Jump to content
منتدى البحرين اليوم

تقارير . . . وانتوا اختاروا


Recommended Posts

جا 102

 

صناعة تقنيات المعلومات

 

 

المقدمة:

 

كيف تكون صناعة تقنيات المعلومات مورداً اقتصادياً ؟

هذا ما يجيب عليه تقريرنا حول هذه الصناعة الجديدة من نوعها في العالم حيث لا يمكن لأحد أن يتجاهل الدور الهام الذي تلعبه هذه الصناعة في تعزيز اقتصادات الدول.

 

العرض:

 

إن صناعة تقنيات المعلومات تسهم في تنمية الاقتصاد ودفع عجلة التنمية من خلال توفير آلاف الفرص الوظيفية للشباب في مدن الإنترنت والقرى الذكية التي يتم بها صناعة أجهزة الحاسوب وتجميعه وصناعة تقنياته المختلفة من رقائق ودوائر الكترونية وبرامج وكل جزئية صغيرة وكبيرة تسهم في تشغيل ذلك الساحر العجيب (الحاسوب)، كما يتم في مدن الإنترنت أيضاً صناعة وتجميع المواد التي تدخل في صناعة الهواتف النقالة وغيرها من مستلزمات تقنيات المعلومات الأخرى.

 

ولعل من اطلع على تقرير الأمم المتحدة الأخير عن المعلوماتية يدرك أهمية صناعة تقنيات المعلومات، حيث يصنف هذا التقرير دول العالم إلى أربع فئات في المعلوماتية، الفئة الأولى وهم القادة ويتزعم هذا الفريق الولايات المتحدة واليابان والسويد وفنلندا، والفئة الثانية وهم القادة المحتملين ويتزعم هذا الفريق البرتغال وأسبانيا واليونان، والفئة الثالثة وهم المستفيدون ويتزعم هذا الفريق البرازيل والهند، والفئة الرابعة وهم المهمشون وهؤلاء بلا شك دول العالم الثالث والنامي. كما أشار التقرير إلى موضوع في غاية الخطورة وهو اتساع الفجوة المعلوماتية بين دول العالم الصناعية وبقية دول العالم ووصفت هذه الفجوة بأنها خطيرة، إذ تهدد بتهميش الدول غير المعلوماتية وإقصائها عن الاقتصاد العالمي القائم على المعلومات. ولنا أن

 

 

نتخيل دولة مثل فنلندا ليس لديها موارد طبيعية كالنفط أو المعادن وأصبحت من دول القادة في المعلوماتية، كما أن هناك دولة أخرى ليست بأحسن حظ من فنلندا في نصيبها من الموارد الطبيعية وهي ايرلندا ولكنها أصبحت ثاني دولة في العالم في تصدير البرامج بعد أمريكا. إن عائدات صناعة تقنيات المعلومات تقدر بمئات المليارات من الدولارات والرقم في ازدياد مستمر نظراً لزيادة الطلب العالمي على تقنيات المعلومات.

 

إبداء الرأي الشخصي :

 

أعتقد أننا في أشد الحاجة إلى إنشاء مدينة أو قرية للإنترنت، فهذه المدينة علاوةً على ما ستوفره من الفرص الوظيفية للشباب فإنها سوف تسهم بشكل أو بآخر في سد الفجوة المعلوماتية ورفع الوعي المعلوماتي لدى المواطن، وإنشاء مدينة أو قرية للإنترنت يعد فرصة ذهبية لرجال الأعمال الذين لا يستثمرون أموالهم إلا في المقاولات والبناء، لأن مدن الإنترنت صناعة جديدة وراقية وأرباحها مضمونة ولن يقتصر إنتاج هذه الصناعة على السوق المحلي فحسب بل سوف يمتد إلى الأسواق المجاورة وأسواق منطقة الشرق الأوسط ككل لأن العرض أقل من الطلب في هذه التجارة. وليست تجربة دبي عنا ببعيد كما أن مصر مقبلة على تجربة جديدة فلا نريد أن نكون آخر الركب.

 

الخاتمة:

وخلاصة القول فإن صناعة تقنيات المعلومات صناعة مربحة بكل المقاييس اقتصادياً ومهنياً وفي جميع المجالات والتأخير في هذا الجانب التقني الهام يعتبر خسارة اقتصادية كبرى ومضيعة للوقت.

Link to comment
Share on other sites

  • Replies 269
  • Created
  • Last Reply

Top Posters In This Topic

تجاري

 

بحث عن التأمين على السيارات

ـ1ـ التأمين على السيارات

 

أ- الأقساط المتحققة

من الجدول رقم (1) يتبين أن أقساط التأمين لفرع السيارات بلغت (39) مليون دينار لعام 1996 مقابل (26) مليون دينار لعام 1993 أي بمعدل نمو سنوي مقداره 12% وهذا يحتل المرتبة الثالثة بين معدلات النمو لفروع التأمين

ب- التعويضات المدفوعة

من الجدول رقم (2) يتبين أن التعويضات المدفوعة لفرع السيارات قد بلغت (26) مليون دينار لعام 1996 مقابل (19) مليون دينار لعام 1993 أي بمعدل زيادة سنوية مقدارها 9% وهذا المعدل يحتل المرتبة الرابعة بين معدلات فروع التأمين الأخرى أما عند مقارنة عام 1996 حيث بلغت التعويضات لذلك العام حوالي (26) مليون دينار تقريباً وعام 1995 حوالي (21) مليون تقريباً أي أن هناك زيادة مقدارها (5) مليون دينار لعام 1996 عن عام 1995 ، ونسبة الزيادة هذه تشكل 23% من عام 1996 عما كانت عليه في عام 1995 وتعود أسباب زيادة هذه التعويضات المدفوعة من قبل شركات التأمين إلى

ـ إرتفاع عدد المركبات العاملة والمرخصة في المملكة

ـ زيادة عدد الحوادث سنوياً

ـ تحديد مسؤولية شركات التأمين تجاه المؤمن لهم من حيث قيمة التعويضات التي تدفع والأضرار التي يجب التعويض عنها للطرف الثالث

 

 

ـ تدخل مراقبة التأمين في حل المشاكل التي يتعذر على المؤمن له التوصل إليها مع شركات التأمين

ـ إخضاع عقود التأمين للموافقة المسبقة من قبل مراقبة التأمين بحيث لا تتعارض في نصوصها مع نظام التأمين الإلزامي

ج- حصة الشركات ومعيدي التأمين من الأقساط والتعويضات

ـ1ـ من الجدول رقم (1) يتضح أن حصة شركات التأمين من أقساط السيارات قد بلغت (36) مليون دينار لعام 1996 أي 93% من هذه الأقساط تحتفظ بها شركات التأمين الأردنية و (7%) هي حصة معيدي التأمين

ـ2ـ ومن الجدول رقم (2) يتضح أن حصة شركات التأمين من التعويضات لعام 1996 قد بلغت (24.3) مليون دينار أي أن 94% من هذه التعويضات تدفع من قبل شركات التأمين المحلية و 6% من قبل معيدي التأمين وهذه النسبة أقل من حصتهم من الأقساط وهذا يدل على أن فرع السيارات لا يشكل أي خسارة بالنسبة لمعيدي التأمين والذي يتحمل خسائر هذا الفرع هو الشركات المحلية

 

د- نتائج أعمال التأمين لفرع التأمين على السيارات

-: يتبين من الجدول رقم (3) بعض المؤشرات والنتائج التالية

ـ1ـ يتبين أن هناك زيادة في حجم الأقساط المتحققة لفرع السيارات حيث بلغت (34.2) و (39.00) مليون دينار لعامي 1995 و 1996 على التوالي أي أن هناك زيادة بنسبة 14% كما أن الربح الفني لهذا الفرع قد إزداد بنسبة 0.6% عام 1996 عما كان عليه عام 1995

 

ـ2ـ إن النتيجة النهائية لفرع السيارات قد حقق خسارة مقدارها (-664,593) دينار ، لعام 1996 خلافاً لعام 1995 حيث حقق ربحاً مقداره (796,654) دينار ويعود سبب هذه الخسارة إلى زيادة المصاريف الإدارية والعمومية عام 1996 والبالغة حوالي (6) مليون دينار مقابل (4) مليون دينار عام 1995

ـ3ـ إن السبب المباشر لزيادة إجمالي التعويضات لعام 1996 بمعدل 24% عن عام 1995 يعود إلى إرتفاع قطع غيار السيارات نتيجة لتذبذب أسعار تحويل سعر صرف الدينار الأردني مقابل العملات الأجنبية وإرتفاع تكاليف المعالجات الطبية ، وكما ذكر سابقاً أيضاً القرارات الصادرة من المحاكم الأردنية والتي تلزم شركات التأمين بدفع مبالغ كبيرة.

Link to comment
Share on other sites

بحث عن إدارة الخدمــات المصـرفية الأسلامية

 

بحث عن إدارة الخدمــات المصـرفية الأسلامية

إدارة الخدمــات المصـرفية الأسلامية

 

الصيــرفة الإسلامــية

 

البنوك الإسلامية هي مؤسسات مالية تقوم بصفة رئيسية بدور الوساطة المالية بين المدخرين والمستثمرين مع الإلتزام بالتطبيق الشرعي في جميع عملياتها. وقد وجدت الصيرفة الإسلامية طريقها إلى التطبيق منذ ما يقرب من ربع قرن وتوسعت وإنتشرت حتى أنها غطت معظم دول العالم تقريباً. وقد قُدِر عدد البنوك والمؤسسات المالية الاسلامية بنهاية عام 1998م بأكثر من 176 بنكاً ومؤسسة تدير اصولاً تصل الى 147 بليون دولار تقريباً والإستثمارات تصل الى 113 بليون دولار. وقد صـاحب إنشاء البنوك الاسلامية إزدياد الحركة الفكرية المرتبطة بطبيعة عملها والتي تجسدت في انشاء اقسام ومراكز بحوث في الإقتصاد الاسلامي في بعض الجامعات العربية وبعض الجامعات الأوروبية والامريكية

 

الصيــرفة الإسـلامية في البنك الأهـلي التجــاري

ومنذ وُجِدت البنوك الإسلامية والبنك الأهلي التجاري يسعى لتقديم المنتجات المصرفية الإسلامية لعملائه ، وقام في هذا الصدد بعدة دراسات جادة ومتعمقة عن أفضل الأساليب والوسائل التي يستخدمها لتقديم هذه المنتجات وإختط البنك لنفسه مجموعة من المباديء الإستراتيجية لضمان سلامة التطبيق وتجنب أية ردود أفعال غير مواتية كان من أهمها الإلتزام بالتطبيق الشرعي الصحيح لجميع المنتجات ، والتدرج في التطبيق إقتداء بالسنة النبوية المطهرة وإحترام القوانين المصرفية السائدة وتحقيق الإنسجام والتناغم مع مختلف إدارات البنك.

