Jump to content
منتدى البحرين اليوم

بحوث وتقارير


Recommended Posts

وهذا بحث عن الطفل

ينفع الى اللي رايحين علم اجتماع

 

الطفل : اهميته و مراحل تطوره ...

 

المقدمة ...

 

انه لمن ناقلة القول أن تحدد أو تعدد الاهميه البالغة التي يمكن أن تعطي الطفل عامة في أي مجتمع من المجتمعات ، فالطفولة هي صانعة المستقبل ، واطفال اليوم هم كبار المستقبل رجالا ونساء ، وهم الذين سيئوا اليهم شئون المجتمع و الالتزام باوضاعه ومقاليده ، وتحمل واججباته ومسئولياته ، و المساهمة في دفع عجلات بنائه ، ونموه وتطوره وتقدمه .

والطفل الضعيف العاجز في مهده ، والذي لايدرك ولا يعى ما حوله في مراحل ولادته وحياته الاولى ، يصبح قوة بدينة وعقلية وفكرية قوية خارقة في مستقبل حياته شابا يافعا ، وانسانا متوافقا ، وكيانا فعالا منتجا ، له قدراته وطاقاته ، وله آفاقه وانطلاقاته ، وله آماله وطموحه يحقق بها خيره ، خير مجتمعه ، وخير الانسانية جمعاء ، كل ذلك اذا ما امكن احاطته بالرعاية والعناية اللازمة لحياته ، والاهتمام و الانتباه و المتابعة اللازمة لنموه وتطوره واذا ما توافرت للطفل سبل الاعداد و التربية و التنشئة السليمة التي تعمل على تكوين الفرد تكوينا اجتماعيا كاملا ، ليكون مواطنا صالحا ، يسهم ويشارك بايجابية في صنع هذه الحياة ويعطي ويقدم من الفداء لمجتمعه ما يجعله اهلا للانتساب اليه ، يفاخر بما يقدمه وربما يكون له من اثر في تقدم بلاده ورقيه . واي مجتمع واي دولة هي بمجموع افرادها ، وليس المجتمع و الدولة بقعة جغرافية في جزء من اجزاء العالم الذي تعيش فيه فحسب ، وانما المجتمع والدولة هي مع مجموعة افراده وسكانه والحضارة التي يخلفها هذا المجتمع ، وهي الجهد و العرق و العمل و الانتاج و المجد الذي يخلقه المواطنون في المجتمع ، كل يقدر ما يساهم به و يشارك في دفع عملية التقدم و الرقي ، في تسابق مع الزمن في حماس و اخلاص ، وتفان و تضحية من اجل النفس و الغير ، ولاجل مجد الوطن وخيره ورقيه وتقدمه .

والطفل هو البذر ، وهو الزرع الصغيرة الذي يخلق ، ويودع طرف زوجين وابوين في كنف و رعاية اسرة تكون له بمثابة التربة والارض المنزوعة ، فاذا اصلحت هذه التربة انبتت نباتا حسنا مزدهرا برعاية الابوين ، واذا مافسدت بفسادافرادها ، فسد نباتها ولم تصبح له جذور ثابتة تمسك وتبقى عليه ، ولا تجعل عودة صلبا يقوى على احداث الزمان بل تذروه الرياح في يوم عاصف .

 

رعاية الطفل قبل سن المدرسة ...

 

منذ الحرب العالمية الثانية نجد ان هناك تحولا كبيرا نحو الانماط الخاصة بخدمة وتربية الطفل ودون توافر التسهيلات التي تيسر تنشئة طبية للطفل ورعاية له ، فقد حدث تحول كبير وحراك اجتماعي بين المواطنين من مناطق لاخرى سببا لمزيد من التقدم و الحصول على فرص عمل احسن توفر الحياة الافضل ، وقد صاحب ذلك تغير اجتماعي من حيث خروج المرأة للعمل وتقلص في حياة الاسرة الممتد والاتجاه نحو قيم الاسرة النووية المحددة في علاقاتها وحجمها .

وكانت للامهات العاملات اطفال في سن ما قبل المدرسة ، وهذا يضيف على الام العاملة مسئولية مزدوج تتزايد يوما بعد يوم فهناك ضغوط مستمرة لكي يعمل الوالدان سعيا وراء مزيد من الدخل ورغبة في مزيد من الارتفاع لمستوى المعيشة وفي بعض الاحيان تضطر الام وحدها للعمل لتكون هي المسئولة عن اعالة الاسرة ومعيشتها وقد يكون العمل ليس فقط من اجل الدخل وزيادة الموارد للاسرة ، ولكن من اجل احساس كل طرف من الزوجين بأن يكون له كيانه واعتباره و الاحساس بذاته ، وهي دافع يدفع كل منهما للعمل المستقبلالذي قد لا يكون وراء دافع اقتصادي للاسرة . ولايكون العمل حينئذ بدافع تدعو اليه حاجات الاطفال في اعالتهم او اعاشتهم وتحسين مستوى معيشتهم ولكنهم يتأثرون بلا شك بخروج الام للعمل مع الاب ، ويكون هذا الوضع ضارا بهم ، ويدور البحث حينئذ يوثور السؤال : من الذي سيرعى هؤلاء الاطفال ؟

ومثل هؤلاء الاطفال لا ينالون رعاية سليمة بلا ادنى شك ، وتنشأ بذلك مواقف صعبة للغاية امام مثل هؤلاء الاطفال .

