Jump to content
منتدى البحرين اليوم

غــــربة الأيـام


Recommended Posts

هلا دلعلع

 

تعرفين ليش ؟؟ لان اكثر من واحد اللي قاعد ينزل القصة

 

فصاير شوية لخبطة بس راحت احادث وايد مهمة من القصة شلون وافق عبدالله يتزوج ياسمين وسارة اكثر وحدة انا احبها في القصة اش صار فيها وليش ودوها طبيب نفسي؟؟

Link to comment
Share on other sites

  • Replies 253
  • Created
  • Last Reply

Top Posters In This Topic

هاااااااااااي

حصلت باقي القصة biggrin.gif

وبعد اذن الكل راح انزلها لان الاعضاء اكيد قاعدين على ناااااااااااااااااااااااااااااار

 

ان شاء الله عقب شوي راح انزلهاااا

 

 

انتظروووووني biggrin.gif

Link to comment
Share on other sites

اطالعه عبدالله ببرود ورد له مبارك نظرته بنظرة حادة .. وسهيل كان يشوف الوضع يتأزم جدامه ومب عارف شو يسوي.. وفي النهاية قرر يلجأ للوسيلة الاخيرة وقال للمحامي راشد سليمان: "ممكن اخوي تخلينا بروحنا شوي؟؟ "

مبارك: "لاء.. راشد يتم هني.. "

سهيل: "أبا ارمسكم انتو الاثنين بروحكم.."

مبارك: "اعتقد ما بجى شي نقوله.."

عبدالله: " أنا كنت ياي هني اتفاهم وياك.. وكنت اتمنى نحل هالمسألة بعيد عن المحاكم.."

مبارك: "لو كنت صج تبا تتفاهم ما بتهجم عليه في المكتب بهالطريقة.. وما بتقدم بلاغ على محاميه من دون ما تخبرني.."

عبدالله: " أهاااا... خلاص.. مثل ما قلت يا مبارك.. ما بجى شي نقوله او نتفاهم عليه.. (ووقف واطالع سهيل بحزن وهو يوقل).. ياللا يا سهيل.. نش خلنا نروّح.."

تنهد سهيل وهو يطالع مبارك بحزن ومبارك نزل عيونه عشان لا يواجه نظرته.. كان يحترم سهيل وايد بس هالمرة ما يقدر ينفذ كلامه او يراعي مشاعره. وقبل لا يطلع عبدالله وسهيل من المكتب.. وقف مبارك وقال: "عبدالله.."

التفت له عبدالله وعلى ويهه نظرة تساؤل..

مبارك: " اعتقد انه الثقة انعدمت من بيننا.. على الاقل من صوبي أنا.. تقدر تعتبر هالشراكة خلاص انتهت.. والأخ سهيل اكيد ما بيقصر وبيسجل هالشي في المحكمة.."

 

***

الساعة الحين وحدة الظهر وياسمين من عقب ما روحوا عنها أم أحمد وليلى ومن عقب ما دقت لعبدالله ألف مرة ولا حصلته وهي يالسة ع النت.. عبدالله وعدها يشتري لها كمبيوتر هالاسبوع وشيخة ما قصرت وعطتها اللاب توب الجديم مالها.. والuser name والباسوورد مالها.. وتمت ياسمين تتصفح المواقع وهي ما تعرف بالضبط على أي بر ترسي.. الجات مول ما عيبها ولا تعرف ليش شيخة متخبله عليه وكل يوم ادشه.. وحتى المنتديات حست انها ما تستهويها.. ياسمين ما تحب السوالف الثقافية ولا يهمها انها ترمس ناس ما تشوفهم ومعظمهم يهال من اللي يدشون الجات.. وعشان جي دشت واحد من مواقع البطاقات المشهورة في النت واللي كانت شيخة حاطتنه في المفضلة وتمت تتصفح البطاقات الموجودة فيه.. كان الموقع وايد حلو وياسمين عيبتها التصاميم الموجودة فيه وانبهرت بالدمج العجيب بين الصور والكلمات.. وكان خاطرها تعبر لصاحبة الموقع عن اعجابها بالبطاقات.. بس طبعا ما كانت تعرف شو تسوي.. واتصلت بشيخة اللي كانت توها ناشة من الرقاد وردت عليها بصوت خشن..

شيخة: "ألووو"

ياسمين: "صباح الخير.."

شيخة: "هلا والله صباح النور.. شحالج غناتي؟"

ياسمين: "الحمدلله انا بخيييير.. انتي شحالج؟؟"

شيخة: "تماام والله.. شو الاخبار؟"

فكرت ياسمين تخبرها عن سالفة الحمل ولا لاء.؟؟ بس في شي في داخلها منعها من انها تخبرها.. خصوصا انه ما تعرفها عدل للحين.. ولو انه شيخة تحب تتصرف وكأنها ربيعة ياسمين من زمان بس ياسمين ما يعيبها تاخذ وتعطي وياها وايد.. وللحين مرابعتنها بس عشان تبعد الملل عنها شوي..

ياسمين: "أنا يالسة ع النت.."

شيخة: "ههههههههه .. ما شالله عليج ما تظيعين وقت.."

ياسمين: "لا والله بس ملانة.. وما عندي شي اسويه.. وريلي بعده ما رد من الدوام.. عشان جي قلت ادش.."

شيخة: "ووين دشيتي؟ الجات؟"

ياسمين: "لا لا .. دشيت موقع بطاقات.. واااايد حلو.. اسمه موقع.............."

شيخة: "أهااا.. هالموقع غاوي دوم اطرش منه بطاقات لربيعاتي.."

ياسمين: "انزين شيخة بغيت أسألج.. "

شيخة: "امري غناتي.."

ياسمين: "أنا ابا اخبر صاحبة الموقع انه الموقع عيبني.. وين اسير؟؟"

شيخة: "ههههههههه وشله تكتبين لها؟؟"

ياسمين: "ما ادري..بس جي.. اباها تعرف انه الموقع عيبني.."

شيخة: "يا ويلي عالطيبة والبراءة..!!"

ياسمين: "هههههههه ما يخصه.. انزين بتخبريني ولا؟؟"

شيخة: "هى بخبرج.. سيري صوب مكتوب للتواصل معنا.. شفتيه؟؟"

ياسمين: "امممممممم.. هى شفته.. اهوس عليه؟؟"

شيخة: "هيه.. شو طلع لج؟"

ياسمين: "سجل الزوار.. معاينة.. توقيع.."

شيخة: "أوكى هوسي على توقيع.."

ياسمين: "أهااا.. طلع لي الاسم والبريد والرسالة.."

شيخة: "أوكى في الاسم اكتبي اسمج او لقبج.. "

ياسمين: "عادي اكتب اسمي؟؟"

شيخة: "كيفج.. انتي حرة .."

ياسمين: "امممم.. لا لا مب حلوة.. بحط لقب.. "

شيخة: "شو كتبتي اللقب؟"

ياسمين: "ياسمينة "

شيخة: "ههههههههه شو الفرق؟؟"

ياسمين: "ما فيه افكر بلقب.. انزين وعند البريد شو احط؟؟"

شيخة: "حطي بريدي.. (ونقلتها شيخة ايميلها).. المرة الياية يوم بجوفج بعلمج شقايل تسوين لج ايميل.."

ياسمين: "أوكى خلاص.. وعند الرسالة اكتب اللي اباه صح؟"

شيخة: "هى.."

ياسمين: "انزين ياللا مشكورة.. باي.."

شيخة: "افااا.. بتبندين؟؟"

ياسمين: "هى عقب بدق لج.."

شيخة: "أوكى اترياج.."

بندت ياسمين وهي تتأفف.. مول ما كانت اداني شيخة بس مجبورة اتم وياها مالها غيرها هني في العين.. وردت افكارها ع الموقع اللي جدامها وعصرت مخها لين طلعت كلمات شكر وتقدير لصاحبة الموقع وطرشتهن حقها.. وعقب دقايق ملت وبندت النت وردت اللاب توب في شنطته وسارت تحت تطالع التلفزيون..

 

***

في السيتي سنتر في دبي .. وبالتحديد في المجرودي.. كانت مريم يالسة ويا منصور يشربون hot chocolate عقب ما حست مريم انها شبعت من كثر الكتب اللي اشترتهن.. وكانت تدري انه منصور رغم مشاغله يايبنها هني عشان تستانس وقدرت له هالشي وايد.. ومنصور كان بعد وايد مرتاح لأنه مريم اليوم حالتها وايد تحسنت عن الاسابيع اللي طافن وتمنى انه اللي بيقول لها اياه ما بيأثر على مزاجها ..

منصور: "مريامي؟؟"

مريم: " عونك.."

منصور: "عانج ربج غناتي.. بغيت اخبرج بموضوع.. وقبل لا تعرفينه.. تأكدي انج مب مجبرة تردين عليه الحين وحتى مب لازم تردين .. اذا تبين اطنشين الموضوع عادي طنشيه.. خلاص؟؟"

مريم (وهي تطالعه باستغراب): "أوكى شو هالموضوع؟؟"

منصور: "واحد من ربعي... رمسني امس.. وو.. يبا يخطبج.."

كان منصور يرمس ومع كل كلمة يقولها يطالع الانفعالات اللي على ويه اخته مريم.. بس ملامح ويهها كانت غير مقروءة .. وتمت تطالعه بنفس النظرة ولا كأنها سمعت شي وفجأة ابتسمت وضحكت بنعومة..

منصور: "ليش تضحكين؟؟"

مريم: "ربيعك هذا تخبل؟؟ وانته يا منصور المفروض كنت ترفض من دون ما ترمسني.."

منصور: "وليش ارفض؟؟"

مريم (باستخفاف): "منصور الحين انا ويه زواج؟؟"

منصور (بثقة): "هى نعم والف من يتمناج.."

مريم: "في نظرك انته بس.."

اطالعها منصور والابتسامة تختفي من ويهها وقالت له وهي تركز نظراتها عليه: "خل ربيعك يدور له وحدة تنفع تكون له زوجة.. مب وحدة بيتم يخدمها ويهتم فيها لآخر يوم في حياتها.."

تنهد منصور بحزن وكان باين عليه انه معصب ومريم اجبرت نفسها انها تبتسم وقالت له: "قوم خلنا نسير نتغدى.. تراني من الخاطر يوعانة.."

منصور (بدون نفس): "ياللا قومي.."

اطالعته مريم بدلع وقالت وهي توقف: "لا ترمسني جي.."

منصور (يبتسم): "ان شالله.. ياللا غناتي نسير نتغدى.."

مريم: "هى جي احسن.."

وطلعوا اثنيناتهم عقب ما دفع منصور الحساب وساروا يدورون لهم مطعم غاوي يتغدون فيه..

يوم رد عبدالله البيت الساعة ثنتين ونص كانت ياسمين تتمشى في الحديقة وهي خلاص تحس انه صبرها نفد.. تبا تخبره الخبر الحلو بسرعة ومقهورة منه لأنه تيلفونه للحين مغلق.. عبدالله وايد كان متكدر وأعصابه تعبانة.. وكل اللي يبا يسويه هو انه يرقد ويكون بروحه.. يبا يفكر عدل وبهدوء بكل الأحداث اللي استوت له اليوم الصبح عشان يعرف يقرر شو يسوي بخصوصهن.. بس كان لازم يعترف لنفسه انه منظر ياسمين وهي واقفة تترياه في الحديقة وعيونها تطالعه بنظرة حادة ولابسة جلابيتها الزرقا اللي يموت فيها خلاه يبتسم من خاطره وينسى ولو للحظة المشاكل اللي يعاني منها..

وقبل لا يوصل لها اقتربت منه ياسمين وحطت اياديها على خصرها وقالت : "ممكن اعرف ليش تيلفونك مغلق من الصبح لين الحين؟؟"

عبدالله: " هههههه فديت روحج تيلفوني مفضي نسيت اجرجه امس.. جان اتصلتي ع المكتب.."

ياسمين: "اتصلت بس هالسكرتيرة الحيوانة قالت لي انك مب موجود.."

عبدالله (وهو يحط ايده على جتفه ويمشي وياها لباب الصالة): "هى انا اليوم وايد كانت عندي اشغال برى الشركة..سويت جولة على ال.."

ياسمين: "مابا مابا مابا اسمع عن الشركة..!!.. أنا عندي خبر وايد مهم.."

عبدالله: "شو هو؟؟ "

بطلت له ياسمين الباب وقالت: "دش بخبرك ما ينفع هني.."

دش عبدالله وهو يتنهد بتعب ويلس ع القنفة ويلست ياسمين على ريوله واطالعته بدلع وقالت: "عبادي انته اليوم لازم تكون اسعد انسان في الدنيا.."

عبدالله (باستهزاء): " هييييييه اكيييد!!"

ياسمين: "أوووهووو.. أنا ما يهمني شو استوى في الشغل.. هني البيت.. يعني جو ثاني.. لا تخرب عليه فرحتي!!"

عبدالله: "هههههههه... خلاص خلاص فديتج ما بنخرب عليج فرحتج.. ارمسي.. شو هالخبر اللي مخلنج مفرفشة جي اليوم.."

ياسمين: "عبااااااادي.. أنا....حاااااااااامل.. "

محد في هالدنيا يقدر يتصور السعادة اللي غمرت أحاسيس عبدالله في هاللحظة.. سعادة خلته ما يشوف ولا يحس بأي شي حواليه.. غير هالانسانة اللي منحته أغلى أمنية على قلبه.. وحققت له حلم كان يراود قلبه من سنين.. كل الهموم اختفت وكل المشاكل والمشاغل انركنت على صوب جدام هالخبر اللي بالفعل خلاه اسعد انسان في الدنيا في هاليوم..

You will Always Remember this.. as the day you ALMOST caught Jack Sparrow"

 

بهالجملة خلص فلم Pirates of the Caribbean اللي كان مايد يالس يتابعه هو ومترف في الميلس في بيتهم.. وعقب ما خلص الفلم نقز مايد من مكانه وفي ايده عصا وفي نفس اللحظة وقف مترف وهو يصرخ ويصوب العصا اللي في إيده صوب مايد : "أين ستهرب مني أيها القرصان ؟؟ سوف أقطعك إربا إربا وأرمي بلحمك لأسماك القرش المفترسة!!"

مايد (وهو يعفس ويهه ويحاول يخلي نظرته شريره): " لن تتمكن من النيل مني أيها البحار.. ها ها ها.. سوف أيوّدك بيديه هاتين وافرّك في البحر لتغرق وحيدا بائساً"

مترف ما تحمل وانفجر من الضحك .. : "إييييييييه شو هاللغة الخربانة؟؟"

مايد: "ههههههه تعال نشوفه مرة ثانية.. والله عجيب الفلم"

مترف: "لا لا بسنا.. شفناه مرتين.. يكفي.. أنا مب ياي هني عشان انحبس في الميلس قوم بنسير نهيت في العين مول.."

مايد: "امممم الهياتة خلها حق عقب المغرب.. تعال الحين بنسير نزيغ قوم ساروه احيدهم يلعبون في الحديقة صوب المسبح.."

مترف (بتردد): "وين تبا؟ وأختك؟"

مايد: " لا لا محد أختي سارت عند ربيعتها.. وما بترد إلا عقب المغرب. .الساعة الحين أربع ونص بعده وقت قوم ياللا والله وناسة بنزيغهم..هي هي هي.."

مترف (وهو يبتسم ابتسامة شريرة): " ياللا .."

 

طلع مايد ويا مترف من الميلس وكل واحد شال عصاته في ايده وسارو صوب الحديقة.. اليوم مترف فاجأ مايد ويا يزوره في العين.. اتصل به وقال له انه عند باب بيتهم ومايد طار له بسرعة عشان يشوفه لأنه صج كان متوله عليه.. وأيامه هالكورس في المدرسة وايد مملة ومالها طعم من دونه.. واليوم يوم شافه حس انه كل الشطانة اللي فيه ردت له وكل الخمول اللي كان فيه هاليومين راح عنه.. وهم في دربهم للحديقة كان مايد سرحان وأفكاره غصب ردته للصورة اللي شافها في موبايل ربيعه ومب عارف كيف يتصرف بخصوصها .. وفي هاللحظة سأل مترف مايد: "شو أخبار مانع؟"

مايد: "للحين نذل.. وطول عمره بيتم نذل.."

مترف: " ليش سوالك شي بعد؟؟"

مايد: "يخسي الا هو.. من هذاك اليوم اللي ظربته فيه وهو ما يتجرأ يحط عينه في عيني.."

مترف: "ههههههه... "

مايد: " بس بعدني مب مطمن له.. "

مترف: " ما عليك منه.. كلها سنتين وبتفتك من المدرسة وصدعتها.."

مايد: " صدقت.."

 

سارة وأمل وخالد كانوا يالسين في الحديقة صوب المسبح.. وشكلهم صج مشغولين.. مسوين دائرة وفي نصهم جدر صغير وعلبتين حليب مركز وثلاث اجياس جوز الهند .. وأدوات تشكيل البسكويت على شكل نجمة وقلب ومربع ودائرة ومثلث ووردة.. وخالد يايب الحمسة مالته في حوضها الصغير وحاطنها حذاله ويطالع خواته اللي قررن اليوم يسون حلاوة جوز الهند اللي شافن طريقتها على قناة سبيس تون.. وليلى قبل لا تسير بيت موزة رفعت شعورهن فوق وربطت لهن اياه بسكارفات وردية كانت عندها وعطتهم قفازات بلاستيك عشان النظافة وهم يشتغلون ووصتهم على خالد وسارت..

بطلت سارة واحد من الاجياس اللي حذالها وصبت جوز الهند في الجدر.. واطالعت أمل وهي تقول: "أنا بحط جوز الهند.. وانتي صبي الحليب.. وخالد.. انته حركهم عشان يستوون عجينة.."

أمل + خالد: "أوكى.."

صبت سارة جوز الهند وسووا أمل وخالد نفس ما قالت لهم اختهم .. وشوي شوي ابتدت العجينة تتماسك وارتسمت البسمة على ويوههم وهم يحسون بنشوة الانتصار..

أمل: "الله!!!.. استوت!!.."

سارة: " نحط بعد حليب؟؟"

أمل: "لا لا .. هم قالوا بس علبتين.."

سارة: "ياللا هاتي ادوات التشكيل.."

خالد: "عادي اعطي سلحفاتي؟؟"

اطالعته أمل بنظرة حادة وقالت وهي تشدد على كل كلمة: "لاء.. هذا أكل أوادم.. حمستك الوصخة هاذي أكلها حشيش!!"

خالد (وهو مبوز): "ما اطيع تاكله.. وحتى الخس ما تباه.. انزين بس بعطيها حبة وحدة..!!"

بكل هدوء سوت له سارة كرة صغيرة من جوز الهند وعطته عشان يعطي الحمسة وأمل تمت مقهورة بس سكتت وكملت شغلها.. وفي داخلها تتحلف لهالسلحفاة اللي من يوم يابها خالد وهي منأرفة منها.

أمل: "بعدين شو نسوي نحطها في الفرن؟؟"

سارة: "هم قالوا عادي جي ناكلها.. بس نحطها في الثلاجة عشان تتماسك أكثر.."

أمل: " أوكى.."

 

في هاللحظة.. ومن دون سابق انذار هجم عليهم مايد ويا مترف من ورا الشير وهم يصرخون :" هجوم القراصنة!!"

تمت أمل مبطلة عيونها وعقب ما استوعبت الموقف صرخت ونشت بسرعة هي واخوانها وكل حد يشل أغراضه وياه.. بس مايد ومترف كانوا اسرع وشلوا عنهم الجدر وحوض السلحفاة.. ووقف مترف يطالعهم ويبتسم.. صار له شهرين مب شايفنهم وفي هالفترة القصيرة تغيروا وايد.. أمل ماشالله كل مرة يشوفها فيها يحس بها تطول أكثر ووزنها يزيد.. والحين وهي تطالعه وتبتسم غمازاتها كانت وايد واضحة وشكلها وايد كيوت.. وخالد ويهه بعده متورد من الحروق اللي كانت فيه وعيونه وايد ناعسة .. بس سارة هب اللي صج جذبت انتباه مترف.. هالطفلة كل ما يشوفها ينبهر ويتم في داخله يسمي عليها بالرحمن عن يحسدها.. جمالها مب طبيعي وشعرها اللي تعود يشوفه مبطل، الحين رافعتنه ورابطة سكارف وردي على راسها ولونه منعكس على بشرتها الصافية.. وعيونها اللي نادرا ما يشوف البسمة توصل لها هالمرة كانت تطالعه بسعادة حقيقية وهالشي خلاه يبتسم لها من الخاطر..

خالد (بعصبية): "ردوا سلحفاتي!!!.. ميود ردها.."

مايد: " جااب ولا كلمة .. ما ابا اسمع نفس.. انتو رهائن عندنا وهالحلاوة هي الكنز.. ولازم ناخذه.. والسلحفاة بعد"

أمل (وهي مستانسة ): " وشو بتسوون فينا؟ بتذبحوننا؟؟"

مترف: "بنوديكم السجن.."

اطالعه مايد باستغراب:" ليش القراصنة عندهم سجن؟؟"

مترف (وهو يبتسم بخبث) : "وهم شو دراهم؟؟ تعال نسجنهم.."

بس اللحظة اللي رمسوا فيها هم الاثنين عطت خالد وأمل وسارة الفرصة انهم يشردون وفي ايدهم الصينية اللي شكلوا فيها الحلاوة.. ومايد على طول ركض وراهم وهو يزاعج عليهم: "وقفوا!!.. ما يستوي تشردون انتو رهائن عندي!!!.."

مترف في البداية تردد انه يدش وياه الصالة من باب الحديقة الزجاجي بس عقب قال بما انه اخته العودة محد .. يعني عادي وركض وراهم داخل.. بس أول ما وصل عند الدري تفاجئ بطفلة أول مرة يشوفها وهي يوم شافتهم راكضين فوق فرت نعالها ع الارض وركضت وراهم.. ودزت مترف وسبقته ع الطابق الثاني.. ومترف وحليله فقط ويهه ورد ويلس تحت في الصالة..

 

***

 

في مكان ثاني من العين.. وجدام باب الفيلا اليديدة اللي كان عبدالله باننها لياسمين.. كان عبدالله موقف سيارته ويطالع ياسمين اللي كانت مغمظة عيونها ومبتسمة وقلبها يدق بسرعة من الاثارة اللي حاسة بها.. وعبدالله عيبه شكلها وتم يطالعها ثواني قبل لا يبطل باب السيارة وينزل ويبطل الباب من صوبها ويمد لها ايده عشان تنزل وهي بعدها مغمظة عيونها وتضحك ..

وعقب ما اتأكد انها مواجهة الفيلا جان يقول لها: "ما بتبطلين عيونج؟؟"

ياسمين: "أبطل؟؟"

عبدالله: "هى بطليهن..وشوفي المفاجأة.."

بطلت ياسمين عيونها واطالعت الفيلا وهي مب مستوعبة اللي يصير.. كان اللي جدامها قصر.. الحديقة وايد عودة.. والبوابة حديدية سودا ومزخرفة بشكل رائع.. تنفست ياسمين بشكل متقطع وحطت ايدها على قلبها واطالعت عبدالله اللي كان واقف حذالها يراقب كل ردة فعل تطلع على ملامحها ويبتسم لها بحنان.. ومن دون ما تسأله عرفت.. عرفت في داخلها انه هالقصر قصرها.. وانها هي الاميرة اللي بتعيش في داخله.. كانت هاي أكبر وأعظم هدية ممكن انه ياسمين تتخيلها.. ومشت ببطئ باتجاه البوابة وقلبها يدق بعنف.. وعبدالله كان يمشي وراها..

 

دشت ياسمين الحديقة اللي كانت النافورة في نصها.. وعلى الجوانب احواض المفروض يكون فيها ورد بس بعده ما انزرع والشجيرات الصغيرة اللي توهم زارعينها.. وعلى اليمين الميالس وع اليسار ملاحق.. وغرفة أكيد بتكون للزراع يحط فيها اغراضه.. ومشت مسافة طويلة لين وصلت لباب الصالة وبطلته.. وأول ما دشت حطت ايدها على حلجها وهي مب مصدقة.. الفيلا كانت فخمة لأبعد الحدود.. الأثاث من أرقى ما يكون وعمرها ما تخيلت او دشت مكان بهالفخامة.. وغصبن عنها نزلت الدموع من عينها وهي واقفة حذال طاولة عودة في نص الصالة عبارة عن حوض من الاسماك الذهبية .. وقبل لا تكمل باجي الاثاث التفتت وراها وشافت عبدالله واقف يتأملها وعلى ويهه ابتسامة رضا..

ياسمين اقتربت منه بسرعة وحظنته حيل وهي تقول له : " حبيبييييييييييي... والله روعة روعة روعة الفيلا عمري ما تخيلت اني بسكن في مكان بهالروعة.. فديت روحك الله لا يحرمني منك ان شالله.."

وقبل لا يرد عليها باسته بسرعة على خده وركضت صوب الممر وهي تفر عباتها على القنفة وتقول له: "بسير أشوف الغرف كلها.. تعال عبادي تعال!!!"

 

عبدالله ما رد عليها.. حس انه صوته راح.. وهو يتذكر خيالات جديمة وصور لماضي رد يتكرر جدام عينه من أول ويديد.. قبل ثلاثة وعشرين سنة.. كان واقف في وسط الصالة في فيلا تشابه هالفيلا وجدامه حبيبة قلبه وعروسه نورة.. نفس فرحة ياسمين كانت في عيون نورة.. ونفس الحركة اللي سوتها نورة يوم فرت عباتها وركضت تشوف باجي الغرف تكررت اليوم جدام عينه بس بدل نورة كانت اللي جدامه ياسمين.. ويا كبر الفرق اللي بين هالثنتين.. نورة .. يااااااااه شكثر كان يحبها.. مجرد انها تبتسم له كان يخليه يحس انه ملك الدنيا وما فيها.. وقبل لا يطلب منها الشي كانت تسوي له اياه كأنها تحس به وتفهمه من نظرة عيونه.. مع انها كانت وايد تتعب ومع انه ما عاش وياها إلا شهر بس خلته يحس انه أكثر ريال محظوظ على وجه الكرة الأرضية.. بس بعد ياسمين منحته شي كان طول عمره يتمناه.. شي حتى نورة ما قدرت تعطيه اياه.. أخيرا بيكون أبو وبيحس بطعم انه يكون عنده عيال يحبهم وعايلة حقيقية ومتكاملة..

" عبادي تعال ليش يلست هني؟؟"

صوت ياسمين وشعرها الذهبي اللي طاح على جتفه خلاه يرد للحاظر ويخلي أشباح الماضي وراه.. بس هالذكرى هزته بنعف وحتى الابتسامة اللي ابتسمها لياسمين وهو يوقف ويمشي وراها كانت ابتسامة باهتة مالها أي معنى

في مبنى مسرح البلدية.. كانت ليلى وموزة واقفات في نص قاعة المعارض يطالعن التجهيزات حق المعرض اللي بيفتتحونه باجر.. والدريول اشفاق يترياهن برى متى ما خلصن بيظهرن له عشان يروحن.. كل شي كان مرتب والعمال اللي استأجرهم عبدالله لبنت اخوه كانوا مب مقصرين .. لوحات موزة خذت المساحة الأكبر من القاعة وكانت بتعرض 12 لوحة للبيع ولوحتين بس للعرض.. وفي زاوية صغيرة ع اليمين كانت ليلى تعرض 4 من الصور اللي تحس انها ابدعت فيهن.. ومع انها مول ما كانت متوقعة انه حد يشتريهن بس مجرد فكرة العرض كانت تخليها تحس بالإثارة..

موزة: "خبرتي مايد عشان يوقف هني باجر في الافتتاح؟"

ليلى: "ما طاع الهرم.. محمد وعدني يشرف ع المعرض في أول يوم بس باجي الايام ما اعرف شو بنسوي.."

موزة: "بشوف ابويه اذا بيطيع.."

ليلى: "هههههه عمي سهيل؟؟ معقولة؟؟"

موزة: "أدريبه ما بيرضى بس بحاول وياه.. يعني أول شي ما يخليننا نحن نشرف ع المعرض وبعد ما يبا يساعدنا؟؟"

ليلى: " الله يستر.. أهم شي الافتتاح باجر يكون اوكى.."

موزة: "لا تحاتين.. ربيع ابويه شخصية وايد مهمة.. ووعده باجر هو اللي يفتتح المعرض.."

ليلى: "حلو والله.. بيسوي لنا دعايا.."

موزة: "على طاري الدعايا شفت الاعلان اليوم في الجريدة بصراحة ومن دون مجاملات غناتي صج عيبني.. وعمج ما شالله ما قصر مخلنه في الصفحة الأولى وماخذ نص الصفحة بعد.."

ليلى: "عمي وايد مستانس على سالفة المعرض وحليله مول ما يقصر.. "

موزة: "وكم يوم بينزلونه في الجريدة؟؟"

ليلى: "عمي منزلنه في ثلاث جرايد لمدة ثلاثة ايام.. "

موزة: "والمعرض مدته اسبوع.. اممم حلو.."

اقترب منهم واحد من العمال في هاللحظة وخبرهم انهم خلصوا شغل.. واقتربت موزة من اللوحات عشان تتأكد انهم ما عفسوهن أو خربوا شي منهن وعقب اطالعت ليلى وهي تبتسم..

موزة: " خلاص الظاهر انهم خلصوا شغلهم .. وين نسير الحين؟؟ بيتنا ولا بيتكم؟"

ليلى: "لا .. نسير بيتكم احسن.. أبا اسلم على امج.."

موزة: "خلاص.. ياللا.."

وفي السيارة كانت موزة مرتبكة وقالت عقب تردد..:"ليلى؟"

ليلى: "ها حبيبتي؟"

موزة: "أنا طرشت له بطاقة دعوة.."

ليلى: "منو؟"

موزة (بهمس): "مبارك.."

ليلى: "نعم؟؟ بطاقة دعوة حق المعرض؟؟"

موزة: "هى.. طرشتها على بريد شركته.."

ليلى: "بإسمج؟؟"

موزة: "لا... بدون اسم.. ليلى زعلتي؟؟"

ليلى: "شو هالخبال يا موزة ؟؟ هذا تصرف تتصرفينه؟؟"

موزة: "انزين شفيها؟؟ هو ما بيعرف منو اللي مطرش له البطاقة.."

ليلى: "انزين خلاص غيري هالموضوع ما فيه اشفاق يسمع ويخبر عمي.. اول ما بنوصل البيت بنتفاهم.."

موزة: "يعني زعلتي؟؟"

ابتسمت لها ليلى بحنان وقالت: "وانا اقدر ازعل عليج؟؟"

شيخة كانت في عالم ثاني.. هالانسان المجهول اللي يكلمها على المسنجر قدر في اسابيع معدودة يستحوذ على كل افكارها ومشاعرها.. حتى مروان اللي كانت تموت فيه خلاص طبته وما عادت تكلمه .. واللي صج استغربت منه شيخة انها ما عادت تهتم انها تتعرف على حد يديد.. بس هو اللي صار محور حياتها كلها..

 

شيخة الحور: "متى بسمع صوتك؟"

UnderCover : "جريب ان شالله.."

شيخة الحور: "معقولة مب متلهف انك تسمع صوتي؟؟"

UnderCover : "أكيد حبيبتي.. بس كل شي في وقته حلو.. بيي الوقت اللي انا بشبع فيه منج.. وانتي بتشبعين مني.."

شيخة الحور: "ما اظن في يوم من الايام اشبع منك.. أنا ارمسك هني بالساعات واحس اني بعدني متولهة عليك.."

UnderCover : "فديتج والله.. !!"

شيخة الحور: " انزين ع الاقل قول لي شو اسمك.. صار لي ثلاث اسابيع وانا مسمتنك على كيفي.. (جاسم).. مع اني متأكدة انه اسمك وايد احلى.."

UnderCover : "امممم.. جاسم بعد حلو.."

شيخة الحور: "يعني ما بتخبرني شو اسمك؟؟"

UnderCover : "خليني افكر.. اممم.. لاء.. يكفي اني انا اعرف اسمج بالكامل.. "

شيخة الحور: "تعرف؟؟ ساعات احس بالخوف منك.. "

UnderCover : "مني انا؟؟ "

شيخة الحور: "هى.."

UnderCover : "تبين الصراحة؟؟ يحق لج تخافين.. انتي بس لو تعرفين الأفكار اللي في راسي بيشيب شعر راسج.."

