Jump to content
منتدى البحرين اليوم

غــــربة الأيـام


Recommended Posts

الجزء التاسع

 

الساعة ثمان الصبح كانت ليلى واقفة في ساحة الروضة ويا خواتها أمل وسارة اللي كانن هاديات على غير العادة.. كل شي بالنسبة لهن كان مبهر ويديد.. حشرة اليهال.. الديكورات والألوان المشرقة.. الأبلات اللي كانن يتمشن بين اليهال.. أمل كانت منبهرة وسارة بتموت من الخوف.. وليلى تتلفت حواليها وتفتش بعيونها على أي أبلة عشان تسألها عن الصف اللي سجلوا فيه سارة اختها..

بس بدل لا تشوف الأبلة جدامها، شهقت ليلى من الصدمة وهي تشوف خالوتها صالحة تتمشى وتسحب وراها مزنة ..

استغربت ليلى من وجود خالوتها هني.. شو اللي يايبنها من زاخر لهالروضة بالذات؟ شو هالنحاسة؟؟

سارة اللي كانت لاصقة في ليلى من الخوف حست بشوية راحة وهي تلمح خالوتها ويا مزنة وابتسمت لأختها العودة وهي تقول: ليلى.. شوفي.. خالوه هناك..

ليلى: هى حبيبتي شفتها.. تعالوا بنسير الصوب الثاني..

أمل: مزون بعد وياها..

ليلى: هى بعدين بترمسنها .. ياللا تحركن الحين..

بس للأسف قبل لا تتحرك ليلى شافتها صالحة ونادتها من بعيد.. وتأففت ليلى وهي تلتفت لها وترسم على ويهها ابتسامة مصطنعة.. وغصبن عنها راحت لها وسلمت عليها ويا أمل وسارة اللي وقفن ويا مزنة يسولفن وياها..

صالحة: ماشالله سارونا مسجلينها في هالروضة؟

ليلى: هى.. تدرين هالروضة جريبة من بيتنا.. بس مزنة ليش مسجلينها هني؟

صالحة: هاذي فواغي ما تسمع الرمسة.. أونه هالروضة أجرب لبيتها.. مب جنها يالسة وياية في زاخر..

ليلى: هى.. بس زين سارة حصلت لها مزنة ترابعها..

صالحة: وزين يوم اني انا حصلتج .. ما اعرف وين اضرب براسي من الصبح وانا احوط بين اليهال ما اعرف وين اروح..

ليلى: تعالي بنسير صوب الادارة وبنشوف وين مسجلينهم..

صالحة: ياللا انتي تجدمي وانا وراج..

راحت ليلى هي وخالوتها صوب الادارة وعقب مفاوضات طويلة قدروا يحطون مزنة وسارة في نفس الصف.. وصالحة يوم اطمنت على مزنة وانها بتكون ويا ليلى ارتاحت وقالت: عيل انا بخليهم عندج .. بسير العزبة اشوف حلالي..

ليلى: خالوه اصبري لين نوديهم الصف.. وبنشوف متى بيظهرونهم من الروضة عشان تمرين تاخذين مزنة..

صالحة: الدريول بياخذها الساعة 12..

ليلى: بس يمكن يطلعونهم من وقت اليوم أول يوم..

صالحة: برايها ما بيضرها تتريا الدريول شوي..

ما عرفت ليلى شو ترد عليها وقالت في خاطرها أمري لله .. وسارت الصف ووراها مزنة وسارة وأمل..

* * *

في هالوقت كان محمد يالس في مكتبه في الفرع الرئيسي لمجموعة محلات المجوهرات .. وبما انه ما عنده شغل اليوم كان يفكر يرد البيت يتريق ويا يدوته واخته ليلى.. وابتسم وهو يتذكر خواته اللي كانن متلبسات اليوم الصبح وبيسيرن الروضة .. وتوله فجأة على البيت بس أول ما قام عشان يطلع دش عمه عبدالله المكتب على غير عادته وتفاجئ محمد يوم شافه.. لأنه من شهر تقريبا ما يا المحل..

عبدالله (وهو يبتسم لولد اخوه): صباح الخير..

محمد: صباح النور .. يا هلا والله .. نور المحل..

عبدالله: منور باصحابه ..

اقترب محمد من عمه وحبه على خشمه وراسه وطلع وطلب من واحد من الموظفين اييب لهم قهوة .. ورد المكتب وقعد مجابل عمه ..

عبدالله: اسمح لي يا محمد ابتعدت وايد عن المحل والمطاعم في هالفترة اللي طافت.. اكيد الشغل كان كله فوق راسك بس ان شالله بحاول اعوض عن تقصيري في الفترة الياية..

محمد: افا عليك يا عمي .. اصلا الشغل خفيف والموظفين ما يقصرون .. الحمدلله ما شي مشاكل..

عبدالله: عاد انا قلت بمر اليوم اراجع عنك الفواتير والحسابات ..

محمد: ما تقصر يا عمي.. تباني اساعدك؟

عبدالله: لا لا .. ما يحتاي .. انته جان عندك شغل تبا تخلصه ولا عندك مشوار سير ولا تحاتي .. انا بيلس هني للظهر..

محمد: ما عندي شغل بس قلت برد البيت اتريق..

عبدالله: خلاص .. وسلم على يدوتك واختك..

محمد: ان شالله يبلغ..

وقف محمد وسلم على عمه وطلع وهو يحس براحه انه عمه بيفكه من الشغل اليوم ويلس عبدالله على المكتب وطلع ملف الفواتير وملف الحسابات مال الشهر اللي طاف ويلس يراجعهن ورقة ورقة..

* * *

في الروضة، دشت سارة الصف بتردد وعيونها تتنقل في المكان بخوف.. كانت غرفة الصف صغيرة والجدران كلها رسومات واشكال حلوة.. بس اللي خوف سارة انه اليهال اللي في الصف كانوا وايد حشرة وغير هذا ما كانت تعرف أي حد فيهم .. الا مزنة واختها أمل.. ويت عينها في عيون الابلة (أبلة خولة) اللي كانت كل شوي تروح لحد من اليهال عشان تتعرف عليه.. واستقبلتها أبلة خولة بابتسامة حنونة..

 

أبلة خولة أول ما شافت سارة انبهرت بجمالها.. جمال يمكن يكون كبير وايد على طفلة بعمر سارة.. عيونها العسلية الواسعة ورموشها الكثيفة وبشرتها البيضة.. ونظرتها الهادية .. كل هالملامح خلت أبلة خولة تنجذب لهالطفلة اللي دشت الصف من ثواني بس وقالت في خاطرها.. : "ماشالله عليها.. الله يحفظها من كل عين.."

ليلى يوم شافت الابلة ابتسمت لها وسلمت عليها

أبلة خولة: بنتج شو اسمها؟

ارتبكت ليلى يوم تحرتها الابلة ام سارة وقالت: هاذي اختي .. اسمها سارة..

أبلة خولة: ماشالله عليها .. والثانية؟

ليلى: بنت خالوتي بعد مسجلة في هالصف ..

اطالعت أبلة خوله مزنة وهي تبتسم وسألتها: شحالج حبيبتي؟

مزنة: أنا اسمي مزنة..

أبلة خولة: ههه هلا والله بمزنة.. أنا أبلة خولة..

ضحكت مزنة ولحقت أمل اللي كانت واقفة صوب الرسومات وتمت سارة واقفة حذا ليلى..

اطالعت أبلة خولة سارة وسألتها : ليش زعلانة يا سارة؟

ما ردت عليها سارة ولصقت أكثر في اختها ليلى اللي قالت: سارة مب متعودة تطلع برى البيت ولا متعودة ترمس أي حد غريب.. ممكن اختها الصغيرة أمل اتم وياها؟

أبلة خولة: هو عادي هالشي.. بس أنا ما انصحج تعودينها .. من الأفضل تخلينها تتأقلم على باجي اليهال..

ليلى: بس اليوم.. لأني وعدتها انه أمل بتم وياها..

أبلة خولة: خلاص اليوم عادي اتم وياها أمل.. بس وينها؟؟

أمل كانت في هاللحظة في آخر زاوية في الصف تطالع الرسومات اللي على اليدار ومزنة لقت لها شلة يهال وتمت تركض وياهم على شكل دائرة في الصف .. وشكلها اندمجت وياهم .. واستووا ربع..

ابتسمت ليلى وقالت في خاطرها " الله يعينج يا أبلة خولة على مزنة وأمل "

وعقب ما وافقت أبلة خولة انه أمل اتم وياهم في الروضة اليوم.. روحت عنهم ليلى وهي مطمنة .. وقررت ترد البيت تخلص أشغالها وترد تاخذهم من الروضة الساعة 11 ونص..

----

في المدرسة كان مترف يالس ويا مايد يتريون الحصة الأولى تخلص عشان يروحون موعدهم ويا ربعهم في الملعب.. وكل شوي يطالعون الساعة والأستاذ رغم انه ما عنده شي يدرسهم اياه في أول يوم دوام بس كان يالس يكتب شي ومهددنهم انه اذا سمع أي نفس بيطرشهم عند المدير..

مايد: والله مليت .. متى بتخلص هالحصة..؟

مترف: اصبر باجي خمس دقايق..

مايد: استاذ العربي هذا مصخها.. شو يكتب من أول يوم؟؟

مترف: ما ادري به مالت عليه..

ما كمل مترف جملته إلا ورن الجرس وأول ما خلصت الحصة الأولى ركض هو ومايد وهزاع صوب الملعب قبل لا يشوفهم الاستاذ ووصلوا هناك وهم يلهثون من التعب ويضحكون على عمارهم..

مايد : والله اذا زخنا المشرف بقول له انك انته غصبتني اشرد..

مترف: والله يا النذل؟؟

مايد: هى ما فيه ع المشاكل من بداية السنة..

هزاع: شوفوا شوفوا منو ويانا في الملعب..

التفت مايد ومترف وشافوا مانع وشلته يالسين بعيد في الطرف الثاني من الملعب ... مانع هو نفسه الولد اللي تظارب وياه مايد في الاجازة.. وعلى الرغم من انه مترف وهزاع تموا يطالعونهم باحتقار ويسبونهم واحد واحد ويحشون فيهم.. بس مايد ما اهتم لوجوده وياهم في الملعب ولا فكر يسير يسلم عليه لأنهم متعودين على العداوة اللي بين شلتهم وشلة مانع.. ومب شي يديد انهم يتظاربون ومايد متوقع انهم يردون يتظاربون هالسنة بعد..

بس مانع يوم شافهم حس بقلبه يحترق والتفت لربيعه ناصر وسأله: هاذا مايد ووياه هزاع ومترف صح؟

ناصر: هى هم هاذيلا .. الظاهر شاردين من الحصة الثانية.. نسير نخبر عليهم؟؟

مانع: عشان يزخوننا قبلهم!! انته تخبلت... ؟؟

مروان: شو تبون بهم .. خلوهم..

عبدالرحمن: وليش نخليهم؟؟ نسيت اللي استوى في الاجازة؟؟

نزل مانع راسه وهو يتذكر تفاصيل الظرابة اللي استوت في الاجازة وكيف ظربه مايد جدام الاولاد كلهم ومحد من ربعه تحرك عشان يساعده.. ورغم انه السالفة وصلت للشرطة ومايد انظرب جدامهم بس بعده يحس بفواده يغلي كل ما شاف مايد جدامه..

ناصر (وهو يطالع مانع): ما بترد لهم الحركة ؟؟

مانع (وهو مركز نظراته على مايد اللي كان يضحك بصوت عالي ويا ربعه):اكيد بردها وجريب ان شالله انته اصبر علي اشوي..

_____

 

الساعة تسع ونص وصلت ليلى البيت عقب ما مرت على كارفور عشان تييب شوية شغلات للبيت وأول ما نزلها الدريول في الحوي شافت من بعيد خالد واقف بروحه في الحديقة وابتسمت وهي تقترب منه.. خالد كان حافي ولابس بيجامة زرقة مخططه بوردي وويالس على ركبه وجدامه قطوة برتقالية ليلى أول مرة تشوفها في البيت..

ضحكت ليلى وهي تشوف القطوة تنخش بين الاشجار بخوف وخالد يتجدم لها ويمد ايده حقها .. وكان شال في ايده ورق قاصنه من الشجرة اللي حذاله ويطالع القطوة وهو معصب لأنها مب راضية تاكل ورق الشير..

تفاجئ خالد يوم حس انه حد شله من ورا وحظنته ليلى وهي تبوسه وتتفداه..

ليلى: شو تسوي بروحك برى وين يدوه ؟؟

اطالع خالد القطوة بحزن وقال: امباع؟؟

ليلى: هههههه هاذي قطوة ... مب بقرة.. فديت روحك من وين يايب هالذكاء الخارق..؟؟

خالد اللي ما فهم ولا كلمة رد يطالع القطوة وهو يبتعد عنها لأنه ليلى دخلته في الصالة وصكت الباب عدل عشان لا يرد يطلع برى مرة ثانية .. ونزلته ع الارض وسارت تشوف وين يدوتها..

ليلى (بصوت عالي): يدووووووه... يدووووه؟؟؟

سمعت ليلى صوت يدوتها من غرفتها : ليلى انا هني تعالي..

شلت ليلى خالد ودشت على يدوتها الغرفة وشافتها يالسة على السيادة وشكلها توها مخلصة صلاة..

ليلى (وهي تبتسم وتحب يدوتها على راسها): دعيتي لي؟؟

أم أحمد: دعيت لكم كلكم من أكبركم لأصغركم..

ابتسمت لها ليلى بحب وقررت ما تخبرها انه خالد كان واقف برى بروحه وانه المفروض يكون عندها هني في الغرفة.. يدوتها حرمة عودة وطبيعي تسهى عن خالد..

ليلى: فديت روحج والله.. تريقتي؟؟

أم أحمد: لا .. كنت اترياج تردين.. ومحمد اتصل وقال بيرد يتريق ويانا..

ليلى: زين عيل انا بسير احط الريوق ..

أم أحمد: هاتي خالد انا بيوده عنج..

عطتها ليلى خالد وسارت المطبخ تحط الريوق ويوم ردت شافت يدوتها يالسة ع الارض وخالد حذالها ونزلت صينية الريوق وصبت لهم جاهي ..

Link to comment
Share on other sites

  • Replies 253
  • Created
  • Last Reply

Top Posters In This Topic

ليلى: خالوه صالحة..كانت يايبة مزنة مسجلتنها في نفس صف سارونا..

أم أحمد (بدون اهتمام): زين

ليلى (وهي مستغربة): شو بلاج يدوه؟؟

أم أحمد: متظايجة من عبدالله.. من أمس وانا افكر فيه..

ليلى: ليش؟؟ شو بلاه عمي؟؟

أم أحمد (وهي تشوف محمد اللي توه دش الصالة ): ماشي ماشي.. بعدين برمسج..

دش محمد وسلم عليهم ويلس يتريق وياهم .. وتمت ليلى تطالع يدوتها بفضول تبا تعرف شو السالفة وليش يدوتها متظايجة من عبدالله..

* * *

في الروضة كانت أبلة خولة ميلستنهم كلهم على شكل دائرة وتسأل كل واحد ووحدة فيهم أسئلة عن نفسهم عشان تتعرف عليهم..وكل اليهال يلسوا والتزموا وكانت وايد مستانسة عليهم .. بس فرحتها ما اكتملت لأنه أمل نشت ويلست في نص الدائرة وضحكوا اليهال وقام ولد مشاغب من الصبح وهو مأذي أبلة خولة اسمه حمدان ويلس حذال أمل وتموا يضحكون واليهال يضحكون وياهم..

أبلة خولة: أمل .. حمدان.. ردوا ايلسوا مكانكم..

أمل: انتي ايلسي مكانج..

أبلة خولة (بعصبية): أمل.. عيب..

حمدان: احنا بنيلس هنا وانتوا ايلسوا هناك.. (وأشر على ربيعه وهو يقول) عبود تعال ايلس ويانا..

أمل: ساروه تعالي انتي ومزنة..

قام عبيد ويلس حذالهم ونشت مزنة وسحبت ربيعتها وياها وسارة تمت يالسة في مكانها وهي مستحية وارتبشوا كلهم وابلة خولة يحليلها تحاول تردهم اماكنهم ..

نشت سارة ويلست بعيد ع الكرسي.. كانت مستحية منهم كلهم وخايفة في نفس الوقت.. تحس انهم كلهم يعرفون بعض الا هي ما تعرف حد منهم مولية.. كلهم يلعبون ويا بعض .. حتى امل اندمجت وياهم.. وابلة خولة تخوف وتزاعج على اليهال.. مع انها ما زاعجت على سارة بس بعد كانت مخوفتنها وايد.. كانت تحس انها بروحها وان بيتهم بعيييييييد وليلى ويدوتها تفصل بينها وبينهم مسافات كبيرة وطويلة.. متى بترد البيت؟؟

قطع على سارة افكارها احساسها بألم فظيع على ظهرها وشهقت وهي تتلفت وراها عشان تشوف منو اللي ظربها..

كان حمدان واقف وراها ويطالعها بتحدي.. ومكور ايده جنه ناوي يعطيها بوكس ثاني .. وقبل لا تبطل سارة حلجها لكمها حمدان بقوة على جتفها وطاحت سارة عن الكرسي وهي تتنفس بصعوبة..

ابلة خولة شافت حمدان وهو يضرب سارة ويت صوبه بسرعة بس حمدان ضحك وانخش بين ربعه .. واقتربت ابلة خولة من سارة وهي تطالعها بحنان.. كانت تتوقع تشوفها تصيح بس سارة كانت تطالع الارض اللي تحتها بحزن وهي ساكتة..

أبلة خولة: سارة؟ حبيبتي قومي تعالي ايلسي حذالي..

تمت سارة تطالع تحت وما ردت على الابلة .. ويلست ابلة خولة حذالها خمس دقايق بس بعد ما ردت عليها.. فخلتها بروحها وسارة اول ما راحت أبلة خولة عنها تنفست لأنها كانت كاتمة انفاسها من الخوف ونزلت دموعها بحرارة وتمت تدور أمل بعيونها وشافتها واقفة ويا حمدان ومزنة وعبيد .. ومع انها كانت تبا تروح لها بس خافت.. وتمت يالسة مكانها لين رتبتهم الأبلة كلهم مرة ثانية في الدائرة وسارت سارة بهدوء ويلست حذال أمل ..

* * *

في المدرسة وبالتحديد في صف مانع.. كان مانع يالس يخطط ويا ربيعه ناصر .. كيف بينتقمون من مايد باجر .. ورغم اعمارهم الصغيرة اللي ما تتجاوز ال 12 سنة.. بس أفكارهم كانت كبيرة وايد ومانع بالذات .. كان فيه خبث فظيع وشكله ناوي يطلع إبداعه وخبثه كله في مايد .. ويرد له الصاع صاعين ..

* * *

 

في المحل كان عبدالله مندمج في مراجعة الاوراق والفواتير اللي جدامه .. كان في شي غريب في الفواتير ورغم انه راجعهن مرتين بس للحين وهو محصل عجز بقيمة 50 ألف درهم في الميزانية.. وعقب ما راجع الفواتير كلهن للمرة الثالثة ورد راجع الحسابات .. شاف انه المفروض المحل يدخل عليهم هالشهر فوق ال 120 ألف .. بس مجموع الدخل كان تقريبا 75 ألف بس... وين راحن ال 50 ألف؟؟

نش عبدالله من مكانه وهو معصب وطلع المحل وشاف كم حرمة واقفات على صوب يتشرن وأشر على ديليب بإيده ورد يدش المكتب.. ودش ديليب وراه على طول..

عبدالله: ديليب تعال ايلس..

ديليب: yes sir

يلس ديليب وشرح له عبدالله كل اللي كان مستغرب منه وقال له انه في عجز بقيمة 50 ألف مب مذكورة في الفواتير..

ديليب أول ما خبره عبدالله بالموضوع هز راسه وتغيرت ملامحه وقال: listen Mr. Abdulla ,, I was worried about telling you of what was happening here in the shop in the last month.. but you made it easier for me when you started the topic yourself

(اسمعني استاذ عبدالله انا كنت ابا افتح وياك هالموضوع من زمان وكنت ابا اخبرك باللي يستوي في المحل بس انته الحين ريحتني يوم فتحته ويايه.. )

عبدالله استغرب وقال وهو عاقد حياته: تكلم ديليب شو اللي صاير في المحل؟؟

ديليب: there is this woman .. I think she is Mr. Mohammad's friend.. she comes here every two days ( الموضوع يتعلق بوحدة اعتقد انها ربيعة الاستاذ محمد .. هالحرمة تمر على المحل كل يومين تقريبا)

عبدالله حس انه في شي جايد يالس يستوي من وراه بس ما حب يقاطع ديليب ..