فهناك اطفال لا ينالون رعاية مطلقا من ابويهم ، وهناك من يسمون " الاطفال الذين يحملون مفاتيح المنزل ، او ان يعهد برعاية اطفال الى الاخوة الاكبر ، وهم انفسهم يعدوا اطفالا يختاجون لمن يرعاهم . وهناك صورة تراها في كثير من اماكن العمل حيث تصحب الامهات العاملات اطفالهن معهن في اماكن العمل ، وهي صورة غير كريمة تضر بصالح العمل من ناحية ، لما توجه الام خلال عملها من اهتمام بطفلها مما يشغلها عن عملها الذي تقوم به ، وقد يسبب الطفل بسبب وجوده في مكان عمل الام متاعب لا حصر لها ، ومن ناحية اخرى فأن المراكز النهارية لرعاية الاطفال و التي يتجه اليها الاهتمام ارعاية الاطفال قبل سن المدرسة ، قد تكون هذه المراكز غير متوافرة ، وغير صالحة ، بل قد تكون مرعبة ومخيفة للطفل عند تواجده بها . ولو ان هناك بعض من هذه المراكز الممتازة فيما تقدمه من رعاية فائقة للاطفال . ولكنها اقلية . وهي على أي حال اماكن امنية يمكن ان تتوافر فيها الرعاية الجسمية الصحيحة ، وهذه الرعاية الجسمية هي ما يمكن الاطمئنان عليها خلال غياب الطفل عن ابويه لفترة من الزمن قد تمتد ساعات طويلة ، ولكن من خلال هذه الرعاية فأن البالغين العاملين في رعاية الطفل في هذه المراكز لاشك لهم تأثيرهم من خلال تفاعلهم وتعاملهم مع الطفل في نموه اتجاهات الطفل ، وقيمه ، واماله وقواه الفكرية . ولا يمكن القول ان الرعاية لمثل هؤلاء الاطفال عندها مسئوليات الابوين ، بما يوفرانه من حاجات غذائية و ملبس و مأوى أي السكن ، لأن للاطفال حاجات أبعد مدى من ذلك .

وانه من اللازم الاشارة الى دور المنظمات و الهيئات الاجتماعية وجهد المتطوعين الذين يشاركون في المسئولية نحو تنظيم الرعاية الاجتماعية للاطفال في هذه المراحل من حياة الطفل وهم صغار لم يصلوا بعد الى سن المدرسة . ولابد من الاهتمام بصفة خاصة باعداد و تدريب هؤلاء العاملين مع الاطفال في هذه المؤسسات الاجتماعية في ميدان الرعاية النهارية للاطفال .

 

 

الرعاية للطفل في سن المدرسة ...

 

ان هناك التزاما اساسيا يلتزم به المجتمع بتوفير حيز ما يمكن او يتوافر للطفل لنموه اجتماعيا و عاطفيا و عقليا . ولتحقيق هذا الهدف يجب ان تتوافر المؤسسات المجتمعية المسئولة عن تقدم وتدعيم الحياة الاسرية ومساعدة الاطفال لتنمية قدراتهم . وان الرعاية النهارية للطفل في سن المدرسة لها اهداف اوسع مدى من مجرد اعتبارها اماكن تضم اماكن تضم اطفالا فالرعاية النهارية هي مؤسسات تقدم خدمات للطفل و الاسرة و المجتمع . فالظروف الاسرية الحالية و الاحوال المحيطة بها لا تسمح لها بأن توفر للطفل الصغير السن بعد التحاقه بالمدرسة كل الرعاية و العناية و الحماية اللازمة له بكفاءة . وهناك تقدير متزايد لحاجات الطفل الكثيرة و التي تعجز الاسرة بامكانياتها وظروفها الحالية ان توفر لها الاشباع المناسب . و الطفل الذي يحمل مفتاح مسكنه يعود من المدرسة للمنزل الخالي لغياب افراد اسرته ، يحب ان تهتم به و تتلقاه و ترعاه في مؤسسة اجتماعية تتكامل مع رعاية اسرية ، بدلا من اندفاعه نحو قرناء سوء او عصابة مستغلة ، يجب ان توفر للاطفال ملاعب يلعبون فيها بعد ان تسكر و تغلق المدرسة ابوابها .

قد يكون الطفل المنتمي لاسرة متصدعة في حاجة لرعاية خاصة في مؤسسة اجتماعية بعد المدرسة لتوفر له رعاية تحرمه منها اسرته . و كذلك الحال بالنسبة لطفل محروم من ابيه لوفاته او لغيابه ، او مجروم من امه لغيابها او مرضها ، فيكون ما تقدمه الرعاية النهارية وسيلة معوضة متكاملة مع الرعاية الاصلية المحدودة .

ولا شك ان المدرسة هي مؤسسة اجتماعية تالية للاسرة في تربية وتنشئة الاطفال . ومن ثم فتقع على المدرسة مسئولية التعليم النظامي او الرسمي وتبث في الطفل قيم المجتمع و ثقافته و الرعاية النهارية هي ايضا مؤسسة اجتماعية تتكامل رسالتها مع رسالة المدرسة وتقدم مزيدا من الخبرات الانسانية التي تساعد على تحقيق و توصيل رسالة المدرسة في التربية و التعليم فهي تقدم مزيدا من العمل و التعلم و النشاط يضاف الى ما تقدمه المدرسة في اوقاتها المحددة صورة رسمية . ويمكن ان يكون النشاط و التعليم و التربية في مراكز الرعاية النهارية ليس له الطابع الرسمي للمدرسة ، وبذلك يكون اكثر مرونة وتطور مع حاجات الاطفال في مجتمعاتهم المحلية . ويمكن بذلك ان يكتسب المزيد من الخبرات في تعامله مع البالغين من افراد المجتمع المندمجين في نشاطات هذه المراكز .

ولا شك ان مشروع اليونسيف الذي تبنته وزارة الشئون الاجتماعية في مصر بانشاء اندية للاطفال في سن المدرسة ( 6 / 12 سنة ) يحقق اهداف الرعاية النهارية السليمة التي تمت الاشارة اليها بعالية .

 

مشكلات الاطفال ...

والخدمات الاجتماعية اللازمة لمواجهتها ...

 

يتعرض الكثير من الاطفال خلال مراحل حياتهم ونموهم لمشكلات عديدة مختلفة ذات ن ذات عوامل متباينة ، واثارها بالنسبة للطفل خطيرة للغاية حيث انها قد تعوقه عن التوافق و التكيف في المجتمع و هو عضو عامل له دور اجتماعي و انتاجي فيه ، كمواطن صالح له فيه حقوق و عليه واجبات . كما قد تحرم المشكلات التي يتعرض لها الطفل من الرعاية و العناية بل ومن التنشئة و التربية السليمة و النمو و النضج الصحي الصحيح ، وذلك بسبب الحرمان من الرعاية الاسرية السليمة لاي سبب من الاسباب ، وبسبب الاثار المترتبة على ذلك ، من حيث الاضرار الجسيمة ، او الاضطرابات السلوكية التي قد يصاب بها او يتأثر من نتائجها .