حست شيخة انه شعر ويهها وقف من الخوف.. كلماته مول ما كانت اطمن وكتبت له بسرعة: "شو قصدك؟؟"

UnderCover : "مب مهم شو قصدي.. خبريني شواخي.. حبة الخال اللي في رقبتج .. طبيعية ولا بس وشم؟؟"

شهقت شيخة من الصدمة وهي تحط ايدها على خبة الخال اللي في رقبتها.. مستحيل هالانسان ما يكون يعرفها.. مستحيل.. ويت في بالها الف فكرة وفكرة.. منو هذا.. ليكون بس فهد؟؟ ولا واحد من اخوانها ويبا يختبرها.. وقبل لا تسأله هالسؤال اكتشفت انه سوى log off وتمت تطالع الشاشة بحيرة وهي مب عارفة شو تسوي..

تمت شيخوه اون لاين 3 ساعات تتريا المجهول يدش المسنجر ويرمسها بس الظاهر انه خلاص ما بتشوفه اليوم.. كانت ميتة من الخوف تبا تعرف منو هذا وليش تعرف عليها بهالطريقة الغامضة؟؟ وشو بيستفيد من هالحركات اللي يلعوزها بها؟؟ ومن خوفها اتصلت باخوانها الكبار كلهم وكانت ترمسهم بكل حذر بس كلهم كانوا يرمسونها بشكل طبيعي .. حتى مروان اتصلت به رغم إنها استوى لها أسبوعين من آخر مرة رمسته فيها وبعد كان يرمسها عادي وأصلا مروان غبي مستحيل يكون عنده طولة البال هاذي ويقدر يخدعها.. ما بجى إلا فهد.. وهو اللي اتصلت به شيخة الحين.. وعقب ما رن التيلفون فترة طويلة وانقطع ردت واتصلت مرة ثانية وثالثة لين رد عليها فهد وكان مبين من صوته انه راقد..

فهد: "ألو؟؟"

شيخة (بدلع): "هلا حبيبي.."

فهد: "غريبة!!"

شيخة: "ههه شو الغريب؟"

فهد: "أحيدج زعلانة.. وأحيد انج يوم تزعلين ما تتصلين ولا حتى تردين على مكالماتي.."

شيخة: "شو أسوي فديتك تولهت عليك.. وبعدين أنا كبرت على سوالف اليهال هاذي.."

فهد: " فديت روحج.. شخبارج ؟"

شيخة: "الحمد لله حبيبي.. شو ؟ كنت راقد؟؟"

فهد: "هى والله رديت من الدوام هلكاااان.. ورقدت حتى من دون لا اتغدى.."

شيخة :"أهااا.. عيل سوري حبيبي خربت رقادك.."

فهد: "لا لا عادي امبوني بنش الحين.. عشان اصلي العشا.."

شيخة: "بعده ما أذن حبيبي.. رد ارقد ويوم بيأذن بدق لك وبوعيك للصلاة.."

فهد: "بتسوين خير الصراحة.."

شيخة: "خلاص عيل .. Sweet Dreams "

فهد:" باي حبيبتي.."

بند فهد وتنهدت شيخة براحة.. فهد مبين انه صج كان راقد.. تعرف صوته يوم يكون ناش من الرقاد وما تعتقد انه ممكن يمثل عليها.. أصلا هو ما يعرف لسوالف النت ولا يداني الكمبيوتر..يا ربي!! عيل منو هذا اللي يرمسها ع المسنجر ويعرف أدق تفاصيل ملامحها؟؟

ومن ظيجتها حست انها بتختنق وتمت ادور في موبايلها على أرقام ربيعاتها .. ما بجى لها حد .. كلهن ابتعدن عنها.. اللي راحن يدورن مصالحهن في مكان ثاني.. واللي عرسن وخلاص ما يبن يرمسنها.. ما بجالها إلا ياسمين.. هي الوحيدة اللي تروم ترمسها .. عشان جي دقت لها..

 

ياسمين في هالوقت كانت في بيت عبدالله الجديم يالسة تحط ثيابها في الشنطة لأنها قررت إنها من باجر بتبدا تنتقل لقصرها اليديد.. خلاص الحياة في هالبيت استوت ما تنطاق.. وبالمقارنة مع الفخامة اللي شافتها في فيلتها اليديدة ، صارت تشوف هالبيت صغير وباهت جنه كوخ.. ويوم رن تيلفونها وشافت انه شيخة هي اللي متصلة ردت وهي تبتسم.. هاي فرصتها عشان تخق عليها..

ياسمين (بدلع): "ألووووووووووه.."

شيخة (وهي تتصنع الفرح): "مرحباااا.."

ياسمين: "مرحبتين.. كيفك شيخة؟"

شيخة: "أنا منيحة انتي كيفك.؟؟"

ياسمين: "منيحة يختي.. شواخي!!!!.. ما بتصدقين اللي استوى!!"

شيخة: "شو استوى؟"

ياسمين: "عبادي اليوم فاجأني من الخاطر!!"

شيخة: "والله؟ شقايل؟"

ياسمين: " طلع باني لي فيلا عووووووودة ومأثثنها وكل شي.. هدية حقي انا!! واليوم وداني هناك وصج تفاجأت. . باجر بنقل كل اغراضي وخلاص بنسكن هناك.."

شيخة (بدون نفس): "أهاا.. حلو.. مبروك.."

ياسمين: "الله يبارك فيج!!.. حلوة المفاجأة صح؟؟"

شيخة: "هى وايد حلوة.. بصراحة انتي محظوظة بعبدالله (وفي خاطرها تقول مالت عليك يا فهد).."

ياسمين: "فديته مول مب مقصر ويايه.. ما بتين تشوفينها؟؟"

شيخة: "أكيييد باي.. هاي ما يبالها كلام.."

ياسمين: "يااااي..!!!!"

شيخة: "انزين شو رايج تعزميني بهالمناسبة..؟؟"

ياسمين: "cool .. بس وين؟؟ ومتى؟"

شيخة: "وين هاذي خليها عليه أنا .. أعرف وايد مطاعم راقية.. ومتى؟؟ ما يبالها كلام.. ألحين طبعا..!!"

ياسمين: "ألحين صعبة شوي.. أنا وايد مشغولة وعبدالله اليوم متظايج وما بيطلع.. شو رايج نخليها باجر؟"

شيخة: "وليش مب الحين؟؟ أنا ملانة!!"

ياسمين: "انزين اطلعي ويا وحدة غيري اليوم وباجر اطلعي ويايه.. "

شيخة: "اااه.. خلاص اوكى... نتلاقى باجر.."

ياسمين: "عاد انتي مري عليه أنا ما عندي موتر.. "

شيخة: "ما عليه بنتفاهم عقب ان شالله.. "

ياسمين: "أوكى.. باي.."

شيخة: "باي.."

ويوم بندت عنها ياسمين تنهدت شيخة بملل وتمت تفكر شوي وعقب اتصلت بمروان..

مروان: "هلا وغلا.. "

شيخة: "مرواني انته مشغول؟؟"

مروان: "أفضي عمري عشانج.."

شيخة: "خلاص مر عليه أنا ملانة أبا اطلع.."

مروان: "أحلى كلام.. وين بشوفج..؟؟"

شيخة: "في المكان المعتاد.. بند ليتات الموتر يوم بتدش الفريج اوكى؟؟"

مروان: "اوكى.."

شيخة: "ياللا باي.. لا تتأخر.."

مروان: "ثواني وبكون عندج يا قمر.."

بندت عنه شيخة ونشت بسرعة تتلبس .. بتخليه يوديها العين مول.. وبتتنقب عشان محد يعرفها.. بس أهم شي تعدي دائرة الخطر واللي هي الصالة اللي أكيد صالحة معسكرة فيها.. ومزنة العلة محد عشان تسليها وتشغلها عنها.. وتمت شيخة تفكر.. شو بتسوي الحين؟؟ بس ما كان له داعي تشغل بالها لأنها وهي توايج من الدريشة شافت صالحة متلبسة ووياها حرمتين وكلهن ركبن السيارة وطلعن ويا الدريول .. وضحكت شيخة من خاطرها وهي تنزل بسرعة وتطلع من الباب الصغير اللي في الطرف الثاني من البيت.. متجهة لموعدها ويا مروان..

 

***

في هالوقت في بيت أحمد بن خليفة كان مايد في الميلس هو ومترف عقب الحشرة اللي سووها ويا اليهال في البيت.. وكانوا متزهبين بيسيرون يلفون شوي في العين مول وبيتعشون هناك.. و كانوا يتريون الدريول إشفاق يمر عليهم ويوديهم.. مايد كان يلعب بموبايله ويغني بصوت واطي ومترف كل شوي يسكت ويرد يضحك..

مايد: "بس عاد مصختها!!.. "

مترف: "ههههههههه .. ما اروم والله ميود كل ما أتذكر شكلها اضحك..ههههههههه"

مايد: "ترى مزنة من هليه وما ارضى عليها.. صح انها عقربة ولسانها طويل بس بعد ما تهون.."

مترف: "سوري ميود والله مب قصدي بس ههههههههههههههههه... شو مب قصدي؟ والله انها تستاهل .. كانت تبا تعقني من فوق الدري بس الله رواها !!"

ميود: "هههههههه.. مزنوه الهرمة مب هينة.. طالعة على العفريتة العودة يدوتها.."

اللي صار انه قبل ساعة يت مزنة عشان تلعب ويا سارة بس من اللحظة اللي وصلت فيها وهي عافسة البيت فوق راسها.. ومترف وحليله كان يبا ينزل تحت وتفاجئ بها تركض صوبه تبا ادزه وتعقه من فوق.. وبكل بساطة ابتعد عن دربها وخلاها اطيح عشان يبرد فواده .. من يوم شافها وهو مقهور منها..

مترف (وهو يرمس مايد): " بس انته مب طبيعي .. كل شوي تسرح.."

مايد: "أنا؟؟ ما فيني شي.."

مترف: "انزين عادي مب لازم تخبرني.."

مايد: " عادي لو فيه شي بخبرك.. "

مترف: "أهم شي طمني... انت ما تحب.. صح؟؟"

مايد: "أحب شو؟"

مترف: "شو يعني؟ بنت طبعا!!"

مايد: "ههههههه شو هالسؤال الغبي؟؟ أنا بعدني صغير على هالسوالف.."

مترف: "عادي نص ربعي عندهم حبايب.."

مايد: " وهاذيلا ناس ترابعهم؟؟ "

مترف: "كل الشباب الحين جي.. يعني غصب برابعهم .. ولا تباني ايلس طول الوقت بروحي"

مايد: "يقول لك {راعي الردى يا خوك بالك تخاويه.. من رفقته لازم تشوف البلاوي.. عليك باللي يرفع الراس طاريه.. وإن ما حصل.. ما هو ضروري تخاوي..} ولا انته شو رايك؟؟"

مترف: "يا سلاااااااااااااام... من متى الاخ استوى شاعر؟؟"

مايد: "هههههه لا شاعر ولا شي.. بس من كثر ما عمي عبدالله يعيد هالمقطع عليه حفظته.. كل ما يشوفني يعطيني محاظرة .. يتحراني أول ما بشوف وحدة في المول بعشقها"

 

رن موبايل مايد وكان اشفاق اللي متصل وطلع هو ومترف من الميلس وساروا صوب الباب بس قبل لا يطلعون دش محمد ويت عينه في عين مايد قبل لا يسلم على مترف ومايد تم يطالعه بنظرة باردة.. من أمس وهم ما يرمسون بعض ومحمد يحس انه مول مب مرتاح لهالوضع.. تعود على مايد وتعود كل يوم يسولف وياه.. واليوم يبا يخبره انه رمس منصور عشان يخطب مريم.. بس بعد ما يبا يحسسه انه سوا هالشي نتيجة للحوار اللي دار بينهم أمس.. يباه يعرف انه هالشي هو اللي قرره وهو اللي بيتحمل مسئوليته بنفسه.. طلع مايد ويا مترف وتنهد محمد وهو يتمشي في حديقة بيتهم.. يدري انه اللي سواه غلط.. ومتأكد انه رمس منصور بدافع الشفقة على مريم.. وعلى منصور بعد.. من عقب ما عرف عن وضعها وهو يحس بعمره نفر منها خلاص.. ورغم هذا لو ما خطبها بيتم دوم يحس بالذنب..

في بيت المحامي سهيل كانت ليلى يالسة ويا موزة ولطيفة في غرفة موزة ومن ساعة وهن يسولفن ويخططن حق باجر وكل شوي وحدة منهن تقول "آااخ يالقهر ليش ما نروم نحظر الافتتاح..!!" .. ولطيفة في النهاية ملت منهن ونشت عشان تنزل تحت عند أمها وأول ما طلعت قالت موزة: "أدري انج زعلانة"

اطالعتها ليلى باستغراب : "الله!!.. كم مرة قلت لج اني مب زعلانة.. ليش ما تصدقين؟؟"

موزة: "ليلى اعرف انج مب راضية عن اللي سويته.."

ليلى: "تبين الصراحة.. هى مب راضية.. بس هذا مب سبب يخليني ازعل منج.. انتي حرة وسوي اللي تبينه.. أنا ما اروم اتحكم فيج.."

موزة: "لا تقولين جي ..أحس بالذنب.."

ليلى:" دامج مقتنعة بتصرفج ما عليج مني.."

موزة: " انزين يا ليلى هي مجرد بطاقة دعوة.. وبدون اسم بعد.. يعني ما بيعرف منو اللي طرشها.."

ليلى: "بس جرأتج اللي خلتج تتصرفين هالتصرف اليوم.. بتخليج تتجرأين أكثر باجر وساعتها الله يعلم شو بتسوين.."

موزة: "ليلى!!!"

ليلى: "آسفة على لهجتي اللي يمكن تكون جاسية.. بس حتى لو كنتي تحبينه المفروض ما تبتدين وياه غلط.."

نزلت موزة عيونها وقالت بهمس: "آخر مرة اسويها.. أوعدج ما بكررها.."

ليلى (تبتسم): "فديت قلبج الطيب.. أنا ما ابا إلا مصلحتج.. واذا كان في نصيب بينج وبين مبارك .. الله بيسهل لكم كل اموركم.. وما له داعي تلجئين لهالاساليب..."

موزة: "معاج حق.. يا ربييييه شكثر احس اني سخيفة..!!"

ليلى: "انتي مب سخيفة.. بس مشاعرج تحكمت فيج.. وانا كنت مثلج قبل.. بس تعودت اتحكم بمشاعري واتصرف بعقلي وبس.."

موزة: "تدرين يا ليلى انا وايد احترمج.. صج لا تضحكين.. اتمنى اكون قوية شراتج.."

ليلى: "أنا مب قوية.. صدقيني وايد ضعيفة واحيانا اخاف من ضعفي هذا.. بس قبل لا اسوي الشي.. أفكر باخواني وبعمي ويدوتي اللي حاطين كل ثقتهم فيه.. "

موزة: " عندج مسئولية كبيرة الله يعينج عليها.. "

قبل لا ترد ليلى بطلت لطيفة الباب ووايجت عليهم وقالت: "ما بتون تحت؟"

موزة: "امايه تبانا؟؟"

لطيفة: " ام جابر هني.. ودرسها اليوم وايد حلو.. امايه تباكم تحظرونه..."

موزة: "ان شالله دقايق وبنكون عندكم.."

اطالعتها ليلى بحيرة وسألتها: "منو ام جابر؟؟"

موزة: "هاذي ربيعة امي .. ماشالله عليها ثقافتها الدينية وايد كبيرة ..وحبت انها تفيد غيرها من الحريم.. وكل يوم اثنين يجتمعن حريم الحارة هني وام جابر تعطيهن دروس في الدين.. وتسوي بعد دروس تحفيظ للقرآن"

ليلى: "ما شالله عليها.. "

موزة: "أنا احضر وياها دروس التحفيظ.. شو رايج تحظرين انتي بعد؟؟"

ليلى: "اتمنى هالشي.. "

موزة: "شو رايج ننزل تحت عندهم؟"

ليلى: "هى أحسن من يلستنا هاذي.."

ونزلن اثنيناتهن الصالة تحت ويلسن يسمعن المحاظرة اللي كانت ام جابر تلقيها.. وكانت تتكلم عن رحمة الله بعباده وكيف انه مهما كان الإنسان مذنب .. وظالم لنفسه انه ما ييأس من رحمة رب العالمين.. وإنه المفروض الواحد يتوب عن ذنوبه لأنه ما يعرف متى بيفاجأه الموت..

أم جابر: " جاء فى الحديث: إنه إذا رفع العبد يديه للسماء وهو عاصى فيقول يارب فتحجب الملائكةصوته فيكررها يارب فتحجب الملائكة صوته فيكررها يارب فتحجب الملائكة صوته فيكررهافى الرابعة فيقول الله عز وجلإلى متى تحجبون صوت عبدىعنى؟؟؟ لبيك عبدى لبيك عبدى لبيك عبدى لبيك عبدى" .. ويقول الله عز وجل في الحديث القدسي : ("ابن آدم خلقتك بيدى وربيتك بنعمتى وأنت تخالفنى وتعصانى فإذا رجعت إلى تبتعليك فمن أين تجد إلها مثلى وأنا الغفور الرحيم ".."عبدى أخرجتك منالعدم إلى الوجود وجعلت لك السمع والبصر والعقل..عبدى أسترك ولا تخشانى،أذكرك وأنت تنسانى، أستحى منك وأنت لا تستحى منى. من أعظم منى جودا ومن ذا الذىيقرع بابى فلم أفتح له ومن ذا الذى يسألنى ولم أعطيه. أبخيل أنا فيبخل على عبدى؟ ( ..يا سبحان الله !! شوفن خواتي شكثر نحن مقصرات في حق ديننا وربنا.. وشكثر الدنيا شغلتنا بتفاهاتها عن العبادة.. "

واستمرت ام جابر تتكلم وليلى مندمجة وياها في كل كلمة تقولها وتحس بقشعريرة تسري في جسمها.. تحس بعمرها صج مقصرة .. تمر عليها أيام تنشغل وتنسى حتى تقرا صفحة وحدة من المصحف.. الصلاة تصليها وبالها مشغول بألف شي وشي.. تحاول تركز فيها وما تقدر وأحيانا تنسى حتى إنها تركز في اللي تقوله.. والأغاني في كل مكان ووين ما تروح تسمعهن.. وقررت بينها وبين نفسها تحاول قد ما تقدر إنها تعدل من أسلوب حياتها.. وتأدي واجباتها اتجاه ربها بشكل أفضل..

ويوم روحت البيت روحت وهي مرتاحة وقررت تقنع يدوتها تحظر وياها هالدروس في المرات الياية..

 

***

عبدالله بن خليفة كان يالس في مكتبه في البيت وجدامه كل الفواتير وملفات الحسابات ويراجعهن.. ويتريا سهيل يوصل عشان يراجعهن وياه ويخبره اذا الشرطة قدروا يوصلون للمحاسب اللي فل بعمره واختفى مرة وحدة.. كان وايد متظايج من هالسالفة ومن مبارك اللي خذله.. بس يعرف انه حتى لو رفع عليه قضية مستحيل يربح لأنه عبدالله واثق من عمره وهو ما غلط.. وعقب دقايق كان مندمج فيها عبدالله ويا شغله، دشت عليه ياسمين ويلست على الكرسي اللي مجابلنه.. ورفع عبدالله راسه وابتسم لها وهي تمت تطالعه فترة وهي مبتسمة وفي الأخير قالت: "عبادي؟"

عبدالله (وعيونه ع الفواتير ): "عيون عبادي.."

ياسمين: "تسلم لي عيونك حبيبي.. بغيت استأذن منك.."

عبدالله: "في شو؟؟"

ياسمين: "باجر بظهر ويا شيخة .. بنتعشى برى.. عادي؟؟"

اطالعها عبدالله باستغراب وقال: "ياسمين انتي تعرفين اني ما بوافق على هالشي.. فليش تسألين؟"

ياسمين (بظيج): "وليش ما توافق؟؟ انته مب واثق فيه؟"

عبدالله: "مب مسألة ثقة.. بس انا ما ارضى انه مرتي تتعشى في مكان عام ومن دوني.."

ياسمين: "يعني شو؟ ما أروح؟؟"

عبدالله: "لا ما تروحين.."

ياسمين: "لا .. بروح!!!.. أنا ما بتم حابسة عمري في هالبيت جني عيوز.. أنا مب متعودة على هالشي وانته يوم خذتني كنت تعرف عاداتي ومتقبلنهن.."

تنهد عبدالله بتعب وفصخ نظارته وقال: " ياسمين نقاش في هالموضوع مابا.. قلت لج ما بتروحين وياها.. وخلاص.. "

دمعت عيون ياسمين واطالعته بنظرة حادة وقالت: "أوكى.. ما بروح.. بس اذا تظايجت وتصرفت بتهور واستوى شي بالياهل اللي في بطني .. والله يا عبدالله.. والله ما اييب لك غيره.. انته فاهم؟؟"

انصدم عبدالله من رمستها ووقف واقترب منها وقال: " شو معناة هالرمسة؟؟ تهديد؟"

ياسمين (وسط دموعها): "اعتبره تهديد.. أنا كنت رافضة تماما فكرة اليهال بس عشان خاطرك تراجعت عن قراري.. وانته حتى ساعتين وناسة ويا ربيعتي مستكثرنهن عليه؟؟"

عبدالله: "إنتي تعرفين مجتمعنا هني.. وت.."

ياسمين: "وانته تعرف انه اللي في راسي بسويه..وما عليه من حد.."

عبدالله: "أوكى عيل ليش ياية تستأذنين مني بعد؟؟"

ياسمين: "خلاص اخر مرة أستأذن.. وباجر بطلع ويا شيخة.. أنته فاهم؟؟"

وعطته ياسمين ظهرها وطلعت من المكتب وتم عبدالله يطالعها وهو يرتجف من القهر.. بس بعد يعرف انها ما بتسويها وتطلع وهو مب راضي.. ورد يجابل شغله بس حس بألم فظيع في راسه وفي صدره .. وغمض عيونه وريّح راسه ع الطاولة دقايق عشان يخفف من الألم.. شو هالحالة؟؟ كل المصايب تنزل على راسه مرة وحدة؟؟ تمنى لو يروم يسير ليوا ويقعد في العزبة كم يوم.. بس يعرف انه ياسمين ما بطيع.. حس انه حتى حياته ما يروم يتحكم فيها.. كل شي خرج عن سيطرته .. وما عنده مكان يروم يرتاح فيه

في العين مول .. وبالتحديد في الباركنات.. نزلو مايد ومترف من السيارة وخبروا اشفاق انهم يوم بيشبعون بيدقون له عشان يمر عليهم.. والتفت مايد لمترف وسأله: "وين تبانا نسير قبل؟"

مترف: "أبا آخذ لامايه هدية.. استوى لها يومين زعلانة ما ترمسني.."

مايد: "أوكى بس عقب بنسير نلعب Sniper وبنتعشى"

مترف: "خلاص تم.. "

مايد: "شو رايك بعد نتصل بسلّوم وهزاعوه ونتلاقى وياهم هني؟؟"

مترف: "ههه ..ما يحتاي ادق لهم .. أنا متأكد انهم هني في الكوفي شوب.. اصلا هاذيلا حياتهم كلها في هالمول.."

مايد: " خلاص عيل خلنا نخلص اشغالنا قبل وعقب بنسير لهم.. "

مترف: " أوكيييييه.."

ودشوا اثنيناتهم المول في نفس الوقت اللي وصلوا فيه شيخة ومروان.. وبركن مروان موتره في مكان جريب من البوابة .. وقال لشيخة: " شو اييبنا المول؟؟ خلنا نسير مكان اهدى.. شو رايج اعزمج ع الغدا في الهيلتون؟"

شيخة: "مابا.. شبعت من الفنادق.. أبا اتمشى في المول.. وبعدين انته نسيت انك ما خذت لي هدية في عيد ميلادي؟؟"

مروان: "ههههههه انتي بعدج هالهدية تبينها؟؟ انا قلت نسيتي..!!"

شيخة: "لا مانسيتها .. وبعدني مصرة عليها.. واليوم بتاخذ لي اياها.."

مروان: "انزين انزين بس من الحين اقول لج .. ما بردج البيت قبل الساعة عشر.."

شيخة: "عادي عادي.. ياللا خلنا ننزل.."

مروان: "شيلتج وايد خفيفة.. ما تخافين حد يعرفج من ورا الغشوة؟؟"

شيخة: "أنا عن نفسي ما اخاف بس ادري بك انته تخاف حد يشوفك ويايه.. "

مروان حس بعمره قافط وابتسم ومال قال شي.. وشيخة ابتسمت له باستخفاف وطلعت نقابها ولبسته.. ونزلوا اثنيناتهم المول وشيخة كانت مصرة انه أول مكان تسير له يكون محل المجوهرات..

.

.

في هالوقت مايد ومترف كانوا في محل المجوهرات ومأذين الحرمة اللي من سوء حظها اتجهت لهم وقررت تساعدهم.. أكثر من خمسة أطقم كانت جدامهم وسبع ساعات وثلاث خواتم.. وبعدهم ما قرروا شو يشترون..

مترف: "شو رايك بهالساعة؟"

مايد: "الحين امك شو تبا فيها الساعة؟؟ ما احيدها تعرف للوقت.."

مترف: "شو تتحراها عيوز؟؟ أمايه متعلمة فديتها وتعرف.. وعندها سوع من كل الماركات.. عشان جي محتار شو اخذ لها.."

مايد: "أنا اقول تاخذ لها خاتم احسن.."

مترف: "ما ادري.. اذا خذت لها خاتم بتكون الهدية وايد صغيرة.."

مايد: "ليش الهدية بحجمها ولا بقيمتها؟؟"

مترف: "عند امايه؟ بحجمها طبعا.."

مايد: "هههههه احلى كلام.. سير خذ لها دبدوب من هالدباديب الكبار.. "

مترف: "ايييييييه !!!.. ميود لا تطنز..!!"

اللبنانية: "طب شو رايك تاخد لها هالعقد؟؟ عليه طلب كبير.. وكل حد بياخد منه.."

اطالع مترف العقد اللي في ايدها باحتقار واطالعها بنفس النظرة وقال: "كل حد ياخذ منه وتبيني اخذه لامايه؟؟ قلنا لج نبا شي special .. انتي ما تفهمين؟"

مايد: " أقول تشوفين الخاتم اللي هناك؟؟ والله انه غاوي.. هاتيه.."

اطالعته اللبنانية ببرود وقالت: "هايدا سعره شوي غالي.."

مايد: "وانتي شلج؟؟ قلت لج هاتيه.. (وهمس لمترف عقب ما سارت اللبنانية تييب الخاتم ) عندك بيزات صح؟"

مترف: "هى عندي ال credit card مال امايه.."

مايد: "والله حالة .. بيشتري لامه هدية ومن بيزاتها بعد.."

مترف: "هههههههه.. ترى جي ولا جي انا اخذ مصروفي منها.."

يابت لهم اللبنانية الخاتم وكان فعلا شكله مميز ومترف تخبل عليه.. وتم يطالعه من كل الزوايا هو ومايد والبياعة مقهورة منهم.. وفي هاللحظة دشت شيخوه المحل ويا مروان وسارت لهم وحدة من البنات اللي يشتغلن هناك عشان تساعدهم.. شيخوه ما انتبهت لمايد ولا يا في بالها اصلا انها بتشوف حد تعرفه هني.. ونقابها كان عاطنها حرية التصرف .. ووقفت هي ومروان صوب العطور والمكياج وتمت تتنقى.. في الوقت اللي كان فيه مايد ومترف خلاص قرروا انهم ياخذون هالخاتم .. ويروحون.. بس قبل لا يطلعون تذكر مايد شي وقال لمترف: "لحظة لحظة.. تذكرت شي.."

مترف: "شو؟"

مايد: "هذاك اليوم شفت عطر روعة في موتر عمي عبدالله ورشيت منه شوي.. وكل حد تخبل ع الريحة.. بشوف اذا عندهم منه هني.."

مترف: "شو اسمه؟؟"

مايد: "ما اعرف .. بس اعرف شكله.. "

مترف: "هههههه انته ناوي نية شينة عليها هاللبنانية الليلة.."

مايد: "هى بخليها اطلع لي كل العطور اللي عندها.."

أشر مترف بإيده لنفس البنت اللي عطتهم الخاتم ويت وحليلها عشان تشوفهم شو يبون وساروا هم الثلاثة صوب العطور ووقفوا جريب من شيخة ومروان.. بس شيخة للأسف ما انتبهت لهم وكانت كل شوي ترش عطر وتشمم مروان.. ومايد يدور بين العطور على العطر اللي يباه واللبنانية كل شوي تقترح عليه ياخذ العطر الفلاني وهو مب مسوي لها سالفة.. وأخيرا شاف العطر اللي يباه وأشر للبنانية.. "هذا هذا.. "

اللبنانية: "أهاااا.. Chanel !!"

مايد (وهو يبتسم لها ابتسامة عريضة): "هى هو هذا.."

في هاللحظة كانت شيخة صادة الصوب الثاني ونادت على وحدة من البنات: "لو سمحتي..!!.. تعالي هني شوي.."

مايد بشكل تلقائي التفت لها.. وفي باله يقول "شيخوه؟؟" .. كان متأكد انه سمع صوتها ومحد في المحل غيره هو ومترف وهالحرمة وريلها.. وتم مايد يطالعها .. في شي في داخله خلاه يشك فيها.. بس بعد ما يروم يتقرب منها عشان ريلها واقف وياها.. وتذكر انه عنده رقمها لأنها دوم يوم تبا شي من السوق وما تروم تظهر كانت ادق له عشان اييب لها اياه.. ومع انه عمره ما اتصل فيها بس قرر هالمرة يجرب .. وتم يدور بين الارقام واصابعه ترتجف ..

مترف: "بس هذا العطر اللي تباه؟"

مايد (وعيونه ع الموبايل): "هى.."

مترف: "ياللا عيل بندفع وبنسير نلعب.."

لقى مايد رقمها وقال لربيعه: "لحظة مترف .." واتصل بها وعيونه ع الحرمة اللي واقفة جدامه.. ويوم رن موبايلها وشلت شنطتها عشان ترد عليه يت عينها على مايد اللي كان واقف على يمينها ويطالعها بنظرة ناريّة..وتيبست في مكانها.. وبندت التيلفون بدون ما تشوف الرقم واطالعت الريال اللي كان واقف وياها وقالت له شي وبسرعة طلعوا من المحل وسط استغراب اللبنانية اللي كانت واقفة حذالهم تترياهم يشترون.. وهني مايد تأكد انها هي شيخة وتم يغلي في داخله وعيونه استون حمر من القهر بس للأسف مترف وياه وما يروم يسوي شي.. وقال في خاطره: "هيّن يا شيخوه.. هيّن.. دواج عندي انا.. وبتشوفين شو بسوي بج.."

مترف: "ميووووود.. ياللا.. بلاك؟؟"

مايد: "اففف.. هااا.. شفيك محتشر..؟"

مترف: "عوذ بالله!!!.. تعال بندفع.. كلتنا هاذي بعيونها.."

مايد: "زين ياللا.."

مترف: "شو فيك؟ ليش جي متغصص؟؟"

مايد (بعصبية): "ماشي ماشي.. شو بيكون فيني يعني..!!"

مترف: "خيبة خيبة!!.. انزيييين .. خلاص.. برايك.."

ساروا اثنيناتهم يدفعون وشيخة أول ما طلعت من المحل كانت ترتجف بخوف كبير وقالت لمروان: "ودني البيت.. بسرعة يا مروان.."

مروان: "نعم.. نعم نعم؟؟ لا حبيبتي.. قلت لج ما بردج الا عقب العشر.. ما فيه حد يشوفج وانتي نازلة من موتريه هالحزة.. "

شيخة: "مروان الله يخليك.. اللي كان في المحل من هليه وشكله شك فيني.."

مروان: "والله مشكلتج انا قلت لج ما بني المول انتي اللي يبتيه حق عمرج.. "

شيخة: "خلاص اذا ما بتردني برد في تاكسي.."

مروان:" كيفج والله .. الله يحفظج.."

وسار عنها مروان وهو مطنجر وتمت شيخة واقفة ومصدومة من تصرفه.. لهالدرجة ما يحترمها؟؟ عادي عنده تروح في تاكسي؟؟ الحيوان!!..ما عليه.. اللي يطلع وياه مرة ثانية.. بس الحين مايد.. معقولة عرفني؟؟ أكيد عرفني ليش عيل كان يطالعني بهالنظرة؟؟ بس مايد مقدور عليه.. بعده ياهل وبتقص عليه بكم كلمة.. وبعدين هو يعزها وايد..لا لا.. مستحيل مايد يفضحها.. المهم الليلة بتدق له وبتشوف ردة فعله ..بس الحين لازم ترد البيت بسرعة..

