Jump to content
منتدى البحرين اليوم

تقارير . . . وانتوا اختاروا


Recommended Posts

الحرب العالمية الأولى

 

المقدمة :

حرب نشبت بين الحلفاء ودول الوسط عام 1914 وانتهت بانتصار الحلفاء عام 1918. من أسبابها البعيدة نمو النزعة القومية في أوروبا, والصراع السياسي والاقتصادي والاستعماري بين الدول الكبرى, وتصميم الفرنسيين على استرداد الألزاس واللورين من ألمانيا, والديبلوماسية السرية التي أدت إلى قيام معسكرين متناحرين في أوروبا: معسكر التحالف الثلاثي Triple alliance الذي ضم ألمانيا والنمسا- المجر وإيطاليا(وقد انحل بدخول إيطاليا الحرب, عام 1915 إلى جانب الحلفاء) والحلف الثلاثيTriple Ententeالذي ضم فرنسا وبريطانيا والروسيا.

 

أما سببها المباشر فهو مصرع فرانز فيرديناند, أرشيدوق النمسا وولي عهدها, في ساراجيفو في 28 يونيو1914 . وهكذا أعلنت النمسا الحرب على صربيا (28 يوليو 1914), وأعلنت ألمانيا الحرب على الروسيا(أول أغسطس) ثم على فرنسا (3 أغسطس)وغزت بلجيكا (4أغسطس) فسارعت بريطانيا إلى إعلان الحرب في اليوم نفسه على ألمانيا. في حين أعلنت النمسا الحرب على الروسيا(6أغسطس). ثم إن تركيا انضمت إلى جانت ألمانيا والنمسا (30أكتوبر 1914) وتبعتها بلغاريا في ذلك (5أكتوبر1914). أما الحلفاء فانضمت إليهم اليابان (23أغسطس 1914) وإيطاليا(23 مايو 1915) والولايات المتحدة الأميركية (6 أبريل 1917). في مستهل الحرب اجتاح الألمان بلجيكا ولوكسمبورغ وأكرهوا الفرنسيين والبريطانيين على الانكفاء نحو باريس. وسرعان ما قام الحلفاء بهجوم معاكس فكانت معركة المارن (6-9 سبتمبر 1914) التي أوقفت الزحف الألماني على العاصمة الفرنسية. ومن ثم تجمدت خطوط القتال طوال ثلاث سنوات تحول فيها الصراع إلى حرب خنادق. وفي الجبهة الشرقية أنزل الألمان بالقوات الروسية هزائم متلاحقة أدت إلى سقوط القيصرية(مارس 1917) وقيام ثورة أكتوبر الاشتراكية. وعلى الجبهة الإيطالية هزم النمساويون القوات الإيطالية )أكتوبر 1917) ولكن الإيطاليين قاموا بعد عام واحد بهجوم معاكس موفق(أكتوبر 1918) . أما على الجبهة العربية فقد حاول الأتراك الهجوم على قناة السويس ولكنهم أخفقوا في ذلك (فبراير 1915). ثم إن القوات العربية وكان الشريف حسين قد أعلن الثورة على العثمانيين (عام 1916) والقوات البريطانية هزمتهم في فلسطين وسوريا( عام 1918) . وفي غضون ذلك كان دخول الولايات المتحدة الأميركية الحرب(6 أبريل 1917) قد غير ميزان القوى

 

وقلبه لصالح الحلفاء. فاضطرت القوات الالمانية إلى الانكفاء إلى الحدود البلجيكية. وبعد سقوط بلغاريا(29 سبتمبر1918), وتركيا (30 اكتوبر1918), والنمسا(3نوفمبر1918) بأيدي الحلفاء انهارت ألمانيا ووقعت الهدنة (11 نوفمبر 1918). وهكذا انتهت الحرب بعقد معاهدة فرساي (28 يونيو 1919), بعد أن بلغ عدد ضحاياها نحوا من تسعة ملايين قتيل في صفوف القوات المسلحة وحدها.

معاهدة فرساي : هي معاهدة الصلح التي وقعت أساساً بين ألمانيا والحلفاء. تحتوي على 440 مادة وتقع في 200 صفحة. وقام بتوقيعها من جانب الحلفاء 4 دول هي فرنسا، وبريطانيا،وإيطاليا، واليابان في 28 يونيه 1919. وأصبحت بنودها سارية اعتباراً من 10 يناير 1921. أما الولايات المتحدة الأمريكية فقد وقعت معاهدة صلح منفصلة مع ألمانيا عام 1921. من أهم ما تنص عليه المعاهدة :

* قبول النقاط الـ 14 للرئيس ولسون أساساً للسلام.

* تعيد ألمانيا أراضي بولندا التي تقوم دولة مستقلة.

* وتعيد ألمانيا إلى فرنسا أراضي الألزاس واللورين. وتسلم مقاطعة شانتونج في الصين إلى اليابان.

* تنص على ترتيبات خاصة لوادي السار الألماني، ممر دانزيج، ميمل.

* تتنازل ألمانيا عن كل مستعمراتها عبر البحار إلى دول الحلفاء، وتوضع هذه الدول تحت انتداب الأمم المتحدة.

* تدفع ألمانيا تعويضات لكل من بلجيكا ودول الحلفاء التي تعرضت للعدوان الألماني قيمتها الإجمالية 33 بليون دولار.

* ينزع سلاح 30 ميلاً على الضفة الشرقية لنهر الراين.

* تحتل دول الحلفاء أراضي ألمانية لمدة 15 عاماً.

* تحتل فرنسا أراضي وادي الرور الألماني.

* لا تتجاوز القوات المسلحة الألمانية تعداد 100 ألف جندي.

* الحلفاء يحاكمون الألمان الذين خالفوا قوانين الحرب.

* مساءلة القيصر الألماني (المخلوع) أمام محكمة دولية خاصة بتهمة ارتكاب جناية عظمى ضد الأخلاقيات الدولية وضد المعاهدات الموثقة.

· أهم ما جاءت به معاهدة فرساي هو تشكيل أول منظمة دولية "عصبة الأمم" والنص على تشكيل محكمة دولية ـ وتطوير مبدأ وحق تقرير المصير بتطبيق الاستفتاء ونظام الانتداب ـ وكانت هذه الأفكار الجديدة في القانون الدولي هي الأساس الذي قامت عليه هيئة الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية.

 

الخاتمة :

العامل الحاسم في إحراز النصر , حقيقة لا يوجد عامل واحد ـ كل العوامل أسهمت وليس واحداً بعينه ونحدد هنا العوامل الرئيسية:

الحصار البحري البريطاني، الذي فرض على ألمانيا منذ بداية الحرب حتى نهايتها، كان قبضة قوية لم تتخلص منها ألمانيا. أوصلت الجانب الألماني إلى حافة اليأس وفقد الأمل. وفقد الأمل وليس فقد الأرواح هو العامل الذي يقرر نتيجة الحرب. والحصار عامل خفي غير ملموس لكنه مؤثر في كافة أوجه المجهود الحربي.

فرنسا لم تكسب الحرب وحدها ولكن لولا استبسالها في الدفاع عن القلعة حتى قبل ظهور وتجمع القوة البريطانية وفي زمن كان التدخل الأمريكي حلماً ـ لما أمكن إنقاذ الحلفاء .

بريطانيا لم تكسب الحرب وحدها ـ لكن لولا سيادتها على البحار وقدراتها الاقتصادية ووصول قواتها لتتحمل نصيبها من أعباء القتال ـ ولولا إسهامها باختراع واستخدام الدبابة ما كان النصر ممكناً.

الولايات المتحدة الأمريكية لم تكسب الحرب وحدها ـ لكن لولا دعمها الاقتصادي ثم وصول قواتها في الوقت والمكان المناسبين لتقلب كافة الموازين ـ ما كان النصر ممكناً.

حقق الحلفاء نصراً حربياً أكيداً غير أن شهادة التاريخ تذكر لألمانيا قدرات التحمل الهائلة ومهارة القيادة والصمود وحيدة في جبهتين لمدة 4 أعوام ـ الأمر الذي يُعد مثلاً للإنجاز البشري والعسكري.

