Jump to content
منتدى البحرين اليوم

الزاويه الدراسيه لمنتدى الفنان نضال بدر


Recommended Posts

  • Replies 195
  • Created
  • Last Reply

Top Posters In This Topic

اولا مشكووورين على هذا المجهود الي تبذلونه في مساعدة الاعضاء

 

ثانيا : ادري بتعبكم معاي

 

بس لو سمحتو بغيت مواضيع قصيرة و معلومات تكون غريبة و جديدة عن الاحساس او الاخراج او الحركة في الكائنات الحية

 

و الله يعطيكم العافية على هذا المجهوود

Link to comment
Share on other sites

 

 

مشكورة اختي أروى العالي على مشاركتج معانا.. واحنا ما سوينا إلا الواجب..

 

وبالنسبة لطلباتج.. بالعكس لا تعب ولا شي.. أهم شي تستفيدون..

 

أتمنى تكون الوصلات القادمة مفيدة.. وإذا حصلت شي ثاني إن شاء الله راح أعطيج إياه

 

 

الحركة..

 

http://www.schoolarabia.net/ahia2/level5/a...z_al3adali1.htm

 

 

 

الإحساس

 

http://www.schoolarabia.net/ahia2/level5/a...3sabe/indix.htm

 

 

 

Link to comment
Share on other sites

 

 

شرح قصيدة "قيم عربية" للمقنع الكندي

 

http://www.durazschool.com/arabic/elessons...tq_level3_2.swf

 

http://alsaha.fares.net/[email protected]@.ef05618

 

يعاتبني في الدين قومي وإنما * ديوني في أشياء تكسبهم حمدا

عاتبني قومي في كثرة ديوني ولم يعلموا أنها تكسبهم حمدا لبذلي لها في أمور الخير .

 

أسد به ما قدأخلوا وضيعوا * ثغور حقوق ما أطاقوا لها سدا

الثغر في الأصل موضع المخافة والمراد مواضع الحق والمعنى أنا صنت ببذل هذه الأموال أعراضهم ووقيت مهجهم من حوادث يصعب زوالها .

 

وفي جفنة ما يغلق الباب دونها * مكللة لحما مدفقة ثردا

الجفنة القدح العظيم ومكللة أي عليها من اللحم مثل الأكاليل والمدفق من الدفق الصب وكنى بهذا عن الامتلاء والثرد جمع ثريد وهو ما يتخذ من كسر الخبز .

 

وفي فرس نهد عتيق جعلته * حجابا لبيتي ثم أخدمته عبدا

النهد الفرس القوي العظيم والعتيق الكريم ولم يرد بقوله جعلته حجابا لبيتي أنه يحجب بيته من نظر الناظر وإنما يريد أنه نصب عينيه وأكبر همه ومعنى البيتين أن مما بذلته من المال أيضا ما كان في إطعام الأضياف وفي فرس هذه صفته جعلته نصب عيني وأكبر همي وفي عبد جعلته خادما له في تدبير شؤونه .

 

وإن الذي بيني وبين بني أبي * وبين بني عمي لمختلف جدا

وإن الذي الخ كان بنو عمه عاتبوه في الاستدانة فبين لهم صواب ما أتى وخطأ ما أتوه من العتاب واللوم وجدا نصب على الحال أي جادا والمعنى أن لي خليقة تحملني على فعل الخيرات فهي تباين خلائق أقاربي مباينة شديدة .

 

فإن أكلوا لحمي وفرت لحومهم * وإن هدموا مجدي بنيت لهم مجدا

الوفر الزيادة .

 

وإن ضيعوا غيبي حفظت غيوبهم * وإن هم هووا غيبي هويت لهم رشدا

هووا أي مالوا يريد إن تمنوا لي الشر تمنيت لهم الخير .

 

وإن زجروا طيرا بنحس تمر بي * زجرت لهم طيرا تمر بهم سعدا

زجر الطير تفاءل به فتطير فنهره يريد ان تمنوا البؤس والشقاء تمنيت لهم السعادة والهناء ومعنى الأبيات أني أداريهم وأواصلهم وإن حسدوني وهدموا شرقي سعيت في بناء شرفهم وإن فعلوا في غيبي خلاف رضاي فلا أفعل معهم سوى ما يرضيهم وإن مالوا إلى تحريفي عن الصواب ملت إلى إرشادهم إليه وإذا أرادوا بي شرا أردت بهم خيرا .

 

ولا أحمل الحقدالقديم عليهم * وليس رئيس القوم من يحمل الحقدا

المعنى أني أنسى قديم حقدهم وليس من الرؤساء من يحقد .

 

لهم جل مالي إن تتابع ليغنى * وإن قل مالي لم أكلفهم رفدا

الرفد العطاء والصلة والمعنى أني إذا ازددت مالا ازددت لهم بذلا وإن قل مالي لم أطلب منهم عطاء ولا صلة .

 

وإني لعبد الضيف ما دام نازلا * وما شيمة لي غيرها تشبه العبدا

الشيمة الخلق والمعنى أني أخدم الضيف بنفسي كخدمة العبد لسيده وليس لي شيمة تشبه شيمة العبد غيرها .

 

 

Link to comment
Share on other sites

شرح قصيدة "إن الكرام قليل" للسموأل

 

http://alsaha.fares.net/[email protected]@.ef04128

 

إذ المرء لم يدنس من اللؤم عرضه فـكـل رداء يرتديـه جمـيـل

 

 

اللؤم : اسم جامع للخصال المذمومة , والمعنى أن الإنسان إذا لم يتدنس باكتساب اللؤم واعتياده فأي ملبس يلبسه بعد ذلك كان جميلا .

 

 

وإن هو لم يحمل على النفس ضيمها فليس إلى حسن الثناء سـبيل

 

أي إن لم يصبر النفس على مكارهها فلا سبيل إلى اكتساب حسن الثناء وليس معنى الضيم ضيم الغير لهم لأنهم يأنفون من ذلك ويعدونه تذللا .

 

 

تـعـيرنا أنـا قـليـل عـديـدنـا فقلـت لهـا إن الكرام قليل

 

يقال عيرته كذا وعيرته بكذا والأول المختار المعنى أنها أنكرت منا قلة عددنا فعدته عارا فأجبتها إن الكرام يقلون وقوله إن الكرام قليل يشتمل على معان كثيرة وهي وقوع الدهر بهم وقصد الموت إياهم واستقتالهم في الدفاع عن أحسابهم وإهانتهم كرائم نفوسهم مخافة لزوم العار بهم فكل ذلك يقلل العدد .

 

 

ومـا قل من كانـت بقايـاه مثلنا شـباب تسـامى لـلـعلا وكهول

 

الشباب جمع شاب كالشبان وقوله تسامي أراد تتسامي فحذف إحدى التاءين والكهول جمع كهل ضد الشباب .

 

 

ومـا ضرنـا أنـا قـليل وجـارنـا عـزيز وجـار الأكثريـن ذليل

 

وما ضرنا يجوز في ما أن تكون نافية والمعنى لم يضرنا ويجوز أن تكون استفهامية على طريق التقرير والمعنى أي شيء ضرنا .

 

 

لنـا جـبـل يـحتـلـه مـن نـجيره منيع يرد الـطـرف وهو كليل

 

قيل إنه أراد بذكر الجبل العز والسمو وقيل إن هذا الجبل هو حصن السموأل الذي يقال له الأبلق الفرد يعني من دخل في جوارنا امتنع على طلابه .