نزلت شيخوه وسارت بسرعة صوب الباركنات ومن حسن حظها انها لقت تاكسي منزل هنود في نفس اللحظة اللي وصلت فيها للبوابة وركبته وروحت البيت..

عايشة فكرت بكل هالاحتمالات واستبعدتها تماما من خيالها، عقاب ريلها بيي في الوقت المناسب.. وبيكون عقابه بطيء ومؤلم جدا.. اللي فكرت فيه عدل وخططت له وبدت تنفذه من شهر تقريبا.. هو عقاب الإنسانة اللي سلبتها راحة البال وحاولت تنزل كرامتها الأرض.. عقاب اللي خذت منها زوجها وفكرت تهدم بيتها .. مب عشان شي.. بس عشان تستانس.. من دون ما تفكر بعايشة وبعيالها الثلاثة اللي كانت تعرف بوجودهم..

بالنسبة لعايشة، خليفة كان أكثر من مجرد زوج.. كان حياتها وأبو عيالها وعالمها كله.. كانت تثق فيه ثقة عمياء.. وحتى لو انه تغير عليها من سنة تقريبا وصار وايد يسافر ووايد يتأخر برى البيت كانت دوم تقول في خاطرها انه يسافر في شغل وانه تأخره برى البيت كله لمصلحتها ومصلحة عيالها.. عمرها ما توقعت انه ممكن يخونها..

كانت تتحمل سهره في غرفة المكتب على الكمبيوتر طوال الليل في الأشهر الأخيرة.. ولاحظت أكثر عن مرة المكالمات الهامسة والسرية وتوقعت انه يرمس ربعه في سوالف خاصة بينهم وما يباها تسمع.. وعمرها ما حاولت تتدخل أو تسأله منو يرمس.. واستمر كل شي على حاله إلى اليوم اللي اكتشفت فيه عايشة شكثر كانت مغفلة وغبية..

.

.

تتذكر عايشة هذاك اليوم عدل، كان خليفة مسافر البحرين في الويك اند وهي سيارتها خربانة، واضطر انه يعطيها مفاتيح سيارته عشان تودي اليهال المدرسة الصبح.. وكالعادة ودت عايشة عيالها وليد (10 سنين) وميسون (8 سنين) ومروى (5 سنين) مدراسهم، وردت البيت.. كانت حاسة بحزن كبير تعرف شو سببه بس تحاول تتجاهله.. هي وخليفة حبوا بعض بشدة وتزوجوا نتيجة هالحب.. والسنوات الأولى لزواجهم كانت مليانة ذكريات حلوة وأوقات تفتخر بها عايشة وتبتسم كل ما فكرت فيها.. بس الحال تغير طبعا وابتدا البرود يخيم على حياتهم.. روتين الحياة اليومي ومشاكل اليهال ومشاغل عايشة في البيت وانهماك خليفة في شغله جتل كل الإثارة والرومانسية في حياتهم .. تنهدت عايشة وتمنت لو انها تقدر تروح في اجازة هي وياه.. بروحهم.. وتخلي اليهال عند امها .. يسافرون ويجددون الحب اللي كان في يوم من الايام منور حياتهم.. ابتسمت عايشة لنفسها وهي يالسة في سيارة ريلها في كراج البيت.. وهي سرحانة، بطلت درج السيارة عشان تشوف الشرايط اللي فيها وفي هاللحظة.. شافت الدليل اللي جلب حياتها فوق تحت.. كان مخبى تحت كومة الأوراق والشرايط اللي في الدرج وفي البداية ما انتبهت له عايشة.. بس يوم مدت إيدها عشان تتأكد وطلعته برى حست بالدم كله يتسرب من ويهها..

في درج سيارة ريلها لقت عايشة نقاب صغير.. على أطرافه آثار احمر شفايف.. وريحة العطر اللي فيه وايد قوية.. كان متكور ومخبى في نهاية الدرج والظاهر انه خليفة نساه هناك..

حست عايشة بقلبها يدق بسرعة وهي تحاول اطمن نفسها انه الموضوع مب نفس ما هي متصورتنه.. خليفة مستحيل يخونها .. وبهالطريقة البشعة.. مستحيل.. بس غصبن عنها يلست عايشة تفكر.. هي عن نفسها ما تتنقب ولا تحط مكياج.. وخليفة ما عنده خوات عشان تفكر انه هذا ممكن يكون نقاب وحدة فيهن.. وعماته كلهن ما يتنقبن.. وبنات اخوانه يهال.. من وين له هالنقاب؟؟

غمضت عايشة عيونها يوم حست بالدموع تتجمع فيهن وانقهرت من نفسها.. ليش تصيح ؟؟ خليفة مستحيل يخونها.. بس غصبن عنها تمت تطالع السيت اللي حذالها وتتخيل البنت اللي كانت يالسة في هالمكان ويا ريلها .. وكل اللي دار من بينهم.. كل شي تخيلته عايشة بمزيج من الرعب والاشمئزاز وما حست بنفسها الا وهي ترجّع وبقوة في السيارة .. ما كانت قادرة تتحكم في عمرها ويلست تصيح من كل قلبها وهي ترتجف من الصدمة واحساسها المفاجئ بالبرد والضعف.. وتمت هذاك اليوم بطوله وهي مريضة.. واللي تعبها أكثر انها ما كانت تروم تصيح جدام عيالها أو تبين لهم انه في شي مكدرنها..

 

في اليوم اللي عقبه، وعقب تفكير عميق طول الليل قررت عايشة انها ما تكون فريسة شكوكها وتحاول تتأكد اذا كان خليفة فعلا يخونها ولا لاء.. ويلست في الصالة وموبايلها في ايدها ما تعرف لمنو تتصل أو شو تسوي بالضبط عشان تتأكد.. وفجأة حست بالدموع اللي تجمعت في عيونها من أمس تنهمر وبقوة ..كانت تدري انه مب لازم تتأكد وانها فعلا كانت غبية.. وأخيرا قدرت تفسر كل السفرات المفاجئة والهمسات في التيلفون والليالي اللي تأخر فيهن برى البيت.. أخيرا لقت تفسير لليلسة جدام الكمبيوتر طول الليل.. مع انه ربيعتها حذرتها من التعارف في النت بس عايشة عمرها ما توقعت انها تكون ضحية لعلاقة رخيصة وقذرة مثل هاذي.. وعقب تفكير طويل اتصلت بآخر شخص توقعت انها تلجأ له في هالظروف.. أخوها الصغير حمدان..

 

حمدان اللي عمره 18 سنة كان خبير في سوالف الكمبيوتر والنت.. وعايشة ما تعرف حتى تشغله.. وفي هالظروف عرفت انه الوحيد اللي ممكن يساعدها وكانت متاكدة بعد انه مستحيل يخبر احد باللي استوى لها.. وحمدان فعلا ما قصر وياها .. سمع كل اللي عندها بدون ما يقول ولا كلمة.. ما حاول يزيد من قهرها او يحسسها انه يشفق عليها او انها هي الغلطانة.. سمعها وهو ساكت ويوم سألته وسط دموعها: "حمدان شو اسوي الحين؟؟" تنهد وقال لها: "لا تواجهينه.. ساعتها بتتواجعون وبيعق اللوم كله عليج وبيقول انج انتي اللي اهملتيه ودفعتيه انه يسوي هالشي.. أنا عندي حل ثاني.."

عايشة: "شو هو؟"

حمدان: "أول شي خليني اشوف كمبيوتره يمكن نحصل أدلة فيه.."

عايشة: "أوكى.. إنته اطالع الكمبيوتر وانا بفتش في أدراج المكتب.. "

 

مرت دقايق طويلة وعايشة تفتش في الادراج وفي كل زاوية من زوايا المكتب وما لقت شي .. كل شي كان طبيعي .. ملفات الشغل وفواتير البيت وأوراق عادية جدا.. الشي الوحيد اللي لقته وخلاها تتأكد من شكوكها هو فواتير بطاقة الماستركارد اللي تأكد انه اشترى من باريس جاليري هدايا بالآلاف خلال الشهرين اللي طافوا.. ومن بين هالهدايا مستحضرات تجميل وشنط نسائية..

تنهدت عايشة بتعب وراحت للطرف الثاني من غرفة المكتب عند اخوها حمدان اللي كان يطالع كل ملف في الكمبيوتر بحذر شديد.. ويوم يلست حذاله اطالعها حمدان بهدء وقال: "متأكدة انج تبين تعرفين شو اللي في الكمبيوتر؟"

عايشة: "لقيت شي؟؟"

حمدان: " للأسف هى.."

عايشة: "أبا أجوف.. "

بطل لها حمدان ملف وقعد يشرح لها: "ريلج يستخدم برنامج اسمه المسنجر عشان يرمس ربعه والناس اللي تعرف عليهم من النت.. طبعا يروم يرمسهم بالميكروفون أو عن طريق الكتابة .. ومن حسن حظنا انه ريلج ما عنده ميكروفون.."

عايشة: "إنزين؟؟"

حمدان: "المحادثات الكتابية تتخزن في ال received files على الكمبيوتر وأنا يلست أقرى كل محادثة وتقريبا معظمهن عاديات بس في أكثر من محادثة كانت ويا بنات.." اطالعها حمدان عشان يشوف تأثير كلامه عليها بس عايشة كانت أقوى من انها تكشف مشاعرها جدام أي حد ثاني حتى لو كان اخوها وهزت راسها بهدوء عشان يكمل..

حمدان: "وحدة من المحادثات جذبتني وقريتها كلها.. أنا بروح في أيلس في الصالة شوي وانتي اقريها بروحج.. جوفي اضغطي هني وبتنزل الصفحة لتحت عشان تقرينها للنهاية.. أوكى؟"

عايشة: "أوكى.. مشكور حمدان.. يوم بخلص بييك في الصالة.."

حمدان: "خذي راحتج.. انا بيلس اطالع التلفزيون.."

تريته عايشة لين طلع من المكتب ونفست بعمق عشان تستعد للي ممكن تقراه.. ويلست تقرا المحادثة وتعيد قراءة السطر الواحد اكثر عن مرة.. اللي يرمسها ريلها لقبها ريانة العود.. ومن أول سطر قرته عايشة وهي حاسة بكره كبير لهالانسانة اللي سرقت منها أغلى انسان في حياتها.. حاولت عايشة ما تحس بالإهانة وهي تقرا رمسة ريلها اللي في كل محادثة تتطور أكثر وأكثر.. كان يخبرها بكل تفاصيل حياته.. اعترف لها انه متزوج وعنده عيال وهي قالت له انه هالشي ما يهمها .. اسلوبها وايد كان رخيص وسوقي وما تعرف عايشة كيف انعجب ريلها بوحدة مثل هاذي.. بس الجرح اللي خلا عايشة تقرر تنتقم كانت الفقرة اللي قرتها مرة وحدة وانحفرت في ذاكرتها على طول ..

(خليفة: "دوم احس بالوحدة شواخي.. ما عندي حد أشكي له ويخفف عني"

ريانة العود: "ومرتك وينها عنك؟"

خليفة: " مرتي مالها وجود في حياتي.. حبي لها انتهى من سنين طويلة.. اقدر اقول لج اني احترمها هي مول مب مقصرة ويا اليهال بس .. ما احس تجاهها بأي عاطفة ثانية.. حتى ما اقدر اعتبرها صديقة.. مجرد انسانة اشوفها جدامي كل يوم وارمسها بدون أي احساس..")

 

عقب ما قرت عايشة هالرمسة عرفت في داخلها انه كل شي تغير .. وانها مستحيل تكن لخليفة عقب اليوم أي مشاعر غير الاحتقار ومستحيل تخليه يلمسها في يوم من الايام.. كانت صدمة قوية لها .. وصفعة ما توقعتها من إنسان وثقت فيه وطعنها في ظهرها.. حقرها وأهانها جدام وحدة ما يعرف عنها إلا حروف على شاشة كمبيوتره..

استجمعت عايشة قواها وكملت المحادثة.. وعرفت انها عطته رقم تيلفونها وطرشت له صورتها.. وعقب رمسة طويلة أقل شي ممكن توصفها عايشة بإنها رمسة مفرقة وبعيدة تماما عن الأخلاق.. وعدته ريانة العود أو "شيخة" انها تقابله وقال لها خليفة انه بيبات في العين عشانها في الويك اند وبيخبر مرته انه مسافر.. ونزلت الدموع من عيونها وهي تقرا اخر جملة في المحادثة:

" ريانة العود: لووول.. وحليلها مرتك.. زي الأطرش في الزفة.."

خليفة: "ما عليه .. اللي ما تعرفه ما بيضرها.. وبعدين لا تفكرين فيها الحين.. فكري فيني انا.. "

ريانة العود: "فديت روحك خليفة .. أترياك على نار.."

 

وقفت عايشة بقوة وطلعت الصالة وفي ايدها ورقة سجلت فيها رقم شيخة وقالت لأخوها حمدان: "خلصت.."

اطالعها حمدان بتعاطف وسألها: "شو بتسوين الحين؟"

عايشة: "أول شي بغيت أسألك صورتها بعدها موجودة في الكمبيوتر؟"

حمدان: "هى .. شفتها.. تبين.. تبين تشوفينها؟"

عايشة: "هى.. وعقبها أباك تساعدني باللي ناوية أسويه.."

حمدان: "أكيد عويش .. لا تحاتين من هالناحية.."

عايشة: " لازم انتقم من هالحيوانة.. ومنه هو بعد.. حمدان هالإهانة مستحيل أفوتها له.."

حمدان: " خليني اراويج صورتها وعقب بنتفاهم على اللي بنسويه."

.

.

مرت أيام على عايشة نست فيها طعم الراحة وهي تفكر شو بتسوي.. ودت العيال عند امها وحمدت ربها انه ريلها بيتم اسبوع في البحرين وما بتضطر انها تواجهه على طول.. في هالفترة حمدان يلس عندها في البيت وياب لها اللاب توب ماله وعلمها بإتقان كيف تستخدم النت وبرنامج الماسنجر.. وطلع لها بطاقة تيلفون يديدة عشان تقدر تنفذ خطتها .. وعن طريق ربيعه في العين عرف بعض المعلومات عن شيخة اللي شوي شوي كان بادية سمعتها تخترب أكثر وأكثر في هالمدينة الصغيرة..

وعقب ما اتقنت عايشة استخدام المسنجر اضافت ايميل شيخة عندها في اللست وسوت لها ايميل ريال وابتدت انتقامها البطيء.. اللي كان يحسسها براحة فظيعة.. كانت تدري انها تستفز شيخة اللي بتموت وتعرف منو اللي يكلمها ومنو هالشخص اللي يعرف عنها كل شي..

بعد شهر من هالمحادثات والهدايا اللي اطرشهن عايشة عن طريق ال DHL كانت متأكدة خلاص انه شيخة قطعت علاقتها بريلها خليفة.. وقطعت علاقتها تقريبا بكل الرياييل اللي تعرفهم.. استوت عايشة (أو حارب) دنيتها كلها..و في يوم من الأيام يوم كان خليفة سهران برى وعايشة سهرانة ع المسنجر ويا شيخة .. انصدمت عايشة باللي قالته لها شيخة..

ريانة العود: "أقول حارب؟"

حارب: "هلا شواخي.."

ريانة العود: "أنا ادري انك شخص تعرفني وما ادري شو دافعك بالضبط.. بس بصراحة انا عمري ما حسيت بهالمشاعر تجاه أي شخص ثاني.."

حارب: "أي مشاعر؟"

ريانة العود: "الحب.. حارب انا احبك.. صج من قلبي احبك.."

انصدمت عايشة وما عرفت شو تكتب لها.. وعقب دقيقة ضحكت من خاطرها .. أخيرا قدرت تستدرجها..

حارب: " شواخي الحب مب كلمة تلعبين بها.. خبريني بصراحة كم واحد قبلي قلتي له هالكلمة وكم واحد عقبي ناوية تقولينها حقه؟؟"

ريانة العود: "إنته بس.. صدقني يا حارب.. صح اني عرفت شباب من قبل بس كلهم ودرتهم.. حتى مروان ودرته.. صدقني.. ولا واحد فيهم سمع مني كلمة احبك.. انته الوحيد اللي حسيت تجاهك بهالمشاعر.."

حارب: "بس انا ما احبج.. انتي تعجبيني صح بس تأكدي اني ما احبج.."

عايشة كانت تتعمد تقول لها هالرمسة وتعرف انها كل ما تغلت على شيخة كل ما تمسكت فيها شيخة اكثر..

ريانة العود: "ادري انك ما تحبني بس عطني فرصة عشان اخليك تحبني.. انته تعرف رقم تيلفوني.. رمسني في التيلفون بدل هالحالة اللي نحن فيها.. صدقني ما راح تندم."

حارب: " كل شي في وقته حلو.. لا تستعيلين.. "

ريانة العود: "لى متى بتريا؟"

حارب: "جريب.. جريب بينتهي انتظارج.. ... وانتظاري.."

أول ما كتبت عايشة هالجملة بندت النت وخشت اللاب توب تحت الشبرية وراحت ترقد.. فعلا.. جريب كل شي بينتهي.. وبتكمل عايشة انتقامها .. من شيخة.. ومن ريلها..

.

.

عقب كل أحداث يوم الأثنين .. أشرقت شمس يوم الثلاثا بشكل ثاني.. كان يوم يحمل في طياته الكثير من الوعود والأماني.. وللبعض.. كان يوم مثله مثل باجي الأيام.. الحزن واحد عندهم ومهما كانت الشمس اليوم دافية والجو حلو ، إلا انه ايامهم اللي يغطيها السواد كانت تمر عليهم بكل بطئ وملل..

 

الساعة سبع ونص الصبح وعقب ما راحت سارة وأمل المدرسة ويا الدريول إشفاق وردت ليلى من الروضة عقب ما وصلت خالد .. نش مايد من الرقاد وعلى ويهه ابتسامة عريضة ونزل الصالة عند يدوته ومحمد وليلى اللي كانوا يالسن يتريقون بهدوء..

ليلى (وهي تبتسم له): " منو قدك اليوم غايب عن المدرسة وبتفتتح المعرض وبيصورونك وبيحطونك في الجرايد.."

مايد: "شوفي ليلى انا سويت هالشي بس عشان خاطرج.. والا انتي تعرفين اني ما احب اغيب عن المدرسة ولا احب انه احد يصورني.."

ليلى: "ههههههه.. يحليلك.. اسمع ميود ما اوصيك.. لا تفشلني اليوم.."

محمد: "انا بكون وياه لا تحاتين.."

اطالعه مايد بنظرة استغراب.. للحين الجو بينهم كان متوتر ومحمد قرر يروح وياه المعرض بس عشان ينهي هالخلاف السخيف اللي استمر أكثر من اللازم..

 

Link to comment
Share on other sites

ليلى: " وشغلك؟"

محمد: "الموظفين في محلات المجوهرات ما يبون اشراف ما شالله عليهم مب مقصرين.. والمطاعم يبتدي الدوام فيها الساعة 12 الظهر.. يعني عندي وقت.."

أم أحمد: " وانتي متى بتسيرين؟"

ليلى: "ما اعرف.. يمكن العصر نمر نشوف شو الأوضاع هناك.. بتصل بموزة وبنتفق.."

مايد (وعيونه على السندويتشة اللي في إيده) :" بس انا مب محتاي حد يوقف ويايه في المعرض.."

محمد: "أدري.. بس انا أبا أكون موجود.. مب كل يوم ليلى بتسوي لها معرض عشان نفتتحه.."

ابتسمت له ليلى بحب وتأفف مايد وهو ياكل بسرعة .. بس في داخله كان مستانس انه رمس محمد .. ولو بطريقة غير مباشرة.. ويمكن الخلاف اللي بينهم ينتهي اليوم..

أم أحمد: "مترف رد دبي؟"

مايد: "لا بعدهم هني.. وبيمر عليه الساعة تسع وبنسير المعرض رباعة.. (واطالع محمد بطرف عينه ) يعني مب محتاي حد يوصلني.."

ابتسم محمد وسكت عنه ..

أم أحمد (وهي ترمس محمد): "عيل قوم فديتك ودني بيت خالوتك صالحة "

محمد: "ان شالله.."

وعقب ما تريقوا نش محمد يوصل يدوته وليلى راحت فوق ويا مايد اللي كان يباها تكوي له غترته..

في شركة مبارك بن فاهم انتشر خبر فض شراكة عبدالله ومبارك وسبب خلافهم بسرعة واليوم الصبح الكل كان يرمس في هالموضوع وكل واحد من الموظفين خايف في داخله من عواقب هالخبر.. خايفين انه فض الشراكة يؤدي لنقص في الميزانية ويخسرون وظايفهم.. بس مبارك ما فكر بهالشي ولا كان ناوي يستغني عن أي واحد من الموظفين أو العمال اللي عنده.. بالعكس ، كانت هالفترة بالنسبة له فترة يحتاج فيها لكل شخص ممكن يوقف وياه.. لازم يثبت للكل .. ولنفسه.. انه يقدر يشتغل بروحه. .مثل أول واحسن بعد.. وانه مب محتاج لعبدالله بن خليفة.. وانه بيرد ينافسه وياخذ عنه مشاريعه..

دش مبارك المكتب الساعة ثمان الصبح.. ومن النظرة اللي اطالع فيها سكرتيرته هيفاء.. عرفت على طول انه معصب وما يبا حد يرمسه.. بس غصبن عنها نشت هيفاء من مكانها عقب ربع ساعة ودشت مكتبه بهدوء عشان تحط له البريد على الطاولة..

يوم بطلت هيفاء الباب شافت مبارك منزل الملفات كلها من الأدراج اللي فوق وحاطنهم ع القنفة ويالس يدور شي من بينهن.. ويوم شاف هيفاء اطالعها بنظرة حادة وبسرعة حطت اللي في ايدها على الطاولة وطلعت ..

 

مبارك كان يدور بين الملفات على شي محدد.. مشروع ضخم بيحدد مصيره ومصير شركته.. قبل شهر تقريبا كانت في مناقصة كبيرة وكل شركات المقاولات والبناء قدمت عروضها عشان تفوز بهالمناقصة.. المشروع هو بناء منتجع سياحي في دبا.. عبارة عن فندق فخم وشاليهات وحدائق.. وصاحب المشروع مليونير سعودي اسمه سلمان بن تركي.. ومبارك سوى كل اللي يقدر عليه عشان ترسي المناقصة على شركته هو وعبدالله.. ومستحيل الحين يتخلى عن هالمشروع لعبدالله .. وعقب بحث طويل لقى أوراق المشروع واتصل بنفسه بمحامي سلمان عشان يخبره انه العقد بيتغير وبينكتب بإسم مبارك بس.. وعقب ما بند التيلفون راح صوب المكتب وبسرعة قعد يطالع البريد.. وشاف بطاقة الدعوة اللي مطرشتنها موزة.. واستغرب ويوم قراها وعرف انها دعوة لحضور معرض فني.. ضحك باستخفاف وفرها على الطاولة وشل ملف المشروع وراح المحكمة بنفسه.. مبارك مب محتاج لمحامي.. بيخلص شغله بروحه .. بيفض الشراكة وبيغير العقد.. وطبعا القاضي بيتصل بعبدالله عشان يوقع على الأوراق.. وبتخلص هالأزمة ..

 

بس طبعا هالشي مب بالسهولة اللي تصورها مبارك.. عبدالله أول ما اتصل به الموظف في المحكمة وخبره عن الإجراءات اللي لازم يسويها حس انه بيجتل مبارك.. واتصل بسهيل عشان يخبره..

عبدالله: "راح المحكمة يفض الشراكة وبياخذ مشروع بن تركي كله!!"

سهيل: " ما بيروم ياخذ المشروع إلا بتوقيعك.. هدي اعصابك.."

عبدالله: "مجرد انه راح المحكمة بدون ما يخبرني أو حتى يخبرك انته اعتبرها اهانة لي.. "

سهيل: " مبارك متسرع.. بس بعد ما تروم تلومه يا عبدالله.. اللي استوى أمس مب شوية.."

عبدالله: " بس انا مالي ذنب.. المحاسبين زخوهم في المطار أمس واليوم يحققون وياهم.. واكيد بيعترفون بكل شي.."

سهيل: "بس انته سرت له الشركة وشرشحته أمس.. ومن حقه يحرج.."

عبدالله: "وهو بعد ما قصر .."

سهيل: "مبارك عصبي ومتهور.. وانته أعقل منه يا عبدالله والمفروض كنت تتعامل وياه بعقل.."

عبدالله: "انته واقف ويا منو؟؟"

سهيل: "اثنيناتكم تهموني وأنا مب منحاز لأي واحد فيكم بس احاول اوضح لك انه اثنيناتكم غلطانين.. انتو شركا .. المفروض تتفاهمون على خلافاتكم.. مب تسوون زوبعة وتخلون الكل يشمت فيكم.. "

تنهد عبدالله وقال عقب دقيقة صمت: "معاك حق.. معاك حق يا سهيل. .أنا غلطت.. شو رايك تمر عليه ونسير له المحكمة ونتفاهم وياه؟"

ابتسم سهيل وقال: " خلاص.. الحين ياينك.."

عبدالله: "ف أمان الله.."

بند عبدالله التيلفون وتنهد بتعب.. أمس ما رام يرقد وهو يفكر بهالموضوع.. هذا غير ياسمين اللي رفعت له ضغطه.. كانت مصرة تطلع ويا شيخة اليوم ومع انه رفض بس في شي في داخله يقول له انها بتسوي اللي في راسها وبتطلع من دون موافقته.. مب عارف يتصرف وياها.. من يوم حملت وهي تبالغ في دلعها ومحاولتها للسيطرة عليه.. بس عبدالله رغم انه ساكت عنها ، ما كان ناوي يخليها على هواها.. مهما كان ما بيخلي حرمة تسيطر عليه..

 

عقب ربع ساعة اتصل سهيل بعبدالله وقال له ينزل له تحت في الباركنات، ويوم طلع عبدالله من المكتب شاف روان يالسة تخلص شغلها على الكمبيوتر.. رغم انه عبدالله فنشها أمس.. بس وحليلها يت الشركة اليوم وكملت شغلها ولا كأنه شي استوى والحين يوم شافت عبدالله طالع من المكتب ارتبكت ونزلت راسها.. كانت خايفة يقول لها تروح ويهزبها .. بس عبدالله ابتسم واقترب من مكتبها وقال: "روان؟"

رفعت روان عيونها واطالعته بخوف: "نعم استاز عبدالله.."

عبدالله: "أنا آسف لأني عصبت عليج أمس.. مهما كانت أسبابي المفروض أسلوبي يكون احسن من جذي."

روان: "لا تعتذر استاز عبدالله .. أنا فعلا كنت مقصرة في الشغل وانته كان معك حق.. "

عبدالله: "يعني مب زعلانة؟"

روان: "ولو استاز عبدالله.. أكيد مش زعلانة.. "

ابتسمت روان عشان اطمنه وتمت تطالعه وهو طالع من المكتب وحست براحة فظيعة.. يعني تروم تستمر في الشغل..أمس كانت تفكر كيف انه عبدالله تغير وايد من عقب العرس وصار ما يهتم وايد بالشغل وبموظفينه.. وأسلوبه الجارح معاها أمس كان اكبر دليل و ألحين بس تأكدت انه عبدالله ما تغير وبيتم طول عمره مثل ما هو .. مؤدب وحنون.. وهالشي هو اللي خلاها من البداية تستمر وياه من بداية أيام الشركة للحين.

 

نزل عبدالله للباركنات ورمب ويا سهيل وساروا هم الاثنين المحكمة على طول وعند باب مكتب القاضي كان مبارك يالس على واحد من الكراسي وعيونه على الأوراق اللي في إيده.. سهيل أول ما شافه حس بقلبه يعوره.. ما كان المفروض كل هذا يصير بينه وبين عبدالله .. سهيل يحبهم اثنيناتهم ويبا مصلحتهم وحرام الشركة اللي صار لها ثلاث سنين وهي من أنجح شركات الخليج تنقسم اليوم بسبب عنادهم هم الاثنين..

مبارك يوم سمع صوت الخطوات تقترب منه رفع راسه ويوم شاف عبدالله يطالعه أجبر نفسه انه يرد له نظرته بنظرة كلها تحدي، ووقف يسلم عليهم – عشان خاطر سهيل بس- ويلسوا هم الثلاثة يتريون الناس اللي كانوا داشين قبلهم عند القاضي .. بس سهيل كان عنده أمل كبير انهم ممكن يحلون خلافاتهم من دون أي حاجة لتدخل القاضي.. وعشان جذي خذ مبارك على صوب وابتدى رمسته وياه وقال: " مبارك يا ولدي.. خلنا نحل هالمسألة من بيننا .. يمكن نروم نتفادى المحاكم وهالعفسة كلها..ترى مب حلوة في حقك ولا في حق عبدالله انه الكل يعرف عن مشاكلكم.."

مبارك (وعيونه على عبدالله): "أنا كنت ناوي أسوي هالشي وأتفادى كل هالعفسة.. وعشان جذي ييتك البيت هذاك اليوم وخبرتك بكل شي.."

سهيل: "وشو اللي تغير الحين؟"

مبارك: "اللي تغير انه عبدالله أمس وايد غلط عليه.. وكان واضح من رمسته انه الثقة من بيننا معدومة.."

عبدالله كان يطالعهم وخاطره يعرف شو اللي يدور من بينهم.. ومبارك كل شوي يطالعه ويرد يطالع سهيل اللي كان واقف جدامه ويحاول يقنعه بوجهة نظره..عبدالله في داخله كان يعرف ومتأكد انه مبارك مستحيل يتنازل بس سهيل دومه متفائل ويمكن يروم يقنعه هالمرة..

سهيل: "لازم بيحرج .. انته تسرعت يا مبارك.. وطرشت له واحد يتجسس على شغله"

مبارك: "لو خليتوني أرمس أمس كنت بخبركم انه المحامي تصرف من دون ما يشاورني.. والجاسوس اللي رمست عنه انا ما يخصني به.."

سهيل: "أنا فهمت عبدالله الوضع كله وهو اعترف انه غلطان بس انته بعد غلطت يا مبارك ولا تنكر هالشي.."

مبارك: "أنا ما أنكر .. بس الحمدلله انه سالفة الحسابات ما وصلت للمحاكم وخلونا ننهي هالإشكال كله هني واليوم أحسن لنا.."

سهيل: "يعني مصر انك تشتغل بروحك؟"

مبارك: "هى نعم مصر.."

سهيل: "وما في مجال تغير رايك؟"

مبارك: "لا .. أنا مقتنع باللي بسويه.."

تنهد سهيل واطالعه بحزن وقال: "خلاص على راحتك.. خلني أرمس عبدالله وعقب تفاهموا بروحكم.. "

سار عنه سهيل ويلس يرمس عبدالله اللي كان باين من ويهه انه تظايج من الرمسة اللي قاله اياها سهيل.. ويوم اقترب منهم مبارك قال له عبدالله وهو يوقف: "خلاص اللي تشوفه يا مبارك.. بنفض الشركة وكل واحد يشتغل بروحه.."

حس مبارك بإحراج فجأة بس حاول انه يخبي هالشي وقال بثقة: "جذي أحسن لي وأحسن لك يا عبدالله.."

عبدالله: "بس المشروع اللي ناوي تغير عقده هذا مشروع مشترك بيني وبينك.. وما يستوي تاخذه بروحك.. هالشي بيتسبب لي بخسارة كبيرة.."

مبارك: "التوقيع اللي على المناقصات توقيعي أنا بس .. انته كنت مسافر.. يعني ما في أي شي يمنعني من إني آخذ المشروع.. أنا اللي دفعت رسوم المناقصات وانا اللي كنت كل يوم أنش من الصبح وأسير غرفة التجارة في دبي وأتفاوض ويا باجي المقاولين عشان يتنازلون وترسي المناقصة علينا نحن.. وفي النهاية تباني أعطيك المشروع جاهز؟؟"

عبدالله: "بس أنا يبت المهندسين وخليتهم يرسمون الخرايط والتصاميم .. وكل خريطة كلفتني فوق الثمانين ألف!!.. "

اطالعه مبارك بهدوء: " أنا يبت مهندسين غيرهم وابتدوا يرسمون تصاميم يديدة للمشروع .. عبدالله هذا مشروعي أنا.. سلمان بن تركي يعرفني ونحن متفقين.. اجتمعت وياه أربع مرات من يوم استلمت المشروع.. وانته للحين حتى ما كلفت نفسك واتصلت به.. واليوم رمسته ووافق انه شركتي هي اللي تستلم المشروع.."