وبدأ البنك التطبيق العملي في عام 1990م حيث تم إنشاء أول فرع يقدم المنتجات المصرفية الإسلامية . تلى ذلك إنشاء إدارة مستقلة للخدمات المصرفية الإسلامية في عام 1992م ، وأعطيت كل الصلاحيات للتخطيط والإعداد لتطوير وتقديم المنتجات المصرفية الإسلامية ، والإشراف على الفروع التابعة لها ومتابعة سوق العمل المصرفي الإسلامي . ولإدارة الخدمات المصرفية الإسلامية ميزانيتها المستقلة في مجال الودائع ، والتمويل ، والخزينة والخدمات المصرفية الأخرى.

هذا وقد وصل عدد الفروع المحولة لتقديم المنتجات المصرفية الاسلامية حالياً 61 فرعاً تغطي أكثر من 32 مدينة تخضع جميع اعمالها لرقابة هيئة الفتوى والرقابة الشرعية التي تم تعيينها لهذا الغرض ، كما تم تشكيل لجنة للتوسع في العمل المصرفي الإسلامي برئاسة مدير عام البنك وتضم في عضويتها كبار المسئولين بهدف إدارة عملية التوسع في تقديم العمل المصرفي على مستوى البنك تحقيقاً للرغبة المتزايدة للعملاء في الحصول على منتجات مصرفية تشبع إحتياجاتهم ، وتريح بالهم.

 

فروع البنـك الأهلي التجــارية المتخصصة للخدمــات الإســلامية

يقدم لك البنك الاهلي التجاري الخدمات المصرفية الإسلامية من خلال شبكة فروع متخصصة يزيد عددها على 60 فرعاً منتشرة في انحاء المملكة يتولى ادارتها موظفون ذوو كفاءة عالية وخبرات طويلة. ويقتصر كل فرع من هذه الفروع المتخصصة على تقديم منتجات وخدمات مصرفية ملتزمة بالضوابط الشرعية.

نحن البنك الاهلي التجاري . اكبر بنك في المملكة نقدم لعملائنا شبكة من التسهيلات المصرفية على مستوى عالمي من الجودة تشمل توصيلك بما يزيد عن 200 جهاز صرف آلي منتشرة في انحاء المملكة.

 

 

 

 

 

 

منتجــات التمويـل الإسلاميـة

التمويل الشخصي: المرابحـة الشخـصية في البنـك الاهـلي التجــاري تلبي رغبــات التمويل الشخصي على اسس خـالية من الفائدة المصرفية

المرابحة الشخصية في البنك الاهلي التجاري هي الطريقة المتوافقة مع احكام الشريعة الاسلامية لتمكنك من إقتناء كل السلع الشخصية بما فيها السيارة ، الاثاث المنزلي ، مواد البناء ، التجهيزات الكهربائية ، ومجموعة كاملة من السلع المعمرة.

نحن نوفر عليك عناء التسديد لموردين متعددين ونسهل لك برنامجاً واحداً للتسديد . كما يمكنك الإستفادة من خصومات الاسعار التي يمنحها الموردون للبنك الاهلي التجاري . ما عليك اذاً الا ان تزور اياً من فروعنا المخصصة التي تزيد عن 60 فرعاً للحصول على التفاصيل.

 

الشريحــة المستفيــدة من المرابحــة الشخـصية

يستفيد من المرابحة الشخصية الأشخاص الطبيعيون الذين يقيمون ويعملون في المملكة وبصفةٍ خاصةٍ اصحابُ الدخلِ المتوسطِ مثل موظفي القطاعين الحكومي والخاص

مجـالات المرابحــات الشخصيـة

تتيح المرابحات الشخصية انماطاً متنوعة من السلع المسموح بها شرعا ونظاماًً منها على سبيل المثال : السيارات الخاصة ، الأجهزة الكهربائية ، مواد البناء ، الاثاث المنزلي.

Link to comment
Share on other sites

اجا 102

 

بحث عن الصناعه الصينه

الصناعة الصينية

بدأت الصناعة الصينية تقدمها الشاق على أساس ضعيف. فقد كانت الأصول الثابتة لكل البلاد 4ر12 مليار يوان فقط في عام 1949، ومنتجاتها الصناعيةة قليلة، بحيث كان حجم إنتاجها سنوي محدودا: 327 ألف طن من الغزل القطني و32 مليون طن من ألفحم الخام،¤ وكانت معظم المنتجات الصناعية الموجودة في السوق الصينية مستوردة.

وبعد ولادة الصين الجديدة عام 1949، بادرت الحكومة الصينية إلى البناء الاقتصادي على نطاق واسع وبشكل مخطط. فتوطد الأساس الصناعية وارتفع المستوى الإنتاجي بسرعة. وتطور وتعاظم عدد كبير من الصناعات من العدم إلى الوجود، مثل صناعات التعدين واستخراج المناجم والطاقة الكهربائية والطائرات والسيارات وغيرها من الصناعات التقليدية، وكذلك صناعات البتروكيماويات والحاسبات الالكترونية وأجهزة الاتصالات والمقاييس والمعدات والطيران وألفضاء وغيرها من الصناعات الناشئة. ومنذ عام 1978، دخلت الصناعة الصينية مرحلة إصلاحات وتطورات كبيرة بفضل الإصلاح والانفتاح،¤ وخلال ألفترة ما بين عامي 1978 و1999، حققت الصناعة منجزات باهرة بمعدل نمو 11,1% سنويا، وتقوت القوة الصناعية الشاملة بصورة ملحوظة، ووصلت القيمة الصناعية المضافة حتى عام 1999 إلى 7ر3535 مليار يوان بزيادة 2ر9 ضعف عن عام 1978،¤

الخطوة الأولى في إصلاح الصناعة الصينية كانت هي التعبئة الكاملة للحماسة والروح إبداعية الكامنة لدى المؤسسات وعمالها عن طريق منح الصلاحيات والتنازل عن بعض الأرباح وتوسيع صلاحيات المؤسسات في الإدارة الذاتية وتطبيق نظام مسؤولية المقاولة للمؤسسات، مما خلق بيئة ممتازة لتحقيق الإدارة الذاتية للمؤسسات وتكميل وتحسين آلية الإدارة فيها. والخطوة الثانية هي تعجيل عملية تحديث والتوسيع للصناعة الصينية بواسطة اجتذاب رأس المال الأجنبي وتطبيق الانفتاح على الخارج. ونتيجة إنشاء مجموعة كبيرة من المؤسسات الصناعيةا ذات الاستثمار المشترك أو الاستثمار الأجنبي الخالص، حصلت الصناعة الصينية على أموال ومعدات متطورة وأساليب إدارية حديثة، وارتفع مستواها الذاتي في التقنيات والمعدات والإدارة. وبعد 21 سنة من الإصلاح، تخلصت الصناعة الصينية من حالتها المتخلفة في قلة أنواع المنتجات وانخفاض المستوى ألفني، وارتفعت كميات المنتجات الصناعية ارتفاعا عظيما. وفي عام 1999، وصل إنتاج ألفولاذ وألفحم الخام والطاقة الكهربائية والاسمنت إلى 124 مليون طن و1045 مليون طن و3ر1239 مليار كيلوواط/ساعة و375 مليون طن على التوالي، بزيادة 9ر2 ضعف و%96 و8ر3 ضعف و8ر7 ضعف كل على عدة عن عام 1978. وإلى جانب ذلك، ازدادت الكميات الإنتاجية لكل من الألياف الكيماوية والأسمدة الزراعية والاثيلين والبلاستيك والزجاج اللوحي وغيرها من منتجات وسائل الإنتاج الهامة، بضعفين أو أكثر. وتطورت المنتجات المتعلقة بحياة الشعب اليومية، مثل التلفزيونات الملونة والثلاجات والغسالات ومكيفات الهواء وآلات التصوير وأجهزة ألفيديو وأجهزة قرص ألفيديو المدمجة وأجهزة DVD ومعدات الستريو المتكاملة، قد تطورت من العدم إلى الوجود ومن الصغر إلى الكبر، وحققت زيادة عظيمة، بحيث وصلت زيادة بعضها إلى 100 ضعف أو أكثر. كما شهدت دفعة من المنتجات ذات التقنيات الجديدة والعالية تطورا كبيرا وبسرعة متوالية هندسية، منها أجهزة السنترالات بالتحكم المبرمج والدوائر المتكاملة ذات الحجم الكبير والميكروكمبيوترية الالكترونية، كما خطا إنتاج السيارات خطوات واسعة مع تزايد عدد الأسر المالكة لها.

لقد ظل إصلاح المؤسسات المملوكة للدولة، على الأخص المؤسسات الكبيرة والمتوسطة منها، يحتل مكانة مركزية في قضية إصلاح النظام الاقتصادي الصيني. وفي الوقت الحاضر، ووفقا لمتطلبات إنشاء المؤسسات الحديثة المتمثلة في "وضوح حقوق الملكية والتحديد الجلي للصلاحيات وألفصل بين سلطة الحكومة والمؤسسات الإدارة العلمية"، سنقوم بإصلاح المؤسسات المملوكة للدولة إلى أن تصبح شركات ذات مواصفات معيارية، وإعادة تنظيم استراتيجية للمؤسسات المملوكة للدولة الكبيرة والمتوسطة،¤ وفي السنوات الأخيرة، أسست الصين عددا من المجموعات الصناعية الضخمة، مثل المجموعة الصينية للنفط والغاز الطبيعي ومجموعة باوشان للحديد والصلب بشانغهاي وكذلك مجموعة تشانغهونغ ومجموعة هاير ومجموعة كونكا ومجموعة كلون ومجموعة TCL وغيرها من المجموعات المتخصصة في الأجهزة الكهربائية المنزلية، وأيضا مجموعة ليجند ومجموعة فاوندر التابعة لجامعة بكين وغيرهما من المجموعات الخاصة للميكروكمبيوترات الالكترونية. ولا تشارك هذه المجموعات في المنافسات الداخلية فحسب، بل تتقدم نحو السوق العالمية للانضمام إلى المنافسات فيها.

