . الأصل العشرون : لا نكفر مسلماً أقر بالشهادتين وعمل بمقتضاهما وأدى الفرائض برأي أو معصية إلا إن أقر بكلمة الكفر أو أنكر معلوماً من الدين بالضرورة، أو كذب صريح القرآن الكريم، أو فسره على وجه لا تحتمله أساليب اللغة العربية بحال، أو عمل عملاً لا يحتمل تأويلاً غير الكفر .
  2. سجل التاريخ الحديث في أنصع صفحاته مآثر عظيمة لرجال عظام، دان لجهودهم وجهادهم العالم كله، وأقرّ به المنصفون من أصحاب الأقلام الشريفة وأعلام الفكر النظيف، والرأي الحصيف على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم . ففي خضم الأحداث التي عمت العالم الإسلامي بعد الحرب العالمية الأولى وغياب الخلافة الإسلامية عن وجه الأرض، كان لا بد أن يخرج على الدنيا رجال يعيدون لهذه الدعوة حياتها وعزها، بعد أن تآمرت عليها قوى الشر من دول الكفر والإلحاد. وإذا بنور يشع في الأفق يوحي بإعادة الحياة لهذه الدعوة العظيمة، دعوة الله ودين الله الذي وعد الله بحفظه : ] إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون [ [الحجر9].. وذلك على يد رجل هيأته العناية الإلهية لحمل عبء هذه الدعوة وإعادة إشراقها من جديد، ليعم نورها العالم ثانية. ذلكم هو الإمام حسن البنا رحمه الله، يطلع على الدنيا بهذه الدعوة الخالدة التي جاءت في أوانها ومكانها، ليبني من جديد جماعة مؤمنة تقوم على حمل هذه الدعوة التي جعلها الله أمانة في أعناق من ينتسبون إليها، وشاء الله أن يجعل منه ومن الجماعة التي أسسها القيادة الدينية والاجتماعية التي لم يعرف العالم العربي والإسلامي قيادة دينية سياسية أقوى وأعمق تأثيراً وإنتاجاً منها منذ قرون. ولد أمير هذه الدعوة وإمامها في إحدى القرى المصرية – قرب المحمودية بمحافظة البحيرة، في تشرين أول سنة 1906م حيث نشأ الإمام في أسرة إسلامية كريمة.. فوالده الشيخ أحمد عبد الرحمن البنا – المحدّث والفقيه – وقد عني بتربية ولده تربية إسلامية نقية، فحفظ القرآن، ودرس السيرة، وأصول الفقه والحديث والنحو، التزم هذا الشاب الناشئ بالسلوك الإسلامي الصحيح واصطبغت شخصيته بالصبغة الدينية المتينة ] صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة [ [البقرة138].. كانت طفولته المبكرة تنم عن شخصية سوف يكون لها قدرها ومكانتها، فقد اشترك منذ الصغر في تأسيس جمعيات دينية وأدبية وأخلاقية، اضطلعت بمطاردة المنكر، ومحاربة كل محرم، ودعوة الناس إلى الاستقامة، والأخلاق الفاضلة. وأما علومه وتحصيله، فبعد أن أنهى دراسته في مدرسة المعلمين بدمنهور آثر أن يستمر في تحصيل العلم، فالتحق بدار العلوم في القاهرة حيث اضطر والده أن ينتقل بأسرته إلى القاهرة، وفي دار العلوم تفتحت مدارك الشاب حسن البنا ونضجت مواهبه، وانجلت بصيرته، وتكشفت أمامه السبل، واتضحت الغاية، وتحدد الهدف. لقد كانت مصر وسائر بلدان العالم الإسلامي تموج بالأحداث التي ألهبت هذا الشاب، وأهاجت كوامن الشجن في قلبه، ولفت نظره إلى وجوب الجد والعمل، وسلوك طريق التكوين بعد التبيين، والتأسيس بعد التدريس. فقد أسس الإمام حسن البنا رحمه الله جماعة متميزة ومتفردة بين كل الحركات الإسلامية على مدى التاريخ كله، وكانت هي ذاتها دليل تميز شخصيته عن السابقين، ممن عملوا في الميدان، لقد كان رحمه الله طرازاً فريداً من الرجال ونموذجاً فذاً من الدعاة، وكانت جماعته تجسيداً وتجسيماً لعبقريته في البناء. كانت أولى اهتماماته التربية الإيمانية، وإرشاده لتلاميذه أن النفس هي الميدان الأول للجهاد ( نفسك التي بين جنبيك هي ميدانك الأول إذا انتصرت عليها كنت على غيرها أقدر ) وصار شعار كل أخ من الإخوان (أصلح نفسك وادع لغيرك). بعث الإمام برسائله إلى ملوك ورؤساء العالم ناصحاً لهم باتباع هذا الطريق طريق الله والحكم بما أنزل الله، والأخذ بيد الأجيال إلى طريق الهداية والصواب، وذكرهم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته ).. وبين أن كل طريق غير طريق الإسلام هي طريق شيطانية كما بينها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، لقد بعث الإمام بهذه الرسائل إلى المسؤولين في إباء وشجاعة، بالرغم من ثـقته أنه إنما يخاطب قلوباً غلفاً، وآذاناً صمّاً، إلا أن الحكمة اقتضت أن يبلغ هؤلاء ( وقد أعذر من أنذر ). اقتفى الإمام في دعوته أثر رسول الله صلى الله عليه وسلم متخذاً القرآن منهجاً، يتلوه ويتدبره، وينادي به ويعمل له، ولذلك كانت وستظل دعوته دعوة إسلامية محمدية قرآنية، لا تعرف لوناً غير الإسلام ولا تعلم منهجاً غير كتاب الله عز وجل. فالإسلام في فكر الإمام البنا هو :عبادة وقيادة، ودين ودولة، وروحانية وعمل، وصلاة، وجهاد وطاعة وحكم، ومصحف وسيف، ولا ينفك إحداها عن الآخر. رسخ في نفوس شباب هذه الدعوة الوسائل العامة والهامة التالية : الإيمان العميق، والتكوين الدقيق، والعمل المتواصل.. لم يكن يطمع في عرض من أعراض الدنيا الزائلة التي عُرضت عليه، بل كان يقول : شهد الله أننا لا نريد من هذا شيئاً، وما لهذا عملنا، ولا إليه دعونا ولكن اذكروا دائماً أن لكم هدفين أساسيين هما : 1. أن يتحرر الوطن الإسلامي من كل سلطان أجنبي، وذلك حق طبيعي لكل إنسان لا ينكره إلا ظالم جائر أو مستبد قاهر. 2. أن تقوم في هذا الوطن الحر دولة إسلامية حرة تعمل بأحكام الإسلام وتطبق نظامه الاجتماعي، وتعلن مبادئه القويمة، وتبلغ دعوته الحكيمة، ومالم تقم هذه الدولة، فإن المسلمين جميعاً آثمون مسؤولون بين يدي الله العلي الكبير عن تقصيرهم في إقامتها وقعودهم عن إيجادها. ومن كلماته الذهبية : إن الأمة التي تحسن صناعة الموت، وتعرف كيف تموت الموتة الشريفة يهب الله لها الحياة العزيزة في الدنيا والنعيم الخالد في الآخرة، فأعدوا أنفسكم ليوم عظيم، واحرصوا على الموت توهب لكم الحياة، واعلموا أن الموت لا بد منه، ولا يكون إلا مرة واحدة، فإن جعلتموها في سبيل الله كان ذلك ربح الدنيا وثواب الآخرة. كانت الثمرة الأولى لجهوده إعداد كتائب الجهاد، فقد أرسل بكتيبتين من شباب الإخوان إلى معارك فلسطين سنة 1948، أبلى فيها الرجال بلاء حسناً وقاد الإمام إحدى هاتين الكتيبتين بنفسه إلى غزة، كما أرسل أخرى إلى القدس .. فجدد روح الجهاد في الأمة، وأخرس ألسنة الجبناء من دعاة الضعف والاستسلام. اتصف رحمه الله بالشجاعة، فبقدر ما كان الإمام سهلاً ليناً مع إخوانه، فقد كان شجاعاً جريئاً في قوله كلمة الحق، والثبات على المبدأ العظيم، والاعتدال بالدعوة والجماعة، كبير الأمل في الثـقة بنصر الله . كما اتصف بعفة لسانه، يقول عنه الإمام الهضيبي رحمه الله : كان الإمام عفيف اللسان، أقسم أني التقيت به وعاشرته، فما سمعت منه كلمة فيها مغمز في عرض أحد أو دين أحد، حتى أولئك الذين تناولوه بالإيذاء والتجريح في ذمته، وكان يقول : ( سنقاتل الناس بالحب).. لقد عجزت وسائل الإغراء عن تحويله عن نقاء الفكرة وسلامة الهدف. حسبت له كبرى دول العالم كل حساب، وحاولوا جميعاً أن يرتموا على أقدام ذلك المدرس الفقير الزاهد ليتصلوا به، ولكنه كان لا يتصل إلا بالله وحده، فالله أعز من كل هذه الدول الكافرة مجتمعة ومنفردة . لم يرق هذا لرؤوس النفاق، ولا لأساطين الكفر أن يروا كتائب الإيمان تتحرك على هذه الأرض ثانية، تعيد بذلك ذكرى زحوف جيوش الإيمان التي حررت العالم من ظلام الكفر والطغيان، حيث أقدموا على حل الجماعة أولاً، ثم التخطيط لاغتيال رئيس هذه الجماعة. ففي مساء يوم 12 شباط 1949م اغتيل الإمام حسن البنا في قلب القاهرة أمام جمعية الشبان المسلمين بسلاح حكومي، وموظفين حكوميين، وذلك تنفيذاً لمخطط صليبي نفذته الحكومة وملكها، وكان له من العمر (42) عاماً ، قضى منها في حمل هذه الدعوة حوالي (21) عاماً . فحزن المسلمون وفرح المجرمون، وانتقل الإمام شهيداً إلى ربه راضياً مرضياً