فهد مندي Posted Monday at 07:09 AM Report Posted Monday at 07:09 AM نظرية (مغالطة رجل القش) المسرح نموذج – بقلم منى الروبي في عالم المسرح، تلعب الإدارة دورا محوريا في تحقيق النجاح وإحداث تأثير حقيقي في المجتمع فالمسرح ليس مجرد منصة لعرضين مسرحيين سنويا، بل بيئة ديناميكية تتطلب رؤية واضحة، وإبداعًا مستمرًا من فنانين، وكتّاب، وموسيقيين، وفنيين، بالإضافة إلى تخطيط محكم، وعندما تكون الإدارة ضعيفة يفقد المسرح بريقه، وهو ذلك البريق الناتج عن الوعي بأهمية المسرح، لكن فقدان هذا الوعي، بسبب تشبث البعض بالسلطة يحوّل هذا الصرح إلى مساحة خاوية تملؤها الجمود والدسائس، حيث تغيب الجودة، وتفتقر العروض إلى العمق الفني والتطور الحقيقي. فالمسرح الواعي يقاس بجودة (النتاج)، والجوائز التي تعكس التميز، والأهم من ذلك، بقدرته على تطوير المواهب وخلق بيئة إبداعية حقيقية للشباب. في بعض الحالات، تلجأ الإدارات الضعيفة إلى نظرية (مراوغة رجل القش) حيث تبرير إخفاقاتها من خلال خلق صراعات وهمية بدلًا من مواجهة المشكلات الحقيقية. فتُدار المشاريع المسرحية بعقلية مغلقة، حيث تُتخذ القرارات بشكل عشوائي، ويتم تهميش أصحاب الخبرة المسرحية أو الدراسات الإدارية ، لأن أصواتهم تزيد من وعي العامة وهذا يؤدي إلى حالة من الاستجوابات الإدارية والفنية، حيث تغيب الخطط الواضحة، سواء السنوية أو الموسمية، ويصبح المسرح رهينة للمجاملات والمحسوبيات، الأمر الذي ينعكس سلبًا على مستوى العروض المقدمة أو ندرتها وفي أحسن الأحوال عرضها على نطاق ضيق (خاص)، في المقابل تعتمد الإدارة الناجحة على الشفافية، وتعمل على تطوير أعضائها، وتشجع على الابتكار، فتح الستار للمجتمع و المسارح الأخرى مما يُثمر عن إنجازات حقيقية تُثري المشهد المسرحي وترتقي به. عندما يسود ضعف الإدارة، تظهر أنماط من القيادة الفردية التي تفتقر إلى الخبرة الفنية والإدارية، حيث يتحكم شخص واحد في كل شيء ، رغم أنه قد لا يكون قد قدّم عملا مسرحيا واحدا ذا جودة في حياته، يحيط نفسه بمجموعة من الأتباع الذين ينفذون أوامره ويؤمنون باستشارته دون نقاش، وهي مجموعة تجمعها نفس الدرجة البسيطة من التعليم أو الخبرة المسرحية أو مصلحة ما، هذا الفقر يحوّل المسرح إلى ساحة للصراعات الشخصية بدلًا من كونه فضاءًا للإبداع والتجديد، في ظل هذه الإدارة تتفاقم المشكلات، ويغرق المسرح في حالة من التدهور، فالأعضاء يقارنون بين مبالغ يجب أن تُصرف على تطويرهم والواقع المشلول الأليم، فكل ما ينشر هو ليس إنجازا حقيقيا، حتى يصبح المسرح قائمة أسماء تُسدد رسوما سنوية يفتقر للرؤية والطموح المسرحي. حين تغيب الإنجازات الفعلية تلجأ بعض الإدارات إلى مغالطة رجل القش، حيث تختلق أعداء وهميين، وتهاجم المؤسسات التي تعمل تحت مظلتها، في محاولةً إقناع أعضائها بأن الفشل ليس مسؤوليتها، بل نتيجة “مؤامرة كونية”. بدلًا من تطوير العروض والمواهب، يتم توجيه الجهود نحو الصراعات والخلافات، وهو ما يُولّد حالة من الإحباط والانشقاق داخل المنظومة المسرحية، لكن المسرح الحقيقي لا يُبنى على الأوهام، بل على العمل الجاد، والتطوير المستمر، والإنجازات التي يشعر بها كل فرد يشارك في هذا المجال، سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو العربي. المسرح الناجح هو الذي يُدار بشفافية تتاح فيه الفرص للأعضاء للنمو والتطور، و تشجيع الحوار والانفتاح على الأفكار الجديدة هذه تمثل الجوائز الحقيقية لأي مؤسسة مسرحية تبدأ من الداخل، حين يشعر أعضاؤها بأنهم يحققون تقدما حقيقيا، وليس عبر تسويق إنجازات غير موجودة إلا على جوازات السفر وورق الجرائد، إنّ الإدارة الضعيفة تظل عالقة في دائرة من الادعاءات، بينما يتآكل المسرح من الداخل، حتى يصبح مجرد اسم بلا قيمة حقيقية، تلقائيا يدفع القائمين عليه إلى استقطاب أعضاء من الأهل والأصدقاء في محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، مستخدمينهم أصواتا انتخابية (مغالطة رجل القش تسمى هذا فسادا) فالعضوية لعناصر المسرح المعروفه .. هذه الأسماء التي لا علاقه لها بالمسرح تضمن استمرار العبث بطموح الشباب، أما المسرح القائم على رؤية واضحة وإدارة حكيمة، فيظل فضاءا نابضا بالحياة، يتطور باستمرار، ويترك أثرا ملموسا في المشهد الثقافي، ليبقى حاضنا للإبداع، ومساحة حقيقية للتعبير الفني. نظرية مغالطة رجل القش تقوم على تهميش الجميع، حتى ولو يقصى أفرادا من داخل الإدارة اذا غردوا خارج السرب الفاسد فلا اجتماعات شهرية، ولا عروض جماهيرية، بل هجوم ممنهج على كل من تسوّل له نفسه أن يتساءل: “من سرق إبداعات الفنانين الشباب واموالهم؟” Quote
Recommended Posts
Join the conversation
You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.