Link to comment
Share on other sites

  • Replies 269
  • Created
  • Last Reply

Top Posters In This Topic

أجا 102

 

السلام عليكم

 

تمثـل طرق ووسائل المواصلات الحديثة والمتطورة ضرورة حيوية للدولة سواء لاعتبارات تنموية اقتصادية واجتماعية أو لاعتبارات استراتيجية. ومن ثم اعطت حكومة صاحب الجلالة اهتماما خاصاً لانشاء شبكة من الطرق الحديثة وبأحدث المواصفات في الداخل من ناحية، وتطوير الموانيء والمطارات العمانية على نحو يواكب حركة التطور الضخمة في مجال النقل البحري والجوي ويتواكب مع متطلبات التطور الاقتصادي والاجتماعي الضخم والمتواصل في السلطنة من ناحية ثانية ولتكون جسورا ومنافذ خير للتواصل مع الاشقاء والاصدقاء والتفاعل مع المتغيرات الجارية اقليميا ودوليا.

وعلى امتداد سنوات مسيرة النهضة العمانية المعاصرة منذ عام 1970 وحتى الآن حدثت طفرة هائلة في مختلف قطاعات المواصلات وعلى نحو لا يمكن مقارنته على اي نحو مع ما كان قائما حتى عام 1970. ومن ثم تتيح هذه القطاعات فرصا وامكانيات كبيرة للاسهام في جهود التنمية الوطنية تشجع الحكومة دوماً على الاستفادة منها من جانب القطاع الخاص.

قطاع الموانيء :

ميناء صلالة يدشـن إنجازا اقتصاديا جديدا متميـزا ليسجل قفـزة اخرى للمشاريع المدروسة بعناية في بناء التنمية. ترتكز خطة تطوير قطاع الموانيء في السلطنة، والتي تمثـل جزءاً هاماً من المشروعات العملاقة، على محورين أساسيين هما استغلال الموقع الاستراتيجي المتميز للسلطنة على خطوط الملاحة الدولية بين المنطقة ومختلف مناطق العالم من ناحية، وتطوير قدرات وإمكانيات النقل البحري والتخزين والخدمات في موانىء السلطنة لتتجاوب مع احتياجات التنمية وتحويل السلطنة إلى مركز حيوي على خريطة النقل البحري بالمنطقة من ناحية ثانية. وفي هذا المجال تمتلك السلطنة خبرة بحرية عريقة وعلاقات وثيقة مع العديد من الدول والشعوب الشقيقة والصديقة وهو ما يعزز الجهود الوطنية هذه.

في هذا الاطار تم الانتهاء من تطوير وتحديث ميناء السلطان قابوس بمطرح وهو الميناء الرئيسي بالسلطنة من حيث التصدير والاستيراد حيث اصبح قادرا على استـقبال السفن ذات الغاطس الكبير وسفن الحاويات من الجيل الثالث، مع زيادة طاقة التشغيل والتخزين، وزيادة سرعة وكفاءة اعمال الشحن والتفريغ والمناولة وتبسيط الاجراءات وزيادة امتيازات السفن والناقلات وهو ما وجد صدى ايجابيا انعكس في الزيادة المضطردة في اعداد شركات الملاحة الدولية التي تستخدم الميناء.

وفي اطار المشروعات العملاقة تم في الاول من ديسمبر 1998م افتتاح المرحلة الاولى من مشروع تطوير ميناء صلالة. ويتميز ميناء صلاله المطل على المحيط الهندي ليس فقط بموقعه الاستراتيجي ولكن ايضا بقابليته للاتساع وزيادة الطاقة الاستيعابية في مراحل التطوير التالية والتي وضعت في الاعتبار ضمن الخطة التطويرية للمشروع . فميناء صلاله يقع على المسار التجاري بين الشرق والغرب نحو 150 ميلا فقط والذي يصل بين اوروبا وآسيا وهو من المسارات الرئيسية والاسرع تطورا من الناحية التجارية في العالم، ومن ثم فإن الميناء يخدم حركة التجارة الاقليمية والدولية مع شرق افريقيا واوروبا ومع جنوب وشرق آسيا والامريكتين وبالطبع من والى منطقة الخليج. وسيتم تشغيل وادارة محطة الحاويات الدولية بواسطة شركة صلالة لخدمات الموانيء وهي شركة مساهمة عمانية تمتلك فيها شركة سي لاند 15 % وشركة مارسك 15% من اسهمها وهما الشركتان اللتان تمتـلكان حوالي ثـلث إجمالي اسطول الحاويات في العالم. كما تعتمد شركة صلالة لخدمات الموانيء على الخبرة الطويلة لشركة سي لاند العالمية في عمليات الادارة والتشغيل، ومعروف ان شركة سي لاند تقوم بتشغيل وإدارة 28 ميناء من موانيء الحاويات على امتداد العالم ومن ثم يمثـل ميناء صلاله اضافة ضخمة على طريق تحويل السلطنة إلى مركز إقليمي نشط لحركة النقل البحري من جهة وعلى الصعيد الاقتصادي في محافظة ظفار والاقتصاد العماني ككل من جهة ثانية، كما أنه يعكس الثـقة الدولية في خطط واستراتيجيات السلطنة الحالية والمستـقبلية حيث يساهم القطاع الخاص العماني والدولي بدور حيوي في خطط تطوير الموانيء العمانية.

Link to comment
Share on other sites

يتبع ..

 

تجدر الاشارة إلى ان مساحة الميناء تصل إلى 550 ألف متر مربع - ويبلغ عمق ميناء الحاويات 15 متراً قابلة للتعميق إلى 16 متر وأربعة أرصفة أجمالي طولها 1260 متر وطول كل منها 310 متر ودائرة الدوران 500 متر في القطر. وفي حين تصل الطاقة الاستيعابية للرصيف الأول من رصيفين المرحلة الأولى 900 ألف حاوية نمطية، فإن هذه الطاقة ترتفع إلى 2 مليون حاوية نمطية للارصفة الأربعة في المرحلة الثانية في حين كانت الطاقة الاستيعابية لساحة التخزين 33 ألف حاوية نمطية في المرحلة الأولى ترتفع إلى 46 ألف حاوية نمطية في المرحلة الثانية. كما يصل معدل المناولة إلى 120حاوية في الساعة للسفينة، 40 حاوية للرافعة الواحدة في الساعة وبالتالي فإن أقصى فترة يمكن ان تستغرقها أكبر سفينة في الميناء هي 24 ساعة. كما يقدم ميناء الحاويات خدمات أخرى كخدمات الاصلاح والصيانة واعادة تنظيم البضائع داخل الحاويات وخدمات التموين والتزود بالوقود وخدمات الملاحة ومن ثم فان ميناء صلاله يعتبر ميناءً رئيسيا للشحن والتفريغ في المنطقة يتكامل مع الموانيء الأخرى بها خاصة وانه تمت انشاء منطقة للتجارة الحرة به.

ومع استكمال العمل في المرحلة الثانية لميناء صلالة، تم اتخاذ خطوات عملية عديدة لوضع مشروع ميناء صحار 240 كيلومتر الى الغرب من مسقط على ساحل الباطنة موضع التنفيذ ليكون ميناء كبيرا قادرا على خدمة النشاط الصناعي المتزايد في صحار من جهة وتنشيط التجارة والاقتصاد في ساحل الباطنة وفي السلطنة ككل من ناحية ثانية. لذا فان تصميم ميناء صحار روعي فيه خدمة المنطقة الصناعية في صحار التي تمثل منطقة الصناعات الثقيلة في السلطنة حيث تضم صناعات الحديد والكيماويات ، والألمونيوم والنحاس. وقد تم التوقيع على اتفاقية انشاء كاسر الامواج للميناء في 6/6/1999م. وبينما تصل مساحة الميناء الى نحو 40 كيلومتر مربع فان الميناء سيشمل 9 ارصفة، منها رصيفان للبضائع العامة السائبة بطول 315 مترا ورصيف للحاويات بطول 285 مترا واخر للبضائع الثقيلة بطول 150 مترا ورصيف للسفن الحكومية بطول 200 مترا ورصيف لشحن الالمونيوم السائب بطول 250 مترا واخر لشحن البضائع السائلة ورصيف اخر لشحن البتروكيماويات. وسيتم انشاء المشروع على مراحل بتمويل من القطاع الخاص العماني والاجنبيي.

وفي اقصى شمال السلطنة بمحافظة مسندم تم انشاء رصيف عائم اضافي بميناء خصب لمقابلة زيادة الحركة التجارية و لخدمة قوارب الصيد، كما يجري الاعداد لتحسين مرافق الميناء. وبالنسبة لميناء دبا تم انشاء رصيفين عائمين وتمديد حاجز الامواج الشرقي بطول 70 مترا وانشاء مزلق إضافي لانزال القوارب. كما يجري الإعداد لإنشاء مبنى الإدارة، وتنظيف حوض الميناء من الترسبات الداخلية. يذكر ان الخطط المستقبلية لقطاع المواني تشمل العديد من المشروعات الى جانب تحديث القوانين البحرية. ومن أبرز المشروعات في ميناء السلطان قابوس انشاء برج للمراقبة و ورشة حديثة لاصلاح المركبات والاليات وصالات لاستقبال الركاب ومخازن تبريد بالميناء.