 

 

رسـا أصـلـه تحـت الثرى وسما به إلى النجم فرع لا ينال طويل

 

رسا أصله إلى آخر البيت يريد أنه أثبت جبل في الأرض وأعلى طود عليها .

 

 

وإنـا لـقـوم مـا نرى القتل سبة إذا مـا رأتـه عامر وسـلول

 

السبة العار وعامر وسلول قبيلتان يقول إذا حسب هؤلاء القتل عارا عده عشيرتي فخرا .

 

 

يـقرب حـب المـوت آجـالـنا لـنا وتـكـرهه آجـالـهم فتـطـول

 

يشير به إلى أنهم يغتبطون لاقتحامهم المنايا وإن عامرا وسلولا يعمرون لمجانبتهم الشر كراهة للموت وحبا للحياة .

 

 

ومـا مـات مـنا سـيد حـتف أنـفه ولا طل مـنـا حيث كـان قتيل

 

يقال مات فلان حتف أنفه إذا مات من غير قتل ولا ضرب قيل إن أول من تكلم بقولهم حتف أنفه النبي ومعنى البيت أنا لا نموت ولكن نقتل ودم القتيل منا لا يذهب هدرا .

 

 

تسـيل عـلى حـد الـظبات نفوسـنا وليست على غير الظبات تسيل

 

الظبات جمع ظبة وهي حد السيف قيل أراد بالظبات السيوف كلها فأضاف الحد إليها أي أنهم لشجاعتهم وشرفهم لا يقتلون إلا بالسيوف ولا يقتلون بالعصي ولا بالحجارة كما يقتل رعاع الناس .

 

 

صـفونا فـلم نـكدر وأخـلص سـرنا إنـاث أطـابـت حـملنا وفحول

 

المراد بالسر هنا الأصل الجيد ومعنى ذلك صفت أنسابنا فلم يشبها كدر.

 

 

عـلـونـا إلـى خير الظهور وحطنا لوقت إلى خير البطـون نزول

 

علونا إلى آخر البيت يشير به إلى صريح نسبهم وخلوصه مما يحط بشرفهم .

 

 

فنحن كماء المزن مـا في نـصابنا كـهام ولا فـينا يـعد يـخيل

 

كماء المزن يريد بذلك تشبيه صفاء أنسابهم بصفاء ماء المطر والنصاب الأصل ومنه نصاب السكين والكهام الكليل الحد وهو مجاز عن الضعيف هنا يقول نحن كماء الوزن وكل منا نافذ ماض ولا فينا بخيل فيعد مع البخلاء وهذا نفي للبخل رأسا .

 

 

وتـنكر إن شئنا على الناس قولهم ولا ينكرون القول حين نقوول

 

ولا ينكرون إلى آخر البيت معناه أنهم لشدة بأسهم وحماستهم تخشاهم الناس فلا ينكرون عليهم .

 

 

إذا سـيـد مـنـا خـلا قـام سـيـد قؤول لما قال الكرام فـعول

 

قوله إذا سيد البيت يعني أن السيادة مستقرة فينا حتى إذا خلا منا سيد خلفه سيد يقول ما تقوله الكرام ويفعل ما تفعله .

 

 

ومـا أخـمدت نـار لنا دون طارق ولا ذمنا في الـنازلين نزيل

 

وما أخمدت نار لنا يشير بذلك إلى أنهم لكثرة كرمهم يديمون إيقاد نار الضيافة ولا يطفؤنها دون طارق ليل وإنهم يثنى عليهم كل نزيل .

 

 

وأيـامنا مشـهـورة فـي عـدونـا لـها غـرر مـعلـومـة وحجول

 

الحجول جمع حجل وهو هنا البياض يكون في قوائم الفرس والكلام على التشبيه يقول وقعاتنا مشهورة في أعدائنا فهي بين الأيام كالأفراس الغر المحجلة بين الخيل .

 

 

وأسـيافـنا في كـل غـرب ومشـرق بها من قراع الدارعين فلول

 

القراع بكسر القاف المقارعة والمضاربة والدارعين أصحاب الدروع يقول أسيافنا في كل مكان تفللت أي تكسرت مما نضارب بها الأعداء والفلول جمع فل وهو الثلم في حد السيف ومعنى ذلك أنهم يبعدون الغارات في نواحي البلاد .

 

 

مـعـودة أن لا تـسـل نـصـالـهـا فـتغـمد حتى يسـتبـاح قبيل

 

القبيل الجماعة من آباء شتى وجمعه قبل والقبيلة الجماعة من أب واحد وجمعها قبائل يقول تعودت أسيافنا أن لا تجرد من أغمادها فترد فيها إلا بعد أن يستباح بها قبيل .

 

 

سـلي إن جـهلت الناس عنا وعنهم وليس سـواء عـالـم وجـهـول

 

عنا وعنهم ويروى عنا فتخبري معناه إن كنت جاهلة بنا فسلي الناس تخبرى بحالنا فالعالم والجاهل مختلفان .

 

 

فإن بني الـديـان قـطـب لقومهم تـدور رحـاهم حـولهم وتجول

 

القطب الحديد الذي في الطبق الأسفل من الرحى يدور عليه الطبق الأعلى منها والمعنى أن أمر قبيلتهم لا يستقيم ولا يتم إلا بهم مثل الرحى لا يتم أمرها إلا بالقطب وهذا البيت لعبد الملك بن عبد الرحيم الحارثي لا للسموأل والديان هو يزيد بن قطن بن زياد بن الحارث الأصغر .

Edited by نضال بدر
Link to comment
Share on other sites

قوة..

 

أنا ما حصلت شرح حق "لا تسل كيف كنا" حق السنوسي.. بس حصلت نبذة عن الشاعر.. أتمنى تكون الوصلات التالية مفيدة..

 

http://haras.****nnn/detail.asp?InNewsItemID=120467

 

user posted image

 

إنه من مواليد درة الجنوب، أعني مدينة جازان، وبالتحديد في شهر ربيع لأول عام 1343ه. له قصيدة عنوانها (المارد حطم القيود) فازت بالجائزة الأولى في مسابقة مجلة الرياض السعودية عام 1375ه وهي منشورة في ديوانه الأول (القلائد). اهتمت مجلة الشعراء الصادرة من روما بشعره الذي امتاز بالتعبير الصادق عن خطرات النفس وخلجات القلب في إطار من البيان العربي المشرق... لدرجة أنها كلفت أحد محرريها بترجمة بعض شعر الأستاذ- محمد بن علي السنوسي إلى اللغة الإيطالية مما أتاح للمجلة نشر الشعر العربي السعودي في أعدادها المتلاحقة.

