دلوعه فاشله Posted ابريل 20, 2005 Report Share Posted ابريل 20, 2005 أين الوفاء كانت هند تؤدي أعمال البيت في رتابة وملل.. كانت تود لو أن لها القدرة على أن تتحرر من الواجب اليومي المتكرر: تنظيف.. طهي.. غسيل.. مذاكرة الأبناء.. هي تعلم أن هذا واجبها لكن شتان أن تقوم المرأة المحبة السعيدة بأثقل الواجبات المنزلية من أجل عيون زوجها وحبيبها وأبنائها قرة عينها.. وأن تقوم امرأة أخرى بأسهل الواجبات فتراها ثقيلة مُملة كريهة.. لأن زوجها لم يكن لها حبيبًا ولا حميمًا. تذكرت (هند) كلمات زوجها التي ترن دائمًا في أذنيها: ماذا تفعلين من "أجلي"؟ لا شيء جديد.. مثلك كأقل النساء جهدًا في بيتها.. ولذلك فإني قد أتزوج أخرى في أي لحظة، خاصة إذا كنت "تمرضين" كثيرًا وترقدين في الفراش؛ فالرجل لا يحتمل استمرار حياته مع امرأة مريضة مثلك. نعم، من حقي الزواج بأخرى، وليس عيبًا ولا حرامًا. . وإذا متِ فسأتزوج هذه الأخرى.. فورًا.. سألت (هند) نفسها: ماذا سيخسر زوجي إن كلمني بلغة الحب والوفاء بدلاً من العجرفة والجفاء؟ ماذا لو خاطبني بالمودة والرحمة؟ فرحم مرضي ورقودي في الفراش بدلاً من إيلامي ليل نهار بأنني لم أعد قادرة على خدمته بسبب المرض كأيام زمان؟ ماذا سيخسر زوجي لو أكرمني قولاً وفعلاً بدلاً من البخل الشديد منذ تزوجته إلى الآن؟ ماذا سيخسر هذا الرجل لو كان حنونًا معي بدلاً من هذا القلب الغليظ الذي تسبب في مرض قلبي، ثم أصبح يسخر من مرضي، ويهددني بالزواج من أخرى؟ لماذا لم يحترمني هذا الرجل وأنا أم أبنائه الستة، والتي وقفت بجواره حتى أصبح تاجرًا مشهورًا، وساندته بمالي وجهدي وعمري؟ لماذا نسي كل ذلك أو تناساه؟ ما أثقل الأيام على زوجة مثلي ضاع شبابها مع رجل لا يحب إلا نفسه وبعض أصدقائه الذين ينال منهم "مصالح مادية معينة"؟ وتتحكم المصلحة في كل قرارات واتجاهات حياته، ما أثقل أعمال البيت لخدمة هذا الرجل؟ وللأسف أبنائي مثله لديهم من جفاء القلب الكثير، وحب المصلحة حتى من الأم المريضة.. ما هو أكثر. أي بيت هذا يظنه الناس قصرًا للسعادة؟ لقد أخبرت زوجي وقلبي ينزف بموافقتي على زواجه من أخرى.. مادمت مريضة لست قادرة على إسعاده كما يقول.. فهل يا ترى أسعدني هذا الرجل ذات يوم؟ لست أذكر هذا اليوم، وكل ما أذكر ه أن شباب عمري أهدر في اتجاه بعيد تمامًا عن أحلامي. كنت أحلم بزوج محب حنون ولم يتحقق حلمي.. كنتُ أحلم بأبناء بارين رحماء ولم يتحقق حلمي.. كنت أحلم بأن أجد الوفاء والبِر والإحسان ممن حولي ولم يتحقق حلمي. أتراها هي الحياة مليئة بالأحلام الضائعة قليلة أفراحها، كثيرة همومها؟ أتراها سرابًا يحسبه الظمآن ماء؟ لهذا السبب تشتاق النفوس إلى السعادة.. لهذا يبحث المؤمنون عن الجنة حيث لا شقاء ولا مرض ولا موت ولا فقر ولا كلمات مؤذية للمشاعر كالخناجر.. فقط نعيم معنوي ومادي لا ينقطع.. ورضا من الله لا يعقبه ســـخط. حينما أشعرني زوجي بعدم فائدتي له كامرأة، وأصبحت عنده على الهامش.. كان طبيعيًا أن أتحرر من قيود العمر الطويل.. فكان الطلاق حلاً لمثل حالتي تمامًا كمشرط الجراح.. جواب نهائي لا رجعة فيه.. بعد الطلاق عاد لي أبنائي محبين بارين.. يطلبون مني العودة لأبيهم.. وهم يعلمون ما لاقيت منه.. كان ردي الوحيد: أعتذر.. فلا يكلف الله نفسًا إلا وســعها.. وأنا أعيش مع (شغالتي) تخدمني بمالي ولا أسمع منًا ولا أذى ولا تجريحًا بسبب مرضي أو تقصيري في أعمال البيت.. يؤسفني يا أبنائي أن أخبركم أن أباكم لا يريد زوجة، ولكن يريد أن أعود إليه من أجل "مالي" وثروتي التي يريد أن يضع يده عليها.. أعرفه جيدًا لا يحب سوى نفسه والمال.. ما الذي يجبرني أن أعود للسجن بعد أن تحررت منه؟ وانصرف الأبناء وانصرفت أمهم لمتابعة مسلسل تلفازي يتحدث عن "الوفاء".. ضحكت قائلة: أين هو الوفاء؟ بل أين الحب الذي تمتلئ به أشعارنا وكتبنا؟ بربكم هل لديكم جواب؟ تسأل (هند) بمرارة وبجوارها خادمتها الطيبة ومدفأتها الخافتة، فلا تجد لذلك صدى! Quote Link to comment Share on other sites More sharing options...
Recommended Posts
Join the conversation
You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.