ولن يكون موضوع العيوب الذاتية و الخلقية ، والعاهات الجسمية محلا الكلام في هذا المقتضى حيث الكلام فيها يكون مجاله في الكلام عن النقص و التشوهات و العاهات و العجز الذي يتعرض له الطفل لسبب او لاخر وقد تكون هي في ذاتها نتيجة لعدم حصول الطفل على رعاية ابوية او اسرية سليمة منذ بدء خلق الطفل جنينا في احشاء امه ، وما يتبع ذلك من تطورات وتعرضات ايضا حيث يكون الكلام فيها مرتبطا بالعلاج الصحي و الطبي و التأهيل الجسمي والاجتماعي و المهني وهي ايضا مجالات وميادين رعاية للاطفال متخصصة ، ينالها الطفل الاصم و الابكم ، و الاعمى وضعيف العقل ، و العاجز جسميا المصاب بأي طرف من اطرافه .

 

المحرمون كل الوقت من رعاية اسرهم ...

 

واذا كنا ننظر حولنا فنجد ان هناك اطفالا يحرمون من رعاية اسرهم اسباب مختلفة ومنها اليتم ، حيث يتوفى الوالدان او ايهما ويحرم الطفل من رعاية متكاملة ، ويكون من الضروري ان يعوض عن هذه الرعاية المحروم منها من اخرين غير آبائهم ، كما ان هناك التصدع في العلاقات الزواجية و الاسرة ، الذي قد لا يجعل الابوين او الاسرة الصالحة او قادرة على اداء دورها ووظيفتها في الرعاية و التربية و التنشئة الاجتماعية كما ان هناك انهيار الاسرة وعدم رعاية ابنائها ، كما ان هناك اطفالا يخرجون للحياة في غير حياة زواجية ، وبالتالي دون الانتماء الى اسرة ، بل دون ان يعرف لهم اباء ينتسبون اليهم ، وهم الاطفال غير الشرعيين و مجهولي النسب .

 

الفقر و الحرمان من الرعاية الاسرية ...

 

على انه جدير بالذكر ان نشير الى ان الفقر فحسب لا يعتبر سببا للحرمان من الرعاية الاسرية بصورة كاملة ولو انه يحرم من الاشباعات المادية فحسب ، واذا كان الفقر سببا لتصدع العلاقات الاسرية ، يحقق عدم التكامل في العلاقات الاسرية ، وعدم التوافق و التكيف بين اعضاء الاسرة ، وقيام كل طرف بدوره فيها فعندئذ يكون الفقر بالاضافة الى العوامل المتضافرة معه سببا من الاسباب التي تؤثر في الرعاية و التربية و التنشئة اللازمة للطفل ، و بالتالي في الحرمان من الرعاية الاسرية واذا ما امكن مقاومة الفقر و الحاجة المادية و المالية بوسيلة او بأخرى و توافرت مقومات التكامل الاقتصادي في صورها الدنيا ، وامكن معها قيام التوافق و التكيف الاسرى بمقوماته العاطفية الاجتماعية فعندئذ يمكن قيام الاسرة بوظائفها ومسئولياتها في تربية ابنائها ، دون ان يكون الفقر فحسب سببا في حرمان الطفا من اسرته ، و التفكير في عزلة عن الرعاية و التربية و التنشئة الطبيعية بالمجتمع وحرمانه من رعاية اسرته بايداعه بمؤسسات اجتماعية يقيم بها او طرف اسر بديلة تنظم من خلالها رعاية الطفل .

 

الخدمات الاجتماعية لرعاية الطفولة ...

مراكز التوجيه للاطفال ...

 

يعتبر هذا النوع من الخدمةالتي تتوافر في المجتمع لخدمة الاطفال من الخدمات الهامة المعاونة للاسرة في كشف المشكلات النفسية و السلوكية التي يتعرض لها الطفل في مراحل نموه في وقت مبكر ، حتى يعاون هذا الاكتشاف المبكر في تحقيق التنشئة الاجتماعية والتربية السليمة الصحية للاطفال في صورة بدينة ونفسية على السواء ، فقد يتعرض الطفل في خلال مراحل النمو ، وخاصة في مراحل النمو المبكرة للطفل ، قد يتعرض لظروف واوضاع غير عادية اوعادية , ويتفاعل معها الطفل تفاعل غير مناسب فيصاب باضطرابات او يتعرض لظواهر سلوكية غير عادية ، مما قد يسبب قلقا لدى ابويه و اسرته او على الاقل يجب ان يثير باهتمام و انتباه الابوين حول مظاهر السلوك هذه او الاضطرابات كي يعرف كنهها ومدى تأثيرها على نمو الطفل وسلوكه النفسي و الانساني ومدى تأثيرها ايضا على قدرات الطفل واستعداداته ، واتجاهاته وعلاقاته بأفراد اسرته

بل وفي امتداد تلك العلاقة بالافراد المحيطين به وفي بيئته او في المجتمع الذي يعيش فيه و التجمعات و الجماعات التي يتصل بها ، جيرة او مدرسة او غير ذلك من المؤسسات المجتمعية .

وعندما يلحظ الاباء شذوذا في السلوك ، وعدم مسايرة نمو اطفالهم للخط الطبيعي و العادي للنمو ، بكل النواحي و الظواهر المتصلة بها فانه عندئذ يكون من واجب الاباء ان يتخذوا من الخطوات ما يساعد على الوقوف على حالة الطفل محل النظر ، وان يلجأ الاب لاستشارة الفنيين والاخاصيين المتصلين بالحالة سواء الاخصائي اجتماعيا او طبييبا ، او طبيبا نفسيا ، او نفسانيا ، او محللا نفسانيا ، حسب مقتضيات الحالة ويمكن الاستشارة و المشورة في العيادات الخاصة ، كما قد تكون في مؤسسات اجتماعية نفسية نفسية مختصة بمثل هذه الحالات ، تضم فريقا من الاخصائيين في مجالات تخصصهم ، وتديرها هيئات اجتماعية حكومية كانت او تطوعية خاصة ، وهي جهات لا تسعى الى الربح ، وانما لتوفير الرعاية للمحتاجين اليها ، ولو بقابل كرسم خدمة ، دون حاجة لان يكون ذلك بالمجان اساسا .