تعلم السنوسي في طفولته مبادئ القراءة والكتابة والخط والحساب على أيدي علماء جازان أمثال والده الشاعر (علي بن محمد السنوسي) والشيخ علي بن أحمد عيسى والشيخ عقيل بن أحمد حنين. وعندما افتتحت مديرية المعارف السعودية مدارسها الابتدائية لم يسارع بالالتحاق في صفوفها خاصة أنه كان يعيش وسط العلماء يستمع إلى علومهم وينصت إلى معارفهم ويقرأ من أمهات الكتب ومجلدات المعرفة حتى أصبح الكتاب صديقاً مخلصاً له وخلاًّ حبيباً لدرجة أنه كان يشتاق له شوق الخمائل للندى... أليس هو الذي وصف الكتاب وبين فوائده في قصيدة عنوانها "الكتاب":

(خِلٌّ) وهبت له شبابي ريّقاً

ووضعت بين يديه فكري مطرقا

أصغي إليه فما أمل حديثه

وهو الصدوق حديثه والمنتقى

طلق فما يلقاك الا باسما

عن صفحتيه محدثاً ومحدقاً

أحببته طفلاً وهمت به فتى

وعشقته كهلاً وزدت تعلقاً

أشتاقه شوق الخمائل للندى

وأذوب فيه صبابة وتشوقا

ألقاه مكتئباً فيسلو خاطري

طرباً وينشر في الفؤاد تطلقا

أستعذب السهر الطويل بقربه

ويطيب لي أن يستريح وآرقا

أمضيت بين يديه عمري كله

مستسلماً في حبه مستغرقاً

أمتص من فمه (العلوم) وأحتسي

من راحتيه زلالها متدفقاً

وأنادم العظماء من "أعلامه"

"والنابغين" محدّثاً ومعلقا

في كل سطر منه نور (حقيقة)

ومنار جامعة تشع تألقا

ثم يختتم قصيدته بقوله:

إن (الكتاب) هو اللباب ولا أرى

خلاًّ يروقك مثله وتذوقا

لله هاتيك (الرموز) فإنها

(نور) أضاء بها الوجود وإشراقا

إن الذي اخترع (الكتابة) ملهم

أعطى الحياة يداً تخط لها البقا

لقد صدق أستاذنا المرحوم (محمد سعيد العامودي) حينما قال في مقدمة ديوان الشاعر (الأغاريد) :"من ميزات السنوسي إكثاره من القراءة والاطلاع... حتى تكونت لديه ثقافة متعددة الجوانب طبعت على شعره ونثره إلى جانب موهبته الفنية المعطاء".

وأصدر الشاعر في حياته خمسة دواوين هي (القلائد، الأغاريد، الأزاهير، الينابيع، نفحات من الجنوب). وقام النادي الأدبي بجازان بضم هذه الدواوين الخمس في ديوان واحد أو تحت اسم (الأعمال الكاملة للشاعر محمد بن علي السنوسي) وكتب أستاذنا المرحوم د.عبدالقدوس الأنصاري صاحب ورئيس تحرير مجلة المنهل السعودية مقدمة رائعة للديوان الأول (القلائد) فقال: "قراء هذا الديوان سيلمسون فيه فناً أصيلاً من فنون الشعر المتوهج طلاوة ورونقاً والممتلئ بما أسميه عمقاً وسموقاً وشمولاً... حيث أن صاحبه شاعر متمكن في اللغة جامع لأعنّة الأسلوب العربي الرائع مع سعة أفق وذهن وإخلاص مبدأ وصدق عاطفة وصحة بيان".

والأبيات التالية التي نشرت في الصفحة الأولى من الديوان تبين المضمون والمحتوى، فقد سجل الشاعر أفراحه وأتراحه كما صور ارتعاشة حسه ونبضات قلبه في هذا الديوان:

هذه ألحان قلبي وأغاريد شبابي

هي أحلامي وآمالي وكأسي وشرابي

وصباباتي وأشجاني وحبي وعذابي

إنها صورة نفسي قد تجلت في كتابي

حقاً إن ألحانه تحمل عواطف متسامية وقومية دافقة وتاريخاً حياً لخوالج أمته الإسلامية ونبضاتها بالألم والأمل، كما أن أشعاره تحمل قيماً روحية ومبادئ عظيمة توضح معاني السخاء والإيثار والبذل في سبيل الله في إطار النغم الذي هو متعة الروح ورياضة النفس، إضافة إلى قصائد الهجرة النبوية التي تحكي عن نقطة تحول في تاريخ الدعوة... تحكي عن الحادث الجلل والنعمة الكبرى بانتقال النبي صلى الله عليه وسلم بدعوته من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة بقواف تهز النفس وتؤثر في الوجدان.

استلهم الشاعر أحداث الهجرة النبوية من التاريخ الإسلامي المجيد بدءاً من خطة القضاء على نور الإسلام الذي أشرق في بطحاء مكة إذ حاصرت عصبة الجريمة دار الرسول صلى الله عليه وسلم من كل جانب من أجل إعاقة حركة هجرة الرسول وصاحبه إلى قباء... ولكن سيد الأنبياء تحدى هذه العصبة ونجا من كيدهم بقلب عامر بالإيمان واليقين وظهر كالنجم في السنا والسناء.

ليلة ما تنفس الصبح عن مثل

سناها على ثرى الصحراء

وعيون السماء من كل نجم

رصد للعصابة الرصداء

رصدوا (داره) كما يرصد الجاني

وثاروا عليه كالغوغاء

وطغى مكرهم فشاه وشاهت

أوجه مزقت رداء الحياء

ونجا سيد (النبيين) والرسل

محاطاً بهالة بيضاء

مر من بينهم مرور شعاع البرق

بين السحابة الدكناء

ورماهم بحفنة من تراب

كللت كل هامة جوفاء

وانثنى ينفض التراب رجال

نفض (الله) كيدهم في الهواء

ليلة ما تنفس الصبح من مثل..

سناها على ثرى الصحراء

إنها ليلة التي ولد العالم..

في مهد فجرها الوضاء

ورسمت في صاحبها عزة..

الإسلام والمسلمين في علياء

وعين الشاعر كالكاميرا تسجل كل جميل أو قبيح في ريف بلده وترسم وقائع الناس الذين يعيشون في القرى والوديان وطباعهم وخلائقهم بأسلوب يفيض رقة وعذوبة:

ساعة في الريف في ظل الربى

بلسم الهم وترياق العليل

حيث نور الشمس في آصالها

كسنا القبلة في الجو الأصيل

والسنى الشفاف في أجوائها

لوحة كبرى من الفن الأصيل

والثرى النائم في أحضانها

يوقظ القلب ويوحي للعقول

أن في صمتك معنى رائعاً

من تهاويمي وبحران ذهولي

يا ربى الوادي ويا كثبانه

رددي صوتي وغني بهديلي

وامنحيني ساعة هادئة

من حياة الروح والصمت الجليل

والمتأمل في شعره يجد له خصائص تميزه وسمات ينفرد بها عن غيره، فشعره شعر رجل نضج عقله وكملت ملكته، وعندما سمع بوفاة معالي الشيخ محمد سرور الصبان في القاهرة سنة 1391ه صاغ أحزان قلبه وأسى نفسه في قصيدة مشحونة بالخواطر الصافية والمشاعر الصادقة دلت على قريحته الطيعة وبصيرته النيرة:

(أبا الحسن) لا الحزن يجدي ولا الدمع

وان كان في قلبي لوقدهما لذع

تصاممت لما قيل مات (محمد)

سرور (قلوب) كم به جبر الصدع

فلما تبينت الحقيقة لم أجد

ملاذ اسوى ما سنه الله والشرع

إلى الله إنا راجعون وكلنا

سنذهب لا فرد سيبقى ولا جمع

(أبا حسن) ما العمر الا مسافة

من المهد حتى اللحد غايتها القطع

مشيت إليها في أناة وحكمة

بخطو رصين... لا غبار ولا نقع

وكنت المجلّي سيرة وشمائلاً

يهيم بها الرائي ويعشقها السمع

مضيت كما يمضي الشعاع مخلفاً

وراءك ذكراً دونه الومض واللمع

والمطالع دواوين السنوسي يدرك بأنه مغرم بالمطولات الشعرية وطول النفس في نظم القصائد الطوال، فقصيدته (العالم العربي) التي نشرت في ديوان (القلائد) بلغ عدد أبياتها (63) بيتاً وقصيدة (ثاني اثنين) التي نشرت في ديوان (الينابيع) بلغ عدد أبياتها (50) بيتاً، وقصيدة (الرسالة والرسول) التي نشرت في ديوان (الينابيع) بلغ عدد أبياتها (96) بيتاً... والنفس الطويل لا يأتي من فراغ وإنما، كما يقول الناقد ربيع محمد عبدالعزيز: يأتي من تمرس السنوسي بفنون القول وتمكنه من موسيقى الشعر.