ديليب: at first she ordered a necklace worth 30 000 Dirhams and she paid only DHS 5000 .. the rest Mr. Mohammad had said not to ask for it.. then two weeks later Mr. Mohammad himself took another necklace and a ring with him and when I asked him about them he said that it was none of my business , but I think that he gave it to that woman

) في البداية هالحرمة طلبت من المحل عقد بجيمة 30000 درهم وما دفعت منهن الا 5000 بس.. والاستاذ محمد قال لنا ما نطالبها بالمبلغ .. وعقب اسبوعين رد استاذ محمد وخذ عقد ثاني وخاتم ويوم سألته وين ماخذنهن قال لي مب شغلك.. )

عبدالله حس بالدم يفور في عروقه وما قدر يتحمل يتم ساكت: منو هالحرمة؟؟؟؟ ومن وين عرفها؟؟؟

ديليب: ( from the shop.. she was a customer) من المحل .. كانت زبونة عندنا..

عبدالله: انزين كمل في شي ثاني بعد؟؟؟

ديليب: yes.. two days ago he took a watch worth 15000 dirhams

)هى من يومين خذ لها ساعة بجيمة 15000 درهم )

نزل عبدالله الملف من ايده على الطاولة بكل قوته ولا اهتم بالمكتب وانه تم مبطل وديليب داخل وطلع بسرعة وكان بيسير بيت المرحوم أخوه بس تذكر انه الوقت الحين وقت غدا واليهال اول يوم لهم رادين من المدرسة وما بغى يخرب على ليلى وامه غداهم.. ورغم انه كان يغلي في داخله بس قرر يصبر للمسا ويسير لهم عقب عشان يتفاهم ويا محمد..

 

الساعة 11 ونص سارت ليلى تييب اليهال من الروضة ويوم ركبوا السيارة كانت أمل بتطير من الوناسة وسارة كانت كالعادة هادية..

ليلى (وهي تبتسم بسعادة): ها شو سويتوا في الروضة؟؟

أمل (وهي تطالع ليلى بدلع): الابلة لاعبتنا وقالت ييبوا فرشاة ومعجون باجر..

ليلى: عاد اللي بيخليج تسيرين الروضة باجر..

ما فهمت أمل على ليلى وضحكت بهبل وسارة تمت تطالع من الدريشة وهي مب منتبهة عليهم.. كانت متظايجة وايد ويومها الاول في الروضة من أسوأ ما يكون.. مع انها كانت وايد متحمسة انها تروح الروضة الصبح بس اللي شافته خيب آمالها الكبيرة ودمر فرحتها..

ليلى: وانتي سارونا؟؟ شو سويتي؟؟ شو كلتوا في الفسحة..

تمت سارة تطالع من الدريشة وما التفتت حتى لأختها.. وابتسمت ليلى بهدوء وما اهتمت لأنها متعودة على سارة ومتعودة انها ما تكلمها او ما ترد عليها.. وردت ترمس أمل اللي كانت محملة بالأخبار والسوالف..

ليلى: يعني انتي ناوية تسيرين باجر؟؟

أمل: ممممممم.. ما بسير الروضة خلاص..

ليلى: هههههه ليش؟؟

أمل : بس .. ما بسير..

ليلى: الحمدلله يوم انها يت منج .. ما فيه ع الحشرة باجر الصبح..

أمل (تقول للدريول): يوعانة .. يوعانة بسرعة سوق بسرعة ..

ليلى: اخ عليج .. لولة!!! عيب!!

أمل: يوعانة

ليلى: انزين عن اللقافة الحين بنرد البيت شوفي سارونا كيف شطورة ويالسة هادية.؟؟

أمل: ما بشوفها..

ليلى: ليش؟؟

أمل: هي ما تلعب وياي ..

ليلى: سارونا ليش ما لعبتي ويا اختج؟؟

سارة كانت بعدها تطالع من الدريشة ولا كانه الرمسة اللي تنقال تعنيها بشي.. وأول ما وصلوا البيت نزلت بهدوء من السيارة وطنشت يدوتها اللي كانت يالسة في الصالة تترياها بشوق عشان تعرف شو سوت في الروضة وراحت فوق عنهم... ويوم دشت ليلى الصالة عقبها ويا أمل استغربت يوم شافتها وامل ركضت وعقت عمرها في حظن يدوتها وتمت تدلع عليها..

* * *

في مكتب مبارك، كانت مي يالسة ع الارض وفي إيدها أوراق مبارك ما يباهن وقلم رصاص ويالسة تشخبط وتكتب.. ومبارك يالس على مكتبه سرحان ويفكر كيف يطلع من الورطة اللي هو فيها.. اليوم الصبح راح للعمال اللي يشتغلون في المركز التجاري ووقف الشغل وعطاهم اجازة.. وراح المحكمة يشوف شو استوى على سالفة عبدالكريم وشاف كم واحد يعرفه هناك وكلهم قالوا له انه عبدالكريم للحين ماله أثر.. تنهد مبارك ويلس يطالع مي وهي مندمجة في لعبها وشخابيطها.. وابتسم بحزن.. ما يعرف كيف بيطلع من هالورطة .. مبارك مستحيل يتسلف بيزات من أي حد .. حتى لو كان هالشخص أقرب الناس له وهو ابوه.. ما يحب يحرج أي حد او يبين لأي شخص انه محتاج له.. بس هالكارثة اللي حلت عليه كيف بيتخلص منها؟؟ شو الحل؟؟

وفي نص أفكاره وهمومه رن تيلفونه وكان سهيل المتصل.. تم مبارك يطالع شاشة الموبايل ثواني ورد عليه عقب تفكير..

مبارك: ألو؟

سهيل: السلام عليكم ورحمة الله..

مبارك: وعليكم السلام والرحمه .. هلا سهيل.. شحالك؟

سهيل: بخير وسهالة.. شحالك انته؟

مبارك (وهو يبتسم بسخرية): الحمدلله على كل حال..

سهيل: مبارك... انا اعرف انك تمر بظروف وايد صعبة..

مبارك: مابا ارمس في هالموضوع..

سهيل: بس هذا هو الموضوع اللي انا متصل عشان ارمسك فيه..

مبارك: أنا مابا بيزات عبدالله ... سهيل ارجوك هالموضوع انتهينا منه..

سهيل: مبارك... عبدالله هو اللي محتاجنك ..

مبارك: هههههههه .. نعم؟؟ عبدالله محتاجني انا؟؟

سهيل: هى.. لا تغتر بالمظاهر يا مبارك.. عبدالله ريال كبير وانا قلت لك انه عنده ايتام يرعاهم.. وتقريبا كلهم يهال.. من بيمسك حلالهم اذا لا سمح الله استوى به شي؟؟

مبارك: ما اعرف وهالشي ما يخصني.. انا تكفيني مسئولياتي .. اسير اتحمل مسئوليات غيري بعد؟؟

سهيل: انا كلمت عبدالله.. وهو يرحب بالفكرة.. وكان متاكد انك انته اللي ما راح توافق..

مبارك: متأكد؟؟ وشو اللي خلاه يتأكد من هالشي..

سهيل: عبدالله يعرفك زين ويعرف انك عنيد

مبارك: الحين يوم اني افكر بمصلحتي استويت عنيد؟

سهيل: ومصلحتك في انك ترفض الفرصة اللي ممكن تخليك تطلع من هالازمة كلها؟؟

تنهد مبارك .. كيف بيفهمه انه اذا دمج شركته ويا شركة عبدالله بيتم طول عمره خاضع له؟؟

مبارك: انته مب فاهم..

سهيل: أنا فاهمنك زين يا مبارك.. يعني بذمتك ما تعرف عبدالله؟؟ ما تعرف انه مستحيل يذلك في يوم؟؟ ومستحيل يعايرك باللي يالس تمر به الحين..

مبارك: انا ما قلت انه راح يسوي هالشي..

سهيل: لا تنكر انه هذا هو اللي مخوفنك..

مبارك : .......... صح.. هذا هو اللي مخوفني... يا سهيل انا ما تعودت يكون لي رئيس في شغلي يأمرني واطيعه... أنا طول عمري اشتغل بروحي واتخذ قراراتي بروحي..

سهيل: ومنو قال انه هالشي راح يتغير..؟؟ مبارك انته بتدخل ويا عبدالله شريك.. مب موظف..!!

مبارك: بس بعد بتكون له سلطة عليه..

سهيل: عبدالله كل فلس بيدفع لك اياه بيرد وبياخذه من هالناحية لا تحاتي.. مثل مانته رجل أعمال عبدالله بعد رجل أعمال..

سكت مبارك.. يحس انه مضغوط وايد.. ويحس انه كل شي ضده.. بس في وسط مشاكله ومتاعبه سهيل وعبدالله مصرين يوقفون وياه.. الضغط النفسي اللي عايشنه وحالته المادية ترغمه يسوي شي هو مول مب مقتنع به..

مبارك (بارتباك): سهيل؟ خلاص انا موافق.. متى بنرمس عبدالله؟

سهيل تم ساكت من فرحته مب عارف شو يقول.. مب مصدق انه مبارك وافق.. وعقب ما تأكد انه فعلا سمع هالجملة منه قال: باجر الصبح نسير له المكتب.. أنا متأكد انه عبدالله بيستانس وايد..

 

 

في هالوقت كان محمد يالس ويا وفاء في واحد من المطاعم الراقية في العين.. اليوم العصر دقت له وقالت له انه خاطرها تتعشى وياه.. ومحمد بروحه كان مزاجه حلو ومن فترة ما شاف وفاء..

ويوم شافها اليوم حس بظيج ما يعرف له سبب.. مع انها اليوم وايد كانت محلوة ولابسة عنابي وهاللون محمد يتخبل عليه.. بس بعد كان حاس بظيج..

وفاء: شو فيك؟ سرحان في شو؟

محمد (وهو يبتسم): انا مب سرحان..

وفاء: لا والله؟؟ عيل قولي انا عن شو كنت ارمس توني؟؟

محمد: مممممم ... هههههه ما اعرف..

وفاء: شفت انك مب ويايه.. حياتي انته وايد متغير.. مب محمد اللي كنت اعرفه..

محمد: انا متظايج.. ما اعرف شو فيني جي بروحي متظايج ومن دون سبب بعد..

وفاء (وهي تعفس ويهها): أخاف تكون متظايج مني..

محمد: لا والله مب منج انتي.. بالعكس استانست يوم شفتج..

وفاء: محمد... ابا اسألك ..

محمد: شو؟؟

وفاء: محمد انته تحبني؟؟

ارتبك محمد : ليش هالسؤال؟؟

وفاء: لأنك وايد متغير احس اني فارضة عمري عليك.. جنك ترمسني غصبن عنك..

محمد: والله يا وفاء انتي اللي مول ما تتفيجين لي وكل ما ادق لج قلتي لي مشغولة.. أنا اللي حاس اني راز بويهي..

وفاء (وهي تشهق): انا ما اتفيج لك؟؟ وطلعتي وياك الحين شو تسميها؟؟ مودرة اهليه ومضحية بسمعتي وطالعة وياك وتقول اني مب متفيجة لك؟؟

نزلت وفاء عيونها وسوت عمرها زعلانة ومحمد يقول في خاطره " يا ربيييه.. زعلت !! والله مالي نفس اراضي حد.."

محمد: وفاء انا اسف.. خلاص عاد لا تزعلين..

وفاء: تذكر اول ما تعرفت عليه؟؟ كنت وايد تدلعني .. والحين حتى كلمة حلوة ما تسمعني..

محمد: خلاص بسمعج رمسة حلوة ولا تزعلين..

ابتسمت وفاء وقالت بدلع: حبيبي.. تعرف انه عيد ميلادي عقب اسبوعين..؟

محمد: والله؟؟

وفاء: هى.. وبنحتفل به ويا بعض..

ابتسم محمد ببرود: ان شالله..

وفاء: انزين ما فكرت شو بتييب لي هدية؟؟

انصدم محمد من قوة ويهها.. وقال: هدية؟؟؟ يصير خير ان شالله..

وفاء: انزين انا في شي خاطري فيه من زمااااااان..

محمد: شو هالشي؟؟

وفاء: شفت خاتم عندك في المحل..

قاطعها محمد قبل لا تكمل وقال: لا يا وفاء.. اختاري أي شي من برى المحل وبييب لج اياه بس من المحل اسمحيلي.. انا ما صار لي شهر من يبت لج الساعة..

اطالعته وفاء باحتقار وقالت: يعني مستكثرنها عليه؟؟؟ محمد شو ياك؟...

محمد: انا مب مستكثر عليج أي شي بس ..

وقفت وفاء بعصبية وقالت: على العموم انا رايحة الحين.. .

محمد: وين رايحة؟

وفاء: مب مهم... باي..

طلعت وفاء من المطعم وهي مقهورة ويلس محمد يفكر بينه وبين نفسه شو اللي وهقه ويا وحدة مثلها.. في البداية كانت علاقته بها حلوة وكان دوم يسلوف لها وهي تنسيه همومه ومشاكله.. بس الحين صارت وايد تحن عليه وتطلب منه شغلات ما يقدر يوفر لها اياها.. وفوق هذا كله بعد ما تفضى له ولا تسوي له سالفة الا يوم تكون محتاجته بشغلة..

قام محمد من مكانه وهو يتنهد بظيج ودفع الحساب ورد البيت .. كان متظايج من نفسه.. للحين ما حدد شو اللي يبا يسويه بالنسبة لمستقبله.. وحتى لو كان يبا يرد يقدم في الكلية ما يقدر.. اخوانه محتاجينه.. يحس انه حياته خلاص مب ملكه.. مثل ما تخلت ليلى عن حياته هو بعد مضطر يتخلى عنها عشان خاطر اخوانه ..

وهالاسابيع اللي عرف فيهم وفاء.. كانت بالنسبة له ملجأ لهمومه.. وتاليتها هي بعد انجلبت ضده..

 

أول ما وصل محمد البيت.. شاف سيارة عمه عبدالله موقفة عند الباب.. ودش الصالة وهو حاس بتعب.. ويوم شاف عمه يالس ويا ليلى ويدوته ابتسم لهم بتعب.. بس يوم راح بيحب عمه على راسه.. ابتعد عمه بعصبيه ووقف عشان يجابله..

محمد انصدم من اسلوب عمه وياه واطالع ليلى بارتباك.. بس ليلى عيونها كانن حمر وأول ما يت عينها في عينه نزلت عيونها وصد تصوب يدوتها اللي كانت بعد منزلة عيونها..

عبدالله (وهو يطالع محمد بنظرة حادة): محمد... قبل لا تسلم عليه اباك تخبرني شو هالمصخرة اللي مسونها في المحل

محمد (وهو يرمش بعيونه بارتباك): مصخرة؟؟؟ عمي شو مستوي؟؟

عبدالله: خمسين ألف ربية عجز في ميزانية المحل.... هالخمسين الف وين راحن؟؟

احمر ويه محمد ونزل عيونه ... حس انه قلبه يدق بعنف ولا إراديا حط ايده على صدره وقال: خمسين ألف؟؟

عبدالله: هى.. خمسين الف.. تراك يوم تشل الشي من المحل عشان توصله لوحدة بنت شوارع ما تحس بجيمته...!!!

رفع محمد عيونه وواجه عمه.. بس الغضب اللي في عيون عبدالله خلاه غصبن عنه يرد ينزل عيونه ويسكت..

عبدالله (وهو يزاعج): ليش ساكت...؟؟؟ وين وديت البيزات؟؟؟

محمد: انته تعرف...

عبدالله: انا ما اعرف شي خبرني منو هاذي اللي صرفت عليها خمسين ألف في شهر واحد...؟؟ شو مسوية لك عشان تصرف عليها هذا كله؟؟؟؟ لا يكون ماخذنها بالسر من ورانا.؟؟

محمد: عمي ماله داعي هالاسلوب.. وبيزاتكم جان تبيونها

عبدالله (يقاطعه): جب ولا كلمة.. والله ان قلت كلمة ثانية لأسطرك بكف... مسود الويه ... بعد لك عين تتكلم؟؟

حس محمد بغصة وانه اذا قال كلمة ثانية بيصيح... فسكت وتم واقف ومنزل راسه.. وعمه طلع من البيت وصك باب الصالة وراه بكل قوته.. وأول ما طلع التفت محمد على ليلى وهو متردد وشافها تطالعه بنظرة يديده عليه... كانت عيونها حمر وملامحها صج معصبة

وقفت ليلى واقتربت منه ببطئ وهي تتنافض بكبرها وقالت له بقهر: الله يسامحك على اللي سويته يا محمد... بس انا عمري ما راح اسامحك..

محمد: ليلى...

ليلى (ودموعها تنزل من عيونها): أموال اليتامى هاذي كانت أمانه في رقبتك .. وانته خنت الامانة.. لا تتوقع مني ارد اوثق فيك بيوم..

قالت ليلى كلمتها هاذي وسارت عنه فوق.. ويوم التفت محمد ليدوته كانت دموعه تحرق عيونه وأم أحمد ما هان عليها محمد يوم اقترب منها وحط راسه على ريولها... وتمت تهوس على جتفه وتقول وسط دموعها: الله يعينك يا ولدي.. الله يعينك ويصلح حالك..

 

 

يوم الاحد .. ورغم اللي صار أمس.. ما حاولت ليلى تبين لأخوانها انها متظايجة وحتى محمد نزل عادي وتريق وياهم بس كان ساكت ومول ما حط عينه في عين ليلى .. كان حاس انه غبي وايد.. وانه حقير.. وماله ويه يجابل حد من اخوانه.. وفي نفس الوقت كان خايف يروح المحل.. يخاف يروح هناك ويشوف عمه عبدالله.. كان خايف ومنحرج منه وايد.. أول مرة يشوفه معصب جذي.. وعلى منو؟ عليه هو اللي المفروض يكون ريال البيت.. ويكون قد المسئولية.. بس ما يدري ليش رغم انه يعرف انه غلطان بس بعده حاس انه يحقد على عمه .. يحقد عليه عشانه بين للكل انه محمد غلط.. يحقد عليه لأنه هو من بين كل الناس جرحه بكلامه.. ويحقد عليه لأنه شافه في موقف ضعف.. وكان قاسي جدا وياه..

عقب هالافكار اللي غزت تفكيره ما عرف محمد ياكل وطلع من البيت وراح يتمشى شوي قبل لا يمر على المحل..

مايد يوم شاف محمد طلع من البيت من دون ما ياكل ضحك وقال لليلى: حمادة مسوي ريجيم؟؟

ليلى (وهي تسوي عمرها مب مهتمة): ليش يعني؟

مايد: ما مس الاكل.. بالعادة يخم الصينية وما يخلي لنا شي..

ليلى: على هواه..

أم أحمد (اللي حاولت تغطي على اللي صار أمس): محمد عنده شغل يحاتيه .. بيتريق هناك في المحل..

مايد: وين أمولة؟؟ شمعنى هي راقدة ونحن ناشين من الفير..

أم أحمد: والله البنية ما وراها دوام.. خلها ترقد..

مايد: ما يخصني بسير اقعدها.. اشمعنى انا اسير المدرسة واتعب وهي اتم راقدة للساعة عشر..

ليلى: ميود عن الحركات .. ما فيه على صدعة لولة من الصبح..

بس مايد ما اهتم لها وسار فوق وما رد لهم الا وأمل وياه.. كانت أمل صج مسطلة وتمشي وهي تتمايل ومايد بيموت من الضحك عليها..

مايد: والله شوفوها كيف تمشي.. ههههههههه .. جنها بطة..

ليلى: الله يغربل ابليسك يا مايد.. حرام عليك شو تبا فيها مقعدنها..

اطالعتها أمل بصعوبة وقالت : بسير الروضة.. طلعو لي ثياب..

ليلى: شوف؟؟ الحين توهقت وياها..

مايد: والله هاذي مشكلتج انتي حليها

ليلى (وهي تبتسم): والله انك نذل..

شل مايد كتبه وسلم عليهم وطلع عشان يمر على ربيعه مترف وياخذه وياه المدرسة.. وأمل حطت راسها على ريول يدوتها ورقدت على طول .. واستغلت ليلى الفرصة وراحت تييب عباتها وودت اختها سارة الروضة قبل لا تنتبه أمل..

 

محمد قبل لا يسير الدوام راح اتصالات وقطع الرقم اللي يستخدمه وطلع له رقم يديد.. خلاص كره وفاء عقب اللي صار وما يباها تدق له أبد.. ومثل ما توقع .. أول ما راح المكتب شاف عمه عبدالله يالس هناك بروحه لأنه دوام الموظفين يبدا الساعة 9 ونص.. ومحد كان موجود هناك الا هو..

محمد يوم شاف عمه داخل لف عشان يروح بس عمه نادى عليه..

عبدالله: تعال يا محمد.. ايلس برمسك..

تم محمد واقف عند الباب وما رضى يدش المكتب وتنهد عبدالله وقرر يرمسه حتى لو كان برى المكتب..

عبدالله: اسمعني يا محمد.. أول شي انا ادري اني جسيت عليك امس .. بس اللي سويته مب شويه.. وانا اباك تعرف انك غلطت..

محمد: ..................