وهذا اللون من الخدمة قد انتشر في الدول المتقدمة ، يقدم المعونة للاباء و الاسر للمعاونة في تربية الابناء و الاطفال ، ويكشف مبكرا عن الاضطرابات و الانحرافات السلوكية التي يتعرض لها الاطفال في مراحل نموهم لامكان اتخاذ الخطوات الاستشارية الوقائية و العلاجية التي يحتاج اليها الطفل ، ويتفادى بذلك مثل هذه الامور سلامى اصحاء البدن و النفس و العقل .

 

الرعاية البديلة بمؤسسات الايواء ...

 

الاصل كما سبق القول ان ينال الطفل رعايته في كنف ابويه و اسرته ولكن كما سبق القول ايضا ، فان هناك الظروف و الاوضاع الاجتماعية و النفسية والاقتصادية وغيرها مكتملة قد يمنع ولا يمكن الاسرة من القيام بدورها واداء وظائفها في رعاية و تربية ابنائها و تنشئتهم التنشئة الاجتماعية اللازمة لهم . ومن ثم كان من الضروري البحث في تنظيم وتوفير الخدمات البديلة لرعاية مثل هؤلاء الاطفال . وقد بأت عمليات التنظيم وتوفير الخدمات تجارتها باوروبا في القرون الوسطى وعلى مجه التحديد بانجلترا منذ صدر قانـون الفقـراء عـام ( 0601 ) ، وقد اعطى الحق لكل فرد بالبلاد في رعاية الدولة وبخاصة الفقراء و المحتاجين .

وقد كان اسلوب الرعاية في بادئ الامر منصرفا الى اعداد بيوت وملاجئ يلجأ اليها الافراد للمعيشة بها و الحصول على رعاية الدولة عن طريقها بالاقامة الكاملة ، والانعزال عن المجتمع و الاعتماد على الدولة في المعيشة والحياة بتلك الدور .

وكان من نتيجة الاندفاع و التكدس في اقامة هؤلاء الناس ممن يشعرون بالحاجة الى رعاية الدولة ، ان افسدت اوضاع هذه الدور وتفشي فيها الفساد وانحط مستوى الحياة فيها ، لانه لم يكن هناك بحث . ولا تصنيف ولا تنظيم لاساليب الرعاية ولا الفئات المستفيدين ونوع المشكلات التي تختص بكل فئة ، ومن هؤلاء فئات الاطفال المحرومة من رعاية اسرهم ، وقد اعدت لهم دور الرعاية اللازمة المختصة بالاطفال . ولكن لا شك ان تلك الخدمات لم تكن على المستوى المادي والاجتماعي المنشود وظلت تلاحق هذه الخدمات اوجه التنظيم و الاصلاح ، الى ان ظهرت العلوم الانسانية الحديثة و الخدمة الاجتماعية بأمريكا كمهنة لها محتواها واسسها و قواعدها ونظمها ومتطلباتها في تشغيل العاملين المهنيين والتخصص في رعاية الاطفال بها ، ومنهم الاخصائيين الاجتماعيين النفسانيين وغيرهم ( عن كتاب الضمان الاجتماعي ببريطانيا العظمى كارل دى شوينتز ) .

 

العناية بالاسرة البديلة ...

 

نعود فنقول ان الاصل في رعاية أي طفل ان تلقى مسئؤلية ذلك على الابوين واسرة الطفل نفسها : ولكن كما سبق القول فانه قد تعترض حياة الطفل ظروف وموافق لا تستطيع الاسرة و الابوان ، بل قد يعجزا عن القيام بهذه الرعاية او قد يحدث ان تكون رعاية الابوين واسرة الطفل قائمة على خطر واضرار الطفل ، اما لنواحي صحية كالمرض الخطير ، او الخلل في اسس الحياة الزوجية او لقيامها اصلا للمنازعات و الصراعات بين الابوين او هروبهما من رعاية الطفل مثلا وغير ذلك ، وعندئذ تكون الحاجة الماسة الملحة لكي يرعى الطفل رعاية بديلة عوضا عن الحرمان الذي يلاقيه الطفل المحروم من رعاية اسرية وحلولها بديلا لرعاية الاسرة الاصلية ، وانه اذا استطاعت الاسرة بعلاقاتها الممتدة ، وفي روابط افرادها المتعددة اذا استطاعت ترتيب رعاية الطفل داخل نطاقها بدلا من ابويه فان ذلك لا شك يجري في نطاق حياة الاسرة وعلاقاتها الممتدة ووظائفها التقليدية .

وانه لمن الفخر ان نذكر في هذا المقام قصة ، محمد صلى الله عليه وسلم ، وقد مات ابوه قبل ولادته ، وقد كفله جده وعمه بعد ولادته ، ثم تولت رعايته حليمة السعدية وتحت اشراف وليه ، بعد ان توفيت امه بعد ولادته ، وعاش في رعاية وولاية بديلة بعد ذلك ، وتربى ونشأ على الورع والتعبد ، الى ان حمل رسالته الكبرى التي تضئ العالم بهدى الاسلام ، بعد ان اصطفاه الله نبيا لحمل الرسالة و الدعوة ، وكان لمحمد هذا الشأن الكبير في حياتنا الى ابد الدهر و الى يوم القيامة .

والرعاية الاسرية البديلة على هذه الصورة هي خدمة تؤديها للطفل المحروم من رعاية اسرية ، اسرة اخرى قائمة في المجتمع ، غير ملتزمة برعاية الطفل حيث لا تقوم صلة دم تلتزم بمقضاها وذلك في مقابل اجر تحصل عليه الاسرة البديلة عن هذه الرعاية وان تكون هذه الرعاية عن طريق هيئة او مؤسسة حكومية كانت او اهلية . مسئولة عن تنظيم مثل هذه الرعاية لافراد هذه الفئة من الاطفال وتحت اشرافها ورعايتها .