والقصائد القصار قليلة في دواوينه، وله رأي صريح في شعر التفعيلة بيّنه في قصيدة عنوانها (الشعر الحر) بلغ عدد أبياتها (25) بيتاً:

لا العود عودي ولا الأوتار أوتاري

ولا أغاريدكم من شدو أطياري

من أين جئتم بهذا (الطير) وَيْحَكُمُو

لا الريش ريشي ولا المنقار منقاري

إني أرى في جناحيه وسحنته

سمات (إليوت) لا سيماء (بشار)

وصرت أسمع ألفاظاً مغلفة

طرق المسامير في دكان نجار

ألبستموني ثياباً لا تشرفني

كأنها فوق جسمي حبلُ قَصَّار

سود وحمر وصفر لا انسجام لها

كرسم (بيكاس) يعيي فهمه القاري

ماذا..؟ تقولون تجديد، لقد هزلت

وَسَامَها كل مهذار وثرثار

الشعر هندسة كبرى تكاد ترى

في النسج واللفظ منه روح فرجار

والوزن للشعر روح وهي إن فقدت

أضحى حجاراً بلا حس كأحجار

لكل فن أصول يستقل بها

شتان ما بين سبّاك وعمار

إلى أن يقول:

جنبونا غثاء لا جمال له

ولا رواء ولا يوحى بإكبار

 

نبذة أخرى..

 

الشاعر العربي السعودي المبدع / محمد بن علي السنوسي

 

ولد الشاعر الاستاذ محمد علي السنوسي عام 1343 هـ بمدينة جازان بجنوب المملكة العربية السعودية وقد درس في مدرستين اهليتين ثم تابع علومه فدرس مباديء النحو والصرف والبلاغة على يد والده القاضي العلامة الشاعر الشيخ علي بن محمد السنوسي وعلى يد العلامة عقيل بن احمد حنين ثم عكف على مكتبة ابيه وقرأ كتب الادب والتاريخ والشعر ثم تبحر في دراسته معتمدا على نفسه في كل فنون الفكر والادب وقد نظم اول قصيدة له عام 1359 هـــ وقدم للمكتبة العربية خمسة دواوين شعرية هي : القلائد ، والاغاريد ، والأزاهير ، والينابيع ، ونفحات الجنوب وقد قام نادي جازان الادبي في حياة الشاعر بنشرها في ديوان واحد عام 1403 هـ وكتاب نثري طبع في حياته ايضا بعنوان مع الشعراء وقد ترجمت بعض قصائده الى اللغة الايطالية ونشرتها مجلة الشعراء التي تصدر بروما كما انه قد شارك في العديد من المؤتمرات الادبية مثل مؤتمر الادباء بمكة المكرمة عام 1394 هــ ومؤتمر عكاظ بالرياض عام 1394 هــ واتحاد الادباء في بغداد عام 1400 هــ وقد تم تكريمه بالميداليات التالية 1- ميدالية ذهبية من جامعة الملك عبد العزيز بجدة 2 - ميدالية ذهبية من وزارة الثقافة العراقية 3- ميدالية فضية من جامعة الملك عبد العزيز بجدة 4- درع ذهبي من وزارة البلديات عمل مديرا لجمارك جازان ثم رئيسا لبلديتها ثم مديرا لشركة الكهرباء ثم رئيسا لنادي جازان الادبي من عام 1400 هـ الى أن توفاه الله الى رحمته في شهر شوال عام 1407 هـــ وكان عضوا بمجلس الادارة في امارة منطقة جازان وترك بعد وفاته اوراقا تضم مقالات واحاديث طبع نادي جازان الادبي جزءا منها بعنوان " من احاديث السنوسي ، محمد بن علي ا.هـ

من موقع دوحة الادب العربي

 

من قصائده

 

حطم المارد القيود

 

 

هـتفت والشعور روح iiوراح ويـك غرد فقد أضاء iiالصباح

الصباح الذي له من منى iiالنف س انبلاج ومن هواها iiانصياح

قـف على قمة الزمان مع التأر يـخ وأهـتف يهزك iiالإرتياح

وتـأمل شواطيء النيل iiوالبش رى عـلى ضـفتيه iiوالأفراح

هـدأت ثـورة الخضم iiوقرت ونـجـا بـالـسفينة الـملاح

وثـبت مـصر وثـبة في iiسماء يـحسد البرق في مداها الرياح

إنـها وثـبة يـرن iiصـداها عـاليا مـلؤها العلا iiوالنجاح

هـزت الغرب في محافله iiالكبر ى وقد صفقت من الشرق راح

وعـلت رايـة الـعروبة iiشما ء يـزين الـسماء منها iiوشاح

عـالجت جـرحها أساة iiبنيها وانـتهى مـن علاجه iiالجراح

وسـقاها دم الـحياة شـباب دق فــي تـرابـها نـضاح

ودمـاء الـشباب تـور iiونار ومـنـاها تـوثب وجـماح

عـبّروا عـن مرادهم في iiجلاء يـدعم الحق في سناه iiالكفاح

طـلبوا الموت في ثراها iiففازوا بـحـياة كـريـمة لا تـتاح

 

 

http://www.adb1.com/sanosy.htm

 

Edited by نضال بدر
Link to comment
Share on other sites

 

 

عائشة عبدالله غلوم

 

user posted image

 

• عائشة عبدالله غلوم حسين.

 

• مواليد الحد عام 1952م.

 

• حصلت على ليسانس الآداب في اللغة العربية من جامعة الكويت بتقدير ممـتاز عام 1973م.

 

• منحت جائزة عواطف العذبي الصباح من جامعة الكويت عام 1973م ؛ لحصولها على المركز الأول على دفعتها.

 

• حصـلت على ماجستير في التـربية وتطـوير المناهج من جامعـة البحـرين عام 1991م.

 

• عملت اختصاصية مناهج اللغة العربية بإدارة المناهج في وزارة التربية والتعليم أكثر من عشرين عاماً.

 

• شاركت في تأليف عدد من الكتب المدرسية ، وإعداد مواد تعليمية تعلمية لمدارس التعليم العام.

 

• أعدت رسالة الماجستير حول موضوع "القيم التربوية في قصص الأطفال بالمرحلة الابتدائية بدولة البحرين".

 

• تعمل حالياً مديرة لمدرسة الفلاح الخاصة ، فرع المحرق - قسم البنات.

 

• نشرت أولى قصصها في مجلة البيان الكويتية عام 1973م ، ثم واصلت بعدها إنتاجها القصصي حتى التسعينات ، في المجلات والجرائد المحلية والخليجية.