نعاه الأمير عبد الكريم الخطابي، أمير الريف المغربي رحمه الله بقوله: … ويح مصر، وأخوتي أهل مصر مما يستقبلون من جراء ما اقترفوا، لقد سفكوا دم وليّ من أعز أولياء الله، ترى!! أين الأولياء إن لم يكن حسن البنا منهم، بل في غرتهم، والذي لم يكن في المسلمين مثله [مجلةالمسلمون] . ومضى الشهيد إلى ربه، وقد طويت صفحة مندّاة بالعرق والدم والدمع، ونشرت صحائف الخير له في عليين إن شاء الله، وفي تلك اللحظات يصمت اللسان، وتنطق الدماء الزكية، مودعة الأحبة الكرام، والإخوة الأبرار ولسان حاله يقول : ( لقد ودعتكم، فيشهد الله أني حرصت أن لا يسبقني إلى مظان الأذى أحدكم، وها أنذا أودعكم، وملء أعينكم دمي، وهو غاية وسعي وجهدي، فإن أنتم حملتم الراية، واستمسكتم بمعالم هذا الطريق طريق البلاء والصبر والبذل، فذلك عهدكم الذي عاهدتم الله عليه من قبل، وهو هتافكم الذي ناديتم به، وحملتم دعواه على رؤوس الأشهاد… ولست أملك بعد هذا إلا أن ألوذ بكنف الله أن يتقبل مني صالح القصد أما موعدنا غداً أو بعد غد، فقد قضى الله أن يكون المصير على هذا الحال).. فإلى رحمة الله أيها الإمام المجاهد. ولئن كان الإمام قد مضى إلى ربه شهيداً، فإن دعوته قد بقيت حية قوية بهمة رجالها المخلصين، بعد أن تعرضت هذه الدعوة لضربات قاتلة، ولكنها لم تمتها، فقد ظل نورها يسري في جسد هذه الأمة وفي شتى أقطارها، ولا زال يسري بإذن الله. فالضربات التي تعرضت لها الدعوة زادتها قوة ومنعة، وزادت من إقبال الناس على هذه الدعوة الصادقة، فازدادت الشعلة اشتعالاً وظلت تتمسك بشعارها العملي ( ألله غايتنا والرسول زعيمنا، والقرآن دستورنا، والجهاد سبيلنا، والموت في سبيل الله أسمى أمانينا ). وتستمر مسيرة جماعة الإخوان المسلمين كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، تحمل مسؤولية نشر الإسلام، وإعادة هيبته وتبليغه والعمل على تمكينه امتداداً للجماعة المسلمة الأولى التي أسسها رسول الله صلى الله عليه وسلم. رحم الله الشهيد المؤسس، وجزاه الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء . والله أكبر ولله الحمـد المـراجــع : 1. الإمام الشهيد حسن البنا بأقلام تلاميذه ومعاصريه / جابر رزق . 2. حسن البنا الرجل والفكر / محمد عبد الله السمان . 3. مذكرات الدعوة والداعية . 4. الملهم الموهوب حسن البنا / عمر التلمساني . 5. رسالة الإخوان .
  3. الشيخ الداعية عبد الرحمن علي الجودر ( أبو أحمد ) رحمه الله - البحرين - 1342 إلى 1410هـ - 1922 إلى 1989م من مواليد البحرين سنة 1922م، نشأ في طاعة الله وتربى في حجر الإسلام ونهل من معارفه وتخلق بأخلاقه، فكان طيب القلب دمث الأخلاق.. تلقى علومه الابتدائية في بلدة البحرين، ثم رحل إلى مصر، حيث كان أول طالب بحريني يلتقي بالإمام الشهيد حسن البنا رحمه الله، حين ذهابه للدراسة في الكلية الصناعية سنة 1946م، وقد تأثر بالإمام البنا وبتلاميذه، وأعجب بمنهجه وأسلوبه في الدعوة إلى الله، فانخرط في سلك العاملين من الإخوان المسلمين في أرض الكنانة. وعاد إلى البحرين يحمل فكرة الإخوان المسلمين، وينشرها في أوساط الشباب، ويخاطب الجماهير بها، ويربي طلبة المدارس عليها باعتبارها الحركة الإسلامية الرشيدة في هذا العصر، الملتزمة بمنهج الإسلام المستقى من كتاب الله وسنة رسوله، وما أجمع عليه سلف الأمة. وكانت سيرته العملية والأخلاقية الفاضلة مما يحببه إلى الناس ويقربهم منه وكان داعية مخلصاً في دعوته، سمحاً في معاملته، يسعى لقضاء حوائج الناس وحل مشكلاتهم. يقول عنه الأستاذ عبد الله أبو عزة في كتابه (مع الحركة الإسلامية في الدول العربية) كان الأخ عبد الرحمن الجودر، الأكثر دأباً في العمل والدعوة، رغم كثرة المسؤوليات البيتية، والعملية، وكان من مظاهر نشاطه الفائق الجهد الذي كان يبذله في تجميع الإخوان للالتقاء بهم وجمعهم من أماكن بعيدة بعد