Link to comment
Share on other sites

دين 102

 

الطلاق ..

 

إنّ الزواج هو أحد التشريعات التي حثّ عليها الدين الإسلامي في أكثر من مناسبة ، باعتباره حاجة حقيقية وملحة في حياة الإنسان - ذكرا كان أو أنثى - وبه تستقر حياته ويطمئن ويسكن.

وبالزواج يحرز المسلم نصف دينه ويتحصّن عن المعاصي والانحراف ، قال رسول الله p1.gif :

(من تزوج فقد أحرز نصف دينه ، فليتق الله في النصف الآخر) فكما رغّب الإسلام في الزواج وحثّ عليه، كذلك أكد على المحافظة والعناية بالبيت الزوجي ، بعد أن حدد معالم العلاقة الزوجية الناجحة المستمدة من معرفة الحقوق و الواجبات لكل منهما ' كما أكد على التقيّد بهذه الحدود التي تُحفظ برعايتها العلاقة الزوجية من الضعف والتصدّع والتأثر بالمشكلات التي لابد وأن تمرّ على كل عائلة .

فإذا تجاهل أحد الزوجين حقوق الآخر أو قصّر في أداء واجباته فد ساهم في صنع المشاكل التي تعكّر صفو الأسرة المستقرة ، لتشرف على مرحلة جديدة من سوء التفاهم والاختلاف الذي ربما يؤول تكراره الى تعميق الخلاف وبالتالي الى التفكير بالانفصال والطلاق .

فالطلاق هو أبغض الحلال الى الله عزّ وجلّ ولكن الضرورة تبيح المحذور ، فهناك حالات يتسع فيها الخلاف بين الزوجين ويشتدّ الخصام بحيث تغدو الحياة الزوجية أتوناً مستعرا بالشحناء والبغضاء مما يتعذّر فيها التفاهم والوفاق .

فقد ابتلى بهذا الاختلاف - مع الأسف - عدد كبير من المتزوجين ،وذلك لعدم مراعاة ما ينبغي التقيّد به من قبل الزوجين من حقوق وواجبات ، وفقدان التوازن في تقدير الظروف والمستجدات التي تصادف حياتهما الزوجية ، وأمور أخرى كثيرة يمكن ملاحظتها من خلال البحث .

وربما تكون آثار الطلاق الوخيمة غير واضحة لدى الطرفين أو لدى طرف واحد في أجواء التشاحن والاختلاف المصحوب بحالات التوتر والانزعاج .

إذن فلابد من محاولة يقوم بها الآخرون وتوفيق يحاوله الخيرون ، ولكل مشكلة ظروفها وطرق علاجها ، فقد تحتاج بعض المشاكل الى تكرار المحاولات وتنوع أساليبها ، فمع عدم التوفيق لحل المشكلة ، يكون إمساك الزوجين على هذا الوضع محاولة فاشلة ، ويزيدها الضغط والاصرار فشلاً وندماً ، ومن الحكمة التسليم بالواقع وإنهاء هذه الحياة الزوجية الفاشلة ، لأنّ الطلاق هو الحلّ والدواء الأخير على كُره من الإسلام ، قال رسول الله p1.gif : (ما من شيء أبغض إلى الله من الطلاق)

فالطلاق هو سلاح ذو حدّين ، ففي كثير من الأحيان يكون مضراً وهادماً لكيان الأسرة وضياع لأولادها ، وقد يكون في أحيان أخرى علاجاً لمرض عضال لا يمكن التخلّص منه إلا بالطلاق.

وقد حاول الكاتب أن يقدم إلمامة عن بعض جوانب الطلاق ومبررات تشريعه وأسبابه وآثاره مع بيان أحكامه باسلوب جديد، مركزّاً على الجانب الاجتماعي والتربوي منه مستفيداً من نصوص القرآن الكريم و السنة المطهرة وسيرة أهل البيت p2.gif وآراء علماء النفس والتربية ، كما صبّ في هذا الكتاب جلّ تجاربه وخبراته الاجتماعية الواسعة باعتباره قد مارس العمل الاجتماعي والتربوي لسنوات طوال وفي مناطق متعددة ، حيث قام بإجراء أكثر من خمسمائة عقد زواج ، ووفق لإصلاح أكثر من خمسين عائلة ، كما اضطر إلى إجراء بعض صيغ الطلاق إذ لم يجد فيها سبيلاً للإصلاح ، فهو يعتقد أنّ هناك الكثير من الأمور التي لا زالت تحتاج إلى بحث ومعالجة من قبل أصحاب الهم الإسلامي والمتخصصين بالجانب الاجتماعي ، لتوعية جيل الشباب المسلم وتحصينه من التأثر بما تمليه عليه الظروف المحيطة والعصبيات المقيتة والأعراف البعيدة عن ضرورات الكتاب والسنة والإنسانية، ويقع البحث في مقدمة وخمسة فصول.

وقد قسّم البحث إذ تناول في الفصل الأول الذي تحت عنوان : ( مفهوم الطلاق وأهمية دراسته ) في ثلاثة مباحث.

المبحث الأول : تعريف الطلاق في اللغة والاصطلاح . المبحث الثاني : أهمية دراسة موضوع الطلاق .

المبحث الثالث : ما ينبغي أن تكون عليه العلاقة الزوجية .

وتناول في الفصل الثاني الذي تحت عنوان: (الاتجاهات التشريعية في الطلاق وحق امتلاك عصمته) وفيه ثلاثة مباحث .

المبحث الأول: الاتجاهات التشريعية في حق الطلاق ، حيث ذكر فيه اتجاهين وهما :

أ ) الاتجاه غير الإسلامي ، وتتجّلى فيه أربع نظريات تمثل وجهات نظر وتفسير أصحابها لظاهرة الطلاق في المجتمع وهي:

أولاً : ترك باب الطلاق مفتوحاً على مصراعيه .

ثانياً : غلق باب الطلاق وإلى الأبد .

ثالثاً : يكون الطلاق حق خاص للرجل دون المرأة .

رابعاً: فتح باب الطلاق أمام الزوجين في ظروف خاصة مع تساويهما في الحقوق .

ب ) الاتجاه الإسلامي ، وهو فتح باب الطلاق أمام الزوجين على أن تكون طريقة خروج الرجل من قيد الزواج غير طريقة خروج المرأة منه . فالإسلام يعتبر الزواج رابطة مقدّسة ، والعائلة محترمة والطلاق عمل بغيض ، لا يلجأ إليه الإنسان لمجرد تعرّضه لبعض الهزات في حياته الزوجية ، كما أوجب الإسلام على الجميع السعي وبذل الجهد من أجل القضاء على أسباب الطلاق ومحاولة رفعها من الوسط الاجتماعي ، ليتجنب الناس الاختلاف المؤدي إلى هدم صرح الحياة الزوجية .

المبحث الثاني : حق امتلاك عصمة الطلاق ، وقد برهن الكاتب على صحة النظرية الإسلامية حيث أعطت عصمة الطلاق بيد الرجل دون المرأة وذلك من خلال النصوص الشرعية والأدلة العقلية والتجارب العملية في حياة الإنسان ، حيث ردّ الشبهة التي أُثيرت أخيراً في مصر حول تشريع حق امتلاك المرأة لعصمة الطلاق بالشرط الذي تفرضه أثناء عقد الزواج .

المبحث الثالث : حقيقة قوامة الرجل وفلسفتها .

المبحث الرابع : مبررات الطلاق الشرعية ، قال فيه : لابد للإنسان المسلم من أن لا يلجأ إلى الطلاق إلا بعد استنفاذ كل الوسائل المفضية إلى استمرار الحياة الزوجية واستقرارها ، حيث يكون الطلاق حلاً لمشكلة المرأة والرجل معاً ، وذلك في الحالات التي يكون الإمساك عن الطلاق أمراً مرفوضاً - شرعاً وعقلاً - باعتباره يكرس حالة بقاء المشاكل وتعقيدها ، ولاسيما إذا تعذّر حلها والتخلص منها ، وذكر عدة أسباب وحالات تجعل الطلاق في مصلحة الزوجين وإن كان أصلاً (أبغض الحلال عند الله) .

الفصل الثالث : (واقع الطلاق وأسبابه) وفيه تمهيد ومبحثين وهي:

التمهيد : الزواج الناجح ومقوماته ، وبين فيه أهم مواصفات الشريك المختار وهي :

أ) التدين : لقد اعتبر الإسلام التدين وصحة الاعتقاد بالله تعالى وبرسوله الكريم p1.gif مقياساً في اختيار الزوج الصالح .

ب) الأخلاق : فلابد من اختيار الشريك الذي تتوفر فيه محاسن الأخلاق ليتم الانسجام والتفاهم الذي يديم تلك العلاقة المقدّسة بين الزوجين .

ج) الكفاءة : وهي في الجانبين المادي والمعنوي من حاجات الحياة الزوجية .

د ) التقارب الثقافي والتربوي والعرفي بين الزوجين .

المبحث الأول : واقع الطلاق في المجتمع الإنساني ، وقد تم التعرض له من وجهين :

1) الطلاق في البلاد الإسلامية ، وهو على مستويين :

المستوى الأول : وهو الوسط المتدين والملتزم بالضوابط الشرعية والأخلاقية والإنسانية .

المستوى الثاني : وهو الوسط غير المتدين والذي يكون عادة متأثراً بالثقافة الغربية الداعية إلى التحلل من كل القيود والالتزامات .

