Jump to content
منتدى البحرين اليوم

طالبتكم


asairy

Recommended Posts

صبـــــــــاح الخير :smile:

 

شخباركم عساكم بخير ,,

 

يا ليت احد يساعدني محتاجه تقريرن دين 101

1. احد علامات الساعه الكبرى

2. أحد أركان الايمان

 

بليـــــــــــــــــــز لا تبخلون علي :n5:

 

 

Link to comment
Share on other sites

الشرك وانواعه

 

المقدمة:

إن أمر الشرك عظيم، وهو أظلم الظلم، ولا يمكن للإنسان أن يحذر منه ومن الوقوع فيه إلا إذا عرفه وعرف خطره، ولذا يجب على كل مسلم معرفته ليسلم منه وليكون على بينة من أمره حتى لا يقع فيه، لأنه إذا لم يعرفه، ربما يقع فيه وهو لا يدري، ولذلك كان حذيفة رضي الله عنه يسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الشر مخافة أن يقع فيه، كما جاء في الصحيحين عنه رضي الله عنه أنه قال: "كان الصحابة يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني".

وبسبب الجهل بالشرك وأنواعه نرى كثيرًا من المسلمين اليوم قد وقع فيه، فلا تكاد تجد بلدًا من بلاد المسلمين إلا وترى فيها تقديس القبور، والنذر لها، والذبح عندها، والاستغاثة بأهلها، وسؤالهم قضاء الحاجات وكشف الكربات، إلى غير ذلك من الأمور التي لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل ولا حول ولا قوة إلا بالله.

والله سبحانه وتعالى أخبر في كتابه الكريم أنه لا يغفر الشرك أبدا لمن لم يتب منه، وذلك لأنه جناية على حق الله الخالص، وهو التوحيد، أما ما دون الشرك من الذنوب، فهو داخل تحت مشيئة الله –عز وجل- إن شاء غفره لمن لقيه به، وإن شاء عذبه.

قال تعالى : " إن الله لا يغفر أن يشرك به، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء" (النساء / 48)

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وأعظم الذنوب عند الله الشرك به، وهو سبحانه لا يغفر أن يشرك به، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء، والشرك منه جليل ودقيق وخفي وجلي"، وقال أيضًا: "وقد يقال: الشرك لا يغفر منه شئ لا أكبر ولا أصغر على مقتضى القرآن، وإن كان صاحب الشرك –أي الأصغر- يموت مسلمًا، لكن شركه لا يغفر له، بل يعاقب عليه وإن دخل بعد ذلك الجنة"، وقال ابن القيم رحمه الله في "إغاثة اللهفان": "فأما نجاسة الشرك، فهي نوعان: نجاسة مغلظة، ونجاسة مخففة، فالمغلظة: الشرك الأكبر الذي لا يغفره الله، فإن الله لا يغفر أن يشرك به، والمخففة: الشرك الأصغر كيسير الرياء".

وقوله كيسير الرياء يعني أن كثير الرياء قد يُوصِل إلى الشرك الأكبر والعياذ بالله

 

العرض:

وبهذا يتبين أن الشرك ينقسم إلى :

القسم الأول: الشرك الأكبر:

وهو أن يجعل الإنسان لله ندًّا في ربوبيته أو ألوهيته أو أسمائه وصفاته وهو كما قال الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله في "القول السديد": "أن يجعل لله ندًّا يدعوه كما يدعوا الله، أو يخافه، أو يرجوه، أو يحبه كحب الله، أو يصرف له نوعًا من أنواع العبادة، ولا فرق في هذا بين أن يسمي تلك العبادة التي صرفها لغير الله عبادة، أو يسميها بغير ذلك من الأسماء فكل ذلك شرك أكبر، لأن العبرة بحقاق الأشياء ومعانيها دون ألفاظها وعباراتها".

شرك الدعاء : قال الله تعالى ( فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون ) العنكبوت 65 .

شرك النية والإرادة والقصد : قال الله تعالى ( من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم لا يبخسون * أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون ) هود 15 ، 16 .

شرك الطاعة : قال الله تعالى ( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله ) التوبة31

شرك المحبة : قال تعالى ( ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله ) البقرة 165 .

القسم الثاني: الشرك الأصغر:

وهو كل ما نهى عنه الشرع مما هو ذريعة إلى الشرك الأكبر، ووسيلة للوقوع فيه، وجاء في النصوص تسميته شركًا وهو جميع الأقوال والأفعال التي يتوسل بها إلى الشرك، كالغلو في المخلوق الذي لا يبلغ رتبة العبادة، وكالحلف بغير الله ويسير الرياء ونحو ذلك.