صلاة العشاء غالباً فإذا انتهى لقاؤهم أعاد كل واحد إلى بيته إلا نادراً ممن لم يتمكن من إيصالهم. وقد كان للمدرسين المصريين من الإخوان المسلمين الذين عملوا في البحرين دورهم الأساسي في نشر فكر الإخوان المسلمين ومبادئهم حيث تجاوب الناس معهم، لما رأوا فيهم من الإخلاص في تدريس أبنائهم والحرص على مصلحتهم ولما كانوا يتمتعون به من أخلاق فاضلة، ومعاملة طيبة فضلاً عن الوعي السياسي الناضج، ولما يحيط بالإسلام والمسلمين من أخطار نتيجة الاستعمار وأعوانه من المبشرين النصارى الذين كان لهم دور مبكر في منطقة الخليج منذ زار البحرين(القس زويمر) المبشر الأمريكي المشهور سنة 1905م، وأرسى قواعد التبشير في المنطقة وبخاصة البحرين، من خلال المدارس والمستشفيات والخدمات الاجتماعية في ظل الحماية البريطانية التي كانت تبسط نفوذها على البحرين ودول الخليج. ولقد كان لهذا العمل المبارك والجهاد الدؤوب من الأخ الجودر وإخوانه الدعاة الدور الأساسي في توعية الشباب المسلم لينهض بدوره في الحياة، أي عبادة الله على بصيرة، والتصدي لأعداء الإسلام الذين يكيدون للإسلام والمسلمين، ويبذلون جهودهم لإخراج المسلمين من دينهم، وصرفهم عن طريق الحق والخير والهدى والرشاد. وقد مرت بالبحرين عواصف هوجاء من الأفكار القومية والناصرية والعلمانية واليسارية، عافى الله أبناء الإسلام في البحرين من تلاميد (الجودر) وإخونه، فصمدوا كالطود الشامخ أمام هذه الأعاصير الهوج، والعواصف المدمرة التي اجتاحت العالم العربي كله ومنها دول الخليج، وكان البحرين في مقدمة من تعرض للفتن وعمل بعض المفسدين من دعاة الشرق والغرب على استدراج الإخوان المسلمين إلى أتون هذه الفتنة الخاسرة، ولكن الله سلم بفضل الحكمة والسداد اللذين تحلى بهما الإخوان في البحرين وعلى رأسهم الأخ المجاهد عبد الرحمن الجودر. واستمر الإخوان المسلمون في البحرين ينشرون دعوة الإسلام، ويربون الشباب عليها ويسلكون كل الوسائل المشروعة لبذل النصح والإرشاد والتقويم والإصلاح، ويقيمون المشاريع النافعة للأمة من المساجد والمدارس والمكتبات والأندية التي هي محاضن الجيل المسلم، ومجال خصب لتعميق معنى الأخوة الإسلامية في نفوس الشباب دون النظر إلى الجنس أو العرق أو اللون أو اللغة، لأن رابطة العقيدة هي أقوى الروابط كلها حيث تجمع المسلمين على كلمة (لا إله إلا الله محمد رسول الله) فيعيش المسلمون في بقاع الأرض كلها أمة واحدة، كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى. كانت له أيادٍ بيضاء في إصلاح ذات البين بين المجاهدين الأفغان، حيث كان مع إخوانه في البلدان العربية والإسلامية يسلكون كل السبل لجمع الكلمة وتوحيد القلوب لقادة المجاهدين الذين كانوا على جلالة قدرهم في الجهاد ومضاء عزيمتهم في الجلاد وصبرهم على القتال – تنقصهم اليقظة لمكائد الأعداء، ومعرفة الدخيل من الأصيل. كان الأخ الجودر عضواً في رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة من خلال مجلسها التأسيسي والمجلس الأعلى العالمي للمساجد، وقد ساهم في تأسيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بالكويت، وهو من مؤسسي نادي الإصلاح ومكتبة الثقافة بالبحرين. كما كان كثير الرحلات والأسفار للبلاد العربية والإسلامية للالتقاء بإخوانه الدعاة العاملين في الحقل الإسلامي والمشاركة في كل ما من شأنه مصلحة الإسلامة والمسلمين. ولقد امتحنه الله، فكان نعم العبد الصابر على البلاء في بدنه وماله، وظل على وفائه لدعوته ومحبته لإخوانه، يكثر الدعاء لمشايخه وأساتذته الذين كان لهم الفضل بعد الله – في دلالته على طريق الدعوة الإسلامية، والسير في ركاب حركة الإخوان المسلمين، كبرى الحركات الإسلامية المعاصرة التي تعمل جاهدة لنشر الإسلام، وإبلاغ دعوته للناس، في مشارق الأرض ومغاربها متحملة كل المغارم في سبيل الله، وابتغاء مرضاته، متصدية