وعادت هيبة الدولة

[محمد احـمد عبدالله]

عند المساء اتكأ شهريارعلى مخدة من ريش النعام وجلست شهرزاد بكل دلال و في كامل زينتها بالقرب منه قائلة الليله سأروي لك قصة عجيبة و غريبة عن الفأر الذى تحدى الاسد .

 

اعتدلت شهرزاد في جلستها و قالت بأنه كان يا ما كان في قديم الزمان و سالف العصر و الأوان فأر حقير يعيش في جحر قذر في عرين الاسد .و في ذات يوم قرر ان يخرج من جحره .فلما رآه الاسد ارتعدت فرائض الفأر الا ان الاسد كان طيبا لذا سمح للفأر ان يعيش مع اشباله و عامله كاحد الاشبال بالرغم من حقارته و محاولاته الدائمة سرقة الحبوب من المخزن .مرت الايام و الفأر يزداد ضخامة و حجما بسبب تللك الحبوب التي يسرقها من المخزن ويوزعها على البعض من رفاقة من الفئران.

 

وفي احدى الليالي المقمرة خرج خارج العرين و رأي ظله فوجده كبيرا جدا و اكبر من الاسد. فقال لنفسه انا اكبر من الاسد و اقوي فلماذا لا اتحدى الاسد و اغلبه و من ثم استولي على المخازن و اتقاسمها مع اصدقائي .

 

بدء خطته بادعاء الورع ومن بعد ذلك الاجتماع مع بعض الاشبال الصغار جدا و الادعاء بأن الاسد يفرق بينهم و بين باقي اشباله و غسل امخاخهم باسلوبه الشيطاني كما اتصل ببعض الخنازير التي تعيش في المزابل و وجد منها التعاون. و بعد ان اتم خطته وقف متحدياً ا لاسد الشامخ شموخ الجبال ومن حوله اشباله الشرفاء.

 

 

نظر الاسد الى الفأر فاستحقره و سكت عنه مما جعل الفأر يظن ان سكوت الاسد هو خوفا منه و ليس استحقارا له و رجاحة عقل و طيبة قلب,.وفي يوم من الايام و بعد ان نفذ صبر الاسد زأر زئرة واحده رجت الارض تحت اقدام الفأر و زمرته فهربوا جميعا نحو جحورهم و اصوات الله يعزكم ...... تلحقهم .

لم يعلم ذلك الفأر بانه بتطاوله على اسياده سيفضح نفسه و يبين مدى حقارته و رداءة معدنه وبالمقابل ستبين مدى شموخ اسياده من الاسود واشبالهم.و علموا بأن الفئران لا تألف العيش في العرين مع الاسود و الاشبال و تحن لموطنها الاصلي في المجاري لتكون تحت رحمة احذية اسيادهم

 

و لما لاح الصباح سكتت شهرزاد عن الكلام المباح وتوجه شهريار الى سوق ليشتري شداخة جديدة و يضعها عند برميل الزبالة ليصطاد فأر اعتاد العبث بمحتوياته