2) الطلاق في البلاد غير الإسلامية ( الغرب وأمريكا) .

المبحث الثاني : الأسباب المؤدية إلى الطلاق.

أولاً : إساءة فهم الحقوق والواجبات .

ثانياً : الحب قبل الزواج وعواقبه .

ثالثاً : التأثر بالثقافة الغربية ومحاولة تقليدها .

رابعاً: عدم انسجام أحد الزوجين مع أهل وأقارب الآخر ، حيث تمت دراسته من الجانبين :

أ) علاقة الزوج مع أهل زوجته .

ب) علاقة الزوجة بأهل زوجها .

خامساً: تدخل أهل الزوج أو الزوجة في شؤون الأسرة الجديدة .

سادساً: طبيبعة الزواج وأسلوبه ، تعرّض الكاتب فيه إلى خمسة أصناف من الزواج السلبي الذي قد يُبتلى فيه بعض الناس وهي :

1) زواج الفصل .

2) الزواج الذي يكون بإرادة الأهل دون إرادة المرأة (غير الفصل) .

3) إدعاء ابن العم الولاية على بنات عمه أو إحدى أقربائه .

4) زواج التبادل ، ويسمى في الشرع (زواج الشغار)

5) زواج المضطر.

سابعاً: الفقر وضعف الموارد المالية لدى الزوج ، وينتج من هذه الحالة موقفين ولكل آثاره وعلاجه .

أ) الموقف الإيجابي .

ب) الموقف السلبي .

ثامناً : فارق العمر بين الزوجين .

تاسعاً: عجز أحد الزوجين أو إصابته بمرض مزمن .

 

الفرق بين تعليق الطلاق وتعليق العتق

فإن قيل فما الفرق بين تعليق الطلاق وتعليق العتق ؟ فإنه لو قال إن ملكت فلانا فهو حر صح التعليق وعتق بالملك ؟ .

قيل في تعليق العتق قولان وهما روايتان عن أحمد كما عنه روايتان في تعليق الطلاق والصحيح من مذهبه الذي عليه أكثر نصوصه وعليه أصحابه صحة تعليق العتق دون الطلاق والفرق بينهما أن العتق له قوة وسراية ولا يعتمد نفوذ الملك فإنه ينفذ في ملك الغير ويصح أن يكون الملك سببا لزواله بالعتق عقلا وشرعا كما يزول ملكه بالعتق عن ذي رحمه المحرم بشرائه وكما لو اشترى عبدا ليعتقه في كفارة أو نذر أو اشتراه بشرط العتق وكل هذا يشرع فيه جعل الملك سببا للعتق فإنه قربة محبوبة لله تعالى فشرع الله سبحانه التوسل إليه بكل وسيلة مفضية إلى محبوبه وليس كذلك الطلاق فإنه بغيض إلى الله وهو أبغض الحلال إليه ولم يجعل ملك البضع بالنكاح سببا لإزالته البتة وفرق ثان أن تعليق العتق بالملك من باب نذر القرب والطاعات والتبرر كقوله لئن آتاني الله من فضله لأتصدقن بكذا وكذا فإذا وجد الشرط لزمه ما علقه به من الطاعة المقصودة فهذا لون وتعليق الطلاق على الملك لون آخر .

حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم

في تحريم طلاق الحائض والنفساء والموطوءة في طهرها

وتحريم إيقاع الثلاث جملة

في " الصحيحين " أن ابن عمر رضي الله عنه طلق امرأته وهي حائض على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال مره فليراجعها ثم ليمسكها حتى تطهر ثم تحيض ثم تطهر ثم إن شاء أمسك بعد ذلك وإن شاء يطلق قبل أن يمس فتلك العدة التي أمر الله أن تطلق لها النساء .

ولمسلم مره فليراجعها ثم ليطلقها طاهرا أو حاملا .

وفي لفظ إن شاء طلقها طاهرا قبل أن يمس فذلك الطلاق للعدة كما أمره الله تعالى . وفي لفظ للبخاري مره فليراجعها ثم ليطلقها في قبل عدتها .

وفي لفظ لأحمد وأبي داود والنسائي عن ابن عمر رضي الله عنهما : قال طلق عبد الله بن عمر امرأته وهي حائض فردها عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يرها شيئا وقال إذا طهرت فليطلق أو ليمسك .

وقال ابن عمر رضي الله عنه قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم " يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن في قبل عدتهن "

 

الطلاق المعلق

الطلاق المعلق بشرط نوعان :

الأول : أن يقصد الطلاق إذا وقع الشرط فهذا تعليق لازم فإذا خرجت من المنـزل غير ناسية فإنها تطلق طلقة واحدة فيراجعها حيث شاء ما لم تنته العدة وما لم تكن هذه الطلقة آخر ثلاث تطليقات .

وهذا لا ينازع فيه أحد من أهل العلم إلا منْ يمنع وقوع الطلاق المعلق بشرط وفيه نظر .

فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إنما الأعمال بالنيات ) متفق عليه من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه .

وقال نافع : طَّلق رجل امرأتَه البتَّة إنْ خرجَتْ فقال ابن عمر : إن خَرجتْ بُتت منه وإن لم تخرج فليس بشيء )) رواه البخاري في صحيحه معلقاً تحت ( باب الطلاق في الإغلاق والكره والسكران والمجنون ... الخ ) .

وروى البيهقي في السنن ( 7 / 356 ) من طريق سفيان عن الزبـير بن عدي عن إبراهيم عن ابن مسعود رضي الله عنه . في رجل قال لامرأته إن فعلت كذا وكذا فهي طالق فتفعله قال هي واحدة وهو أحق بها )) .

الثاني : أن يقصد التهديد كي تمتنع المرأة من الخروج وهو يكره وقوع الجزاء عند الشرط فهذا لا يقع به طلاق البتَّة لأنه لم ينو والأعمال بالنيات .

وقد قال ابن عباس رضي الله عنهما (( الطلاق عن وطَرَ )) رواه البخاري في صحيحه معلقاً .

Link to comment
Share on other sites

يتبع .

 

والوطر بفتحتين الحاجة قاله أهل اللغة ومنه قوله تعالى ( فلما قضى زيد منها وطر زوجناكها ) . والذي يعلق الطلاق على الشرط وهو يكره ذلك لا وطَرَ له ولا يترتب عليه حكم واعتبار المقاصد مطلب من مطالب الشريعة فالألفاظ تترتب عليها موجباتها بالمقاصد فإذا قصد الطلاق حُسبت عليه تطليقة وإذا قصد التهديد لم يؤاخذ فيكون بمنـزلة اللغو في اليمين لم يؤاخذ لأنه لا قصد له واختار هذا القول شيخ الإسلام ابن تيميه وتلميذه ابن القيم عليهما رحمة الله .

وقال بعض أهل العلم تَطْلُقُ إذا وُجد الشرط ولا اعتبار لنيته وقصده وهذا ضعيف فمن الضروري اعتبار النيات والمقاصد في الألفاظ يدل على ذلك قوله تعالى ( لا يؤخذ كم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان ) .

فقد رفع الله المؤاخذة على لفظ اللسان حيث لم يقصده القلب .

ومثل هذا طلاق المجنون والمكره والسكران والغضبان الذي اشتد غضبه فتكلم بما لم يكن في خياره لا يقع شيء منه حيث لم يوجد الغرض من المطلق في وقوعه والله سبحانه وتعالى أعلم .

 

[ الاختلاف في طلاق غير الزوجة ]

أن من حرم شيئا غير الزوجة من الطعام والشراب واللباس أو أمته لم يحرم عليه بذلك وعليه كفارة يمين وفي هذا خلاف في ثلاثة مواضع .

أحدها : أنه لا يحرم وهذا قول الجمهور وقال أبو حنيفة : يحرم تحريما مقيدا تزيله الكفارة كما إذا ظاهر من امرأته فإنه لا يحل له وطؤها حتى يكفر ولأن الله سبحانه سمى الكفارة في ذلك تحلة وهي ما يوجب الحل فدل على ثبوت التحريم قبلها ولأنه سبحانه قال لنبيه صلى الله عليه وسلم لم تحرم ما أحل الله لك ولأنه تحريم لما أبيح له فيحرم بتحريمه كما لو حرم زوجته .

ومنازعوه يقولون إنما سميت الكفارة تحلة من الحل الذي هو ضد العقد لا من الحل الذي هو مقابل التحريم فهي تحل اليمين بعد عقدها وأما قوله لم تحرم ما أحل الله لك فالمراد تحريم الأمة أو العسل ومنع نفسه منه وذلك يسمى تحريما فهو تحريم بالقول لا إثبات للتحريم شرعا .

وأما قياسه على تحريم الزوجة بالظهار أو بقوله أنت علي حرام فلو صح هذا القياس لوجب تقديم التكفير على الحنث قياسا على الظهار إذ كان في معناه وعندهم لا يجوز التكفير إلا بعد الحنث فعلى قولهم يلزم أحد أمرين ولا بد إما أن يفعله حراما وقد فرض الله تحلة اليمين فيلزم كون المحرم مفروضا أو من ضرورة المفروض لأنه لا يصل إلى التحلة إلا بفعل المحلوف عليه أو أنه لا سبيل له إلى فعله حلالا لأنه لا يجوز تقديم الكفارة فيستفيد بها الحل وإقدامه عليه وهو حرام ممتنع هذا ما قيل في المسألة من الجانبين .

وبعد فلها غور وفيها دقة وغموض فإن من حرم شيئا فهو بمنزلة من حلف بالله على تركه ولو حلف على تركه لم يجز له هتك حرمة المحلوف به بفعله إلا بالتزام الكفارة فإذا التزمها جاز له الإقدام على فعل المحلوف عليه فلو عزم على ترك الكفارة فإن الشارع لا يبيح له الإقدام على فعل ما حلف عليه ويأذن له فيه وإنما يأذن له فيه ويبيحه إذا التزم ما فرض الله من الكفارة فيكون إذنه له فيه وإباحته بعد امتناعه منه بالحلف أو التحريم رخصة من الله له ونعمة منه عليه بسبب التزامه لحكمه الذي فرض له من الكفارة فإذا لم يلتزمه بقي المنع الذي عقده على نفسه إصرا عليه فإن الله إنما رفع الآصار عمن اتقاه والتزم حكمه وقد كانت اليمين في شرع من قبلنا يتحتم الوفاء بها ولا يجوز الحنث فوسع الله على هذه الأمة وجوز لها الحنث بشرط الكفارة فإذا لم يكفر لا قبل ولا بعد لم يوسع له في الحنث فهذا معنى قوله إنه يحرم حتى يكفر .