للمستعمرين وأعوانهم مرخصة الغالي والنفيس للذود عن حياض الإسلام، والتصدي للطغاة والبغاة أينما كانوا، وحيثما وجدوا. وقد تعرض الإخوان لأذى المعتدين وصمدوا أمام كل الدعوات الباطلة والمؤامرات الكبرى التي تريد تقطيع الوطن الإسلامي واحتلاله، فجاهدوا اليهود في فلسطين سنة 1948م وجاهدوا الإنجليز في قناة السويس سنة 1951، واستشهد منهم المئات فصبروا وصابروا ورابطوا وقدموا التضحيات الجسام في الزنازين وعلى أعواد المشانق فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا أمام ظلم الطغاة الذين ابتليت بهم الأمة في البلاد العربية والإسلامية، وكان الأخ عبد الرحمن الجودر ممن تعرضوا لمثل هذه الفتن والعواصف في بلده ولكن ظل الرجل الصابر الثابت على منهجه، المتمسك بدعوته هو وأصحابه الأوفياء. انتقل الأخ المجاهد عبد الرحمن الجودر رحمه الله إلى جوار ربه يوم الجمعة الموافق 26/4/1410هـ الموافق 24/1/1989م وهو اليوم الذي استشهد فيه البطل القائد الدكتور عبد الله عزام رحمه الله. وقد نعته الهيئة الخيرية الإسلامية العاليمة على لسان رئيسها الشيخ يوسف جاسم الحجي بكلمة تليق بمكانته الدعوية والأخلاقية والإنسانية داعياً إلى الله أن ينزله منازل الشهداء والصالحين. كا نعته جمعية الإصلاح الاجتماعي في الكويت على لسان رئيسها عبد الله العلي المطوع وأشادت بتاريخه وسيرته ومواقفه. رحمه الله رحمة واسعة وجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء. والله أكبر ولله الحمد المراجع : من أعلام الحركة والدعوة الإسلامية المعاصرة/ عبد الله العقيل.
  4. الرجاء من الأخوة عدم ذكر الخلافات الطائفية والتجريح بذكر ذاك وذاك لايفيد ولوا تكلمنا في هذا 20ألف سنة ؟!!!
  5. الإمام في حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ولد الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه قبل البعثة بسنواتٍ يسيرة مكفولًا في حجر النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - و ذلك أن قريشًا أصابتهم أزمةٌ شديدة، وكان أبو طالب ذا عيالٍ كثير، فأراد النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وعمُّه العباس أن يخففا عنه، فأخذ العباس جعفرًا، وأخذ النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - عليًا، ولم يزل معه حتى بعثه الله نبيًا، فآمن به علي رضي الله عنه وصدقه واتبعه، فكان أول من أسلم من الصبيان. وبقي علي رضي الله عنه مع النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - كاتمًا لإسلامه، ويصلي معه في شعاب مكة، ولما ظهر أمر النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وانتشرت دعوته، وكثر أتباعه، واشتد أذى قريش له ولأصحابه، واجتمعت أخيرًا في دار الندوة، واختارت قتله على أيادٍ متفرقة من القبائل كلها، فأخبر الله رسولَه بالمؤامرات، فأمر النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - عليًا أن ينام على فراشه ليلة هجرته إلى المدينة، فأنجى الله رسوله من شر الكافرين، ومن ثَمّ لحق علي رضي الله عنه به إلى المدينة. وفي المدينة تزوج بفاطمة الزهراء، سيدة نساء العالمين، فأنجبت له سيدي شباب أهل الجنة: الحسن والحسين، وخاض مع النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - المعارك كلها؛ عدا تبوك فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم استخلفه على المدينة، وأظهر من البطولة والشجاعة والحنكة والعبقرية في الحروب شيئًا عظيمًا شهد له به الأصحاب، واعترف به الأعداء. ولم يزل علي رضي الله عنه وأرضاه يحمل لواء النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في حروبه، ويرافقه في حال سلمه حتى توفي عليه الصلاة والسلام، فتولى أهل البيت جهاز رسول الله ودفنه. الإمام في خلافة أبي بكر الصديق: ولما بويع لأبي بكر رضي الله عنه بالخلافة بعد الشورى