Jump to content
منتدى البحرين اليوم

طارق عزيز يكشف: صدام كان شارد الذهن في أشهر ما قبل


Faam00

Recommended Posts

طارق عزيز يكشف: صدام كان شارد الذهن في أشهر ما قبل الحرب

محققون أميركيون: الرئيس المخلوع خدع الجميع بشأن ما لديه من أسلحة كما خدع نفسه

 

news.201252.jpg

 

بغداد: ستيف كول*

يقول المسؤولون الأميركيون ان طارق عزيز نائب رئيس الوزراء العراقي السابق قال للمحققين ان رئيسه صدام حسين لم يأمر بشن هجوم مضاد للقوات الأميركية عندما نشبت الحرب في مارس (آذار) الماضي لانه أساء التقدير في ما يتعلق بطبيعة الهجوم واعتبره مجرد خدعة. وقال عزيز، الذي استسلم للسلطات الأميركية في 24 أبريل (نيسان)، ان العراق لم يكن يملك مخزونات من الأسلحة الكيماوية أو البيولوجية أو النووية، عشية الحرب، وهو قول يماثل ما ذكره كل المسؤولين والعلماء العراقيين حول هذه المسألة، ولكنه قال ان صدام أمر بتنفيذ عدة برامج لبناء أو شراء صواريخ بعيدة المدى في تحد صريح للعقوبات التي كانت مفروضة على العراق.

وتحدث عزيز عن جدل دار بينه وبين صدام عام 1999 عندما أصر الرئيس العراقي على ان قرار الامم المتحدة 687 والذي صيغ للحد من تسلح العراق لا يمنع الصواريخ البعيدة المدى الا اذا كانت محملة بأسلحة الدمار الشامل. وقال عزيز انه قال للرئيس «لا، الحد هنا على المدى، وليس على نوع السلاح». ولذلك فهو يشمل كل الصواريخ العراقية التي يفوق مداها 150 ميلا. وكان تعليق الرئيس هو «لا. أريد ان أواصل المشروع».

والافادات المطولة التي وردت في التحقيقات مع عزيز والتي ساعد على تدفقها نقل أسرته من قبل الأميركيين الى دولة آمنة لا يكشفون عنها، تصور صدام في ايامه الأخيرة، كطاغية شارد الذهن، قليل الثقة بأقرب الناس اليه ومشوش الفكر بما كان يسمعه من الوسطاء الروس والفرنسيين. وقال عزيز ان صدام خرج من تلك الجلسات الدبلوماسية، وبعضهما كان سريا، وهو مقتنع بانه يمكن ان يتفادى حربا تطيح بنظامه هذه المرة أيضا. وقد كان يعتقد ذلك رغم كل الشواهد على عدم واقعية هذا الاعتقاد. وقال عزيز للمحققين ان الوسطاء الروس والفرنسيين أكدوا لصدام في المرات العديدة التي التقوا به في الأيام الأخيرة من عام 2002 وفي بداية العام الحالي، انهم سيوقفون الحرب الأميركية عن طريق المماحكات واستخدام حق الفيتو داخل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وفي النهاية توصل صدام، حسب اقوال عزيز، وبعد اجتماعه بالوسطاء الفرنسيين والروس، الى ان الولايات المتحدة ستشن حربا جوية طويلة في البداية، على غرار ما قامت به من قبل، وانه اذا استطاع ان يلزم مواقعه ويشن حربا دفاعية شرسة، فانه يمكن ان يحصل على وقف لاطلاق النار بوساطة من باريس وموسكو.

وبعد خمسة أشهر تقريبا من التحقيقات مع المعتقلين من مسؤولي النظام السابق وفحص الوثائق وزيارة المواقع، صرح كاميش كيليب المفتش السابق للأسلحة ضمن فريق الأمم المتحدة، والذي يعمل حاليا مع «مجموعة استكشاف العراق» العاملة تحت اشراف وكالة المخابرات المركزية قائلا «نعرف ان المعضلة الكبرى بالنسبة للنظام، كانت هي المدى الأقصى للصواريخ المحدد بـ150 ميلا»، فقد كانوا يرون في ذلك مساسا بالسيادة، كما كانت صدورهم تغلي لان اعداء العراق يمكن ان يضربوا بغداد بالصواريخ ولا يكون بامكان النظام ان يرد عليهم بالمثل. ولكن المسؤولين المشاركين في التفتيش عن الاسلحة العراقية، يقولون انه لا يوجد حتى الآن دليل على ان صدام كان مستعدا بعد عام 1999 للتورط في مغامرة القبض عليه متلبسا بتحدي قرارات الأمم المتحدة بانتاجه اسلحة كيماوية أو بيولوجية أو نووية. وقال كيليب «يبدو انهم اقاموا فاصلا افتراضيا بين الصواريخ البعيدة المدى واسلحة الدمار الشامل».