قطاع الطيران :

يمثل قطاع الطيران والنقل الجوي في السلطنة واحداً من القطاعات التي حققت تطوراً ضخماً ومستمراً سواء في مطار السيب الدولي أو في مطار صلالة المدني أو غيره من المطارات الداخلية بالسلطنة. ومن أجل استيعاب الزيادة الكبيرة في حركة السفر والسياحة واتساع النشاط الاقتصادي، تم تطوير مطار السيب الدولي وتوسيع طاقته الاستيعابية لمقابلة الزيادة المضطردة في عدد المسافرين عبر المطار.

كما تم استكمال مشروع تحسين أنوار المدرج بمطار السيب الدولي وفقا لمقاييس المنظمة العالمية للطيران المدني -ايكاو-وذلك في منتصف عام 1999م، كما يجري انشاء اضافة لمبنى الاطفاء بمطار السيب الدولي لتعزيز عمليات السلامة والانقاذ والاستجابة الفورية عند حدوث اية اعطال طارئة. وتجدر الاشارة الى ان السنوات الاخيرة شهدت عمليات تحديث كاملة لادوات وأجهزة المطار والحواسب الآلية وشبكات الرادار به. وتجري دراسة خصخصة المطار في اطار برنامج التخصيص في السلطنة مع احتفاظ الحكومة بالسيطرة على جوانب محددة متصلة بالامن وعمليات الدخول والمغادرة.

من جانب اخر تزداد أهمية ودور المطارات الأخرى،حيث يقوم مطار صلالة المدني بدور حيوي بالنسبة لحركة التجارة والسياحة بمحافظة ظفار ليس فقط خلال موسم الخريف ولكن ايضا على مدار العام.وقد تم تطوير خدمات الملاحة الجوية والاتصلاات بمطار صلالة المدني، مع تحسين نظام توزيع الأقمار الصناعية وخدمات الإطفاء والإنقاذ والأرصاد الجوية بالمطار حيث تقوم الكوادر العمانية وبنسبة تتراوح بين 95% و100% بأعمال المراقبة الجوية وتوجيه حركة الطيران في السلطنة.

وفي حين تتواكب عملية تطوير مطار صلالة المدني مع الحركة التجارية ومع حركة السفر من والى محافظة ظفار حيث تقوم الشركة العمانية لخدمات الطيران -الطيران العماني -بالعمل على خط مسقط/صلالة/مسقط، توجد خطط لتطوير المطارات الداخلية خاصة في خصب ودبا وصور ومصيرة مع الاعداد لانشاء مطار مدني في صحار لمواكبة الحركة التجارية المتزايدة فيها.

جدير بالذكر ان الشركة العمانية لخدمات الطيران - الطيران العماني - تحقق زيادة كبيرة وسريعة في أنشطتها ونجاحاً ملموساً في أدائها. ففي حين انشئت دائرة النقل الجوي للمرة الأولى منذ تأسيس المديرية العامة للطيران المدني والارصاد الجوية في اوائل السبعينات، تم التوقيع على عدد من اتفاقيات تنظيم خدمات النقل الدولي بين السلطنة وعدد من الدول الأخرى. كما تم افتتاح اربعة خطوط جديدة في عام 1997 إلى أبوظبي والدوحة والقاهرة ومدراس لتضاف إلى خطوط الطيران العماني إلى كل من دبي، الكوي ، كراتشي، ترافندروم، مومباي، وكولومبو ودكا. ويجري الآن اعادة تنظيم الهيكل التنظيمي للشركة لتكون مواكبة لتطورات شركات الطيران المدني وتنظيم وتسهيل إجراءات المسافرين.

وفي الوقت الذي تجرى فيه عمليات تدريب متخصصة ومتقدمة للكوادر الوطنية في مختلف المجالات ذات الصلة بالطيران سواء في الداخل أو في الخارج، وتجدر الإشارة إلى ان نسبة التعمين في الشركة العمانية لخدمات الطيران - الطيران العماني - تصل إلى 70 %.

قطاع الطرق :

تشكل شبكة الطرق في السلطنة التي أصبحت خلال سنوات النهضة واحدة من احدث شبكات الطرق في المنطقة، عنصراً بالغ الأهمية في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وقد بذلت حكومة صاحب الجلالة السلطان المعظم جهوداً ضخمة لتشييد شبكة واسعة من الطرق تمتد الان وعلى أعلى المواصفات العالمية في التصميم والإنشاء إلى مختلف مناطق السلطنة برغم الامتداد الجغرافي الواسع والتضاريس الصعبة، و تـقوم وزارة المواصلات بعمليات ترميم واعادة تأهيل مستمره للطرق وصيانة الجسور، كما عهد للقطاع الخاص بالقيام بذلك في بعض المناطق في اطار اجتذاب القطاع الخاص للعمل بشكل أكبر في المجالات الخدمية.

وقد وصل اجمالي اطوال الطرق في السلطنة المرصوفة والحصوية والجبلية والترابية في نهاية عام 1998م ما يقرب من 20500 كيلومترا مقابل 1710 كيلومترا فقط في عام 1970 .وقد بلغت اطوال الطرق الاسفلتية 6329 كيلومترا ،والطرق الحصوية 1047 كيلومترا والطرق الترابية 12941 كيلومترا. وخلال عام 1998م تم الانتهاء من 11 مشروعا منها على سبيل المثال طريق وادي بني خالد بالمنطقة الشرقية، والمرحلة الاولى من طريق خصب الساحلي بمحافظة مسندم -من بخا حتى تيبات -وطريق سناو /محوت بطول 192 كيلومترا ،واعادة تاهيل طريق الباطنة القديم ،الى جانب الطرق الداخلية بعبري، وبدبد، وفنجا،ومشروع تاهيل طريق نزوى/ثمريت المرحلة الاولى، وخلال عام 1999م جرى العمل في عشرة مشروعات منها على سبيل المثال مشروع ازدواجية طريق الرسيل/نزوى -المرحلة الثانية -باجزائها الاول والثاني والثالث.ومشروع الطرق الداخلية بولاية المضيبي وسمد الشأن ونيابة سناو. وقد تم الانتهاء بالفعل خلال عام 1999م من مشروع الطرق الداخلية الاضافية بعبري 22,75 كيلومترا، والطرق الداخلية بالجبل الأخضر بطول 34,4 كيلومترا، وكذلك الطرق الداخلية بولايتي جعلان بني بوحسن وجعلان بني بوعلي بالمنطقة الشرقية بطول 30 كيلومترا، والطريق الدائر يبولاية صحم. كما تجري دراسة مجموعة أخرى من المشروعات في مختلف مناطق وولايات السلطنة.

وبال نسبة لمشروع الغيظة/حات/شحن الذي يربط بين المناطق الحدودية في السلطنة والجمهورية اليمنية ويبلغ طوله 245كيلومترا وتنفذه السلطنة فانه تم الانتهاء منه ليكون شريانا حيويا يعزز حركة التجارة والتواصل بين الدولتين والشعبين الشقيقين. وتجدر الاشارة الى أن القطاع الخاص يقوم بدور حيوي في مجال خدمات الطرق وكذلك في عمليات صيانتها حيث تتوالصل المشروعات التي تحظى فيها المنطقة الوسطى والجبل الأخضر والمنطقة الشرقية بنصيب كبير الى جانب مناطق السلطنة الأخرى.

النقل الوطني العماني :

تقوم شركة النقل الوطنية العمانية على مدى ربع قرن تقريباً بدور حيوي في مجال تسيير رحلات باصات النقل الوطنية من مسقط إلى مختلف مناطق السلطنة، بما في ذلك داخل محافظة مسقط. وتستخدم الشركة وحدات فاخرة خاصة في رحلاتها إلى صلالة ودبي، بالإضافة إلى استخدام الحافلات السريعة على خطوط المسافات الطويلة إلى نزوى وعبري وصحار والبريمي وصور مع زيادة الخدمات التي تقدمها على هذه الرحلات لزيادة راحة الركاب. ومع التطور الكبير في اداء الشركة وخدماتها ازداد الاقبال على استخدام حافلاتها في نقل حجاج البر، والانشطة السياحية ونقل الموظفين وطلاب المدارس والجامعة بعقود مع الشركات والمؤسسات والجهات المعنية.