عبدالله: أنا عرفت منو هالحرمة أمس طول الليل وانا ادور في الفواتير وشفت فاتورة العقد وعرفتها.. اسمعني يا محمد انته بعدك صغير وما تعرف كل شي يستوي في البلاد.. وانا هالحرمة سمعت عنها شغلات وايدة وما ادري كيف قصت عليك... انته تعرف انها معرسة؟؟

انصدم محمد وغصبن عنه اطالع عمه بدهشة.. وتعاطف عبدالله وياه وايد.. رغم انه عمره تقريبا 18 سنه بس بعده ساذج وما يعرف شي عن الدنيا اللي حواليه..

عبدالله: انته مب أول واحد تلعب عليك هاذي تعرف وايدين وللأسف ريلها يشتغل في بوظبي وما يعرف عن سوالفها البطالية.. وأنا اقدر اشتكي عليها بس ما اريد افضحك..

دش محمد المكتب بخطوات بطيئة ووقف جدام مكتب عمه وقال بصوته اللي كان يرتجف: عمي... انا اسف.. سامحني..

عبدالله: لا يا محمد.. لا تعتذر لي انا.. المفروض تستسمح من ليلى.. هى اللي غلطت عليها .. وع العموم في شغلات وايدة بغيرها هني.. عشان اطمن..

محمد: اللي تشوفه عمي..

وقف عبدالله وقال : انا بروح الشركة الحين.. وانته شوف شغلك..

محمد: ان شالله..

روح عبدالله وتم محمد يالس مكانه وهو يفكر بكل اللي استوى له.. ويتساءل اذا ممكن ليلى تسامحه في يوم من الايام او تنسى الغلطة الكبيرة اللي ارتكبها في حقهم كلهم..

 

في الروضة.. أول ما روحت ليلى تم قلب سارة يدق بقوة.. ورغم انها ما صاحت بس كانت وايد خايفة من إنها اتم بروحها في الصف.. ويوم شافت مزنة ياية من برى راحت لها ويلست حذالها ..

مزنة ابتسمت لها وحطت على الطاولة شنطة صغيرة..

سارة: شو في الشنطة؟؟

مزنة: كاكاو وجبس وماي .. عندي وايد .. يوم تبين خذي لج..

سارة: مابا..

مزنة: انتي تمي يالسة حذاية اليوم ... حتى يوم بنيلس دائرة لا تروحين بعيد

سارة استانست وايد وقالت: زين..

بس أول ما وصلت شما ويا حمدان وعبيد.. نست مزنة رمستها وراحت تلعب وياهم وتمت سارة يالسة بروحها.. لين يت أبلة خولة ويلستهم أماكنهم.. ووقفت في نص الصف وقالت: اليوم كلنا بنلون وبنرسم لوحة كبيييييرة وحلوة..

حمدان: انا ما برسم..

اطالعته ابلة خولة وهي تبتسم: ليش يا حمدان؟؟

حمدان: بس مابا.. البنات بس هم اللي يرسمون..

مزنة: انا برسم ابلة خولة.. أنا برسم شجرة عوووووووودة..

أبلة خولة: كلنا بنرسم.. حتى انا برسم وياكم..

راحت أبلة خولة وطلعت من الدرج أوراق ووزعتها عليهم وطلعت لهم ألوان ويلسوا كلهم يرسمون

شما: أبلة خولة شو نرسم؟؟

أبلة خولة (وهي توزع الألوان) : أي شي.. ارسموا شجرة.. أو بنت.. او كرة.. أي شي.. اللي تحبونه..

يوم وصلت أبلة خولة عند سارة ابتسمت لها وقالت: شو بترسمين حبيبتي؟

اطالعتها سارة بخجل وابتسمت وباستها أبلة خوله على خدها وعطتها الألوان وراحت عنها.. ويلسوا كلهم يرسمون وأبلة خولة تمر عليهم واحد واحد تشوفهم شو سووا.. وسارة ابتدت ترسم وردة كبيرة بالقلم الاخضر.. بس قبل لا تخلص ياها حمدان وشل عنها كل الألوان...

سارة (بخوف): رد الألوان... أبا أرسم..

حمدان: هاذي ألواااااااني ..

سارة: مابا.. ردهم الحين

Link to comment
Share on other sites

أبلة خولة: حمدان!!!!! ما يخصك بسارة..

ضحك حمدان وسار مكانه يكمل لوحته وتمت سارة تطالعه بقهر وردت تلون وهي مقهورة من دون ما تكلم أبلة خولة اللي كانت مستغربة منها .. لو وحدة غيرها بتم تزاعج وتصيح ويمكن تضرب حمدان.. بس سارة كانت وايد تطنش.. أول مرة تشوف ياهل شراتها..

 

الساعة عشر الصبح كانت ليلى يالسة تطالع التلفزيون في الصالة وأمل وخالد كانوا برى في الحديقة يلعبون بدراجاتهم .. ويدوتها راحت تصلي الضحى.. ليلى كانت تطالع التلفزيون بس افكارها ويا اخوها محمد اللي مول ما توقعت منه الحركة اللي سواها.. يعني اخر واحد توقعت انه يخونهم هو محمد.. لأنها صج كانت تعتمد عليه وتوثق فيه.. ورغم انه كسر خاطرها وايد بس بعد الجرح اللي في قلبها واللي سبب لها اياه محمد تحس به كبير وصعب يبرى..

عمها عبدالله بعد غمظها.. كان وايد محرج وليلى كانت خايفة عليه.. يحليله رد بيته امس والله يعلم رقد ولا لاء.. ما عنده حد يشكي له همومه ولا حد يخفف عنه .. يرد البيت يجابل اليدران والغرف الفاضية اللي هناك..

أفكارها هاذي يابت ياسمين على بالها وقررت تتصل بها على موبايلها وتكلمها .. يمكن تقدر ياسمين تونسها شوي.. ويوم اتصلت رن التيلفون فترة طويلة وقبل لا تبند ليلى بثواني ردت عليها ياسمين ..

ليلى (وهي تبتسم) : صباح الخير..

ياسمين (اللي كان قلبها يدق بقوة ): صباح الورد والياسمين هلا والله..

ياسمين كانت هاليومين اللي طافوا تحاول قد ما تقدر انها تتجاهل مشاعرها وما تفكر بعبدالله ونهلة كانت واقفة لها على راسها كل ما شافتها اكتئبت ودتها السوق او يت عندها البيت.. ويوم دقت لها ليلى توها خافت وترددت قبل لا ترد عليها.. كانت خايفة تكون ليلى يايبة لها الخبر اللي ممكن يقطع كل احلامها وامالها بخصوص عبدالله.. وفي نفس الوقت كانت تبا تطمن.. يمكن تكون الاخبار اللي عندها حلوة؟؟

ليلى: شحالج غناتي؟؟

ياسمين: الحمدلله على كل حال .. انتي شحالج؟؟ وشحال خوانج ويدوتج؟؟

ليلى: الحمدلله كلهم بخير ويسلمون عليج..

ياسمين: الله يسلمهم.. انتي بعد سلمي عليهم..

ليلى: يبلغ ان شالله..

ياسمين (وهي تحاول تلطف الاجواء): عاد انتي اليوم حظج حلو .. انا عادة انش الساعة وحدة الظهر بس اليوم ما ادري ليش حسيت بنشاط ونشيت الساعة ثمان..

ليلى: ههههه يمكن حسيتي اني بدق لج هالحزة,, انا عاد كل يوم انش الساعة ست ..

ياسمين: هى عشانج اخوانج..

ليلى: هى..

ياسمين: ميودي اشحاله؟؟

ليلى: الحمدلله بخير .. راح المدرسة..

ياسمين:في أي صف هو الحين..؟

ليلى: سادس ابتدائي..

ياسمين: الله يوفجه ان شالله..

ليلى: ان شالله..

ياسمين (بارتباك): وشو اخبارج بعد؟؟

ليلى استغربت وكانت تتريى انه ياسمين ترمسها عن عمها عبدالله بس الظاهر انها مب ناوية لأنها كانت ترمسها في أي شي وكل شي الا عبدالله وياسمين بعد كانت تتريا بفارغ الصبر انه ليلى تنطق بإسمه بس للأسف ما استوى هالشي..

ليلى: مممممم خلاص عيل ..كنت بس ابا اطمن عليج..

ياسمين (اللي حست بخيبة أمل كبيرة): فيج الخير والله ما تقصرين..

ليلى: ياللا غناتي تامريني بحاية؟؟

ياسمين: تسلمين..

ليلى: مع السلامة..

ياسمين: ف امان الله..

بندت ياسمين وتمت تطالع شاشة موبايلها فترة طويلة وهي تحس انه الدموع تتيمع في عيونها من القهر.. ليش دقت لها اذا كانت مب ناوية ترمسها عن عبدالله؟؟ يعني بس تبا تقهرها وتحرق لها قلبها؟؟ ومن قهرها فرت التيلفون على شبريتها ونزلت الصالة تطالع التلفزيون يمكن تقدر تخفف من الالم اللي تحس به في صدرها..

 

في الروضة كانوا اليهال كلهم طالعين في الفسحة وسارة تبعت اليهال صوب المقصف عشان تشتري لها شي لأنها كانت بتموت من اليوع.. مزة اللي قالت لها بتعطيها من الكاكاو والجبس تراجعت عن رمستها ووزعت كل اللي في الشنطة على ربعها اليدد حمدان وعبيد وشما.. وحتى يوم كان حمدان يتحرش بسارة في الصف كانت مزنة واقفة وياه وقالت لسارة انها ما ترمسها..

وصلت سارة للمقصف ووقفت في الطابور اللي كان تحت اشراف المدرسات .. ولسوء حظها انه حمدان يا ووقف وراها.. وأول ما حست سارة انه واقف وراها تمت ترتجف من الخوف ... خصوصا انه حمدان كان يحاول يبطل ايدها عشان ياخذ بيزاتها..

حمدان: بطلي ايدج..

رصت سارة على ايدها وهالمرة انترست عيونها بالدموع ... بس رغم انها رصت على ايدها بكل قوتها ما قدرت توقف جدام حمدان وفي النهاية قدر يبطل ايدها وخذ البيزات عنها.. وركض..

وقفت سارة تطالعه وعقب شوي طلعت من الطابور وسارت تيلس على الكراسي بروحها ... وإحساسها بالوحدة رد لها مرة ثانية.. ولأول مرة من أسابيع ردت تفكر بأمها.. تسترجع كل ملامحها وتحاول تسترجع صوتها في مخيلتها.. ونزلت دموعها بحرارة ومر حذالها ياهل ويوم شافها تصيح قال لربعه: تعالوا شوفوها تصيح .. babyyy .. تصيييح

نشت سارة من مكانها وراحت الصف ويلست في الزاوية وحظنت ركبها بإيدها وتمت تصيح من خاطرها.. كانت تحس انها بروحها وكلهم يبون يظربونها ويتحرشون فيها.. وقررت يوم بترد امها ويا ابوها تخبرهم على حمدان وتقول لهم انا تكره الروضة وما تبا ترد هني مرة ثانية...

يوم حست سارة انه اليهال ابتدوا يردون الصف لفت ويهها صوب اليدار وحاولت تركز فيه يمكن اذا تمت هادية وما تحركت تقدر تغافل حمدان وما يشوفها ولا يأذيها.. ورغم حشرة اليهال كانت سارة في عالمها الخاص .. ترسم على اليدار ألف صورة وصورة لأمها .. وهالشي خلاها تحس براحة كبيرة..

أبلة خولة يوم شافت سارة يالسة بروحها غمظتها وايد وسارت ويلست جدامها وحاولت تلف بويهها صوبها بس ما قدرت.. وابتسمت لها وهي تقول: سارة؟؟

بس سارة ما ردت عليها ونادتها ابلة خولة اكثر عن مرة من دون فايدة.. وفي النهاية تنهدت بيأس وقامت عنها عشان تجابل باجي اليهال..

* * *

 

ردت سارة البيت الساعة 12 الظهر وهي تعبانة ويلست في الصالة بلبس الروضة ويت أمل وحاولت تكلمها وليلى ويدوتها بس من دون أي فايدة.. وفي النهاية قامت عنهم بدون سابق انذار وراحت فوق.. ويابت دانة من تحت شبريتها وطلعت من الغرفة ووقفت في الصالة مترددة قبل لا تدش الممر وتبطل باب غرفة أمها..

من يوم شلت صالحة الأغراض من الغرفة وسارة مبتعدة عنها نهائيا.. بس اليوم حست بشي يدفعها انها تدش هالغرفة.. ويوم دشتها حست براحه كبيرة رغم انه ما فيها شي غير الاثاث .. ويلست عند شبرية أمها وابوها ويلست دانة جدامها وبطلت شعرها ويلست تلعب فيه بروحها..

وعقب دقايق تبطل باب الغرفة ودش مايد اللي ما كان يبا حد يشوفه وهو يدش هني.. مايد ما انتبه لسارونا .. كان متعود دوم يدش غرفة امه وابوه ويقعد فيها شوي.. يحس بروحه تتجدد وقلبه يصير اصفى عن الثلج بمجرد ما يدش ويتذكر امه وابوه.. للحين صورة ابوه تحت مخدته.. للحين يفتقد حنانه وللحين ينش من رقاده الصبح ودموعه ع المخدة ويعرف انه كان يحلم به .. مشى مايد للمكان اللي صدق يحبه.. المكان اللي تعود ابوه يصلي فيه قيام الليل.. اكثر من مرة كان مايد يدش الغرفة فليل عشان يبين لأبوه انه بعده مب راقد ويشوفه يصلي في هالبقعة.. يلس مايد ع الارض وقال بصوت مسموع.. " والله ولهت عليك.. "

وعقب ما يلس شوي وتم يفكر .. طلع من الغرفة وهو مب حاس أبدا بسارة اللي كانت مغطتنها الشبرية ويالسة تلعب ويا دانة وهي بعد ما حست به..

 

* * *

في الصالة تحت كانت أمل تتجلب وهي تضحك على سوالف يدوتها اللي كانت تخبرهم شو كانت تسوي وهي صغيرة..

أم أحمد (وهي تضحك): لولة بس مب زين تضحكين جي ..

ليلى: يدوه انتي اللي تضحكينها

مايد: بعد خبرينا شو كنتي تسوين ويا اختج ؟؟ والله انكم سوالف..

أم أحمد: شو اخبركم والله ناسية..

مايد: خبرينا عن المدرسة..

أم أحمد: أي مدرسة ما كان عندنا مدارس قبل..

مايد: عيل توج تقولين انه يدي كان يعرف يقرا..

أم أحمد: هى الاولاد كانوا يسيرون عند المطوع يعلمهم يقرون بس نحن البنات انتم في البيت..

اطالع مايد أمل وقال لها: تسمعين؟؟ ماشي مدرسه حقج انتي بتمين في البيت.. البنات مكانهن البيت..

اطالعته أمل باحتقار وقالت: انا ما بسير المدرسة اصلا.. بسير الروضة..

أم احمد: ليلى ما رحتي تشوفين سارونا؟؟

ليلى: بعدها فوق مب راضية تنزل ولا راضية حتى ترد عليه والله تعبت منها يدوه..

أم أحمد: انزين قومي رقدي اخوانج الساعة استوت تسع ونص ..

مايد: انا مابا حد يرقدني اعرف ارقد بروحي..

ليلى: ودك انته ايلس اسولف لك عشان ترقد.. بس ده بعدك..

مايد: والله لو اطلب منج تسولفين لي ما بتقولين لاء..

ابتسمت ليلى وشلت اخوانها وساروا كلهم فوق .. وقامت أم أحمد تمشي على الرخام البارد.. خطواتها ثجيلة ومع كل خطوة تحس انه ركبتها تتكسر.. بس سارة كانت غامظتنها ومن الظهر وهي تحاتيها.. وركبت على الدري بصعوبة وهي ترص على اسنانها ويوم وصلت فوق كانت تتنفس بصعوبة من المجهود اللي بذلته ووقفت عند الدري فوق شوي عشان ترتاح.. وعقب دشت الممر وسارت صوب غرفة ولدها المرحوم أحمد..

 

فتحت أم أحمد الباب لجروحها وآلامها.. ولذكريات تحرق جفونها كل ليله وهي تحاول تتناسى الألم اللي خلفوه حبايبها برحيلهم عنها.. ولدها أحمد كان نظر عينها وذكراه ما غابت عن بالها ولا ثانية وحدة.. كل شي يذكرها فيه.. ضحكة أمل وحزن سارة.. شطانة مايد اللي كان يحبها وهدوء ليلى.. خجل محمد وعناد عبدالله يوم انه مب راضي يعرس.. كل شي .. بدون تحديد .. بس هالغرفة تمت المكان الوحيد اللي خافت أم أحمد تدشه وما دشتها الا يوم اغمى على ليلى هني..

مشت أم أحمد بكل صعوبة وهي مب حاسة بالآلام اللي تخترق روحها مع كل خطوتها.. وشافت سارة متكورة في طرف الغرفة ودانة جدامها تمسح على شعرها بكل هدوء واستغربت كيف انه طفلة مثلها ما تخاف اتم بروحها في هالوقت المتأخر.. سارة معروف عنها انها تخاف.. من وين لها هالشجاعة؟؟

أم أحمد: سارة؟؟

ما ردت سارة ولا حتى تحركت من مكانها او التفتت لها مع انه عيونها كانت مبطلة.. وتذكرت أم أحمد انها ما كلت أي شي طول اليوم.. وسارت لها وحاولت تحركها ما رامت..

أم أحمد: قومي حبيبتي لا تعذبين ما اروم اوخي وايد.. مدي لي ايدج..

لو رمست أم أحمد الكبت كان ممكن انه يرد عليها.. بس سارة كانت متجمدة في مكانها وما يتحرك فيها شي الا ايدها الللي كانت تمسح على شعر دانة.. وعقب ما يأست أم أحمد منها راحت صوب الباب عشان تطلع وفي هاللحظة دشت ليلى عشان تشوفهم وقالت لها يدوتها: سيري هاتي لنا الفراش هني ..

ليلى (وهي متفاجئة): بترقدون هني؟؟؟

أم أحمد: امري لله شو اسوي باختج..

طلعت ليلى وراحت تييب الفراش ليدوتها اللي حطت المخدة تحت راس سارة ولحفتها وحطت مخدتها حذالها ورقدت.. وطلعت عنهم ليلى وهي تفكر بسارة اللي مب راضية تودر عنادها... كل هذا دلع..؟؟

 

أم أحمد اطمنت يوم شافت سارة مغمظة عيونها وراقدة.. وغمظت هي بعد عيونها يمكن تقدر ترقد..

دومها تعاني بصمت.. محد يدري عن النار اللي تكوي قلبها .. ولا حد في الدنيا يقدر يتحمل اللوعة اللي في داخلها عشان تقدر تشكي له وتبوح له بمعاناتها... منو في هالدنيا يقدر يخفف عنها هموم أكبر واثقل من جبال الدنيا.. ؟؟ منو يقدر يرد لها ظناها او يقص عليها على الاقل ويجاملها ويرد يسمعها ضحكته ولو ثواني...؟؟ منو يقدر يرد لليتامى كرامتهم وعزة نفسهم.. يرد لهم ابوهم ؟؟ منو يقدر يمسح دمعة سارة ويطمن أمل انه امها بترد.. ؟؟ ومنو يقدر يرد لليلى فرحة عمرها اللي انسرقت منها في ثواني... منو يقدر يرد لأم أحمد راحة البال..؟؟ محد.. حتى في الاحلام مب قادرة تشوفهم.. لهالدرجة كانت محرومة منهم..

وبصمت نزلت دموعها ومسحتهن أم أحمد بشيلتها واستغفرت ربها وحاولت بكل طاقتها انها ترقد..

--------

 

يوم الاثنين ابتدى مثل اللي قبله .. واللي محير ام أحمد انه سارة نشت الصبح وسارت بروحها حق ليلى عشان تلبس ثيابها ونزلت وكلت شوي وراحت الروضة بدون ما تقول ولا كلمة.. ومايد بعد كان هادي على غير عادته ومحمد ما تريق وراح المكتب ومر في الصالة ولا حتى سلم عليهم ..

 

مر الصباح كئيب وممل للكل.. وخصوصا لمايد اللي مول ما كان له نفس يسوي شي .. وأول ما رن جرس الفسحة قال له مترف: اسمع ميود... انته حالك مب عايبني بالمرة اليوم.. !!

مايد: والله ملان .. وفيه رقاد امس مول ما رقدت..

مترف: انزين قوم بنسير عند قوم سلوم بنطفر بهم..

مايد: بعدين بنسير عند الوكيل يبانا نعلق له لوحة..

مترف: خلاص اوكى .. ياللا ..

طلع مايد ويا مترف بكل براءة وهو ما يدري باللي يخططون له من وراه وأول ما طلع دش ناصر ربيع مانع الصف واستغل انه الكل كان طالع من الصف وكان شال في ايده شي ملفوف في كيس بلاستيك وخشه في درج مايد.. وطلع بسرعة من الصف قبل لا حد يشوفه..