 

• صدرت لها مجموعة قصصية تحت عنوان "امرأة في الذاكرة" وأخرى تحت عنوان "أيام مضت"

 

user posted imageuser posted image

 

نموذج لكتاباتها

 

 

إمرأة في الذاكرة

 

امرأة وثلاث قطط .. ودار مظلمة لا يعرف لها النور منفذاً ولا طريقاً ، الشمس لم تدخلها قط ، والهواء نفس الهواء . والرطوبة القاتلة ، والأرض التي تنشع ، والسقف الذي هار والجدران المتهافت يوماً بعد يوم ..امرأة الوحشة تلفها ، والوحدة تضيق عليها .. والقطط طوافات حولها .. تارة ينظرن إلى خلقتها في شزر ، وتارة يطلقن مواء غريباً مخيفاً ، وأحياناً يقفزن إلى حجرها .. يتشممن تلك الرائحة الكريهة المنبعثة من ثيابها وجسدها .امرأة عجوز .. تقبع في زاوية قرب باب الدار .. تبحث عن نور .. وأنى لها النور وهي في هذه الغرفة الزنزانة ؟! البيت كبير ولا يحوي غير هذه الغرفة ، وباحته واسعة في الخارج ، ولكنها تضيق عليها في الداخل ، وجداره عالٍ يسترها عن أولئك العمال الهنود الذين يجاورونها.. يثيرون الجلبة والضوضاء بأغانيهم الصاخبة، ولغتهم التي لا تفهم منها حرفاً . تسمع كل شيء ولا تعي أي شيء، وكلما ضعف هذا البصر قوي ذاك السمع ، فلا يكاد أحد يقرب بابها ، أو يحركه بيده .. حتى تتحرك في توجس .. وتقترب أكثر من فتحة الدار .. الدار التي تطوقها ، وتحاول أن تتبين من القادم قبل أن يصل فتسمع صوته عن قرب ..امرأة والفضول يكاد يقتلها ، والرغبة في الخروج توشك أن تقضي عليها ، إنها تتوق للنفاذ من هذا القبر ، وتشتهي أن تسير مع الجارات ، وبخاصة تلك العجوز التي تقطن مقابل بيتها ، أدركتها مرة في أثناء خروجها .. وقد توكأت على عكازتين ، شهدتها وهي تخرج من بيت وتدخل في بيت . فزفرت نفساً حاراً ملتهباً ..- إنها أحسن مني علي أي حال .. لأنها تخرج .. بينما أنا .. آه يا للخيبة ..امرأة لا يعرفها أحد غير هذه القطط المزعجة .. أخ .. اللعنة .. ألم تجد هذه العيون الغاضبة .. غير بيتي مرتعاً وملعباً ؟ ما أكثر ما حملت هذه القطط بقايا عظام من سمك وغيره .. وجـرت به في داخل المنزل حتى تلقي بما يتفضل منه عند عتبة الدار ، حيث تشم الرائحة . وتتحسس بأصابعها ، تمسح الأرض .. تدخل قبضتها بين الزوايا فلا تجد شيئاً البتة ، إنما تزكمها الرائحة ، زفر السمك يملأ خياشيمها .. وتصطدم قبضتها بـ "حِبّ الماء" .. هذا الماء الذي تأتي به من حنفية بالخارج .. فتبقيه فترة طويلة ، حتى يبرد .. وتشرب منه ، تشرب وتشرب ولا طعام .وتنتظر .. وترتقب .. وتتأهب .. فلا زائر ولا طارق .. وذات يوم فكرت في الخروج من قوقعتها ، خالت أن هذا القبر المخيف لفظها ، قذفها خارج هذا البيت الذي ما اتسع إلا ليضيق عليها العيش ، ويحرمها الهواء والنور .. وخرجت .. يغالبها الإعياء والهزال .. وعند الباب المنهار وبعد أن خطت بضع خطوات ثقيلة مترددة .. رزحت في حفرة لا تقوى على الحراك ، والتصقت بالأرض وراحت تولول :- تبّاً لهؤلاء الشياطين .. عيال آخر زمن .. لا يتركون الفقير وشأنه . وبقيت غاضبة وزادها غضباً تلك القطط الثلاث .. لحقن بها .. قطة تثب أمامها .. وآخرى تسابقها في المشي ، وثالثة تتعلق بثوبها ، وبأجزاء ممزقة من عباءتها الرثة .. وأخيراً توقفت العجوز في تخبطها .. وقالت زجراً :- تت .. تت .. اللعنة على هذه القطط العنيدة .بعدها كانت تتابع سيرها الوئيد في ذلك الزقاق الضيق ، ولكنها لم تكن لتخلص من ضيق إلا إلى ضيق ، وبئس ما فعلت إذ خرجت من دارها .وقد قالت حين وقع المحظور :- ويه .. ويه .. لست كفئاً للخروج ، غيري يخرج نعم .. ولكن أنا لا ..لقد عادت .. ولكن مسنودة تسحب قدميها ، وقد ألقت بجسمها الناحل على صدر فتاة جاوزت العشرين من عمرها ، قيضها الله لتوصلها إلى حيث تبقى .. وتبقى إلى الأبد . في ذاكرة الفتاة ، وفي ذاكرة الناس . ذاكرتهم فقط . ولكنه يوم كان كالفتح المبين .. فقد شهدت الفتاة ذلك البيت .. والدار .. والقطط اللاهثة .. وبقيت المرأة في الذاكرة .ربتت الفتاة على ظهر العجوز وقالت :- لا تتركي دارك يا أم جسّار .. إياك أن تفعلي ذلك ، وسوف أنقل اسمك إلى الجمعية .. جمعيتنا ..- جمعية .. ماذا فعلت ؟! أف .. ليتني ما خرجت ..وتضحك الفتاة .. وتتابع :- سيصلك العون .. وأعدك .. غداً سيكون لديك غداء ، نعم ستتناولين غداء كل يوم .وتنتظر أم جسّار .. ويقوى سمعها حتى لا تفوتها طرقة على باب ، أو صرخة من وراء جدار .امرأة .. والبيت كبير .. والدار مظلمة .. والقطط شريكة .. والجوع كافر .. امرأة ولا رجل .. رحل الرجل .. ولا أولاد .. فمن "جسّار هذا" ؟! لا أحد يعرف .. لم تتحدث عنه قط .. ولم تذكره في حديث أو غيره . وتطول غيبة الراحل .. حتى لتكاد تنسى أنها تزوجت يوماً ما .. من أيام الكون . أوه .. يوم ما .. في ذاكرتها محفور .. عجيبة هذه الذاكرة .. لكم كانت تسترجع فيها ذلك اليوم فتشعر بالنشوة والجذل ، ولكنها تخونها الآن .. تخونها تماماً .. فتمحو ذلك اليوم .. تطمسه .. وتمر الأعوام .. أعوام مريرة عاشت فيها على الهامش من الحياة .. عاشت في ذاكرة الناس وليس في قلوبهم ، عاشت على كلمة طيبة حيناً ، وخبيثة في أحيان كثيرة .. وبقيت على صدقة تتبعها المنة في أغلب الأوقات.وعبثاً تنتظر أم جسّار .. وتنتظر معها القطط الثلاث في مواء غريب مخيف .. وفي ظهيرة يوم .. طُرق الباب طرقتين ، وسمعت على إثر ذلك الطرق خطوات سريعة ، بعدها شعرت بفتاة تقف على عتبة الدار وتنادي :- أم جسّار .. أنت هنا ؟! هذا غداؤك .ومدت أم جسّار ذراعين طويلين نحيفين ، ثم فتحت كفين مرتعشين فحوت الطبق .. قالت في رجاء :- انتظري .. لتأخذي الطبق .. سأفرغه فيما عندي .وحين تراجعت الخطوات السريعة .. وأقفل الباب المنهار ، كانت المرأة تبحث عن الغداء الذي أفرغته .. وتزحف .. تتحسس بقبضتيها اللاهثتين .. وعند العتبة من الخارج .. كانت قططها الثلاث تلتهم .. وتلتهم .. وقد انقطع مواؤها.

