Jump to content
منتدى البحرين اليوم

رعبٌ . . يسكنُ [ قَــرْيـَـتـَـنـَـا ]


Recommended Posts

 

قصة خيالية من بوحي ..

جسدتها في هذه الخاطرة ..

آملة أن تنال إعجابكم ..

 

[ ملاحظة : اسم "مهتاب" هو مسماي الشعري ]

 

swahlcom_ac6c.jpg

 

برقٌ ورعد ..

والسماء تُمطر حِقداً ..

والسحائب تشتعلُ غضباً ..

والقرية يغشوها البغض ..

وأنا هنا .. في كوخنا ..

أو بالأحرى .. في لحدنا ..

أصارع الآلام .. والسُقم يقتلني ..ب

وقد دمرتني الحياة .. ومشاق الحياة ..

هناك .. اتأكت في ركنٍ من زوايا الكوخِ العتيقة ..

أبكي .. وأبكي .. وأبكي !

ألماً .. مِن ضرباته السحيقة ..

وأصداء نواحي تملأ هذه الغرفة ..

وفجأة .. سمعتُ صوت الباب .. وهو يرتعش ..

فتبلدت أصابعي .. وازدحمت الصرخات في حلقي ..

ووجمتُ خوفاً .. بعد دقيقة ..

خفتُ أن يكون هوَ .. قد وصل ..

ليكمل مسلسل ضرباته المؤلمة على جسدي ..

بعد أن ردَّاني ضرباً ..

وأسقاني ضرباً .. وأشبعني كرباً ..

حتى الدموع .. اختبأت بين عيّني .. رعباً ..

وحتى أنا .. غديتُ عباب من الآهات ..

ولوحة من العاهات ..

التي يبصمها على بدني كل يوم ..

ولم أعرف حتى الآن .. ماهو ذلك الشيء ..

الذي يُدعى بـ" نُوم " ؟

إنه هوَ .. نعم

إنه أبي !

حتماً .. إنه هناك ..

خلف الباب .. يقتفي أثري ..

ليخطف ما تبقى من البسمات في ثغري ..

ذهبت .. وخطواتي لا تسع حملي ..

فما زلت أعاني من بطش يداه المؤلمة ..

ذهبت إلى حيث أبي .. فلم أجده ..

وتكرر الصوت ثانيةً ..

لحظة ! إنه ليس صوت أبي ..

إنما هو صوت الرياح وهي تصفع بباب تلك السقيفة ..

حمداً لله .. لم يكن هوَ ..

 

swahlcom_301e.jpg

 

إذاً .. هذه هيَ أقصوصتي اليومية ..

ووالدي بطلها ..

وهذه هيَ يومياتي المكلومة ..

التي أعيشها في كل ثانية ..

ولا أعلم .. كيف ستكون النهاية ..

هل سيموت البطل كما في الغالب .. ؟

أم ستموت تلك الزهرة الذاوية ..

المزروعة في أركان هذا الكوخ ..

ومازال ذلك الغول يطاردني ..

ذلك الوهم .. الذي اسمه أبي ..

ذلك الهَرم .. ذو البُنية المخيفة ..

واللحية الخفيفة ..

والمشاعر الطفيفة ..

من أتكلم عنه .. هو والدي ..

نعم ! لا تستغربوا ..

فلطالما أرهبني بضربه تحت هذه السقيفة ..

وتركني وحدي، في قوقعة آلامي ..

أصارع الوحدة ..

والجوع والفقر ..

والمرض والألم ..

والحرمان ..

لماذا كل هذا .. يا هذا ؟

لماذا تتركني أندس حين نومي خلف كدسٍ من القش ؟

ولماذا غيري يغط فوق سريرٍ مزركش ؟

لا أطلب شيئاً يا أبي ..

لا أرجو منك، سوى الحنان ..

والأمان ..

أطلب منك .. أن تكون أبي

لا ذلك المخلوق .. الذي لا يُكنى بإنسان ..

سامحني على قولها .. ولكنني مجبرة ..

فقد عشت دنيا من الامتهان ..

هل تبخل علي الحنان ؟

حسناً .. أقبل بذلك ..

هل تُقتر علي الأمان ؟

سأصبر .. وأقبل ..