واذاكان تنظيم الخدمات الخاصة برعاية الاطفال بالاسر البديلة قد نال اهتماما حكوميا كبيرا في الدول الراقية و المتقدمة ، فقد كان اهتمام مصر نحو تنظيما متأخرا نوعا . فقد تولت وزارة الصحة رعايتها واهتمامها بنظم هذه الخدمة مع ظروف الثلاثينات التي تصاحب اهتمام بعض الهيئات الاجنبية الدينية بخدمات رعاية الاطفال الايتام وغير الشرعيين ، وضرورة تدخل السلطات الحكومية للحد من تدخل تلك المنظمات بنشاطاتها المختلفة .

وقد انشئ عدد من المؤسسات الايوائية الحكومية بالقاهرة تابعة لوزارة الصحة و المستشفيات الجامعة للاطفال : مستشفى اطفال ابو الريش و في مستشفى الاسكندرية ، بالمستشفى الاميرى الذي اصبح فيما بعد المستشفى الجامعي .

 

الفصل الرابع ...

دور الاخصائي الاجتماعي في خدمات الطفولة ...

 

وبعد هذا العرض السريع لخدمات الطفولة وهي خدمات اجتماعية في المقام الاول يجب ان يكون في الاعتبار ان نعتمد في توفيرها وتحقيق فاعليتها على تقدير الظروف و الاوضاع الاجتماعية التي تقوم عليها وتعتمد عليها فاعليتها فالخدمة الاجتماعية في أي مجال من المجالات تقوم على مواجهة حاجة ، وليس بالضرورة ان تكون هذه الحاجة مالية او مادية و الحاجة المعنوية من اشباع خاص لحاجات الاطفال ، من حيث الرعاية و العناية و المعاونة في التربية و التنشئة كلها مما يستلزم تقديم الخدمة المناسبة و اللازمة لكل حاجة من هذه الحاجات كما تم استعراضها من قبل .

وما دامت هذه حاجات اجتماعية ، وما دامت لها اشباعاتها المناسبة و تتوافر لهذه الخدمات الاجتماعية اللازمة لها فان الاخصائي الاجتماعي يكون له دور رئيسي في اداء وتوفير تلك الخدمات .

فالخدمة في مراكز او مكاتب توجيه الاطفال لابد من عمل الاخصائي الاجتماعي في جميع البيانات عن الطفل واسرته ، والوصول الى التاريخ الاجتماعي والتطوري للحالة ، و التوجيه و التركيز على جوانب القوة و الضعف في حياة الاسرة وفي العلاقات القائمة منها و الصلة التي تقوم بين الطفل وابويه .او بديل الابوين وهو ايضا يعاون الاخصائي النفسي او الطبيب النفسي في الوصول الى تشخيص دقيق للمشكلات وفي خطة العلاج المناسب ، ولعب الدور المناسب في خطة العلاج .

وكذلك الخدمة في المؤسسات الايوائية وفي الرعاية بالاسرة البديلة نجد ان الاخصائي الاجتماعي له دور رئيسي في التعرف على مشكلات الاسرة ومدى الحاجة لدى الطفل للحصول على رعاية بديلة لاسرته وهو الذي يتابع الحالة ويقوم بالتوجيه فيها وتقديم العلاج المناسب خلال اقامته بالمؤسسة او وجوده في كنف الاسرة البديلة ، وعلاج المشكلات التي تطرأ خلال فترة ومرحلة الرعاية وهكذا حتى يمكن يتوافق الطفل و يتكيف من خلال الخدمات التعويضية والعلاجية التي يحصل عليها في المؤسسة او الاسرة وحتى يستطيع ان يصل الى مرحلة النضوج .

 

 

 

 

العلاقات الاجتماعية المتوافقة :

 

والاخصائي الاجتماعي ايضا له دور في توفير خدمات الرعاية التعويضية في دور الحضانة او كنف اسرة بديلة حيث يعاون في توفير الخدمة و التعرف على حياة الاسرة و الاسرة العفيفة وراء الحضانة او مركز الرعاية النهارية ويساعد في كل المشكلات التي تطرأ سواء في تنظيم الخدمة وتقديمها للطفل او في المشكلات التي يتعرض لها الطفل في دار الحضانة او مركز الرعاية النهارية في كنف الاسرة المضيفة .

وكذلك الحال فان للاخصائي الاجتماعي دور هام في تنظيم رعاية الخدمة التدبيرية او الادارية للبيت اذا ما غابت عنه ربة البيت بما يقدمه الاخصائي ، من تعرف على حالة الاسرة ومدى ملائمة للخدمة التي تقدم اليها ومدى قدرة الاسرة الاقتصادية على تحمل اعبائها وتكاليفها وهكذا وهو يستطيع ان يوصي الاجهزة التي تعمل معها ، ويتابع ويحقق الخدمة المتشودة بفاعليتها المطلوبة .

ولا شك ان الاخصائي الاجتماعي هنا لا يقصد به يكون رجلا وانما جنس ونوع العاملين هو مرتبط بذي القدرة و الكفاءة و الصلاحية لاداء الخدمة نفسها تبعا لمرحلة العمر و النوع و الجنس للاطفال المخدومين .

انه يمكن القول ايضا بأن اعداد وتدريب الاخصائي الاجتماعي هو من المسئوليات الخطيرة التي اصبحت تلقى على المعاهد و الكليات العاملة في هذا الاعداد المهنى ، سواء من الناحية النظرية و العلمية او من النواحي التطبيقية الميدانية ، وهي مسئولية ضخمة بدأت في مصر منذ عام ( 1936 ) ، ولا زالت تسير بخطى سريعة و متقدمة نحو الدراسات في المستوى الجامعي وما يعلوها للمستويات العليا المهنية والفنية .

 

الخدمة الاجتماعية في البحرين …

 

لم يكن العمل الاجتماعي في البحرين – بالجديد – وانما كان يمارس من قبل قطاعات كبيرة من المجتمع البحريني وباشكال متعددة وقد عرفت البحرين العمل التطوعي بشكله المنظم منذ منتصف الخمسينات من هذا القرن ، عندما تأسست اول جمعية نسائية في عام ( 1955م ) ( جمعية نهضة فتاة البحرين ) .