 

وعقب ثلث ساعة يوم ردوا كلهم الصف عشان يدشون للحصة الرابعة.. تفاجئوا بالاخصائي الاجتماعي يفتش في الطاولات والادراج..

مترف: شو السالفة؟؟

مايد: ما ادري.. ليش مسوين تفتيش؟؟

يوم وصل الاخصائي عند طاولة مايد ودخل ايده في الدرج وشاف الشريط.. اطالع الأولاد بنظرة حادة وقال: درج منو هذا؟؟

مايد (بخوف): درجي..

الاخصائي: تعال وياي المكتب..

مايد: ليش؟؟

الاخصائي: مابا اسمع ولا كلمة ياللا جدامي اشوف..

اطالع مايد مترف بخوف ويره الاخصائي من ايده ووداه وياه المكتب وتموا الاولاد كلهم يرمسون واللي يسأل شو السالفة واللي يخمن من عنده ومترف واقف عند الباب مصدوم من اللي صار ..

الساعة 11 كان عبدالله واقف عند مكتب سكرتيرته يخبرها شو يباها تسوي بالملفات الجديمة اللي عنده .. وتفاجئوا اثنيناتهم بسهيل ومبارك يدشون عليهم .. السكرتيرة من الصدمة ما خوزت عينها عن مبارك لدرجة انه مبارك استحى ونزل عيونه وعبدالله يوم استوعب انهم فعلا في مكتبه ابتسم لهم وسلم على مبارك ودخلهم المكتب ..

كانت مفاجأة حلوة بالنسبة لعبدالله اللي ما توقع ابدا انه مبارك يدش مكتبه في يوم من الايام.. ومبارك كان مرتبك وايد وسهيل شوي وبيطير من الوناسة..

عبدالله (وهو يطالع مبارك): شو هالمفاجأة الحلوة؟؟

سهيل: مبارك وافق على فكرة الدمج ونحن يايين هني عشان نتناقش وياك ونخلص كل شي..

استانس عبدالله من خاطره وقال لمبارك: كنت واثق من عقلك وحكمتك يا مبارك وان شالله يرد علينا هالقرار بالمنفعة والفايدة..

مبارك: ان شالله.. يكون فاتحة خير علينا بس اهم شي نخلي كل اللي فات ورانا..

عبدالله: أنا عن نفسي نسيت كل شي..

مبارك: تسلم يا عبدالله .. وما تقصر..

سهيل: أول شي لازم نروح المحكمة والبلدية عشان نسجل الشراكة اليديدة..

عبدالله: ان شالله باجر الصبح بنسير..

مبارك: وأهم شي نتفق على اسلوب الادارة اليديد..

عبدالله (وهو يبتسم): تطمن ما شي راح يختلف.. كل واحد فينا راح يكون له مشروع خاص فيه يديره على كيفه والربح بس هو اللي يتوزع من بيننا..

ابتسم له مبارك وحس براحة.. عبدالله سهل جدا انه الواحد يتفاهم وياه وفوق هذا كله يحس انه فيه هدوء فظيع ممكن يفيده وايد خصوصا في المواقف الحرجة.. واللي مول ما يعرف مبارك يتصرف فيها.. واللي فعلا ريح مبارك انه عبدالله مول مب حاقد عليه عشان الحادث اللي توفى فيه اخوه ورغم انه مبارك من يوم الحادث وهو يتريى عبدالله ينفجر في ويهه في أي لحظة ويتهمه بأنه هو اللي جتل اخوه بس هالشي ما استوى ولا عمره بيستوي..

 

في إدراة المدرسة كان مايد مصدوم من اللي يسمعه.. الاخصائي الاجتماعي حط الشريط في الفيديو وكان يحتوي على فلم خليع.. والشريط كان طبعا في درج مايد .. واصابع الاتهام كلها كانت موجهة له.. وهو اللي عمره ما حاول يقترب من هالشغلات ولا همته أصلا..

مايد (وهو يزاعج): والله العظيم اني اول مرة اشوف هالشريط.. انته ليش مب راضي تصدقني!!!

الاخصائي: جب ياللا .. يعني الشريط بيمشي بروحه وبيدش درجك.. والله انك ما تستحي .. تجذب في ويهي بعد؟؟

مايد: انا مب جذاب... اقول لك هذا مب شريطي..

الاخصائي: يعني شو بتسوي غير انك تنكر؟؟ مالقيت غير المدرسة تييب لها وصاختك هاذي؟؟

مايد (وهو خلاص حاس بيأس): أستاذ والله والله اني ما اقص عليك... اسأل ربعي كلهم .. أنا مستحيل أسويها..

اطالعه الاخصائي باحتقار واتصل البيت ومايد جدامه يرتجف من القهر وده يفره بأي شي جدامه..

ردت ليلى على التيلفون واستغربت يوم سمعت صوت ريال غريب

ليلى: الو

الاخصائي: السلام عليكم اختي..

ليلى: وعليكم السلام والرحمة..

الاخصائي: اختي وياج الاخصائي الاجتماعي في مدرسة مايد..

ليلى (وهي مستغربة): هلا اخويه .. خير ان شالله ؟؟

الاخصائي: اختي مايد ولدج؟؟

ليلى(بخوف): لا .. اخويه الصغير.. بس انا المسئولة عنه.. شو مستوي؟؟؟

الاخصائي: احنا لقينا فلم خليع في درج اخوج مايد.. وبغينا ولي امره يتفضل عندنا المدرسة..

انصدمت ليلى وتمت مبطلة حلجها.. مب مصدقة اللي تسمعه وردت تسأل الاخصائي بهبل: شو؟؟ ما فهمت .. كيف يعني فلم خليع؟؟

الاخصائي: اختي كان في درجه فلم فيديو .. محتواه خليع..

ليلى: مستحيل.. أخويه مايد ما يعرف لهالشغلات انته شو اللي يالس تقوله؟؟

الاخصائي: الفلم كان في درجه .. ع العموم اتمنى تخبرين ولي امره لأني ما بخليه يرد الصف الا اذا رمست ولي امره..

ليلى (وهي مقهورة منه): ان شالله ..

بندت ليلى وترددت وايد قبل لا تتصل بعمها عبدالله.. كانت خايفة من ردة فعله خصوصا انه كان امس محرج على محمد.. شو بتكون ردة فعله الحين لو خبرته عن مايد؟؟ وغصبن عنها دقت الارقام واتصلت بعبدالله اللي كان بعده يالس ويا مبارك وسهيل..

عبدالله يوم شاف رقم بيت أخوه استأذن منهم وطلع برى عند السكرتيرة يرمس..

عبدالله: ألو؟

ليلى: السلام عليك عمي..

عبدالله: وعليج السلام هلا ليلى.. خير؟؟

ليلى: عمي...

عبدالله: ارمسي ليلى بلاج؟؟

ليلى: عمي طالبينك في مدرسة مايد..

عبدالله: طالبيني انا؟؟ ليش شو صاير؟؟؟

ليلى اضطرت تكذب لأنها كانت وايد منحرجة من عمها وقالت: ما أدري ما قالو لي بس قالوا انه ضروري الحين اييهم ولي امره..

عبدالله: بس انا الحين في وسط اجتماع..

ليلى: عمي ظروري قالوا ما بيخلونه يرد الصف الا اذا رحت له..

عبدالله: ليش شو مسوي مايد..

ليلى: ما ادري..

عبدالله: خلاص لا تحاتين .. الحين بسير اشوفه..

ليلى: طمني اول ما تعرف السالفة عمي لا تنسى..

عبدالله: ان شالله..

بند عبدالله عن ليلى ودش يستأذن من مبارك وسهيل وراح المدرسة بسرعه.. ويوم دش شاف مايد يالس على صوب وشكله معصب والاخصائي سلم عليه..

الاخصائي: تفضل اخوي..

عبدالله: خير ياخوي.. شو مسوي مايد؟؟

الاخصائي: انته ابوه؟

عبدالله: ابوه متوفي انا عمه.. وولي امره

الاخصائي: ياخوي ولدكم شفنا هالشريط في درجه.. (وعطاه الشريط) .. وعقب ما شفنا محتواه تبين انه فلم خليع..

فر عبدالله الشريط من إيده بأرف وقال: شو؟؟؟

مايد اللي كان ساكت طول هالفترة وقف في هاللحظة وقال: عمي لا تصدقه..والله انه مب شريطي .. والله

عبدالله (بنبرة حادة): اسكت يا مايد خلني افهم شو السالفة

الاخصائي: هاذي هي كل السالفة .. اول شي ممنوع انه يدش المدرسة ومعاه افلام من الاساس.. بس انه يدخل وياه فلم اباحي.. هاذي فيها فصل ونحن مضطرين نعاقبه.. وانا للحين ما وصلت السالفة للمدير..

عبدالله (وهو يتنهد بقهر): خلاص ماله داعي توصل السالفة للمدير ونضيع على مايد دروسه.. أنا بتصرف وياه بمعرفتي وان شالله ما بيعيدها..

الاخصائي: خلاص انا بحاول اخبي اللي صار عن المدير عشانك بس يا اخ عبدالله .. بس مايد بيكون تحت المراقبة واذا صدر منه أي شي مخالف انا ما يخصني فيه..

عبدالله: مشكور اخويه .. انا بوديه البيت الحين..

الاخصائي: الله وياك اخويه..

التفت عبدالله لمايد وكانت نظرته باردة مثل الثلج ولأول مرة يخاف مايد من عمه عبدالله اللي يوده من ايده بقوة ويره برى المكتب من دون ما يرمسه حتى..

مايد: عمي اصبر بروح اييب كتبي..

بس عبدالله ما رد عليه ومشى وياه للسيارة وبطل الباب ودزه داخل بقوة.. وقال: جب ولا كلمة ما ابا اسمع حسك ..

مايد: عمي لا تصدقه والله انه مب شريطي..

عبدالله: قلت لك ما ابا اسمع حسك انته ما تفهم؟؟؟

سكت مايد وتم يالس في الكرسي اللي ورا يطالع عمه اللي كان ويهه احمر من كثر ما هو مقهور.. كيف بيشرح له انه ما سوى شي وانه مظلوم.. وهو مب راضي يسمعه من الاساس؟؟ منو بياخذ له حقه وهم كلهم مب مصدقينه؟؟ وفجأة ادرك مايد انه يتيم.. أبوه لو كان موجود مستحيل يرضى انه هالرمسة تنقال عن مايد.. بس عمه مهما كان طيب وياهم للحين مب واثق فيهم وما يحبهم لدرجة انه يدافع عنهم جدام خلق الله ويرد عنهم كلام الناس..

مايد اللي الضحكة ما تفارق ويهه ما لقى غير الدموع تواسيه وهو يتذكر ابوه.. ويتمنى لو كان وياه في هاللحظة بالذات.. ورد يطالع عمه وتم يطالعه بحقد لين وصلوا البيت ثنيناتهم ونزل مايد وهو خايف من اللي بييه في البيت بسبة شي ما له خص فيه..

 

 

* * *

محمد في هالوقت كان في جبل حفيت .. الصدمة اللي انصدمها اليوم الصبح هزت كيانه كله وجرحت له مشاعره بشكل ما يقدر يوصفه.. أول ما راح المحل الصبح تفاجئ انه عمه عين المدير اللبناني عشان يكون مسئول عن الحسابات والفواتير وكل شي.. ويوم دش محمد وتفاجئ به داخل المكتب حس بعمره غبي وايد.. وحس في عيون المدير نظرة شماتة واشفاق..

 

خلاص محمد يحس انه ما منه فايده وماله داعي يتم وياهم في البيت.. من البداية ما كان قادر يفرض احترامه عليهم والحين صار حاله حال خالد قي البيت .. ما منه فايدة ابد.. كل شي كان ضده.. كلهم وقفوا ضده.. صح انه يستاهل .. بس بعد حاس بوحدة فظيعة.. وانهم المفروض ما يتخلون عنه في وقت حاجته لهم..

 

تنهد محمد ونزل من سيارته ويلس يتمشى .. الجو كان روعة ورغم انه الوقت كان بعده مبكر بس المكان كان زحمة.. وهو يتمشى استغرب يوم شاف موتر يوفق حذاله ويوم نزل الجامة كان ربيعه منصور اللي درس وياه في الثانوية.. علاقتهم ما كانت قوية في ايام الدراسة واستغرب محمد يوم انه منصور نزل من موتره عشان يسلم عليه..

 

منصور: هلا والله .. شحالك محمد؟؟

 

محمد (وهو يسلم عليه): الحمدلله بخير ربي يعافيك.. انته شحالك؟

 

منصور : الحمدلله. .وينك يا ريال.. مول ما تنشاف..

 

محمد: والله مشغول..

 

منصور: ها وين تدرس الحين؟؟

 

محمد: ما ادرس والله .. ماسك شغل ابويه الله يرحمه.. ما عندي وقت للدراسة..

 

منصور: الله يعطيك العافية ياخوي..

 

محمد: وانته؟ وين تدرس؟؟

 

منصور: هني في جامعة الامارات..

 

محمد: أها .. ومنو وياك..

 

منصور (يتنهد): والله محد من الربع ويايه.. كلهم اللي راح المشروع واللي سجل في الكلية.. تعرفت على شوية شباب في الجامعة بس والله الشباب اللي كانوا ويايه في الثانوية محد يسواهم..

 

محمد: صدقت والله ..

 

وقف محمد يسولف ويا منصور شوي وخذوا ارقام بعض عشان يكونون على اتصال..

 

* * *

 

 

 

في هالوقت كانت سارة في الصف منطوية على نفسها بشكل فظيع لدرجة انها ما شاركت وياهم في لعبهم ولا تجاوبت ويا الأبلة مولية.. وحتى يوم كان حمدان يأذيها او يضربها ما كنت تلتفت له بالمرة.. كل اللي سوته من يوم يت الصبح انها مسكت ورقة بيضة وتمت ترسم فيها خطوط ودوائر مالها معنى..

 

أقتربت أبلة خولة من سارة .. كانت هالمرة صج خايفة عليها لأنه حمدان فرها بقلم وياها على راسها بس مووول ما تحركت ولا حتى بينت انها تألمت..

 

ابلة خولة: سارة حبيبتي.. شو فيج؟؟ منو مزعلنج؟؟ (ويوم ما ردت عليها سارة).. سارة شو بلاج والله خوفتيني .. ارمسي!!! شو هالدلع؟؟؟

 

ويوم ما طاعت سارة ترمس قررت أبلة خولة تروح وتتصل بليلى عشان تسألها شو سالفة اختها..

 

 

 

دش عبدالله البيت ويا مايد مثل الاعصار.. أعصابه خلاص تعبت ما قدر يتحمل اللي يسوونه عيال اخوه فيه.. وطلع حرته كلها في ليلى وامه اللي كانن يالسات في الصالة ويا أمل وخالد..

 

عبدالله (من دون ما يسلم.. ير مايد من ايده وفره على اخته العودة ): يودوا ولدكم ولا تخلونه يطلع الا يوم بتعرفون تربونه عدل..

 

أم أحمد: بسم الله الرحمن الرحيم.. شو مستوي؟؟؟ طيحت لي قلبي!!!

 

عبدالله (وهو يطالع مايد بقهر): أنا ريال معروف والكل يحترمني.. تسير وتنزل راسي جدام واحد ما يسوى وتخليه يعلمني كيف اربي عيال اخوي؟؟؟؟

 

أم أحمد(وهي تزاعج بقهر): أنا ارمسك عبدالله رد عليه شو مستوي؟؟

 

مايد كان يصيح من خاطره جدامهم ووقف لعمه وقال له بنبرة حادة: انا مب جذاب ومتربي عدل... واذا ما تبا تصدقني انا ما يهمني... برايك..

 

ليلى: مايد عيب عليك !!!

 

مايد: انا ما سويت شي غلط ليش مب راضين تصدقون؟؟؟

 

عبدالله فر الشريط اللي في ايده تحت وقال لليلى وأمه: الادارة لقوا فلم خليع في درج مايد.. فشلتوني كل يوم طالعين لي بمصيبة...!!!

 

مايد: حد حاط لي اياه هاذا مب شريطي!!!!

 

ليلى ما شلت عيونها عن عمها لحظة... من يوم قال انهم فشلوه وهي مب مصدقة انه هالكلمة طلعت من شفاته.. لهالدرجة ليلى واخوانها مشكلين حمل ثقيل على عمها عبدالله؟؟؟ لهالدرجة غاثينه ؟؟ وقفت ليلى من دون ما تتكلم ويرت أخوها مايد بقوة وركبت وياه فوق وهو يحاول يهد ايده من ايدها بس مب قادر .. وأمل وخالد من البداية يوم سمعوا عمهم محتشر ركضوا ينخشون في الممر..

 

 

 

يوم ركبت ليلى فوق وقفت أم أحمد وقالت: ليش تظلمه يحليله يمكن مب شريطه..

 

عبدالله (بتعب): لين متى بنتم نتستر على عيالنا وما نصدق فيهم شي؟؟؟ ونغض الطرف عن سوالفهم ونقول عيالنا مستحيل يختربون أو ينحرفون؟؟؟ شو تبين اكثر من هذا دليل؟؟؟ لقوه في درجه .. وطبيعي مايد بينكر..

 

أم أحمد: الله يستر علينا وعلى عيالنا..

 

عبدالله: أنا برد الشركة عندي شغل .. ومايد ومحمد بشوف شغلي وياهم عقب..

 

أم أحمد: بسهم يا عبدالله اللي ياهم مب شوية..

 

عبدالله: دواهم ويستاهلون اكثر بعد..

 

طلع عبدالله من البيت وهو محرج ووقفت أم أحمد تطالعه بحزن وتتريا ليلى ترد تنزل من فوق عشان تطمنها على مايد..

 

 

 

نهاية الجزء التاسع

Link to comment
Share on other sites

هلا اخواني ... أستسمح أختي ... بنزل بعض الاجزاء .. لاني ماحب الأعضاء يتريووووون وايد ...

 

أتمنى ماحد ياخذ في خاطره علي ... عشانكم أنا نزلت الاجزاء ................

 

 

 

 

الجزء العاشر

 

وقفت ليلى جدام المنظرة تمشط شعرها وتبتسم لانعكاسها في المنظرة وهي تشوف شعرها ينساب بكل نعومة على ويهها.. تسريحتها اليديدة كانت وايد عايبتنها.. وما ندمت أبدا انها قصت شعرها كاريه .. رغم اعتراض يدوتها بس في نظرها هالتسريحة وايد تناسبها.. خصوصا عقب ما نزل وزنها وايد في الفترة الأخيرة وويهها صار شاحب شوي..

وعقب ما تجحلت لبست شيلتها وشلت الديجيتال كاميرا وقررت تطلع مثل كل يوم تتمشى في ال " بيازا دي فارنيز" وتصور الشغلات اللي تجذب انتباهها..

بس قبل لا تطلع اتصلت في يدوتها عشان اطمنها عليهم.. وابتسمت وهي تسمع صوتها الحنون يوصل لها عبر أسلاك التيلفون..

ليلى: السلام عليكم..

أم أحمد (بلهفة وبصوت عالي): وعليكم السلام والرحمة هلا والله بغناتي.. شحالج حبيبتي؟؟

ليلى(وهي تبتسم): الحمدلله بخير والله تولهنا عليكم مووووت..

أم أحمد: حتى انا والله وايد متولهة عليكم.. رحتوا وخليتوني بروحي هني..

ليلى: ما عليه يدوه .. شهر وبنرد البلاد.. صدقيني بيمر بسرعة.. وبعدين خالد عندج.. لا يكون بس مأذنج..؟؟

أم أحمد: لا وين مأذني فديته لا يهش ولا ينش.. كله قابض هالاوراق والالوان ويشخبط بروحه..

ليلى (وهي تغمض عيونها): فدييييت روحه يا ربيييه والله متولهة عليه.. وينه هو حذالج يدوه؟؟

أم احمد: صبري بزقره.. (وسمعتها ليلى تنادي عليه وعقب لحظات وصلها صوته ودمعت عيونها وهي تحط ايدها على قلبها.. كان صوته كالعادة يخترق كل الحواجز ويوصل رأسا لأعماق قلبها.. )

خالد (بصوت ناعم): ماماه وينج؟؟ متى بتردين؟؟

ليلى (بصوت مخنوق): حبيبي!!! شحالك؟؟ ليش ما تتصل بماماه؟؟

خالد: يدوه ما تعرف تتصل..

ليلى: هههه.. ما عليه انا كل يوم بتصل..

خالد: تعالي بسرعة ماماه انا محد عندي هني..

ليلى: ويدوه؟؟؟ منو بيتم عندها.؟؟

خالد: انتي ردي وكلنا بنتم عندها..

ليلى: ما عليه حبيبي انا ما بتأخر.. برد بسرعة..

خالد: لا تنسين تييبين لي هدية..

ليلى: ما بنسى حبيبي.. بييب لك هدايا وااااايد..