وقال ابن القيم رحمه الله: "مَثَل المشرك كمن استعمله سيده في داره فكان يعمل ويؤدي خراجه وعمله إلى غير سَيِّده. فالمشرك يعمل لغير الله تعالى في دار الله تعالى ويتقرب إلى عدوِّ الله بِنِعَم الله تعالى".

وقال ابن حجر رحمه الله: "المشرك أصلاً من وضع الشئ في غير موضعه، لأنه جعل لمن أخرجه من العدم إلى الوجود مساويًا فنسب النعمة إلى غير المُنعم بها"، وقال أيضًا: "الشرك أبغض إلى الله من جميع المعاصي"، وقال الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى: "إن العامِّي من الموحدين يغلب الألف من علماء المشركين. كما قال تعالى: "وإن جندنا لهم الغالبون" (الصافات/173) فجند الله هم الغالبون بالحجة واللسان، كما أنهم الغالبون بالسيف والسِّنان".

والله جل وعلا حرَّم الجنة على المشرك وجعله خالدًا مخلَّدا في نار جهنم، قال تبارك وتعالى "إنه من يُشرك بالله فقد حرَّم الله عليه الجنة ومأواه النار. وما للظالمين من أنصار"(المائدة/72).

القسم الثالث: الشرك الخفي :

والدليل قوله : "الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النملة السوداء على صفاة سوداء في ظلمة الليل "، وكفارته قوله ": اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئاً وأنا أعلم، وأستغفرك من الذنب الذي لا أعلم"

والآيات في ذم الشرك كثيرة والأحاديث كثيرة:

فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اجتنبوا السبع الموبقات، قيل: يا رسول الله، وما هن؟ قال: "الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرَّم الله إلا بالحق، وأكل مال اليتيم، وأكل الربا، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات" (متفق عليه).

وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أتاني آتٍ من ربي فأخبرني –أو قال بشرني- أنه من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة. فقلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: وإن زنى وإن سرق" (متفق عليه).

وهذا الحديث يبين أنه لا بد للموحدين من دخول الجنة، وذلك إما أن يكون دخولاً كاملاً غير مسبوق بعذاب، وإما أن يكون مسبوقًا بعذاب لمن لم يتم العمل. فقد ذكر ابن حجر رحمه الله في شرحه لهذا الحديث في فتح الباري أن الزين بن المنير قال: "حديث أبي ذر من أحاديث الرجاء التي أفضى الاتكال عليها ببعض الجهلة إلى الإقدام على الموبقات، وليس هو على ظاهره فإن القواعد استقرت على أن حقوق الآدميين لا تسقط بمجرد الموت، ولكن لا يلزم من عدم سقوطها أن لا يتكفل الله بها عمن يريد أن يدخله الجنة، ومن ثم ردَّ صلى الله عليه وسلم على أبي ذر استبعاده ويحتمل أن يكون المراد بقوله (دخل الجنة) أي صار إليها إما ابتداء من أول الحال وإما بعد أن يقع ما يقع من العذاب".

وهذا لا يدل على أن ما عدا الشرك كله صغائر، بل يدل على أن من لم يشرك بالله شيئًا فذنوبه مغفورة كائنة ما كانت، ولكن ينبغي أن يعلم العبد ارتباط إيمان القلوب بأعمال الجوارح وتعلقها بها وإلا لم يفهم مراد الرسول صلى الله عليه وسلم بل وقع في الخلط والتخبيط.

وعن جابر رضي الله عنه قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال: يا رسول الله، ما الموجبتان؟ فقال: "من مات لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة. ومن مات يشرك بالله شيئًا دخل النار" (رواه مسلم).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قال الله –تبارك وتعالى- أنا أغنى الشركاء عن الشرك. من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه" (رواه مسلم).

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله يقول لأهون أهل النار عذابًا: لو أن لك ما في الأرض من شئ كنت تفتدي به؟ قال: نعم. قال: فقد سألتك ما هو أهون من هذا وأنت في صلب آدم: أن لا تشرك بي، فأبيت إلا الشرك"(متفق عليه).

والنبي صلى الله عليه وسلم قاتل المشركين واستباح دماءهم وأموالهم وسبى نساءهم، فعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله"(متفق عليه).

