Jump to content
منتدى البحرين اليوم

Recommended Posts

  • Replies 39
  • Created
  • Last Reply

Top Posters In This Topic

 

البحرين والإحتلال البرتغالي (1521م -1602م)

 

 

يعتبر الاحتلال البرتغالي أول احتلال أوروبي للشرق الإسلامي في العصر الحديث. ومع بداية هذا الاحتلال بدأت معاناة الشرق الإسلامي جراء الاحتلال والتسلط الأوروبي باسم الدين أحيانا وباسم محاربة القرصنة وحرية التجارة أحيانا أخرى وتحت أسماء وعناوين أخرى قد تكون أكثر بريقا في وقتها كالصداقة والحفاظ على الأمن في أحيان ثالثة. إن الاحتلال يبقى احتلالا وان تعددت عناوينه واختلفت وسائله وعوامله. وما دمنا بصدد البحث عن الاحتلال البرتغالي فيجدر بنا في البداية أن نستعرض أهم العوامل التي شجعت البرتغاليين على هذا الاحتلال وهي :

 

1- العامل الديني

2-العامل الاقتصادي .

 

أولا - العامل الديني :

يعد هذا العامل من أهم عوامل الاحتلال البرتغالي. وليس المقصود من العامل الديني هنا إن الدين هو الباعث الحقيقي للاحتلال أو إن الدين يشجع وينمي النزعة التسلطية. فالدين أسمى من هذه الصفات اللاأخلاقية والتي لا تتناسب مع الدين كمنهج أخلاقي رفيع. وانما المقصود هو سوء استغلال الدين أو تحقيق الرغبات الشيطانية باسم الدين. وخصوصا إذا استغل الدين من قبل رجاله وممن يدعون انهم وكلاء الله في أرضه.

 

إن الفكر الكاثوليكي المسيحي الذي كان سائدا في أوروبا في تلك الفترة كان يعطي البابا الحق المطلق في التحدث باسم الله ، فيمنح ما يشاء لمن يريد ، ولا يمكن لأي أحد الاعتراض على ما يقوله البابا لأنه لا يتكلم عن نفسه وانما عن الله فمن يعترض عليه فكأنما اعترض على الله .

 

إن هذه المكانة التي أعطيت للبابا جعلته المؤثر الأقوى في سير الأحداث فبإصداره تفويضا إلهيا واحدا - كما يدعي - يستطيع أن ينهي حقبة زمنية ويأتي بحقبة أخرى ، وبتفويض واحد يستطيع القضاء على دول وشعوب ويجعلها تحت رحمة الاحتلال السافر ، وكل ذلك باسم الدين وباسم الله . وهذا ما حصل ، ففي عام 1454منح البابا نيقولاس الخامس تفويضا إلهيا لملك البرتغال يعطيه الحق في تملك جميع الأراضي المكتشفة بجهوده في الهند ، فقد جاء في هذا التفويض : " قد رأينا بعد التأمل العميق وبعد إن وضعنا في حساباتنا أننا برسائلنا الرسولية قد منحنا إلى الملك الفونسو الحق الكامل المطلق في غزو وفتح وقهر جميع الأقطار الواقعة تحت حكم أعداء المسيح، مسلمين كانوا أو وثنيين ، فإننا نريد برسائلنا الرسولية هذه أن يقوم نفس الملك الفونسو والأمير وجميع خلفائهما منفردين دون غيرهم بكافة الحقوق في احتلال وامتلاك جميع الجزر المذكورة والموانئ والبحار المذكورة أدناه . كما انه محظور على جميع المسيحيين المخلصين ، دون أذن من الفونسو المذكور وخلفائه ، أن يعتدوا على مالهم من سيادة وستصبح جميع الفتوح التي تمت حتى اليوم ، أو التي ستتم في قابل الأيام أو الفتوح التي تمتد إلى رأس جا جارود ورأس نون حتى ساحل غينيا وجميع بلاد الشرق على الدوام ، والى الأبد في المستقبل تحت سيادة الملك الفونسو". (عبد العزيز إبراهيم 1985 ص:61) .إن هذا التفويض الإلهي يعطي الملك الفونسو وخلفائه دون غيرهم الحق في امتلاك الأراضي المأخوذة غزوا أو قهرا أو فتحا من أيدي أعداء المسيح سواء المسلمين أوالوثنيين وهذا الحق للملك وحلفائه فقط فلا يحق لأحد غيره ما يحق له إلا بإذنه، كما إن هذا التفويض قد جعل الحق للملك أبديا ، فليس له مدة محددة، وعليه فان الملك الفونسو صاحب الحق الوحيد والىالأبد . ومن الجدير بالملاحظة ان انتشار المذهب البروتستانتي في أوروبا قد أسقط هذا الحق الممنوح للملك مما أدى للزحف الهولندي والانجليزي من بعده نحو الشرق الإسلامي . إن هذا التوجه البابوي نحو القضاء على الشرق الإسلامي باسم الدين كانت تؤججه الروح الصليبية الحاقدة والعداء القديم بين المسلمين والمسيحيين في شبه جزيرة ايبيريا في العصور الوسطى . وتأكيدا لهذه الروح فقد أمر البابا برسم الصليب على أشرعة السفن وعلى ملابس البحارة كما أمر بوضع علم في مقدمة السفن ويرسم عليه صليب كبير. ومن مظاهر الرغبة البرتغالية في نشر المسيحية أن البرتغاليين قاموا ببناء ثلاث كنائس في مسقط وحدها ولم تبق سوى واحدة حتى الآن ، فلا عجب بعد ذلك من التصرفات اللاإنسانية التي قام بها البرتغاليون فقد كانوا يخططون للقضاء على الإسلام والمسلمين في هذه المنطقة تنفيسا لحقدهم القديم ومخططاتهم العدائية . ونتيجة لهذه المظاهر في الاحتلال البرتغالي فقد عد بعض الباحثين الاحتلال البرتغالي امتدادا للحروب الصليبية وانه ليس مجرد اكتشاف جغرافي لأهداف علمية بحتة كما يدعي ذلك بعض الأوروبيين. لقد اعتبر الدكتور محمد العيدروس (1992) الروح الصليبية من عوامل فشل السياسة البرتغالية واستند لإثبات رأيه هذا بأحد الكتاب البرتغاليين حيث يقول :" وحول فشل تلك السياسة يقول "يوركا" في كتابه الذي يعتبر من أهم المصادر البرتغالية في يومنا هذا، لأنه كتب عن الوجود البرتغالي وكان شاهدا على نهاية السيطرة البرتغالية إن فشل السياسة البرتغالية يرجع إلى الفشل الكامل الذي منيت به أية محاولة لتحويل الناس إلى المسيحية" .