ويقول المسؤولون ان أقوال عزيز عن الصواريخ بعيدة المدى اكدتها بصورة كبيرة الوثائق والمقابلات مع العلماء والمهندسين. أما في ما يتعلق بالقضايا الأخرى، فان شهادة عزيز لا يمكن الركون اليها، فبعد ان صار ناطقا باسم صدام حسين، واشتهر بطريقته المسرحية في الأداء، وبعد ان صار وزيرا للخارجية، مطلع التسعينات، اتسعت الهوة بينه وبين الرئيس عشية الحرب الأخيرة. ويقول الذين حققوا مع عزيز انهم تلقوا تحذيرات عديدة من التاريخ الطويل في الخديعة والانتهازية الذي صار جزءا من شخصية الرجل. ومع ذلك فان التعاون الواسع الذي أبداه عزيز مع المحققين اصبح نقطة الارتكاز للجهود الحديثة والحثيثة من قبل المحققين الأميركيين والبريطانيين لاماطة اللثام عن كثير من الألغاز في مسلك صدام حسين خلال السنتين الأخيرتين. ومع تراخي المطاردة من أجل الحصول على اسلحة الدمار الشامل، أخذ المحققون بقيادة الأميركيين يحاولون فهم الأسباب التي حدت بصدام للتصرف بالطريقة التي تصرف بها ما دام لا يملك مخزونا معتبرا من تلك الأسلحة. وقد أخذوا حاليا ينتقلون من تفتيش المصانع المنهوبة ومستودعات الذخيرة الهائلة الأحجام، الى البحث في تلافيف عقل صدام نفسه، علهم يجدون التفسير هناك.

* فحص خطة صدام حقق المحققون الأميركيون، بالاضافة الى عزيز، مع عشرات من الجنرالات العراقيين السابقين، ومع ضباط المخابرات والعلماء، خلال الشهور القليلة الماضية. وقد احتفظوا بهؤلاء بعيدين عن بعضهم البعض خوفا من الاجابات المنسقة. وكان من ضمن الأسئلة التي يوجهها المحققون: اذا كان صدام لا يملك الأسلحة الكيماوية والبيولوجية، فلماذا لم يحاول ان يوضح للمخابرات الأميركية وغيرها من أجهزة الاستخبارات العالمية، ان اعتقاداتها حول ملكيته لهذه الأسلحة ليست صحيحة؟ ولماذا سمح لمفتشي الأمم المتحدة ان يستنتجوا انه مخادع؟

يقول المحققون انه في الأيام الأولى كان الجنرالات وضباط المخابرات يلقون باللوم على افتقار حكومتهم للسجلات الدقيقة باعتباره السبب الذي اثار شكوك الولايات المتحدة والأمم المتحدة. وكانت تلك حجة قديمة استخدمها الناطقون باسم النظام اثناء حملات التفتيش التي كانت تشبه لعبة القط والفأر. ولكن بعض كبار المعتقلين صاروا يقولون مؤخرا ان صدام حسين كان يخشى اراقة ماء وجهه أمام جيرانه العرب. ويقول هؤلاء ان صدام توصل الى ان السعودية والكويت والامارات العربية المتحدة، وغيرها من الدول لا تحترمه الا لانها كانت تخشى ان تكون لديه أسلحة الدمار الشامل. ولم يكن صدام راغبا في الكشف عن ان خزانته كانت خاوية وليس ثمة سبب للخوف منه.

سأل المحققون طارق عزيز عما اذا كان صدام يريد كذلك ان يخدع ايران، خوفا من ان تكون جارته الشرسة قد صنعت أسلحة الدمار الشامل الخاصة بها. وينقل مسؤول أميركي كبير على علاقة مباشرة بالتحقيقات عن عزيز الاجابة التالية «لا تقلق من جهة الايرانيين. فلو انهم حصلوا في أي يوم من الايام على اسلحة الدمار الشامل فان الأميركيين والاسرائيليين سيحطمونها».