وبدأ هذا النشاط يسير بخطى حثيثة سنة بعد سنة اصبح للعديد من فئات المجتمع مؤسساتها التطوعية الخاصة بها ، حيث بلغ عددها حتى عام ( 1983م ) ( 27 ) جمعيةى موزعة بين نسائية واجتماعية وخيرية ومهنية منتشرة في مختلف مناطق البلاد تساهم مساهمة فعالة في العمل الاجتماعي وتدفع به الى الامام من خلال التعدد و التنوع الملحوظ في خدماتها التي تعكس الاهداف العامة لهذا العمل والتي تشمل : رفع مستوى الافراد و الجماعات الثقافي والاجتماعي ، توجيه طاقات الاعضاء لحل المشاكل التي تواجه افراد المجتمع ، نشر الوعي الثقافي بين افراد المجتمع ، رعاية الفئات الخاصة وتقديم العون و المساعدة اللازمة لها ، المشاركة الايجابية في خدمة الوطن بالعمل في الميادين الخيرية و الاجتماعية و المهنية .

واذا كان هناك ايجابيا ملحوظا في العمل التطوعي الاجتماعي يتمثل في التطور والزيادة في عدد الجمعيات وعدد الاعضاء الا ان هناك جانبا سلبيا اخذ يبرز في الآونة الاخيرة الا وهو ضعف الاقبال من قبل الاعضاء على المساهمة الفعلية في انشطة الجمعيات واقتصار المساهمة في جهود العمل التطوعي على فئة قليلة من الاعضاء الحريصة على تعميم الفائدة من تلك الجهود ليستفيد منها اكبر قدر من افراد المجتمع البحريني ، مما حدا بتلك المجموعة القليلة الى المحاولة للتعرف على اسباب هذا الانصراف من قبل الكثير من اعضاء المجتمع البحريني عن الاقبال عن تلك المساهمات القيمة .

وايمانا من وزارة العمل والشئون الاجتماعية ممثلة في ادارة الشئون الاجتماعية باهمية تكامل الجهود الحكومية و الاهلية في تنمية المجتمع وتطوره ، وتاكيدا منها على اهمية دفع عجلة العمل التطوعي الى الامام خدمة لصالح العام ، ارتأت ضرورة المباشرة باستطلاع رأي الجمهور حول اسباب ضعف الاقبال على العمل التطوعي الاجتماعي في البحرين وضمنت ذلك خطتها الثلاثية للاعوام ( 1983 – 1985 ) وذلك بهدف استثمار الجهود التطوعية و العمل على تعبئة مبادرتها من اجل استمرار مشاركتها في تحقيق اهداف التنمية الشاملة .

ويعبر هذا التقرير من النتائج التي توصل اليها هذا الاستطلاع ، آملين ان تكون عونا لجميع المهتمين و العاملين في قطاع الخدمات الاجتماعية .

 

فرضية الدراسة …

 

تنطلق الدراسة من الافتراض بأن العمل التطوعي عملية مزدوجة ما بين المواطن الذي تطوع بوقته لاداء خدمة عامة وبين الهيئة التي تستثمر هذه الخدمات – فكما للمتطوع دوافع للقيام بعمل دون اجر كذلك للهيئة او جهة الخدمة واجبات تجاه المتطوع واهمها اتاحة الفرصة له لتقديم خدماته .

 

أهداف الدراسة …

 

1. استطلاع رأي اعضاء الجمعيات التطوعية حول اهم الاسباب و الظروف التي دعمتهم للتطوع او للانقطاع عن التطوع .

2. استطلاع رأي افراد من المجتمع المحلي حول الاساليب المفترض اتباعها ازيادة فعالية العمل التطوعي .

 

 

 

النتائج المتوقع التوصل اليها …

 

1. ايجاد صيغة عمل كفيلة بتحقيق اكبر مشاركه تطوعية ووضع الخطوط الأولية لتنفيدها .

2. ايجاد اساليب وتقريب وجهات النظر بين المتطوع و الهيئة التي تنوي استثمار خدماته .

 

نبذه بسيطة عن اهم المجالات و الخدمات التي تقوم بتنفيدها الجمعيات …

 

تساهم الجمعيات مساهمة فعالة في العمل الاجتماعي وتدفع به الى الامام – وتتنوع هذه المساهمة لتمثل الخدمات التالية …

1. تقديم العون و المساهمة المالية والعينية للامر الفقيرة والمحتاجة .

2. تدريب فتيات الاسر ذات الدخل المحدود على فنون التفصيل و الخياطة وتصفيف الشعر .

3. المشاركة في الجهود المبذولة لمحو الامية بين النساء في البحرين .

4. رعاية الطفولة ومساعدة المرأة العاملة وذلك بتأسيس وادارة دور الحضانة ورياض الاطفال .

5. رعاية الاطفال المعوقين و المتخلفين .

6. المساهمة في برامج وانشطة التوعية الصحية و الاجتماعية وذلك بالتعاون مع الجهات المعنية .

7. تنظيم الندوات و المحاضرات من اجل نشر الوعي الثقافي و الارشاد الاسري حول المشكلات التي يواجهها الافراد في المجتمع البحريني .

8. المشاركة في احياء المناسبات الوطنية و العالمية الاجتماعية و المعارض و الاسواق الخيرية .

 

 

أسم المؤلف : إعداد قسم التخطيط و البحوث

أسم المرجع : استطلاع رأي حول الخدمة الاجتماعية في البحرين

مكان النشر : البحرين

سنة النشر : 1984م

رقم الصفحة : ( 1 ، 2 ، 3 ، 4 )

 

:n10:

Link to comment
Share on other sites

بحث عن المخدرات

 

 

كمية من الهيرون المصادر

يعاني من الإدمان على المخدرات أكثر من 180 مليون شخص، ويتعاطى القات حوالي 40 مليونا يتركز معظمهم في اليمن والصومال وإريتريا وإثيوبيا وكينيا. ولا تقف أزمة المخدرات عند آثارها المباشرة على المدمنين وأسرهم، وإنما تمتد تداعياتها إلى المجتمعات والدول، فهي تكلف الحكومات أكثر من 120 مليار دولار، وترتبط بها جرائم كثيرة وجزء من حوادث المرور، كما تلحق أضرارا بالغة باقتصاديات العديد من الدول مثل تخفيض الإنتاج وهدر أوقات العمل، وخسارة في القوى العاملة سببها المدمنون أنفسهم والمشتغلون بتجارة المخدرات وإنتاجها، وضحايا لا علاقة لهم مباشرة بالمخدرات، وانحسار الرقعة الزراعية المخصصة للغذاء وتراجع التنمية وتحقيق الاحتياجات الأساسية.