وليس هذا من مفردات أبي حنيفة بل هو أحد القولين في مذهب أحمد يوضحه أن هذا التحريم والحلف قد تعلق به منعان منع من نفسه لفعله ومنع من الشارع للحنث بدون الكفارة فلو لم يحرمه تحريمه أو يمينه لم يكن لمنعه نفسه ولا لمنع الشارع له أثر بل كان غاية الأمر أن الشارع أوجب في ذمته بهذا المنع صدقة أو عتقا أو صوما لا يتوقف عليه حل المحلوف عليه ولا تحريمه البتة بل هو قبل المنع وبعده على السواء من غير فرق فلا يكون للكفارة أثر البتة لا في المنع منه ولا في الإذن وهذا لا يخفى فساده .

وأما إلزامه بالإقدام عليه مع تحريمه حيث لا يجوز تقديم الكفارة فجوابه أنه إنما يجوز له الإقدام عند عزمه على التكفير فعزمه على التكفير منع من بقاء تحريمه عليه وإنما يكون التحريم ثابتا إذا لم يلتزم الكفارة ومع التزامها لا يستمر التحريم .

الثاني : أن يلزمه كفارة بالتحريم وهو بمنزلة اليمين وهذا قول من سميناه من الصحابة وقول فقهاء الرأي والحديث إلا الشافعي ومالكا فإنهما قالا : لا كفارة عليه بذلك .

والذين أوجبوا الكفارة أسعد بالنص من الذين أسقطوها فإن الله سبحانه ذكر تحلة الأيمان عقب قوله لم تحرم ما أحل الله لك وهذا صريح في أن تحريم الحلال قد فرض فيه تحلة الأيمان إما مختصا به وإما شاملا له ولغيره فلا يجوز أن يخلى سبب الكفارة المذكورة في السياق عن حكم الكفارة ويعلق بغيره وهذا ظاهر الامتناع .

وأيضا فإن المنع من فعله بالتحريم كالمنع منه باليمين بل أقوى فإن اليمين إن تضمن هتك حرمة اسمه سبحانه فالتحريم تضمن هتك حرمة شرعه وأمره فإنه إذا شرع الشيء حلالا فحرمه المكلف كان تحريمه هتكا لحرمة ما شرعه ونحن نقول لم يتضمن الحنث في اليمين هتك حرمة الاسم ولا التحريم هتك حرمة الشرع كما يقوله من يقول من الفقهاء وهو تعليل فاسد جدا فإن الحنث إما جائز وإما واجب أو مستحب وما جوز الله لأحد البتة أن يهتك حرمة اسمه وقد شرع لعباده الحنث مع الكفارة وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه إذا حلف على يمين ورأى غيرها خيرا كفر عن يمينه وأتى المحلوف عليه ومعلوم أن هتك حرمة اسمه تبارك وتعالى لم يبح في شريعة قط وإنما الكفارة كما سماها الله تعالى تحلة وهي تفعلة من الحل فهي تحل ما عقد به اليمين ليس إلا وهذا العقد كما يكون باليمين يكون بالتحريم وظهر سر قوله تعالى : قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم عقيب قوله لم تحرم ما أحل الله لك

الحكم في تحريم الأمة

الثالث أنه لا فرق بين التحريم في غير الزوجة بين الأمة وغيرها عند الجمهور إلا الشافعي وحده أوجب في تحريم الأمة خاصة كفارة يمين إذ التحريم له تأثير في الأبضاع عنده دون غيرها .

وأيضا فإن سبب نزول الآية تحريم الجارية فلا يخرج محل السبب عن الحكم ويتعلق بغيره ومنازعوه يقولون النص علق فرض تحلة اليمين بتحريم الحلال وهو أعم من تحريم الأمة وغيرها فتجب الكفارة حيث وجد سببها وقد تقدم تقريره .

حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم في

قول الرجل لامرأته الحقي بأهلك

ثبت في " صحيح البخاري " : أن ابنة الجون لما دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ودنا منها قالت أعوذ بالله منك فقال عذت بعظيم الحقي بأهلك .

وثبت في " الصحيحين " : أن كعب بن مالك رضي الله عنه لما أتاه رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمره أن يعتزل امرأته قال لها : الحقي بأهلك .

 

ذكر أحكام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الطلاق

ذكر حكمه صلى الله عليه وسلم في طلاق الهازل وزائل العقل والمكره والتطليق في نفسه

في " السنن " : من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ثلاث جدهن جد وهزلهن جد النكاح والطلاق والرجعة . وفيها : عنه من حديث ابن عباس " : إن الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه . وفيها : عنه صلى الله عليه وسلم لا طلاق ولا عتاق في إغلاق . وصح عنه أنه قال للمقر بالزنى : أبك جنون ؟ . وثبت عنه أنه أمر به أن يستنكه .

وذكر البخاري في " صحيحه " : عن علي أنه قال لعمر ألم تعلم أن القلم رفع عن ثلاث عن المجنون حتى يفيق وعن الصبي حتى يدرك وعن النائم حتى يستيقظ . وفي " الصحيح " عنه صلى الله عليه وسلم إن الله تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها ما لم تكلم أو تعمل به .

 

[ طلاق السكران ]

وأما طلاق السكران فقال تعالى : يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون [ النساء 43 ] فجعل سبحانه قول السكران غير معتبر لأنه لا يعلم ما يقول وصح عنه أنه أمر بالمقر بالزنى أن يستنكه ليعتبر قوله الذي أقر به أو يلغى .

وفي " صحيح البخاري " في قصة حمزة لما عقر بعيري علي فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فوقف عليه يلومه فصعد فيه النظر وصوبه وهو سكران ثم قال هل أنتم إلا عبيد لأبي فنكص النبي صلى الله عليه وسلم على عقبيه . وهذا القول لو قاله غير سكران لكان ردة وكفرا ولم يؤاخذ بذلك حمزة .

وصح عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه قال ليس لمجنون ولا سكران طلاق رواه ابن أبي شيبة عن وكيع عن ابن أبي ذئب عن الزهري عن أبان بن عثمان عن أبيه .

وقال عطاء طلاق السكران لا يجوز وقال ابن طاووس عن أبيه طلاق السكران لا يجوز وقال القاسم بن محمد : لا يجوز طلاقه .

وصح عن عمر بن عبد العزيز أنه أتي بسكران طلق فاستحلفه بالله الذي لا إله إلا هو لقد طلقها وهو لا يعقل فحلف فرد إليه امرأته وضربه الحد .

وهو مذهب يحيى بن سعيد الأنصاري وحميد بن عبد الرحمن وربيعة والليث بن سعد وعبد الله بن الحسن وإسحاق بن راهويه وأبي ثور والشافعي في أحد قوليه واختاره المزني وغيره من الشافعية ومذهب أحمد في إحدى الروايات عنه وهي التي استقر عليها مذهبه وصرح برجوعه إليها فقال في رواية أبي طالب الذي لا يأمر بالطلاق إنما أتى خصلة واحدة والذي يأمر بالطلاق فقد أتى خصلتين حرمها عليه وأحلها لغيره فهذا خير من هذا وأنا أتقي جميعا . وقال في رواية الميموني : قد كنت أقول إن طلاق السكران يجوز حتى تبينته فغلب علي أنه لا يجوز طلاقه لأنه لو أقر لم يلزمه ولو باع لم يجز بيعه قال وألزمه الجناية وما كان من غير ذلك فلا يلزمه . قال أبو بكر عبد العزيز وبهذا أقول وهذا مذهب أهل الظاهر كلهم واختاره من الحنفية أبو جعفر الطحاوي وأبو الحسن الكرخي .

لماذا الطلاق ؟؟

يعتبر الطلاق قضية من القضايا التي أثارها المستشرقون ـ كغيرها من القضايا ـ قاصدين بذلك أن الإسلام ظلم المرأة حين جعل الطلاق بيد الرجل لا بيد المرأة ، ونحن هنا نود أن نسأل سؤالاً ، لماذا شرع الطلاق ؟ ثم نتبعه بسؤال آخر ، لماذا كان الطلاق بيد الرجل لا بيد المرأة ؟ وهل ليس للمرأة حق في فسخ العقد إن وقع عليها من زوجها ما يفسد حياتها ، أو يفسد عليها دينها ؟

لماذا شرع الطلاق ؟

قد يظن بعض الناس أن الطلاق شعيرة من شعائر الإسلام ، أو أن الإسلام جعله أمرا واجباً ، أو مدحه أو حض عليه ، لكن الأمر على غير ذلك تماماً .

إن الطلاق : هو حل رابطة الزواج بلفظ صريح أو كناية مع النية ، وقد يختلف حكمه ، فقد يكون مباحاً إن كان به رفع ضرر لأحد الزوجين ، قال تعالى :

( الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ) [ البقرة : 229].

وقد يكون واجباً ، إذا كان ما ألحق بأحد الزوجين من ضرر لا يرفع إلا به ، وقد شكا رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم بذاءة زوجته فقال له ( طلقها ) رواه أبو داود .

وقد يكون حراماً ، إذا كان يلحق بأحد الزوجين ضرراً لكنه لم يحقق للطرف الثاني منفعة وفي الحديث أيما امرأة سألت زوجها الطلاق في غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة ) رواه أبو داود ، وقال ( أبغض الحلال إلى الله الطلاق ) رواه أبو داود .

وقد يكون مندوباً ، وهذا عند تفريط المرأة في حقوق الله الواجبة عليها ، مثل الصلاة المفروضة ولا يمكنه إجبارها عليها ، أو تكون غير عفيفة .

قال الإمام أحمد : لا ينبغي إمساكها ، لأن فيه نقصاً لدينه ولا يأمن إفساد لفراشه .