Link to comment
Share on other sites

السلام عليكم

 

عرب 301

 

أسلوب الشعر الأندلسي ومعانيه وأخيلته

 

الشعر في الأندلس امتداد للشعر العربي في المشرق؛ فقد كان الأندلسيون متعلقين بالمشرق، ومتأثرين بكل جديد فيه عن طريق الكتب التي تصل إليهم منه، أو العلماء الذين يرحلون من الشرق أو الأندلسيين الذين يفدون إلى الشرق للحج أو لطلب العمل، فكانت حبال الود ووشائج القربى قوية بين مشرق العالم الإِسلامي ومغربه.

وكان الأندلسيون ينظرون إلى الشرق وما يأتي منه نظرة إعجاب وتقدير؛ فكانوا في غالب أمرهم مقلدين للمشارقة، ويبدو ذلك واضحاً في ألقاب الشعراء وفي معارضاتهم لشعراء المشرق.

ولكن هذا التقليد لم يمنعهم من الإِبداع والابتكار، والتميز بميزات تخصهم نتيجة لعوامل كثيرة، أنها البيئة الأندلسية الجديدة الجميلة التي طبعت الأدب الأندلسي بطابع خاص.

 

ويمتاز الشعر الأندلسي في ألفاظه ومعانيه وأخيلته بسمات تبدو واضحة في مجمله، ومنها:

 

1 - وضوح المعنى، والبعد عن التعقيد الفلسفي أو الغوص على المعاني وتشقيقها.

2- سهولة الألفاظ وسلاستها، والبعد عن التعقيد والغموض، وذلك ناتج عن بساطة الأندلسيين وبعدهم عن التعقيد في كل شيء. ويستثنى من ذلك شعر ابن هانئ وابن دراج، فهما يقربان من شعر المشارقة من حيث الجزالة والقوة.

3 - قلة الدخيل والألفاظ الأعجمية؛ فقد لاحظ الدارسون أن الأندلسيين أكثر تمسكاً بالعربية الفصحى من غيرهم.

4- التجديد في بعض أغراض الشعر والتفوق فيها، ويبدو ذلك واضحاً في رثاء الممالك الزائلة، وفي وصف الطبيعة.

5 - الخيال المجنح، وبراعة التصوير، والاندماج في الطبيعة، ووصف مناظرها الخلابة، وذلك أثر من آثار جمال الطبيعة الأندلسية، وتعلق الأندلسيين بطبيعة بلادهم، وانعكاس ذلك على شعرهم سواء من ناحية الألفاظ المنتقاة أو الخيال أو التصوير والتشخيص.

6 - التجديد في الأوزان، وذلك باختراع الموشحات، وسوف نتحدث عن الموشحات حديثاً مفصلاً.

7 - البعد عن المحسنات اللفظية المتكلفة والمبالغة، وبروز التشبيهات الجميلة والاستعارات الدقيقة وحسن التعليل.

والخلاصة أن الأندلسيين قد قلدوا المشارقة، ولكن هذا لم يمنعهم من الابتكار والتفوق في مجالات عديدة ورد ذكرها فيما سبق.

 

الموشحات

 

امتاز الأندلسيون على المشارقة باختراع الموشحات، وإن كانت قد انتشرت بعد ذلك في المشرق أيضاً.

والموشح مأخوذ من الوشاح[1]، وهو: عقد من لؤلؤ وجوهر منظومين، مخالف بينهما، معطوف أحدهما على الآخر، تتوشح المرأة به. وثوب موشح: أي مطرز مزين.

والموشح في الاصطلاح الأدبي له تعريفات كثيرة، لعل أدقها ما ذكره ابن سناء الملك في كتابه (دار الطراز)[2]، حيث يقول: "الموشح: كلام منظوم على وزن مخصوص بقواف مختلفة، وهو يتألف في الأكثر من ستة أقفال وخمسة أبيات، ويقال له: التام. وفي الأقل من خمسة أقفال وخمسة أبيات، ويقال له: الأقرع. فالتام ما ابتدِئ فيه بالأقفال، والأقرع ما ابتُدِئ فيه بالأبيات".

وسوف نشرح الاصطلاحات الخاصة بالموشحات بعد الإِلمام المختصر بتاريخ الموشحات.

 

نشأة الموشحـات:

أول من اخترع الموشحات في الأندلس كما يقول ابن خلدون "مقدم بن معافى القبري من شعراء الأمير عبد الله بن محمد المرواني، وأخذ عنه أبو عمر أحمد بن عبد ربه صاحب كتاب العقد"[3].

ثم برع في الموشحات عبادة بن ماء السماء المتوفى عام 422 هـ، وهو إمام الوشاحين الذي استطاع أن ينشر الموشحات في الأندلس، ثم جاء بعده مجموعة من الوشاحين الأندلسيين، من أشهرهم: يحيى بن بُقّي، والأعمى التُطَيْلى، وأبو بكر بن زهر، وأبو بكر بن باجة، وابن سهل، ولسان الدين بن الخطيب.

ولا صحة لما قيل من أن ابن المعتز العباسي هو مخترع الموشح، وإنما ذلك محاولة لسلب الأندلسيين هذا الاختراع الذي أكد المؤرخون سبقهم إليه، حتى قال ابن سناء الملك. "وبعد، فإن الموشحات مما ترك الأول للآخر، وسبق بها المتأخر المتقدم، وأجلب بها أهل المغرب على أهل المشرق، وصار المغرب بها مشرقاً لشروقها في أفقه وإشراقها في جوه ".

واختراع الموشحات الأندلسية نتيجة لحياة الترف والطرب واللهو، لأن الموشح يلائم ذلك، وهو تجديد في شكل الشعر العربي لا في مضمونه. وقد أدى اهتمام الأندلسيين بالموشح وكثرة الوشاحين إلى إغراقهم في ذلك الفن، وإلى كثرة أنماط الموشح حتى تحول إلى صناعة لفظية، كما أن العامية دخلت الموشح، حتى إن ابن سناء الملك يرى أن الخرجة يجب أن تكون عامية، فإن كانت معربة الألفاظ خرج الموشح من أن يكون موشحاً، اللهم إلا إذا كان موشح مدح...

وقد تناول الوشاحون في موشحاتهم أغراض الشعر العربي المشهورة من مدح ووصف وغزل وهجاء ورثاء وزهد... ولكن أشهر الموشحات في الغزل واللهو ووصف الطبيعة.

 

أجزاء الموشح ومصطلحاته:

الموشح يتكون من أجزاء معينة، اصطلح عليها الوشاحون، والتزموها في صنع الموشحات. وهذه الأجزاء هي:

المطلع: وهو ما يفتتح به الموشح - إذا كان تاماً - وهو يتألف من شطرين كما في المثال الأول، أو أربعة كما في المثال الثاني.

الدور: هو ما يأتي بعد المطلع في الموشح التام، فإن كان الموشح أقرعا جاء الدور في مستهل الموشح، ثم يتكرر الدور بعد كل قفل.

ويشترط في الدور أن يكون على وزن مخالف للمطلع أو القفل وقافيته كذلك، أما الأدوار فيجب أن تتحد فيما بينها في الوزن وعدد الأجزاء، وأن تختلف في القافية.

البيت: ومفهوم البيت في الموشحة غير مفهومه في القصيدة التقليدية، فالبيت في الموشح يتكون من الدور ومن القفل الذي يليه مجتمعين.

فالبيت الأول في المثال الأول هو:

وللنـسـيمِ مجـالُ

والروضُ فيه اختـيالُ

مُدَّتْ عليه ظــِلالُ

والزهرُ شـقَّ كِماما وَجْداً بتلك اللـحونِ

 

الخرجة: آخر قفل في الموشح، وهي تماثل المطلع والأقفال في الوزن والقافية وعدد الأجزاء.

وعلى هذا فالقفل الذي يأتي في مطلع الموشحة (إن وجد) يسمى المطلع، والقفل الذي يأتي في نهايتها (لا بد من وجوده) يسمى الخرجة.

الغصن: اسم اصطلاحي لكل شطر من أشطر المطلع أو الأقفال أو الخرجة في الموشِح، ولا بد من تساوي المطلع والأقفال والخرجة في عدد الأغصان كما ذكرنا سابقاً، ومطلع المثال الأول وأقفاله وخرجاته يتكون كل واحد منها من غصنين، أما في المثال الثاني فمن أربعة أغصان.

السمط: اسم اصطلاحي لكل شطر من أشطر الدور، ولا يقل عدد الأسماط في الدور الواحد من الموشح عن ثلاثة أسماط، وقد يكون السمط مفردا أي مكونًا من فقرة واحدة كما في المثال الأول، وقد يكون من فقرتين كما في المثال الثاني أو أكثر من ذلك، والمهم هو تساوي الأدوار في عدد الأسماط.

