المتامل في واقع جامعة البحرين ،، يجد هذه الجامعة خليطاً مركباً من التيارات الاجتماعية والسياسية والدينية والعرقية واللا منتمية ،، وكلها في قالب طلابي .. واللافت للنظر في هذا الأمر أن الطلاب نفسهم نادراً ما يلتفتون لهذه المسألة التي تكاد تكون بؤرة فرقة بينهم .. ولكن نظراً لأمر خارج عن إرادتهم فإنهم يتعثرون بحجر التمييز بين هذا وذاك كل وانتماءه أو تياره أو مذهبه ..
الغريب أننا نعاني من مشاكل اجتماعية تافهه ونحن في خضم حياة اكادمية يفترض في من يخوضونها أن يكونوا على درجة من الوعي والمثالية بما يميزهم ويرتفع بقدراتهم العقلية إلى وضع معيار آخر للتمييز بين شخص وآخر ..
قديما .. على أيام الجاهلية ،، كان العرب يتباهون بحسب اسماء قبائلهم ،، وجاءت الرسالة المحمدية لتنبذ هذا المعيار وتستحدث التقوى كبديل للتفاضل بين الناس .. ولكن الغريب اننا وبعد مرور 1426 عاماً على استحداث هذا المعيار الانساني نرى ان هناك عدد لا يستهان به ممكن يتخذون معايير غير مقبولة انسانياً ولا منطقياً .. مثل الديانة أو المذهب أو العرق .
ولكي تتضح النظرة .. بعد أيام ستبدأ دورة جديدة لمجلس الطلاب وها نحن نسمع عن فلان الشيعي وفلان السني وفلان وفلان وغيرهم ممن قد يصلونلمجلس الطلبة لا بصفتهم ذوي كفاءة أو شعبية بين الطلبة بدون تمييز ، بل لأنه إما أن يكون من جماعة فلان العظيم الذي يستمع له الشباب بصفته قدوة فيزكيه وينتخبوه لأنه مزكى ، أو من جماعة الطائفه الأخرى التي لا تريد لأبناء الطائفه السالفة أن تتمكن .. وهكذا والمساكين الذين لا حول لهم ولا قوة هم أولئك الذين ليسوا مقتنعين بهذا التقسيم الطائفي أو العرقي ..
وقد أضحكني مشهد في الجامعة حين حسبني أحد زملائي من الجماعة التي ينتمي إليها وجاء ((يخور وينجب )) في مرشح مضاد لمرشح الجماعة ويا ليت مصدر اختلافهم كان في البرنامج الانتخابي .. بل على العكس كان الاختلاف في المذهب الديني ..
فيا حسرتي على دين محمد ، وعلى نهج آل محمد ، وعلى صحابة محمد وتابعيهم .. إذا كان من يرفع شعارهم هو هؤلاء.