من مضار الشرك:

1. حبوط الاعمال وإن كانت كثيرة

2. الخلود الابدي في النار

3. استباحة دمه وماله وعرضه بالسبي

4. القلق والاضطراب والنكد والكمد والخوف الدائم والحزن الازم

5. لا يجد عونا ومددا من الله على كل ما يلقاه من مصائب الاقدار

6. اعظم من جميع المعاصي

7. عدو لله وللبشرية ولنفسه التي بين جنبيه

8. يدعو الى كل رذيلة ويبعد عن كل فضيلة

 

الخاتمة

ولما كان هذا حال الشرك، وهذا شأنه عند الله تعالى، فإنه يجب على العبد أن يخافه ويحذره، لأنه تنقُّصٌ لرب العالمين، وصرف خالص حقه لغيره، وعدل غيره به، كما قال تعالى: "ثم الذين كفروا بربِّهم يعدلون" (الأنعام/1).

ولا يأمن الوقوع في الشرك إلا من هو جاهل به، فهذا إبراهيم عليه السلام وهو خليل الرحمن وإمام الحنفاء يخاف الشرك على نفسه ويقول: "واجنبني وبنيَّ أن نعبد الأصنام" (إبراهيم/35).

فما بالك بمن دونه من البشر.

فلا تأمن الشرك، ولا تأمن النفاق، إذ لا يأمن النفاق إلا منافق، ولا يخاف النفاق إلا مؤمن، ولهذا قال ابن أبي مُلَيْكَة: "أدركت ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، كلهم يخاف النفاق على نفسه" (رواه البخاري).

Link to comment
Share on other sites

الإيمان بالرسل

 

المقدمة:

الحمد لله عالم الغيب والشهادة، لا يعلم الغيب إلا هو، وكل ما سواه مقهور لعظمته وجبروته، وهو القاهر فوق عباده وأفضل الصلاة والسلام على سيد الخلق محمد وعلى آله الطيبين وصحابته الأوفياء المجاهدين ، أما بعد ...

 

إن من أركان الإيمان بالرسل هو أن يؤمن المرء بكل ما نبأ الله من نبي، وبكل ما أرسل من رسول ممن عرف نبوتهم ورسالتهم إجمالا، وبكل نبي ورسول عرف نبوته ورسالته عن طريق الوحي تفصيلا. والايمان بالرسل من الاسس التي يقوم عليها الايمان... وفي سنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول النبي (صلى الله عليه وسلم) مجيبا لجبريل حين سأله عن الإيمان: (الإيمان أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره).

 

الإيمان بالرسل:

الرسل: جمع (رسول) بمعنى (مرسل)، أي (مبعوث) بإبلاغ شيء. والمراد هنا أمن أوحي إليه من البشر بشرع وأمر بتبليغه.

وأول الرسل- نوح- وآخرهم محمد (صلى الله عليه وسلم). قال الله تعالى: (إنا أوحينا إليك، كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده).

ولم تخل أمة من رسول يبعثه الله تعالى بشريعة مستقلة إلى قومه. أو نبي يوحى إليه بشريعة من قبله ليجددها، قال الله تعالى: (ولقد بعثنا في كل أمة رسولا، أن اعبدوا الله، واجتنبوا الطاغوت). وقال تعالى: (وإن من أمة إلا خلا فيها نذير). وقال تعالى:)إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور، يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادو(.

والرسل: (بشر مخلوقون ليس لهم من خصائص الربوبية والألوهية مئيء). قال الله تعالى عن نبيه محمد (صلى الله عليه وسلم) وهو سيد الرسل وأعظمهم جاها عند الله: ((قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله، ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء، إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون)). وقال تعالى: (قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا، قل إني لن يجيرني من الله أحد، ولن أجذ من دونه ملتحد).

وتلحقهم خصائص البشرية من المرض، والموت، والحاجة إلى الطعام والشراب، وغير ذلك، قال الله تعالى عن- إبراهيم عليه الصلاة والسلام- في وصفه لربه تعالى: (والذي هو يطعمني ويسقين. وإذا مرضت فهو يشفين. والذي يميتني ثم يحيين). وقال النبي (صلى الله عليه وسلم): (إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون فإذا نسيت فذكروني).

وقد وصفهم الله تعالى بالعبودية له في أعلى مقاماتهم، وفي سياق الثناء عليهم فقال تعالى في نوح (عليه السلام ): (إنه كان عبدا شكورا). (وقال في محمد (صلى الله عليه وسلم): (تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا.(

وقال في إبراهيم، وإسحاق، ويعقوب (عليهم السلام ):( واذكر عبادنا إبراهيم، وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي، والأبصار، إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار، وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار).