في هاللحظة خذت أم احمد السماعة عنه وقالت: ليلى؟

ليلى: هلا يدوه..

أم احمد: عبدالله رد لكم ولا بعده في هاذيج البلاد؟؟

ليلى (وهي تبتسم): لا بعده ما رد.. خليه يستانس مب كافي انا غاثينه ومخربين عليه شهر العسل؟؟

أم أحمد: بس ما يستوي يخليكم بروحكم انتوا يهال ما تعرفون تتصرفون؟؟

ليلى: وين يهال ما شالله محمد ومايد رياييل.. ونحن ساكنين في احسن بقعة هني في روما .. يعني لا تحاتين.. يوم بيشبع عمي من فينيسيا بيرد لنا ..

أم أحمد: لا لا .. انا يوم بيدق لي بهزبه.. والله اني حتى الرقاد ما رمت ارقد يوم خبرتيني انه سار عنكم..

ليلى: يدوه البطاقة خلصت بيبند التيلفون..

أم أحمد: انزين تحملي على عمرج وعلى اخوانج.. لا تطلعون من الشقة..

ليلى: ههههههه.. ان شالله يدوه.. بس نحن مب يايين هني عشان ننحبس في الشقة..

وقبل لا تقول أي كلمة ثانية انقطع الخط ونزلت ليلى السماعة وهي تبتسم..

......

 

اشيا وايدة استوت لهم في الثلاث سنوات اللي طافن.. اشيا غيرتهم .. خلتهم أقوى.. وخلت علاقتهم ويا بعض تقوى وايد.. ثلاث سنوات ونص مرت على الحادث المشئوم اللي يتم ليلى واخوانها.. ثلاث سنوات ونص قدروا ينجون فيها من شغلات وايدة واجهتهم.. وقدروا يستمرون بروحهم ومن دون مساعدة أي حد..

 

ليلى اللي كملت من شهرين 23 سنة، تعودت انها تكون لاخوانها الام والاخت والصديقة.. تعودت انه سارة وخالد وأمل ينادونها ماما.. وتعودت انهم يلجأون لها في كل صغيرة وكبيرة في حياتهم.. ورغم انه الكابوس انتهى تقريبا وحياتهم ردت طبيعية .. ورغم انه ليلى صارت تهتم بنفسها أكثر وصار عندها وقت تمارس هوايتها في التصوير وعشقها اليديد واللي هو الweb designing بس للحين مصرة انها ما تعرس ورفضت خلال هالسنوات أكثر من اربع اشخاص تقدموا لها وكلهم امل انها توافق.. بس ليلى حددت مصيرها وأعلنته للعالم كله.. اخوانها بس هم مستقبلها..

 

طلعت ليلى من غرفتها ومشت بسرعة للصالة عشان تخبر اخوانها انها بتطلع.. بس ما لقت حد هناك.. الشقة اللي اشتراها لهم عمها عبدالله في روما كانت كبيرة وفخمة.. اشتراها هدية لهم.. محاولة منه انه يرد يكسب رضاهم عقب فترة جفا دامت بينه وبينهم وتعدت السنتين.. في البداية عيال اخوه ما تقبلوا هالهدية بس أول ما سافروا وابتدوا يرتبشون في الطيارة .. نسوا كل شي وردوا سمن على عسل..

وقفت ليلى جدام المنظرة اللي في الصالة وتحجبت عدل .. ونادت بصوت عالي: سارة؟؟!! سارة!!!

وعلى طول طلعت لها سارة من البلكونة وهي بعدها بالبيجامة.. واطالعتها باستغراب وشعرها الكستنائي الطويل يتمايل وراها ..

التفتت لها ليلى وهي تبتسم وسالتها: سارة انا بظهر .. وين اخوانج؟؟

سارة (بهدوء): مايد ومحمد طلعوا.. ولولة تطالع التلفزيون في الغرفة..

ليلى: عيل تلبسي حبيبتي واطلعي ويايه انتي وأمل.. بنسير صوب النافورة..

سارة: مابطلع الحين.. بعدين بطلع ويا ميودي..

ليلى: على راحتج حبيبتي بس لا تبطلون الباب لأي حد.. اوكى؟؟

سارة: ما بنبطله..

اقتربت منها ليلى وباستها على خدها.. وابتسمت سارة ابتسامة خفيفة قبل لا ترد تقعد في البلكونة وتكمل مراقبتها للشارع اللي تحت شقتهم.. وقفت ليلى تطالعها شوي قبل لا تروح تشوف أمل.. سارة اللي صار عمرها هالسنة 7 سنوات طلعت من سنتين من تجربة مريرة ويا الاطباء النفسيين وليلى للحين مب مصدقة انها بعدها بعقلها.. عرضتها ليلى على أكثر من 3 دكاترة نفسيين وكلهم قالوا لها انه اللي تعاني منه سارة اكتئاب حاد وانها كانت معرضة لمرض التوحد.. واستمرت ليلى وياها على العلاج فترة طويلة وايد قبل لا ترد لهم سارة الأولية اللي كلهم يعرفونها..

 

دشت ليلى غرفة سارة وأمل وشافت أمل محطية جدامها البرنجلز وأنواع الكاكاو ويالسة تطالع رسوم ايطالي ومركزة في الشاشة جنها تفهم على كل كلمة يقولونها..

ليلى: أمولة.. الحين هذا ريوقج؟؟

اطالعتها أمل وهي تبتسم: انا تريقت..

ليلى: مب زين والله وزنج وايد زايد من هالخرابيط اللي تاكلينهن.. تبين تستوين دبدوبة؟؟

أمل: انتي وين بتسيرين؟؟

ليلى: بطلع اتمشى..

أمل: احنا بنطلع العصر ويا ميودي..

ليلى: خبرتني سارة.. وين بتسيرون؟؟

أمل (وهي تطالع ليلى بطرف عينها): ميودي قال لي ما اخبر حد..

ليلى: ههههههه يا ويلي على الاسرار .. انزين برايكم.. تبين شي من برى؟؟

أمل : لا ما نبا..

ليلى: ياللا عيل باي..

أمل: ماماه؟؟

التفتت لها ليلى: ها؟؟

أمل: لا تقفلين علينا الباب..

ليلى: لازم اقفله.. انتوا إذا احتجتوا تطلعون بتحصلون المفتاح في غرفتي فوق الكمودينو.. اوكى؟؟

أمل (وهي ترد تطالع التلفزيون): أوكى..

 

طلعت ليلى من عمارتهم وابتسمت وهي تحس بانتعاش فظيع.. كل شي حواليها يجبرها انها تستانس وتفرح.. الشوارع اللي من الساعة 11 الصبح وهي مزدحمة ع الاخر.. نادرا ما تشوف سيارة هني.. الكل يتمشى والكل يضحك ويسولف باللغة الايطالية اللي رغم انه ليلى ما تفهمها بس وايد حبتها.. كانت تحب تطلع كل يوم وتتشرى بنفسها الخضروات من السوق اللي تحت عمارتهم .. ورغم انه البياعين ما يفهمون انجليزي وهي ما تعرف تتفاهم وياهم الا بالحركات .. ورغم انهم هني من اسبوع بس.. بس كل حد تعود عليها ويوم يشوفونها يسلمون عليها وليلى تستانس وعشان جذي قررت يتمون شهر هني..

مشت ليلى وهي تبتسم.. وكل ما شافت شي لفت انتباهها كانت تصوره.. حلمها كان انها تعرض اجمل صورها في معرض.. وعشان جذي كانت ما تطلع أبدا من دون كاميرتها عشان لا يفوتها أي مشهد حلو.. ووقفت فترة عند واحد من المقاهي تصور ياهل ياكل ايس كريم .. كانت مستانسة.. من زمان ما حست بهالوناسة.. من زمان ما حست انها حرة.. من مسئولياتها وروتين حياتها.. روما كانت بالنسبة لها مدينة الاحلام.. تتمنى من صغرها تزورها.. والحين يوم زارتها ما ندمت أبدا.. وما ندمت انها قبلت الشقة هدية عمها لأنها متأكدة انها بترد هني أكثر من مرة..

وبينما ليلى مشغولة بالتصوير وعدستها تتجول من مكان لآخر.. شافت مايد واقف يبيع ويا واحد من بياعين الفواكه وضحكت من خاطرها.. من أول يوم وصلوا فيه ايطاليا ومايد مندمج ويا الكل وصار عنده ربع وايدين .. حتى البياعين ما سلموا منه.. نادت عليه ليلى وابتسم لها وهو يلوح بإيده وردت هي تصور المناظر اللي حواليها..

وفجأة .. ومن بين الزحام .. يت عيونها في عيونه.. عيون ما تقدر ليلى توصفهن الا بأنهن أقرب للخيال من الحقيقة.. نظرة حادة وفي نفس الوقت فارغة.. نظرة فيها كل التناقضات اللي ممكن تنوجد في الدنيا.. بعدت ليلى عدسة الكاميرا عن عيونها وحاولت تحول نظرتها عن الريال اللي يفصل بينها وبينه شارع.. بس ما قدرت..

كان يالس في المقهى مجابلنها.. عيونه في عيونها .. وفي نفس الوقت ما كان مهتم لها ابدا.. لا ابتسم ولا بين لها انه منتبه لها.. يمكن سرحان؟؟ سرحان في منو؟؟ يتريى حد؟ ولا بروحه يالس هني؟؟

تفاجأت ليلى من نفسها وصحت من خيالاتها على صوت بياع الجرايد اللي وقف يرمسها ويحاول يقنعها تشتري منه.. بس ليلى ابتسمت وهزت راسها له ومشت بعيده عنه.. وصورة الغريب اللي سحرتها عيونه ما فارقت خيالها ولو للحظة..

اللي جذب ليلى فيه انه كان ملتحي ومعظم اللي شافتهم هني للحين مب جذي.. كانت ملامحه شرقية مع انه مستحيل يكون هالشي صحيح.. اللي تعرفه ليلى انهم العرب الوحيدين هني.. عمها أكد لها هالشي.. يا ترى من يكون؟؟

.....

..

....

 

في بلكونتها كانت سارة يالسة مثل عادتها من اسبوع.. تراقب كل شي حواليها بصمت.. من الساعة خمس ونص الفجر وهي يالسة هني.. نشت وشلت دانة ويلست تراقب الراهبات اللي طلعن من الدير ومشن لآخر البيازا صوب الكنيسة.. كان شكلهن وايد حلو وسارة استغربت منهن ليش طالعات الفجر ووين سايرات؟؟ عقلها الصغير ما بين لها انهن راهبات ولازم يحضرن للقداس قبل لا تطلع الشمس.. ما كانت اصلا تعرف انهن راهبات بس حبتهن لأنهن كانن متحجبات ولابسات نفس بعض..

وعقب ما اختفن عن انظارها تجولت بعيونها في المكان وشافت بياع الحليب اللي كان يمر بسيارته على العمارات وينزل الحليب ويروح.. كان منظر مريح بالنسبة لها وكملت مراقبتها للساعة 11 يوم دش مايد من برى وسار لها البلكونة على طول..

مايد اللي صار عمره 15 سنة من 4 أشهر.. كان مثل عادته شيطان ويمكن اكثر عن قبل بعد.. طويل وعريض واللي يشوفه يتحرى عمره فوق ال 17 سنة.. بس رغم هذا ملامحه الطفولية بعدها موجودة وابتسامته الحلوة ابد ما تفارق ويهه..

دش مايد البلكونة وشاف سارة يالسة على ثلاث مخدات وحاطة دانة على مخدة بروحها .. وابتسم لها بحنان.. سارة كانت اقرب وحدة لقلبه.. سارة اخته الهادية الحساسة.. اللي مستعد يذبح أي حد يفكر يأذيها..

يوم حست سارة انه في حد موجود عندها في البلكونة التفتت له بكل هدوء وابتسمت ابتسامة عريضة يوم شافت مايد واقف يطالعها..

سارة: ميودي ييت؟؟

مايد (وهو يعطيها دانة ويقعد على المخدة): هى توني داش البيت..

سارة: وين سرت؟؟

مايد: سرت استكشف المكان.. لقيت محطة قطار جريبة من هني.. انا وانتي وأمولة بنركبه العصر بس اياني واياج تخبرين ليلى ومحمد..

سارة: ما بخبر حد..

مايد: وعد؟؟

سارة: وعد..

في هاللحظة يتهم أمل ودشت شوي شوي وحطت ايدها على عيون مايد اللي سوى عمره يستهبل واونه ما يعرفها..

مايد: أويه!!! منو؟؟؟

أمل: ما بخبرك..

مايد: يالغبية عرفتج من صوتج..

ويرها مايد من ايدها ويلسها جدامه وهي تضحك..

أمل: ياللا نطلع مليت.. نسير الملاهي..

مايد: أي ملاهي انتي الثانية؟؟ الملاهي وايد بعيدة ..

أمل: انزين خبر ماما ليلى تودينا..

مايد: بشوف.. محمد وينه؟؟

سارة: بعده ما رد من برى..

مايد: أنا بسير اتسبح وبزقر ليلى من تحت عشان نتغدى .. ياللا قومن غيرن هالبيجامات.. عفنتن فيهن..

قام مايد وقامت سارة وامل وراه وكل واحد فيهم راح غرفته..

..

مايد أول ما دش الغرفة شاف صورة ابوه اللي حاطنها على الكمودينو حذال شبريته وابتسم.. عقب ثلاث سنوات ونص خف احساسه بالالم والوحدة.. وتحولت صورة ابوه لشي يبعث في نفسه الراحة والهدوء .. في البداية استغرب كيف انه الالم يبرد والحزن ينطفي.. وكيف مرت عليه اسابيع وشهور من دون ما تنزل من عيونه دمعة على ابوه وامه.. فعلا الحياة تستمر والانسان ينشغل باشيا وايدة تنسيه همومه واحبابه.. بس رغم هذا للحين وجود امه وابوه في حياتهم كبير ومستحيل يختفي .. الشي الوحيد اللي يتحسر عليه مايد هو انه خالد وأمل ما عرفوهم.. ما عرفوا امهم وابوهم .. بيكبرون وبيتم الاب والام بالنسبة لهم مجرد صورة يشوفونها ويحاولون يتذكرون فيها ملامح ناس كانوا في يوم جزء من حياتهم..

مايد تعود يخفي مشاعره ويخلي الفرح قناع يخفي فيه الامه.. تعود انه خلاص ما يشكي لأي حد ولا يفكر في يوم انه في واحد في هالدنيا يصلح يحل محل ابوه.. علاقته ويا عمه عبدالله عمرها ما تصلحت.. حتى عقب ما وافق انه يسافر ويا خواته ايطاليا.. سوى هالشي لأنه يبا يسافر مب عشان خاطر عمه..

ابتسم مايد وهو يتذكر اليوم اللي صج كره فيه عمه عبدالله.. احساسه ما تغير.. من ثلاث سنين وهو شايل عليه .. هذاك اليوم .. ابتعد مايد تماما عن عمه .. بس في نفس الوقت اقترب من محمد بشكل كبير.. وصاروا دوم يتفاهمون ويسولفون .. وللحين يتذكر كلمته يوم قال له" انت واثق من نفسك وتعرف انك ما غلطت.. خلاص.. ما عليك من أي حد ثاني ولا تهتم الا بأقرب الناس لك.. اخوانك ويدوتك وبس"..

يلس مايد على الشبرية وابتسم وهو يتذكر هذاك اليوم .. يوم الكل وقف وياه .. الا عمه.. ما عاد يهمه هالشي.. اللي يهمه انه عرف من يومها انه ماله الا اخوانه وبس..

 

..

....

..

 

في مكان بعيد عن روما.. وفي مدينة الرومانسية والحب.. وبالتحديد في فينيسيا .. كان عبدالله يتغدى ويا مرته ياسمين في فندق الريتز اللي ساكنين فيه..

ياسمين كانت وايد محلوة .. وسعادتها بحياتها اليديدة وبعبدالله مبينة على كل جزء من ملامحها.. كل شي بالنسبة لها كان مثير .. صار لها شهرين وهي متزوجة عبدالله ومول ما ردوا البلاد.. لفوا على أوروبا كلها من لندن لألمانيا وفي النهاية استقروا في إيطاليا.. كل شي كان بالنسبة لها مثل الحلم وعبدالله وايد مدلعنها.. وما ابتعد عنها ولا لحظة .. وكل يوم تتفدى عمرها لأنها اختارت الريال الصح.. كانت ياسمين مستانسة وايد لأنها قدرت تملكه.. قدرت تخليه يفكر فيها هي وبس.. خلاص عبدالله فعلا صار لها هي وبس.. لدرجة يودر اشغاله كلها في البلاد ويقعد وياها هني شهرين ..

 

عبدالله اللي كان يالس وياها كان باله مشغول بالشركة اللي من شهرين وهو مبتعد عنها .. السنوات الثلاث اللي مرت كانت ناجحة جدا بالنسبة لعبدالله ومبارك اللي حققت شراكتهم أرباح خيالية وقدر مبارك في خلال 9 أشهر انه يعوض عن الخسارة الفادحة اللي خلفها هروب عبدالكريم من البلاد.. وفي نهاية السنة وتحديدا في شهر 12 تم العثور على عبدالكريم في البرتغال واسترد معظم الدائنين ومنهم مبارك حقوقهم.. وبالرغم من هذا استمر مبارك في شراكته ويا عبدالله حسب اتفاقهم..

بس كل واحد فيهم كان يدير شركته الخاصة واللي يتجاسمون فيه هو الارباح وبس.. يعني علاقة عبدالله ومبارك للحين رسمية بشكل فظيع.. ورغم هذا عبدالله مطمن انه مبارك بيدير باله على الشركة وسهيل بعد.. بس بعد توله على الشغل وخاطره يرد البلاد..

 

تذكر عبدالله أول أيام خطوبته ويا ياسمين.. كانت فترة صعبة بالنسبة له حس فيها بوحدة فظيعة خلته يفكر جديا بالزواج.. عبدالله كان تفكيره كله عند عيال أخوه اللي صاروا يبتعدون عنه يوم بعد يوم لدرجة انه ما صار يشوفهم الا كل يوم جمعة بس .. مايد ما يرضى يكلمه وليلى ترمسه برسمية ومحمد التهى بشغله في اتصالات وسارة كالعادة ساكتة وأمه الوحيدة اللي استمرت طبيعية وياه.. وهي الوحيدة اللي كانت تشوف في عيونه ألم محد يروم يوصل له بسبب العلاقة اللي اختربت بينه وبين عيال أخوه.. كانت أمه تشوفه وهو يتنقل بين العين ودبي وتحس بمعاناته كل ما يا يزورهم ومحد يقعد وياه إلا خالد وأمل .. بس بعد لاحظت انه ملامحه ترتاح كل ما رمس عن ياسمين وحمدت ربها انه هالطفلة قدرت ترد لولدها بعض السعادة اللي كان محروم منها..

فيلا ياسمين في جميرا كانت تقريبا مخلصة وعبدالله كان يشرف عليها بنفسه ويروح دبي اسبوعيا عشان يشوف خطيبته اللي تعلق بها بشكل كبير.. كانت محلوة بشكل فظيع وكل ما ايي عبدالله يزورهم كانت تكشخ له وتلبس أحلى جلابياتها.. وكان عبدالله يحس انه قلبه يخفق لها هي بس في كل مرة يشوفها فيها.. كانت تخطف أنفاسه بشكل عمره ما حسه لشخص ثاني في حياته..

 

والحين وهي يالسة جدامه .. مرته وحبيبته.. غصبن عنه نسى عبدالله همومه وما انتبه الا لها هي وبس.. وهي بعد ابتسمت له بخجل ونزلت الشوكة من ايدها ..

ياسمين: عبدالله؟؟

عبدالله (وهو يبتسم): عيون عبدالله وقلبه وروحه..

ياسمين (وهي تحس انه خدودها محترقة): عبدالله ما بنرد روما؟؟

عبدالله: ليش حبيبتي مب عايبنج المكان هني ؟؟

ياسمين: لا بس خاطري ايلس في شقتنا هناك..

عبدالله: ان شالله بنسير عقب باجر بس خلي عيال اخويه يستقرون هناك وعقب بنلحقهم..

ياسمين: اها.. عيال اخوك..

عبدالله: ياسمين؟؟

ياسمين: همم؟؟

عبدالله: قولي الصراحة .. انتي متظايجة لأني عزمتهم ايون ويانا صح؟؟

ياسمين: عبدالله لا تفهمني غلط بس هذا المفروض يكون شهر العسل يعني حقي انا وانته وبس.. اعتبرني انانيه بس انا مابا حد يشاركني فيك خصوصا انك بتنشغل عني يوم بنرد البلاد..

عبدالله: يا غناتي يا ياسمين.. كبري عقلج شوي.. هاذيلا عيال اخويه يعني لازم اجابلهم بعد..

ياسمين: وليش ما تجابلهم في البلاد يعني لازم ايون لين هني؟؟

عبدالله: انتي نسيتي انهم ما ظهروا من العين من 3 سنين؟؟ ويحليلهم مول ما شتكوا مع انهم متعودين على السفر في كل اجازة..