* الاتصالات مع الفرنسيين والروس كذلك فان السجل الرسمي للاتصالات بين الفرنسيين والروس مع صدام حسين عشية نشوب الحرب ضئيل وغامض جدا. فرئيس الوزراء الروسي الأسبق يفغيني بريماكوف الذي كان تجمعه بصدام علاقة قديمة ووثيقة، زار بغداد في فبراير (شباط) الماضي، اضافة الى زيارة سرية أخرى قام بها قبل بدء الحرب بقليل يوم 20 مارس الماضي. وبعد أسابيع قليلة عقد بريماكوف مؤتمرا صحافيا قال فيه انه أثناء زيارته السرية حاول ان يقنع صدام حسين بالاستقالة. وقال بريماكوف ان صدام ظل يستمع بانتباه شديد لأفكاره ثم طلب منه ان يعيد ما قاله أمام طارق عزيز، ثم غيّر صدام الموضوع وأشار الى انه سنة 1991 بادرت القيادة السياسية للاتحاد السوفياتي آنذاك بتقديم اقتراح باستقالته أيضا وقد تجاهله. وصرح بريماكوف أثناء المؤتمر الصحافي انه «حتى آخر لحظة قامت روسيا والرئيس بوتين بكل شيء متوفر في يدها لمنع وقوع حرب فظيعة»، حسبما قالت وكالة انباء «انترفاكس» الروسية، لكن المعلقين الروس أثاروا شكوكا حول صحة رواية بريماكوف، مذكرين بانه كان مقربا جدا من صدام وهذا ما كان يمنعه من تقديم رسالة حازمة مثل التي زعم انه قدمها للرئيس العراقي المخلوع.

كذلك فان مدى وطبيعة الاتصالات الفرنسية بصدام قبل الحرب هي أقل وضوحا من الاتصالات الروسية. فالعديد من المصادرة الاعلامية نشرت تقارير في بداية هذه السنة تقول فيها ان فرنسا فتحت قناة خاصة لصدام حسين لكن وزارة الخارجية الفرنسية انكرت صحة هذه التقارير مصرة على ان دبلوماسييها طرحوا عليه وبشكل واضح ضرورة ان يتنحى عن الحكم.

وبغض النظر عما جرى في تلك الاتصالات فان صدام وصل الى استنتاج مفاده ان واشنطن لن تشن غزوا مباشرا على العراق حسبما قال طارق عزيز في شهاداته نقلا عن مسؤولين أميركيين، بل وحتى حينما كانت القوات الأميركية والبريطانية تقوم بتحشداتها على الحدود مع الكويت كان صدام متأكدا من نفسه حسبما جاء في أقوال عزيز، اذ انه رفض اصدار أمر باتخاذ رد فعل عسكري مباشر حينما سمع بالتقارير التي تشير الى ان قوات برية أميركية بدأت بالدخول الى العراق، مستنتجا ان هذا العبور هو نوع من المخادعة.

ووافق الفريق وليد محمد الطائي، 62 سنة، الذي كان واحدا من الجنرالات السابقين في الجيش العراقي، على ما جاء في افادات طارق عزيز حينما أجرت «واشنطن بوست» مقابلة معه، اذ قال ان صدام «لم يكن يتوقع حدوث حرب». واضاف ان الرئيس العراقي المخلوع توصل الى قناعة مفادها انه «سيكون هناك قصف مشابه لما جرى سنة 1998، وان النظام سيتمكن من الاستمرار وسيخرج منتصرا.

ثم في حالة وقوع حرب فان الوعود التي تلقاها من الفرنسيين والروس، اضافة الى المقاومة التي ظن انها ستجري في الجيش، ستسمح بوقف تقدم قوات الحلفاء ولم يظن ان الكثير من أفراده سيذهبون الى بيوتهم. كل ذلك سيكون كافيا للفوز باتفاق لوقف اطلاق النار ثم ايجاد تسوية ما».

لكن اللواء عامر شياع الجبوري، 50 سنة، الآمر السابق لفرقة عسكرية ورئيس الكلية الحربية العراقية قال في مقابلة معه انه مقتنع من ان «الحكومتين الفرنسية والروسية قدمتا رسائل واضحة لصدام تخبره فيها ان الحرب ستحدث»، واذا كان صدام يؤمن بشيء آخر فهذا ناجم عن حالة اضطراب خاصة به. وقال الجبوري انه «بلا شك لم يفهم نظرية الردع. عليك ان تعرف متى تكون هذه النظرية ناجحة ومتى تكون كارثية».