يقسم د. مصطفى سويف الخسائر الاقتصادية الناشئة عن المخدرات إلى خسائر ظاهرة وأخرى مستترة وثالثة خسائر بشرية. ويأتي في الإنفاق الظاهر مكافحة العرض وخفض الطلب، مثل الإدارة العامة للمكافحة والمباحث العامة والجمارك والسجون والبوليس الجنائي الدولي وسلاح الحدود وخفر السواحل والقضاء والطب الشرعي وبرامج التوعية والتشخيص والعلاج وإعادة التأهيل والاستيعاب.

ويأتي في الإنفاق المستتر (الاستنزاف) التهريب والاتجار والزراعة والتصنيع والعمل وتناقص الإنتاج واضطراب العمل وعلاقاته والحوادث. كما يأتي في الخسائر البشرية العاملون في المخدرات والمدمنون والمتعاطون والضحايا الأبرياء.

وهذه كلها خسائر يصعب تقديرها أو حصرها بدقة، ولكن يمكن القول إنها متوالية من الخسائر والنزف ترهق المجتمعات والدول وتدمر الأفراد والأسر.

وتظهر تقارير الأمم المتحدة والجهات الرسمية أن انتشار المخدرات وإنتاجها يغطي العالم كله فقد سجل انتشاره في 170 بلدا وإقليما: الكوكايين في القارة الأميركية، والحشيش والأفيون والمنشطات في آسيا وأوروبا، ويزرع الحشيش وينتج في أفغانستان وباكستان وميانمار، وبكميات أقل بكثير في مصر والمغرب وتركيا، ويزرع الكوكايين وينتج في أميركا اللاتينية وبخاصة في كولومبيا. وتقدر المضبوطات من المخدرات بـ 20 - 30% من الكميات التي توزع في الأسواق، وهذا مؤشر على مدى نجاح جهود مكافحة المخدرات.

وتتداخل المخدرات مع جرائم أخرى كالعصابات المنظمة التي يمتد عملها إلى الدعارة والسرقة والسطو والخطف وغسل الأموال، والمشاركة في الأنشطة الاقتصادية المشروعة، فيتسلل تجار المخدرات إلى المؤسسات الاقتصادية والسياسية ومواقع السلطة والنفوذ والتأثير على الانتخابات، واستفادت تجارة المخدرات من الشبكة الدولية للاتصالات "الإنترنت".

ما هي المخدرات؟ وما هو الاعتماد (الإدمان)؟

تستخدم منظمة الصحة تعبير المواد النفسية بدلا من المخدرات لأن الأخير يشمل مواد واستخدامات علمية أو أخرى عادية غير محظورة أو خطرة. ولكننا نستخدم في هذا الملف تعبير "المخدرات" ونعني به المواد التي تحدث الاعتماد (الإدمان) والمحرم استخدامها إلا لأغراض طبية أو علمية، أو إساءة استخدام المواد والعقاقير المتاحة للحصول على التأثيرات النفسية. وبعض المخدرات مواد طبيعية وبعضها مصنعة، وتشمل المهدئات والمنشطات والمهلوسات أو المستخرجة من نباتات طبيعية كالحشيش والأفيون والهيروين والماريغوانا والكوكايين أو المواد التي تستنشق مثل الأسيتون والجازولين.

والاعتماد (الإدمان) هو التعاطي المتكرر للمواد المؤثرة بحيث يؤدي إلى حالة نفسية وأحيانا عضوية، وتسيطر على المتعاطي رغبة قهرية ترغمه على محاولة الحصول على المادة النفسية المطلوبة بأي ثمن، ويطلق على هذه الحالة "الاعتماد" لتمييزها عن الإدمان المطلق الذي يشمل الوقوع تحت تأثير مواد أخرى لا تصنف في المخدرات المحظورة أو الخطرة مثل الكحول وهنالك مواد أخرى تمنعها بعض الدول ولا تمنعها دول أخرى مثل القات، ومواد عادية غير خطرة لكنها تسبب الإدمان مثل التبغ ثم بدرجة أقل القهوة والشاي. وهكذا فإنه لأغراض تطبيقية سنستخدم مصطلحي المخدرات والإدمان ونقصد بهما المواد النفسية والاعتماد حسب مفاهيم ومصطلحات منظمة الصحة العالمية.

وتتفاوت المخدرات في مستوى تأثيرها وخطورتها وفي طريقة تعاطيها، وتصنف حسب تأثيرها(مسكرات ومهدئات ومنشطات ومهلوسات ومسببات للنشوة) أوحسب طريقة انتاجها (طبيعية أو مصنعة) وبعضها يسبب اعتمادا نفسيا وعضويا مثل الأفيون والمورفين والكوكايين والهيروين وبعضها يسبب اعتمادا نفسيا فقط مثل الحشيش. ويجري تعاطيها بطرق مختلقة كالتدخين والحقن والشم أوالبلع للحبوب والمواد المصنعة وتقترن بها عادات وتقاليد جماعية في جلسات وحفلات أو في المناسبات مما يجعلها أكثر رسوخا وقبولا.