وقال في- عيسى بن مريم- (عليه السلام): (إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني إسرائيل).

 

الإيمان بالرسل يتضمن أربعة أمور:

الأول: الإيمان بأن رسالتهم حق من الله تعالى، فمن كفر برسالة واحد منهم فقد كفر بالجميع. كما قال الله تعالى: (كذبت قوم نوح المرسلين (. فجعلهم الله مكذبين لجميع الرسل، مع أنه لم يكن رسول غيره حين كذبوه، وعلى هذا فالنصارى الذين كذبوا- محمدا- (صلى الله عليه وسلم) ولم يتبعوه هم مكذبون للمسيح بن مريم غير متبعين له أيضا، لاسيما وأنه قد بشرهم- بمحمد (صلى الله عليه وسلم) ولا معنى لبشارتهم به إلا أنه رسول إليهم ينقذهم الله به من الضلالة، ويهديهم إلى صراط مستقيم.

الثاني: الإيمان بمن علمنا اسمه منهم باسمه مثل: محمد وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ونوح (عليهم الصلاة والسلام) وهؤلاء- الخمسة- هم أولو العزم من الرسل، وقد ذكرهم الله تعالى في موضعين من القرآن .

الثالث: تصديق ما صح عنهم من أخبار.

الرابع: العمل بشريعة من أرسل إلينا منهم، وهو خاتمهم- محمد (صلى الله عليه وسلم)- المرسل إلى جميع الناس قال الله تعالى: (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم، ثم لا يجذوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليم).

للإيمان بالرسل ثمرات جليلة منها:

الأولى: العلم برحمة الله تعالى وعنايته بعباده حيث أرسل إليهم الرسل ليهدوهم إلى صراط الله

تعالى، ويبينوا لهم كيف يعبدون الله، لأن العقل البشري لا يستقل بمعرفة ذلك.

الثانية: شكره تعالى على هذه النعمة الكبرى.

الثالثة: محبة الرسل عليهم الصلاة والسلام وتعظيمهم، والثناء عليهم بما يليق بهم، لأنهم رسل الله تعالى، ولأنهم قاموا بعبادته، وتبليغ رسالته، والنصح لعباده.

وقد كذب المعاندون رسلهم زاعمين أن رسل الله تعالى لا يكونون من البشر! وقد ذكر الله تعالى هذا الزعم وأبطله بقوله: (وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إلا أن قالوا أبعث الله بشرا رسولا، قل لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين، لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا). فأبطل الله تعالى هذا الزعم بأنه لابد أن يكون الرسول بشرا لأنه مرسل إلى أهل الأرض، وهم بشر، ولو كان أهل الأرض ملائكة لنزل الله عليهم من السماء ملكا رسولا، ليكون مثلهم، وهكذا حكى الله تعالى عن المكذبين للرسل أنهم قالوا: (إن أنتم إلا بشر مثلنا تريدون أن تصدونا عما كان يعبد آباؤنا، فأتونا بسلطان مبين، قالت لهم رسلهم: إن نحن إلا بشر مثلكم ولكن الله يمن على من يشاء من عباده، وما كان لنا أن نأتيكم بسلطان إلا بإذن الله.(

 

وجوب الإيمان بالرسل:

وهؤلاء الرسل هم الفئة التي اصطفاها الله من الناس وأوحى إليهم شرعه وعهد إليهم بإبلاغه لقطع حجة الناس عليه يوم القيامة وأرسلهم بالبينات وأيدهم بالمعجزات، وابتدأهم بنبيه نوح وختمهم بمحمد صلى الله عليه وسلم، فمن عرفهم من طريق الوحي الإلهي بأسمائهم آمن بهم واحداً على التفصيل ، ولا يؤمن برسالة بعض ويكفر برسالة بعض آخر، إذ الكفر بواحد منهم يعتبر كفراً بجميعهم. والإيمان يكون بالرسل الذين ذكروا في القرآن الكريم، وهم خمسة وعشرون نبيا ورسولا، والإيمان بالرسل ضروري، لا يتوقف على نظر ولا استدلال بالنسبة إلى المؤمنين بالله تعالى، لأن الله سبحانه وتعالى هو الذي أنبأهم و أرسلهم وأخبر عنهم، أمر بالإيمان بهم، وتصديقهم، والإيمان بالله تعالى مستلزم للإيمان بكل ما أمر الله بالإيمان به من الملائكة والكتب و الرسل والبعث، و الجزاء، والقدر، والقضاء، وبكل غيب أمر الله تعالى بالإيمان به، فيكفي المؤمن دليلا أن يبلغه خبر الله، وأمره بالإيمان بالرسل كقوله تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا امنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل)). فلهذه الآية وغيرها يؤمن المؤمن برسل الله تعالى، ولا يفرق في الإيمان بهم بين رسول ورسول منهم، كما فعل اليهود والنصارى، حيث آمن اليهود بأنبياء بني إسرائيل وكفروا بعيسى بن مر يم، ومحمد صلى عليه وسلم، ولا كما آمن النصارى بكافة الأنبياء وكفروا بخاتمهم وإمامهم محمد عليه السلام، وقد توعد الله بالعذاب المهين من يؤمن ببعض الرسل ويكفر ببعض.