Link to comment
Share on other sites

التأمين التجاري

 

 

الحمد لله وحده والصَّلاةُ والسَّلامُ على من لا نبي بعده .. وبعد

فإن من نوازل هذا العصر وقضاياه المستجدة عقد التأمين الذي نشأ وانتشر بفعل القوانين التجارية والمدنية التي جعلته واقعاً في كثير من التشريعات وحيث إنه سبق أن بحث في عدد من اللقاءات والندوات وصدرت حوله كثير من المؤلفات والأبحاث والرسائل .

وحيث حصل مؤخراً في هذا العقد مناقشات ومداولات فقد أحببت أن أكتب معتصراً عن هذا العقد ورأي الباحثين فيه في هذه الأكتوبة الموجزة وذلك من خلال أربع نقاط .

 

أولا : تعريف التأمين وحقيقته :

التأمين في اللغة مصدر أمَّن يؤمَّن مأخوذة من الاطمئنان الذي هو ضد الخوف ومن الأمانة التي هي ضد الخيانة . يقال أمَّنهُ تأميناً وائتمنه واستأمنه .

وعند الفقهاء التأمين قول آمين .

وصار يستخدم التأمين للدلالة على عقد خاص تقوم به شركات التأمين تدفع بموجبه مبلغاً في حال وقوع حادث معين لشخص يدفع لها قسطاً من المال .

لا بد للناظر للتأمين أن يتنبه إلى الفرق بين تناول التأمين كفكرة ونظريَّة وبين تنظيمه في عقد .

فالتأمين كنظرية ونظام مقبول إذ انه تعاون بين مجموعة بين الناس لدفع أخطار تحدق بهم بحيث إذا أصابت بعضهم تعاونوا على تفتيتها مقابل مبلغ ضئيل يقدمونه .

ولا شك أن هذه الفكرة فكرة مقبولة تقوم عليها كثير من أحكام الشريعة مثل الزكاة والنفقة على الأقارب , وتحميل العاقلة للدية . إلى أمثلة كثيرة تدعو إلى التعاون على البر والإحسان والتقوى والتكافل والتضامن .

هذه فكرة التأمين وهي فكرة تتفق مع مقاصد الشريعة الإسلامية و أحكامها وليس في هذا إشكال بحمد الله وإنما الإشكال في صياغة هذه الفكرة في عقد معاوضة أي في كونه علاقة بين المؤمن من جهة والمستأمن من جهة أخرى .

وسيكون هذا هو محل البحث في هذه الأوراق .

نشأة التأمين التجاري :

كان أول ظهور التأمين التجاري تأميناً للمخاطر التي تتعرض لها السفن المحملة بالبضائع وذلك في شمال إيطاليا في القرن الثاني عشر الميلادي . حيث كان صاحب البضاعة يدفع قسطاً معيناً على أنه في حال تلف البضاعة يقبض مبلغاً من المال ثم بدأ التأمين التجاري بالرواج ولكنه لم ينتقل إلى الدول العربية إلا في القرن التاسع عشر بدليل أن فقهاء المسلمين حتى القرن الثالث عشر الهجري لم يبحثوه مع أنهم بحثوا كل ما هو محيط بهم في شئون حياتهم العامَّة . فتناوله العلاَّمة محمد أمين ابن عابدين ( 1252هـ ) في كتابه رد المحتار على الدر المختار وسماه سوكوه .

وقد تزايد التعامل به بعد ذلك حتى دخل كثيراً من المجالات الاقتصادية وغيرها .

ويرى بعض الباحثين أن التأمين التجاري يتجه إلى الانكماش فالزوال وذلك أن دول العالم الغربي تتجه إلى الأخذ بالتأمين التعاوني وأن أكبر المنظمات التأمينية في سويسرا هي منظمات تعاونية . كما أن إحصائيات التأمين في الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1972م تذكر أن التأمين التعاوني أصبح يغطي أكثر من 70% من نشاط التأمين فيها .

 

تعريف عقد التأمين التجاري :

تنوعت تعريفات هذا العقد في القوانين المدنية ولدى الباحثين المهتمين ويمكن منها أن يستخلص تعريف له بأنه : عقد معاوضة يلتزم أحد طرفيه وهو المؤمِّن أن يؤدي إلى الطرف الآخر وهو المؤمَّن له أو من يعينه عوضاً مالياً يتفق عليه . يدفع عند وقوع الخطر أو تحقق الخسارة المبينة في العقد وذلك نظير رسم يسمى قسط التأمين يدفعه المؤمَّن له بالقدر والأجل والكيفيَّة التي ينص عليها العقد المبرم بينهما .

ومن خلال هذا التعريف وما ذكره القانونيون نجد أن من أبرز خصائص عقد التأمين :

1- أنه عقد ملزم لطرفيه فيلتزم المؤمَّن له بدفع الأقساط حسب الاتفاق ويلتزم المؤمِّن بدفع التأمين عند حصول حادث محتمل .

2- كما أنه عقد مفاوضة لأن كلا المتعاقدين يأخذ مقابلاً لما أعطى فالمؤمِّن يعطي قسط التأمين والمؤمَّن له يعطي مبلغ التأمين عند تحقق ما يوجبه . وليست المعاوضة مقابل أمان محض يحصل عليه المؤمن .

3- كما أنه عقد احتمالي لأن كل طرف لا يعرف كم سيدفع وكم سيعطى على وجه التحديد لأن ذلك يتوقف على وقوع الخطر أو عدم وقوعه .

4- أنه عقد تجاري يهدف المؤمِّن منه إلى الربح والفائدة من خلال الأقساط المتجمعة لديه .

 

ثانياً : حكم عقد التأمين التجاري :

لم يكن هذا العقد معروفاً عند السلف , فلم يرد فيه نص شرعي ولم يوجد من الصحابة والأئمة المجتهدين من تعرَّض لحكمه . ولمَّا انتشر في هذا العصر درسه الباحثون واختلفوا في حكمه على ثلاثة أقوال :

 

القول الأول : أن التأمين التجاري عقد غير جائز .

وقال به ابن عابدين الحنفي , ومحمد بخيت المطيعي (1354هـ) مفتي الديار المصريَّة , والشيخ محمد رشيد رضا , ومحمد أبو زهرة , وعبد الله القلقيلي مفتي الأردن , ومحمد أبو اليسر عابدين مفتي سوريا , والدكتورصديق الضرير , وشيخ الأزهر الشيخ جاد الحق , والشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ وجماعة كثيرون . كما أنه الرأي الذي أفتت به عدة هيئات كهيئة كبار العلماء في المملكة العربيَّة السعودية والمجمع الفقهي الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي ومجمع الفقه الدولي بجدة التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي والمؤتمر العالمي للاقتصاد الإسلامي وهيئة رقابة بنك فيصل الإسلامي إلى غيرها من الجهات العلميَّة .

 

القول الثاني : أن التأمين التجاري عقد جائز .

وقال به مصطفى الزرقا و علي الخفيف و محمد يوسف موسى و عبد الوهاب خلاف وصدر به قرار الهيئة الشرعيّة لشركة الراجحي المصرفيّة .

 

القول الثالث : وهو التفصيل بجواز أنواع من التأمين وتحريم أنواع .

فمنهم من أجاز التأمين على الأموال دون التأمين على الحياة وهو قول محمد الحسن الحجوى , ومنهم من أجاز التأمين من الخطر الذي من أفعال العباد كالسرقة وحرّم التأمين من الخطر الذي سببه آفة سماوية وهو قول نجم الدين الواعظ مفتي العراق , ومنهم من أباح التأمين على حوادث السيارات والطائرات والسفن والمصانع وحرّم ما عداه وهو قول الشيخ عبد الله بن زيد آل محمود .

أدلّة أصحاب القول الأول :

استدل أصحاب هذا القول بجملة أدلّة منها :

الدليل الأول : أن عقد التأمين عقد معاوضة وهو مع ذلك مشتمل على غرر , والغرر يفسد عقود المعاوضات .

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع الغرر . والنهي يقتضي الفساد .

والغرر هو ما تردد بين الحصول والفوات أو ما طُوِيت معرفته و جُهلت عينه .

فكل عقد بني على أمر محتمل مشكوك فيه فهو غرر .

والغرر المؤثر هو ما كان في عقود المعاوضات المالية . وكان غالباً على العقد حتى يصح وصف العقد كله بأنه غرر .