وتؤثر المخدرات على متعاطيها على نحو خطير في بدنه ونفسه وعقله وسلوكه وعلاقته بالبيئة المحيطة به. وتختلف هذه الآثار من مادة إلى أخرى وتتفاوت في درجات خطورتها، ولكن يمكن إجمالها في الخمول والكسل وفقدان المسؤولية والتهور واضطراب الإدراك والتسبب في حوادث مرورية وإصابات عمل، وتجعل المدمن قابلا للأمراض النفسية والبدنية والعقلية وقد يصاب بفقدان المناعة "الإيدز" إذا استخدم حقنا ملوثة أو مستعملة والشعور بالقلق وانفصام الشخصية، إذ تؤدي بعض المخدرات مثل الميث أو الكراك إلى تغييرات حادة في المخ. كما تؤدي المخدرات إلى متوالية من الكوارث على مستوى الفرد مثل تفكك الأسر وانهيار العلاقات الأسرية والاجتماعية والعجز عن توفير المتطلبات الأساسية للفرد والأسرة، ويقع المدمن غالبا تحت تأثير الطلب على المخدرات في جرائم السرقة والترويج والسطو والقتل والقمار والديون، فهي ظاهرة ذات أبعاد تربوية واجتماعية وثقافية ونفسية ومجتمعية ودولية.

العلاج والمكافحة

لقد أثبتت التجربة العملية أن المعالجة الأمنية وحدها لقضية المخدرات غير مجدية، ذلك أن تاريخ المخدرات يوضح أن تعاطيها هو تجربة بشرية قديمة ويرتبط في كثير من الأحيان بثقافة الناس والمجتمعات والعادات والتقاليد. وكما أن تعاطي المخدرات وإنتاجها وتسويقها منظومة أو شبكة من العلاقات والظروف والعرض والطلب فإن علاج المشكلة يجب أن يتم بطريقة شبكية تستهدف المجتمعات والتجارة والعرض والطلب، فيبدأ العلاج بتخفيف الطلب على المخدرات بالتوعية ومعالجة أسباب الإدمان الاقتصادية والاجتماعية، ففي بعض المناطق والأقاليم تعتمد حياة الناس على المخدرات ويستحيل القضاء على إنتاجها إلا بإقامة مشاريع تنموية واقتصادية بديلة.

ومما يستدرج الشباب إلى الإدمان التفكك الأسري وفشل التعليم والفقر والبطالة والبيئة المحيطة من الأصدقاء والحي والمدارس والجامعات، ويستخدم مروجو المخدرات غطاء اقتصاديا شرعيا وأنشطة اجتماعية وسياسية تحميهم من الملاحقة، فيحتاج العلاج إلى إدارة وإرادة سياسية وأمنية واعية للأبعاد المتعددة للمشكلة وقادرة على حماية المجتمع من تسلل عصابات المخدرات إلى مراكز النفوذ والتأثير والحيلولة بينها وبين محاولاتها لغسل أموال المخدرات.

ومازالت مؤسسات علاج المدمنين في الدول العربية والإسلامية قاصرة عن تلبية احتياجات جميع المرضى كما يعتور عملها كثير من العقبات والمشكلات، فهي مازالت ينظر إليها على أنها جزء من مصحات الأمراض العقلية. ويحتاج العلاج إلى فترة زمنية طويلة وتكاليف باهظة لا يقدر عليها معظم الناس ولا توفرها معظم الحكومات.

Link to comment
Share on other sites

هاااااااااااااي شخباركم الصراحه اني محتاجه بحث للهستري 121 ارجوكم ابغيه ضروري ...........تعرفون هو عن شنو عن البحرين

ويكون فيه المقدمه والتمهيد للموضوع والموضوع والخاتمه ارجوكم ابليززززززززززززززز

من اختكم شوووووووووق

Link to comment
Share on other sites

ياليت اخوي تقدر تساعدني الدكتورة تبي تقرير عن المهرجان الاول لقسم الاعلام والسياحة والفنون وبالتحديد عن السياحة المعرض والورشة السياحية ولكم جزيل الشكر والامتنان

Link to comment
Share on other sites

اول شي اشكر كل القائمين على تلبية مطالب الاعضاء

 

وطبعا انا بعد عندي طلب

 

والله انه البحوث تراكمت فوق راسي :rest2:

 

و مو عارفة شاسوي في هالبحث الي جنني

 

المهم بقولكم موضوع البحث والي يقدر يساعدني الرجاء في اسرع وقت لانه تسليم البحث تاريخ 15-5

 

المهم ابي تعريف للوسائط المتعددة (مالتيميديا )

وخصائصها وكيفية الاستفادة منها

ومن الي ساعد على تطورها

وكل شي عن الملتيميديا

واذا ماعليكم امر ابي مصادر اي معلومات تلقونها لي

 

بس بسرعة قبل :rest: موعد تسليم البحث

 

مع خالص شكري وتقديري

 

اختكم

اعلامية خجولة :n10:

Link to comment
Share on other sites

  • 1 month later...

مرحبا

 

شكراً للجميع على تقديم البحوث .. شوفوا شلون التعاون والمساعدة حلو بينكم biggrin.gifbiggrin.gifbiggrin.gif الله يديم التعاون بينكم ان شاء الله

 

وانا بعد بقدم لك كل البحوث الي عملتها ..

 

ترى بحوثي متميزة ها sleep.gifsleep.gifcool.gifcool.gifbiggrin.gifbiggrin.gif

 

امزح معاكم ccc14.gifccc14.gif

 

بحوثي موجودة والي يعجبكم اخذوه .. حلال عليكم مثل ما انقول nnn10.gifnnn10.gifnnn10.gif

 

بحوث متنوعة

 

1. بحث HISTORY 121

 

عنوان البحث .. اضواء على تاريخ العتوب ..

مقدم للدكتور : طاهر العميد ..

 

وهاي وصلة الموضوع

http://s25.yousendit.com/d.aspx?id=1PEPWBS...GF1IIBFHT71B0XL

 

اذا ضغطت على الوصلة راح تظهر لك صورة وانت ما عليك إلا تضغط على كلمة دون لود

 

بعد الضغط على كلمة دون لود راح تظهر لك صفحة مكتوب فيها

 

Thank you for using YouSendIt

 

Your download is in progress.

Click here if download does not start.

 

انت اضغط على كلمة HERE

 

.. وبعدها راح ينزل لك الملف ..

 

أدري الطريقة طويلة بس جذي افضل حتى ما تصير الصفحة بطيئة

 

البحوث الباقية بخليهم لكم وقت ثاني إن شاء الله

 

سلام

 

Edited by Mass Com
Link to comment
Share on other sites

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

Guest
الرد على هذا الموضوع...

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

Loading...
×
×
  • Create New...