عبدالله (بعصبية): "وكيف تتصل به من دون ما تخبرني؟؟"

مبارك: "أنا آسف.. بس المفروض تنتبه لشغلك أكثر.. هذا إذا كنت ناوي من اليوم وطالع انك تتكفل بأي مشروع يديد.. لأني دوم بكون موجود.. ومستعد أنتهز أي فرصة عشان أرد الأول في السوق.. وبروحي.."

اطالع عبدالله سهيل اللي كان يطالع مبارك بنظرة غريبة وكأنه يشوفه لأول مرة وفي هاللحظة طلعوا الناس اللي كانوا عند القاضي ودش مبارك واضطر عبدالله يدش وراه هو وسهيل.. وكل واحد فيهم ساكت .. احساسهم بالحزن والصدمة من نوايا مبارك ثجل عليهم وخلاهم ما يقدرون حتى انهم يناقشونه.. عبدالله كان يعرف في داخله انه فعلا مقصر في شغله.. وخصوصا في الاسابيع الأخيرة.. والفضل في هالشي طبعا يعود لياسمين اللي وحتى وهو في الشركة ادق له في اكثر عن ثلاث مرات .. تنهد عبدالله بحسرة.. كيف ما فكر يتصل بسلمان بن تركي ويرمسه عن المشروع؟ كيف سمح لمبارك يسحب منه مشروع ضخم مثل هذا ويخليه يخسر أكثر من 300 ألف درهم في يوم واحد؟؟

وبهدوء فظيع وقع عبدالله أوراق التنازل عن المشروع وفض الشراكة ويا مبارك وطلعوا من المحكمة وعقب ما وصل سهيل عبدالله للشركة رد مكتبه وهو يحس بإحباط فظيع

 

***

في مدرسة البنات الثانوية في بوظبي.. وبالتحديد في الحصة الثانية.. كانن أربع بنات منخشات ورا الدري وكل وحدة فيهن حابسة ضحكتها وكاتمة نفسها عشان الوكيلة اللي كانت تركض وراهن ما تكتشف مخبأهن السري..

عليا كان قلبها يدق بقوة وراصة على إيد ربيعتها ناهد عشان تخفف من الرجفة اللي في جسمها.. ما توقعن أبدا انه الوكيلة ممكن تركض بهالسرعة خصوصا انها لابسة هالكعب العالي.. بس طلعت راعيتها وما خلت شبر في المدرسة ما فتشته وهي ادورهن.. وألحين يسمعون خطواتها السريعة وهي تركب الدري عشان ادورهن فوق..

عليا: " إن شالله يعدي هاليوم على خير.."

ابتسام: " يعني كان لازم نشرد من الحصة؟ لو يلسنا في الصف مثل باجي البنات مب احسن؟"

ناهد: "بلاكم انتوا؟ استمتعوا .. هذا كله للذكرى.. عقب سنة بتتذكرون وبتضحكون.."

عليا: "بس أنا زايغة.."

عذاري: "إنتي دوم زايغة.. أنا مستغربة كيف اقتنعتي وييتي ويانا.."

عليا: "ابتساموه قصت عليه.. يلست تغريني وتقول لي بنستانس.."

ابتسام: "ألحين الوكيلة أكيد عرفتنا... مب من شي.. من كشة نهوود الحمرة.. تزقر الوكيلة من بعيد.. أحسن لنا نستسلم وما نخليها تحرج أكثر.."

ناهد: "لا .. تعالو بننخش في المسرح.. هي فتشت هناك ما بترد تفتش مرة ثانية.."

عليا: "أنا تعبانة.. ما اروم اركض.."

ناهد: "انزين بنسير نيلس في المسرح ومحد بيزخنا.. بنرتاح هناك.."

طلعن البنات من ورا الدري ومشن بكل هدوء للمسرح وأول ما اقتربن منه ركضن بسرعة ودشن داخل وكل وحدة فيهن تطالع الثانية وتضحك ضحكة انتصار.. ويوم تأكدن انهن بأمان يلست ناهد ويا عذاري يسولفن على صوب وراحت عليا ويا ابتسام ويلسن في زاوية بروحهن..

ابتسام: " انزين علايه ياللا كملي.."

عليا: "عن مايد؟"

ابتسام: "عيل يدوه؟؟ أكيد مايد!!.. والله من وصفج له تمنيت اكون وياج هذاك اليوم.. خاطريه اشوفه علايه.."

ابتسمت عليا وقالت: " ما شالله عليه وايد حبوب.. وفوق هذا اللي عيبني فيه انه صج ريال.. مب شرات هالمراهقين اللي كل واحد فيهم همه البنات والمغازل وبس.."

ابتسام: "بس انتي قلتي انه تحرش فيج أول ما شافج.."

عليا: "ما تحرش.. بس كان يسلم.. "

ابتسام: "حظج والله يا علايه.. أنا ما عندي لا عيال عم ولا عيال خال.. وحتى اخواني الشباب ما يسوون لي سالفة.."

اطالعتها عليا بحزن وسألتها: "عشان جي تعرفتي على خليل؟؟"

احمر ويه ابتسام وتغيرت ملامحها.. : "وانتي شو دراج؟"

عليا: "إنتي غلطتي يوم خبرتي ناهد.. تعرفين انها مشخلة.."

ابتسام: "والله انها ما تستحي على ويهها الحيوانة.. أنا اراويها.."

وقفت ابتسام عشان تسير تظارب ويا ناهد بس عليا يرتها من إيدها ويلستها حذالها.. : "تعالي وين سايرة؟ شو الفايدة يعني؟ تراها خبرتني وخلاص.. بس تحملي المرة تخبرينها عن أي شي ثاني.."

ابتسام: "خلاص توبة.. اممممم.. أكيد طحت من عينج.."

عليا: "أنا الصراحة انصدمت.. خصوصا انه زلمة.."

ابتسام: "انزين هو مجرد صديق.. ما بيننا أي شي ثاني.. مجرد شخص أشكي له همومي.."

عليا: " ونحن وين سرنا؟ ليش ما تشكين لنا نحن؟؟ ترانا ربيعاتج"

ابتسام: "ما ادري.. لا تسأليني.."

عليا: "ع العموم أنا ما بتدخل في هالموضوع.. انتي حرة.."

ابتسام: " يعني يا عليا لو يتج الفرصة انج ترمسين مايد في التيلفون .. معقولة تفوتينها؟"

اطالعتها عليا باستغراب: " هذا شي أكيد.. مجرد اني ارمسه في التيلفون معناتها اني عطيته الحق في إنه يشيل كل الحواجز من بيننا .. حتى حاجز الاحترام .. وأنا بعدني ما رخصت بعمري لهالدرجة .."

كانت هاي نغزة لابتسام اللي حست انه خدودها بتحترق وابتسمت بارتباك لعليا وندمت انها سألتها هالسؤال

زلنا نعيش أحداث يوم الثلاثاء.. يوم افتتاح معرض ليلى وموزة.. وفترة الصباح اللي شهدت افتتاح المعرض بنجاح باهر على حسب كلام مايد .. الساعة عشر ونص الصبح كان موعد افتتاح المعرض، ومترف ومايد ومحمد ما قصروا.. تكفلوا بكل شي.. كان يوم حلو بالنسبة لهم.. أربع جرايد ومجلتين صورتهم والتقوا بشخصيات وايد مهمة في هالافتتاح من دبي وبوظبي والشارجة.. وتفاجئوا وايد انه في الساعتين اللي عقب الافتتاح.. انباعت ثلاث لوحات من رسومات موزة وصورة من صور ليلى وعلى طول اتصل مايد بليلى عشان يبشرها.. وفي هالوقت كانت ليلى يالسة عند التيلفون تتريا مايد يتصل بها عشان تتصل بموزة واطمنها.. وأول ما رن التيلفون شهقت ليلى وشلت السماعة بسرعة. .

مايد: "ألوووووو.."

ليلى: "وينك انته؟؟ اتصلت بك أربع مرات.. ليش ما ترد؟؟"

مايد: "هى صح.. اشعندج انتي؟؟ حرقتي تيلفوني .. بلاج ملقوفة ليلوه.. ترى مب من حلاته معرضكم هذا..!!"

ليلى: "شو؟؟ ميود طمني.. شو استوى؟؟ "

مايد: "شو استوى بعد.. الناس يدشون.. يلفون لفة وحدة بس ويطلعون.. "

حست ليلى بإحباط فظيع وقالت له: "ليش؟؟ والصحافة؟؟ أنا توني متصلة بالجريدة وقالوا لي انهم مطرشين صحفي ومصور عشان يتابع المعرض.."

ابتسم مايد واستغل الفرصة عشان يرفع ضغطها: "هى شفتهم.. بس تصدقين.. ما صوروا شي من اللوحات..صوروا التاجر اللي كان موجود وظهروا.."

ارتفع صوت ليلى وهي منفعلة وقالت وإيدها على قلبها: "ليش؟؟؟؟ هم أكدوا لي انهم بيحطون نص صفحة باجر عن معرضنا في الجريدة.."

مايد: "تبين الصراحة؟؟ ... انتوا وايدين مبالغين في الاسعار.. عشان جي اعتقد ماشي أمل انه أي حد يشتري وحدة من اللوحات"

تمت ليلى ساكتة وتفكر شو تقول لموزة اللي يالسة عند التيلفون ومرتبشة وتتريا اتصالها.. كان خاطرهن يحضرن الافتتاح ويتابعن بنفسهن كل اللي يستوي..وكانن يتوقعن انه المعرض بينجح نجاح باهر.. بس الحين مايد حطم معنوياتها تماما..

مايد: " ليلوه.."

ليلى (بدون نفس): "شو؟"

مايد: " قبل لا تصيحين بقول لج شي.. اشتروا ثلاث لوحات وصورة .. "

ليلى في البداية ما استوعبت بس يوم فهمت اخيرا وشهقت .. سمعت صوت مايد وهو يضحك عليها وقبل لا تسبه أو حتى تبطل حلجها سمعته يقول: " ليلوه في شي ثاني بعد.."

ليلى: " مهما قلت ما بصدقك.."

مايد: "كيفج.. انتي الخسرانة.. ما بخبرج"

ليلى: "ياللا ارمس ميود.. حرام عليك اللي تسويه فيه"

مايد: "أوكى.. لا تصيحين.. الجامعة اتصلوا وقالوا انهم بييبون بنات التربية الفنية العصر رحلة للمعرض.. "

ليلى: "صدق؟؟"

مايد: "هى والله.. المهم.."

ليلى: "شو؟"

مايد: "إذا بييون العصر انا ما فيه اجابل البنات بروحي.. تعالي انتي وربيعتج وتصرفي وياهن.."

ليلى: "لا عمي ما بيخليني.."

مايد: "وعمي شدره.."

ليلى: "يا سلام؟؟ تباني اسير وما اخبره ؟؟"

مايد: "انتي رمسيه يمكن يخليج.. وبعدين منو بيي المعرض يعني عشان يشوفج هناك؟ من حلاته؟؟"

ليلى: " هههههههه.. يا ويلي ع اللي يغارون.."

مايد: "هه.. تحلمين انا اغار منج..ياللا برايج.. اشوفج بعدين.."

ليلى: "باي.. ميود .."

أول ما بند عنها ميود اتصلت ليلى بموزة بسرعة عشان تخبرها بكل شي وتشوف اذا تروم تسير المعرض وياها العصر

.

.

في هالوقت.. في بيت بو منصور.. كان منصور يالس هو وأمه وابوه في الصالة ومب منتبهين لمريم اللي كانت في المطبخ الصغير المتصل بالصالة تدور لها شي تاكله من الثلاجة.. كانوا يرمسون عنها وهي للحين ما انتبهت لهالشي.. كل اللي كانت تسمعه أصوات وهمسات مكتومة وكان بالها مشغول بكتاب يالسة تقراه في غرفتها وتبا ترد بسرعة فوق عشان تكمل قرايته.. وعقب ما خذت لها تفاحة من الثلاجة .. مشت بسرعة عشان تطلع فوق بس أول ما حطت ريولها على الدري تجمدت في مكانها.. كان منصور يرمس والحاجز اللي بين المطبخ والصالة خلاها تختفي عن أنظارهم .. ويلست مريم بهدوء على طرف الدري وهي تسمعهم يرمسون لأنه اللي سمعته للحين شد انتباهها.. وايد..

منصور: "ابويه الريال يباها.. وما يهمه مرضها.. هاي ثاني مرة يرمسني في هالموضوع.."

بومنصور: " بس اختك مريضة.. حرام نبلي بها الريال.."

حست مريم بوخزة في قلبها وهي تسمع رمسة ابوها واتنفست بصعوبة.. بس حاولت تتجاهل هالشي وتركز على رمستهم..

منصور: "يعرف.. يعرف كل شي عنها.. وأنا شرحت له بالضبط شو فيها .. قلت له انه قلبها تعبان وانه عندها نوبات صرع.. بس بعده مصر انه ياخذها وما يبا غيرها.."

تفاجئت مريم.. منو هذا اللي رغم كل شي يباها؟؟ وليش؟؟ ليش يضيع عمره ويا وحدة أيامها معدودة وهو حتى ما يعرفها.. وتقربت أكثر من الحاجز عشان تسمع بوضوح..

منصور: "بصراحة محمد من يوم شافها في إيطاليا وهو يباها.. يعني حتى قبل لا يعرف انها مريضة.. ومستعد يوديها بنفسه عشان تتعالج عقب العرس.. شو رايك ابويه؟"

مريم ما وقفت عشان تسمع راي ابوها.. كانت صدمتها كبيرة وبسرعة التفتت وركبت الدري وطارت لغرفتها.. وهناك بس قدرت تفكر وتستوعب اللي سمعته.. محمد خطبها؟؟ ليش؟؟ عقب اللي شافه هذاك اليوم شو اللي يجبره يخطبني؟؟

تذكرت مريم موقفها وياه في إيطاليا وحست بالدمع يحرق عيونها.. معقولة؟؟ معقولة كان صادق هذاك اليوم يوم قال لها انه يحبها؟؟ معقولة تكون ظلمته؟؟

بس بعد .. لازم ما تتسرع.. وفي داخلها عرفت شو اللي لازم تسويه عشان تتأكد..

الساعة 4 العصر كانت ياسمين تحط آخر لمسات الميكياج على ويهها وردت تتصل بشيخة اللي وعدتها تظهر وياها اليوم.. وقبل لا يكمل التيلفون رنته الأولى ردت عليها شيخة..

ياسمين: "خلصت.."

شيخة: "انزين بمر عليج عقب شوي.."

ياسمين: "أوكى بس ما بنظهر الا عقب ما يظهر عبدالله.."

شيخة: "ليش ما قلتي له انج بتظهرين؟؟"

ياسمين: " خبرته وما طاع.. بس أنا جي ولا جي بظهر.. ما بحبس عمري في البيت عشانه"

شيخة: "ههههههه.. أسميج بتأدبينه.. "

ياسمين: "قررتي وين بتوديني؟؟"

شيخة: "هى حجزت لنا في مكان حل بنتعشى فيه.. وعقب بنسير السينما"

ياسمين: "أوكى خلاص.. اترياج لا تبطين"

شيخة: "ان شالله"

بندت ياسمين التيلفون ونزلت الصالة اللي تحت وشافت عبدالله يالس يرمس في التيلفون ويلست حذاله تطالعه وهو يوم شافها تقترب منه ابتسم لها بحنان ورد يسولف ويا سهيل اللي كان متصل به.. تنهدت ياسمين وهي تطالع ملامح ريلها الوسيم.. كل شي في عبدالله كان يفيض بالرجولة.. صوته.. تفاصيل ويهه وحتى أقل حركة ممكن يسويها.. كانت تستغرب منه.. من جاذبيته اللي خلتها تتحمل كل شي.. وتضحي بكل شي وتتزوجه.. هالجاذبية اللي للحين تسيطر عليها.. بس رغم هذا كانت لها شخصيتها المستقلة وما تقدر تخلي عبدالله يتحكم فيها ويلغي وجودها.. ما تدري ليش هاليومين تحس انها مخنوقة.. وأحيانا وجوده في البيت وياها يخليها تتريا اللحظة اللي بيظهر فيها وبتم بروحها في قصرها هذا.. متناقضة... هي تعرف هالشي.. تدري انها تحبه بس في نفس الوقت تباه بعيد عنها في معظم الاوقات.. تبا تعيش بروحها .. ولو ليوم واحد.. وتكون هي سيدة نفسها.. هي اللي تتخذ قراراتها وهي اللي تحاسب نفسها.. ما تبا تحس انها تعيش في ظله .. أو انه مصيرها مرتبط بمصيره.. وعشان جي يوم بند عبدالله التيلفون قالت له

ياسمين: "عبدالله ..؟"

اطالعها عبدالله بإعجاب.. كانت حاطة آي شادو كحلي وعيونها طالعه تجنن .. وقال لها وهو يرد بشعرها ورا اذنها: "شو هالحلاة كلها؟؟"

ياسمين: " شيخة بتمر عليه عقب شوي .. تبا تشوف الفيلا.."

عبدالله: "يعني هالكشخة كلها حق شيخة مب حقي انا.."

ياسمين: " ههههه لا حقك ولا حقها.. هاي حقي انا.. كنت ملانة وقلت بلعب بويهي شوي.."

عبدالله: "فديت روحج.. أتمنى اظهرج وابعد الملل عنج بس سهيل يباني اسير له المكتب.."

ياسمين (بدلع): "انزين حبيبي بظهر ويا شويخ.."

ابتسم عبدالله وباسها على خدها بسرعة وهو يوقف وقال: "لاء.. احنا تناقشنا في هالموضوع وقلت لج رايي فيه.."

ياسمين: "بس انا متمللة.."

عبدالله: "باجر ان شالله بوديج دبي.. شو رايج؟"

ياسمين:" هذا باجر.. وانا الحين ملانة.. عبدالله حرام عليك..!!!"

اطالعها عبدالله بطرف عينه قبل لا يبطل باب الصالة وقال لها: "باجر بوديج وين ما تبين.. بس طلعة ويا شيخة لاء.. "

وقبل لا ترد عليه ياسمين صك الباب وراح وتمت ياسمين واقفة تطالع الباب ببرود .. وفي النهاية ركبت فوق عشان تلبس عباتها وشيلتها.. إذا كان يفكر انها ممكن تخضع له فهو غلطان.. بتظهر ويا شيخة واذا عنده كلام يبا يقوله .. يتفضل..

.

.

في بيت بوظاعن.. كان الجو هادي.. ظاعن ماخذ اليهال ومودنهم يلعبون في المول.. وأبو ظاعن وامه ظهروا عقب صلاة العصر.. ومبارك بعده ما رد من الشركة ولا حتى رد عشان يتغدى.. و كانت فاخرة مرت ظاعن هي الوحيدة اللي تمت في البيت لأنه اختها خلود خلصت دوام ويت من الجامعة ومرت عليها وكانن هن الثنتين يالسات في الصالة وخلود مبوزة..

فاخرة: " لين متى بتمين مبوزة جي؟؟ "

خلود: "أبا أسييييييييير.."

فاخرة: "انتي تعرفين ابويه مستحيل يخليج تسيرين هالرحلة.. يعني المفروض من البداية ما كنتي تفكرين بهالشي.."

خلود: "انزين ليش؟؟ ليييش؟؟ يعني رحلة علمية.. لا بنسير مول ولا حديقة.. مجرد معرض كتاب.. ليش ما وافق؟؟ لهالدرجة الثقة معدومة ؟؟"

فاخرة: "مب سالفة ثقة.. بس ابويه عنيد.. تعرفينه .. وبعدين يخاف علينا.. "

خلود: "ربيعاتي كلهن بيسيرن.. تصدقين؟ من كثر ما أنا مقهورة طنشت دوامات الظهر عشان لا أشوف ربيعاتي وهن يتزهبن للرحلة.."

اطالعتها فاخرة بحزن وتمنت لو تقدر تساعدها أو تسوي شي يخليها تستانس.. بس الكل يعرف انه ابوهن وايد عصبي ومستحيل تفكر فاخرة ولو للحظة انها ترفع السماعة وتتصل عشان تقنعه انه هالرحلة ما بتظر خلود بشي..

في هاللحظة تبطل باب الصالة ودش مبارك بسرعة .. كان بيموت من اليوع واستانس يوم شاف فاخرة يالسة في الصالة وابتسم لها بس قبل لا يبطل حلجه انتبه لخلود اللي تغشت أول ما شافته .. واتربك مبارك وسار الصالة الثانية وهو يتحرطم بصوت واطي..

فاخرة ابتسمت ونشت وسارت له تشوفه إذا يبا شي منها.. وأول ما دشت الصالة الثانية ضحكت ..

مبارك: "اسمحيلي فاخرة ما كنت اعرف انه حد عندج.."

فاخرة (وهي تبتسم): "عادي هاذي خلود اختي .. ياهل ما عليك منها.. المهم انته تغديت؟"

مبارك: "لا ما تغديت.. والله ميت من اليوع.. "

فاخرة: "انزين دقايق بس بحط لك الغدا وبرد.. وين بتتغدى هني..؟؟ ولا في غرفة الطعام؟"

مبارك: "لا هني بتغدى .. بطالع التلفزيون لين ما تخلصين.."

فاخرة: "أوكى.."

مبارك: "سوري فاخرة بتعبج.."

ابتسمت له فاخرة وسارت تحط له الغدا ويلس هو يطالع التلفزيون ويوم ردت ووياها الغدا يلس مبارك ياكل وهي تسولف له..

فاخرة: " وحليلها خلود غامظتني.."

مبارك (وهو مب مهتم):" ليش؟؟"

فاخرة: " المفروض يودونهم رحلة اليوم.. وأبويه ما خلاها تسير.."

مبارك: " احسن لها .. "

فاخرة: "مبارك!!.. حرام البنية خاطرها تسير.. ربيعاتها كلهن بيسيرن .. وبعدين ما له حق يرفض.. لا بيودونهم مول ولا مكان فيه رياييل.."

اطالعها مبارك وسألها: "ليش وين بيودونهم؟"

فاخرة: "معرض فني.. تصوير ولوحات فنية.. اختي خلود تخصصها تربية فنية وهالرحلة اجبارية لازم يكتبون عنها تقرير.. بس عاد تعال وفهم ابويه.. راسه يابس..!!"

عقد مبارك حياته وتذكر بطاقة الدعوة اللي شافها اليوم الصبح على مكتبه وسأل فاخرة: "المعرض اللي مسوينه في مبنى البلدية؟"

فاخرة: "هى.. شدراك؟"

مبارك: " طرشوا لي بطاقة دعوة عشان أسير.."

فاخرة: "وسرت؟"

مبارك: "لا طبعا.. ليش أسير؟؟ "

فجأة فاخرة يتها فكرة بس ترددت قبل لا ترمس وتمت تطالع مبارك وهو ياكل ويوم شافها مبارك بنظرة استغراب ابتسمت وقالت: "مبارك؟"

مبارك:" همم..؟؟"

فاخرة: "ممكن أطلب منك طلب؟؟ "

قرب مبارك صحن السلطة منه وسألها من دون ما يطالعها: "تبيني أوديكم المعرض؟؟"

ابتسمت فاخرة ابتسامة عريضة وقالت: "بتودينا؟؟"

مبارك (وهو يطالعها ويبتسم): " خليني اخلص غدا واتسبح وان شالله بوديكم.. بس اتصلي بظاعن وخبريه.."

فاخرة حست انها بتطير من الفرحة ونشت بسرعة عشان تخبر اختها اللي كانت فاقدة الأمل في هالرحلة..

.

.

ليلى كانت تعيش أسعد لحظات حياتها.. كل نظرة وكل حركة تصدر منها كانت تشع بالفخر والرضا.. عمرها ما توقعت انها ممكن تنجز شي ولو بسيط وتنال تقدير الناس له.. المعرض نجح نجاح باهر وهم بعدهم في أول يوم.. ثقتها بنفسها ارتفعت ووصلت للسما وابتسامتها اللي واجهت فيها طالبات قسم التربية الفنية كانت نابعة من أعماق قلبها لأول مرة من فترة طويلة وايد.. وموزة هي اللي حققت لها هالشي.. هي اللي منحتها هالفرصة وهي اللي شجعتها وليلى كانت تفكر انها مستحيل تقدر ترد لها هالجميل.. التفتت ليلى بعيونها في قاعة المعرض والتقت بعيون موزة اللي كانت تشرح للبنات خطوط الفن السريالي اللي اعتمدت عليهن في وحدة من لوحاتها المعروضة ويوم شافت ليلى تطالعها ابتسمت لها بسعادة من تحت نقابها وعلى طول ارتسمت البسمة في عيونها البنية الواسعة..

ردت لها ليلى الابتسامة ومشت صوب الصحفية اللي كانت تطالع زاوية الصور الفوتوغرافية الخاصة فيها ووقفت وياها ترمسها وترد على أسئلتها..

 

في هاللحظة.. وصل مبارك ويا فاخرة وخلود ودش المعرض وهو يتنهد بتعب ويمرر نظراته على اللوحات المعروضة والقاعة المتروسة بنات.. والتفت لفاخرة وقال: " أنا الريال الوحيد هني؟؟"

ابتسمت له فاخرة وقالت: "منو قدك؟"

ضحك مبارك بتعب ووقف في مكانه يراقب خلود اللي شافت ربيعاتها وسارت صوبهن .. فاخرة كانت تعرف انه متملل وانه هذا مب مكانه وانه عمره ما اهتم بالفن.. بس هاذي طبيعة مبارك رغم اللي يحاول يبينه للناس.. انسان خدوم ولطيف جدا في داخله .. ورغم تعبه ومشاغله يابها المعرض ويا خلود وهالشي خلى فاخرة تحترمه وايد.. فعلا كبر في عينها اليوم ..

مبارك: " أنا بطالع اللوحات ع السريع.. بتتأخر خلود؟؟"

فاخرة: "لا.. ربع ساعة بالكثير وبنروح .."

مبارك: " حلو.. "

تنهد مبارك بعمق ووقف جدام أول لوحة يطالعها باستغراب.. كانت لوحة غريبة.. عبارة عن ألوان متداخلة من دون أي هدف أو معنى وانصدم مبارك يوم شاف على طرفها بطاقة مكتوب عليها "Sold " والسعر 300 درهم.. وضحك ضحكة خفيفة وهو يفكر منو الغبي اللي دفع 300 درهم على خربشة مالها معنى؟؟ أي ياهل لو عطوه شوية ألوان وفرشاة يقدر يرسم شرات هاللوحة ويمكن أحلى منها بعد..

ابتعد مبارك عن اللوحة وعلى ويهه نظرة سخرية واتجه للوحة الثانية وابتدا يدقق فيها ويحاول يطلع عيوبها كلها.. كانت اللوحة هاذي هي لوحة " أغلال".. اللوحة كلها كانت عبارة عن إيد مقيدة.. لوحة قاتمة وألوانها سوداوية.. ما فيها أي شي جذاب أو غريب أو استثنائي ولا حتى عليها سعر.. مع هذا حس مبارك بشي غريب يشده لهاللوحة .. وفي نفس الوقت انزعج منها بس يوم حاول يبتعد وينتقل للوحة اللي عقبها ما قدر.. وتم واقف جدامها أكثر وهو يحاول يكتشف شو اللي خلاه يتظايج هالكثر أول ما شاف هالأغلال المرسومة بكل دقة جدامه .. وهني .. وهو واقف جدام لوحتها المفضلة.. لوحتها اللي رسمتها عشانه .. شافته موزة وشهقت بصوت واطي .. وبسرعة تمت تتلفت حواليها ادور ليلى عشان تخبرها .. وأول ما شافتها سارت صوبها بسرعة ومن كثر ما كانت مستعيلة ما انتبهت للفلبينية اللي كانت شايلة صينية العصير حق الضيوف واصطدمت فيها بقوة خلت كل اللي في الصينية يطيح ع الأرض ويتكسر بصوت عالي..

.

.

سمع مبارك صوت الزجاج اللي تكسر في الطرف الثاني من القاعة ، والتفت بنظرته الحادة ، وشاف أخيرا.. ملاك واقف جدامه..

اللوحة والظيج.. وتعب اليوم كله، ومشاكل حياته وهمومها تبخرت تماما من راسه.. بسببها، بسبب البنية اللي تحركت بسرعة من طرف الغرفة ووقفت حذال ربيعتها المنقبة عشان تطمن عليها.. وانتبه مبارك انه كان حابس أنفاسه وهو يطالعها ويشرب كل تفاصيل ويهها..

كانت ليلى..

وكانت هاذي لحظة عمره مبارك ما بينساها..

عقب ما استوعبت ليلى الموقف اللي صار ما قدرت تيود عمرها ووقفت تضحك على موزة اللي كانت متلخبطة وقافطة.. موزة يرتها من إيدها وخذتها على صوب وقالت: "ليلوه .. مبارك هني..!!"

ليلى: "مبارك؟؟ مبارك هذاك اللي خبرتيني عنه؟؟"

اطالعتها موزة بغيظ وقالت: "ومنو غيره؟ "

اطالعتها ليلى بحقد: " ومستانسة حظرتج؟؟ "

موزة: " ليلوووه.. حرام عليج لا اتمين متظايجة وتخربين عليه"

ليلى: " الحركة اللي سويتيها وايد غلط"

تنهدت موزة وقالت: " احنا ما بنخلص من هالسالفة؟"

تموا هم الثنتين واقفات يطالعن بعض بعناد وعقب ثواني ابتسمت ليلى ابتسامة عريضة وقالت: "يعني وصلته بطاقة الدعوة ..!! وينه أبا اشوفه!!"

رغم معارضتها بس الظاهر انه هالشي وايد يهم موزة وما تبا تخرب عليها فرحتها

أشرت لها موزة بعيونها صوب كان مبارك واقف وعاطنهم ظهره

ليلى: " ما اشوفه عدل.. تعالي أونا بنسير نطالع البنات اللي هناك .. وبشوفه بوضوح.."

موزة (وهي تضحك ): "أوكى.. ياللا"

مشت ليلى هي وموزة للزاوية الثانية عشان يشوفنه بوضوح وموزة من الوناسة كل شوي تلتفت لليلى وتقول لها: " رغم مشاغله يا المعرض.. he is soo sweet !!"

ليلى: " خلاص عاد موزوه حشرتيني!!"

موزة: " هذا أحلى يوم في حياتي.. ليلووه احس اني بنفجر من الوناسة.."

ابتسمت لها ليلى بحنان والتفتت عشان تشوف مبارك هذا اللي مخبل بربيعتها ويت عينها في عينه لأنه هو بعد كان يطالعها.. وعلى طول تغيرت ملامح ويهها.. وتبدلت سعادتها ظيج فظيع.. ويوم ردت تطالع موزة كانت عيونها باردة ونظرتها حادة.. وهالشي خلا موزة تستغرب وسألتها: " ليلى شو بلاج؟"

ليلى: " هذا هو مبارك ؟؟"

موزة: "هى.. بس ليش ترمسين بهاللهجة؟"

ليلى: "موزة هاي مب أول مرة اشوفه فيها.."

انصدمت موزة: "شو؟؟ "

ليلى: " هاي ثاني مرة يحصل لي الشرف والتقي به.. أول مرة كانت أيام العزا.. عقب الحادث بكم يوم.."

موزة: " وليش ما خبرتيني؟؟"

ليلى: "وانا شدراني انه هذا هو مبارك؟؟"

في هالاثناء خلصت خلود ويت هي وفاخرة صوب مبارك عشان يروحون.. وطلعوا هم الثلاثة بهدوء من المعرض وتمت موزة تطالعهم بحزن وهم رايحين..

موزة: " انزين وشو اللي يخليج متظايجة جي؟"

تنهدت ليلى وخبرت موزة عن الموقف اللي صار لها ويا مبارك.. وكيف كان وقح وياها وويا محمد أخوها.. وتمت موزة تطالعها بصدمة وما قدرت حتى تعلق على الموضوع..

ليلى: "يعني بصراحة عمري ما شفت وقاحة جذي.. وفي النهاية يطلع هو نفسه اللي انتي ميتة عليه؟"

موزة (بظيج): "خلاص ليلى .. خلاص.. انتي ما تعرفين ظروفه.. كان هو بعد يمر بفترة صعبة.. ويمكن ما كان يفكر عدل."

ليلى: "كلنا نمر بفترات صعبه في حياتنا.. بس هذا ما يعطينا الحق اننا نعامل غيرنا بقلة احترام.."