 

 

نص آخر..

 

 

زمن القهر

 

في ذلك الزمن الماضي ، وفي تلك السنوات البعيدة ، كان عبدالله صبيًّا صغيرًا ، لم يتجاوز الثامنة من عمره ، مربوع القامة ، ضعيف البنية ، أسمر الوجه معروق الجبهة ، طويل الأنف ، في عينيه طيبة وبراءة وانكسار ، غالبًا ما يرتدي – على لحمه – ثوبًا رثًّا ممزقًا ، وينتعل نعالاً بالية قد انسحقت فاستوت مع التراب الذي يمشي عليه .

كان هذا الصبي يخرج في بكرة كل يوم حاملاً في عبَّه مصحفًا صغيرًا ، متوجَّهًا صوب بيت الشيخ ( المطوع ) معلم الحي الذي يجمع الصبية والصبايا الصغار ، أحيانًا في غرفة بداره المتداعية ، أو في حوش البيت حينًا آخر ، يعلمهم كتاب الله ، يقرأ فيقرؤون وراءه ، وسرعان ما يحفظون منه ، يجلسون متربعين مواجهين له ، وأمام كل صغير منهم كرسي المصحف ، تنطلق أصواتهم جهرًا في صوت واحد ، يهزون أجسادهم الضئيلة مع كل آية تتلى ، يرفعون رؤوسهم تارة ، ويخفضونها تارة أخرى ، وكان هذا الصبي من بينهم هادئ الطبع مسالمًا ، يقصد مكانه المعهود الذي لا يغيره مطلقًا ، ولا يحب تغييره ، وإذا حدث أن وصل متأخرًا ، ووجد أحد الصبية قد استحوذ على مكانه ، لا يقول ولا يفعل ، بل يأخذ مكانًا آخر وهو يتمتم بداخله ، ويمضي درسه في مضض وضجر ، حتى ينقضي الوقت ، ومن ثم يحمل مصحفه ثانية ، وينسلّ من بين المجموعة في صمت .

 

وفي يوم من أيام القهر والظلم ، أدرك الصبي شيخه المطوع وقد بدأ الدرس ، فدخل على عجل ، حتى أنه لم يلق السلام وتخطى الصبية قاصدًا زاوية في ركن بعيد ، وتربع على الأرض محاذيًا بكتفه كتف صبي آخر يجلس عن يمينه ، وجدار الدار إلى يساره ، ومد عنقه ينظر فإذا به ينتبه وقد وعى غلطته ، عندما لسعته عصا الشيخ من بعيد ففزع وانتفض ، وارتعدت فرائصه ، وأحس شيئًا ما في أحشائه يتحرك ، واعترته حيرة ، وشيء من الحياء .. هل يقف أم يظل جالسًا ؟ خيل إليه أنه سمع أحدهم يسأله : ما هذا الصوت الغريب ؟ لا شيء ، إنه بطنه يقرقر من شدة الجوع ، لقد كانت بطنه خاويًا .. ( تبًّا لها من امرأة قاسية لا يهمها إن خرجت جائعًا أم شبعان .. المهم هي وابنتها )

 

وصك أذنيه صوت الشيخ وهو يصرخ :

 

- يا ولد لماذا تأخرت ؟ وأين مصحفك ؟ وهل حفظت ما عليك ؟ أم جئتنا تتبختر على مهل ؟ سيكون لي حديث آخر مع أبيك .

 

طأطأ الصبي رأسه في إذلال ، وانحدرت دمعة غزيرة من عينه بللت ثوبه الرث ، وتذكر أباه ( ليتك تعود سريعًا يا أبي .. إلى متى غيبتك ؟ رحلتك طويلة والأيام مريرة ، وأنت هناك في ظلام البحر تغوص ، والحر ، ووهج الشمس .. أواه كم تشقى يا أبي ! ولكن أفواها فاغرة تنتظرك ، وامرأة فظة تتحين عودتك لتسحتك ، وتجردك من كل شيء ، وأنا .. آه .. ليت أمي حين ولدتني بقيت معي ، ليتها لم تتعسر في ولادتي ، المسكينة لم تحتمل آلام المخاض ، أيامًا معدودة ثم تركتني ووحشة الأيام وقسوة الخلق . )

 

وبصرخة من الشيخ انتفض الصبي ..

 

اقعد يا ولد .. خلاص .. الكلام معك لا ينفع .. نكمل قراءة ..

 

وعلت أصواب الصغار وهم يرددون .. بسم الله الرحمن الرحيم ( والضحى .. والليل إذا سجى .. .. ) ويحرك لسانه .. وشفتيه .. ويقرأ .. ويردد .. ووجد نفسه يقول معهم .. ( فأما اليتيم فلا تقهر ..ويجهر بها أكثر .. تقهر .. )

 

 

بعد لحظات ..

 

انقضى الدرس ، فودع الشيخ تلاميذه ولم ينس أن يوصيهم بإحضار الخميسية في الغد ، أما ذاك الصبي .. فقد مد خطواته سريعًا وخرج وهو يتأبط بيمينه مصحفه الصغير وبيده اليسرى ينبش جيبه الممزق .. لحس شفتيه بلسانه .. وتبلع بريقه .. وتاه في زحمة الشارع .

 

 

* * *

**

التهب قرص الشمس في كبد السماء ، وأوشك أن يلامس رؤوس الناس من فرط الحرارة المسلطة على يوافيخهم ، والصبي ما فتئ يذرع الطرقات ويطوف بالممرات ، حتى أنهكه التعب وأعياه الجوع ، وحدث نفسه بالعودة إلى البيت ، أجل لماذا لا يعود ؟ أليس البيت بيت أبيه ؟ إنه يعلم تمامًا ما الذي سيلقاه ، ولكنه لابد أن يعود ، إنه وقت الظهيرة .. وقت الغداء ، ولابد أن زوجة أبيه قد أعدت شيئًا يؤكل ، على الأقل من أجل ابنتها الوحيدة .

 

مضى الصبي صوب البيت ، وحين اقترب من الباب دفعه ، ودخل متوجَّسًا ، يتلفت هنا وهناك ، ويتسحب والخوف في عينيه ، في تلك اللحظة سمع صوت أقدام تتزحزح ، فانتفض مذعورًا حين أبصر زوجة أبيه تقف قبالته ، تقتحمه بعينيها الجاحظتين ، ونظراتها الحادة ، طالعته من علٍ .. امرأة طويلة القامة ، نحيلة العود ، متخشبة الحركة ، ترتدي جلابية من قماش مشجر . اقتربت منه ثم قبضت ياقة ثوبه قبضة خانقه وصرخت في وجهه :

 

- عدت أخيرًا يابن أبيك ؟ أين كنت ؟ تدور في السكك ؟

 

وأطرق الصبي ، تتسارع ضربات قلبه هلعًا ، مخافة أن تنهال عليه بكفها العريضة ، ولكن الله سترها معه هذه المرة ، فقط زعقت في وجهه قائلة : اذهب إلى المطبخ .. ألا تريد طعامًا ؟

 

وانفلت من أمامها صوب المطبخ ، وقبع في ركن صغير ، جعل يشخص بنظراته إلى السقف ، ويتذكر والده ، فتدمع عيناه ، ويجف حلقه ، ويباغته دوار في رأسه وضربات عنيفة تطرق مؤخرة رأسه .

