ذو النورين
* هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي الأموي القرشي ، أبو عبد الله وأبو عمرو ، يكنى بأبي عبد اللَّه وأبي عمرو ، ولُقب بـ ذو النوين ( لأنه تزوج بنتي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رقية وأم كلثوم) ولا يُعرف أحد تزوج بنتيَّ نبي غيره رضي الله عنه.
* ولد بمكة وأسلم بعد البعثة بقليل ، كان غنياً ، شريفاً في الجاهلية ، ومن أعظم أعماله تجهيزه جيش العسرة في السنة التاسعة للهجرة ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد غزا فيه ( تبوك ).
* أمه أروى بنت كريز بن حبيب بن عبد شمس.
* أسلم ـ رضي اللَّه عنه ـ في أول الإسلام قبل دخول رسول اللَّه دار الأرقم ، وكانت سنِّه قد تجاوزت الثلاثين ، دعاه أبو بكر إلى الإسلام فأسلم.
* عن أنس بن مالك قال: صعد رسول الله أُحداً ومعه أبوبكر وعمر وعثمان فرجف بهم فقال: { اثبت أحداً، فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان } [رواه مسلم].
* وعن حسان بن عطية قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- : (غفر اللَّه لك يا عثمان ما قدَّمتَ، وما أخَّرتَ، وما أسررتَ، وما أعلنتَ، وما هو كائن إلى يوم القيامة) [رواه أحمد].
* كان عثمان بن عفان أحد الستة الذين رشحهم عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- لخلافته ، فقد أوصى بأن يتم اختيار أحد ستة: (علي بن أبي طالب ، عثمان بن عفان ، طلحة بن عبيد الله ، الزبير بن العوام ، سعد بن أبي وقاص ، عبد الرحمن بن عوف) في مدة أقصاها ثلاثة أيام من وفاته ؛ حرصاً على وحدة المسلمين ، فتشاور الصحابة فيما بينهم ثم أجمعوا على إختيار عثمان - رضي الله عنه- وبايعه المسلمون في المسجد بيعة عامة.
* إستمرت خلافته نحو اثني عشر عاماً ، تم خلالها الكثير من الأعمال ، منها: نسخ القرآن الكريم وتوزيعه على الأمصار ، وإنشاء أول أسطول أسلامي في عهده لحماية الشواطيء الإسلامية من هجمات البيزنطيين ، واستمرار الفتوحات واتساع الدولة الاسلامية ، وتوسيع المسجد الحرام.
* في شوال سنة 35 من الهجرة النبوية ، رجعت الفرقة التي أتت من مصر وادعت أن كتابًا بقتل زعماء أهل مصر وجدوه مع البريد ، وأنكر عثمان - رضي الله عنه- الكتاب لكنهم حاصروه في داره ومنعوه من الصلاة بالمسجد بل ومن الماء ، ولما رأى بعض الصحابة ذلك استعدوا لقتالهم وردهم لكنه منعهم ، إذ لم يرد أن تسيل من أجله قطرة دم لمسلم ، لكن المتآمرين اقتحموا داره من الخلف وهجموا عليه وهو يقرأ القرآن ، وقالت لهم زوجه: "إِنْ تَقْتُلوهُ أو تَتْرُكوهُ فقد كانَ يُحْيِي الليلَ كلَّهُ في ركعةٍ يجمَعُ فيها القرءانَ" ، ثم أكبت عليه ؛ لتحميه بنفسها لكنهم ضربوها بالسيف فقُطعت أصابعها ، وتمكنوا منه - رضي الله عنه- فسال دمه على المصحف ، ومات شهيدًا ، (مات عثمان في شهر ذي الحجة في يوم جمعة ، بعد حصار دام شهرين ، وكان عمره 82 عامًا).
اللهم ارض عن عثمان بن عفان، واجزه الجزاء الأوفى؛ جزاء ما قدم للإسلام والمسلمين.