سكتت موزة وصدت صوب اللوحة المعلقة جدامها وتمت تتأملها بحزن، كانت مب عارفة كيف تتجاوب مع اللي قالته ليلى، مع انها صديقتها بس هي غصب عنها بتم تكن هالمشاعر لمبارك، ما تدري ليش تحس انها دوم تبا تتقرب منه.. تبا تكشف القناع اللي فارضنه على حياته وتكسر الحاجز اللي بناه بينه وبين الناس .. مشاعرها تجاهه خليط من الحب والفضول بالإضافة لمشاعر يديدة تماما عليها.. مشاعر تملك .. كانت تبا تكون هي كل شي في حياته وهو كل شي في حياتها.. تبا تعطيه كل اللي عندها وفي نفس الوقت تاخذ منه كل مشاعره وحبه.. بس .. كيف بتفهم ليلى وهي بروحها مب فاهمة احساسها؟؟

وليلى على طول ندمت على الرمسة اللي قالتها.. موزة تحب مبارك.. وهي حاولت تشوه صورته جدامها من دون قصد.. بس النفور والاحتقار اللي تحس به صوب مبارك خلاها تسوي هالشي.. بس آخر شي تباه هو انها تسبب الحزن لموزة.. موزة ما تستاهل هالشي.. عقب كل اللي سوته عشانها المفروض انها ما تجازيها بهالطريقة.

ابتسمت ليلى وحطت ايدها على كتف موزة وهمست لها في إذنها: "بس تصدقين؟ "

موزة (وعيونها على اللوحة): " شو؟"

ليلى: " طلع ذوقج حلو.. مبارك غاوي.."

ضحكت موزة والتفتت بسرعة لليلى وحظنتها وهي تقول: "هييييييييه.. أدري.. "

ليلى: " وانتوا الاثنين لايقين على بعض.. الحين لازم نفكر كيف نخليه يحس بوجودج.."

موزة: " ما ادري.. هالشي وايد صعب.. "

ليلى: "لا تحاتين.. بنفكر بشي.. "

موزة: " يعني انتي مب متظايجة ؟"

ابتسمت ليلى وقالت لها : " وليش اتظايج؟ ما في انسان كامل .. وبعدين هالموقف صار من ثلاث سنين.. المفروض انساه.."

بس ليلى كانت تعرف انها ما بتقدر تنساه.. وتعرف انه رايها في مبارك ما بيتغير ورغم اللي قالته لموزة بتم تحتقره في داخلها ..

.

.

مبارك في هالوقت كان توه واصل البيت وعقب ما نزلت فاخرة ويا خلود يلس في السيارة شوي.. عيونه كانت على الولاعة اللي في إيده .. ملامح ويهه مرتبكة.. وأفكاره كلها تتعلق بليلى.. ليش اطالعته بهالنظرة ؟ كانت نظرة غريبة.. مزيج من الكره والظيج والاحتقار.. بس هي ما تعرفه ... هاي أول مرة يشوفها فيها.. ليش اطالعته بهالنظرة؟ وليش يهمه هالشي؟

حس مبارك بحزن فظيع يسيطر عليه.. حزن تسرب من داخل اعماقه وانتشر في الهوا اللي يتنفسه.. وفجأة.. كل شي حواليه صار ميت وبدون أي طعم أو لون.. كل شي تغير عقب هالنظرة من عيونها..

.

في الجانب الآخر من العين.. وفي مطعم واحد من الفنادق الراقية كانت ياسمين يالسة ويا شيخة.. يتريون الجرسون اييب لهم العشا اللي طلبوه.. الأجواء كانت شاعريه هني.. الموسيقى الهادية .. الهمسات الخفيفة من الناس اللي يتعشون.. ومنظر المسبح اللي يطل عليه المطعم .. كل شي كان حلو.. ورغم هذا كانت ياسمين على وشك انها تنفجر وتصيح..

عبدالله كان قاهرنها.. ومعاملته لها خلتها تحس انها ملكه.. وهالاحساس تكرهه ياسمين.. حتى ابوها ما حسسها بهالشي من قبل.. ولا حتى امها اللي كانت تحاول تسيطر عليها.. والحين عبدالله ينجلب مرة وحدة يحاول يكتم انفاسها؟

شيخة بعد كانت سرحانه.. كانت مقهورة من ياسمين.. الفيلا اللي شافتها اليوم احلى من الخيال.. وياسمين ما تستاهلها.. في شو تختلف عنها ياسمين عشان تحصل كل هذا وهي ما عندها غير غرفة في بيت أم فهد.. ؟

ياسمين: " شويخ .. انتي ما تبين يهال؟"

كان السؤال مفاجئ جدا لدرجة انه شيخة بطلت عيونها ع الاخر وهي تطالع ياسمين باستغراب وقالت لها في النهاية وهي تبتسم: "ما في حرمة في العالم ما تبا يهال"

ياسمين: "امبلى في.. أنا مثلا ما ابا هالشي.."

شيخة: "بس انتي حامل.."

ياسمين: " صدقيني هالياهل بيكون الوحيد.. عمري ما حبيت اليهال.. وما اعرف اتعامل وياهم.."

شيخة: " يوم يكونون هاليهال عيالج بتحسين بإحساس ثاني.. وبتتعاملين وياهم بشكل طبيعي وعفوي.. صدقيني باجر يوم بتجربين هالشي بتتمنين تييبين الثاني والثالث والرابع بعد.."

ياسمين: " شكلج تحبين اليهال.."

شيخة: "مب سالفة اني احبهم.. بس.. يوم تكبرين، محد يبجالج الا عيالج.. وبعدين انا عندي نظرية.."

ياسمين: "شو هي؟ "

شيخة: " أكيد في يوم من الايام بموت.. وعيالي هم اللي بيحيون ذكراي عند الناس.. يعني أي حد يشوفهم بيتذكرني.. بس إذا مت وانا ما عندي عيال.. صدقيني في يوم من الايام بتنمحي ذكراي من الدنيا تماما.."

ابتسمت ياسمين.. وسألتها: " عيل ليش للحين ما حملتي؟"

للحظة تهيأ لياسمين انها شافت لمحة حزن في عيون شيخة.. بس هاللمحة اختفت بسرعة لدرجة انه ياسمين شكت اذا كانت فعلا شافتها وابتسمت لها شيخة بشجاعة وقالت: " الله ما كتب لي هالشي.. "

تنهدت ياسمين.. ما في حد مرتاح في هالدنيا.. كلٍ له همومه.. حتى شيخة ..

مرت الدقايق ويابو العشا واندمجت ياسمين في سوالفها ويا شيخة ونستسالفة عبدالله .. وعقب فترة .. اتفاجأت انها كانت تضحك من خاطرها على سوالف شيخة .. بس كانت ملاحظة انه الطاولة اللي مجابلتنهم واللي كانت فاضية قبل شوي.. يلسوا عليها شلة شباب.. أربعة بالتحديد.. وكانوا يرمسون ويطالعونهن وواحد منهم أشر عليهن بكل وقاحة..

شيخة انتبهت لنظرة ياسمين والتفتت وراها عشان تشوف منو اللي يالس هناك وعلى طول ردت تصد جدام وويهها كان احمر من الخاطر.. وفي خاطرها كانت تقول هذا شو يابه هني الحين؟

ياسمين انتبهت لملاح شيخة اللي تغيرت وسألتها : " شو فيج تلخبطتي؟ تعرفينهم؟ من اهلكم ؟؟"

اطالعتها شيخة بتوتر ولاحظت ياسمين انه ايدها ترتجف وقالت وهي عاقدة حياتها: " ها؟ لا لا .. ما اعرفهم.."

ياسمين: "عيل شو ياج؟؟"

شيخة: "ما شي.. ماشي.."

بس الريال الوقح اللي أشر عليهم اقترب من طاولتهم وسحب الكرسي ويلس وياهم وهو يطالع شيخة ويبتسم.. ومن كثر ما انصدمت ياسمين من حركته وقفت بقوة وردت على ورا وهي مبطلة عيونها ع الاخر.. والطاولة اللي حذالهم – واللي كانوا يالسين عليها اثنين اجانب- اطالعوهم باحتقار وردوا يكملون أكلهم..

ياسمين: "شو قلة الادب هاذي؟؟ انته منو تتحرى عمرك؟؟"

ابتسم لها الريال بعذوبة وقال: " ماله داعي تحرجين غناتي.. ردي ايلسي انا ما بطول .."

شيخة كانت منزلة راسها وعيونها على صحن السلطة اللي جدامها .. وياسمين كانت تطالعها وهي مصدومة وردت قالت للريال : " لو سمحت رد مكانك.. ولا بخبر السكيوريتي يتصرفون وياك.."

الريال تجاهلها وصد صوب شيخة وقال: " شواخ خبري ربيعتج تيلس احسن لها.. انتي تعرفين شو اللي ممكن اسويه.."

اطالعته شيخة بنظرة توسل وقالت له: "مروان بلييز .."

مروان: "قولي لها تيلس.."

انصدمت ياسمين يوم سمعته يقول اسم شويخ واطالعتها بحقد.. : " مب توج تقولين انج ما تعرفينه؟"

شيخة: " ياسمين بليز ايلسي بفهمج كل شي عقب شوي.. الله يخليج..!!"

انقهرت ياسمين منها .. وكانت بتذبحها يوم طرت اسمها جدامه.. بس رغم هذا يلست وهي ساكتة وتمت تطالعهم ببرود..

مروان: "حيا الله ياسمين.. اسم على مسمى الصراحة.."

ياسمين: "احترم نفسك.."

ابتسم مروان وتجاهلها وقال لشيخة: " اسمعي انتي.. لا تتحرين اني زغت من هذا اللي مطرشتنه يهزبني .. ترى هالحركات معروفة وإذا هو صج ريال خل يجابلني.. وصورج ما بتشوفينهن إلا يوم أنا بقرر هالشي.. تفهمين؟؟"

سكتت شيخة وكانت الدموع بادية تتجمع في عيونها..

اطالعها مروان باحتقار وغمز لياسمين ووقف وهو يقول لها: " يوم بتهدى أعصابج وبتفكرين عدل.. ترى رقمي عند هالعنز اللي يالسة حذالج.. أوكى غناتي؟"

ياسمين: "سافل!!"

مروان: " هلا والله!!.. ما يبتي شي يديد.."

راقبته ياسمين وهو يضحك ويرد طاولته ويا ربعه اللي كانوا يطالعونهم وعلى ويوههم ابتسامة خبيثة.. وحست انها رخيصة .. ووصخة ومغفلة.. ويوم اطالعت شيخة شافتها تمسح دموعها بطرف شيلتها..

ياسمين: "قومي بنرد البيت.."

هزت شيخة راسها من دون ما تطالعها وقامت هي وياها عقب ما دفعوا الحساب وردوا البيت.. ياسمين بتحاسبها عقب.. وبتخبرها شو رايها فيها بالضبط.. الحين ما تبا تفقد اعصابها لأنها عادي تذبحها.. شيخة ما كانت قادرة تسوق ، وعشان جي ساقت ياسمين بدالها.. وفي الدرب .. وهي تسمع صوت صياح شيخة.. حست ياسمين بخوف كبير.. خوف من المستقبل اللي يترياها.. إذا كانت من الحين طفرانة وعايشة حالة ملل فظيعة في زواجها وعلاقتها ويا عبدالله.. هل في احتمال ولو بسيط انها في باجر تصير شرات شيخة؟؟ ادور الإثارة والحب في مكان ثاني غير بيتها؟

كانت فكرة مخيفة..

ومقرفة..

بس كان لها تأثير كبير على ياسمين..

وهي غرقانة في بحر أفكارها، ما انتبهت ياسمين للسيارة اللي مرت حذالهم عند الدوار.. ولا انتبهت لعبدالله اللي كان يطالعها بصدمة من جامة سيارته.. وهو يغلي في داخله من القهر اللي حس به يوم شافها..

الساعة تسع فليل ، كان مايد يالس غرفته يفكر.. في فهد ولد خالوته صالحة.. هل هو مغفل؟ أو مجرد انه انسان طيب؟ مايد ما يعرف جواب هالسؤال بس اللي يعرفه انه ما يستاهل كل اللي تسويه فيه شيخوه.. تنهد بتعب .. صار له كم يوم وهو يفكر شو ممكن يسوي بكل المعلومات اللي يعرفها عنها.. لازم يلقى له حل وبسرعة.. شيخوه بعدها ما انتشرت سوالفها في كل مكان ومايد ما عنده وقت.. لازم يتصرف بسرعة قبل لا تصير سيرتهم على كل لسان..

قطع عليه حبل أفكاره صوت دق خفيف على باب غرفته.. انجلب مايد على بطنه والتفت صوب الباب وهو يسأل بصوت عالي: "منو؟"

تبطل الباب ووايجت سارة من وراه وهي تبتسم بتردد..

مايد: "ها سارونا؟ شو عندج؟"

سارة: "ما اعرف احل الواجب.."

مايد: " وين كتابج؟"

مدت سارة إيدها جدام عشان يشوف مايد الكتاب والقلم اللي في إيدها .. كان كتاب الرياضيات للصف الثاني الابتدائي.. وهالكتاب صج يرفع ضغط مايد.. بس شو يسوي .. لازم يساعدها..

مايد: "تعالي.. بحاول افهمج.. أنا ما اعرف ابلتج هاذي شو شغلتها.."

سارة: " أبلتنا قالت حلوه في البيت.."

مايد (بعصبية): " هى تراها يوم ما تعرف تفهمكم فرت المسئولية علينا نحن.. الحين انتو يهال صف ثاني.. وين بتحفظون جدول الظرب؟"

اطالعته سارة باستغراب وهي تتمدد عداله ع الشبريه وتنهد مايد وابتدا يفهمها المسائل .. بس في داخله كان مستانس انه سارة تلجأ له هو يوم تتوهق في أي شي.. بس سارة كانت فعلا متوهقة.. شغلات وايدة تستوي لها هاليومين ومب لاقية لها أي تفسير .. وعمرها الصغير يخلي مواجهتها لهالشغلات مواجهة ضعيفة.. وعشان جي كانت تحس بمزيج من الخوف والراحة.. كل ما تتعرض لموقف من هالمواقف..

سارة: "مايد؟"

مايد (وهو يحاول يفهم المسألة المعقدة): "هممم؟"

سارة: "بقول لك شي بس بتصدقني؟"

مايد: "وليش ما أصدقج؟ قولي.."

سارة: " والله العظيم اني مب جذابة.."

مايد: " محد قال انج جذابة سارونا لا تحلفين.. شو فيج؟"

قربت سارة ويهها من ويهه وقالت وهي تحط عينها في عينه: "في حد يرمسني فليل.."

اطالعها مايد بعبط في البداية وعقب ابتسم وقال لها وهو يطالعها بذكاء: " منو يرمسج؟"

سارة: " ما اعرف.. ما أشوفهم.. بس أسمع صوتهم.."

مايد: " يا غبية هذا يسمونه حلم.. انتي تحلمين ويتهيأ لج انه هالشي صج"

سارة: " لا لا .. مب حلم.. حقيقة!!.. أنا متأكدة.."

مايد: "لا تحاولين.. هذا حلم.. منو مثلا بيرمسج فليل؟؟ اليني؟؟"

سارة: " ما اعرف.. "

مايد: " انزين وشو يقول لج الصوت اللي يرمسج؟"

سارة: " ما اعرف.. نسيت.. بس يسولف ويايه.."

مايد: " يسولف؟ ليش انتي تردين عليه؟؟"

سارة: "قبل كنت اخاف.. بس الحين ارد عليه.. ونسولف واااايد.."

مايد: " هذا اللي ما احبه في اليهال.. تيلسون تتخيلون انه عندكم ربع خياليين.. انتي مب أول وحدة.. حتى انا يوم كنت صغير كان عندي صديق خيالي.. صديقي كان من سلاحف النينجا.."

سارة: " بس انا ما اتخيل.. مايد والله انه يرمسني.."

مايد: " انزين خلاص صدقتج.."

سارة: "بس لا تخبر احد.."

مايد: " ما بخبر احد.. هذا سرنا اوكى؟"

ابتسمت له سارة وقالت: "اوكى"

وردوا اثنيناتهم يحلون المسائل.. سارة في داخلها كانت مرتاحة انها خبرت مايد بالشي اللي كان شاغل تفكيرها.. ومايد في داخله شوي وبينفجر من الضحك على سخافة اخته.. وتخيلاتها.. واللي ما يعرفه انه هاذي كانت صرخة استنجاد من سارة اللي كانت تايهة في دوامة الخوف والحيرة.. وانه مصارحتها له بالاشياء اللي تدور في حياتها يمكن ما تتكرر في المستقبل.. وانه هالحوار اللي استخف به الحين.. يمكن يرد له بعدين ويفكر فيه عدل..

.

.

الساعة 11 فليل ، كانت ياسمين توها بتحط راسها ع المخدة يوم دش عبدالله الغرفة وصك الباب وراه بكل قوته.. غمضت ياسمين عيونها بألم.. الصداع كان ذابحنها واللي استوى لها اليوم خلاها مهزوزة ولايعة جبدها..

عبدالله اطالعها والشرر يطاير من عيونه وقال لها بنبرة حادة وصوت عالي: " يعني سويتيها وظهرتي من دون شوري.."

تنهدت ياسمين وقالت له بتعب: " ممكن نرمس في هالموضوع باجر؟؟ أنا راسي يعورني وابا ارقد.."

عبدالله: " بترمسيني الحين وبتخبريني شو اللي خلاج تظهرين رغم اني قلت لج ما شي طلعة.."

ياسمين: " عبدالله قلت لك ما اروم أرمس الحين.."

عبدالله كان يزاعج الحين: " مب بكيفج تحددين اذا بترمسيني ولا لاء.. غصبن عنج بتسمعين اللي بقوله "

وقفت ياسمين جدامه واطالعته بقهر: " لا فديتك.. أنا حرة في اللي اسويه.. ومب عشانك ريلي تتحرى انك بتتحكم فيني.. انته يوم خذتني كنت تعرف اني اطلع بروحي وانه محد يتحكم فيني.. والحين يوم خذتني اونك بتغير عاداتي؟؟ الحين استقويت عليه؟؟ بقول لك شي.. احمد ربك يوم انه وحدة شراتي خذتك انته اوكى؟"

يرها عبدالله من أيدها ورص عليها بقوة . كانت في عيونه نظرة غضب ما شافتها من قبل بس هالنظرة واجهتها نظرة برود فظيعة من ياسمين.. عبدالله ما رمس.. ولا رد عليها.. تم بس يطالعها بهالنظرة وفجأة هد إيدها وظهر من الغرفة .. وسمعت ياسمين صوت باب غرفة النوم الثانية يتبطل وقالت في خاطرها: "أحسن بعد.. " وتنهدت بتعب وحطت راسها ع المخدة وبدون أي تفكير رقدت.. بينما عبدالله في الصوب الثاني كان يالس على الشبرية يطالع الفراغ.. وكلام ياسمين اللي قالت له اياه يقطع قلبه بكل بطء وألم..

.

.

يوم الأربعا.. كان يوم هادي جدا.. ومحمد اللي كان يالس في المكتب، كان ملان.. واتصل بمنصور..وسأله إذا يروم يمر عليه المكتب.. ويسولف وياه..

منصور: " أنا في الصناعية الحين.. بمر عليك عقب نص ساعة أوكى؟"

محمد: " خلاص.. أترياك.. "

عقب نص ساعة كان منصور عنده ويخبره عن موتره اللي ما يعرف شو ياه فجأة قام يطلع صوت غريب.. واتفقوا اثنيناتهم يسيرون بيت منصور عشان اييبون ماكينة السيارة اللي اشتراها منصور أمس وعقب يسيرون الصناعية عشان يركبونها حقهم في الموتر..

وعلى طول طلعوا اثنيناتهم من المكتب وساروا بيت منصور ودش محمد وياه في الحوي وهني التفت له منصور وقال: " انا يوعان.. شو رايك نتريق وعقب نسير الصناعية؟"

ابتسم له محمد : " ما عندي مانع .. أنا بعد بموت من اليوع.."

منصور: "اوكى عيل.. انته سير الحديقة اللي ورا وايلس على الطاولة اللي صوب الحوض.. وانا بسير اشوف شو مسوين ريوق وبخليهم يحطون لنا..وبييب الماكينة عشان تشوفها.. "

محمد: " محد هناك؟"

منصور: "في الحديقة؟ لا لا محد.. "

محمد: " خلاص.. لا تبطي.."

منصور: "أوكى.."

مشى محمد وهو منزل راسه ويوم وصل لمكان الطاولة يلس يتريا منصور.. وعقب دقيقة.. حس بحركة وراه بس ما قدر يصد عشان يشوف منو اللي كان واقف هناك.. بس يوم سمع صوت حد يرمسه تيبس في مكانه وتم قلبه يدق بقوة..

كان صوت مريم..

وكانت تناديه..

تلفت محمد حواليه باستغراب وخوف بس ما شافها.. وهني سمع صوتها تقول له: "لا تحاول.. ما بتشوفني.. ع العموم انا بس ابا اسألك سؤال واحد.. واباك تجاوبني بصراحة وبسرعة قبل لا يرد منصور.."

محمد: "سؤال؟"

مريم: "هى .. يمكن هالفرصة ما تتكرر مرة ثانية وانا محتاجة اسمع الجواب منك انته.."

سكت محمد وحاول يقرر من وين الصوت ياي.. وعقب انتبه انه سيارة منصور الستيشن مبركنة وراه وهي أكيد واقفة وراها.. ويوم انتبه انها ساكتة سألها: " شو هالسؤال؟"

مريم: "انته شو تبا مني بالضبط؟ ليش مصرّ انك تخطبني؟؟ انت تعرف اني مريضة.. صح ولا لاء؟"

محمد تم ساكت.. كان متوتر وقلبه يدق بسرعة.. واللي كان قاهرنه انه كان مستحي.. مستحي منها وقافط ومب عارف يرد عليها..

تنهدت مريم وقالت له بحزم: " أرجوك ودرني في حالي.. اخر شي احتاجه هو انك تشفق عليه محمد.."

هني محمد صج حرج.. ولو كانت جدامه جان اطالعها بنظرة تستحقها.. بس رغم هذا رمسها بصوت هادي عشان لا يجرحها وقال لها: " اسمعيني مريم.. مب انا اللي أظيع عمر بحاله ويا وحدة بدافع الشفقة.. أنا مب مغفل.."

تنفست مريم بصعوبة وسألته وهي تحس بغصة في حلجها: "عيل ليش؟؟"

محمد: " تذكرين يوم قلت لج اني احبج في روما؟؟؟ يومها قلتي لي انه كلمة حب مب لعبة.. وانا يومها كنت جاد بكلامي .. للأسف انتي ما انتبهتي لهالشي.. وما ادري متى بتنتبهين له"

مريوم تمت ساكتة عقب ما سمعت هالرمسة.. ومحمد كمل كلامه بسرعة قبل لا يرد لهم منصور.. وقال: " الحين دوري انا أسالج.. انا برمس اهليه ايونكم الخميس الياي.. بس قبل لا ارمسهم ابا اعرف انتي شو رايج؟؟"

مريوم استحت وتمت ساكتة وفي داخلها ابتدت تتكون مشاعر مختلطة من الراحة والفرح..

محمد (برقة): " مريم.. بليز ردي عليه.."

ضحكت مريم ضحكة خفيفة وما وعت الا وهي تقول له بصوت واطي: " هييه.."

هني وصل منصور وصينية الريوق في إيده ومريوم تمت متجمدة في مكانها وهي تعرف انه منصور ممكن يشوفها في أي لحظة وهي واقفة ورا السيارة..

محمد وحليله حس فيها وعلى طول قال لمنصور..: "انا غيرت رايي قوم بنتريق في المول"

منصور: "نعم.؟؟؟ ليش ان شالله؟؟ "

محمد: " بس جي.. من دون سبب.. حسيت بظيج.. ياللا عاد منصور "

منصور: "وهالريوق شو بسوي به؟"

وقف محمد وابتدا يمشى ومنصور غصبن عنه لحقه وهو يسأله: "بلاك انجلبت مرة وحدة؟؟ تخبلت محمد؟؟"

اطالعتهم مريم وهم سايرين وتنفست براحة وعلى طول ركضت صوب باب الصالة وعقت عمرها على القنفة.. وابتسمت ابتسامة حالمة وهي تفكر بمحمد.. يحبها.. ما كان يقص عليها.. محمد يحبها..

مرت أشهر حمل ياسمين بطيئة.. ومتعبة.. ومملة.. كانت كارهة كل شي حواليها.. عبدالله من الليلة اللي علت صوتها عليه في غرفتهم وهو متجاهلنها تماما ولا كأنها موجودة.. يتغدى ويتعشى في بيت أمه أو ويا ربعه برى البيت وينام في الغرفة الثانية عقب ما نقل ثيابه واغراضه كلهن هناك.. الرمسة اللي سمعها من مرته جرحته وايد واللي جرحه أكثر انها ما فكرت تعتذر أو حتى تبين له انها ندمانه.. كانت عايشة حياتها بشكل طبيعي وعبدالله يشك في داخلها انها مستانسة ومرتاحة جي وهي بعيدة عنه.. كل شي كان يمشي بعكس اللي خطط له.. حياته كلها كانت معتفسه فوق حدر.. مبارك من يوم طلع من الشركة وخذ وياه أكبر مشاريعها وعبدالله مب مطمن.. كان قاعد في مكتبه يراقب الزباين والمستثمرين وهم يعتذرون له ويعطونه الف سبب وسبب يخليهم يلغون عقودهم وياه.. وعقب اسبوع بالضبط يوصله خبر انهم تعاقدوا ويا مبارك..

 

كان متوتر وحياته الخاصة ويا مرته متعبتنه أكثر.. كان متوله عليها من الخاطر.. كل ما يشوفها يتمنى يقعد وياها ويلوي عليها .. يتمنى يطمن عليها.. بس هي بنت حاجز بينها وبينه.. وبينت له أكثر من مرة انه هالحاجز مريحنها.. أكثر من مرة يا دريول أهلها وخذها دبي .. وكانت اتم هناك بالأسابيع.. وفي الشهر التاسع من حملها استوى هالأمر عادي عند عبدالله.. حتى لو ما كان مرتاح من الوضع الا انه تعود عليه خلاص..

 

تعود يعيش بروحه.. مثل ما كان متعود على هالشي طول عمره..

 

وياسمين فعلا كانت مرتاحة للوضع.. رغم انه الحمل ملوع لها بجبدها ورغم انها كانت خايفة انه جسمها يخترب عقب الولادة.. بس كانت في داخلها تعرف انه هالياهل بيغير اشيا وايدة في حياتها وبيفيدها أكثر مما كانت تتوقع..

 

عبدالله رغم انه كان مطنشنها إلا انه كان حاط لها مبلغ كبير في حسابها وكانت تطلع وتشتري لها اللي تباه ..

 

محمد في هالاشهر خطب مريوم.. ورغم انه عبدالله كان رافض هالشي لأنه مريم مريضة إلا انه محمد كان مصر على رايه وفعلا تمت الخطوبة على خير .. وعقب 3 أشهر تزوجوا وسافروا شهر العسل نيويورك لأنه محمد يبا يودي مريوم عند دكتور متخصص هناكي..

 

وتمر الأيام وشيخة على نفس حالتها.. حبها لحارب (عايشة) كل يوم يكبر ويزيد.. احساسها بالفضول تجاه هالشخص اللي قدر يقاوم كل إغراءاتها وما حاول للحين انه يستغلها أو حتى يسمع صوتها.. احترامها له .. وقوته اللي فرضها عليها خلت شيخة تتخلى عن كل شي وعن كل حد وتعيش أيامها بس على أمل انها في يوم من الايام ممكن توصل له وتخليه يحبها مثل ما هي تحبه.. ريلها فهد كان كالعادة غافل عنها .. أيام الاسبوع يقضيهن في دبي ونهاية الاسبوع تمر بسرعة وما يلاحظ فيها التغيرات اللي بدت تطري على زوجته.. ما لاحظ أو تجاهل انها دوم سرحانة.. وانها تنزعج منه يوم يرد في الويك اند..

 

واستمرت الأمور على حالها..

 

لكن اللي صار في آخر أسبوع من حمل ياسمين غير الأحداث كلها

كان يوم مشمس وحار جدا جدا في نيويورك والحرارة مرتفعة لدرجة 41 الساعة 12 الظهر رغم انه شهر 3 .. محمد كان توه ناش من الرقاد وواقف عند دريشة غرفة النوم يطالع الشارع المزدحم في هالساعة ويتريا مريم تنش عشان يطلعون يتغدون..

اسبوعين مروا على زواجهم ومحمد عمره ما توقع السعادة اللي كان يحس بها في هاللحظة.. وكأنه فراغ كبير في داخله امتلا قناعة ورضا.. في هاللحظة.. وهو في شقتهم في ويست سايد ، نيويورك.. كان محمد أسعد انسان في الدنيا.. التفت محمد صوب مرته وابتسم بحنان.. مريم تحب الرقاد.. شرات القطوة إذا خليتها راقدة مستحيل تنش.. اقترب منها محمد وتمدد حذالها على الشبرية وقرب ويهه من ويهها.. وتم يطالع ملامحها وهي راقدة.. ومن هالمسافة الجريبة شم محمد ريحة شعرها اللي يموت فيها .. كانت محنية شعرها قبل يومين ومحمد يتخبل على ريحة الحنا في الشعر... شعرها كان في كل مكان.. ع المخدة وعلى جتفها وعلى طرف اللحاف.. ومحمد كان خاطره يلعب به ويمسح عليه. بس ما كان يباها تحس به وهو يطالعها.. شكلها كان وايد حلو.. وملامحها هادية ومرتاحة.. ما كان يبا يخرب على عمره هاللحظة..

بس عقب دقيقتين.. ما قدر يتحمل وحط ايده على خدها وحاول يوعيها..

محمد: "مريامي... مريامي.."

بس مريوم ما اتحركت.. ورد محمد يمسح على خدها.. : " مرياااامي.. نشي !!"

انتبهت مريم بس ما بطلت عيونها واعتفس ويهها وهي تمد شفايفها بدلع..: "هممممم؟؟"

محمد: " ياللا عاد نشي .. مليت وانا اترياج تنشين.."

مريم (وهي بعدها مغمظة عيونها): "ما اروم.. رد ارقد حماده.."

استند محمد على كوعه واطالعها بقهر وقال: "حمادة؟؟ مريوم لا تزقريني حمادة!!!"

هني مريم ابتسمت وهي مغمظة عيونها وتذكرت قبل لا تسير المطار ويا ريلها انه سارة زقرته حمادة وتظايج وايد.. ومن ساعتها وهي ما تزقره الا حمادة.. ويوم سمعته يتحرطم ضحكت غصبن عنها وبطلت عيونها واطالعته بكسل..

مريم: "نعم؟ شو تبا؟ ليش مقعدني من الفير؟"

محمد: "الحين الفير؟ مريوم الساعة 12.. يوعااان ابا اتغدا"

ابتسمت له مريم وردت تتلحف وقالت له عقب ما غمظت عيونها: " وليش مقعدني ؟ منو قص عليك وقال لك اني اعرف اطبخ؟"

محمد: "أدري ما تعرفين.. قومي بنظهر .. بنتغدى في 21"

بطلت مريم عيونها: "وين؟؟"

محمد: "21 .. هذا المطعم اللي مجابلنا.."

مريم: " مابا.. هالمطعم من اسمه مبين عليه مب شي.."

محمد: " ياللا عاد قومي..!!"

طنشته مريم وتمت راقدة وتنهد محمد باستسلام وهو يطالعها.. وفجأة يته فكرة وابتسم بشطانة وير عنها اللحاف بقوة.. وعلى طول شهقت مريوم واطالعته بنظرة معناتها "إذا ما رديت اللحاف بتنجتل" بس محمد تجاهل هالنظرة وشل مريوم عن الشبرية وهي تزاعج وتضحك في نفس الوقت ووداها الحمام عشان تغسل ويهها وتتنشط.. ويوم وصلوا للحمام كانت مريوم ميتة من الضحك واعلنت استسلامها ..

مريم: " خلاص خلاص بسير وياك والله تنزلني محمد والله.."

محمد: " بنزلج.. بشرط.."

حطت مريوم عينها في عينه وسألته وهي تبتسم: "شو الشرط؟"

محمد: "أبا بوسة.."