 

لحقت به المرأة وفتحت ( النملية ) وأخرجت رغيفًا يابسًا مصفرًا ، ثم اتجهت نحو موقد النار وتناولت من فوقه ( طاسة ) صغيرة في قاعها قليل من العدس الأحمر المطبوخ ، ومدت للصبي هذا المقسوم ، فالتقفه من يدها وجعل يلقمه دون توقف ، وهي تنظر إليه في شزر ، ثم أشاحت عنه وجهها وانصرفت .

 

بعد ثوان فقط انتهى الصبي من الطعام ، وفوجئ بها أمامه مرة أخرى ..

 

- هيا .. ألم تشبع ؟ خذ طاستك واغسلها مع هذه الصحون المتبقية ، ثم اكنس المطبخ ، واغرب حيث شئت .

 

- ولكن يا زوجة أبي ..

 

- ولكن ماذا يا صبي ؟

 

- أختي .. أين هي ؟ لماذا لا ..

 

ولم يتم جملته ، فقد وكزته المرأة ، وانهالت عليه بقبضتيها ..

 

- اختك نائمة يا خسيس ، هيا أتريد أن تأكل ببلاش ؟

 

آلمته الكلمة شديدًا ، وأحس بوخز الإبر في صدره ، واضطرام النار بين ضلوعه ، فما كان منه إلا أن انسل من بين قدميها ، واندفع خارجًا بأقصى سرعته ، وصوتها يصك مسمعه وهي تردد : إياك أن تعود ثانية .. مالك محل ولا مكان عندنا .

 

عاد الصبي يذرع الطرقات ويجرجر قدميه الصغيرتين في بطء وتخاذل ، يخطو مرة ويتوقف ثانية ، والشمس المتوهجة تلهبه والأرض المشتعلة تحرقه ، ولكن صورة أبيه في خاطره تسنده كلما أوشك على السقوط ، وصوت أبيه يفيض عليه من الصبر والتجلد ما يكسبه رجولة وقوة .

 

وتخطر في بال الصبي كلمات أبيه التي سمعها منه قبل أن يدخل رحلة الغوص .. ( في الرحلة القادمة .. أنت معنا " تباب " صغير على ظهر السفينة يا بني . إن شاء الله ، قل : إن شاء الله ) .

 

تمتم الصبي عبدالله وشفتاه تنفرجان : إن شاء الله .

 

وقفز في الهواء ، شعر بالفرح وامتلأت نفسه بالرضا والإعجاب بهذه الفكرة نعم ، ولم لا ؟ تباب مع الغواصين خير له ألف مرة . دب فيه النشاط ، فاتسعت خطواته ، وواصل سيره حتى ابتلعه الطريق .

 

 

نص آخر..

 

 

عمتنا النخلة

 

شاء الله أن أرتبط ببيت جدي ارتباطًا وثيقًا ، وحبيبًا إلى روحي ونفسي ، فقد تربيتُ في هذا البيت ، كنت سمًّيا لجدي ، وكان مما يزيدني غبطة وسعادة أنني أول من حمل اسمه من بين أبناء أعمامي .

نشأت في كنف جدي ، ودرجتُ في أحضان جدتي ، حتى بعد أن أصبح لأبي بيت يملكه ، وصار يسكنه مع أمي وإخوتي ، بقيت في بيت جدي ، أنعم بالمحبة تغمرني ، والدلال يحيطني ، حتى بات أولاد أعمامي يغبطوني على ما أنا فيه من رغد العيش .

 

وبيت جدي كبير واسع ( كذلك يبدو في عيني ) له فناء مسطوح ، ليس يتجمع فيه الرمل كما هو الحال في بيوت أصحابي ، ترتفع في إحدى زواياه نخلة سامقة ، قلت له ذات يوم : ( أنت تحب النخلة كثيرًا يا جدي !..) أجابني : ( ألا تحبها أنت ؟ إنها عمتنا يا ولدي ، عمة البيت .) وكان جدي يرعى هذه النخلة .. ولا يرضيه أن يتولى أمرها أحد غيره ، فعندما تتم ثمرها ، ويحين أوان خرفها ، يصعد إليها يخرف من عراجينها رطبًا وفيرًا ، وقد أقام بينها وبين الجدار سقفًا من ألمنيوم ، تمسكه أعمدة خشبية أربعة ، ويعينه هذا السقف – الذي يقسم النخلة إلى قسمين – على الوصول إلى عذوق النخلة .. يجمع رطبها برفق وأناة .

 

ولم أكن أعجب إذا ما رأيته متعلقًا فوق هذا السطح الألمنيوم .. بين قمة النخلة وسطح الأرض ، فقد كان جدي قويًّا .. معتدا بقوته ، ويغيظه أن يقول له أحد : أنت لا تقوى على هذا الشيء أو ذاك ، حينها سيحتد غاضبًا .. ويصرخ قائلا : أنا أقوى مما تظن .

 

تعلقت مشاعري بجدي حتى لازمني إحساس بأنه رجل عظيم ، ولا أدري سر عظمته في نظري ، فجدي رجل قوي ، مربوع القامة ، صلب البنية ، أسمر الوجه ، طويل الأنف له عينان متوقدتان ، وحاجبان منعقدان ، حتى ليدرك الناظر إليه أنه رجل غضوب ، تميزه أذنان طويلتان ، على أنني سلمتُ من طول الأذن فلم أرث عنه هذه الصفة ، بل أخذت عنه أشياء أخرى . وأظنني كنت صغيرًا إذ لم أفطن إلى كثير من طباع جدي وعاداته ، وأشد ما كان يثير دهشتي أني أجد فيه الشيء ونقيضه ، لقد اجتمعت فيه الأضداد بشكل لا يتصوره أحد ولذا صار جدي معلمي الأول ، على أنني كرهتُ فيه خصلة وتمنيت لو تزول عنه ، أو أن واحدًا من أعمامي ينجح في استئصال هذه الخصلة وبترها منه ، كنت أحسها مثل الداء الذي ينخر في جسدي ؛ لأنها بغيضة ، جدي رجل غضوب ولا يملك نفسه أبدًا ، سلطانه ضعيف أمام سورات الغضب ، وغضب جدي يروعني ، كأن وحشًا كامنًا في أعماقه يهب لينقضُ على من حوله ، والغريب أن أبسط الأمور – في كثير من الأحيان – يوقظ هذا المارد بداخله ، والأغرب من ذلك أن غضبه مثل فقاعات الصابون في الهواء .. لا يدوم غير لحظات قصيرة ، فتخمد جذوته كلمة طيبة حانية ، وتصيره من حال إلى حال .

 

عندما كبرتُ .. وتجاوزت العقد الأول من عمري ، صرتُ أحلم بأشياء كثيرة ، وأحببتُ أن أصير مثل جدي ، ولذلك كان المسجد أحب الأماكن إلى نفسي ، أحب الذهاب إلى المسجد والجلوس إلى حلقات الذكر بعد الصلاة ، وكم تمنيتُ لو أن جدي أمسك يدي يومًا ، واصطحبني معه إلى المسجد ، ولكنه نادرًا ما كان يوافق على مرافقتي له ، عندما أطلب إليه ذلك ، وكان يتعذر على الدوام ، إلا أنني نشأت معتادًا الصلاة في بيت الله ، واستمسكت بهذه العادة ، فلم أتكاسل يومًا ، أو أعجز ، وهذا الحرص شيء من أشياء أخذتها عن جدي .