ولا شك أنَّ عقد التأمين مشتمل على الغرر في أكثر من موضع منه :

فالجهالة حاصلة في صفة محل التعاقد فالعوض لا يُعْرف مقداره حتى يقع الخطر المؤمن عليه .

كما أنها حاصلة في أجل العوض الذي لا يعرف متى يحل .

كما أن حصول العوض نفسه مجهول مشكوك فيه فلا يعرف المتعاقدان ذلك لتوقفه على وقوع الخطر أو عدم وقوعه .

فالغرر في الحصول وصفته وأجله وهي أمور مقصودة عند التعاقد وهذا يفسد العقد .

وقد نوقش هذا الدليل بأمرين الأوَّل : أنه لا يوجد غرر في عقد التأمين لأن غايته حصول الأمان وقد حصل بمجرد العقد سواء وقع الخطر أو لا والثاني أنّه على فرض حصوله فهو غرر يسير لا يؤثر في العقد .

والجواب أن النظر الشرعي في عقود المعاوضات إنما يكون لمحلها لا إلى غاياتها فإن الغاية أمر غير منضبط ولكلٍّ أن يجعل غاية عقده بما يراه فيصح لنا أن نقول إن غايته عقد التأمين أكل المال بالباطل . ويمكن لمن يبيح الفوائد الربويّة أن يتذرع بأن غايتها تحريك المال وتنميته واستثماره . وعليه فلا تعلق توصيف الأحكام بالمقاصد والحكم منها دون النظر لمحلها . ومحل عقد التأمين هو قسط التأمين وعوضه وهذا العِوَض مجهول الحصول والمقدار والأجل .

وخروجاً من هذا اضطر بعض الباحثين إلى القول بأن محل عقد التأمين هو نفس ضمان الأمن والأمان .

وقرر أن الأمن والأمان حق معنوي متفق مع الحقوق المحسوسة في اعتباره محل معاوضة ومحلاً لتداول الأيدي على تملكه ولذا فلا مانع من أن يكون الأمان هو محل المعاوضة في عقد التأمين .

ويناقش هذا القول بما يلي :

1- أن الحق هو اختصاص يقرر به الشرع سلطة أو تكليفاً . ( والحق المعنوي سلطة لشخص على شيء غير مادي هو ثمرة فكره أو نشاطه ) و الأمان ليس اختصاصاً بل هو شعور داخلي وطمأنينه نفسيَّة كالحب والبغض لا يمكن تداوله ولا المعاوضه عليه .

2- أن عقد التأمين لا يحقق للشخص الذي يرغب في توقي نتائج الخطر أماناً حقيقياً لأنه مهدد بإعسار المتعاقد معه .

Link to comment
Share on other sites

بتابع معاكم . . . . . . .

 

البطالة هي ظاهرة اجتماعية ناتجة عن تطور قوى الانتاج الاجتماعية التي تحكمها علاقات الانتاج الرأسمالية.

 

في النظام المشاعي البدائي ساد الجماعة إحساس فطري بأن قوة الجماعة وقدرتها على البقاء مرهونة بكثرة عديدها وقوة كل فرد فيها، فقامت العلاقات فيها على أساس الامتلاك والعمل والتوزيع المتساوي. أما في النظامين العبودي والاقطاعي فقد كانت التبعية الشخصية للطبقات غير المالكة (العبيد والفلاحين الأقنان) إلى أسياد العبيد والاقطاعيين تجعل أفراد تلك الطبقات جزءاً من ممتلكات الطبقة المالكة، إما ملكية كاملة (العبيد)، أو ملكية جزئية، بمقدار ما تتوقف حياتهم على حصتهم العينية من ناتج عملهم (الفلاحون الأقنان). وهكذا، لم يكن بالإمكان ظهور العاطلين عن العمل الباحثين عنه. وكان انخفاض متوسط العمر يتكفل، من جهة أخرى، بعدم ظهور الفائض البشري.

 

أما النظام الرأسمالي فقد «حرر» أصحاب قوة العمل قانونياً وشكلياً ولكن ليحولهم إلى عبيد لقوة غشماء أسمها قوانين السوق، إذ جعلهم إحدى السلع الخاضعة لقانون العرض والطلب. ففي السوق وحده تتحدد الحاجة إلى البشر كما تتحدد قيمة قوة عمل (أجر) كل منهم، وذلك بالتبعية لكون ما يقدر على تقديمه من سلع أو خدمات يلبي طلباً قائماً يوفر عائداً مرضياً لصالحب رأس المال وبغض النظر عن نوعية وأهمية القدرات والخصائص الشخصية للبشر أنفسهم. وأصبحت البطالة أخطر آفات الرأسمالية.

 

في الأنظمة الاشتراكية الواقعية التي شهدها القرن العشرون تحقق تقدم لا يمكن إنكاره في تحرير الإنسان من آفة البطالة وذلك نتيجة اعتماد التخطيط كآلية لعمل النظام الاقتصادي بديلاً عن آلية السوق. ولكن النظام الاشتراكي الواقعي انهار بسبب من عجزه عن انضاج الشروط السياسية والمعنوية المميزة له عن الأنظمة الطبقية، كما بسبب من كونه لم يتم على أعلى مستوى لتطور قوى الانتاج كما كان مفترضاً نظرياً، ولأنه، أيضاً، لم يستطع تطوير نظام التخطيط إلى نظام يضع خصائص العامل الانساني في صلب اعتباراته الانتاجية والاستهلاكية والأخلاقية.

 

وإذا كانت البطالة في الرأسماليات المتقدمة هي نتيجة لفرط النمو الرأسمالي، فإنها في الرأسماليات التابعة المتخلفة نتيجة لنقص النمو من جهة، ولشفط الفائض الاقتصادي إلى الخارج، من جهة أخرى، وذلك بدلاً من استثماره محلياً، كما في الرأسماليات المتقدمة في مرحلة صعودها، والتي كانت تضيف إلى الفائض الاقتصادي المحلي الثروات المنهوبة من العالم الخارجي، على عكس الرأسماليات التابعة المتخلفة التي تقوم الطبقات المهيمنة فيها بنهب فائض نتاج عمل شعوبها بل ومداخيلها الضرورية يومياً لتقدمها هدية مجانية للاقتصادات والمجتمعات المتقدمة. ولهذا تضافرت في الرأسماليات المتخلفة التابعة ظاهرتا البطالة والفقر لتشكلان آفة اقتصادية إجتماعية وأخلاقية مركبة، كنتاج للتخلف والتبعية، مما يجعل مهمة مكافحة البطالة والفقر مهمة سياسية من الدرجة الأولى، أكثر من كونها عملية تقنية أو قطاعية.

 

إن النظرية الكلاسيكية الجديدة التي تعتبر البطالة نتيجة لرفض العاطلين عن العمل القبول بأجور أدنى،، أي بطالة اختيارية، لا تصلح لتفسير ظاهرة البطالة، وبالتالي لا تفيد في شيء في معالجتها. أما النظرية الكلاسيكية التي تعتبر البطالة إجبارية وتربطها بالتراكم الرأسمالي وتضع في اعتبارها العوامل الاجتماعية والسياسية فهي أقدر من سابقتها على تفسير البطالة ومعالجتها.

 

فقد وجد آدم سميث وريكاردو، المفكران البرجوازيان، أنه بمقدار ما يتحول الفائض الاقتصادي إلى رأس مال مستثمر بمقدار ما تزداد ثروة الأمة ورفاه المجتمع، ليكتشفا وجود صراع ليس فقط بين الطبقة العاملة والطبقة الرأسمالية، بل وبين الطبقة الرأسمالية والطبقة التي تعيش على الريع، معتبرين مصدر عيش هذه الأخيرة (الريع) انتقاصاً من الربح الرأسمالي، وبالتالي، من التراكم، أي من طاقة المجتمع على التقدم.

 

وآخذاً بالاعتبار خصائص الأنظمة المتخلفة التابعة فقد ارتأيت توسيع مفهوم الريع، ليشمل، إضافة إلى التصريف الاقتصادي لحق الملكية، وهو الريع بالمفهوم الاقتصادي، جميع أشكال المداخيل الطفيلية المستحدثة غير الناجمة عن استثمار رأسمالي منتج أو عن عمل منتج، أي غير الربح الناجم عن استثمار حقيقي منتج أو عن أجر العمل المنتج، وأسميت هذه المداخيل، بـ «الريع المركزي»(*)، معتبراً أن القدرة على تحصيل المداخيل الطفيلية مرتبطة بالدرجة الأولى بطبيعة النظام الاقتصادي الاجتماعي ونوعية الدولة والطبقة القائمة عليه.