ابتسمت مريوم ابتسامة عريضة وقربت ويهها من ويه محمد .. وفي هاللحظة نزلها محمد وقال وهو يضحك: "اغسلي اسنانج قبل..! هههههههه"

انقهرت مريوم منه وشلت المجلة من فوق الطاولة الصغيرة اللي حذالها وفرتها عليه بس للأسف ما صابته ويوم شافته بعده يضحك دشت الحمام وصكت الباب وراها بقوة ويلس محمد نص ساعة يحاول يراضيها.. ويوم سامحته طلعوا اثنيناتهم وراحو المطعم وطول الوقت ومحمد ميود إيدها وكل ثلاث دقايق يرفع ايدها لشفايفه ويبوسها..

كانت جميلة.. مرحة.. وقلبها صافي..

وفي لحظات مثل هاذي..

كان ينسى تماما انه حبيبته مريضة.. وانه في نيويورك عشان يوديها عند الطبيب المختص

 

 

في المطعم، وعقب ما طلبوا الغدا وقبل لا اييبون لهم طلبهم.. سلت مريم نفسها وهي تطالع اللوحات المعلقة جدامها على اليدار.. والحرمة العيوز اللي كانت مجابلتنها في الطاولة الثانية وتطالعها باستغراب (أو يمكن باحتقار) لأنها متحجبة. كانت مريوم بترد عليها بنفس النظرة بس صوت محمد خلاها تشل عينها عنها وتطالعه هو بدالها..

محمد: " كيف كان شكلج وانتي ياهل؟"

تفاجئت مريم من سؤاله وابتسمت وهي تقول: " كنت ضعيفة وقصيرة وشعري كان دوم كشة.. "

ابتسم محمد وهو يتخيلها وكملت مريوم: " وكنت استحي وايد.. وأخاف من كل شي.. وكنت اكره الروضة"

محمد: " منو كان يحبها؟ أنا سرت يومين أو ثلاثة بس وعقب ما طعت أسير.. أمي وحليلها كانت توديني وتيلس ويايه للفسحة بس عشان اتعود ع الوضع من دون فايدة"

مريم: " هههههه.. أنا كنت كل يوم الصبح اصيح.. امايه تيرني عشان اطلع برى والحق ع الباص وانا ارافس وازاعج جني خبلة ما أبا اركب.. واتم متعلقة في الباب ولاصقة فيه .. وفي النهاية سواق الباص يدخلني بالقوة ويسير "

محمد: " هههههههههههههه.. وحليلج مريوم!"

مريم: " وانته؟ كيف كان شكلك ؟"

محمد: " أنا كنت دبدوب وأبيض جنى زلمة.. وكنت البس نظارة.. نظري ضعيف من يوم كنت ياهل.. وكنت هادي وما ينسمع لي حس في البيت.. وكنت استحي العب ويا البنات"

ابتسمت له مريم بحنان ومدت ايدها وحطتها على ايده فوق الطاولة.. ورد لها محمد الابتسامة وهو يفكر انه عمره ما كان على طبيعته ويا أي شخص في هالدنيا إلا وياها هي.. في هالاسابيع الاخيرة اللي عاشها وياها كان يكتشف في داخله انسان يديد يتكون على ايدها.. انسان ثاني له هدف في الحياة .. إنسان يحب.. ومع انها للحين ما قالت له انها تحبه بس محمد كان يحس بمشاعرها تجاهه.. وكل ما يتأمل عيونها ويشوف حبه منعكس فيهن.. كان يحس بفخر كبير انها مرته.. وحبيبته هو..

 

عقب ما تغدوا وخلصوا.. طلعوا من المطعم وانصدموا من الحرارة الفظيعة اللي برى.. صيف نيويورك كان اشد عن صيف العين والرطوبة كانت رهيبة لدرجة انهم كانوا يتنفسون بصعوبة ورغم هذا مريوم ما كانت تبا ترد الشقة وتمشوا هم الاثنين في الشارع وفي دربهم مروا على واحد يعزف موسيقى الجاز ووقفت مريم تسمعه وهي مستغربة انه يعزف في الشارع والناس يمرون ولا جنه شي غريب جدامهم .. لو كانوا في البلاد كل حد بيتيمع عليه..

كملوا دربهم وساروا الحديقة وشافوا مجموعة يهال عندهم قوارب خشبية صغيرة تتحرك بالرموت كنترول يالسين عند البحيرة يلعبون وسارت مريوم ووقفت على الجسر اللي فوق البحيرة تطالعهم من فوق وهم يتسابقون.. وفي داخلها كانت تفكر بعيالها اللي بعدهم ما انولدوا.. تباهم يكونون حلوين.. شرات هالولد اللي ميود القارب الحين.. وتبا عيونهم تكون نفس عيون محمد بالضبط..

محمد كان يطالعها بإعجاب.. خدودها صار لونهن وردي بسبة الحر.. وابتسم وهو يفكر انه شكلها وهي واقفة هني ووراها هالبنايات والأشجار والبحيرة.. وفي عيونها هالنظرة الرومانسية الحالمة.. كأنها صورة في مجلة أو مشهد من فيديو كليب .. وهالشي خلاه يحس برغبة كبيرة انه يغني لها وحدة من هالاغاني السخيفة اللي كل كلماتها " حبيبي " و"أحبك" .. عمره ما حس بهالاحساس.. انه مب قادر يشبع منها مهما اطالعها ومهما كان جريب منها .. وكان متأكد انه حتى لو صبها في كوب وشربها بعده ما بيشبع منها.. إحساس غريب.. ولذيذ في نفس الوقت.. هذا كان احساسه في هاللحظة..

اطالعته مريم وعيونها كانت تلمع وهي تسأله: "من متى وانته تعرف منصور ؟"

وهني ابتدا محمد يغني.

محمد: " يسألووووني ليه أحبك.. حب مااااا حبه بشر.. وليييييييه انتي في حياتي.. شمسهاااااا وانتي القمر.. وليه صوتك لو وصل.. صحراي يملاها الزهر.. علميييهم يالحبيبة.. آاااه ياااا أغلى حبيبة"

بطلت مريم حلجها واطالعته بعبط..

اقترب محمد ويود ايدها: "يسألوني ليتهم مثلي يعيشون الهوى.. الاصابع في الايدين الواحدة ما هي سوى.. عندهم حبك طبيعي وعندي فوق المستوى.. فهميييهم يالحبيبة.. آاااه آاااه يا أغلى حبيبة"

مريم: "أنا.. محمد.. آاا" ما عرفت مريم شو تقول وتمت تتلفت حواليها بس محد كان مهتم لهم.. فردت تطالعه وابتسمت وهو ولا هامنه ... يطالعها ويكمل الاغنية.. : "يسألوني وفي شفاتي يرتعش حر الجواب.. ما دروا انتي بحياتي راحتي وانتي العذاب.. وانتي حلمي اللي عشقته وطار بي فوق السحاب.. خبريهم يالحبيبة. آااه يا أغلى حبيبة"

وهني باسها محمد على طرف خشمها ولوى عليها بقوة وهي تضحك.. وفي هاللحظة طلعت منها الكلمة اللي كان خاطره يسمعها من زمان.. وهمست له في إذنه بكل رقة: " محمد....أحبك.."

في الإمارات الساعة كانت 12 في الليل.. وكل حد في بيت أحمد بن خليفة كان راقد.. البيت مظلم والهدوء فظيع.. وفي الطابق الأول .. في أول الممر.. كان باب غرفة أمل وسارة مبطل عشان لا يزيغن وهن راقدات.. أمل كانت راقدة على طرف الشبرية وأي حركة ممكن تخليها اطيح ع الارض.. ولحافها سبقها وطاح تحت ورغم البرد إلا انها ما كانت حاسة وتمت راقدة في مكانها بدون حركة..

وفي الطرف الثاني من الغرفة.. بعد كومة الدباديب اللي على الأرض وشنط المدرسة وبيت العرايس.. كانت سارة راقدة رقاد متقطع في فراشها .. لحافها ملتف عليها شرات المومياء وكانت راصة على عيونها حيل .. كانت خايفة تبطل عيونها.. في ظلام الغرفة كانت خايفة اذا بطلت عيونها انها تشوفهم.. تشوف الناس اللي يرمسونها دوم.. كانوا دوم يرمسونها في الليل.. يوم يكون كل حد راقد وهي بروحها تسمعهم.. وفي شي في داخلها متأكد انها اذا بطلت عينها وشافتهم بياخذونها.. وبيودونها مكان بعيد هي ما تبا تسير له..

ارتجفت سارة وهي تسمع الهمس المعتاد في إذنها: "سارة.. سارة.."

كان الصوت ياي من داخلها وعشان جي مب قادرة تحدد مصدره. تحسه ينبع من راسها والصوت يبتدي خفيف وبهمس شرات صوت اليهال..

" سارة.. سارووووونا.."

رصت سارة عيونها حيل ورفعت لحافها لخشمها .. وفي هاللحظة تذكرت يدوتها يوم تقول انه اسم الله يطرد الشياطين.. بس ما تجرأت تبطل حلجها عشان تسمي .. و في داخلها كانت تردد "بسم الله الرحمن الرحيم" مرة ورا الثانية.. ورغم هذا تكرر الصوت مرة ثانية وهالمرة كان أوضح.. " سارونا نشي.. نشي"

بطلت سارة عيونها بشكل عفوي.. بس محد كان جدامها.. من وين ايي هالصوت؟؟ انجلبت الصوب الثاني واطالعت الغرفة في الضوء اللي ياي من الممر.. محد .. كل حد كان راقد في هالوقت..

هي بس اللي كانت واعية..

هي .. وهالاصوات اللي تسمعها..

في هاللحظة ياها الصوت شرات ظربة قوية على ويهها " قومي!!!"

شهقت سارة بصوت عالي ويلست في فراشها وهي تتلفت حواليها.. وابتدت عيونها ادمع من الخوف وبصعوبة حاولت تتكلم: "م.. ممـ.. منو؟"

بس اللي رد عليها كان صمت فظيع استمر دقايق طويلة وسارة تتلفت في الغرفة.. وتحس بحبات العرق تتجمع على طرف ويهها رغم برودة الغرفة.. كان قلبها يقول لها ردي ارقدي.. خلاص.. كانت خايفة وفي نفس الوقت فضولها كان كبير.. تبا تعرف من وين ايي هالصوت.. ويمكن.. يمكن لو ركزت عدل.. بتعرف..

وفي الظلام.. نزلت سارة ريولها الصغيرة من فوق الشبرية .. التي شيرت الطويل اللي كانت لابستنه كان يوصل لركبتها وتحته ريولها كانت ضعيفة وترتجف بقوة وهي واقفة عند شبريتها.. وشعرها الطويل الذهبي مغطي ظهرها كله.. كان الخوف ساكن ملامح ويهها في هاللحظة.. وبإصرار كبير حبست سارة انفاسها وهي تتريا الصوت.. اللي في النهاية سمعته.. وحددت مكانه..

كان الصوت هالمرة صغير.. وناعم.. صوت ياهل.. وكان ياي من الكبت اللي جدامها .. يناديها ..: "سارة.. تعالي.. بتين؟؟ سارة؟؟"

من كثر خوفها اندفعت سارة صوب الكبت بسرعة وبطلت الباب بكل قوتها .. كانت عيونها زايغة.. وويهها ابيض من الخوف وكان الكبت مليان ثياب وجواتي .. وبس.. ما كان فيه أي شي ثاني..

حست سارة براحة وحطت إيدها على خدها وهي تلتفت عشان تمشي صوب الشبرية.. وهني كانت الظربة القوية بالنسبة لها.. يوم سمعت الصوت مرة ثانية وكان هالمرة صوت مألوف.. صوت تعرفه عدل وكبرت وهي تسمعه.. صوت أمها.. وراها تماما.. " ليش ما تسمعين الرمسة سارونا قلت لج تعالي!!"

صرخت سارة بصوت عالي خلا أمل تنتبه واطيح من فوق الشبرية وركضت برى الغرفة من دون ما تطالع وراها.. كانت تركض بكل سرعتها في الظلام والدموع تنزل من عيونها بسرعة وحست انها دشت في غرفة ثانية.. وفجأة.. ألم فظيع كان يخترق راسها وقبل لا تحس بأي شي ثاني.. كانت طايحة في غرفة مايد .. فاقدة الوعي.. عقب ما اصطدم راسها بقوة بالتلفزيون اللي كان جدامها..

 

Link to comment
Share on other sites

ثاااانكس دلعلع على المتابعة وتفضلي الجزء الجديد...

 

 

مايد كان راقد طبعا يوم سمع صوت الظربة القوية في غرفته وعلى طول انتبه ويلس يطالع الظلام اللي جدامه.. بس ما شاف شي.. واقتنع انه حلم.. بس قبل لا يرد يرقد دشت أمل غرفته وهي تركض وقالت له: " مايد.. مايد نش.."

اطالعها مايد باستغراب وقبل لا يسألها قالت له: "سارونا كانت تزاعج في غرفتنا وطلعت تركض.. ما ادري وين سارت.."

مايد: "امولة انتي تحلمين؟؟"

أمل: "لا لا .. صدق ميود ما اعرف وين سارت"

نش مايد من فراشه وهو يتأفف .. ويتحرطم وشغل الليت عشان يشوف اخته عدل وفي هاللحظة يت عينه على سارونا اللي كانت طايحة تحت.. وخيط كثيف من الدم ينزل على طرف ويهها..

 

الساعة ثمان الصبح .. في جامعة الكويت وبالتحديد في مكتب الدكتورة فاطمة.. كل شي كان مرتب ومشرق.. الستاير كلها مبطلة والملفات وأوراق البحوث والامتحانات مرتبة بشكل منظم على طاولة عريضة في طرف المكتب وكان في مكتبه صغيرة فيها بعض الكتب اللي تحتاجها فاطمة في محاظراتها.. وعلى مكتبها .. كان برواز فيه صورة بنتها إيمان وبرواز ثاني فيه صور عيال إيمان .. وبرواز كبير فيه صورة أحمد ونوال.. عيال اختها نادية.. وحذال هالبراويز الثلاثة كان كوب مليان قهوة أمريكية وجريدة وبطاقة دعوة..

بطاقة الدعوة هي اللي كانت شاغلة بال فاطمة وهي سبب الابتسامة الخفيفة اللي تكونت على أطراف شفايفها.. بيعقدون مؤتمر مخاطر العولمة في دبي عقب ثلاث أسابيع.. فاطمة كانت مدعوة انها تقدم ورقة عن مظاهر العولمة ضمن فئة المراهقين في المجتمع الخليجي.. وهي تعرف انها تقدر تجهز هالورقة في اسبوع واحد .. رغم هذا كانت تفكر ترفض الدعوة.. في أعماق نفسها كانت تعرف إنها تتمنى تشوفه.. تتمنى تكون وياه.. على الرغم من السخافة اللي تحس بها يوم تفكر فيه.. إلا انها فعلا كانت تحس بشوق كبير له.. وعلى الرغم من انه الوقت مبجر.. بس كانت تعرف انه ربيعتها لميا قاعدة وفي الاستوديو الحين.. عشان جي اتصلت بها عشان تستشيرها.. ويوم ردت عليها وسلموا على بعض خبرتها فاطمة عن المؤتمر..

لميا: "وشو اللي يمنعج من انج تروحين؟"

فاطمة: "انتي تعرفين شو اللي يمنعني لموي"

لميا: " لا تخلين غبائج يوقف حاجز بينج وبين سعادتج يا فاطمة.. لا تحاولين تنسين انج تحبينه وتتظاهرين انج قنوعة بحياتج من دونه"

فاطمة: "أنا ظيعت فرصتي.. الريال عرس خلاص.."

لميا: " وانتي ما بتاخذينه من مرته .. سيري دبي.. احضري المؤتمر.. وإذا حسيتي انج تبين تشوفينه لا تترددين.. شوفيه كصديقة.. يمكن تلاقين جواب للأسئلة اللي في داخلج"

فاطمة : " أسئلة؟"

لميا: " ليش تزوج هالمراهقة؟ ليش ما ترياج وحاول يدورج ويوصل لج؟ والأهم .. ليش سكن افكارج طول هالفترة؟؟ يوم بتشوفينه.. بتلقين الجواب لكل هالاسئلة صدقيني .. وساعتها بتقررين .. يا انج تعيشين من دونه.. أو انج اتمين مسكونة بطيفه للأبد.."

عقب ما بندت فاطمة عن لميا.. حست انها محتارة اكثر عن قبل.. مهما كانت فاطمة تحبه إلا انها في داخلها انسانة عندها كبرياء ومشاعرها جدا مرهفة.. بتحظر المؤتمر.. لكنها مستحيل تحاول تتصل به أو تشوفه..

عبدالله بالنسبة لها ماضي.. ولازم يتم في الماضي

ويوم اتخذت هالقرار ، تنهدت بعمق ولبست نظارتها ووقفت وشلت بعض أوراق البحوث اللي على الطاولة العريضة وطلعت من المكتب بسرعة عشان تلحق على محاظرة الساعة 8 ونص..

 

 

 

في الإمارات كانت الساعة تسع ونص.. وليلى يالسة في غرفة اختها سارة تطالعها بحزن وهي راقدة.. أمس كانت ليلة طويلة بالنسبة لهم كلهم.. الساعة وحدة ودوا سارة الطوارئ وخاطوا لها الجرح اللي في يبهتها ومن ساعتها وهي راقدة رقاد عميق.. الدكتور قال لهم انها بخير وما ياها شي من الظربة.. بس اللي كان شاغل بال ليلى هو شو اللي خلا سارة توصل لغرفة مايد وهي تركض بهالسرعة ؟ معقولة مجرد كابوس ممكن يخوفها هالكثر؟؟

تنهدت ليلى والتفتت على أمل اللي كانت بعدها راقدة وطلعت من الغرفة..

 

تحت في الصالة كانت أم أحمد ترمس صالحة في التيلفون..

أم أحمد: "مب زين عليج يا صالحة لا تظلمين البنية."

صالحة: "أنا مب ظالمتنها.. ولو مب متأكدة من اللي قلته جان ما خبرتج"

أم أحمد: " انتي ما ادانين شيخة.. بس بعد هاذي مرت ولدج.. ما يستوي جي ترمسين عنها"

صالحة: " أمس سمعت صوت باب الحوي يتبطل الساعة أربع الفير.. ويوم وايجت من الدريشة شفتها داشة ولابسة عباتها.. أقول لج تطلع فليل انا متأكدة"

أم أحمد: " انزين وشو دراج انها شيخة.. يمكن ينية.. !!"

صالحة: "لا لا سلامتج.. هي شيخة ما غيرها.. أعرفها انا.. ويوم بيي فهد هالاسبوع بخبره"

أم أحمد: "لا تخبرينه ولا شي.. البنية عندج تخبريها اذا كانت هي ولا لاء. ليش تسوين مشاكل بين الريال ومرته؟"

صالحة: " وتتحرين لو سألتها بتصدق؟؟ "

أم أحمد: "بس انتي تعرفين فهد.. ما بيصدق عليها شي.. ولدج هذا وتعرفينه"

صالحة: "بيصدقني انا امه.. والله ودي اخبره الحين هالحزة بس اخاف عليه يحرج وايي الحين من دبي .. تعرفينهم ايوون مشتلين وما يشوفون الدرب وهم محرجين.. "

أم أحمد: " استغفري ربج يا صالحة وعيني خير.. البنية عندج اسأليها ولا تظلمينها"

تنهدت صالحة وقالت في خاطرها انا شو اللي خلاني اخبر ام احمد ؟

أم أحمد: " ها يا صالحة؟ شو قلتي؟؟ شو بتسوين؟"

صالحة: "انزين انزين بسألها.. بسير لها الحين فوق"

أم احمد: "هى زين تسوين.. "

بندت صالحة عن أم أحمد ويلست في مكانها .. لا بتسألها ولا شي.. وبتخبر فهد يوم بيرد هالاربعا.. هاي كانت فرصتها عشان تنتقم من شيخوه النسرة.. وما بتكون صالحة لو ظيعتها من إيدها..

 

 

 

عايشة في هالوقت كانت ترتب شنطة ريلها خليفة اللي قال لها انه بيسافر مصر اسبوع وبيرد.. كانت مليانة غضب ومرارة ورغم هذا كانت ملامحها هادية وإيدها ثابتة وهي ترتب ثيابه وتحطهن في الشنطة.. أمس تأكدت من علاقته اليديدة.. وحدة عربية ساكنة في خورفكان.. وعايشة سمعته أمس وهو يحجز لهم في الشاليه في دبا.. إجازة الربيع ابتدت وبدل لا يشلها هي وعياله ويوديهم دبا عشان يستانسون.. بيسير هناك ويا هالسافلة .. خلاص ما عادت تحس بحزن ولا بشفقة على نفسها .. هالمشاعر ماتت من زمان.. كل اللي تحس به الحين هو إصرار فظيع انها تنفذ خطتها أخيرا.. وهالسفرة اللي المفروض تحطم قلبها.. خلتها تحس براحة كبيرة.. أخيرا بتقوم بخطوتها.. أخيرا بتنفذ انتقامها

دش خليفة الغرفة واطالعها ببرود.. أما عايشة فرفعت عيونها واطالعته .. نظرة أخيرة قبل لا يروح.. ريلها وايد وسيم ويعرف يتعامل ويا الحريم عدل ويمكن هذا اللي يخليهن يتعرفن عليه ويتمن وياه رغم انه متزوج.. ويمكن بعد هذا اللي خلاها تصبر للحين عشان تنفذ اللي خاطرها فيه من زمان.. وتمت تراقبه وهو يلبس ثيابه ويطلع جوازه ويخليه في مخباه وفي النهاية التفت لها وابتسم وهو يقول: " ما توصين على شي من مصر حبيبتي؟"

عايشة: " سلامتك.. هذا بس اللي اباه.."

خليفة: " لا ما يستوي.. بييب لج احلى هدية.. "

ابتسمت عايشة وقالت في خاطرها" عشان تكفر عن ذنبك اللي بترتكبه في حقي؟" بس يوم تكلمت كل اللي قالته كان: "تحمل على عمرك.. ولا تتأخر"

اقترب منها خليفة عشان يبوسها بس عايشة التفتت بسرعة وشلت الشنطة وعطته اياها.. ما عادت تتحمل لمسته وهو ما اهتم وخذ الشنطة وطلع.. وبطلوعه من البيت.. عطاها الضوء الأخضر عشان تتحرك..

سارت بسرعة صوب موبايلها واتصلت بأخوها حمدان..

عايشة: "ألو؟"

حمدان: "هلا عايشة.. ها؟ راح؟"

عايشة: "هى توه طلع.."

حمدان: " أوكى.. ثواني وبكون عندج.."

عايشة: " لا تنسى البطاقة اليديدة..."

حمدان: " ويايه هني.. مب ناسنها.."

عايشة: "خلاص.. أترياك."

بندت عايشة عنه وتنهدت وهي حاطة إيدها على قلبها.. وبسرعة قامت تلم باجي أغراض ريلها اللي في الكبت وتحطهن في أكياس زبالة كبيرة.. اليوم بتكون وايد مشغولة.. لازم تلم أغراض خليفة كلها .. وتفرها بيت أمه.. ولازم تغير قفل باب الحوي وباب الصالة.. وباب الحديقة.. خلاص هذا ما عاد بيته.. وهي عقب ما تطلب منه الطلاق.. ما بيكون لها أي صلة ثانية وياه..

 

في بيت أحمد بن خليفة ، كانت مزنة ياية تلعب ويا سارة وأمل مثل عادتها كل يوم العصر.. ويايبة وياها عرايسها وحلاوتها في كيس كبير.. وكانت لابسة بنطلون وردي وتي شيرت أبيض ونظارة شمسية لونها وردي ..و أول ما نزلها الدريول دشت الصالة وسلمت على أم أحمد وحبتها على راسها وركبت فوق عند أمل وسارة.. وهي تمشي شافت خالد في الممر يالس يطالع مجلة فتيات witch وقالت: "إن شفتك داخل عندنا في الغرفة بظربك.. فاهم خلّود؟؟"

اطالعها خالد بعصبية وقال: " مب على كيفج..!! هذا بيتنا"

مزنة: " انزين دش وبتشوف.."

وقبل لا تسير عنه شلت المجلة اللي في ايده ..

روحت عنه مزنة وتم هو واقف يطالعها بحقد.. ويوم دشت الغرفة صكت الباب وراها وعقت عمرها على شبرية أمل .. سارة كانت يالسة على شبريتها تطالع التلفزيون وأمل منسدحة حذالها.. وكانن ياكلن كوكيز ويشربن حليب.. مزنة يوم شافت راس سارة شهقت وقالت: " شو استوى لج ساروه؟؟"

أمل هي اللي ردت عليها وقالت: " أمس كانت تمشي وهي راقدة ودعمت التلفزيون في حجرة مايد.."

مزنة: "ههههههههههه… ها؟؟ تمشي وهي راقدة؟؟ ساروه كيف؟؟"

سارة: " أنا ما كنت راقدة.."

أمل: "امبلى مايد يقول انتي كنتي راقدة وتحلمين"

سارة: "لا ما كنت راقدة.. مزنة والله ما كنت راقدة.. أنا سمعت حد يرمسني هني في الغرفة وعشان جي ركضت برى"

مزنة اللي من زمان وهي مقهورة من سالفة هالشبح اللي يطلع لسارة وما يطلع لها قررت انها ماتصدق السالفة وقالت وهي تعق نظارتها وتتنهد بصوت عالي: " أحسن لج ما تشوفين بافي سارونا.. تراج ياهل . .أي شي تشوفينه في التلفزيون تصدقينه.."

اطالعتها سارة باستغراب وطلعت مزنة عرايسها من الكيس وقامت امل بعد اطلع عرايسها.. ونشت سارة ويابت الباربي مالها ويلسوا كلهم تحت ع الارض يلعبون..

أمل: " مزنة وين شعر باربيتج؟؟ ليش استوت قرعة؟؟"

مزنة: "أنا حلقت شعرها.. كنت ابا ريال حق باجي العرايس.."

سارة: "حرام عليج شعرها كان وايد حلو.. ليش ما سويتي الدبدوب ريال؟؟"

مزنة: "ما ينفع.. لازم ريال آدمي.. مستحيل أزوج باربي لدبدوب.. تخيلي عيالهم كيف بيطلعون؟؟"

قبل لا ترد عليها سارة بطل مايد الباب بقوة وقال: "أهاا!!.. أنا قلت أكيد مزنوه الدبة هني.."

اطالعته مزنة بحقد وقالت: " دب انته وخواتك.."

مايد: " تعالي أباج.."

مزنة: "مابا"

طلع لها مايد عشرين من مخباه ولوحهن جدامها.. وعلى طول نشت وركضت صوبه.. ويوم خذت البيزات يرها مايد من ايدها وطلعها عن أمل وسارة ووداها غرفته وصك الباب.

مزنة: " نعم؟؟"

مايد: "اسمعيني زين انا اباج تساعديني."

مزنة: " شو عندك؟ "

مايد: " انتي بتباتين عند يدوتج اليوم؟"

مزنة: "هى امايه في دبي ويا ابويه.."

مايد: " انزين اباج تسوين لي شي.. اوكى؟؟"

اطالعته مزنة بنص عين وقالت: "خطة؟"

مايد: " أحلى خطة بعد.. ومحد يروم ينفذها غيرج انتي.. شو قلتي؟"

ابتسمت مزنة ابتسامة عريضة وقالت: "أوكى أوكى.."

مايد: "بس هاااا… لا يكون تخبرين ساروه وأمل.. أو أي حد ثاني.."

مزنة: " لا لا هاذيلا يهال شدراهن..؟؟"

مايد: "خلاص اسمعي اللي بقول لج اياه واحفظيه عدل"

 

 

في هالوقت كانت ياسمين طالعة ويا شيخة وسايرات باريس جاليري يتشرن.. رغم انه علاقتهن كانت وايد مختربة بسبب عصبية ياسمين الزايدة هاليومين .. بس في سوالف الطلعة كانن متفقات تماما.. ياسمين كانت حاطة مكياج كامل على ويهها.. آي شادو اسود ويا رمادي وروج وردي .. ومظهرة نص شعرها من الشيلة.. وشيخة شراتها .. ورغم انه ياسمين كانت في شهر حملها الاخير الا انه ملامح التعب على ويهها كانت مختفية تماما ورا طبقات المكياج اللي على ويهها.. وعقب ما لفن ساعة كاملة في المحل وهن يدورن شي ياخذنه أخيرا لقت ياسمين اللي كانت تباه..

ياسمين (وهي تشهق): "شيخوه شوفي!!"

اشرت ياسمين على ساعة شانيل سودة شكلها رائع جدا.. وأول ما شافتها شيخة ابتسمت وقالت: " ما تبينها صدقيني"

اطالعتها ياسمين باحتقار وقالت: "انا اللي اقرر هالشي.. مب إنتي .. أوكى؟"

شيخة: "هالساعة بخمسة وستين ألف درهم.. ها؟؟ بعدج تبينها؟"

اعتفست ملامح ويه ياسمين وقالت والاحتقار ينقط من بين حروفها: " هه.. يكون في علمج اني الاسبوع اللي طاف اشتريت عقد من الفردان بخمسة وعشرين ألف.. انتي نسيتي انا مرت منو؟؟"

ابتسمت شيخة وهي مستمتعة بعصبية ياسمين: " لا ما نسيت.. بس يمكن انتي نسيتي "

ياسمين: "شو قصدج شيخوه؟؟ "

شيخة: " ما شي.. ما قلت شي.."

ياسمين: "هه!!"

صدت ياسمين عنها ونادت البياعة وقالت لها انها تبا هالساعة .. وعلى طول استوت ياسمين أميرة في عين البنات اللي يشتغلن في المحل.. وكأنها يوم قالت بتشتري هالساعة نطقت بالكلمات السحرية.. وفجأة كلهن كانن عليها.. اللي تباها تيلس وما اتعب عمرها.. واللي تباها تشم آخر عطر.. واللي تبا تبيعها آي شادو وعلبة ميكياج.. وياسمين طبعا مستانسة بكل هالاهتمام وتطالع شيخة بغرور..

ياسمين (للكاشير): " تفضل هاي الماستركارد مالتي.. "

ابتسم لها الكاشير ومرر البطاقة على الآلة.. وتريا شوي لين ما طلعت له الورقة .. وبابتسامة ثانية رجع البطاقة على ياسمين وقال لها: " آسف مدام.. البطاقة ما بتشتغل.."

عقدت ياسمين حيّاتها بحيرة وقالت: " مستحيل.. جرب مرة ثانية.. أنته غلطان"

رد الكاشير ومرر البطاقة مرة ثانية على الماكينة بس طلعت له نفس الورقة .. وقال لياسمين: " البطاقة ما بتشتغل . أنا متأكد مدام.."

انقهرت ياسمين من اللي استوى وحست انه خدودها تحترق من الفشلة .. وقالت له وهي راصة على أسنانها: " مستحيل!!.. انت شو دراك.. ؟؟ بطاقتي تشتغل.. أنا امس مستخدمتنها.. "

هز الكاشير راسه وقال: "سوري مدام.. " وأشر لها عشان تبتعد لأنه في وراها ناس بيدفعون..

حست ياسمين انها دايخة وهي تلتفت وتشوف الحرمة اللي وراها تطالعها .. والعاملات نفس الشي.. واللي يقهر اكثر انه شيخة كانت واقفة وراها تترياها وعلى ويهها ابتسامة خبيثة ويوم يت عينها في عين ياسمين قالت: " ها ياسمين؟ بتردين البيت؟؟"

تنفست ياسمين بصعوبة وطلعت من المحل بسرعة والدموع تحرقها في عيونها .. ما كانت تبا تروح ويا شيخة.. أول ما طلعت في الشارع لقت تاكسي موقف وركبت فيه وقالت له يردها البيت.. كان هذا أكثر موقف محرج تعرضت له في حياتها كلها.. مستحيل ترد باريس جاليري اللي هني مرة ثانية.. خلاص.. بيتذكرونها للأبد.. بيتحرونها مفلسة وتقص عليهم.. ليش؟؟ ليش هي من بين الكل تعرضت لهالموقف؟؟ وكيف بطاقتها ما تشتغل؟؟ عبدالله مسوي لها هالبطاقة عشان تشتري اللي تباه.. وهي يوم سألت البنك قالوا لها انه ال limit فوق ال100 ألف في الشهر.. ورغم انها ما كانت تبا تكلم عبدالله.. بس يوم ردت البيت اتصلت فيه على طول عشان تعرف شو السالفة..