ولكن، أن تمطرني أنواء من الشر ..

فهذا مالا أستطيع احتماله ..

لماذا هذا البُخل، والجهل ؟

لماذا تجعلني أكرهك .. إلى حد الثماله ؟

فأنا لا أطلب العيش في قصرٍ مرمري ..

ولا أرغب أن أرقد فوق سريرٍ من زبرجد ..

ولا أن أركض في حدائق الزهور القرمزية ..

ولا حتى أن أُدفن في تابوتٍ من ذهب ..

فقط .. أطلبك بجانبي ..

تخفف من هذا الغضب ..

الذي يسكن قريتنا ..

ويقطن هذا الكوخ الكئيب ..

ولكن إن أردت ضربي ..

فأقول لك ..

أبعد يداك عني !

فأنت لست بأبي ..

وانا لست ابنتك ..

أنا مجرد دمية ..

تمارس عليها ملاكماتك الوحشية ..

وتلف عليها رشاء الموت ..

وتراقصها رقصة الاحتضار ..

لتعلن الآلام موتي ..

وفي الغد الجديد .. أحياً مجدداً ..

لتستمر هذه الحكاية ..

إلى أن أفارق الحياة حقاً ..

وأفارق البطل ..

ذلك البطل المشؤوم ..

 

swahlcom_a86e.jpg

 

تُرى، هل هناك من تشكو هذه البلية غير مهتاب ؟

هل هناك أحد غيري .. قد فارق الأحباب ؟

إذاً .. مهتاب ..

لا أهل لديها .. ولا أصحاب ..

إلا ذلك السنجاب ..

الذي يطل علي في أوقات فراغه ..

ربما يأتي ليسخر .. ثم يذهب

وكما حال ذلك الأب ..

ينهب .. ثم يذهب ..

أهذه قصة عادلة ؟

أن تنتظر البطلة ساعات وساعات ..

ويسافر البطل ..

قبل موعد وصول القافلة ..

أهذه قصة عادلة ؟

أن تموت الأميرة ..

في يوم زفافها ..

أمام زوجها .. وعلى صدره ..

في وضعية مائلة ..

أهذه قصة عادلة ؟

أن تلتهمني الأحزان شيئاً فشيئاً ..

ويقضي والدي على ما تبقى في حياتي البائدة ..

وأمي قد أراحها الرحمن ..

من هذا الظلم .. والجور

واختارها لتكون في جنان الخلد ..

من بين هذه العائلة ..

أهذه قسمة عادلة ؟

أسألكم الآن .. وأطلب جواباً ..

لأكمل نهاية هذه القصة الحزينة ..

وسأترك القلم لكم ..

لتخطوا بإيديكم النهاية المثلى ..

لحكايتي ..

حكاية، رعبٌ .. يسكن قريتنا ..

 

Edited by Sweet*Girl
Link to comment
Share on other sites

ابدااااااااع حروف تشتعل من وهج الخيال وأن سُطرت بإحساس صادق يخترق حجاب اللاواقع

كلمات رائعة احاكت نسجها قصة خرافية تحدث كل يوم في كل زمان..تحدث هناك وهنا وربما .. الآن

 

كتبتِ فأبدعت وحركتِ مشاعري لتقف سنداً إلى..مهتاب..

فلندعو كل يوم أن لاتكون هناك مهتاب متألمه في زمان الحضارة.

 

سلم ابداع أناملك

Link to comment
Share on other sites

أصارع الآلام .. والسُقم يقتلني ..ب

وقد دمرتني الحياة .. ومشاق الحياة ..

هناك .. اتأكت في ركنٍ من زوايا الكوخِ العتيقة ..

أبكي .. وأبكي .. وأبكي !

ألماً .. مِن ضرباته السحيقة ..

 

 

 

بصراحه ابداااااااااااااااااااااااااااااااااااااااع ولج مستقبل عظييييييييييييييم

لو ترسلينها لاحدى الجرايد ينشروونها رووعه بكووون

 

 

بانتظار المزيد

Link to comment
Share on other sites

يسلمووووووووووو

Link to comment
Share on other sites

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

Guest
الرد على هذا الموضوع...

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

Loading...
×
×
  • Create New...