 

ومن بين أشكال المداخيل التي يشملها «الريع المركزي» هذا عوائد احتكار الموقع الجغرافي، أو القرار السياسي، أو القرار التنفيذي، وغير ذلك مما أصبح له تصريف اقتصادي يقدر مالباً، سواء في العلاقات الدولية، أو العلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وربما الثقافية والأخلاقية، محلياً. وإذا كانت الأنشطة المولدة لمعظم أشكال هذه «الريوم ذات المنشأ غير الاقتصادي البحت». يمكن أن تندرج تحت عنوان «الفساد»، إلا أنه يمكن التمييز بينها والحكم عليها وفق معايير معينة. وعلى سبيل المثال، فإذا اكتشف مسؤول في بلد ما أهمية استراتيجة لبلده، سواء بسبب من امتلاكها لثروة نادرة، أو لموقعها الجغرافي، أو لغير ذلك من أسباب، وقام بتصريف هذه الميزات بتحصيل ريع عليها من الدول الأخرى، فإن المسؤول الذي يضع هذا الريع تحت يد الدولة التي توظفه في صالح الشعب هو غير المسؤول الذي ينفق هذا الريع على تمويل طغمة تقوم بقمع الشعب أو يضع هذا الريع في حسابه الخاص خارج الحدود بينما يدفع شعبه تكاليف هذا التوظيف لميزات بلده أولثرواتها.

 

وإن ارتفاع الطابع الريوعي لدولة أو لاقتصاد أو لمجتمع ما، أي ارتفاع نسبة هذه الأشكال من المداخيل إلى مجمل الدخل، إنما ينعكس سلباً على قدرة هذه الدولة أو المجتمع أو الاقتصاد على النمو والتقدم، بل ويضفي صفات سلبية على الحياة العامة مثل تقوية عوامل الانحلال والتفسخ، وقتل الصفات الايجابية الخلاقة.

 

وهكذا، فإن حجم أو معدل التراكم الرأسمالي لوحده لا يكفي لتفسير ظاهرتي البطالة والفقر، وإنما لابد من أخذ الخصائص المؤسسية للنظام الاجتماعي والاقتصادي والسياسي بالاعتبار، سواء عند توصيف الظاهرة أو عند البحث عن سبل مكافحتها.

 

في تطويره العميق لنظرية سميث وريكاردو اكتشف كارل ماركس القوانين الموضوعية للرأسمالية، مثل قانون التراكم، وقانون القيمة الزائدة، وقانون ميل معدل الربح العام إلى الانخفاض، وغيرها والتي تقود حتماً إلى تعاظم الثروة في يد القلة مما يجعل الكثرة عاجزة عن استهلاك ما أنتجته بسبب المحافظة على مستوى الأجور عند الحد الضروري للمعيشة، فتنفجر الأزمة، أزمة التصريف، عندما تتكدس القدرة الانتاجية غير القابلة للتغشيل والمنتجات غير القابلة للتصريف في جانب، ويتكدس البشر المنتجون في جيوس العاطلين عن العمل في الجانب الآخر، ويتحول بحث النظم الرأسمالية عن حل لأزمتها إلى خارج الحدود، وعلى حساب الآخرين، فيصبح هناك عالم ثان وعالم ثالث مستنزفان ويعيشان تحت الحصار والتهديد بصورة دائمة، وبإخراج العالم الثاني من المنافسة بقوى التخريب الداخلية، تحين الفرصة الذهبية للرأسمالية الاحتكارية، وبالأخص لقطبها الأكبر، الامبريالية الأمريكية، لتعلن «نهاية التاريخ». في شكل عولمة أمريكية، لكن مكر التاريخ يعود ليعلن أن كل نهاية هي في الوقت نفسه بداية لشيء جديد.

 

فالعولمة الأمريكية تلد نقيضها، العولمة الاجتماعية المضادة، التي بدأت تنظم صفوفها بإفشال اجتماعات قوى العولمة بدءاً من سياتل عام 1998، وتصعيداً في الحجم والقوة حتى اليوم.

 

ولئن كان الوطن العربي هو أقل مناطق العالم إحساساً بمخاطر هذه العولمة وتعبيراً عن مواجهتها، إلا أن صراعه مع الصهيونية وقوتها الضاربة اسرائيل المندمجين مع الطغمة العالمية الامبريالية اندماجاً عضوياً يجعل الأمة العربية في خندق المواجهة الأول، مما يدعونا إلى القول، بخلاف رؤيا الشاعر التركي ناظم حكمت، أن أسوأ الأيام هي الأيام التي لم نعشها بعد. وليس مبعث هذه الرؤيا اليأس والتشاؤم من إمكانيات الوطن العربي وطاقات الأمة العربية الهائلة بجميع المقاييس، وإنما المهمات التي تؤديها الأنظمة والطغم المهيمنة على حركة الجماهير العربية في إثقال الحياة العامة والخاصة بما يفوق الاحتمال من الكوارث والمعوقات والقيود، حتى أصبحت هذه الطغم المهيمنة، وقد مات فيها الإحساس بأي هم وطني أو أخلاقي تجاه بلدها، إنما تمثل مصالح الخارج في التعامل مع شعبها ولا تمثل مصالح شعبها في التعامل مع الخارج، مما يجعل جميع قراراتها وممارساتها تنتج نتائج ذات آثار سلبية ومدمرة على جميع نواحي الحياة في بلدها، من البيئة وحتى الاقتصاد والأمن الوطني ونوعية الحياة وشروطها الأساسية.

 

وبسبب من هذه الوظائف والأدوار التي تؤديها الطغم المحلية، ولإدراكها مقدار تناقضها مع طموحات ومطالب شعوبها، فقد أصبحت الحقوق والحريات الأساسية للمواطن خاصة وللشعب عامة حلماً دونه الأهوال، حتى بدت معارك التحرر من الاستعمار ومواجهة الامبريالية والصهيونية، على فظاعة هؤلاء جميعاً، أقل كلفة من سياسات وممارسات الطغم العربية المهيمنة، وأقل منها قدرة على اعاقة النهوض والتحرر والتقدم العربي، مما حرر الامبريالية والصهيونية من تكاليف المواجهة المباشرة مع الأمة العربية، هذه المواجهة التي أخذتها على عاتقها الطغم العربية، وبفعالية ووحشية تثاب عليها من الخارج كثيراً، من تقدير معنوي ومكافأة مادية وضمان أمني، بينما تلقي بأعبائها المادية المتزايدة بدون حدود على شعوبها، هذه الشعوب التي لم تعد تنتظر على يد هذه الطغم سوى المزيد من النهب والاستملاك والاحتكار والافقار والإعاقة والتهميش والتجهيل والتجويع، بل ولم تعد تسمع حتى الوعود الخلبية الكاذبة، والتي حل محلها الهجوم العلني الصريح على مقومات الوجود الأساسية، ودون خجل من أحد.

 

في حمى المواجهة بين الرأسمالية والاشتراكية، وعلى أثر الأزمة الاقتصادية الرأسمالية العالمية في الثلاثينات، تنطع مفكر رأسمالي بارز، وهو الاقتصادي الانكليزي جون مينرد كينز لمهمة انقاذ الرأسمالية، معترفاً أولاً، على خطى كارل ماركس، بأن أزمة الرأسمالية نابعة من داخلها، من عجز الطاقة الشرائية للجماهير عن تصريف الانتاج الكلي، واقترح تعويضاً لنقص الاستهلاك التمويل التضخمي، أي توسيع الانفاق الحكومي بالاصدار النقدي لتغطية عجز الميزانية العامة الناجم عن هذا التوسيع.