التي تمت بين المهاجرين والأنصار، ومن ثمّ جمع الله الشمل، ووحد الصف تحت خلافة أبي بكر رضي الله عنه وأرضاه، ولأن اختلاف الناس في مسألة الخلافة كان مؤذنًا شر، فأسرع كبار الصحابة لفصل النزاع وإعلان البيعة لمن رأوه أهلًا لذلك، وهو أبو بكر رضي الله عنه، حتى اجتمعت بعد ذلك القلوب كلُّها عليه، ووجد الإمام علي رضي الله عنه في نفسه أنه لم يستشار في الأمر، لانشغاله بتجهيز دفن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- فاعتذر إليه أبو بكر الصديق وطلب رضاه، فرضي علي رضي الله عنه، وأعلن بيعته على الناس، فحمد له الصحابة ذلك وأثنوا عليه. وبقي علي رضي الله تعالى عنه وأرضاه رفيقَ أبي بكر، والمشير عليه في أمور الخلافة ونوازل الأمة. وكان شديد الحرص على نصح أبي بكر وإخلاص النصيحة له، فعندما عزم أبو بكر على أن يخرج بنفسه إلى ذي القصة لقتال المرتدين، واستوى على راحلته؛ أخذ علي رضي الله عنه بزمامها وقال: إلى أين يا خليفة رسول الله؟ أقول لك ما قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يوم أحد: لمّ سيفك، ولا تفجعنا بنفسك، وارجع إلى المدينة، فو الله لئن فجعنا بك لا يكون للإسلام نظام أبدًا، فرجع. [البداية والنهاية (6/314-315 )]. وأكثر وضوحًا وبيانًا على مدى العلاقة الحميمة التي كانت بينهما، ما ذكره أحد كبار الأسرة الهاشمية العلوية: السيد محمد بن علي بن الحسين، المشهور بمحمد الباقر، عند أن قال: (أخذت أبا بكر الخاصرة، فجعل علي يسخن يده بالنار فيكوي بها خاصرة أبي بكر رضي الله عنهما. [الرياض النضرة للمحب الطبري] ولما توفي أبو بكر رضي الله عنه استرجع علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وأقبل مسرعًا باكيا، فأثنى على أبي بكر ثناء عطرًا عظيمًا. ومما قاله عنه وعن صاحبه عمر: (وكان أفضلهم في الإسلام كما زعمت، وأنصحهم لله ولرسوله الخليفة الصديق، والخليفة الفاروق، ولعمري إن مكانهما في الإسلام لعظيم، وإن المصاب بهما لجرح في الإسلام شديد، رحمهما الله وجزاهما بأحسن ما عملا) [ شرح نهج البلاغة للميثم 1/31 ط. طهران. الإمام في خلافة عمر رضي الله عنه: ولما استخلف عمر رضي الله عنه على المسلمين بعد وفاة أبي بكر الصديق، كان له علي رضي الله عنه الناصح الصادق، والمستشار الأمين، والقاضي الحكيم، يفضُّ المشكلات، ويزيح الشبهات، حتى أثر عن عمر رضي الله عنه أنه قال: ( لولا علي لهلك عمر ) واشتهر في التاريخ والأدب وذهب مثلًا: « قضية ولا أبا الحسن لها». بل إن عليًا رضي الله عنه زاد على ذلك وزوّجه بابنته أم كلثوم. وتجلت عبقرية الإمام علي رضي الله عنه وصدق نصيحته، وشدة حرصه، وعظيم مودته وتعاونه، عندما استشار عمر الناس للخروج إلى نهاوند، حيث تجمعت جحافل الكفر والشرك لقتال المسلمين، فأبى عليٌّ ذلك وأشار على عمر بالبقاء، وإرسال آخر، حفاظًا على أمير المؤمنين، وصونًا لبيضة المسلمين، وخوفًا من انفلات الأمر وانقلابه من أطراف العرب ممن في قلوبهم مرض، فأخذ عمر بنصيحته، وتمسك بمشورته،وأرسل النعمان بن مقرن المزني. وبمثله تمامًا أشار عليه عندما أراد الخروج لقتال الروم في معركة اليرموك، ففي نهج البلاغة قوله: (إنك متى تسر إلى هذا العدد بنفسك، فتلقهم بشخصك فتنكب، لا تكن للمسلمين كانفة دون أقصى بلادهم، ليس بعدك مرجع يرجعون إليه، فابعث إليهم رجلًا مجربًا، واحفز معه أهل البلاء والنصيحة، فإن أظهره الله فذلك ما تحب، وإن تكن الأخرى كنت ردءًا للناس ومثابةً للمسلمين). [نهج البلاغة 2/309 ] كل ذلك حرصًا على مصلحة الإسلام والمسلمين ببقاء خليفتهم بين أظهرهم. أما عندما طلب النصارى أن يأتي أمير المؤمنين لكتابة الصلح، وتسلُّم مفاتيح المسجد الأقصى، فقد أشار علي رضي الله عنه على عمر بالخروج، لما في ذلك من شرفٍ تاريخيٍ مجيد لا يتأتى لكل أحد في كل حين، مع أمن حصول أي مفسدة في ذلك. وللثقة