 

عبدالله كان في مكتبه ويا سهيل.. يراجعون حسابات الشهر اللي طاف.. وروان يالسة في زاوية من المكتب تطبع رسالة للبلدية .. كانت روان حاسة انه في مشاكل كبيرة في حياة عبدالله. وهالمشاكل كانت بعيدة تماما عن حالة الشركة المالية هاليومين.. أكيد السبب من المدام اللي قد بنته.. تنهدت وهي تطبع وقالت في خاطرها " رجّال ما بيهمهم إلا الجمال وبس.. !!"

قطع عليها حبل أفكارها صوت التيلفون وهو يرن ونشت عشان ترد عليه بس عبدالله أشرلها بإيده عشان ترد تيلس ورد على التيلفون بنفسه..

عبدالله (وهو يفصخ النظارة ويمسح على عيونه بظهر إيده): "ألو؟"

ارتبكت ياسمين وما رامت ترمس في البداية.. من زمان ما رمسته .. وبطلت حجلها وردت صكته..

عبدالله: "ألو؟؟؟"

ياسمين: " ألو عبدالله"

رفع عبدالله حاجبه اليمين واطالع السماعة بنظرة .. وفي النهاية قال: " يا هلا .."

ياسمين: " عبدالله أنا أبا أسئلك عن شي استوى اليوم"

عبدالله: " أهاااا.. أكيد عن البطاقة"

ياسمين: "يعني تعرف؟"

عبدالله: "أكيد أعرف.. أنا قطعتها.."

سهيل ما كان يعرف شو السالفة بس حس انه هاي ياسمين اللي متصلة وشل أوراقه وسار ييلس في الزاوية عند روان..

ياسمين حست الدنيا ادور بها من كثر القهر اللي في داخلها.. وقالت بهمس : "إنته قطعتها؟؟"

عبدالله: "إممم.. بالأحرى.. لغيتها.. خلاص يا مدام انتي ما عندج بطاقة.."

ياسمين ما قدرت تتحمل تهدي أعصابها اكثر عن جي واختارت اسلوب المزاعج كأفضل حل: "وليش ان شالله؟؟ بأي حق تلغي البطاقة؟؟ كيف تتوقع اني بعيش من دونها يا أستاذ؟"

عبدالله: "لا تزاعجين.. وبعدين انا ريلج وبصرف عليج.."

ياسمين: " أنا ما يخصني ماباك انته تصرف عليه.. إنته اصلا ما يخصك فيه.. وبترد لي البطاقة غصبن عنك.. أنا لازم اخبر ابويه باللي سويته. لازم.."

تنهد عبدالله وبند التيلفون في ويهها.. ولبس نظارته وقال لسهيل: " سهيل اتصل بغرفة التجارة وشوف المناقصة رست على منو؟؟"

سهيل: "إن شالله.."

رفعت روان عيونها واطالعت عبدالله من ورا شاشة كمبيوترها وشافت على شفايفه ابتسامة خفيفة.. كانت ملامح ويهه كلها مسترخية .. الظاهر انه هالمكالمة كانت حلوة.. لأنها غيرت مزاجه تماما..

ابتسمت روان وحمدت ربها على هالشي.. عبدالله وايد يهمها.. لأنه قبل لا يكون رئيسها في الشغل.. كان إنسان رائع ساعدها في مواقف وايدة في حياتها .. ومستحيل تنسى له هالشي..

 

أما عبدالله فكان فعلا مستانس.. ويحس بنشوة الانتصار.. عقب شوي بتسير ياسمين غرفتها وبدور العقد اللي اشترته الاسبوع اللي طاف.. بس ما بتحصله.. لأنه عبدالله رده المحل اليوم الصبح.. من اليوم وطالع هالانسانة لازم تتعلم كيف تحترمه.. كان غلطان وايد يوم كان متسامح وياها من البداية.. رغم دلعها وكل مساوئها كان يصبر ويقول انها ياهل.. بس الشهور الاخيرة علمته انه يتغير وانه الطيبة ما تنفع في زمن أغلبية اللي عايشين فيه عقارب وثعابين.. بدون أي تردد اتصل عبدالله في البنك اليوم وقال لهم يلغون بطاقة ياسمين .. الحين بيشوف كيف بتتجاهله وبتتجاهل وجوده في حياتها.. وعقب ما تربي.. معاملته لها بتتغير نهائيا..

هني سمع صوت سهيل يقول له: "مبرووك مبروك يا عبدالله.. المناقصة رست علينا نحن.. وفوق هذا استلمنا مشروع مبنى البنك اليديد.."

ابتسم عبدالله بسعادة واطالع روان وشافها تبتسم له وتقول له : "ألف مبروك"

وحمد ربه انه الأمور بدت تتحسن شوي..

 

أما ياسمين فكانت هي بعد تفكر.. ومن قهرها كانت تصيح .. واتصلت بأبوها وخبرته باللي استوى وأبوها مات من الغيظ يوم سمع صوت بنته وهي تصيح..

ياسمين: "أبويه أكرهه.. أكرهه.. برد البيت وأباه يطلقني.. خلاص مابا اعيش وياه!!"

علي (اللي كان يالس في مكتب إدارة الفندق وراص على إيد الكرسي من القهر اللي فيه): " طلاق؟؟ هى بتطلقين ولا يهمج. أنا اصلا ماباج اتمين وياه عقب اللي صار.. بس اصبري شوي.. مب الحين.. اصبري.."

ياسمين (وهي تصيح): "ما بصبر.. مابا.. انا اليوم برد البيت.. ما بيلس له هني.. إذا شفته عادي اجتله.. !!"

علي: " اسمعي كلامي فديتج وما بتندمين.. اصبري ما بجى عن موعد ولادتج شي.. عقب ما تربين بيرد يدلعج شرات قبل وأكثر.. انتي نسيتي انه يحبج..؟؟"

ياسمين: "مالت عليه"

علي: "خليه يكتب لج الفيلا بإسمج.."

ياسمين: "حاولت وياه ما طاع ابويه.."

علي: "يوم بيشوف الياهل بيغير رايه.. وعقب ما تنكتب الفيلا باسمج.. بيطلقج غصبن عنه"

سكتت ياسمين وتمت تفكر عدل بالموضوع.. وتكونت ابتسامة باهتة على شفايفها وهي تقول: " صح.. كلامك صح"

علي: "ههههههههه ومتى كان كلامي غلط؟ طول عمري صح"

ابتسمت ياسمين وتمنت تربي الحين عشان تفتك.. بس هالياهل المؤرف اللي في بطنها شكله ناوي يتأخر.. ويغثها زيادة فوق ما هو غاثنها طول هالشهور..

شيخوه يوم وصلت البيت ودشت الصالة شافت صالحة يالسة تطالع ستار أكاديمي وضحكت باستخفاف وقالت لها: "عموه انتي شو تطالعين؟"

صالحة: " وانتي شلج؟؟ "

شيخة: " انا ما يخصني بس هذا مب برنامج للعيايز.. انتو حدكم الاخبار وشعراء القبائل.. "

صالحة: "بعدني يالسة في بيتي ومحد اييب طاريه بشين.. مب شراتج"

شيخة: "والله عاد انا بطلع بكيفي.. ريلي ما عنده مانع.. "

ابتسمت صالحة ابتسامة ذات مغزى وركبت شيخة الدري وهي تغني.. وقبل لا ادش قسمها فوق رن تيلفونها وكان الرقم غريب بس حلو.. ابتسمت شيخة قبل لا ترد وقالت: "هلا والله!!!.. رقم شيوخي..!"

ويوم ردت رققت صوتها وقالت: "ألوووووووووه.."

........ : "السلام عليكم"

شيخة حطت إيدها على قلبها.. صوته يخبل!!.. وقالت بدلع: "وعليكم السلام ورحمة الله"

.........: " شيخة؟"

استغربت شيخة وقالت: " هى.. منو ويايه؟"

.......: " انا حارب.."

شيخوه هني تلخبطت.. طاحت المفاتيح من إيدها .. ومشت بسرعة من عند الباب للدريشة.. وإيدها على قلبها.. وكل اللي قالته كان: "هاا؟؟؟"

حارب: "أنا حارب.. حارب اللي ترمسينه في المسنجر.. حارب .. اللي تحبينه"

شيخة حست انه قلبها بيوقف من الوناسة.. معقولة؟؟ معقولة أخيرا الدنيا بتكون حلوة وأيامها بتمتلي حب وسعادة؟؟ معقولة حارب اتصل بها؟؟

شيخة: "هلا.. هلا والله ملايين ولا يسدن.. هلا بالشيوخ.. "

حارب: "هلا فيج شيخة.. امممم.."

شيخة: "لحظة.. لحظة لا تقول شي.. خلني انا بعدني مب مصدقة انك متصل بي.. انته ما تعرف شكثر ترييت هاليوم حبيبي.. والله والله.. اني.."

حارب: "شيخة لحظة.. انا مستعيل.. بس كنت بقول لج شي واحد.."

شيخة: "آمر فديتك"

حارب: "أبا أشوفج.."

شيخة على طول صرخت من الوناسة .. مستحيييل..!! شو هاليوم الحلو.. أول شي ياسمين تنحرج جدامها.. وبعدين تشوف صالحة وتتحرش فيها وعقب يتصل بها حارب والحين يبا يشوفها؟؟ شو هالحظ!!!

حارب: " بسم الله بلاج؟؟"

شيخة: "مب مصدقة والله مب مصدقة.."

حارب: "يعني موافقة؟؟"

شيخة: "أكيييد.. أكيد موافقة فديتك.."

حارب: "خلاص عيل.. الليلة.."

شيخة (وهي حاسة بإحباط): "الليلة؟؟ بس انا لازم اتجهز و.."

حارب: " ما ينفع.. الليلة لازم اشوفج.. باجر الاربعا وريلج بيرد من الدوام.. وانا ما اروم اصبر ليوم السبت.."

شيخة: "بس..."

حارب: "مب لازم تتعدلين.. انا ما يهمني. أنا احبج وما يهمني شكلج.."

ابتسمت شيخة وقالت: " خلاص عيل.. الساعة 12؟"

حارب: "12 بيكون اوكى.. بمر عليج .. وين فريجكم؟"

وصفت له شيخة منطقتهم وقالت له يوم يوصل الفريج يدق لها وهي بتوصف له البيت.. ونبهت عليه يبند ليتات السيارة وهو داش الفريج.. وعقب ما اتفقوا ركضت بسرعة عشان تتزهب وما انتبهت انه مزنة كانت طول الوقت منخشة ورا القنفة وتسمعها.. وعقب ما دشت شيخة قسمها.. طلعت مزنة الموبايل اللي عطاها اياه مايد وضغطت على رقم واحد شرات ما علمها واتصل التيلفون بموبايل مايد.. وعقب ثواني رد عليها مايد..

مايد: "ها؟؟ بشري!!"

مزنة: "اليوم بتطلع الساعة 12.. توها كانت ترمس سمعتها"

مايد: "عاشت مزنووه والله انج اشطر عن جيمس بوند.. اذا نجحت المهمة تذكري انه هالموبايل بيكون حقج.."

مزنة: "هيه هيه اعرف.. لا تحاتي بتنجح المهمة.. ياللا ببند والساعة 12 بدق لك"

مايد: "خلاص اتريا.."

مزنة: "باي"

بندت مزنة وركضت تحت عشان تيلس تطالع ستار أكاديمي ويا يدوتها وحبيبتها صالحة..

 

وفي بوظبي ، أول ما بند حمدان عن شيخة تنهد براحة وابتسم لاخته عايشة اللي كانت تطالعه بترقب..

عايشة: " ها؟ بشر!!"

حمدان: " كل شي تمام.. الليلة الساعة 12 بطلع وياها.."

عايشة: "بس تحمل على عمرك حبيبي أخاف حد يشوفك .."

حمدان: "لا تحاتين.. أنا مرتب السالفة ويا ربيعي عادل.. هو ساكن في فريجهم ويعرفها زين.. واذا استوى أي شي بيغطي عليه"

عايشة: "انزين واغراض خليفة؟؟"

حمدان: "خلينا نخلص سالفة شيخة قبل وعقب بنوديهن بيت امه.. ماباه يشك بشي ويخبر شيخة وننكشف"

عايشة: "معاك حق.. الله يستر بس"

حمدان : " الله يستر"

في بوظبي ، في وحدة من الفلل المتجاورة في منطقة المشرف.. كانت عليا لابسة بيجامة وردية متروسة بقر ورافعة شعرها الأحمر بمشبك.. ولابسة نظارتها وتتمشى في الحديقة وفي إيدها موبايلها.. وفي إيدها الثانية حبة مشمش.. وأمها كانت توها داشة بسيارتها من برى ويوم نزلت من السيارة ركضت لها عليا ووقفت جدامها..

شريفة: "ها علاية.. أكيد ملانة..صح؟"

عليا: "هى امايه.. أنا ملاااانة!!!"

شريفة: " رمست ابوج عن السفر وقال انه ما يروم يسافر لين ما يسدد ديونه.. راعي ظروفه فديتج.."

عليا: "لا لا .. امايه انا خلاص مابا اسافر.."

شريفة: "الحمدلله.."

عليا: "بس ابا اسير بيت يدوتي صالحة"

اطالعتها شريفة وعلامة تعجب كبيرة مرسومة على ويهها.. وسألتها: "من متى ؟ ما احيدج ادانين العين.."

عليا: "دخيلج امايه ابا اسير.. آخر مرة يوم سرنا حسيت اني وايد مقصرة وياها.."

شريفة: "بتملين هناك ما عندهم حد من سنج.."

عليا: "لا تحاتين .. يوم بتملل بسير عند ليلى بنت خالوتج"

شريفة: " هييه ليلى وحليلها بعد ما عندها حد يسليها.. تدرين؟ بخبر ابوج وبخليه يوديج.. متى تبين تسيرين؟"

عليا: "يوم الخميس.."

شريفة: "خلاص.. كلنا بنسير.. انا بعد من زمان ما شفت امايه"

ضحكت عليا وباست امها بقوة على خدها .. وركضت بعيد عنها عشان تتصل بربيعتها وتخبرها.. أخيرا اخيرا اخيرا بتشوف مايد.. ويمكن تحصل فرصة وترمسه بعد.. !!

 

 

 

في بيت المحامي سهيل.. كان الجو هادي.. لطيفة اللي اكتشفت فجأة انه عندها موهبة التأليف وانه اللي يكتبون في المنتديات مب أحسن منها.. كانت مستغلة الاجازة بكل لحظاتها ويالسة في غرفتها أربعة وعشرين ساعة تكتب في القصة وترد على تعليقات الأعضاء ونقدهم.. وتحاول انها ما تنفجر من الغرور بسبب رسايل المعجبين.. وموزة كانت يالسة حذالها تطالعها واطفر بها..

لطيفة: "موزان موزان شوفي هاذي شو كاتبة لي.. "

موزة: "أنا بقرا.. ( المبدعة سوالف ليل... أعجز تماما عن وصف مدى سعادتي بردك المتواضع على رسالتي السابقة.. والله يشرفني انه انسانة عظيمة مثلج ردت عليه.. انتي ما تعرفين شكثر احترمج واحب كتاباتج.. أنا من أشد المعجبات بج ..إنتي غير تماما عن باجي الكاتبات اللي في المنتدى.. والله بعدني مب مصدقة انج رديتي عليه.. توقعت تلبسيني.. أو تردين عليه بكلمة وحدة.. بس اني احصل منج هالرسالة؟؟ هذا بصراحة شي يشرفني.. واتمنى ما تتأخرين علينا بالجزء الياي).."

ابتسمت لطيفة ابتسامة عريضة وموزة كانت تطالعها بانبهار..

موزة : "ألحين انتي.. لطوووف.. تحصلين هالرمسة كلها وكل هالمعجبين؟؟ "

لطيفة: "هااااه. هى نعم.. خلي لوحاتج تنفعج ما اشوف عندج معجبين.."

موزة: "بس هالرمسة المكتوبة وايد فيها مبالغة.. بصراحة اذا انغريتي بنفسج ما الومج.."

لطيفة: "وليش انغر بنفسي؟؟ أنا عارفة انا شو .. انا مجرد مراهقة اكتب من بيتنا .. لا أميرة ولا رئيسة وزراء.. وكل اللي اكتبه شخابيط هاوية"

موزة: " بس انتي موهوبة .. قصتج ما شالله وايد حلوة.. وتعرفين شو احلى شي فيها؟ "

لطيفة: "شو؟"

موزة: "انه البطل اسمه مبارك.. والبطلة موزة"

لطيفة: "اصلا هذا هو السبب الوحيد اللي خلاج تقرين القصة.. والله اشك انج تقرين أي شي عن باجي الشخصيات.."

موزة: "ساعات يوم اتلخبط .. ارد اقرا عنهم .. ههههههه .. "

لطيفة: "يالسبالة.. مب منج مني انا يوم شرفتج وخليت اسمج في قصتي.."

موزة: " جب انزين.. مب على كيفج أصلا.. يكفي اني ساترة عليج للحين ومب مخبرة ربيعاتج.."

لطيفة: "أويييه والله لو دروا ربيعاتي اني اكتب قصة بستوي أكبر مصخرة في المدرسة"

موزة: "هههههههه عيل يوزي عني ولا تراني بخبرهم.. واحسن لج تزوجين موزة ومبارك في نهاية القصة"

لطيفة: "ما ادري. أفكر ازوجه عوشة.."

موزة: "ومنو عوشة هاي؟؟"

لطيفة: "والله اقري القصة عدل وبتعرفين منو عوشة.."

انقهرت منها موزة ومطت شعرها ويلسن اثنيناتهن يتظاربن ويضحكن وصوتهن واصل للصالة تحت .. وسهيل يسمعهن ويبتسم.. كان يحب أيام الاجازات.. يحب يسمع صوت ضحكهن في البيت ويحب يشوفهن فاضيات ومتمللات لأنه هالشي يخليهن اين تحت ويقعدن يسولفن وياه..

سلامة كانت يالسة حذاله تشرب جاهي وتقرا الجريدة وياه.. ويوم رن موبايله.. لاحظت سلامة انه ملامحه تغيرت وعرفت انه اللي متصل هو مبارك..

سهيل نش وسار بعيد عن مرته ورد على التيلفون.. من زمان ما رمس مبارك.. من يوم ما فض الشراكة ويا عبدالله.. هو ما حاول يتصل به ومبارك ما كلف نفسه واتصل فيه.. والحين كان سهيل يحس بخليط من مشاعر الفرح والظيج لهالاتصال المفاجئ.. وعقب ما رد عليه وسلموا على بعض..

سهيل: "وين هالغيبة يا مبارك.. لا تتصل ولا تسأل"

مبارك: " انته تعرف اني مشغول بالمشروع اللي في دبا"

سهيل: "هى اعرف.. تتوقع اني بنسى هالشي؟"

تجاهل مبارك النغزة وقال: " سهيل انا بدش في الموضوع على طول.."

سهيل: "حلو.."

مبارك: " سهيل انا اباك تكون محاميه انا.. وتخلص لي كل اشغالي في المحكمة.."

سهيل ما تفاجئ من هالعرض. .بالعكس كان متوقعنه من زمان.. هو يعرف انه مبارك يعزه ويباه جريب منه بس اللي ما يعرفه مبارك انه بالنسبة لسهيل.. محد ايي قبل عبدالله بن خليفة.. وانه اللي بينهم عشرة أكثر من 20 سنة..

سهيل: "وليش انا بالذات؟"

مبارك: "ما اروم اوثق بحد غيرك.. انته متعود على الاجراءات وبعدين انا اعرفك زين.. ها شو قلت؟"

سهيل: "اسمح لي.. اسمح لي يا مبارك.. انا الحمدلله عندي شغلي في شركة عبدالله ومب محتاج وظيفة ثانية"

مبارك: "أنا بدفع لك ضعف اللي يدفعه عبدالله.. وبعدين انته تعرف انه شركتنا عندها مشاريع أكثر بمرتين من مشاريع شركة عبدالله"

سهيل: " مب مهم.. المهم ضميري يكون مرتاح.. وانا ضميري ما بيكون مرتاح الا ويا عبدالله.."

فهم مبارك قصد سهيل وتنهد وهو يقول له: "اللي يريحك.. بس إذا غيرت رايك خبرني"

سهيل: " اطمن من هالناحية مستحيل اغير رايي"

بند سهيل عن مبارك ورد يقرا الجريدة ويا مرته.. بس هالمرة ما كان منتبه لأي شي مكتوب فيها وما كان حتى يشوف الحروف..

 

 

مرت الثواني

 

والدقايق

 

والساعات

 

وخلص اليوم..

 

وقبل لا تحس شيخة كانت الساعة 11 و55 دقيقة

 

اطالعت شيخة عمرها في الجامة .. وابتسمت بإعجاب.. أكيد حارب بيتخبل عليها. بس يا ترى هو كيف شكله.. وسيم ولا؟؟ مب مهم.. شيخة تحبه ومهما كان شكله بيتم حارب..

لبست عباتها وشيلتها ع السريع واتصلت فيه..

شيخة: "ألو؟"

حارب: "أترياج برى.. سيارتي موقفنها تحت السدرة"

شيخة (بإغراء): "ثواني وبكون عندك"

بند حارب عنها وتنفس بصعوبة.. قلبه كان يدق بسرعة وبأصابع ترتجف.. نزل طرف غترته وتلثم.. ما كان مبين منه إلا عيونه.. ما يباها تشوفه عشان لا تشهد ضده عقب.. وحتى السيارة اللي ياي فيها كانت سيارة اجار..

شيخة طلعت من قسمها بهدوء وتلفتت حواليها قبل لا تنزل الدري.. كان البيت هادي.. وهالسبالة مزنة شكلها رقدت اليوم مع انها بالعادة تسهر وهي تطالع ستار اكاديمي.. بس هذا يوم الحظ بالنسبة لشيخة.. مستحيل أي شي يخترب اليوم..

بطلت شيخة باب الصالة وطلعت من دون صوت وعلى طول بطلت مزنة باب حجرة يدوتها وضحكت.. ووراها .. صالحة كانت توايج .. ومستندة على جتف مزنة..

مزنة: "آااااااي يدوه!!!.. شلي ايدج عني.."

صالحة: "طلعت؟؟"

مزنة: "هى طلعت.. "

صالحة: "ياللا بسرعة اتصلي بولد كلثم.."

مزنة:" بتصل بس يدوه اياني واياج تخبرينه اني انا مخبرتنج.. تراه مهددني اذا خبرت حد بيذبحني.. مابا اموت"

صالحة: "مابخبر حد .. اتصلي فيه بسرعة لا تخربين علينا.."

مزنة: "انزين انزين.."

اتصلت مزنة بمايد اللي كان يالس على شبريته ويطالع الموبايل اللي كان جدامه .. يترياه يرن.. وأول ما رن نقز بسرعة وشله ..

مايد: "ها مزوون بشري."

مزنة: "توها طلعت.."

مايد: " هلا والله!!.. خلاص انتي سيري ارقدي.."

مزنة: "انزين انته شو بتسوي؟"

مايد: "ما يخصج انتي.. سيري ارقدي.. ولا تنسين.. مابا أي حد يعرف.."

مزنة: "محد بيعرف.."

مايد: "خصوصا صلووحة"

مزنة: "صلووحة ما تعرف.. خبلة انا اخبرها؟"

بطلت صالحة عيونها ع الاخر يوم سمعت هالجملة ورفست مزنة بريولها وعشان جي بندت مزنة بسرعة قبل لا تطلع الصرخة من حلجها.

صالحة: "أنا صلووحة ياللي ما تستحين؟؟"

مزنة: "مب انا هذا مايد اللي قال.."

صالحة: "مبونه مايد ما يستحي.. بس هزرج بيتصل بفهد؟؟"

مزنة: "ما اعرف يدوه انا بسير اشوف بشار وصوفيا.."

صالحة: " هى قومي انا بعد بشوفه وياج.. خربت علينا هالسبالة ما خلتنا نتهنى بشوفة"

طلعت شيخة من البيت وتلفتت حواليها في الظلام.. وشافت رنج اسود موقف عند السدرة.. وبسرعة مشت صوبه وبطلت الباب اللي جدام عشان تركب بس اللي داخل السيارة كان واحد متلثم وأشر لها بإيده انها تركب ورا.. استغربت شيخة وصكت باب السيارة وبطلت الباب اللي ورا.. وركبت.. وأول ما صكت الباب شغل الريال السيارة وطلع من الفريج.. شيخة كانت مستغربة منه.. ليش متلثم؟؟ وليش للحين ما رمسها؟ ليش ما خلاها تيلس جدام..؟؟

 

ابتسمت شيخة وقالت وهي تتعمد تعق الشيلة عن راسها: " حارب؟؟ انته حارب صح؟"

بس حمدان ما رد عليها وتم يطالعها من الجامة وهو ساكت ويسوق..

شيخة: "ليش ما ترمس؟؟ وليش متلثم؟؟ اذا انته حارب خلني اشوف ويهك"

ومرة ثانية طنشها الريال ولا رد عليها.. هني بدت شيخة تحس بالخوف. . اطالعت الشارع وحست انه في شي غلط.. هذا وين مودنها؟ وليش ما يرد عليها؟؟

وحست بحالة هستيرية من الخوف والرهبة في داخلها.. وصرخت في الريال اللي يسوق: "انته ليش ما ترد؟؟ أقول لك شل اللثام عن ويهك!!"

في هاللحظة رن تيلفونها .. وشلته شيخة وهي اصابعها ترتجف.. كان رقم ما شافته من قبل .. ردت عليه وهي عيونها على حمدان وقالت: "أ.. ألو؟؟"

عايشة: " مرحبا شيخة.."

شيخة: "اهلين .. منو انتي؟"

عايشة: "انا؟؟ همم .. كنتي تعرفيني بإسم حارب.. طبعا ها في المسنجر.. "

انتفظت شيخة بكبرها وحست ببرودة تسري في جسمها كله واطالعت حمدان بخوف.. ويوم اطالعت الجامة اكتشفت في وقت وايد متأخر انهم طلعوا من العين..

حست شيخة بالدموع تتيمع في عيونها وسألت الحرمة اللي متصلة فيها: "منو انتي؟؟"

عايشة بروحها كانت شوي وبتصيح .. بس صوتها كان قوي وثابت وكله مرارة..

عايشة: "الحين بتعيشين جزء بسيط من الالم اللي عيشتيني فيه.."

شيخة: " شووووو؟؟؟؟؟ انتي شو تقولين؟؟؟ "

عايشة: " سافلة... وتستاهلين كل اللي بييج.."

بندت عايشة عن شيخة ووقف حمدان سيارته في مكان مهجور تماما على طريق العين بوظبي.. واطالع شيخة بنظرة خلتها تحس انه عظامها كلها ذابت في جسمها

كانت نظرته حادة، مخيفة.. وعيونه حمر تعكس كل الغضب اللي في داخله.. حمدان كان بروحه خايف ومتوتر بس ما يبا يبين لشيخة هالشي.. في داخله كان يعرف انها تقدر توصل له، تعرف اسمه وكل شي عنه من رقم التيلفون اللي دق لها منه. بس عشان اخته، كان مستعد انه يجازف ويضحي ويرد لها كرامتها بأي طريقة.

اطالع شيخة من الجامة وقال لها بصوت رجولي قوي: " انزلي!!"

شيخة كانت تنتفض بكبرها من مجرد النظرة اللي عطاها إياها حمدان وأول ما سمعت صوته شهقت بأعلى حسها.. وقالت بتردد: " لي.. ليش؟؟"

حمدان: " قلت لج انزلي ولا تراني بيرّج من شعرج وبفّرج في الشارع!!"

كانت كل أنواع الأفكار الشريرة والمخيفة تجول في خاطر شيخة، وتخيلات مرعبة عن الأشياء اللي ممكن يسويها فيها هالريال اللي يالس جدامها إذا نزلت من السيارة.. يقدر يدوسها ويجتلها.. أو يسوي فيها اللي أفظع من جذي.. عشان جي تمسكت بالسيت اللي يالسة عليه وقالت بقوة ما تحس انها موجودة فيها: " مب نازلة.. "

تنهد حمدان بتعب ورص على السكان بقوة.. وفجأة التفت لها وصرخ عليها بأعلى صوته: "إنتي ما تفهمين؟؟ التعني و انزلي من السيارة الله ياخذج!!"

هني خافت شيخة صج وبطلت الباب ونزلت وأول ما صكت الباب وراها تحركت سيارة حارب ومشت بسرعة وتمت شيخة واقفة في وسط الشارع المهجور بروحها وهي مبطلة حلجها من الصدمة..

كانت في بالها فكرة وحدة تتردد باستمرار.. ودرها!!.. ودرها وراح.. ودرها هني بروحها.. شو بتسوي الحين؟؟

غمظت شيخة عيونها المجحلة وحاولت تهدي أعصابها عشان تفكر عدل بس ما قدرت.. وغصبن عنها انفجرت ويلست تصيح من الخاطر وهي مغطية ويهها بإيدها.. كان الشارع يخوف.. والظلام فظيع.. الأشجار المتناثرة على جوانب الشارع شكلها مرعب في الليل.. والصمت اللي يلف المكان مخلنها تحس بوحشة رهيبة..

شو اللي ممكن ينقذها الحين؟

.

.

حمدان كان يتنفس بصعوبة..

كان يحاول يتجاهل الإحساس الفظيع بالذنب اللي بدا يتيمع في داخله، وينسى انه قبل ثواني بس ودر حرمة بروحها في شارع مهجور وفي نص الليل عشان تواجه مصيرها. بس ليش الإحساس بالذنب وهالشي هو كان مقتنع به من البداية؟؟

من كثر ما كان مندمج في أفكاره انتبه حمدان أخيرا انه بعده متلثم بغترته وبعصبية وبأصابع ترتجف فج الغترة وفرها ع السيت اللي حذاله وشل الموبايل عشان يتصل باخته عايشة.. اللي كانت يالسة على أعصابها تتريى هالمكالمة.. وأول ما رن الموبايل شلته بلهفة..

عايشة: "حمداني؟؟؟ بشر!!"

تنهد حمدان وقال وهو يركز ع الدرب: " خلاص.. فريتها في الشارع عقب الهير على طول والحين راد بوظبي.."

عايشة: " ما قالت شي؟؟ ما شكت بخليفة؟؟"

حمدان: " لا لا .. ما اظن انه يا على بالها.. "

عايشة:" أهااا"

مرت لحظة صمت طويلة بينهم.. أنهتها عايشة بسؤالها: "وانته؟؟ شحالك؟"

حمدان كان محتاج لهالسؤال وايد.. :" انا بخير.. بس قولي لي انه اللي سويته صح.. وساعتها برتاح"

عايشة كانت بعد حاسة بالذنب.. مب عشان شيخة .. شيخة في نظرها تستاهل اكثر عن جذي.. كانت حاسة بالذنب لأنها دخلت أخوها في هذا كله وطرشته في هالمهمة اللي كانت ممكن تنهي مستقبله تماما.. كانت تعتبر نفسها أنانية ومجرمة.. كان المفروض تحل مشاكلها بروحها ويا ريلها بس كبريائها خلاها تحاول تنتقم من ريلها ومن الإنسانة اللي خذته منها..

بس رغم احساسها بالذنب، كانت عايشة تحس براحة فظيعة وإحساس لذيذ بالسعادة عقب اللي استوى.. أخيرا انتصرت ، وبتعيش حياتها بدون شكوك وذل.. حتى لو كانت هالحياة تتضمن انها تكون مطلقة..

ابتسمت عايشة وقالت لأخوها: " اللي سويته صح.. ولا يكون تحس بالذنب حمدان.. انته ما سويت هالشي لنفسك.. انته سويته عشاني وأنا اتحمل كامل المسئولية .. انته ما قصرت ويايه وانا مستحيل انسى لك هالخدمة طول عمري.."

اطالع حمدان الجامة ولاحظ انه ويهه صار احمر من كثر ما كان يقاوم دموعه عشان لا تنزل.. وبند التيلفون عن عايشة وتنهد براحة.. سواء كانت شيخة تستاهل اللي ياها ولا لاء.. المهم الحين انه راد البيت وبينسى كل اللي صار هالليلة..

.

.

شيخة في هالوقت كانت واقفة على طرف الشارع تنتفض من البرد والخوف.. والأفكار تاخذها وتوديها.. مرت عليها خمس ربع ساعة وهي واقفة هني تتريا تاكسي أو أي سيارة عشان تردها العين.. بس الموترين اللي مروا حذالها طنشوها وراحوا.. وشيخة ما تقدر تلومهم.. منو ممكن يوقف لوحدة في الشارع وفي نص الليل.. منو ممكن يكون غبي لهالدرجة ويوهق عمره وياها؟ محد!!.. كانت متأكدة انه هاي نهايتها .. أكيد أكيد بتنفظح إذا ما ردت البيت بأسرع فرصة.. كان لازم تتصرف بس شو بتسوي؟؟

حاولت شيخة تركز في الظلام.. ادور في الأفق البعيد محطة بترول .. أو كابينة .. أو أي شي ممكن توصل له أو يدل على المكان اللي هي فيه.. بس مالقت شي.. وطلعت موبايلها وشغلته عشان يعطيها شوية ضوء يساعدها وهي تفتش حواليها ..