* تفكك غير متوقع.. والرئيس غير مؤهل عسكريا وقام المحققون الأميركيون والبريطانيون بالاستفسار من عشرات الجنرالات الذي خدموا في مواقع عسكرية عالية في فرق الجيش العراقي خلال هذه السنة ـ بعضهم في السجن حاليا وبعضهم يعيش طليقا ـ عن سبب عدم استعمال صدام حسين للأسلحة الكيماوية للدفاع عن بغداد. وقال عدد من هؤلاء الجنرالات انهم أيضا كانوا مقتنعين بأن الأسلحة الكيماوية سيتم نشرها للدفاع عن بغداد. لكن لم يعترف أي منهم انه قد تسلم أسلحة من هذا النوع بنفسه.

وقال مسؤول أميركي كبير كان طرفا في التحقيقات ان «النمط المتواصل الذي ظللنا تتسلمه 100% هو ان كل آمر يقول «وحدتي لم تكن لديها أسلحة دمار شامل، لكن الوحدة المجاورة لوحدتي يمينا أو يسارا تمتلك من هذه الأسلحة». وهذا ما جعل بعض المحققين الأميركيين يفترضون ان صدام حسين لم يخدع فقط حكومات البلدان المجاورة والولايات المتحدة بل حتى جنرالاته منعا لاحتمال تمردهم.

وكان أهم اكتشاف توصل اليه المحققون خلال الشهر الماضي هو ان صدام حسين عقد اتفاقا سريا لشراء صواريخ نودونغ من كوريا الشمالية، اضافة الى اتفاق سري آخر لشراء قطع غيار للصواريخ بين عامي 1999و .2002 لكن لم يتم أي شحن لهذه الصواريخ لان كوريا الشمالية قالت انها تحت ضغط كبير من الولايات المتحدة سنة 2002 يمنعها من القيام بارسال هذه الصواريخ عبر البحر.

ومع اقتراب الحرب يبدو ان صدام حسين لم يقم بأي خطوة للتسريع في انتاج أسلحة خاصة ولعله مثلما نقِل عن طارق عزيز كان مقتنعا من انه سيجتاز بسلام الحرب المقبلة. أو لعله مثلما يصر الكثير من ضباطه الكبار كان آنذاك في وضع مضطرب يسعى أكثر من أي شيء الى مخادعة نفسه.

واكتشفت «مجموعة استكشاف العراق» انه في الشهر الذي سبق الحرب أمر صدام حسين بعدة اجراءات عسكرية محددة اضافة الى اجراءات تخص الدفاع المدني، وكانت قرارات من هذا النوع قد تم تجاهلها في النزاعات السابقة أو تم تنفيذ القليل منها. وقال كيليب انه يبدو وجود «قدر من التفكك في البناء الذي يسيطر على الأشياء».

وأكد القادة العسكريون السابقون، بضمنهم عشرات من المعتقلين حاليا والذين يمرون حاليا في فترة تحقيقات، عن عدم الاهلية العسكرية للرئيس العراقي السابق وحالة العزلة التي كان يعيشها واعتماده على العائلة والعشيرة في أوقات الأزمات كعنصر أساسي يمنع انهيار النظام. وفي مناقشة فشل صدام حسين في استخدام الأسلحة الكيماوية للدفاع عن بغداد قال المسؤولون ان الجنرالات كانوا يسخرون غالبا من ان حكومة صدام حسين لم توفر حتى الألغام الأرضية ودفاعات أساسية أولية لايقاف أو ابطاء تقدم القوات الأميركية.

وهم يتساءلون لماذا تكون الأسلحة الكيماوية متخلفة عن الاستعدادات الأخرى. وقال اللواء عبد المطلق الجبوري، 63 سنة، آمر فرقة سابق وكان صدام حسين قد سجنه بتهمة التآمر ضد النظام، انه «لم تكن هناك وحدة في القيادة. كانت هناك خمسة جيوش مختلفة استخدمت للدفاع عن بغداد ولم يكن بينها أي تعاون أو أي تنسيق.. أما بالنسبة للدفاع عن بغداد فانه لم تكن هناك أي خطة».

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»

 

 

Link to comment
Share on other sites

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

Guest
الرد على هذا الموضوع...

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

Loading...
×
×
  • Create New...