 

ثانيا - العامل الإقتصادي :

كانت التجارة عماد الاقتصاد في ذلك الوقت ، فالبلد القوي إقتصاديا هو الذي يحظى بموقع هام على طريق التجارة حيث يصبح نقطة عبور لطرق التجارة مما يدخل عليه دخلا كبيرا. وما كان البرتغاليون يعانون منه هو أن البضائع التي تصل إليهم تكون غالية الثمن لمرورها باحتكارات عدة كما وقد تصل بعض البضائع قليلة رغم الحاجة إليها.

 

لقد كان الخليج العربي مركزا تجاريا هاما وحلقة وصل بين مركزين ، فكانت تصل إليه المنتجات من الهند والصين والأرخبيل الشرقي وعن طريقه تصل إلى الشام وفارس والجزيرة العربية ومن ثم لأوروبا . وبالعكس أيضا ، حيث تصل عن طريقه البضائع الأوروبية وبضائع الشام وفارس إلى الهند والصين والأرخبيل الشرقي. إن هذا الموقع الفريد للخليج ساهم في ظهور مدن وموانئ تجارية هامة مثل البحرين والبصرة وهرمز وبوشهر وغيرها ، وأصبحت التجارة مصدرا فريدا من مصادر الثراء لهذه المدن . وإضافة لطريق الخليج العربي ، كان هناك البحر الأحمر ومصر ، حيث يقوم بعملية الوساطة أيضا ، لقد كانت البلدان العربية والإسلامية صاحبة السيطرة التجارية في هذه المنطقة ، فكانت سيطرتهم على بحار الهند ، في حين كانت السيطرة على البحر المتوسط تحت قبضة المدن الإيطالية مثل جنوة والبندقية وفلورنس، فكان البحر المتوسط حلقة الوصل بين آسيا وأوروبا وكانت المدن الإيطالية محتكرة للتجارة في هذا البحر . لقد كان لمسلمون والإيطاليون أصحاب السيادة في التجارة آنذاك ، فلا تصل المنتجات والبضائع إلى البرتغال إلا بعد مرورها بإحتكارات عديدة تؤدي إلى رفع سعرها وشحتها أحيانا ، كما أن الوضع السياسي في البلدان الإسلامية لم يكن مستقرا على الدوام ففي الظروف المضطربة التي تمر بها البلدان الإسلامية فإن الدور التجاري الذي تلعبه هذه البلدان يتأثر أيضا مما يؤثر على المنتجات التي تصل إلى البرتغال وغيرها من الدول الأوروبية ، ومن أمثلة ذلك الإحتلال المغولي في عهد تيمور لنك لفارس والعراق في منتصف القرن الثالث عشر الميلادي حيث أدى ذلك إلى تأثر التجارة المارة بهذين البلدين وبالتالي تأثير ذلك على التجارة المتصلة بأوروبا. إن هذه الأسباب مجتمعة دفعت البرتغاليون في التفكير جديا للتخلص من هذه المشاكل ، فعقدوا العزم على أمرين ، الأول هو محاولة إكتشاف طريق بحري آخر لا يمر بالبلدان الإسلامية والمدن الإيطالية ، والثاني السعي للقضاء على القوة التجارية للبلدان الإسلامية. وهذا ما حصل عند إكتشافهم لرأس الرجاء الصالح حيث إستطاعوا الوصول للهند والمناطق الشرقية الأخرى فتاجروا بالتوابل والعطور والأقمشة الحريرية والعقاقير الطبية وغيرها ، وأصبحت لشبونة عاصمة البرتغال مركزا لهذه السلع ويقوم التجار الأوروبيون بدور التوزيع في المناطق الأوروبية الأخرى . وفي الوقت نفسه سعى البرتغاليون للقضاء على الدور التجاري للبلدان الإسلامية فتعرض التجار المسلمون للسلب والنهب وتدهورت المدن والموانئ التجارية في البلدان الإسلامية كالبصرة والبحرين وغيرها .