قال ابن قدامة : ويحتمل أن يكون الطلاق في هذين الموضعين واجب .

ومن هنا فإن اللجوء إلى القضاء إنما هو لجوء المضطر ، وآخر أنواع العلاج ، وهو الكي إن تعذر غيره من الدواء .

يقول الشيخ القرضاوي : ( إنما الطلاق الذي شرعه الإسلام أشبه ما يكون بالعملية الجراحية المؤلمة ، التي يتحمل الإنسان العاقل فيها آلام جرح ، بل بتر عضو منه ، حفاظا على بقية الجسد ودفعا لضرر أكبر .

إن فرض هذه الحياة بسلطان القانون عقوبة قاسية ، لا يستحقها الإنسان إلا بجريمة كبيرة ، إنها شر من السجن المؤبد بل هي الجحيم الذي لا يطاق ، وقديما قال أحد الحكماء : ( إن من أعظم البلايا معاشرة من لا يوافقك ولا يفارقك ).

Link to comment
Share on other sites

يتبع .

 

وقال المتنبي :

ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى عــــدوا له ما من صــداقته بـــد

وإذا قيل هذا في الصاحب الذي يلقاه الإنسان أياما في الأسبوع أو ساعات في العمل ، فكيف بالزوجة التي هي قعيدة بيته ، وصاحبة جنبه ، وشريكة عمره ؟

وبهذا نستطيع الإجابة عن السؤال الأول وهو لماذا شرع الطلاق ؟ والجواب أنه شرع لفض رابطة الزواج إذا استحالت الحياة

ما قبل الطلاق

ولما كان الطلاق هو نهاية المطاف ، والعلاج المؤلم لمرض خطير كان لابد أن يسبقه أمور عدة حتى لا يلجأ الناس إليه ، ومن ذلك :

1. حسن اختيار الزوجة ، على أن يكون أساسي الاختيار هو الدين ( فاظفر بذات الدين تربت يداك ) متفق عليه .

2. النظر إلى المخطوبة فإنه أدعي للمودة .

3. اهتمام المرأة و أوليائها باختيار صاحب الخلق والدين .

4. اشتراط رضا المرأة وعدم إجبارها .

5. مشاورة الأمهات في اختيار الأزواج.

6. وجوب المعاشرة بالحسنى من كلا الطرفين .

*** فإن تمت هذه الخطوات وكان غير المتوقع ، ترتب على ذلك خطوات في العلاج :

1. الدعوة إلى الصبر فعسى أن يكون الخير في باطن الشر ( فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيراً كثيراً ) [ النساء : 19].

2. إشعار الطرفين بمسئوليته تجاه الآخر ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ) رواه البخاري.

3. الوعظ بالكلام اللين ، على أن يكون في الكلام تذكير بعاقبة الأمر والتخويف من وعيد الله ( فعظوهن) [ النساء : 34].

4. الهجر ، على أن يكون الهجر في المضجع أي في الفراش ( واهجروهن في المضاجع ) [ النساء: 34].

5. الضرب ، لكنه ضرب غير مبرح فلا يكسر عضوا ولا يترك أثرا ويتقي في ضربه الوجه ( واضربوهن ) [ النساء : 34].

6. التحكيم ، على أن يرسل كلا الزوجين حكما من طرفه ( فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها ) [ النساء : 35] .

مراحل الطلاق :

ومن المعلوم أن الطلاق السني يقع على مراحل وفي ظروف معينة ومن ذلك :

1. أن يكون الطلاق في طهر مسها فيه

02 أن يكون الطلاق بطلقة واحدة تعتد المرأة في بيت الزوجية ولا تفارقه .

3. فإن عاد الخلاف كانت الطلقة الثانية.

4.فإن استمر الوضع ولم يعد الزوج زوجته ، كان الطلاق بائناً بينونة صغرى .

5. فإن احتدم الأمر بعد الطلقتين ، كانت الطلقة الثالثة وبها يتم الانفصال ، إذ أنها بانت من زوجها بينونة كبرى ، فلا تحل له حتى تنكح زوجها غيره .

لماذا الطلاق بيد الرجل؟

عادة ما يطرح هذا السؤال على أن الأمر فيه إجحاف للمرأة ، لكننا بداية نقول إن هذا الأمر هو اختبار الله سبحانه وهو أدرى بحال عباده ( إلا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ) [ الملك : 14].

وإنما جعل الطلاق بيد الرجل لأمرين :

1. أن الرجل هو المنفق من بداية الزواج دفعا للمهر وتأسيسا للبيت وإنفاقاً على الأسرة .

2. أن الرجل مهيأ من حيث الخلقة على التريث والتعقل والأمور عنده في الغالب الأعظم إنما تكون بعد دراية وتريث ، فهو أقل انفعالا، وأضبط نفسا ، وأشد تحكما ، وابصر بعواقب الأمور ، قال تعالى (بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ )[ النساء : 34]

أو ليس للمرأة أن تفسخ العقد ؟

ولئن كان الإسلام قد جعل الطلاق بيد الرجل فإن المرأة لها ما يشبه ذلك في عدة أحوال:

1. الخلع: وهو افتداء المرأة من زوجها الكارهة له بمال ، وهذه صورة جعلت بيد المرأة أشبه ما يكون الطلاق بيد الرجل ، إذ لو وجدت المرأة أن حياتها مع الرجل هذا تجعلها لا تقيم حدود الله ، وكرهت الحياة معه على هذا الأساس ، فإن الإسلام يبيح لها أن تفدي نفسها منه بالمهر الذي قدمه لها . وفي قضية زيد بن ثابت قال الرسول صلى الله عليه وسلم لامرأة زيد ( أتردين عليه حديقته ، قالت : نعم ـ قال لزوجها : اقبل الحديقة وطلقها تطليقة ) البخاري.

2. إن اشترطت المرأة أن يكون الطلاق بيدها ورضي الرجل بذلك فالأمر لها .

3. الطلاق لعدم الإنفاق : فإن أمسك الرجل امرأته لم ينفق عليها جاز لها أن ترفع أمرها إلى القضاء فتطلق منه .

4. الطلاق بسبب الغيبة : هذا إن سافر الرجل ولم يعرف مكانه ، أو سافر وانقطع مدة طويلة ، على خلاف بين العلماء في هذه المدة فللمرأة أن ترفع أمرها إلى القاضي فتطلق من زوجها .

Link to comment
Share on other sites

جا 102

 

النقود ووظائفها

 

 

لا شك أن النقود وسيط اجتماعي قرين بالاقتصاد التبادلي ، فهي أداة اعتمدها الاجتماع الإنساني للخروج عن نظام المقايضة الذي كان يكبل عمليات المبادلة بقيوده المعروفة . وهذه الأداة شأنها شأن الأدوات الأخرى ، تعرف بوظائفها التي تؤديها، والتي من أجلها برزت للوجود؛ فليس لها طبيعة محددة ولا جوهر قائم بذاته . وفي هذا الصدد تتعاضد آراء الفقهاء التي تؤكد هذه النظرة الأداتية تجاه النقود . يقول ابن رشد : “المقصود منهما (الذهب والفضة) أولاً المعاملة لا الانتفاع” بخلاف العروض التي يقصد منها الانتفاع أولاً لا المعاملة . ويقول ابن عابدين : “واعلم أن كلاً من النقدين (الذهب والفضة) ثمن أبدًا” . و “الثمن غير مقصود بل وسيلة إلى المقصود ، إذ الانتفاع بالأعيان (السلع) لا بالأثمان ... فبهذا صار الثمن بمنزلة آلات الصناع” .

ويقول الإمام الغزالي عن الدنانير والدراهم : “لا غرض في أعيانهما” . ويؤكد شيخ الإسلام ابن تيمية هذا المفهوم الأداتي بقوله : “ ... هي وسيلة إلى التعامل بها ، ولهذا كانت أثمانًا (نقودًا) ... والوسيلة المحضة التي لا يتعلق بها غرض لا بمادتها ولا بصورتها يحصل بها المقصود كيف كانت” . أعتقد أن لا حاجة مع وضوح هذه النقول إلى التعليق ، فالنقود كما رآها هؤلاء الأعلام -رحمهم الله تعالى- وسيلة وحسب ، وسيلة لها وظائف محددة تؤديها وليس لها قداسة مبهمة أو صنمية مزعومة .

أما بصدد تفصيل وظائف النقود فيقدم لها الإمام الغزالي (450-505هـ) إيضاحًا وافيًا فيقول : “... حتى تقدر بها الأموال ، فيقال هذا الجمل يساوي مائة دينار وهذا القدر من الزعفران يساوي مائة دينار ، فمن حيث إنهما مساويان شيئًا واحدًا إذا (هما) متساويان وإنما أمكن التعديل بالنقدين ...” .

ويقول ابن رشد : “ ... لمّا عَسُر إدراك التساوي في الأشياء المختلفة الذوات ، جُعِل الدينار والدرهم لتقويمها: أعني لتقديرها” . ويعرض (ابن تيمية) لذلك بقوله: “... المقصود من الأثمان (النقود) أن تكون معيارًا للأموال ، يُتوسّل بها إلى معرفة مقادير الأموال” . وإذًا فهي أداة لأغراض التقويم الاجتماعي ، وظيفتها الأساسية الأولى هي قياس القيم . ولا شك أن غياب المعادل العام لموضوعات التبادل هو أبرز الدوافع التي جعلت المجتمعات البشرية تتخلى عن نظام المقايضة الغابر .

أما الوظيفة الرئيسة الثانية للنقود فتتمثل في تيسير التبادل من خلال توسطها في عمليات المبادلة وفي هذا يقول (الغزالي):

“... ولحكمة أخرى هي التوسّل بهما (بالنقدين) إلى سائر الأشياء ... فمن ملكهما فإنه كمن ملك كل شيء ، لا كمن ملك ثوبًا ، فإنه لم يملك إلا الثوب . فلو احتاج إلى طعام ربما لم يرغب صاحب الطعام في الثوب لأنه (لأن) غرضه في دابة مثلاً . فاحتيج إلى شيء في صورته كأنه ليس شيء وهو في معناه كأنه كل الأشياء ... وهو وسيلة إلى كل غرض” .

