Jump to content
منتدى البحرين اليوم

الدعوة الإصلاحية مقابل العلمنة


Guest

Recommended Posts

 

بينما العقلاء في الغرب بدأوا يعيدون النظر في جميع تياراتهم الفكرية وارتباطهم ببعض التنظيرات الاقتصادية المبنية على الفكر العلماني، نجد في المقابل من يسوّق لهذا الفكر مجدداً .. وكي ينجح في هذا التوجه لابد له من بديل فكري يهاجمه ويصمه بأنه مركز التراكم النفسي والفشل السياسي والاقتصادي وبالطبع (منبع الإرهاب).. وهذا يوضح جزءاً من التوجه للهجوم على دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب الإصلاحية التي أصبحت مساحة للهجوم الغربي وبعض المجتمعات والتجمعات العربية بل والعديد منهم ممن يحسبون في أجندة مجتمعنا السعودي مثقفين.

واذا كان الرئيس الليبي قد أخذته الحمية للدفاع عن الاتجاه السائد حاليا مدعوماً بالقوة العسكرية بادئاً من افغانستان ومستقراً في بغداد ملوحاً بالعصا لمن سيتجرأ بالتنديد على هذا الاحتلال المشرعن!! فموقف هذا الرئيس ليس غريباً ولم يكن مستبعداً!! ولهذا كان مهماً استنكار المملكة العربية السعودية لهذه التصريحات التي أطلقها الرئيس معمر القذافي عبر المقابلة التلفازية معه (أي.بي.س) الامريكية!

فدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب ليست مذهباً من المذاهب بل هي (دعوة إصلاحية) بعيدة كل البعد عن الغلو والتطرف..

والحديث عنها يتطلب فهمها في منطلقاتها وليس فيمن ربما حوّر هذه المنطلقات أو اجتهد في تفسيرها.. وغالباً ما يكون هذا الهجوم وفق منهجية توزيع الأدوار بين عدد من الدوائر السياسية والثقافية التي غالباً ما تكون اهدافها بعيدة المدى ولديها مرحلية التطبيق واستباقية التخطيط، ولا بأس من ضم زعيم مشهور بتقلباته النفسية والسياسية والعسكرية، وقدر المملكة العربية السعودية أن تكون منافحة عن هذا الدين والعقيدة.. خادمة للحرمين الشريفين، حاضنة ومرحبة بقوافل المعتمرين والحجاج.. صامدة أمام عواصف الأعداء من الخارج ومن الداخل..

ودفاعنا عن الدعوة الإصلاحية للشيخ محمد بن عبدالوهاب وإن جاءت متأخرة إلا أنها ضرورية.. فصمتنا أمام هذه التجاوزات والهجوم المستمر على العقيدة، والتجني على المصلحين واتهامهم زوراً وبهتاناً من قبل الأعداء في الادارة الامريكية ومن والاهم من العملاء المنبثين في عدد من الواجهات الثقافية.. كأنما هو اعتراف بصحة هذه الافتراءات.. التي يطلقها من لم يقرأ عن هذه الدعوة ولم يعرف منطلقاتها الجوهرية وانها حركة تجديدية لإعادة الإسلام الصحيح إلى منابعه الأولى وأصوله الثلاثة: الكتاب والسنة وإجماع الأمة، وربما أسهمنا نحن كمؤسسات ثقافية في عدم القيام بهذا الدور.. ليس على مستوى التطبيق ولكن على مستوى توضيح دعائم هذه الحركات التجديدية وتيسير توفر المعلومات عنها بمختلف اللغات..

