مشكلة الوعي الذاتي للممثل

[فيرزاتشي]

 

من المشكلات الرئيسيه التي تواجه الممثل المبتديء هي انه يكون واعيا بذاته بصورة حادة ، فلا يتمكن من التركيز على الفعل ، او على افعال الشخصية التي يؤديها و لا حتى على عبارات دوره ، فهو يكون منتبها دائما لنفسه ، و لكيفية نطقه للعبارات - او للكيفية التي يقوم بها بالفعل - و للإنطباع الذي يحدثه في الآخرين و من الطبيعي ان الوعي الذاتي بهذه الصورة يشكل عائقا كبيرا يقف في طريق التعبير الصادق للممثل .

و يقول ان التركيز على الفعل يؤدي الى تقليل او ربما الغاء وعي الممثل الذاتي ، و الذي لاشك في ضرره البالغ في عملية التمثيل . فالوعي الذاتي يجعل المدى الذي يتحرك فيه اداء الممثل ضيقا او مقلصا ، او - اذا جاز التعبير - منكمشا ، بحيث يمكن ان يؤدي الى اضطراب الممثل و شعوره بأنه سجين " انفعالات معينة " و على الجانب الآخر ، نجد ان القيام بالفعل ينتج احساسا بالراحة و بالهدوء و الحرية .

على الموجه - اذا - ان يقود الممثل الى محاولة تعلم الكيفيه التي يتناغم و ينسجم بها مع - و في - الافعال الضرورية لتمثيل شخصية ، و الافعال التي تصاحبها مثل النحنحة ، التنفس ، التثاؤب ، النظرة الغاضبة الى آخره كل هذه العلامات من شأنها ان تحدث بشكل طبيعي .

و لو اننا اخذنا بتشبيه الممثل( بالنصاب ) ، لوجدنا ان النصاب " يستغرق في افعال النصب دون ادنى التفات الى ذاته او الى هيئته و هو يقوم بهذه الافعال ( وصف حالته : استخدام يديه في التوسل ، تهدج صوته ، لمعان عينيه و ما الى ذلك ) . و هو - النصاب الذي يجيد عمله - لا ينتبه لردود افعال الضحية او لاثر ما يقوله حتى لا يسمح لنفسه ان يتأثر بهذا الانطباع فيضيف جرعة زائدة الى عواطفه فيصبح متكلفا او ان يظطر الى تغيير مسار افعاله فيفقد تواصلها ! انه يركز على الافعال فحسب . و لو حدث ان انتبه للحظة لاي شيء عداها او لو اظهر شيئا من وعيه بذاته لفقد جوهر ادائه / عرضه ، و لفقد اهتمام الضحية / المتفرج .

 

منقول

[مارسيليا]

يعطيج العافية