 

لقد كان الإحتلال البرتغالي عاملا حاسما في القضاء على التجارة والملاحة الإسلامية ، إذ لم يقتصر البرتغاليون على المتاجرة مع المسلمين فيصبح التاجر المسلم إلى جانب التاجر البرتغالي وإنما أرادوا القضاء على التجارة الإسلامية ليتفرد التاجر البرتغالي بكل شئ في بلد احتله وسلب حق المواطن من التجارة في بلده . لقد عبر الملك البرتغالي (عمانويل الأول 1495-1521) الذي قامت في عهده أول حملة بحرية إلى الشرق-في خطبته- عن أغراض الحملة وذلك عند سفرها حيث قال:" إن الغرض من إكتشاف الطريق البحري إلى الهند هو نشر المسيحية والحصول على ثروات الشرق". (بشير كاظم 1988) .

 

البرتغاليون والخليج العربي :

نظرا للعوامل السالفة الذكر فقد بدأ البرتغاليون رحلاتهم البحرية مع بداية القرن الخامس عشر الميلادي. وفي عام 1486 استطاع الملاح البرتغالي بارثليمو دياز أن يصل إلى أقصى الطرف الجنوبي للقارة الأفريقية ولم يستطع تجاوزها بسبب تمرد البحارة من جهة ولسوء الأحوال الجوية من جهة أخرى ، وقد أطلق اسم رأس العواصف على المنطقة التي وصل إليها بسبب العواصف الشديدة التي واجهته . وفي عام 1497 استطاع الملاح البرتغالي فاسكو دي جاما الوصول إلى الهند مرورا برأس العواصف الذي أطلق عليه فيما بعد اسم رأس الرجاء الصالح لأنه أعطى الأمل للبرتغاليين في الوصول للهند. ويعد هذا النجاح البرتغالي في الوصول للهند عن طريق رأس الرجاء الصالح بداية للإستعمار الأوروبي لمنطقة الخليج العربي . فمن أجل الحفاظ على سلامة الطريق المؤدي للهند سعى البرتغاليون للإستيلاء على بعض المراكز المهمة في الخليج ، فاحتلوا جزيرة هرمز عام 1506 وتبع ذلك احتلالهم لعدة مناطق كالبحرين والبصرة ومسقط . وأنشؤا لهم القلاع المحصنة واستمر وجودهم في الخليج لأكثر من قرن حيث تم طردهم من هرمز عام 1622 وكانت مسقط أخر معاقلهم حيث طردوا منها عام 1650 . البرتغاليون والإستيلاء على البحرين (اوال):بعد أن تمكن البرتغاليون من بسط نفوذهم على جزيرة هرمز أخذوا يفرضون على حكامها الضرائب التي عجزوا عن دفعها ، ونظرا لسوء العلاقات بين حكام هرمز وحكام البحرين من بني الجبور ، فقد تعذر حاكم هرمز عن دفع الضرائب بحجة عدم دفع حكام البحرين للضرائب السنوية المفروض دفعها لحاكم هرمز ، فاستغل البرتغاليون ذلك وهاجموا البحرين عام 1521 وكان حاكم البحرين آنذاك مقرن بن زامل من بني الجبور مسافرا لأداء فريضة الحج وعند مجيئه حشد قواته وواجه المستعمر البرتغالي مما أدى لوقوعه أسيرا تحت أيدي البرتغاليين الذين قاموا بقتله. لقد كان إعدام حاكم البحرين أول إعدام لحاكم في الشرق الإسلامي على يد البرتغاليين . وبعد استيلاء البرتغاليين على البحرين قاموا بتنصيب حاكم هرمزي عليها يمتاز بكونه مسلما فارسيا سنيا ، فهو مسلم لكي يقبل به أهل البحرين المسلمين ، وفارسي لكي لا يميل لأهل البحرين العرب ، وسني لكي لا يتعاون مع أهل البحرين الشيعة أيضا . يقول الشيخ يوسف البحراني المتوفى (1772) :" لما كانت