حلمـ الشتاء

إنه التاسع من آذار.. بلغت العشرين هذا العام، وتلقيت في صندوق بريدي تهاني من أناس لا أعرفهم.. شكرا لكم جميعا

يبدو أن الشتاء ليس على ما يرام هذا العام، انتظرته طويلا، وحين أتى.... خذلني/ هذا يؤكد النظرية التي تقول/ حين نبحث عن الأشياء لا نجدها!

صباحكمـ سُكّر، وصباحي ورد معطر/ البيت المقابل لنافذتي تبدل لونه إلى البرتقالي المحمر/ كل هذا يحدث خلال يومين من مخاصمتي لستائرها.. مشاغبة، كلما هممت برفعها انسدلت, على كل حال، اللون البرتقالي المحمر حول المنظر للكآبة بعض الشيء.. م ط ر/ عنيدٌ جدا هذا الشتاء

ليال باردة هادئة/ حمدا لله،

صباح/ مطر/ صوت إلهي، مزيج يغرقكـ

آن للحلمـ أن يفخر بشتاءه مطر، وما تفعل بي يا مطر

صباح آخر من عام جديد/ نمزق فيه أحلاما تليدة، ونبصم بابهام تفاؤلنا على أحلام أخرى.. فلربما يتسع لها هذا العام/ حلمـ/ي.. سأصارع لكي أبقى حلما لا يشوهه شيء، . . أحلامـ/كمـ، انثروها هنا،

أي شيء أهذي به.. لست أدري/ أي شيء أبكي لأجله.. أضحكـ لأجله.. لست أعرف، ماذا أقول لليل حين يأتي.. وماذا أخبر الصبح حين يطلع/ امتنعت عن القهوة هذه الأيام.. واستبدلتها بشاي بالحليب.. علّ ارتجافات النوم تتركني، . .

باونتي/ كيف حالكـ ؟! لم تداعبي التراب هنا بقدميكـ لمدة، كوني بخير هناك‘

فلتعد الشتاءات/ ولنعد جميعا، نتحلق حول نار أوقدناها، يمسك كل منا يد الآخر، فتصبح في حوزة كل منا يدان... ليشرد قليلا عن أحاديث الجماعة.. ليتحسس اليدان.. ليقارن.. ليبتسم على أفكاره الحمقاء المجنونة، غالبا سيكون محظوظا إن لم يتم القبض عليه متلبسا بابتسامة، أحدهم لا يكترث.. أحدهم يخرج لسانه، أحدهم لا يستطيع أن يستمر في مجادلتهم.. فيغادر مكانه، تراه هذا الأخير يلوذ بمكان بعيد بعضا الشيء..لينفس عن دمعه المكبوت، فأحدهم قد أمسك جرحه بعنف، وهزه! عودي أيتها الشتاءات.. وأعيدي ضحكات صارت من دونكـ لا تكتمل إلا بجرح!

كأني بصباح شتوي هذا اليوم، صباحكم رائحة قهوة‘

ذات زمن، رويت لهم حكاية عاتكة/ عاتكة تلك الفتاة الضبابية التي لا يعرفها أحد، تلك الفتاة التي لا تطل عليهم إلا من عينيه/ لا يسمع همسها إلا في أحلامه، لا يشتم عطرها إلا في خيالاته، كان الكل يسأل عنها، كان الكل يبسم حين يبتسم/ لأنهم جميعا يدركون أنها تبتسم، حين يطرق.. كانوا يدركون أنها لم تأت بعد/ لم تطف بخياله حتى الآن، حين يكون شاخص العينين.. لم يكن ذاك إلا لأنها تبكي، كانت عاتكة حياة ينقلها إليهم، يفضحها أو تفضحه.. حتى نفسي أنا من رويت حكايتها لم أدري تماما! كانت عاتكة تعيش بينهم، ولا تعيش ينهم، يعرفونها ولا تعرفهم، ينتظرونها من دون أن تدري.. كان الجميع يحب عاتكة/ لأنهم يحبونه، صاروا يحبونها أكثر مما يحبها.. فقد صارت تعطيه حياة بوجودها، ، فجأة قرر أن يرتدي نظاراته الشمسة، أن يضع يديه في جيوب بنطاله، أن يغادر كرسيه إلى كرسي آخر/ قرر ألا يفضحها بعد اليوم، ألا يفضح نفسه! / تساءل الجميع، عارض الجميع.. غضب الجميع/ ثم رحلوا، لم يبق إلا هو وهو.. وهي جامدة منذ رحيله عن كرسيه، لم يعد يهبها حياة/ لم تعد تفضحه، لم تعد عاتكة.. تلكـ العاتكة! بعد زمن.. إلتقيت عاتكة.... سأتمم حكايتها فيما بعد،

حتى قهوتي.. لم أعد أستطيع أن أكملها.. كلما زادت برودة الجو/ كلما ازددت حرارة، لكأني اعطيه شتائي، ويهبني صيفه، ولربما أنا أحترق! أعاني الجفاف، أعاني الضياع/ أماه لا تتركيني، لكم أحتاج أن تحضنيني اللحظة، لكم أحتاج أن أبكي بحضنك، أن تمسحي على رأسي بطهر يدكـ أحتاج أن أختبأ بك، هلا تعيديني طفلة؟! ، لم تركتني أكبر؟! هلا تجيبيني/ أماه لا تتركيني.. أحتاجكـ.. أحتاجكـ .. وأحتاجكـ،

لم أعهد بوحي بهذه الركاكة/ لم أعهد قلمي بهذا الضعف! لم أعهدني بهذا الوهن من قبل.. الارهاق ينهش في.. من أي أطرافي شاء/ م ت ع ب ة ، أحتضن وسادتي وأحاول النوم/ عبثا تتركني الدموع.. أعاود النهوض.. أغسل وجهي/ أتوضأ.. والنوم يغادر، والارهاق يستمر، والتعب سيد الموقف!

ألقي بالنرد بعيدا.. وهاتي يدكـ، اححح /يداك باردتان يا عزيزتي/ لا تقلقي.. قطرتا مطر تربت عليهما ستكفي لجعلهما تشتعلان دفئا، نصيحة/ لا تتدثري بالمعاطف، انتقي شالا رقيقا لا يغدر بكـ! سننطلق/ موافقة؟!