ترى ، أيجد نظام المقايضة نعيًا أبلغ من هذا النعي؟! فتوافق الرغبات زمنًا وموضوعًا لدى كل المشاركين مسألة صعبة ، وهي تختزل فرص قيام المبادلة كثيرًا . لذا عَظُمت الحاجة في شيء ممثل لكل القيم ، ويسهل تَشكُّله بأي منها عند الحاجة . ومثل هذا الشيء لا شك سيقبل به الجميع ، وعندئذ ستتحرر عمليات التبادل من قيد البحث عن الطرف الآخر الراغب في المبادلة ، الراضي آنيًّا بما يعرضه الطرف الأول . وهذا ولا شك يوسع آفاق التبادل وييسره .

هكذا إذًا، فالنقود وسيط للمبادلة ومقياس لموضوعاتها . وهاتان هما الوظيفتان الرئيستان لها، يزاد عليهما وظيفتان أخريان أولهما خزن القيمة ، فالإنسان قد ينتج أو يملك قيمًا تفيض عن حاجته الآنية ، لذا فهو يفكر في ادخارها لحين احتياجه إليها ، أو لحين احتياجه إلى ما يمكنها إحرازه من السلع الأخرى . ولكن ليست كل القيم المنتجة تقبل الخزن بسهولة وبدون تكاليف ، ولأجل ذلك ، فلا بد أن يفكر الإنسان بشيء يؤمِّن له ذلك المطلب ، ولكن ليس كل ما يستجيب للخزن يلبي رغبة مالكه عند الحاجة إنما هناك شيء في “صورته كأنه ليس بشيء ... وهو في معناه كأنه كل الأشياء ... وهو وسيلة إلى كل غرض ...” وهو ما عرفناه بالنقود ، فالنقود ؛ ليست مستأمنة على كل القيم من التلف فحسب ، إنما هي قادرة على التشكّل بأي صورة يرغبها من يحوزها . إن هذه الخاصية : أي القابلية على التشكّل بموضوعات التبادل المختلفة هي سر السيولة التامة Perfect Liquidity التي تتفوق بها النقود على كل الأصول الحقيقية والمالية الأخرى ، وهي التي أوفاها الإمام الغزالي إيضاحًا وتوصيفًا .

أما الوظيفة الأخرى للنقود فهي تسديد الديون ، أي كونها وسيلة للدفع الآجل . وهذه الوظيفة إنما تنهض على أساس قبول الناس بالنقود كعوض لما لهم في ذمم الآخرين من حقوق ، ولو كان هذا العوض مؤجلاً . إن قبول الناس بالنقود لهذا الغرض إنما يقوم على اعتبار واختبار قدرة النقود في حفظ حقوقهم (خزن القيم) وقابليتها للتحول إلى أي شيء يرغبونه وبلا عناء (السيولة التامة) .

ولأن الشريعة الإسلامية تصون (المال المتقوِّم) لصاحبه ، لذا فإنها توجب تعويض المال المتلف بمثله على المتسبب . ولكن قد لا يجد هذا مالاً مماثلاً يعوض المال التالف ، لذا يقرر الشرع التعويض بالقيمة ، أي بقيمته من النقود . ولأجل ذلك قيل عنها أنها: “أثمان المبيعات وقيم المتلفات” . وهذا إنما كان لما في النقود من قابلية على تمكين حائزها من الطيبات التي تعوضه ما فاته بتلف ماله .

هذه بإيجاز هي الوظائف الرئيسة للنقود ، وبقدر ما تكون كفية في إنجازها فإنها تحرز ذاتها وتستمد ماهيتها في التنظيم الاقتصادي-الاجتماعي .

أشكال النقود : النظام المعدني والكفاءة

لكن ما هي يا ترى صورة النقد الذي يؤدي تلك الوظائف ويضع عن المجتمع إصر المقايضة وأغلالها؟

يقول ابن خلدون : “الذهب والفضة قيمة لكل مُتموَّل” ، ويقول الغزالي : “خلق الله تعالى الدنانير والدراهم حاكمين متوسطين بين سائر الأموال” . ويقرر ابن رشد عن الإمامين مالك والشافعي تخصيصهما (الذهب والفضة) بأحكام معينة “كونها رؤوسًا للأثمان وقيمًا للمتلفات” . أما المقريزي فيغالي جازمًا: “ ... إن النقود التي تكون أثمانًا للمبيعات وقيمًا للأعمال ، إنما هي الذهب والفضة فقط ، لا يعلم في خبر صحيح ولا سقيم عن أمة من الأمم ولا طائفة من طوائف البشر أنهم اتخذوا أبدًا في قديم الزمان ولا حديثه نقدًا غيرهما . حتى قيل إن أول من ضرب الدينار هو آدم عليه الصلاة والسلام ، وقال لا تصلح المعيشة إلا بهما ، رواه الحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق” !!

وما وكّده المقريزي أنكره ابن حزم مُغلِّظًا: “... ولا ندري من أين وقع الاقتصار بالتثمين على الذهب والفضة ، ولا نص في ذلك ، ولا قول أحد من أهل الإسلام وهذا خطأ في غاية الفحش”!! .

يتضح مما تقدم ، ترشيحًا للذهب والفضة لوظيفة النقدية ، بل وأكثر من الترشيح والترجيح، إذ يصل الأمر إلى التقرير الجازم ، لدى البعض ، بأن الذهب والفضة هما النقد خلقةً ، وأن الثمنية (النقدية) هي علة قاصرة عليهما ، ولا تتعداهما إلى سواهما . وهو ما ذهب إليه المقريزي من المؤرخين وجمهور الشافعية من الفقهاء . يقول النووي : “... الذهب والفضة جنس الأثمان غالبًا” ، ويقول الشيخ زكريا : “إنما يحرم الربا ، يقصد ربا الفضل ، في نقد أي ذهب وفضة ... بخلاف العروض كفلوس وإن راجت” .

وتجمع المدارس الفقهية عمومًا على أن “الذهب والفضة أثمان بالخلقة” وإن كان بين هذه المدارس في تعدية الثمنية إلى غيرهما خلاف وتفصيل كما لاحظنا عند بحثنا للنقود في عصور

Link to comment
Share on other sites

فدوى طوقان

 

الشاعرة الفلسطينية فدوى

 

 

- فدوى عبد الفتاح آغا طوقان (الأردن) .

- ولدت عام 1917 بفلسطين، وتحمل الجنسية الأردنية.

- تلقت تعليمها الابتدائي في نابلس ثم ثقفت نفسها بنفسها، والتحقت بدورات اللغة الإنجليزية والأدب الإنجليزي.

- عضو في مجلس أمناء جامعة النجاح بنابلس.

- حضرت العديد من المهرجانات والمؤتمرات العربية والأجنبية.

- دواوينها الشعرية: وحدي مع الأيام 1952 – وجدتها 1957 – أعطنا حبا 1960 – أمام الباب المغلق 1967 – الليل والفرسان 1969 – على قمة الدنيا وحيدا 1973 – تموز والشيء الآخر 1989.

- مؤلفاتها: رحلة صعبة، رحلة جبلية (مذكرات).

- حصلت على جائزة رابطة الكتاب الأردنيين 1983، وجائزة الزيتونة الفضية من إيطاليا، وجائزة درع الريادة الشعرية من الأردن، وجائزة سلطان العويس 1987، وجائزة ساليرنو للشعر من إيطاليا، ووسام فلسطين وجائزة مؤسسة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري 1994.

- صدرت عنها تسع دراسات أكاديمية (للماجستير والدكتوراه) في عدد من الجامعات العربية والأجنبية، كما كتبت عنها دراسات متفرقة في الصحف والمجلات العربية، إلى جانب كتابات أخرى لكل من إبراهيم العلم، وخليل أبو اصبع، وبنت الشاطئ وروحية القليني، وهاني أبو غضيب

==========

من قصائدها (مراهقة)

-------------------

 

يا نخلتــي يحبنــي اثنانِ

كلاهما كــورد نيســان

كلاهما أحلــى من السكر

وتاه قلبي الصغير بينهما

أيهما أحبه أكثـر؟؟

أيهما يا نخلتي أجمـل ؟

قولي لقلبي، إنه يجهـل

 

في الرقصة الأولــــى

بين ظلالٍ وهمس موسقى

وشوشني الأول

وقال لي ما قال

رفَّ جناحا قلبي المثقـل

بالوهم، بالأحلام، بالخيال

لم أدر ماذا أقول أو أفعل

* * *

في الرقصة الأخرى

حاصرني الثاني

وطوّقتْ خصري ذراعان

نهران من شوق وتحنان

وقال لي ما قال

رفَّ جناحــا قلبي المثقل

بالوهم، بالأحـلام، بالخيال

لم أدر ماذا أقول أو أفعل

 

واحيرتي! يحبني اثنانِ كلاهما كـورد نيســان

كلاهما أحلى من السكر أيهما أحبــه أكثــر ؟

Link to comment
Share on other sites

توفيق الحكيم

 

توفيق الحكيم

الراوي :

توفيق الحكيم المشهور شهرةً طبقت الآفاق فقد ألف ما يقارب خمسين مسرحية شهرزاد و رصاصة في القلب و أهل الكهف وسليمان الحكيم و أفريسي ولعنة الموت ورحلة إلى الغد و السلطان الحائر ويا طالع الشجرة و مصير صرصار و هارون الرشيد , و إن توفيق الحكيم ينتمي إلى جيل مؤسسي الحياة الأدبية و الفكرية في مصر و الوطن العربي في عصرنا الحديث.