الكبرى، والمودة الصادقة بين أمير المؤمنين عمر وعلي رضي الله عنهما، فقد استخلفه عمر على المدينة على جميع شئونها وسافر مع الصحابة إلى القدس. وفُجع علي رضي الله عنه وأرضاه بمقتل عمر الخليفة، فجاء إليه وهو مسجىً بثوبه، قد قضى نحبه، فكشف الثوب عن وجهه، ثم قال: (رحمة الله عليك يا أبا حفص، فو الله ما بقي بعد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أحدٌ أحب إليّ أن ألقى الله بصحيفته منك). وقال أيضًاأبكي على موت عمر، إن موت عمر ثلمة في الإسلام لا تُرتق إلى يوم القيامة). وجاء في «نهج البلاغة» من ثنائه على صاحبه قوله: ( لله بلاء فلان - أي عمر - فقد قوّم الأود، وداوى العمد، خلَّف الفتنة، وأقام السنة، ذهب نقي الثوب، قليل العيب، أصاب خيرها، وسبق شرها، أدّى إلى الله طاعته واتقاه بحقه) [نهج البلاغة (2/505)]. الإمام علي في خلافة عثمان رضي الله عنه: ولما توفي عمر رضي الله عنه وأوصى بالخلافة في ستة نفرٍ منهم الإمام علي رضي الله عنه، قَبِل عليٌ ذلك، ودخل مع أصحابه في الشورى، فلما اجتمع الناس على عثمان رضي الله عنه، قام عليٌّ وبايع عثمان وأقر له بالخلافة. وسار معه سيرته مع الخليفتين من قبله أبي بكر وعمر، ينصح له، ويشير عليه، فاستقر الأمن في الدولة الإسلامية، وكثرت الفتوحات، وعمّ الرغد بين الناس، حتى بَطِر أصحاب الفتنة نعمةَ الله تعالى، وتمالئوا على عثمان، وأرادوا قتله بسبب الكذب المدسوس، الذي دسته أياد يهودية لزرع الفتنة بين المسلمين. ولما جاء أولئك وحصروا أمير المؤمنين في داره، سار ع جماعة من أبناء الصحابة، منهم الحسن والحسين لحمايته،وكان علي رضي الله عنه يحمل الماء بنفسه إلى عثمان حتى قتل رضي الله عنه وأرضاه. الإمام عليٌّ خليفة للمسلمين: وبعد مقتل عثمان رضي الله عنه أصرّ الناس على مبايعة علي رضي الله عنه، وألحوا عليه في قبولها، فقبل البيعة، وخطب الناس خطبة بليغة، واجتمع عليه الناس، غير أن وقائع الأحداث المتلاطمة، أفرزت تلك الخلافات بين أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وأفرزت فرق الغلو، مما أثقل كاهل الإمام علي رضي الله عنه وأرضاه بعلاجها ومواجهتها، فبذل وسعه في النصح والبيان، وإنكار المنكر، والأخذ على يد الظالم حتى يرجع عن ظلمه، ودفع ثمن ذلك أن قتل شهيدًا بأيدي أهل الغلو والغدر والخيانة. دروس وعــــبر · إن ما سبق عن سيرة الإمام علي رضي الله عنه مع الخلفاء الراشدين من قبله، إنما هو ذكر مختصر يجلي جوانب الإيمان والشجاعة، والحكمة، والحب وسلامة الصدر التي كان يتمتع بها هذا الإمام العظيم، وهي تكشف أيضًا زيف تلك الخزعبلات الكاذبة المدسوسة في تاريخ هؤلاء الأصحاب الأجلاء. · فهذه السيرة العطرة تجلي بوضوح مدى ما كان بين الإمام علي وأصحابه من الخلفاء قبله من المودة والتقدير والنصح والحرص، فهو المستشار الناصح الأمين لهم الحريص على حياتهم، المادح لأفعالهم، الحزين على فراقهم، بالعكس تمامًا مما تذكره تلك الروايات المكذوبة التي تصورهم كالوحوش المتعادية التي لا تجتمع ولا تأتلف، مستهينة بعقول المسلمين، وتواتر الأخبار ونصاعة التاريخ الإسلامي الذي يكذبها ويردها ويزيفها، حتى لم تعد تنطلي إلا على جاهل بالتاريخ، أو صاحب هوى وزيغ والعياذ بالله. · كما أنها تثبت لكل ذي عقل ولب يميز بين الحق والباطل، ويتبع الدليل الناصع، ويتحرر من ربقة التقليد والتعصب؛ أنه لم يكن هناك نص إلهي على الإمامة والخلافة يجعلها بمرتبة كالنبوة، ويجعل الأئمة معصومين من كل خطأ وعمد وسهو، وأنهم سيرجعون بعد موتهم، وأنهم يعلمون ما كان وما يكون، ومتى سيموتون، ولا يموتون إلا باختيارهم. تلك العقيدة التي صورت مجتمع النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وأصحابه الذين تربوا على يده، وأخذوا من علمه، وبقي الليل والنهار يغرس فيهم الإيمان والقرآن، حتى ما أن توفي وفارق الحياة إلا و ارتدوا