وفجأة..

تذكرت انه مروان يسهر ويا ربعه للفير..

وقررت ادق له.. وتخبره باللي استوى لها، مروان رغم كل شي طيب ومستحيل يتخلى عنها في هالمحنة.. دقت له شيخة مرتين بس ما رد عليها وردت ادق له مرة ثانيةوعقب ما رن التيلفون لفترة طويلة رد عليها مروان ومن نبرة صوته كان مبين انه معصب..: " شو تبين انتي؟؟ ليش مأذتني؟؟"

شيخة: "مروااان.. أنا في ورطة.."

مروان: "وأنا شلي؟؟ بتعقين بلاويج عليه؟؟"

شيخة: "اسمعني مروان .. انا صج في ورطة أباك تردني البيت.. الله يخليك.."

مروان: "أردج البيت؟؟ يعني انتي طالعة ويا واحد وتبيني انا اردج ؟؟ انتي تخبلتي..؟؟"

شيخة: "أنا مب طالعة ويا واحد.. آااا.. سيارتي اختربت هني ووقفت .. وما عندي حد يساعدني غيرك .. مروان الله يخليك.. والله ما بنسى لك هالشي طول عمري مروان!!"

مروان: " جاااااااااااب.. شو تتحريني متفيج لج انا؟؟ اتصلي بواحد من هالسبلان اللي تطلعين وياهم وخله هو يردج البيت.. "

شيخة: "حراام عليك.." بس قبل لا تكمل رمستها بند مروان في ويهها وخلاها تطالع شاشة الموبايل بحزن.. هي عمرها ما تخلت عنه وكل ما يقول لها انه متظايج وانه محتاج حد يكون وياه تطلع له وتيلس وياه للفير.. يوم كان مديون قبل شهرين دبرت له المبلغ وعطته اياه.. ويوم كان يبا واسطة عشان يدخل اخوه كلية الطيران سوت كل اللي تقدر عليه عشان يقبلونه. . والحين وبكل سهولة تخلى عنها.. كان هالشي هو اللي حاز في خاطرها أكثر من كل شي ثاني.. اكثر من وقفتها هني في الشارع وأكثر من إحساسها بالغباء لأنها انخدعت في وحدة سمت عمرها حارب..

حست بالتعاسة وبالأرف وهي ادور بين الأرقام على رقم واحد ثاني ممكن يردها البيت..

اتصلت بثلاثة.. ولا واحد فيهم سوا لها سالفة.. وكل واحد فيهم كان عذره جاهز..

راشد ما يروم يطلع من البيت هالحزة ولا مرته بتجتله..

سلطان مريض وما يروم ينش من الفراش

وناجي بكل وقاحة قال لها حطي راسج وارقدي في الشارع والصبح يصير خير..

 

تنهدت شيخة بتعب وحست بثجل فظيع على قلبها.. كان خيارها الأخير انها تتصل بياسمين.. ومن كثر ما كانت متظايجة ما كانت قادرة تتذكر رقمها ويلست ادور عليه بين الأرقام المخزنة في موبايلها .. وساعتها بس. شافت رقمه!!

الأسبوع اللي طاف كان الرصيد مخلص عن ياسمين واضطرت انها تتصل لشيخة من موبايل ريلها عبدالله.. وشيخة خزنت رقم عبدالله عندها في الموبايل وفي هاللحظة كانت صج مستانسة انها سوت هالشي.. منو غير عبدالله ممكن يفكر يساعدها؟ ياسمين بتشمت فيها لو درت بس عبدالله طيب.. عبدالله مب شرات ياسمين.. عبدالله بيساعدها.. وعبدالله يرقد بروحه يعني ياسمين ما بتمنعه.. هى.. بتتصل بعبدالله.. ليش لاء؟

تنفست شيخة بعمق واتصلت به وغمضت عيونها بحيل وهي تتريا تسمع انه الموبايل مغلق.. بس من حسن حظها انه كان يرن..

.

.

عبدالله كان راقد يوم حس بموبايله يهتز تحت المخدة.. وبدون ما يبطل عيونه مد إيده وشل الموبايل وحطاه على إذنه بدون ما يشوف الرقم..

عبدالله: "ألوو"

شيخة : " ألوو.. مرحبا.."

عبدالله استغرب من الصوت واستند على كوعه وهو عاقد حيّاته.. واطالع الساعة.. كانت وحدة وربع.. هاذي منو؟ وشو تبا متصلة الحين؟ هذا وقت مغازل؟؟

سألها عبدالله: "منو انتي؟"

شيخة: "عبدالله انته تعرفني .. أنا شيخة مرت فهد.."

عبدالله بعده ما استوعب السالفة.. منو شيخة ومنو فهد.. ورد يسألها: " منو انتي؟؟ وكيف عرفتي اسمي؟؟"

شيخة (بعصبية): " فهد ولد صالحة.. عبدالله ما تعرفني؟؟ أنا شويخ مرته.. ربيعة ياسمين!!"

عبدالله:" هييه هيييه عرفتج عرفتج.. " ورد يطالع الساعة مرة ثانية.. هاي شو تبا منه متصلة الحين.. " تبين ياسمين؟؟ "

تنهدت شيخة وقالت بتوتر: " لا ... لا. مب ياسمين.."

عبدالله: "ما تبين ياسمين؟؟ اااه عيل... ليش متصلة؟؟ هالحزة؟؟"

شيخة (بصوت أقرب للهمس): "عبدالله انا متوهقة.. ومحد غيرك يقدر يساعدني.." وما كملت جملتها لأنها ردت تنفجر من الصايح.. وهني عبدالله يلس على فراشه وتم يسمعها وهو يطالع الساعة.. يفكر متى بتبند وبيرد يرقد.. وعقب ثواني ما سمع فيهن الا صياحها .. قال لها بظيج: " شو فيج انتي الحين؟؟ شو مستوى؟؟"

خبرته شيخة بالسالفة كلها .. عن حارب والحرمة اللي دقت لها وكيف انهم فروها في الشارع وسارو عنها.. وانها الحين مب عارفة تتصرف ولا عارفة ترد البيت..

عبدالله كان مصدوم.. يسمعها بدون ما يرد عليها ولا حتى يتنفس.. كل هذا يطلع من شيخوه؟؟ وهو كان مأمن على مرته ويا هالانسانة ومخلنها تطلع وياها وترابعها؟؟ شو من البلاوي مسوية أكثر عن جذي وفهد معقولة ما يعرف؟؟ وبكل جرأة يايتنه تخبره وتتوقعه بيساعدها؟؟

عبدالله: " حسبي الله عليج من حرمة!!!!.. انتي لج ويه بعد تتصلين وتخبريني؟؟ شو تبيني اسوي لج؟؟ انا جان بسوي شي تراني بتصل الحين بفهد وبخبره"

شيخة (برعب): " لااااااااااا... لا دخيلك عبدالله انا مالي غيرك.. استر عليه الله يستر عليك دنيا وآخرة عبدالله استر عليه الله يخليك.. انا مالي غيرك.. الله يخليك..!!"

عبدالله: " شو مالج غيري؟؟ شو تخربطين انتي؟؟ عندج اخوانج واهلج خلهم هم يسترون عليج .. انا ما يخصني فيج"

شيخة: "أخواني لو دروا عني بيذبحوني!! الله يخليك .. استر عليه وساعدني.. "

عبدالله: " لا لا انا ما يخصني فيج.. دبري لج حد ثاني يساعدج.."

شيخة ردت تصيح وكانت نبرتها مليانة توسل: "أنا ما عندي حد.. منو بيردني البيت؟ عموتي صالحة؟؟ ارجووووك عبدالله الله يخليك لا تتخلى عني.. انا بموت من الزياغ هني والشارع ما فيه حد .. عبدالله الله يخليك!!"

سكت عبدالله واستمرت هي في توسلاتها له.. وغصبن عنه انكسر خاطره عليها.. غمظته.. وتنهد وقال لها : " وين انتي الحين؟؟"

من الوناسة شهقت شيخة وقالت له بصوت عالي: " أنا في مكان عقب الهير بشوي.. بس مب متأكدة.."

عبدالله: "انزين انا بييج عقب شوي.. بس لا تطرين هالسالفة جدام حد "

شيخة: "أكيد اكيد.. مشكور عبدالله .. مشكور والله ما بنسى لك هالمعروف طول عمري.."

عبدالله: "الله يستر بس.. يوم بطلع من الهير برد اسوي لج"

شيخة: "خلاص.. أتريا"

بند عنها عبدالله ويلس ع الشبرية يفكر شو هالبلوة اللي حلت عليه في هالليل.. وهو شو ياه عشان يقول لها انه بيردها البيت؟؟ شله فيها ؟؟ ليش ما خلاها تلتعن بروحها برى بدل لا يوهق عمره وياها؟؟ بس هالمثالية اللي فيه هي اللي بتييب أجله وعبدالله يعرف هالشي زين.. إذا استوى فيها شي ما بيقدر يعيش ويا فكرة انها كانت بروحها هناك وما ساعدها .. رغم انه كان متأكد انه اللي بيسويه غلط بس غمظته شيخة.. وقام يلبس ثيابه بسرعة وطلع عشان ايسير لها..

ياسمين كانت مبندة الليت وتطالع التلفزيون في الظلام في غرفتها وهي يالسة ع الشبرية.. حذالها كانت صينية كلها كيك وسندويتشات.. وعصير برتقال.. وكانت عيونها مركزة على شاشة التلفزيون وبالأحرى على شاروخ خان اللي كان في هاللحظة يواجه أبوه بالتبني أميتاب ويخبره انه بيتزوج كاجول الفقيرة.. كانت لحظة حاسمة في الفلم وياسمين تترياها من البداية، وكان قلبها يدق وهي تشوف الاحداث كلها تتغير.. بس استوى شي خلاها تودر الفلم نهائيا وما تهتم له بالمرة..

كانت درايش الحجرة مبطلة..

وياسمين سمعت صوت سيارة تشتغل برى وقامت بصعوبة من فوق الشبرية عشان تطالع منو اللي بيطلع في هالحزة.. لا يكون بس حرامي بيسرق سيارة ريلها!!.. يوم وايجت.. ما قدرت تشوف منو في السيارة بسبب المخفي وبسبب الظلام.. بس كان باب الحوي مبطل .. وعقب ما طلع السيارة برى.. رد عبدالله داخل عشان يصك باب الحوي عدل قبل لا يرد يطلع وينطلق بسيارته للمجهول..

ياسمين كانت واقفة في بلكونتها.. تطالع اللي يستوي جدامها.. وعلى ويهها نظرة ذهول.. هذا وين رايح الحين؟؟ وشو مستوي عشان يطلع في هالحزة؟؟ أكيد شي جايد.. لا يكون امه ماتت؟؟ ولا حد من عيال اخوه سوى حادث؟؟ وليش ما يخبرها؟؟ كيف يطلع جي من البيت وما يخبرها؟؟ ياسمين كانت بتموت من الفضول وكانت تغلي من القهر لأنه عبدالله تجاهلها ولا فكر يخبرها.. وقالت بصوت عالي: " حتى لو كان يتحراني راقدة.. المفروض يوعيني ويخبرني!! "

وبندت التلفزيون من قهرها ومشت صوب الدري عشان تنزل للصالة تحت.. كانت معصبة من الخاطر ومع كل خطوة تمشيها تحس بألم فظيع في أسفل بطنها .. وفي ظهرها.. ويوم وصلت للدري حست بنفسها بينقطع خلاص وكانت تعرق بشكل فظيع.. واستغربت من عمرها.. هي كانت تتعب من قبل بس مب لهالدرجة.. هالمرة كانت كل حركة تتحركها تسبب لها ألم ماله حدود..

اتساندت ياسمين على حدايد الدري عشان تيلس بس في هاللحظة حست بألم مثل السكين يقطع مصارينها وصرخت بأعلى صوتها : "عبدالله!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!"

برعب فظيع أدركت ياسمين انه هاذا هو وقتها .. بتربي خلاص..

بتربي.. ومحد في البيت.. غيرها هي والخدامة..

وحتى الخدامة كانت في الملحق بعيد وايد عن البيت..

يلست ياسمين على طرف الدري وتساندت على اليدار وراها وغمضت عيونها بألم.. وعقب دقيقتين حست بنفس الألم الفظيع وردت تصرخ مرة ثانية..

خلاص.. كانت متأكدة انها بتموت!!.. وقالت وهي تصيح بمرارة: "الله ياخذك!!..الله ياخذك يا عبدالله ليش خليتني بروحي؟؟ ليش؟؟؟"

.

.

في هالليلة.. ثمانية أشخاص نسوا طعم النوم..

شيخة اللي كانت واقفة في شارع مجهول تتريا منقذها وتفكر بكل اللي سوته..

عبدالله اللي رايح لها ويفكر باندهاش شو اللي مطلعنه من البيت في هالحزة

ياسمين اللي تصارع الألم في البيت بروحها وتغسل مخاوفها بدموعها

مايد اللي مب قادر يرقد من كثر ما يحس بالإثارة ويتريا بلهفة نتيجة اللي سواه

حمدان اللي توه واصل بوظبي ويالس في الموتر جدام باب بيتهم.. وإحساسه بالذنب بعده متعبنه

عايشة اللي غرقت دموعها المخدة وهي تفكر كيف خلتها أنانيتها تعرض اخوها للخطر

وصالحة اللي يالسة في الصالة تتريا عشان تشوف مايد شو ناوي يسوي

والشخص الثامن

كان يسوق بأقصى سرعته الساعة وحدة ونص من ليلة الأربعا.. وكان العنف والغضب اللي يشتعل في عيونه ينذر بمصيبة على وشك انها تتفجر في داخله..

.

.

يوم وصل عبدالله للمكان اللي عقب الهير على طول اتصل بشيخة وهي كانت يالسة تحت في الرملة ويوم سمعت موبايلها فزت من مكانها وردت عليه وقلبها يدق بسرعة. .

شيخة: " هلا.."

عبدالله: " انا وصلت للمكان اللي دليتيني عليه وما اشوف حد.."

شيخة: " تجدم بعدك شوي.. وبتشوفني.. أنا اشوف ليتات موترك من بعيد.."

عبدالله: " هييه هييه شفتج.. "

بند عنها عبدالله ووقف موتره حذالها ويوم يت بكل جرأة بتركب جدام زاعج عليها: "لا وين تبين؟ اركبي ورا.."

كان يعاملها بأرف.. ما يقدر يرمسها عدل عقب كل اللي سمعه منها وعقب اللي يالس يمر به الحين.. ركبت شيخة السيارة وهي تفكر في داخلها: "بلاهم هاذيلا اليوم ؟ كلهم يبوني ايلس ورا!!" واطالعت عبدالله بفضول وهو على طول لف بالسيارة عشان يرد العين.. كان طول الطريج ساكت وحاس بظيج فظيع.. ندمان انه سار لها .. بصراحة هي ما تستاهل حد يساعدها.. بس هو اللي يابه لعمره.. وشيخة كانت بعد سرحانه في عالمها الخاص.. تفكر بكل اللي مرت به.. بكل اللي تخلوا عنها وهم من قبل وعدوها يعطونها عيونهم لو تبا.. وعقب تفكير قالت: "عبدالله مشكور.. والله ما بنسى لك هالمعروف ابد.."

سكت عنها عبدالله ولاحظت من انعكاس صورته في الجامة انه معصب وردت ترمس مرة ثانية وقالت: " بس الله يخليك لا تخبر ياسمين.."

ضحك عبدالله باستخفاف وقال: "ليش هي ما تعرف عن بلاويج؟"

شيخة:" امبلى تعرف.. بس ما اباها تشمت فيني.."

رد عبدالله يسكت عنها.. شو بيرد عليها؟ وهي تتوقع انه ممكن يخبر حرمته باللي مر به هالليلة؟ شو هالذكاء اللي فيها..؟؟

مرت الدقايق بطيئة وشويخ كانت شوي وبترقد في السيارة من التعب.. كانت تحس بعمرها وصخة من الرمل والغبار اللي علق بها.. وكانت كل اللي تفكر به هو انها تترس لها البانيو ماي حار وعقبها ترقد.. وعبدالله كان يفكر بياسمين.. في الفترة الاخيرة كانت تطلع وتدخل على كيف كيفها وساعات تسير بيت اهلها في دبي وتيلس وياهم.. ويوم انه شيخة ربيعتها هاذي هي سوالفها وياسمين ساكتة عنها وراضية تطلع وياها.. معقولة هي بعد تكون بادية تسوي سواياها؟؟ لا لا لا حرام يظلم ياسمين وهو يعرفها زين.. رغم دلعها وعنادها بس بعدها اتم محترمة ومتربية عدل.. حسبي الله عليج يا شيخوه.. انتي اللي خليتي هالافكار السودة ادش مخي..

.

.

يوم وصل عبدالله الفريج اللي فيه بيت صالحة.. تردد.. يوصلها للباب ولا يفرها هني وهي تكمل دربها؟ بس شيخة سبقته وقالت له: " ماله داعي توصلني للباب .. نزلني هني.."

وقف عبدالله موتره ونزلت شيخة وهي تلوح له بإيدها.. وما وحالها تصك الباب الا وهو متحرك بموتره بعيد عن الفريج.. تنهدت شيخة بتعب وراحة واطالعت الدرب اللي جدامها.. كانت تسمع صوت خطواتها على الطريق المرصوف في الفريج .. خطوات كعب نعالها.. ومن تعبها.. فصخت النعال وشلته في إيدها ومشت بهدوء للبيت.. كانت صج تعبانة وقررت تتخلى عن فكرة البانيو وتعق عمرها وترقد بدون تفكير.. وبدون حتى ما تشل الميك اب عن ويهها.. ويوم وصلت لباب البيت وقفت تفتش عن المفاتيح في شنطتها بس قبل لا تحصل المفتاح، تبطل باب الحوي بروحه.. وانصعقت شيخة وهي تشوف ويه ريلها يطل عليها من ورا الباب..

 

ما في كلمات ممكن توصف شعورها في هاللحظة.. لو كان ممكن انه الخوف يتجسد بيكون هو شيخة في هاللحظة بالذات.. جفت كل الكلمات في حلجها وماتت كل المشاعر في قلب فهد وهم واقفين اثنيناتهم يطالعون بعض وسط عتمة الليل.. وفي ثانية، مد فهد إيده ويرها بقوة داخل البيت من رقبتها وفرها في الحوي.. وعقب ما صك الباب وراه فصخ عقاله وطاح فيها ظرب من الخاطر ..

شيخة كانت مصدومة وتصيح وهي ع الارض وتحس بضرباته تلسعها بقوة .. كانت الظربات قوية ومؤلمة بس اللي كان صج يجرحها مع كل ظربة انه فهد كشفها.. فهد أخيرا عرف هي شو.. وكانت حاسة بخجل غريب.. خجل من نفسها ومن اللي سوته.. وهذا اللي خلاها تستسلم لظرباته وما تحاول أبدا انها تقاوم إلا بدموعها..

أما فهد فكان العنف والقهر اللي يحس به ما له حدود.. وكان يظربها بكل قوته ويحس انه مهما ظربها ما بيشبع ولا بيطفي النار اللي في داخله.. وما وقف إلا عشان ياخذ نفس ويقول لها وهو يحس ويهه بيحترق من النار اللي تشب داخله..: " يالسافلة يالزبالة!!.. طول هالفترة وانا مخدوع فيج ومأمن لج.. وانتي .. وأنتي.. " وما قدر يستحمل ورد يظربها مرة ثانية ويرفسها وهي تصارخ .. ويتها لحظة حست بطعم الدم في حلجها لأنه ريوله يت تحت ويهها على طول ، وهني نشعها فهد من شعرها وغصبن عنها واجهته بعيونها وسألها: " منو ؟؟ منو اللي كنتي طالعة وياه؟؟؟ "

حاولت شيخة ترمس بس ما قدرت.. دموعها كانت تنزل بغزارة فظيعة والألم اللي تحس به في بلعومها يمنعها من انها اطلع أي صوت.. ورد فهد ينشعها بقوة من شعرها وهي تصرخ..

فهد: "تكلمي منو اللي كنتي طالعة وياه؟؟"

كيف تقول له انه واحد ما تعرفه؟؟ واحد عمرها ما شافته ولا سمعت صوته؟ وانه عقب اتصال واحد قررت تطلع وياه؟؟ بيذبحها .. فهد أكيد بيذبحها اذا خبرته.. غمظت شيخة عيونها وردت تصيح بقوة وفهد مقهور منها وهالمرة يوم رمس كانت متأكدة انه بيذبحها ..

فهد: " شيخوه تكلمي!!!"

شيخة: " عبدالله.. عبدالله بن خليفة.. هو اللي كنت طالعة وياه.. "

صالحة في هاللحظة كانت توايج من دريشة الصالة.. فهد ما شافها ولا يعرف انها واعية وهي يوم سمعت صوت سيارته وشافته يدخل البيت.. عرفت انه مايد ولد كلثم هو اللي اتصل به وقالت في خاطرها: " حسبي الله عليك يا ميود جان يايب ولدي من دبي هالحزة.. الحمدلله انه ما ياه شي في الدرب!!"

وطول الفترة اللي كان فيها فهد يمشي في الحوي يمين ويسار ويتريا شيخوه ترد.. كانت صالحة تراقبه من دريشة الصالة في الظلام.. وتدعي على شيخوه في خاطرها..

بس اللي ما تعرفه صالحة، انها هي بعد كانت مراقبة.. مزنة كانت تراقبها ويوم شافتها لاصقة في دريشة الصالة عرفت انه فهد وصل البيت وعلى طول اتصلت بمايد وخبرته.. ومايد استغرب يوم شاف رقمها..

مايد (بهمس): " خيبة تخيبج انتي بعدج ما رقدتي؟؟"

مزنة: " ما اروم ارقد.. راح الرقاد خلاص.."

مايد: "وليش متصلة؟؟ شو عندج بعد الحين؟؟"

مزنة: " عمي فهد يا البيت.. اختربت الخطة!!"

ابتسم مايد وقال لها: "وانتي شو دراج بالخطة اصلا.. سيري ارقدي احسن لج.. والله يهال ومسوين عمارهم فاهمين!!"

مزنة: " هاي يزاتي يوم ييت ابا اخبرك.."

مايد: " بندي مزنوه بيخلص رصيدج.."

شهقت مزنة وبندت في ويهه.. وردت مكانها على طرف الدري تطالع يدوتها وتتريا فهد يدش داخل عشان تعرف شو بيستوي..

.

.

" عبدالله.. والله انه هو اللي كان ويايه.."

ما تدري شيخة ليش قالت هالشي.. بس كانت تبا فهد يخفف من عنفه وغيظه تجاهها ويطلعه في أي حد ثاني.. حتى لو كان عبدالله.. ويوم يت عينها في عين ريلها لاحظت انه يطالعها بحتقار.. وقال لها: " بعد؟؟ ما يهون عليج تخبريني باسمه وتبين توهقين عبدالله بن خليفة وياج يالحيوانة؟؟ "

شيخة انصدمت .. توقعت انه يصدقها بس فهد كان مقتنع انه اللي طالع وياها واحد ثاني ومب عبدالله وبدون أي كلمة ثانية يرها من إيدها وتبعته شيخة باستسلام ووداها عند السدرة اللي في الحديقة وسار صوب السامان اللي حاطنه الزراع عدال الشير وشيخة تطالعه وتمسح الدم والدموع عن ويهها بطرف عباتها.. كانت مب متأكدة شو اللي يفكر يسويه فيها.. ويوم شافته راد وفي إيده حبل.. بطلت عيونها ع الاخر وسألته بخوف: " شو ها؟؟"

اطالعها فهد بنظرة نارية ودزها ع الشيرة.. وما وعت بعمرها الا وهي مربوطة في السدرة..

شيخة (وهي تصيح): "فهد حرام عليك.. فهد الله يخليك اسمعني.. بخبرك بكل شي .. والله بخبرك .. فهد انا غلطت وندمانة والله اني ندمانة.. حرام عليك.. فهد بليييز"

عقب ما ربطها فهد حس انه خلاص مب قادر يسمع صوتها.. حاس بأرف فظيع منها وعشان يسكتها عطاها كف قوي خلاها تصخ تماما وقال لها: " لا تتحرين اني بردج بيت ابوج عشان تطلعين وتدخلين على كيف كيفج.. أنا بخليج هني تحت عيني.. وبعرف كل حركة تتحركينها.. ومن اليوم وطالع.. بعلمج معنى السنع.."

 

ودرها فهد مربوطة في السدرة وسار عنها.. وهي من التعب والألم اللي تحس به في كامل جسمها سكتت واكتفت بدموعها.. ويوم دش فهد الصالة من باب الحديقة شاف امه بعدها واقفة عند دريشة الصالة ادوره برى وتبا تعرف وين سار هو ومرته .. ويوم ياها صوته من وراها زاغت ونقزت في مكانها..

فهد: "أمايه..!!"

صالحة (وإيدها على قلبها): " بسم الله الرحمن الرحيم!!!"

فهد (وهو يأشر عليها بالعقال اللي في إيده): " هالعلة مربوطة في الحديقة.. وخبري البشاكير .. ترى اللي بيهدها بينربط مكانها.. تفهمين؟؟"

صالحة (وهي تهز راسها): "أفهم أفهم.. ان شالله.. حاضر.. ان شالله فديتك.. زين سويت فيها .. أدبها.. زين سويت فيها"

كان فهد يسمعها وهو يمشي صوب الدري وركب الدري وهو يحس بالنار بعدها شابة في صدره وما انتبه لمزنة اللي كانت متكورة في الظلام جدامه وكمل دربه للقسم اللي كان مخصص له هو وشيخة ويوم دخل وصك الباب وراه.. حس بنفسه مخنوق.. غبي.. مغفل.. وكل الصفات الشينة فيه.. وين بيودي ويهه من الناس الحين؟؟ أكيد الكل يعرف.. أكيد.. يعرفون وساكتين.. وهو نايم في العسل ولولا فاعل الخير اتصل به اليوم وخبره وطرش له صورة مرته جان عمره ما درى.. هاذي هي؟ هاذي هي مرته اللي عارض الكل وعادى امه بسبتها؟؟ هاذي هي اللي يكد كل شهر في الشغل عشان يعطيها الراتب كامل في النهاية؟؟ تاليتها تخونه؟؟ ومب ويا واحد أو اثنينه.. اااااخ يالقهر.. ااخ..

كان فهد مصمم انه يعيشها في عذاب.. ويرد ولو جزء بسيط من كرامته اللي انمسحت في الأرض

.

.

عبدالله كان بعده متظايج.. اللي استوى الليلة كان شي كبير.. وفي داخله كان يالس يقرر شو الشي الصح اللي لازم يسويه.. هل يخبر فهد عن مرته؟ ولا يخلي الأمور على ما هي عليه؟.. ودش البيت وهو بعده يفكر بهالشي.. دخل موتره ووقف في الحديقة يفكر .. ويفكر ويفكر.. مرت عليه دقايق طويلة وهو واقف في الحديقة في الظلام.. وفي النهاية قرر انه لو هو مكان فهد من حقه يعرف باللي تسويه مرته.. بس بعد هو وعد شيخة انه يستر عليها وما يروم يخلف بوعده لها..

بطل عبدالله باب الصالة ودش وقفله وراه.. كانت الساعة ثنتين وعشر.. وعبدالله راح عنه الرقاد خلاص ما في أمل انه يرد يرقد.. عشان جي كان يفكر انه يسير المكتب ويخلص الشغل اللي هناك..

بس وهو متجه للممر اللي يؤدي لغرفة المكتب.. سمع أنيين خفيف.. والتفت عفويا لمصدر الصوت اللي كان ياي من فوق..

في الظلام ما قدر يشوف عدل وهو يمشي للدري شغل الليت وانصدم يوم شاف ياسمين طايحة فوق وعلى طول ركض لها وهو ينادي عليها: "ياسمين غناتي شو ياج؟؟"

يلس عبدالله حذالها ولاحظ انها تعرق بشكل فظيع.. والهالات السودة تحت عيونها عميقة وواضحة.. كانت تقريبا غايبة عن الوعي وكل اللي يصدر منها هو صوت الأنين الخفيف اللي عبدالله سمعه قبل شوي..

عبدالله كان بيموت من الخوف.. ومب عارف كيف يتصرف.. وأول شي فكر فيه هو انه يشلها من هني.. بس أول ما حط إيدها عليها وحاول يشلها تأوهت بشكل قطع له قلبه وردها مكانها وهو يرتجف.. ويمسح العرق اللي على ويهها بغترته.. وهني ردت ياسمين لوعيها ويوم شافته قالت بصوت ضعيف: " عب.. دالله... بمووت.. ابا اماييه.. ابا اماييه.."

عبدالله : "لا تقولين جي حبيبتي انا الحين بتصل بالاسعاف.. "

اتصل عبدالله بالاسعاف وعينه على مرته اللي ردت وغمضت عيونها مرة ثانية.. كان حاس بالذنب .. بسبة هالعلة شيخوه طلع من البيت وودر مرته وهو يدري انه هذا اسبوعها.. كيف غاب هالشي عن باله.. كيف؟؟ اذا استوى لها شي أو للجنين كيف بيقدر يسامح نفسه؟ وهي مستحيل تسامحه..

تخيلها عبدالله وهي تتألم هني وتنادي عليه.. وتخيل الفترة الصعبة اللي مرت بها وهو بعيد عنها.. في أكثر وقت كانت محتاجة له فيه خذلها وكان بعيد عنها..

يوم بند عن الاسعاف اتصل بيت اخوه وردت عليه أم أحمد اللي ترقد والتيلفون عند راسها .. ويوم سمعته يرن زاغت ونشت عشان ترد عليه وهي تقول: " بسم الله الرحمن الرحيم.. اللهم اجعله خير.. منو متصل هالحزة؟"

ردت على التيلفون ويوم سمعت صوت عبدالله قلبها بغى يوقف..

أم أحمد: " عبدالله؟؟ خير فديتك شو صاير؟؟"

عبدالله: "خير امايه .. خير.. ياسمين بتربي وتعبانة وايد.. وانا ما اعرف اتصرف.. "

أم أحمد: " ماشالله ماشالله.. لا تحاتي فديتك.. انت ودها المستشفى وانا الحين بوعي ليلى وبني .. "

عبدالله: " اترياكم امايه لا تبطون.."

ام احمد: "لا ان شالله ما بنبطي .. دير بالك على مرتك.. ودها المستشفى واحنا الحين يايين"

 

بند عنها عبدالله وتم يالس ويا ياسمين يحاول يخفف عنها ويهديها ويمسح العرق عن ويهها .. في هاللحظة نسى كل خلافاتهم.. وكل مشاكلهم وكل الكلام الجارح اللي قالت له اياه. .ردت هي ياسمين مرته وحبيبته وكان قلبه مليان خوف عليها وع الجنين اللي في بطنها.. وياسمين في غمرة ألمها وخوفها كانت متعلقة فيه وايد وكانت تهلوس وتناديه اكثر عن مرة.. بس يوم تبطل عيونها وتحس باللي حواليها كانت تحس بحاجة كبيرة لأمها وترد مرة ثانية تسأل عبدالله عنها.. وفي النهاية اضطر عبدالله ان يتصل بأمها.. بس عقب ما يت الاسعاف وشلوا ياسمين..

اتصل على تيلفون البيت ومحد رد واتصل عقب على موبايل علي بن يمعة ابو ياسمين.. وعقب ما يأس عبدالله رد عليه علي وخبره عبدالله انه ياسمين بتربي وانها تعبانة وايد وتبا أمها.. ووعده علي انهم مسافة الدرب وبيكونون عندهم

 

ويوم بند علي عن عبدلله.. وعا مرته مريم وقال لها: " ام لافي.. ام لافي نشي بنتج بترتبي.."

اطالعته مريم بعصبية وقالت: " منو؟؟؟ ياسمين؟؟"

علي: " هى ياسمين.. ياللا قومي البنية تعبانة.."

مريم: " انزين الصباح رباح.. "

 

Link to comment
Share on other sites

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

Guest
الرد على هذا الموضوع...

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

Loading...

×
×
  • Create New...