Jump to content
منتدى البحرين اليوم

ومازالت (عابر السبيل) جمرة متوهجة بالجرائد القطرية


Recommended Posts

للمسرح وقع خاص لكثير من الناس

لما له من أهمية في تهذيب النفوس

ومنذ أقدم العصور. فهو في واقع الأمر

المحك الحقيقي للكاتب، والمخرج،

والممثلين وكل العاملين، ولذلك خطؤه

لا يغتفر.. والمبالغة فيه لا تعتبر.

وبصريح العبارة المسرح جمرة

متوهجة يجب التعامل معها بكل وقار

وحذر.. .فهذه الجمرة المتوهجة إما أن

تنير وتضيء أو أن تحرق وتترك أثراً.

بدعوة كريمة من وزارة الثقافة

والفنون والتراث، ومن لدن الكاتب

الأستاذ سعود علي، حضرت مع جمهور

التي » عابر السبيل « جميل مسرحية

عرضت على المسرح الوطني يوم الجمعة

2009 م. /11/ الموافق 13

أدى التمثيل ثلاثة ممثلين من فرقة

قطر المسرحية وأخرج المسرحية

المخرج الأستاذ ناصر عبدالرضا.

مشاهد الحروب كثيراً ما تخلق

مشاكل نفسية لعدد من الجنود وغير

الجنود الذين تسببوا بالدمار والخراب

بأوامر مطاعة لا تقبل النقاش..

والحرب في واقع الأمر كما عبر

وإلى جانب » دمار وإعمار « عنها الكاتب

هذا وذاك فإنها تترك في نفوس الذين

أهوالاً » النصر « خاضوها وإن حققوا

وأهوال.

هذه الأهوال سرعان ما تنعكس على

بنيرانها » احترقوا « الجنود البسطاء الذين

دون مسوغ قانوني أو مبدأ أخلاقي

وبالتالي تخلق عندهم حالات من عدم

الاستقرار النفسي لذلك يفضل البعض

منهم الانتحار.. راحلاً عن الحياة.. أو

أنه يفضل حياة اللهو والعبث كي ينسى

أو يتناسى أهوال ما شاهد أو ما اقترفت

يداه.. أو أنه يفضل الانطواء والانعزال

سابحاً بمآسي ما رآه.. فيهجر العالم..

ويهجر الملذات وصحبة الأصدقاء.

الذي في » عابر السبيل « لحين ظهور

اعتقادي يعني به الكاتب الضمير ويعيد

التقييم.

وهنا تنعكس الآية والحالة فالذي كان

يلهو ويلعب يمسي منطوياً على نفسه

والذي فضل الانطواء على لهو ولعب

الحياة أصبح يبحث عن ملذات الحياة.

وفي النتيجة وبعد حديث عابر السبيل

يستسلم الاثنان ويقرران » الضمير «

العيش بصورة طبيعية ناسين أو متناسين

هموم ما في دواخلهما.

لقد نجح الكاتب وبلغة أدبية مسرحية

سلسة أن يعبر عن حالات الجنديين وهما

يصفان أهوال الحرب وما ساعد في إثراء

ذلك الوصف هي الصور الصامتة الناطقة

التي وضبها المخرج.

كما نجح الكاتب بإظهار كيف أن

هذين الجنديين كانا صديقين حميمين..

إلا أن ظروف الحرب مزقت بينهما

أواصر تلك الصداقة فسار كل واحد

منهما بمساره لحين يقظة الضمير الذي

.» بعابر السبيل « عبر عنه

الإخراج والإخراج الفني والمسرحي

كان موفقاً وناجحاً بكل الأبعاد والمقاييس

المسرحية.

وما يقال عن المخرج المبدع يقال عن

الممثلين الثلاثة الذين بذلوا جهداً جهيداً

يحمدون عليه.. فتخطوا بذلك حواجز

التمثيل والتكليف المسرحي فأمسى

وكأنه حقيقة واقعة. » تمثيلهم «

المؤثرات الصوتية والسينوغرافيا هي

الأخرى لعبت دوراً مهماً بالنجاح الذي

حققته هذه المسرحية.

شكراً وألف شكر لجميع الذين عملوا

في الظل لإخراج هذه المسرحية الى

النور.. وكل الجائعين بحاجة الى مثل

هذه الوليمة الدسمة!.

عابر السبيل

د. منير طه

 

جريدة الراية اليوم الأثنين (16/11/2009م)

Link to comment
Share on other sites

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

Guest
الرد على هذا الموضوع...

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

Loading...
×
×
  • Create New...