ولد الحكيم في الحادي عشر من إكتوبر عام 1898 م , فهو الآن يخطو نحو عامه الثاني بعد المائة , وتلقى تعليمه الثانوي في القاهرة ثم التحق بمدرسة الحقوق , وحصل على الليسانس ليسافر بعد ذلك إلى فرنسا لاتمام دراسته العليا في القانون , ولكن عكف عن دراسة الآدب و الاتصال بالمسرح , وقد بدأ منذ شبابه بالاتصال بلأدب و المسرح , وكان للبيئة التي عاش فيها أثر كبير في توجيهه إلى حب الفن و المسرح , ويحدثنا الحكيم نفسه عن هذه المؤثرات و المكونات الأولى لشخصيته الفكرية و الفنية فيقول : صوت الحكيم : مسألة المكونات الأولى هذه مسألة صعبة لأن الانسان في البداية لا يعرف في أي طريق يسير , ولكن الذي أستطيع ذكره هو أنني كنت ميّالاً إلى أشياء قريبة من الفن أكثر من أي شيء آخر , ولقد كان القرآن مصدراً فنياً لي , فقد كنت استمع إلى القارئ للقرآن فيستهويني فنياً ... فهو كتاب فكر , وتعبير جميل , وهكذا بدأت حياتي الفنية بأن حفظت القرآن ورتلته ,

و كان يحدوني السرور و الفخر و أنا أسيير في ذلك الإتجاه , وببلوغي السادسة من عمري انصرفت إلى الاستماع إلى الغناء , ثم الرسم , حيث كان مادة فنية في المدارس الابتدائية آنذاك ... , ثم دخلت مرحاة قراءاتي الاجنبية التي كانت تحوي بعض اتلتمثيل الأهلية وغيرها , وقد لاقت رواجاً و انتشاراًَ واسعين .

الراوي :

وفي ذلك الوقت المبكر من حياة توفيق الحكيم كتب مسرحياته , كان بعضها ذو هدف سياسي , كمسرحية الضيف الثقيل التي تصدى فيها للاحتلال البريطاني لمصر , كما كان بعضها ذو هدف اجتماعي كمسرحية المرأة الجديدة التي أوضح فيها رأيه آنذاك في مسألة السفور , وكان يؤمن أنه خطر يجب الحذر منه , ثم تغير رأيه بعد سفره إلى فرنسا و اتصاله عن كثب بالسرح الأوربي قراءةً و مشاهدةً , ليعود إلبى مصر و يكتب كتابات مسرحية من نوع آخر , وهو ما يسمى بالمسرح الذهني , الذي تأكدت صورته من خلال مسرحيته أهل الكهف , و شهرزاد , اضافةً إلى بعض المسرحيات ذات الطابع السياسي أو الاجتماعي أو النفسي .

لعل في مقدمة عوامل التغيير الأساسي في شخصية الحكيم الفنية طبيعة الحكيم الفكرية التي تتصف بالميل للعزلة التي تجعله يتأمل قضايا الفكر ومشكلات الإنسان يديرها ويقلبها ويعيش معها , وهي أمور تبدو واضحة من خلال مؤلفاته التي عرضت جوانب من حياته و سيرته الذاتية , مثل عصفور من الشرق , و زهرة العمر , وعودة الروح , ومن هذه العوامل أيضاً اطلاعه على الأساطير التي جعل منها موضوعات لعدد من أشهر مسرحياته فيما بعد مثل أهل الكهف , و شهرزاد , و الملك أوديب , و براكسا أو مشكلة الحكم , وقد عرف الحكيم لمسرحه الذهني هذا من مقدمته لبمجاليون , فهو يقول أن الفكرة و ليست الحادثة هي الأساس في هذا المسرح , ويعترف أن هناك صعوبة في إخراج مثل هذه المسرحيات , لكن الحكيم يحدد ركيزة فكرية هامة في مسرحه , وهي تنطلق من ارتباط الأديب بأرضه , ألا وهي فكرة الخلود بالنسبة لمصر .

و الإنسان أو الأديب الصادق هو الذي يرجع إلى أرضه ونفسه , وعلى سبيل المثال كتاب التعادلية , الذي يقود فكرته إلى أمرين أساسيين هما الميزان المصري القديم حيث كان لدى أوزيس ميزان يضع قلبه في كفه والقلم في كفة أخرى فينظر إلى القلب , خيره وشره بدليل أن هناك نصوص فرعونية قديمة يخاطب فيها الميت القلب قائلاً له (( أرأف بي , وأكتب عني كل ما هو حسن .. )) و التعادلية أساسها عدم طغيان طرف على آخر أي أن تتعادل الأشياء .

ولقد ارتبطت المرحلة الأولى من تاريخ توفيق الحكيم وفنه بثورة 1919 وانعكست هذه الفترة بصورة رئيسية في رواية عودة الروح التي يرى النقاد أنها واحدة من الأعمال الروائية الكبرى في الأدب العربي الحديث لما أوردته من صورة حية معبرة وصادقة عن حياة مصر , مجمعات الريف والحضارة . وكما كان الثورة 1919 هذا التأثير في فكر الحكيم فكتب عودة الروح كذلك كان لثورة 1952تأثير من لون آخر جعله يقترب بصورة مفاجئة من هموم الشعب ومشكلاته وقضاياه اليومية ويبتعد كثيراً عن موضاته ومجالاته المفضلة في التأمل عن بعد ومن هنا كان تتابع مسرحياته ذات الهدف الأجتماعي والسياسي (( المباشر , والمتصلة وثيقاً بالأنسان المصري الذي يعيش ظروف مابعد ثورة 1952 فكانت الصفقة و الورطة و الأيدي الناعمة , والسلطان الحائر , ومصير صرصار . بالأضافة إلى ما تثيره مسرحيات الحكيم الأخيرة من قضايا إجتماعية وسياسية نتيجة التحول الكبير في اهتماماته و ارتباطاته بقضايا الناس اليومية و الملحة فقد أثارت بصورة حادة أيضاً قضية اللغة .. اللغة الت يكتب بها الأديب المعاصر أدبه وخاصةً .. الكاتب المسرحي .

إنها اللغة التي سماها الحكيم باللغة الثالثة وجعلها وسطاً بين الفصحى والعامية وبرهن بنماذج من كتاباته على أنه من الممكن الكتابه بها حيث تقرأ على المستويين الفصيح والعامي .

وكأنما الحكيم بهذا يريد أن يخلق لغة متينة جديدة لا علاقة لها باللغة التي يتحدث عنها اللغويون في العادة وهي مرتبطة عضوياً كطبيعة الشخصيات والأحداث و المواقف التي يعرضها الكاتب .

وهكذا تتحول حياة الحكيم المديدة إلى حلقات من الاكتشافات و المغامرة و التوسع و الانفتاح على كل ما هو جميل و مثير و أصيل , ومن البرج العاجي إلى موقفه من المرأة الذي اتسم في رأي الكثيرين بالعداء و المشاكسة , وكان سببا فيً عدم تزوجه في سن مبكرة إلى تحوله المفاجئ إلى قضايا الشعب و الجماهير مروراً بمرحلة اللامعقول عندما كتب مسرحية يا طلائع الشجرة إلى مغامرته مع اللغة ... يتضح الخط البياني الذي يندرج تحته فكر الحكيم وأدبه رائداً وعملاقاً وواضعاًللتقاليد الأولى في المسرح العربي الحديث وأباًللقصة الواقعية ومحققاًلثنائية الفكر والفن .

ونحن نعلم أن الحكيم من أكثر الكتاب حظاً في ميدان الأعمال التي ترجمت إلى لغاتٍ أجنبيةٍ ... إلى الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والإسبانية واليابانية أيضاً .

ونقول أنهنشر بعد أهل الكهف كما نشر بعدها عدداً من المسرحيات التي قد تتجاوز السبعين بثلاث مسرحيات ، كما أنه من المعروف الآن أن في أدراج مكتبه أوراقاً وأوراقاً لم تنشر بعد ، وأن أمرها مترولٌ لمن يهمه الأمر .

ونقول أيضاً أن توفيق الحكيم قد نشر من الأعمال القصصية إحدى عشر روايةٍ طويلة وقصيرة ، بينها ثماني روايات طوال ، وثلاث روايات من الحجم المتوسط مثل : (عودة الروح ) و (يوميات نائب في الرياف ) وعصفور في الشرق و ( وأسبقت ملك الطفيليين ) و (حمار الحكيم ) و (الرباط المقدس ) ، و المسرحية الروائية ( بنك القلق ) والقصر المسحور وفي رواية كتبها بالاشتراك مع عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين .

وروايات الحجم المتوسط هي : ( راقصة المعبد ) و ( شجرة الحكم ) و ( مركب الشمس ) ، وهناك عدد كبير وافر في باب القصة القصيرة مثل (مدرسة الشيطان ) و ( مدرسة المغفلين ) و ( ليلة الزفاف ) . وهناك العديد من كتب المقالة الكبيرة مثل : ( تحت شمس الفكر ) و ( تحت المصباح الأخضر ) و ( من البرج العاجي وفن الأدب ) و ( عدالة الفن ) .

وتوفيق الحكيم قد بدأ بأهل المسرح ، ثم بالمسرح نفسه ، ثم عاد إلى الأدب و المسرح قائم دائماً في تفكيره ووجدانه ، وظل المسرح في هذه المكانة عند توفيق الحكيم دائماًً و أبداً . وسر هذه القضية منذ وقت طويل واضح وبيّن وساطع في أعمال توفيق الحكيم منذ بدأ يكتب في ثلاثينيات هذا القرن حتى انتقل إلى راحته الأبدية .

وسوف يبقى من توفيق الحكيم للتاريخ ذلك الإخلاص النادر للفن ، وهذا التجسيد الحي لصورة الفنان ، فهو لم يرد أن يكون أديباً تقليديا ًعلى صورة التخرج من الجامعة كما كان طه حسين ، ولا الصورة التي تفرزها قراءة الكتب كما كان حال العقاد ، ولكنه عني قبل كل شئ بأن يكون نموذجاً حياً للفنان الذي تكتمل لديه روافد المعرفة الإنسانية و التجربة الحية نفاذاً إلى الجوهر الخبئ وراء شتى أشكال الفنون من موسيقى وشعر ورسم وقصة مسرحية ، وهو طبعاً ما زال يبحث عن الصورة المناسبة لنفسه .

ــــــــــــــــــــــــــــ

1 - مجلة هنا لندن 1987- العدد

2- مجلة هنا لندن 1980- العدد

Link to comment
Share on other sites

Guest
This topic is now closed to further replies.
×
×
  • Create New...