ربط (الوهابية) كما يقولون بالإرهاب.. كان نتيجة (مبرمجة) لأحداث سبتمبر... والاستعداء عليها يأتي أيضا نتيجة لترتيبات طويلة الأمد تضرب في العمق التاريخي لمن يخططون للقضاء على هذا الدين ليس منذ الأحداث المعاصرة، بل منذ بداية الحروب الصليبية وما واكبها وتلاها من سياسات استعمارية أقصت من خلال حكومات الظل التي أبقتها بعد خروج الدبابات والبقاء هناك عبر تلافيف الفكر وثنايا التيارات المتضاربة التي وإن اختلفت في توجهاتها ولكنها اتفقت جميعها على إقصاء إله الكون من مركزية الكون وتطبيقات العلوم ومسار الحياة.. ولهذا يجيء التصادم مع أي موقف عقدي يحافظ على إبقاء العلاقة الصحيحة بين الإله جل وعلا خالق الكون ومعبوداته في الكون..

ولكن لأن العقل والبصيرة ميزة لبني الانسان.. فإن من المفكرين الغربيين حالياً من أدرك سقوط الفكر العلماني، ومن قرأ ما كتبه ديفيد بروكس في مؤلفه (الاقلاع عن العادة العلمانية) سيجد أنه حدد تاريخ 11سبتمبر نقطة تغيير فكري وإعادة حسابات في المنظومة الذهنية والعقدية فنجده يقول: (لقد كنت حتى 11سبتمبر أقبل الفكرة التي تقول: إن العالم كلما أصبح أكثر غنى وتعليماً أصبح أقل تديناً.. إن هذه النظرية تتمسك من خلال الاستنتاج من عينة انسانية محدودة وغير ممثلة (بعض من أجزاء من أوروبا الغربية وأجزاء من أمريكا الشمالية) .. بأن التاريخ كلما تقدم إلى الأمام، فإن العلم يحل مكان التسليم الاعتقادي، والتعليل السببي يحل بديلاً عن التسليم غير الخاضع للتعليل العقلي وإن أي منطقة لم تنل حصتها بعد من الإصلاح والتنوير - كالعالم العربي مثلاً - لابد أنها سوف تنالها عاجلاً أم آجلاً..) ثم يقول: (إن من الواضح الآن بأن نظرية العلمنة هذه غير صحيحة فالجنس البشري لا يصبح بالضرورة أقل تديناً كلما أصبح أكثر غنى، أو أفضل تعليماً.. إننا نعيش اليوم في ظل واحدة من أعظم فترات التقدم العلمي وتخليق الوفرة وفي الوقت نفسه فإننا في قلب الازدهار الديني.. إن الاسلام يموج بالحركة.. واليهودية والآرثوذكسية تنموان في الأوساط الغنية من المجتمع).

ثم يذكر في موقع آخر: (إن الطوائف الدينية التي ترفض العلمنة هي الطوائف الأسرع نمواً، بينما تستمر في الذبول والاضمحلال تلك التي تحاول أن تكون عصرية).

ثم يؤكد بعد تحليل عن انتشار (التدين) ان (العلمانية ليست هي المستقبل إنها رؤية الأمس الخاطئة للمستقبل.. هذا الإدراك يدفع بنا نحن العلمانيين في طور التعافي إلى محلات بيع الكتب أو المكتبات العامة في محاولة يائسة لاكتشاف ما الذي يحدث في العالم) ويوضح أيضا قائلا: (إني أشك أني الوحيد الذي وجد نفسه بعد الحادي عشر من سبتمبر يقرأ طبعة ورقية من القرآن والتي كانت موجودة منذ سنوات ولكنها لم تفتح قط!! وربما لست الوحيد الذي يتعمق الآن في دراسة تعاليم أحمد بن تيمية وسيد قطب ومحمد بن عبدالوهاب..).

ثم يطرح عدداً من الخطوات يقترحها لعملية (التشافي من العلمنة)..

وكما بدأ الغرب في إعادة قراءة القرآن وكتب الدعاة والمصلحين والمفكرين المسلمين.. أتوقع أن يحتاج علمانيو العرب إلى وقفة تصحيحية مثل هذه الوقفة الغربية..

منقول

Link to comment
Share on other sites

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

Guest
الرد على هذا الموضوع...

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

Loading...
×
×
  • Create New...