نزلت ياسمين عيونها وهي معصبة.. لين متى بيتمون هاذيلا يوقفون في دربها هي وعبدالله؟؟ مب ناقص الا اييبهم ويسكنهم وياها في نفس البيت.. ارتجفت ياسمين من هالفكرة وتنفست بصعوبة..

عبدالله (اللي حس بظيجها): ياسمين؟؟

ياسمين (وهي تتنهد): ياللا نطلع مالي نفس اتغدى..

عبدالله: اللي يريحج وين تبين تسيرين؟؟

ياسمين: نتمشى برى..

عبدالله: انزين ممكن سؤال؟؟

ياسمين: شو؟

عبدالله: زعلانة؟؟

ياسمين (وهي تبتسم): انا اقدر ازعل عليك؟؟

ابتسم عبدالله وعقب ما دفع الحساب طلع يتمشى وياها برى .. يدري انها دلوعة ولازم يتحملها .. بس في نفس الوقت يعرف بعد انها تحبه وتدور رضاه..

..

الساعة أربع العصر كانت ليلى في الصالة يالسة تسوي لاخوانها سندويتشات لأنهم ما تغدوا اليوم.. ودش محمد اللي كان توه ياي من برى .. اطالعته ليلى وابتسمت وهي تسأله: وينك انته من الصبح طالع..؟؟

محمد: سرت اشوف منصور.. وصل اليوم الصبح هو واهله وفاجأني.. وطلعت له بسرعة.. سوري ما خبرتج..

ليلى: عادي حبيبي.. بس كنت احاتيك..

ردت ليلى تحط المرتديلا في الصمون ومحمد يلس يساعدها .. علاقته ويا ليلى مستوية وايد اقوى عن قبل.. وليلى من شهر وهي كل ما تطالعه تحس بفخر كبير.. فخر أكبر من فخر الام بولدها.. محمد من ثلاث سنوات وهو يشتغل في اتصالات وودر المحلات وحلال ابوه كله حق عمه عشان يديره.. وقبل شهر راح لعمه وعطاه شيك بقيمة خمسين ألف درهم.. وطلب منه يحطه في حساب محل المجوهرات.. الكل انصدم وخصوصا عمه اللي ما كان متوقع منه هالشي.. محمد رد كل اللي خذاه واستقال من شغله في اتصالات وطلب من عمه يلغي الوكالة اللي بإسمه وقال له بصريح العبارة انه هو اللي يبا يدير حلال ابوه..

ابتسم محمد وهو يتذكر علامات الصدمة على ويه عمه يوم سأله: بس يا محمد انت متأكد انك تقدر تجابل الحلال بروحك؟؟

محمد: أنا خلال هالسنة خذت دورات ادارة اعمال في جامعة عجمان وعندي شهادة.. واعتقد اني مب بحاجة للمدراء اللي انته حاطنهم...

عبدالله: والله كبرت في عيني يا محمد.. وريحتني وايد.. أنا كنت شايل هم كل هالمحلات ..

محمد: يعني انته مب متظايج مني؟

عبدالله: وليش اتظايج؟؟ بالعكس يا محمد انا فخور بك .. وكنت اتمنى من زمان انك تعتمد على نفسك..

محمد: محمد الاولاني تغير يا عمي.. وان شالله راح اكون قد المسئولية..

عبدالله: ان شالله..

ابتسم محمد .. هذا كله بتشجيع من منصور اللي مول ما قصر وياه وما ندم محمد لحظة على انه صار ربيعه..

ليلى كانت تحاول تركز على اللي في ايدها بس تفكيرها كان مشغول وصورة هالغريب ما غابت لحظة عن خيالها.. ليش هالكثر مسيطر على تفكيرها؟؟ وليش من مجرد جزء من ثانية التقت فيها عيونه بعيونها حست انها انجلبت فوق تحت وانها ندمانة لأنها ما يت هالمكان امس واللي قبله وقبله عشان تشوفه..؟؟ ليش انهارت جبال الثلوج اللي في داخلها ؟؟ وبأي حق انهارت؟؟ وليش تتمنى تنزل الحين للمقهى وتيلس هناك وتتريا يمر جدامها بس عشان ترد تعيش هاللحظة؟؟ ليلى عمرها ما فكرت بهالتفكير وعمر افكارها ما كانت بهالجرأة.. شو اللي تغير الحين؟؟

محمد: ليلى؟؟؟ ليلى!!!!

ليلى : ها؟؟

محمد: بسم الله شو فيج ؟؟ وين سرحتي؟؟

ليلى (وخدودها تحمر من المستحى): كنت افكر بخالد ويدوه.. وايد تولهت عليهم..

محمد: شو رايج نييبهم هني؟؟

ليلى: لا والله؟؟ نسيت انه يدوه ما تروم تسافر؟؟

محمد: همممممم.. لو يبتي خالد وياج..

ليلى: يدوه ما طاعت..

محمد: انزين بتطلعون انتوا العصر؟؟ تبوني اوديكم مكان؟؟

ليلى: لا حبيبي .. مايد بيطلع ويا امل وسارة وانا بتم هني في الشقة بسوي لكم العشا.. انته اذا تبا تطلع برايك..

محمد: منصور يباني ايلس وياه في المقهى العصر بس عقب المغرب غصبن عنج بتين ويايه السينما..

ليلى: هههههههه ان شالله بسير وياك.. لا تاكلني..

محمد: وين ميود؟

ليلى: يالس يطفر بخواته داخل..

محمد: بسير اشوفهم

ليلى: شغل لي التلفزيون..

محمد: اوكى..

قام محمد وشغل لها التلفزيون ويلست ليلى تسوي لهم العشا وهي تسمع الاخبار على قناة CNN .. أما محمد فدش غرفة مايد وشافه يالس ع الارض وخواته حذاله وكلهم مركزين على شي بين يدين مايد.. اقترب منهم محمد وهو يسألهم: شو عندكم؟؟

مايد: تعال حمادة..

محمد: حمادة في عينك.. شو شايفني ياهل جدامك؟؟

أمل (وهي تطالعه وعيونها مبطلة ع الاخر): حمادة شوف.. فار!!!!

مايد: ألف مرة قلت لج اسمه سنجاب.. انتي ما تفهمين؟؟

وقف مايد وكان في ايده سنجاب صغير شكله وايد قبيح ووصخ من الخاطر.. وكان هو وخواته حاطينه في قدر ويسبحونه..

محمد : أرف يأرفكم..!! من وين يايبينه هذا؟؟

مايد: انا يبته الصبح .. لا تخبر ليلى.. بنسير عقب شوي نرده بيته..

محمد: وليش يبته يوم انك تبا ترده؟؟

مايد (وهو يطالع سارة ويبتسم): كنت ابا سارة تشوفه..

ابتسمت سارة بخجل وعظت على شفايفها .. واطالعته أمل بعصبية وقالت : حتى انا شفته مب بس ساروه..!!

مايد: يا ربييييي يهالبنية.. انتي ايه .. مب زين جي تغارين من اختج..

أمل: وما بسير وياكم!!!!!

وطلعت من الغرفة وهي معصبة ووقف محمد ومايد يطالعونها باستغراب.. وعقب شوي قامت سارة بهدوء وطلعت وراها .. وشافتها يالسة في الصالة حذال ليلى وساكتة.. ويلست سارة حذالها.. وهمست لها في اذنها..

سارة: لولة تعالي بعطيج شي حلو..

أمل (بدلع): مابا

سارة: والله شي حلو..

أمل: شو هو؟؟

 

--------------------------------------------------------------------------------

 

أم ناصر02-01-2005, 00:13

سارة: تعالي داخل بتشوفينه..

ليلى: شو عندكن؟؟

سارة: ماشي ماماه..

قامت أمل وقامت وراها سارة ودشن غرفتهن.. كانن متلبسات وجاهزات عشان يطلعن ويا مايد عقب شوي.. وكالعادة كانن مطقمات في لبسهن لأنه أمل على الرغم من انها اصغر من سارة بسنة بس كانت نفس طولها ..

يلست سارة تحت وطلعت شنطة ثيابها من تحت الشبرية وأمل منسدحة على الشبرية ومنزلة راسها عشان تشوف شو بتطلع اختها من الشنطة..

سارة طلعت شنطة صغيرة وردية كان داخلها ثياب دانة ومشطها واكسسواراتها.. ووياهن شي سارة تحبه وايد ورغم كل شي تمت محتفظه فيه.. شي كانت دوم تحطه في ايدها وترص عليه وهي راقدة.. ابتسمت سارة وحطت هالشي في ايد أمل اللي شهقت يوم شافته وبطلت عيونها ع الاخر..

أمل: الذهب!!!!!!!!!!!!

سارة: هذا مب ذهب يالغبية.. ميود كان يقص علينا..

أمل: من وين يبتيه؟؟

سارة: انتي عطيتيني اياه..

أمل: متى؟؟

سارة: يوم فلعتيني بالحصاة..

اطالعتها امل باستغراب وسألتها: انا فريتج بحصاه؟؟ متى...؟؟ ليش تكذبين؟؟

سارة: والله العظيم.. حتى اسألي ماماه..

أمل: والله ما ظربتج..!!!

هزت سارة كتفها بعدم اهتمام وقالت: عادي لا تصدقين..

أمل: انزين عورج يوم ظربتج؟؟

سارة: هى وطلع دم بعد..

أمل: وين؟؟

سارة (وهي تحط ايدها على راسها): هني

ابتسمت أمل : الحين هالذهب حقي.؟؟

سارة: هى.. انتي زعلانة..؟؟

في هاللحظة دش مايد وقال: ايه ياللا طلعن بنسير .. القطار يتحرك عقب نص ساعة..

شهقت أمل ونطت على الشبرية: الله بنسير رحلة!!!! بنسير رحلة!!!

مايد: عن الحشرة ياللا طلعن بناكل وبنظهر..

طلع مايد وقالت سارة لأمل..: تعالي بنشل ويانا شنطة.. بنحط فيها دانة وشيبس وكاكاو وعصير..

أمل: حطي فيها الذهب بعد..

سارة: اوكى

حطوا اغراضهم في شنطة صغيرة وطلعوا برى يشوفون مايد اللي عقب ما كلوا واداهم محطة القطار الجريبة من البيازا..

..

 

طلعت أمل وسارة ويا مايد من الشقة عقب ما يلست ليلى ساعة توصيهم على عمارهم وتوصي مايد عليهم..

ليلى: مايد .. دير بالك عليهن.. اياني واياك تغفل عينك عنهن..

مايد: أووووهوو.. الحين كم مرة قلتي هالجملة.. سبع مرات!! ليلى والله ما باكلهن ولا ببيعهن.. بردهن ويايه البيت عقب المغرب..

ليلى: هههه.. انزين شو رايكم اسير وياكم؟؟

مايد وسارة وأمل في نفس الوقت: لا لا لا لا ..

مايد: والله والله ما ببتعد عنهن.. بتم وياهن طول الوقت ليش اتين ويانا؟؟

ليلى (في عيونها نظرة شك): انتوا متأكدين انكم بتسيرون الملاهي اللي حذال البيازا؟؟

أمل: هى والله العظيم ما بنسير في القطار..

شهق مايد وبطل عيونه من الصدمة وسارة ضحكت وهي تطالع ملامح ويه أمل البريئة.. وملامح ليلى اللي كات تطالع مايد بعصبية..

ليلى: أي قطار هذا؟؟

مايد (وهو يقرص أمل ): القطار اللي في الملاهي..

أمل: آااااااااي.. شيل ايدك..

ليلى: ماشي طلعة تموا في الشقة.. تعرف تجذب بعد استاذ مايد..

مايد: ليلوه حراااااااااااااااااام.. والله حرام انا شاري التذاكر..

ليلى (وهي تلف بويهها الصوب الثاني): محد قال لك تتصرف من دون ما تشاورني..

سارة: ماماه الله يخليج.. ابا اركب في القطار..

ابتسمت ليلى وتمت تطالع سارة.. كانت مستانسة وايد.. وهالشي نادرا ما يستوي .. وعشان جذي قالت: خلاص.. عشان خاطر سارونا بس بخليكم تسيرون..

مايد: فديت سارونا يا ربي.. ساروه حبيبتي يوم بسير الديسكو بعد باخذج عشان تتوسطين لي..

ليلى : ميود!!!!

مايد: أسولف بلاج؟؟

وعقب ما طلعوا من الشقة ونزلوا تحت في البيازا.. وقفت ليلى تراقبهم من البلكونة وهي تبتسم.. لين غابوا عن عيونها.. أحلى شي في اخوانها انهم وايد ويا بعض .. ومحد فيهم شال في قلبه على اخوه.. وتمنت ليلى من كل قلبها انه هالشي ما يتغير أبد..

 

مايد كان وايد مستانس لأنه المكان اللي راح له بالقطار الصبح كان وايد حلو وكان خاطره خواته يشوفنه.. واستانس يوم وافقت ليلى انه ياخذهن.. وهن بعد كانن وايد مستانسات ..

أمل: وين القطار؟؟

مايد: صبري انتي ما فيج صبر..؟؟ الحين بنوصل..

وعقب ما مشوا لمدة دقيقتين.. ردت أمل تسأله: وين القطار؟؟

مايد : أفففف.. قلت لج اصبري..

أمل: انته تقص علينا..

مايد: لولة عيييييب.. عيب..

أمل: انا ما اشوف قطار وريولي تعورني..

مايد: والله انج أذية.. شوفي اختج مول ما تنطقت من طلعنا من البيت.. ليش ما تستوين شراتها..

أمل: انزين وين السنجاب..؟؟

شهق مايد وهو يتذكر السنجاب اللي كان خاشنه في شنطة سارة وخذ عنها الشنطة وابتسم يوم شافه بعده حي .. وتم ميودنه في ايده.. ويوم وصلوا القطار تمت أمل مبطلة عيونها ع الاخر وهي مب مصدقة انها اخيرا بتركب قطار نفس الرسوم المتحركة.. وسارة كانت منبهرة باللي حواليها وتطالع كل شي وكل حد يمر من جدامها.. ومن بين اللي مروا ريال وقف فترة يطالعها وتم واقف وسارة مب منتبهة له.. بس مايد انتبه وعلى طول ير سارة من ايدها وقربها له .. وتم يطالع الريال بنطرة حادة لين ابتعد عنهم.. مايد كان يعرف انه اخته جميلة والكل ينبهر يوم يشوفها.. بس هذا ما يعطيهم الحق انهم يوقفون يتأملونها..

 

ليلى أول ما نزلوا اخوانها دشت غرفة محمد بس ما لقته، وراحت تطالع التلفزيون بس ملت لأنه القناة الانجليزية الوحيدة اللي عندهم في الشقة هي CNN والباجي ايطالي وما تفهم عليه.. وقفت في البلكونة وهي تفكر شو تسوي لهم ع العشا.. وسرحت وهي تطالع الشارع اللي تحت.. أفكارها غصبن عنها ردت تاخذها للغريب اللي شافته في المقهى .. وترددت قبل لا تلبس وتنزل البيازا.. يمكن تشوفه.. وإذا شافته؟؟ شو بتسوي؟؟ وليش وايد هامنها هالشي؟؟ تبخرت أفكار ليلى وهي تنزل الشارع وتمشي صوب المقهى.. بس رغم انها لفت البيازا مرتين ما شافته.. وحست بإحباط كبير وهي رادة الشقة.. وشافت من بعيد اخوها محمد يالس اكيد ويا ربيعه منصور في المقهى.. واستأذن محمد من منصور يوم شافها وسار لها..

محمد: شو بلاج ليلى .. شِكلج متظايجة وايد..

ليلى: لا بس مليت وانا بروحي في الشقة ونزلت اتمشى.. بس حتى البيازا ملل..

محمد: انزين تريي دقايق برمس منصور وبيي اتمشى وياج.. بنسير المول اللي في البيازا الثانية.. شو رايج؟

ابتسمت ليلى من دون نفس وقالت: خلاص بترياك..

ووقفت تطالع اخوها وهو يرمس ربيعه.. كانت حاسة بإحباط كبير .. ليش ما شافته؟؟ وين راح؟؟ الصبح كان يالس في هالبقعة.. وين اختفى؟؟ ويا ترى بتشوفه مرة ثانية ولا لاء؟؟

اقترب منها محمد وهي سرحانة ومشت وياه وهي عقلها مب عندها.. كانت تتظاهر انها تسمع رمسته وتبتسم وتهز راسها بس هي كانت ما تسمع ولا حرف من اللي يقوله.. كانت تحاول تفسر مشاعرها وتتغلب عليهن.. بس لأول مرة في حياتها تحس بقلبها عنيد لهالدرجة..

محمد: أووهووو..!!!

ليلى: ها؟؟

محمد: الحين صار لي ساعة أسألج وين بالضبط تبين تروحين.. ليلى شو بلاج متأكدة انه ما في شي مظايجنج؟؟

ليلى: ما فيه شي.. تعال نسير السينما..

محمد: ياللا..

وداها محمد السينما ولفترة بسيطة من الوقت قدرت ليلى تنسى طيف الانسان اللي ملا عليها قلبها وحياتها وروحها..

 

 

في القطار كان مايد يالس ويا أمل وسارة على كرسي واحد.. وجدامهم بنتين انجليزيات يايات ايطاليا سياحة.. رحلتهم كانت مدتها نص ساعة لين يوصلون جنوا.. وأمل وسارة كانن يطالعن الانجليزيات باستغراب وهن يطالعن مايد ويتغامزن ويضحكن ومايد يطالعهن ويبتسم وفي النهاية يوم شاف مايد انه ما منهن سالفة ومب ناويات يرمسن.. ابتدى هو وسولف وياهن.. وعرف انه وحدة فيهن اسمها كلير والثانية جنيفر..

مايد: you're going to Genoa too? (بتسيرون جنوا؟؟)

كلير: No.. we're heading to Napoli.. But.. if you want us to come with you?? (لا .. نحن سايرات نابولي.. بس.. إذا تبانا نسير وياكم عادي..)

مايد (وهو يضحك): I wish.. but am babysitting my two little sisters (والله اتمنى هالشي بس انا مب فاضي اليوم.. ويايه خواتي الصغار)

جنيفر: That's a lovely thing to do.. you're a really nice person ( بصراحة شي حلو انك تهتم بخواتك.. الظاهر انك انسان حنون)

مايد: yeah.. I think so.. e7m.. (هيه.. يمكن.. إحم)

كلير: it's ok.. we'll come with you and help you take care of them (انزين نحن بني وياك وبنساعدك.. وبنيلس ويا خواتك)

مايد (وهو مستانس من الخاطر): Great.. !! (الله!! وناسة)

أمل: ميودي شو يقولن..؟؟

مايد: وانتي شلج ؟؟

أمل: شو يقولن.. خبرني..

مايد: يبن يسيرن ويانا..

سارة: لا.. ما نباهن..

مايد: حبيبي عادي ما بيسون شي والله فنانات..

سارة (وهي مبوزة): مابا.. أبا أرد البيت..

مايد: ياللا عاد سارونا.. لا تزعلين بخليهن يمشن بعيد عنج..

سكتت سارونا وتمت أمل تطالع البنتين بفضول.. كيف جي لابسات قصير؟؟ وليش ليلى ما تخليها تلبس مثلهن؟؟ هن أكبر عنها ولابسات .. اشمعنى هي لاء؟؟

مايد: خيبة خيبة خيبة..!! كلتيهن بعيونج لولة .. عيب..

أمل (وهي تهمس له): شو اسمائهن؟؟

مايد: كلير وجنيفر..

أمل: هيه تذكرت..

ضحك مايد عليها وتم يسولف ويا كلير وجنيفر لين وصل قطارهم جنوا ونزلوا هم الخمسة ويا بعض..

 

-------- الإمارات ---------

 

أم أحمد اللي من اسبوع ما طلعت من البيت ، خذت وياها خالد اليوم وراحت تزور صالحة اللي كانت طايحة في الفراش من يومين ومريضة.. وخالد كان مستانس انه بيطلع من البيت وما يهمه وين يروح.. المهم يطلع..

أول ما وصلت أم أحمد بيت صالحة دشت الصالة ونادت عليهم بس محد رد.. مع انها يوم اتصلت فواغي اللي ردت عليها.. وعقب ما يلست في الصالة.. طلعت لها مزنة من الممر وسلمت عليها..

أم أحمد: حيا الله مزنة شحالج..؟؟

مزنة : انا بخير.. تبين امي؟؟

ام احمد: هى وينها امج؟؟

مزنة: داخل عند يدوه صبري بزقرها..

دشت مزنة غرفة يدوتها اللي كانت تكح من خاطرها وفواغي يالسة وياها مصخنة لها ماي وحاطة فيه فيكس عشان تستنشقه.. بس صالحة كانت مصرة انه هالطريقة ما بتنفعها..

صالحة (بصوت مبحوح): عطيني قوطي الفكس..