عن الدين، ومرقوا عن الإسلام،وانقلبوا على أعقابهم، واغتصبوا الخلافة والإمامة، متواطئين على ذلك الكفر، مجتمعين على ذلك الظلم، حاشا أفرادًا قلائل لا يبلغون عدد أصابع اليد الواحدة. ينطلق بعض الناس بهذا الانحراف يجاهرون به، ثم يقفون عاجزين قاعدين أمام دلائل التاريخ المتواترة، ومسلَّمات العقل القطعية، التي تنفي أن يجتمع كل هؤلاء وهم أناس مختلفي التوجهات متبايني الأنساب والبلدان، قد امتلأ كتاب الله تعالى بمدحهم والثناء عليهم، والرضا عنهم، والترضي عليهم، والإخبار عن أحوالهم من الهجرة والجهاد والنصرة، وبذل المهج والأموال،وقتل الآباء والأبناء لأجل الدين، و المناصحة في الدين، وقوة الإيمان واليقين. فضلًا عن أنهم حاملو القرآن إلينا، ومبلغو دين الله إلى أمة نبيه عليه الصلاة والسلام، والطعن في عدالتهم موجبٌ لترك ما نقلوه من الدين والقرآن والأحكام. وهذا هو الخطر الجلل الذي يسوِّغ الطعن في الدين كله من أساسه وأصله لكل ملحدٍ وزنديق. · ويظهر تناقضهم واضطرابهم عندما يتخبطون ويتعسفون في تأويل تلك الحقائق النيرة التي تقطع يقينًا بأن الإمام علي رضي الله عنه بايع الخلفاء قبله، ودخل معهم في السمع والطاعة، بل والشورى على الخلافة، لم يدَّعِ قط أن عنده نصًا من رسول الله على إمامته؛ لا في حياتهم وعهد خلافتهم، ولا بعد موتهم وحين خلافته رضي الله عنه وأرضاه. · ولم يؤثر عنه أبدًا سب الصحابة من قبله، أو اتهامهم بظلمه، بل العكس من ذلك هو المتواتر عنه المقطوع به، وقد سبقت بعض تلك النماذج. بل إنه رضي الله عنه وأرضاه نهى عن سب من خالفه وقاتله؛ ممن كان خطؤهم وحدث بغيهم، فكان يقول كما في أصح كتاب ينسبونه إليه: (إني أكره لكم أن تكونوا سبابين، ولكنكم لو وصفتم أعمالهم، وذكرتم حالهم، كان أصوب في القول، وأبلغ في العذر، وقلتم مكان سبكم إياهم: اللهم احقن دماءنا ودماءهم، وأصلح ذات بيننا وبينهم). [نهج البلاغة: (ص:323) ]. أما السابقون والخلفاء من قبله، فقد أثنى عليهم وترحم عليهم، وأقام معهم علاقات القربى ووشائج الصلة، فزوج عمر بأم كلثوم،وسمَّى أبناءه بأبي بكر وعمر وعثمان، مما يدل على أنه لم يكن يخطر بباله ولا يدور بخلده ما يتناقله هؤلاء الأقوام مما لا يستسيغه عقل منصف، ولا يرضى به صاحب دين وإيمان. · بل وتواتر بما لا يستطيع أحد إنكاره ثناء أبنائه من بعده على الشيخين وصحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. · ومن تأمل التاريخ بهذه النظرة الصادقة المنصفة المتحررة، أدرك الحق وأصاب عين الحقيقة، وتحرر من قيود الكذب والأوهام المتخيلة، التي يبثُّها أصحابها باسم الدين وحب آل البيت، وتوظيف بعض الخلافات التي حصلت بين الصحابة، مما لا يخلو منها مجتمع، ولا يُعصم منها عموم البشر، لبثِّ هذه العقائد المخالفة للعقل والشرع والفطرة. متجاهلين الجوانب الأخرى المضيئة في التاريخ، عاجزين عن حسن الظن وجميل الاعتذار لهؤلاء العظماء.إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
  6. الإستاذ منصور ، ليش بطبيعة الحال تلجأ إلا تجسيد الواقع بتقليد الأدوار النسائية ؟؟؟ إذا ماكان سؤالي محرج ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
  7. ربما أن هذا المسلسل تناول نمطاً موجوداً بالمجتمع ، وهو نمط غلب عليه طابع اللاأهمية في إتخاذ القرار والمشاركة بإيجابية ، فتكون طريقته المثلى هي جذب إنتباه الآخرين بالكذب عليهم ، عموماً كان بوخليفة وماشا الله عليه متقن الدور أشد الإتقان الله يوفقه دوم إن شاء الله .
  8. إلى الفنان القدير إبراهيم بحر............ وفقه الله : نهنئك بهلول رمضان الخير ، ونحن نعتز بما تقدمه من فن راق أصيل يشرفنا ، فأنت نجم الجيلين ، جيل عريق مضح وجيل متجدد واع ، ونتمنى منك ونشد على يديك أن تكون كما عهدناك ونحن نتمنى لك التوفيق دوماً . أخوك ( ( شهيد الحرية ))
×
×
  • Create New...