بلدة البحرين تحت ولايةالإفرنج (البرتغاليين) جعلوا واليها رجلا من المسلمين ليكون أدعى إلى تعميرها وأصلح بحال أهلها ، وكان هذا الوالي من النواصب (وهم الذين ينصبون العداء لأهل البيت) وله وزير أشد نصبا منه يظهر العداوة لأهل البحرين لحبهم لأهل البيت p2.gif ويحتال في إهلاكهم وإضرارهم بكل حيلة ". لم يكن شعب البحرين راضيا بوجود المستعمر البرتغالي على أرضه فقام بثورات عدة أثبت فيها مدى قدرته على المواجهة والرفض ، ويذكر جمال قاسم (1985) :" أن الحكم البرتغالي لم يكن مستقرا حيث توالت حركات المقاومة التي قام بها سكان البحرين ضد الوجود البرتغالي وما اتسم به من تعسف في فرض الضرائب حتى إن السنوات الفعلية التي مارس فيها البرتغاليون سيطرتهم على البحرين لم تتعد أكثر من أربعين عاما ". لقد استمر الوجود البرتغالي في البحرين حتى عام 1602. ففي ذلك العام ازداد الوضع سوءا وكان حاكم البحرين (التابع للبرتغال) من أقارب حاكم هرمز. وقد بلغت شراسته أن ابتز أحد تجارالبحرين وقتله لاحقا. وكان للتاجر أخ تقرب للحاكم شيئا فشيئا ثم قتله. وما إن قتل الحاكم البرتغالي حتى انتفض أهل البحرين في ثورة عارمة وهاجموا قلعة البرتغال في كرباباد وطهروها من المحتلين. وكانت الدولة الإيرانية الصفوية هي القوة الصاعدة آنذاك والمطلة على الخليج، واستطاع الشاه عباس الأول أن يساعد أهل البحرين لطرد البرتغاليين من أرض البحرين بصورة كاملة. ومما تجدر الإشارة إليه أن الإحتلال البرتغالي للبحرين يمثل بداية مرحلة ونهاية مرحلة أخرى . فالبحرين قبل الوجود البرتغالي كانت تشمل البحرين الحالية والإحساء والقطيف ولكن وبعد الإحتلال البرتغالي عام 1521 استطاع العثمانيون تخليص الإحساء والقطيف عام 1551 من أيدي البرتغاليين وبقيت البحرين الحالية تحت قبضة البرتغاليين وبذا انفصلت البحرين الجزيرة (أوال) عن أختيها القطيف والإحساء . كما ويذكر المؤرخون (انظر محمد علي التاجر) إلى أن البرتغاليين هم أول من استحدث سياسة التغيير الديمغرافي عندما قاموا باستيراد أعداد كبيرة من المسلمين السنة للبحرين لإثارة النعرات الطائفية لمواجهة البحارنة-الشيعة ولكي يتمكنوا من مواصلة احتلالهم، إلا أن مخططهم لم ينجح وخرجوا منهزمين

 

 

المصدر:http://www.vob.org/arabic/truth/truth6.htm

Link to comment
Share on other sites

واواواواواواوا صدته عصلت البحث واواواواواوااوواواواو

اي انه يوم كنت ابي بحث انه اول وحده قلت ابي بحث وسمت ويهي حق الي يسوه ولي مايسوه وله حصلت لا بحث وله ابو البحث لكن الله يسامحكم واخيراا حصلته اقووول احساس لوسمحت اخااف انته اتكون معااي في السكشن انه دكتوري عراقي وجامعه مدينه عيسى ليكون انت معاااااااااااااااااي ....

Link to comment
Share on other sites

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

Guest
الرد على هذا الموضوع...

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

Loading...
×
×
  • Create New...