 

واستطاعت السياسات الاقتصادية القائمة على النظرية الكينزية تحقيق نمو وازدهار اقتصادي متواصل للرأسمالية الغربية على مدى ربع قرن بعد الحرب العالمية الثانية مما مكن هذه الأنظمة من استرضاء طبقتها العاملة بتأمين الضمانات الاجتماعية، وعلى رأسها الضمان ضد البطالة والفقر، وذلك لإبعاد شبح الشيوعية الذي سكن القرن العشرين بكامله. وأنتج التنافس الاقتصادي والرفاه الاجتماعي ثورة نوعية لم تكن هدفاً بحد ذاتها، وهي ثورة المعرفة، التي كشفت الأساس الذي يجعل فكرة المساواة الإنسانية حقيقة واقعة، وهو أن الخالق ساوى بين البشر مساواة مطلقة في أهم ما يميزهم نوعياً عن بقية الكائنات وهو عدد خلايا الدماغ، أداة انتاج المعرفة، ولتتأكد بذلك المسؤولية الذاتية للفرد أو للجماعة عن واقعها ومصيرها، وذلك بمقدار ما تستخدم من هذه الخلايا وبالكيفية التي تستخدمها والغايات التي تستهدفها من استخدامها. إن الفروقات بين الأفراد وبين الجماعات وبين الدول والأمم ستتحدد أكثر فأكثر في عصر المعرفة بهذه الثروة التي تساوى فيها البشر، والتي يعتبر من أهم انتاجاتها اكتشاف الشروط والسياسات التي تحقق المبدأ الاقتصادي البسيط: أفضل النتائج بأقل التكاليف، المادية والمعنوية والزمنية وأصبح من الممكن تصنيف الدول والحكومات والإدارات والجماعات والأفراد بين ثلاثة زمر: زمرة لا تستطيع، بسبب من تخلفها المصرفي، الإجابة على السؤال الاقتصادي البسيط أعلاه في مواجهة كل مهمة صغيرة أو كبيرة تواجهها، وزمرة تستطيع الإجابة الصحيحة عن السؤال وتعمل على هديها، وزمرة تعرف الإجابة الصحيحة وتعمل بعكس ما يتقضيه الحال منها، وهذه الزمرة خارجة على المألوف، خارقة لطبيعة الأمور، وببساطة هي زمرة خائنة، إذ أنها ليست ممن يجتهد بحسن نية فيخطئ، فله أجر، كالزمرة الأولى، وليست ممن يجتهد فيصيب فله أجران، كالزمرة الثانية، وإنما يعي ويعمل بعكس العلم والمنطق وبخلاف المصالح العامة للدولة والشعب، وأجره في كتاب محفوظ، خارج الحدود، ولن يأخذ منه شيئاً غير الخزي في الدنيا والآخرة، عندما إلى بارئه يعود!

Link to comment
Share on other sites

هضبة التبت

 

هضبة التبت

المعادن: يوجد بالتبت أكثر من 90 نوعا من المعادن المكتشفة. و26 نوعا من المعادن لها احتياطات منها 11 نوعا تحتل من المرتبة الأولي إلى المرتبة الخامسة في البلاد. تشمل أنواع المعادن: الكروميت والليئيوم والبورون والنحاس وكربونات المغنيسيوم والباريت والزرنيخ والميكا البيضاء والكربون والجبس والملح وملح الغلوبر وصلصال الفخار والخزف والكبريت والفسفور والبوتاسيوم و الدايتوم والسبارالأيسلندى والكورندم والبلور والعقيق الخ.

مصادر الطاقة: التبت غنية باحتياطات الطاقة المائية ومصادر الطاقة الحرارية الأرضية والطاقة الشمسية وطاقة الريح. حسب الإحصاءات يبلغ معدل احتياطي طاقة المياه الطبيعة حوالي مائتي مليون كيلو واط سنويا ، تحتل 30% من الإجمالي بالصين، وتبلغ كمية موارد المياه فوق سطح الأرض حوالي 8،354 مليار متر مكعب، تحتل 5ر13% من الإجمالي في الصين، وموارد المياه للأنهار الجليدية بها تزيد على330 مليار متر مكعب. وموارد الطاقة المائية القابلة لتوليد الطاقة الكهربائية في منطقة التبت الذاتية الحكم حوالي 59ر56 مليون كيلو واط، تحتل 15% من الإجمالي في الصين. والاحتياطات الحرارية الأرضية بها تحتل المركز الأول في كل البلاد. وحقول الحرارة الأرضية في يانغباجينغ داخل محافظة دانغشيونغ بمنطقة التبت الذاتية الحكم هي أكبر حقول الحرارة العالية وبخار الرطب في الصين حاليا، وأيضا واحدة من أكبر حقول الحرارة الأرضية التي تم استغلالها واستخدامها في العالم.

المرافق السياحية: حسب إحصاءات نهاية عام 1994، يوجد بالتبت أكثر من 30 وكالة سياحية على مختلف المستويات، و50 فندقا مفتوحا للأجانب، منها 7 فنادق من ذوات النجوم؛ وأكثر من 400 سيارة سياحية وأكثر من 3000 فرد يعمل في السياحة. وتتعاون منطقة التبت الذاتية الحكم مع فنادق في مدينة بكين وتشنغدو وشيآن عبر الاتصال بشبكة الكمبيوتر، وأنشأت مكاتب سياحية في هونغ كونغ ونيبال وبكين وتشنغدو. في عام 1994، استقبلت منطقة التبت الذاتية الحكم 28 ألف سائح من خارج البلاد وبلغ الدخل من السياحة 180 مليون يوان، ووصلت إيرادات السياحة من العملة الأجنبية أكثر من 10 ملايين دولار أمريكي.

البيئة ومشاكلها : بالمقارنة مع معظم المناطق بالصين، هواء التبت أكثر خفة، والشمس أوفر سطوعا ، وحرارة الجو أقل نسبيا، وكمية سقوط المطر أقل، وكمية الأكسجين التي يحتوى عليها الهواء في كل متر مكعب بهضبة التبت حوالي 150 ¨C 170 غراما، تعادل 62% - 4ر65% من النسبة في مناطق السهول.

عدد السكان: في أواخر عام 1998، بلغ عدد سكان منطقة التبت الذاتية الحكم 52ر2 مليون نسمة.

نسبة زيادة السكان الطبيعية: في أواخر عام 1998، بلغت نسبة الزيادة الطبيعية للسكان بالمنطقة 90ر15 في الألف.

متوسط العمر: ارتفع المستوى الصحي لسكان التبت بسرعة، وزاد متوسط العمر المتوقع من 36 سنة إلى 65 سنة.

توزيع القوميات ونسبة السكان: في أواخر عام 1994، كان عدد سكان منطقة التبت الذاتية الحكم 32ر2 مليون نسمة،( في نهاية عام 1998، عدد سكانها 25ر2 مليون نسمة)، منها 236ر2مليون نسمة من قومية التبت بنسبة 4ر96 % من إجمالي سكانها؛ و66 ألف نسمة من قومية هان، بنسبة 8ر2% منها؛ و18 ألف نسمة من قوميات أخرى بنسبة 08%.

التبت هي المنطقة الأكثر كثافة لأبناء التبت ويعيش فيها 45% من إجمالي أبناء التبت في الصين. إضافة إلي قومية التبت، بها قومية منبا وقومية لوبا وقومية هان وقومية هوى وإنسان شياربا الخ.

قومية منبا قومية قديمة تسكن في هضبة التبت، تنتشر بصورة عامة في منطقة منيوى بجنوب منطقة التبت الذاتية الحكم، ويوجد جزء من قومية منبا في محافظة موتوه ولينتشي وتسونا. يعيش أبناء قومية لوبا في منطقة لويوي بجنوب شرقي منطقة التبت الذاتية الحكم بصورة عامة، ويعيشون متفرقين في محافظات ميلين وموتوه وتشايوى ولونغتسى ولانغشيان.

معظم أبناء قومية هوى الذين يعيشون في التبت الآن، من خلف قومية هوى، انتقلوا من مقاطعات قانسو وشنشى وتشينغهاى وسيتشوان ويوننان وغيرها إلى التبت خلال فترة أسرة تشينغ (عام 1644 - 1911)، وقليل منهم جاء من آسيا الوسطي. وهم يسكنون في المدن والمراكز؛ في لاسا وريكاتسه وتشانغدو؛ ومعظمهم يمارسون التجارة والحرف اليدوية والجزارة.

يعيش أبناء شياربا في حي ليشين وتشنتانغ بمحافظة دينغجيه بالقرب من منفذ تشانغمو بصورة رئيسية.

في أسرة تشينغ، انتقل البعض من أبناء الهان إلى التبت، وبعضهم ذاب في القومية التبتية. والهانيون الذين يعيشون الآن في التبت، ومعظمهم جاء من مقاطعات أخرى ومدن ومناطق ذاتية الحكم أخرى، وهم من الفنيين والعاملين والأساتذة والمتخصصين في الطب والكوادر.

المستوى التعليمي: في أواخر عام 1998، بلغ عدد حاملي الشهادات الجامعية 2970 فردا وحاملي الشهادة الثانوية 25743 فردا وحاملي الشهادة الإعدادية 4ر158 ألف فرد وحاملي الشهادة الابتدائية 5ر947 ألف فرد وبلغ عدد الأميين وشبه الأميين 1119ر1 مليون فرد.

Link to comment
Share on other sites

Guest
This topic is now closed to further replies.
×
×
  • Create New...