 

 

* * *

**

كان من عادة جدي أن يجلس عصرًا مع جدتي ، يرتشف الشاي حتى يأتي على البقية اليسيرة في الإناء ، ثم يسأل إن كان هناك عمل ما عليه القيام به ، وفي ذلك اليوم كنت أجلس مع جدي وقد اتخذت مكاني قربه تمامًا ، استرق النظر إليه جانبًا ، وأتأمل ملامحه الصارمة التي تنبئ عن صبره وعزمه ، وبينما كنت مسترسلاً في أفكاري ، دخل علينا أبي على عجل كعادته ، ألقى السلام ، وجلس ، وسكب الشاي وراح يشرب ، وإذ ذاك وجدته يرفع رأسه ،ينظر خارج الدار ، مصوَّبًا بصره نحو النخلة وهو يقول لجدي :

 

- أبي ، ألا تنوي تشذيب عذوق النخلة ؟ أظن أن الأوان مناسب هذه الأيام .

 

تحرك جدي ، وأشرأب إلينا بعنقه ، ثم نظر إلى أبي في شزر ، وأطرق برهة وقال :

 

- بالطبع أنوي ذلك .. وإلا هل تظن أنني تارك هذه النخلة هكذا ؟ ..

 

- حسنًا يا أبي ، ما رأيك أن نستأجر أحد الرجال .. من أولئك المحتاجين ليقوم بهذا العمل ، بدلاً من أن تتعب نفسك أنت و.. ..

 

وصفعه جدي بالرد حالاً من دون تفكير ..

 

- لا.. لا.. لا أريد أحدًا يتولى هذا العمل ، وأين ذهبت أنا ؟! دعك من هذا الكلام .

 

قال أبي في هدوء :

 

- ولكنك تشق على نفسك كثيرًا يا أبي ، وهو أمر لا يساوي تعبك والمشقة التي .. ..

 

وأسكته جدي ، رافعًا كفه عاليًا وهو يصرخ بصوت عال :

 

- يا .. قلت لك لا ، يعني لا ، ماذا دهاك ؟

 

 

شعرت آنذاك بمفاصلي ترتجف ، ولم يكن الجو باردًا ، فحدجتُ أبي بنظرة ألتمس منه السكوت ؛ حتى لا ينفجر جدي أكثر،ويمطرنا بوابل غضبه .

 

في تلك اللحظة ، نفض جدي ثوبه ونهض وهو يقول :

 

- غدًا إن شاء الله سأقوم بتشذيب النخلة .

 

نظرت إلى جدتي نظرة المستغيث ، بينما أبي يهز رأسه دهشًا من عناد جدي وأظنهما قد أحسا بالشعور نفسه الذي راودني .. الخوف من الغد .

 

وفي صبيحة اليوم التالي ، كان جدي يتهيأ لمناجاة عمة البيت ، نعم مناجاتها ، فقد أعد عدته ، وشدَّ مئزره وجاء بالسلم الخشبي ، ليصعد عليه ويصل إلى السقف الذي أقامه واسطة بينه وبين النخلة السامقة ، وها هو يقف فوقه آمنًا مطمئنًا ، يشتغل في عراجين نخلته ، عاقدًا العزم على تشذيبها ، ثم تغطيتها بالخيش حتى يحين أوان الخرف .

 

في هذا اليوم تملكني خوف شديد ، توجست في نفسي كثيرًا ، ورحت أتسمع الأصوات وأتحسس الحركات ، ولم يكن أحد يحس بخوفي وهلعي غير جدتي المسكينة ، إذ لم يكن بيدها أية حيلة أو حول ، وهي لا تجسر على المجادلة يومها ؛ فقد وجدت نفسها أمام الأمر واقعًا وحقيقة أمامها . ( ها أنت يا جدي تركب رأسك ، وتتعلق بين السماء والأرض ، وتأبي أن يمد أحد يده ليعينك ) .

 

مرت الساعات ثقيلة ، دقائقها تتمدد وتتمدد ، وأخوف ما أخافني اقتراب موعد صلاة الظهر وجدي ما يزال معلقًا .. يقطع ويرمي ، يلف ويربط ، كفاه ترتجفان ، والعرق يتفصد من وجهه الذي غشيه سواد عجيب. بينما أنا وجدتي واقفين .. أنظارنا متجهة نحوه ، يصل مسامعنا ألفاظ وعبارات يهذر بها جدي لا ندري مقصده منها ، هل يناجي عمته النخلة أم يوبخها ويلومها .. الله أعلم .

 

حاولت التغلب على جبني وخيبتي ، فدنوتُ صوب جدي .. ورفعت رأسي أناديه بصوت مرتعش :

 

- جدي .. كفاك اليوم ما عملته ، دع الباقي إلى الغد .. أرجوك .

 

ويصلني الرد منه متقطعًا .. مهدودًا :

 

- خلاص .. انتهيت يا ولدي ، لا تقلق .

 

( كم أنت عنيد وصلب يا جدي ) .

 

وكلَّمتُه ثانية :

 

- كيف لا أقلق ؟ منذ الصباح حتى الآن وأنت على هذه الحال ، سيحين وقت الصلاة يا جدي .

 

وما كدت أنتهي من كلامي حتى شق الفضاء نداء السماء وعلت كلمة الله أكبر .

 

 

وبينما كنت استحث جدي ، وارتجي نزوله ، دخل أبي ، فتنفست الصعداء ، ( الحمدلله .. حضر أبي في الوقت المناسب ) ولكن صرخة قوية من جدي أفزعتنا ، وركضنا سراعًا نحوه ، وهو يصرخ : آه .. آه .. وكانت ( الآه ) منه طويلة ومبحوحة .

 

ماذا حدث ؟ لقد أصابته السكين الحادة ، في اثنين من أصابعه ، وفار دمه ، صعد أبي حتى نصف السلم وهو يناديه بإشفاق : أبي .. أعطني يدك .. هيا .. ارفع أصابعك عاليًا وناولني يدك الأخرى . أمسك أبي بيد جدي ، هابطًا به إلى أسفل ، يحاول جاهدًا ألا يسمعه كلمة لوم .. أو عتاب .

 

حاولت أن أعين أبي ، أن أقترب من جدي وأفعل شيئًا ، ولكني تسمرت في مكاني ، فمنعني إحساس الألم في عينيه وانعقاد حاجبيه وكلماته التي يرددها آنذاك :

 

لا حول ولا قوة إلا بالله .. إنا لله .. إنا لله .

 

بعد لحظات كان أبي ينطلق بجدي كالريح نحو المركز الصحي ، وبقيتْ جدتي تبكي في صمت ، التفتُّ صوبها ، ودمعة ساخنة تنحدر من عيني ولسان حالي يقول : مسكين جدي .. ترك عمتنا النخلة ، وفاتته الصلاة في المسجد .

 

 

 

المصادر:

 

http://www.bahrain-writers.com/aysha_ghloum.htm

 

http://www.arabicstory.net/index.php?p=author&aid=424

 

وبالتوفيق

 

 

Link to comment
Share on other sites

Guest
This topic is now closed to further replies.

×
×
  • Create New...