فواغي: ما بعطيج ادريبج تبين تاكلينه..

صالحة: أقول لج عطيني اياه.. انتي تبين تذبحيني تمنعين عني الدوا؟؟؟

فواغي: امايه مب زين تاكلينه هذا كله كيماويات.. مصارينج بيتقطعن..

صالحة: ما بيخوز هالكحة الا الفكس.. عطيني اياه حسبي الله عليج من بنية..

في هاللحظة دشت مزنة.. وقالت: امايه .. حرمة تباج في الصالة..

فواغي: هاذي اكيد ام احمد..

صالحة (وهي تكح): هاذي شو يايبنها بعد.. ؟؟

فواغي: أمايه !!!!.. الحرمة ياية تزورج فيها الخير مسكينة..

صالحة: ماباها تزورني ولا يكون تدخلينها عندي هني..

تنهدت فواغي وقامت وهي تستغفر ربها وطلعت برى في الصالة عند أم أحمد.. اللي كانت يالسة وخالد يالس في حظنها.. وسلمت عليها ويلست وياها..

فواغي: شحالكم وشو اخبار ليلى واليهال؟؟

أم أحمد: الحمدلله بخير ... اليوم الصبح متصلين فيه..

فواغي: متى بيردون بالسلامة؟؟

أم أحمد: بعدهم مطولين شوي..

فواغي: والمعاريس شحالهم؟؟

أم أحمد: والله من يومين ما رمستهم..

فواغي: يحليلهم..

أم أحمد: طمنيني على امج.. اهون اليوم؟؟

فواغي: الحمدلله بس الله يهديها ما تسمع الرمسة طلعت لي قرون..

أم أحمد: هاذي صالحة. .راسها يابس استحميلها فديتج ..

فواغي: والله اني احاتيها .. خواتي مول ما يزورنها وهاذي النسرة مرت فهد مب جنها وياها في نفس البيت.. كله يالسة في جناحها فوق وما تنزل حتى تطمن عليها..

أم أحمد: بذمتج؟؟

فواغي: هى والله.. انا صار لي 3 ساعات هني ما شفتها نزلت ويوم دشيت على امايه كانت هلكانة يحليلها تبا حد يقربها الما وما عندها حد ..

أم أحمد: انزين ايلسي عندها انتي ليش تودرينها؟؟

فواغي: بتصل لريلي وبخبره اني ببات هني الليلة.. انا كنت مطمنة انه عندها شيخة هني.. بس الظاهر هاذي ما يهمها غير عمرها..

أم أحمد: هاذي ياهل شدراها .. قومي بندش عند امج..

فواغي: ياللا..

دشت أم أحمد وفواغي على صالحة اللي كانت تظارب مزنة تبا تاخذ عنها قوطي الفكس ومزنة مب راضية تعطيها.. ويوم دشوا عليها يلست مكانها وعدلت شيلتها وسلمت عليها أم أحمد ويلست تتخبرها عن صحتها.. ومزنة سارت صوب خالد وخذته وياها برى عشان يلعبون بروحهم..

صالحة كانت تطالع فواغي بحقد وفواغي تطالع أم أحمد اللي حست انه صالحة ما كانت تباها تدش عليها..

أم أحمد: فواغي ما بتزقرين شيخة؟؟ ما شفتها من يوم العرس..

فواغي: بسير ازقرها..

أم أحمد: الله يعطيج العافية يا بنيتي..

وعقب ما طلعت فواغي.. التفتت أم احمد على صالحة وقالت لها: ما تشوفين شر يام فهد..

صالحة (من دون نفس): الشر ما اييج...

أم أحمد: وليش جي تقولينها بنفس خايسة؟؟

صالحة: جبدي لايعة من المرض..

أم أحمد: هيه.. زين..

صالحة (اللي مول ما تستغنى عن فضولها): عبدالله ما اتصل من يوم سافر؟؟

أم أحمد: امبلى اتصل.. لازم بيتصل وبيطمني..

صالحة: وشو مسوي هو ومرته هاذيج.. نسيت اسمها..

أم أحمد: اسمها ياسمينا..

صالحة: بذمتج هذا اسم؟؟

ام احمد: بلاه اسمها حلو ما فيه شي..

صالحة: ما قلنا شي.. انزين متى بيردون؟

أم احمد: جريب ان شالله..

صالحة: وانتي ليش ما سافرتي وياهم؟؟ ما بغوا ياخذونج؟؟

أم أحمد: الله يهديج يا صالحة.. وين اروم اسافر انا وهالروماتيزم والضغط مأذني..؟؟ الا ما خبرتيني.. شو مسوية ويا مرت ولدج فهد..

صالحة: الله لا يبارك فيها ولا في الساعة اللي خذها فهود..

أم أحمد (مصدومة من لهجتها): استغفر الله العظيم.. جى عاده؟؟

صالحة كانت متعودة تستر على بيتها ومهما سووا عيالها لازم بتدافع عنهم جدام الناس.. واستغربت أم احمد انها كانت ترمس بهالجرأة جدامها.. يمكن من تأثير المرض؟

صالحة: فهود طول الاسبوع في دبي وهي فوق في غرفتها ما تنزل ولا اشوفها مول.. وحتى العشا والغدا مخبرة الخدامة تطلعه لها فوق.. مب جنه وياها حرمة في البيت.. شو من مذهب عندها هاذي؟؟

أم أحمد: يمكن تستحي منج..

صالحة: هاذي تستحي؟؟ هاذي لو تستحي ما بتسير المستشفى اروحها.. جان ع الاقل خبرتني ولا خبرت امها تسير وياها.. مب من بعده بيتهم.. حتى السوق تظهر بروحها..

أم أحمد: انزين جان خبرتي ريلها.. هو بيعرف يأدبها..

صالحة: يوم اخبره تيلس تصيح وهو مول ما يصدق فيها شي.. أنا يجذبني ويصدقها هي.. تقولين مسوية له عمل..

أم أحمد: الله يهديهم ان شالله..

صالحة: انا ما بسكت عنها لين اشوفه مطلقنها..

ام احمد: استغفري ربج يا صالحة مب زين اللي تسوينه في عمرج.. خليها تولي عنج.. ليش ترفعين ضغطج عسبة وحدة ما ترزى..

تنهدت صالحة وردت تكح بصوت عالي.. ولأول مرة حست أم أحمد بالشفقة عليها.. صالحة كبرت وايد ومحد عندها من عيالها الا هالرحومة فواغي.. حتى فهد اللي ساكن وياها في نفس البيت ما يسأل عنها. . وبناتها الباجيات مول ما يزورنها الا في الاعياد.. ولا يوم يبن منها بيزات..

 

فوق .. في جناح شيخة وفهد.. كانت شيخة مثل عادتها يالسة ع النت وتسولف في المسنجر ..

راعي الX5 : شواخي والله بموت ابا اشوفج.. هاذي مب حالة من شهر مب شايفنج..

ريانة العــــود: وتتحرى هالشي بإيدي.. أنا اتمنى اشوفك بعد .. متولهة عليك من خاطريه.. بس هالعيوز المعفنة ترقد في الصالة... جنه ما عندها غرفة.. ما اروم اظهر..

راعي ال X5 : ما يخصني .. أبا اشوفج الليلة وبييج وبتم واقف عند بابكم لين باجر ..

ريانة العــــود: انته تخبلت؟؟؟ ريلي باجر الصبح بيرد من دبي.. والله بيذبحني انا وياك..

راعي ال X5 : مالت عليه.. هذا بعد تسمينه ريال..؟؟

ريانة العــــود: مروان بس عاد.. بحاول الليلة اظهر..

راعي ال X5 : فديت روحج والله انج عسل.. متى بالضبط بشوفج؟؟

ريانة العـــــود: عقب الساعة 12 ..

راعي ال X 5 : يا ويل حالي والله ما فيه صبر.. بدق لج عقب..

ريانة العـــود: أترياك..

راعي ال X5: احبج

ريانة العــــود: أموت فيك انا..

 

طلع ربيعها من المسنجر ويلست شيخة تشوف ايميلاتها والمواضيع اللي مشتركة فيها في المنتدى.. هاذي شغلتها من يوم عرست وركب لها فهد النت عشان لا تحس بملل.. ما خلت منتدى ما اشتركت فيه.. وكل شي من مشاركاتها للصورة الرمزية اللي حاطتنها شجعت وايد من الشباب انهم يتعرفون عليها.. واغترت وايد بعمرها وهي تتحرى انها ملكت العالم بسبب لعبها وخرابيطها.. عندها اكثر من ثلاثة يحبونها.. أو بالاحرى يلعبون عليها وهي تتحرى عمرها مسيطرة ع الوضع وانها بجمالها هي اللي يالسة تخدعهم.. وفهد مثل الكل مخدوع فيها ومستحيل يصدق فيها أي شي..

سمعت شيخة حد يدق على باب غرفتها وكانت تعرف انه فواغي هني.. وتأففت وهي تبند الكمبيوتر وقامت تبطل لها الباب..

فواغي أول ما شافتها نزلت عيونها وقالت باحتقار: ما تعرفين تسترين عمرج قبل لا تبطلين الباب؟؟

شيخة ( وإيدها على خصرها وعلى ويهها نظرة تحدي): والله ما احيد انه شي رياييل في البيت..

فواغي (وهي لافة بويهها الصوب الثاني): انزين انزلي عموتي ام احمد هني وتبا تسلم عليج..

شيخة: اووهوو.. قولي لها اني راقدة..

فواغي: شو بتقول عنج اذا خبرتها انج راقدة لهالحزة.. ؟؟

شيخة: تقول اللي تقوله انا مب متفيجة لخرابيطكم..

قالت جملتها هاذي وصكت الباب بقوة في ويه فواغي اللي وقفت برى وهي تتنافض من القهر وقالت لها بصوت عالي من ورا الباب: والله انج قليلة ادب... مني انا اللي متعنية ويايتنج لين فوق..

بس شيخة ما همها وردت للكمبيوتر وهي تدعي على فواغي اللي خلتها تبنده وقطعت عليها شغلها..

 

--------------------------------------------------------------------------------

 

أم ناصر02-01-2005, 00:14

------------ إيطاليا -----------

 

أول ما نزلوا مايد وأمل وسارة من القطار ويا جنيفر وكلير.. راحوا للمنتزه اللي كان رايح له ميود الصبح.. وردوا السنجاب مكانه وكانت أمل هي اللي ردته ودخلته بإيدها داخل بيته في الشجرة.. وعقب ما خلصوا راحوا الملاهي ويا بعض وكان مايد وايد مستانس ويا كلير وجنيفر.. مب عشانهن حلوات .. بس مجرد وجود حد بنفس عمره وياه خلاه يرتبش.. وكلير وجنيفر بعد كانن مستانسات ويوم وصلن الملاهي .. قالت كلير لمايد: let's go and play that game ( تعال نلعب هاللعبة)

اطالع مايد المكان اللي تأشر عليه.. كانت اللعبة قطار الموت.. وأمل وسارة أكيد ما يرومن يتحملنها.. عشان جي قال لها: no I can't .. my sisters can't play this game ( ما اقدر.. خواتي ما يرومن يركبن هاللعبة)

جنيفر: so they don't have to.. I'll stay with them and you go and have fun ( مب لازم يلعبن انا بيلس وياهن وانتوا روحوا واستانسوا)

ارتبك مايد وخذ خواته على صوب وقال لسارة: حبيبي انا بسير العب في هاذيج اللعبة العودة ويا كلير.. انتي تمي هني انتي وامل وجنيفر .. دقايق وبرد لكم..

أمل: ونحن متى بنلعب؟؟؟

مايد: بتلعبين والله .. بس اصبري شوي..يوم بخلص هاللعبة بوديج وين ما تبين

سارة: لا تخلينا هني بروحنا.. خذنا وياك..

مايد: حبيبي هاللعبة وايد تخوف .. عادي تصيحين..

سارة: مابا اتم هني بروحي..

مايد: جنيفر بتم وياكن..

أمل (بأرف): ريحتها خايسة.. هاذي ما تتسبح؟؟

مايد (وهو يضحك من خاطره): الله يغربل ابليسج.. هاذيلا جي ريحتهم .. استحمليها لا تقتربين منها وايد.. اوكى؟؟

أمل: انزين

سارة: خلاص ميودي سير العب بس لا تتأخر..

مايد: فديتكن والله باخذ لكن ايس كريم يوم برد.. ما بتأخر

سار عنهن مايد ويا كلير ووقفت جنيفر وياهن وسارة وأمل واقفات بروحهن على صوب بعيد عنها.. وشكلهن صج منأرفات منها ومتروعات.. ومايد كان كل شوي يتلفت وراه ويشوفهن.. بس يوم ابتعد وراح صوب اللعبة اقتربت منهن جنيفر وهي تبتسم وقالت: come on honey.. give me you bag ياللا حبيبتي عطيني شنطتج)

سارة اطالعتها بخوف وهي مب فاهمة اللي تقوله ولصقت في أمل اللي كانت تطالع جنيفر بعصبية..

مدت جنيفر ايدها وحاولت تاخذ الشنطة من ايد سارة بس أمل تمت تزاعج وتقول لها هدي الشنطة .. وسارة واقفة مب راضية تتحرك وراصة ايدها على الشنطة بقوة..

بس جنيفر كانت اقوى منهن ودزت أمل بقوة وسحبت الشنطة من ايدها وراحت عنهن تمشي بشكل طبيعي ولا كأنها سرقت الشنطة عنهن.. وأمل من خوفها ما تحركت بس سارة كانت تزاعج وتقول لها: ردي الشنطة!!!! حرامية... رديها!!!!

بس للأسف محد كان يفهم عليها وتمت تطالعها بقهر والدموع ترست عيونها .. دانة كانت في الشنطة.. دانة!!!.. وهي واقفة في مكانها مب قادرة حتى تتحرك من الخوف.. ومحد يقدر يرد لها اياها..

عقب 10 دقايق نزل مايد من اللعبة وهو يضحك وقالت له كلير انها بتسير تعدل شعرها وبترد.. وهو سار صوب خواته ويوم شافهن واقفات بروحهن زاغ وركض لهن بسرعة..

مايد: وين جنيفر...؟؟؟ سارونا شو فيج تصيحين؟؟

أمل (وهي تصيح): هاذي حرامية خذت شنطة سارونا...

مايد: شو؟؟؟ منو؟؟؟ وين جنيفر...؟؟

سارة: جنيفر سرقت شنطتي.. دانة داخلها..!!!!

مايد: شو؟؟؟؟؟؟؟ كيف خليتوها تسرقها؟؟؟ ما فيكم حلج تزاعجون؟؟

أمل: والله زاعجنا محد سمعنا..

ويلست أمل ع الارض تصيح وهو يتلفت حواليه وعرف انه كلير مستحيل ترد لهم وتم يدعي على عمره اكثر من مرة لأنه خلى وحدة مثل هاذي تخدعه هي وربيعتها.. شو يبون بشنطة الياهل؟؟؟ ما فيها شي غير العاب وخرابيط؟؟ لهالدرجة يسرقون أي شي وكل شي؟؟

سارة: ميودي ابا دانة!!!!

مايد: انزين تعالوا بندورها..

أمل: انا ما اروم امشي..

مايد: ياللا عاد لولة والله مب متفيج لج بروحي متظايج...!!! تحركي

لف مايد وخواته الملاهي كلها وما حصلوا جنيفر ولا كلير.. وفي النهاية ردوا البيت عقب المغرب وهم متظايجين ولا واحد فيهم رمس الثاني .. ومايد كان حاس بالذنب .. وقرر يروح باجر من الصبح ويدور لها لعبة ثانية تشبه دانة.. بس ان شالله ترضى فيها سارونا..

***

 

في جناح شهر العسل بفندق الريتز، كانت ياسمين يالسة تمشط شعرها جدام المنظرة وعلى ويهها ابتسامة رضا.. عبدالله اشترى لها عقد رائع اليوم وما بخل عليها بأي شي طلبته.. وكان قلبها يدق بعنف وهي تتخيل نفسها لابستنه في المناسبات..

عبدالله كان في الصالة يطالع الاخبار وياسمين عقب ما خلصت وخلت شعرها مبطل.. راحت له الصالة وقفت جدامه وهو أول ما شافها ابتسم لها ويرها من إيدها عشان تيلس حذاله..

ياسمين (وهي تبتسم بدلع): عبدالله؟؟

عبدالله (اللي كانت عيونه على التلفزيون): ها غناتي؟

ياسمين: متى بتخلص فلتي اللي قي جميرا؟؟

عبدالله: الفيلا مخلصة.. بس اتريا نرد عشان تختارين لها الاثاث..

ياسمين: وليش ما ناخذ الاثاث من هني؟؟

عبدالله: خلاص ما في أي اشكال.. يوم بنرد روما بناخذه..

ياسمين (وهي تبتسم): أوكى..

سكتت ياسمين فترة وحاولت تركز على الاخبار .. بس طبعا تمللت لأنه هالسوالف ما تعيبها وردت تدلع على عبدالله..

ياسمين: عبدالله؟؟

عبدالله (وهو يضحك): ما بتخليني اطالع الاخبار؟؟

ياسمين: لا .. بند التلفزيون..

عبدالله: خلاص بندته.. ها حبيبتي .. آمري..

ياسمين: ماشي بس أباك تجابلني..

عبدالله: ان شالله.. ما طلبتي..

ياسمين: عبدالله كيف شكلها الفيلا؟؟

عبدالله: همممممم.. وايد شاغلة تفكيرج..

ياسمين: لازم.. تراها المكان اللي بسكن فيه طول عمري..

عبدالله: بس نحن بنسكن في العين وفيلا جميرا بتكون حق الاجازات وقعدات دبي بس..

شهقت ياسمين وبطلت عيونها ع الاخر: شو؟؟؟ لا لا لا .. أنا ما بطلع من دبي..

عبدالله: ههههه حبيبتي انا شغلي كله في العين .. تبيني اودره واقعد في دبي..؟؟

ياسمين: تصرف.. عين مدير.. انته صاحب الشركة مب لازم تسير الشغل..

عبدالله: عندنا فيلا شكبرها في العين.. والله بتحبينها .. وايد حلوة..

ياسمين: ما يخصني انا ما بطلع من دبي.. انته تم في العين وانا بتم في دبي..

عبدالله: هههههههه... يصير خير خلنا نرد البلاد وبنتفاهم..

ياسمين (بحزم): لا... عبدالله خلنا نتفاهم من الحين..

عبدالله (اللي كان يبتسم وكأنه يرمس ياهل صغيرة): انزين .. نتفاهم.. ليش لاء؟

ياسمين: أول شي ابا اسكن في جميرا.. وثاني شي.. مممم... عبدالله... انا... انته طبعا تبا عيال..

رفع عبدالله حواجبه وهو منصدم منها.. جملتها الاخيرة احرجته وايد.. ما توقع انها تكون بهالجرأة خصوصا انهم توهم معاريس يدد.. وذكر عمره انها بعدها صغيرة وما تفتهم لهالشغلات..

عبدالله: أكيد.. واحد ولا اثنين.. ليش انتي ما تبين؟؟

حس عبدالله انه يشفق عليها .. ياسمين بروحها ياهل .. والخوف كان مبين بوضوح في عيونها وهي ترمسه.. بس عبدالله كان خاطره باليهال .. والسبب الأول اللي خلاه يتزوج هو انه لازم يكون له وريث.. بس ياسمين كانت متظايجة من هالشي والدموع تيمعت في عيونها على طول..

ياسمين (وهي منزلة عيونها): ربيعة ماماه ماتت وهي تربي..

عبدالله (اللي كان متوتر وما يعرف بشو يرد عليها): هاذي ارادة رب العالمين ومب كل حرمة تموت وهي تربي.. ياسمين شو صار عليج؟؟ المفروض ما تحاتين هالشي..

ياسمين: مب بس هالشي اللي مخوفني .. أنا مابا يهال.. انا بعدني صغيرة..

عبدالله (بنبرة حادة): ياسمين!!!!

كان مقهور من رمستها وقام ودش الغرفة وقامت ياسمين بسرعة ولحقته.. وحاولت تكلمه بس عبدالله تلحف ورقد وهو صاد الصوب الثاني.. وحاولت ياسمين ترقد بس ما قدرت ونشت ويلست في البلكونة.. تفكر بالحوار اللي دار بينها وبين ريلها .. وتحاول تتوصل لطريقة تقنعه فيها عشان يغير رايه ويتخلى عن فكرة اليهال.. وفكرة انه يسكن في العين..

* * *

* * *

 

في بيت صالحة.. كانت شيخة متلبسة وكاشخة ع الاخر الساعة 11 ونص.. توها كانت نازلة الصالة وما شافت حد.. فواغي راقدة وصالحة اليوم راقدة في غرفتها.. محد كان في الصالة وهاذي كانت فرصتها انها تطلع .. دقت لمروان وتواعدت وياه اييها في الفريج بس بعيد شوي عن باب بيتهم.. ونزلت شوي شوي للصالة..