 

مؤهلات النبوة: 

النبوة لا تأتي من طريق الكسب والاجتهاد أبدا، فلو انقطع المرء إلى العبادة كلية، وتخلى عن سائر الحظوظ النفسية و عن كل الرغبات والشهوات و سائر متع الحياة، إن هذا لا يؤهله لان يكون نبياً أو رسولا بأي حال من الأحوال، فان النبوة هبة خاصة، بيد الله يهىء لها بإعداد خاص عبداً من عبادة، فيحفظه من التلوث النفسي والظلال العقلي، والانحراف الفطري و يظفي عليه من الكماليات النفسية والعقلية والخلقية ما يؤهله به لمقام النبوة الشريف و من هذه المؤهلات:

و هي الكمال البشري الذي يحوزه المرء المرشح لمقام النبوة، والذي لا يسموا إليه سواه من المرشحين لها من سائر الناس.

شرف النسب:

إن عامل الوراثة هو إن كثير من الصفات والخصائص والمميزات تنتقل بهذه السنة الإلهية من

الأصل الوالد إلى الفرع المولود، و من هنا كان الأنبياء يبعثون في أشراف قومهم.

عامل الزمن:

إن المراد من عامل الزمن هو وجود مقتضيات في الزمن المعين تحتم بعثة نبي بإرسال رسول، ومن ذلك وجود فراغ روحي تسبب عنه فساد اجتماعي كبير، فأصبحت الحال تتطلب نبياً مصلحاً، يرد للحياة اعتبارها وللإنسان قيمته.

 

صفات الرسل:

الصدق:

صدق النية والإرادة و صدق القول والعمل.

الأمانة:

في كل شيء في القول والعمل فمتى وجد في الشئ الخيانة فلا نبوة له أبدا.

الفطنة:

و هي ليست الفهم والذكاء فحسب بل هي مع ذلك رقة الشعور وسرعة النداهة.

 

الخاتمة:

هذا و قد استعرضت من خلال هذا التقرير أحد أركان الإيمان الأساسية ألا و هو الإيمان بالرسل بدءاً بوجوب الإيمان بالرسل فمؤهلات نبوتهم ختاماً بصفاتهم الحميدة. كان السبب وراء اختياري هذا الموضوع هو التأثير الذي يزرعه معرفة صفاتهم وأخلاقهم في نفوس الناس و أهمية التصديق بهم الأمر الذي يؤدي إلى وجوب الإيمان بهم ليكون له الأثر الكبير في النهاية في سعادة و إيمان الفرد لتشكل حياتنا قاعدة للدولة الإسلامية الناهضة.

 

*المراجع:

-1 كتاب عقيدة المؤمن

عن الكاتب أبو بكر جابر الجزائري

 

الفهرس:

الغلاف،،،،،،،،،1

المقدمه,,,,,,,,,2

العرض،،،،،،،،،،،،،،2

الإيمان بالرسل،،،،،،،،،،2

الإيمان بالرسل يتضمن أربعة أمور،،،،،،،،،،،،2-3

وجوب الإيمان بالرسل،،،،،،،،،،،،،،،3

مؤهلات النبوة،،،،،،،،،3-4

صفات الرسل،،،،،،،،،،4

الخاتمة،،،،،،،،،،،،4

المراجع،،،،،،،،،،،،،4

الفهرس،،،،،،،،،،،،4

 

 

تحياتي

فروحة 1990

Link to comment
Share on other sites

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

Guest
الرد على هذا الموضوع...

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

Loading...
×
×
  • Create New...