في نفس الوقت كانت مزنة نازلة من غرفتها بكل هدوء.. الحين يحطون اعادة عالباب يا شباب في ال LBC وهي خاطرها تشوفه.. كانت تمشي وتطالع وراها خايفة من انه امها تنش وتشوفها.. وفجأة وهي تمشي في الظلام دعمت في شي وسمعت صرخة خفيفة.. وشهقت مزنة بقوة وهي تبطل عيونها عدل عشان تشوف.. ويوم اتضحت لها الصورة ردت تشهق..

مزنة: شيخوه؟؟؟؟

شيخة (اللي كانت ميتة من الخوف): الله ياخذج .. انتي شو مقعدنج الحين؟؟

مزنة: انتي وين رايحة؟؟؟

شيخة: وانتي شلج؟؟

مزنة: والله بخبر.. صبري..

يرتها شيخة من ايدها وقالت: وين تخبرين وتخبرين على شو؟؟

مزنة: وين رايحة؟؟

شيخة: بلتعن ايلس في الحديقة .. ملانة...

مزنة: وليش لابسة عباتج؟؟

شيخة: واذا طلع لي حرامي؟؟؟ تبينه يشوفني من دون عباة؟؟

مزنة (وهي تبتسم بقناعة): أهاااااااا.. صح..

شيخة: انتي شو مقعدنج الحين..

مزنة: انا بشوف التلفزيون.. بس امي ما تخليني..

طلعت شيخة مفتاح من شنطتها وعطته لمزنة وهي تقول: سيري غرفتي شوفي محد بيسمعج..

مزنة: والله؟

شيخة: هى.. انا ما بخبر اذا انتي ما قلتي شي..

مزنة: انا ما بقول شي..

شيخة: شطورة .. ياللا سيري..

ضحكت مزنة وركضت صوب غرفة شيخة اللي خذت نفس عميق ونزلت الصالة وطلعت من البيت من دون ما حد يشوفها..

***

 

 

اليوم اللي عقبه.. الساعة 11 الصبح ، وعقب ما سوت ليلى الريوق لاخوانها وحطت لهم اياه على طاولة الصالة.. نزلت تحت تتمشى لنهم كلهم كانوا رقود..

كانت ليلى تتلفت حواليها بلهفة.. تتمنى فعلا انه آمالها ما تخيب هالمرة وتشوفه.. هالشخص صار بالنسبة لها هاجس.. كل ما ترمش بعيونها يتخيل لها إنها بتشوفه.. من دونه، صارت البيازا خالية .. ما فيها أي شي يستحق إنها تكتشفه أو تشوفه.. فقدت كل الإثارة يوم اختفى هالغريب فجأة من حياتها مثل ما دخلها فجأة وبدون أي مقدمات.. استمرت ليلى تمشي حتى وصلت للمقهى وهي تتمنى من كل قلبها تشوفه..

ومثل الطيف.. تحققت امنيتها.. ووقفت مبهتة وهي تطالع المقهى.. في نفس المكان وفي نفس الوقت اللي شافته فيه أمس كان موجود.. يالس على نفس الطاولة وفي عيونه نفس النظرة الحالمة اللي شافتها أمس.. شو سر هالعيون؟ وشو اللي يخليها تغرق في بحرها بهالطريقة؟؟ وبدون أي تحفظات؟

تنهدت ليلى وقررت تستجمع كل شجاعتها وجرأتها وتقترب منه.. ما تبا شي الا انها تحس بقربه.. وفي نفس الوقت يمكن تسمع صوته.. ضحكت ليلى وهي تقترب من طاولات المقهى اللي كانت مصففة برى في الشارع كالعادة في كل المقاهي الايطالية.. حست بعمرها مراهقة وما همها.. جرأتها ولهفتها كانت يديده عليها .. ما جربتها من قبل وما كانت متوقعة انها بتجربها في يوم.. اليوم الصبح كانت تلوم نفسها وهي تغسل ويهها في الحمام .. كانت تحاول تقنع نفسها انه اعجابها بشخص غريب حركة مب حلوة خصوصا انها مسئولة عن يهال والمفروض تكون قدوة لهم.. بس في نفس الوقت كانت تحس بداخلها بانفعال غريب.. وانتعاش واحساس وايد حلو.. وما هان عليها ابدا تفقده.. عشان جذه يلست في الطاولة اللي ورا طاولته وعيونها كانت عليه.. ما انتبه لها ابدا.. ولا حتى اطالعها او التفت لها.. وهالشي استانست عليه ليلى.. يعيبها الريال الثجيل العاقل.. ومن أول ما شافت هالانسان وهي تعرف انه مب شرات غيره.. شي في نظرة عيونه كان يبين لها انه غير.. انسان متميز ومتفرد.. ومستحيل يكون شرات غيره.. مستحيل.. !!

اطالعته ليلى عدل ودققت في ملامحه وهو يطالع الشارع مب منتبه لها.. خشمه كان طويل وعيونه وساع .. عيونه لونهن رمادي غريب.. ويوم تطالعهن تحس انه ينظر في فراغ.. نظرة حالمة في عيونه كانت تميزه عن كل اللي حواليه.. وملامحه كانت عربية .. يا ترى من يكون؟؟

في هاللحظة اقترب منها صاحب المقهى وهو يبتسم ابتسامة عريضة ومال بجسمه العريض على الطاولة ورمسها بلهجة انجليزية مكسرة..

صاحب المقهى: Good morning Seniorita,

ليلى (اللي استانست انها اخيرا لقت حد يرمس انجليزي): Good morning

صاحب المقهى: would you like something to drink?

ليلى (وهي تبتسم): what do you have??

صاحب المقهى: I suggest you try our avocado juice.. it's delicious

ليلى: sure.. why not?

صاحب المقهى: Sei Arabian??

ليلى: yes

صاحب المقهى (وهو يغمز لها): By the way, my name is Tony

حاولت ليلى تخبى ضحكتها بصعوبة وهي تقول: Hi Tony.. am Laila

طوني: Bella Seniorita.. just two minutes and the best juice in Rome will be at your lovely hands

ضحكت ليلى من خاطرها وهي تشوف طوني يغني ويتمايل في مشيته وهو رايح يحضر لها العصير بنفسه.. وردت تطالع الشخص اللي سلب لها عقلها وشافته بعده يالس على نفس حالته.. وطلعت ليلى كاميرتها من الشنطة ويلست تغير العدسات وتغير الديسك اللي فيها.. ويوم ردت تطالعه كان واحد من اليهال اللي يلعبون في الشارع مقترب منه ويالس يلعب جدامه بالضبط.. بس الريال ما كان منتبه له.. كل اللي سواه انه رمش بعيونه وغمضهن فترة ورد يبطلهن.. الولد الصغير كان في ايده عصا ومسونها نفس السيف ويتظارب هو وولد ثاني من نفس عمره.. ابتسمت ليلى وهي تطالعهم كان شكلهم وايد cute وهم يتحرون عمارهم فرسان والعصا سيف.. وتمنت لو انها تقدر تصورهم بس وجود الريال الغريب حذالهم منعها من هالشي.. ما فيها بعد يتحرى انها تبا تصوره هو..

وفجأة والولدين يتظاربون بالعصا رد الولد بعصاه على ورا واقتربت من ويه الريال الغريب بشكل فظيع.. شقهت ليلى ووقفت في مكانها وهي متأكدة انه العصا ظربته في ويهه.. كانت قريبة من ويهه بشكل كبير .. بس صدمتها كانت أكبر هي والولد يوم اطالعوا الريال وشافوه ما تحرك مول من مكانه.. ولا سوى أي حركه تبين انه انصدم او حتى تظايج من الحركة.. كانت ملامحه عادية وكأنه ما انتبه للي صار.. كأنه كان في عالم ثاني.,.

الولد هو وربيعه قالوا شي بصوت عالي وركضوا وهم يضحكون ويطالعون الريال .. وليلى تمت واقفة تطالعه بصدمة.. معقولة؟؟

في هاللحظة يت بنية جميلة لابسة شيلة لونها بني فاتح وتنورة وقميص لونهم بيج .. واقتربت منه بسرعة وحطت ايدها جتفه وهي تيلس جدامه وسألته والخوف واضح على ملامح ويهها: أحمد تعورت؟؟ العصا كانت وايد جريبة من ويهك!!

ابتسم أحمد : أي عصا؟؟

البنية: كانوا جدامك اثنين يهال يلعبون بعصا وواحد منهم فلتت من ايده ويت صوبك.. والله زغت وانا اشوفك من بعيد .. كنت اتحراك تعورت..

أحمد: لا غناتي.. لا تحاتين ما ياني شي.. حتى ما حسيت بهم..

البنية: أحمد.. دير بالك على عمرك .. انا مالي غيرك..

تنهد أحمد بحرقة وما قال شي.. وابتسمت البنية وهي تحط ايدها على ويهه وقالت له: شو اللي خلاك تتظايج الحين؟؟

أحمد: نوال انا تعبت من هالوضع.. متى بسوي العملية وبفتك؟؟

نوال: خل ايمانك بالله قوي.. وهذا اختبار من رب العالمين .. عقب اسبوعين بنرد المانيا وبتسوي العملية.. وان شالله بترد شرات قبل واحسن..

أحمد: ان شالله..

نوال: ياللا انا بروح اكمل المشتريات من السوق وبرد لك عشان نرد الفندق.. خلاص؟؟

أحمد: ههههههه كيف بتخلصين وانتي كل شوي رادة هني عشان تشيكين عليه..

نوال: كيفي .. أخويه الوحيد وما اروم على بعدك.. عندك مانع؟؟

أحمد: ياللا خلصي بسرعة مليت من اليلسة هني بروحي..

نوال: مليت؟؟ يبالي اخبر طوني ..

أحمد: لا دخيلج ما فيه على حشرته هالخبل..

نوال: هههه.. ياللا دقايق وبرد لك..

راحت عنه نوال وردت النظرة الحالمة على ويه احمد .. وليلى يالسة وراه ودموعها تنزل من عيونها بشكل لا إرادي.. ووقفت بتعب واقتربت منه من دون ما تحس.. ما كان يهمها انه بيحس بها ولا لاء.. ولا همها انه الكل في المقهى ممكن يشوفها.. اقتربت منه.. كانت تبا تتأكد.. وكأن كل اللي شافته وسمعته مب كافي..

وقفت جدامه وحركت اصابعها جدام عيونه ببطئ ويوم ما رمش بعيونه ولا تحرك اتأكدت ليلى وطلع منها صوت يشبه الانين من كثر ما كانت مقهورة وحزينة ومصدومة.. احمد انتبه انه حد واقف جدامه وسألها: نوال؟؟

ابتسمت ليلى بحزن وقالت: لا.. أنا مب نوال..

تغيرت ملامح احمد واحمر ويهه.. وسألها بارتباك..: منو انتي؟؟

ليلى: مب مهم.. مب مهم..

سألها احمد سؤال ما سمعته ليلى لأنها شلت كاميرتها وطلعت من المقهى وطوني ينادي عليها " Seniorita your juice!! "

مشت ليلى في الشارع اللي يوصل لشقتهم وهي ما تشوف أي شي من الدموع اللي في عيونها.. أعمى.. طلع أعمى.. ليش؟؟ ليش الانسان الوحيد اللي خفق له قلبها .. الانسان الوحيد اللي حست به غير عن الكل .. يطلع معاق.. !! وليش نظرتها له تغيرت أول ما تاكدت انه معاق.. ليش راحت اللهفة وراح الانبهار..؟؟

كرهت ليلى عمرها ويلست على طرف النافورة وهي تحاول تجمع افكارها.. وشافت نوال من بعيد شالة في ايدها كيسين كبار.. وعلى ويهها ابتسامة حلوة.. وحست بألم كبير في قلبها .. اسمه أحمد.. أحمد اسم ابوها الله يرحمه.. تنهدت ليلى ومسحت دموعها.. وحطت كاميرتها في الشنطة وردت الشقة وهي تحاول للمرة الثانية تشيله من أفكارها.. بس هالمرة كان قلبها محمل بالهموم.. ليش حتى لحظات السعادة البسيطة ما تقدر تعيشها؟؟ وليش كل شي وكل حد تحبه تفقده؟؟ هل بيستمر هالشي ؟؟ ولا بيي اليوم اللي تلاقي فيه الانسان اللي تحبه؟؟ وأحمد... معقولة بتقدر تشيله من بالها؟؟ معقولة؟؟

***

 

 

ملاحظة: البيازا piazza هي ساحة دائرية كبيرة جدا.. بنيت على اطرافها بيوت ومقاهي ومطاعم وفي نهايتها كنيسة ومباني حكومية.. يعني مثل القرية الصغيرة.. وهي شي معروف في روما .. يعني في اكثر من بيازا موجودة هناك..

 

--------------------------------------------------------------------------------

 

أم ناصر02-01-2005, 00:15

الجزء الحادي عشر

 

كان مبارك يحاول يشغل موترة وأكثر من مرة يدخل السويتش ويحركه بس الموتر مب راضي يشتغل.. تنهد بخوف وهو يطالع الطريج المهجور اللي واقف فيه والظلام والصمت المخيف برى السيارة.. كان لازم ينزل عشان يشوف شو السالفة وحس بخوف وهو يبطل الباب.. بس أول ما وقف برى وحط ريوله ع الارض اطمن شوي وبطل بونيت السيارة عشان يجيك ع الماي والبطارية.. واستغرب وايد يوم شاف انه الوضع طبيعي ..

بس في اللحظة اللي نزل فيها البونيت شهق مبارك من خاطره وتم قلبه يدق بعنف.. أبواب السيارة كانت مسكرة والجامات تصب دم.. وفي ايد صغيرة تحاول تمسح الدم اللي على الجامة اللي جدام.. حط مبارك ايده على قلبه وهو حركات الايد البطيئة.. كان خايف من اللي بيشوفه بس في نفس الوقت مب قادر يشيل عيونه عن المشهد اللي جدامه.. وما يدري شو اللي خلاه يتجدم.. رغم الدموع اللي حرقت عيونه وقلبه اللي كان يدق بعنف من الخوف.. تجدم من السيارة .. وفي كل خطوة كانت الايد تمسح مساحة اكبر من الدم المتميع ع الجامة.. ويوم اقترب مبارك من الموتر.. وضحت الصورة جدامه .. وطل عليه ويه ولده الصغير ناصر ودموعه تنزل بصمت وعيونه تطالع أبوه باستعطاف..

انفجرت دموع مبارك من عيونه ولصق خده على الجامه وهو مب مصدق انه ولده داخل السيارة .. ناصر حبيبه جدامه.. كان ويهه شاحب.. حزين..وشفايفه تتحرك كأنه يرمس من دون صوت.. وحاول مبارك يفهم اللي يبا يقوله بس ما كان في مجال انه يسمعه.. وتحرك بسرعة لباب السيارة يحاول يبطله من دون فايدة.. كأنه شي عالق فيه ويمنعه من انه يتبطل..

وفي النهاية ويوم استمر مبارك يشد فيه.. تبطل بقوة وتناثر الدم اللي كان تارس السيارة على ويه مبارك اللي صرخ بقوة ورد على ورى.. وتم يمسح الدم عن ويه بظهر ايده.. ويوم رد يبطل عيونه كانت مها منسدحة على السيت اللي جدام وتطالعه وتبتسم ببراءة.. لابسة بيجامتها الوردية اللي كان يتخبل يوم يشوفها بها..

تم مبارك واقف مبهت وهو يطالعها.. وهي استندت على ايدها واشرت له يقترب منها ويوم تم واقف مكانه عفست ويهها وجنها زعلانة وقالت: باباه تعال عاااااااد..!!!

تنفس مبارك بصعوبة وهو يقترب منها وهي كل ما اقترب تبتسم اكثر وفي النهاية مدت له ايدها وركض مبارك عشان يشلها في حظنه بس قبل لا يوصل لها بثانية اصطدم بشي وتعثر وطاح بقوة ع الارض.. وحس بشي يسحبه من ريوله ويوم التفتت كانت حرمة ملتفة بعباتها وايدها راصة على ريوله بقوة.. مبارك تروع منها وتم يدز ايدها بريوله الثانية بس الحرمة كانت قوية وتمت ترص على ريوله اكثر .. فيلس في مكانه ونزلت دموعه وهو يحاول يبطل ايدها عن ريوله وتخيست ايده دم.. وفجأة رفعت الحرمة راسها ويوم شافها مبارك صرخ بأعلى صوته..ولف بويهه الصوب الثاني.. نجلا.. نجلا جدامه ومب قادر يطالع في ويهها اللي كان متشوه وكله دم.. وسمعها تناديه: مبارك .. مبارك..

ورد عليها بعصبية : شتبين فيني ..؟؟ لين متى بتمين تلاحقيني؟؟ خليني في حالي !!!! حرام عليج... خليني في حالي..!!!

وقام من مكانه يحاول يركض بعيد عنها بس ايدها كانت راصة على ريوله ويوم شدها بقوة تبطلت ايدها عنه واصطدم بالسيارة بقوة .. وتنفس بصعوبة وهو يبطل عيونه ويتعوذ من ابليس.. ويطالع حواليه في الغرفة.. السيارة اختفت وعياله ونجلا محد.. غطى مبارك ويهه بإيده وحاول يخفف من الرجفة اللي يحس بها.. من يوم قررت امه تخطب له ميثة بنت عموته وهالكوابيس تزوره في منامه يوميا.. صار يكره النوم ويكره الساعة اللي يحط فيها راسه ع المخدة.. لهالدرجة احساسه بالذنب يلاحقه حتى بعد هالسنين؟؟؟

 

نش مبارك وهو متظايج ودش الحمام يغسل ويهه ولاحظ انه عيونه حمر.. وملامحه صج مرهقة.. وعقب ما خلص ولبس بيجامته طلع يقعد في الصالة ويا امه وابوه واخوه ومرته وعيالهم.. الساعة كانت سبع ونص الصبح والعيال رقود .. محد كان موجود الا امه وابوه وظاعن.. واستغرب الكل انه مبارك مب متلبس عشان يروح الدوام..

ام ظاعن (وهي حاطة ايدها على قلبها): شو بلاك حبيبي؟؟ لا يكون مزجم ؟؟

مبارك: لا امي ما فيه شي..

بوظاعن: ما بتسير الشركة؟؟

مبارك (وهي يحب امه على راسها): يمكن عقب .. مالي نفس ..

ظاعن: خلاص مب لازم تروح.. انته وايد اتعب عمرك .. ارتاح اليوم..

مبارك: ظاعن انته مشغول اليوم؟؟

ظاعن: عادي حتى لو مشغول بفضي عمري عشانك..

مبارك: تسلم ياخوي.. شو رايك نسير دبي ؟؟

ظاعن (وهو يبتسم): اكيد موافق.. متى تبانا نظهر؟؟

مبارك: عقب المغرب..

ظاعن: خلاص.. صار.. عقب المغرب بنظهر.. الحين اسمحولي تأخرت ع الدوام..

بوظاعن + ام ظاعن+ مبارك: في امان الله..

يوم سار ظاعن يلس بوظاعن يسولف ويا مرته شوي ومبارك يقرا الجريدة وعقبها راح العزبة ويا الدريول.. ويلست أم ظاعن بروحها ويا مبارك اللي استغل الفرصة عشان يرد عليها بخصوص سالفة خطوبته..

مبارك: امايه بخصوص ميثة..

ام ظاعن (وهي تبتسم): بلاها ميثة؟

مبارك: ما اريدها لا تخطبولي اياها..

اعتفس ويه ام ظاعن .. كانت متوقعة انه يوافق ومتأكدة انه بيرمسها وبيقول لها اخطبولي اياها في اقرب فرصة.. وقالت له بظيج: ليش يا مبارك؟؟ امس كنت موافق .. شو اللي تغير اليوم؟؟

مبارك: بس ما اريدها.. ميثة وايد صغيرة .. توها داشة ثالث ثانوي.. اذا بعرس باخذ لي حرمة مب ياهل اربيها..

ام ظاعن (اللي ارتاحت انه للحين ما شال فكرة الزواج من باله): وانت في حد في بالك؟؟

ضحك مبارك بمرارة: حد في بالي؟؟ منو يعني بيكون في بالي.. لا والله امايه المغازل ودرته من...... (كان بيقول من يوم خطبت نجلا بس سكت وقال) من ايام الثانوية..

ام ظاعن: محشوم يا ولدي انا قصدي يمكن سمعت عن وحدة من الاهل وتباها..

مبارك: امايه يوم بتدش وحدة خاطريه ما بتريا.. على طول بخبرج..

ام ظاعن: هى جي اباك فديتك.. لا تحط شي في خاطرك مولية.. حتى لو تبا اربع بخطب لك اياهن..

مبارك: لا لا لا. .وحدة تسد.. ما فيه على عوار الراس..

ابتسمت ام ظاعن وتمت سرحانة في ملامح مبارك اللي رد يقرا الجريدة .. ويلست تستعيد صور بنات العايلة كلهن في مخيلتها وتشوف منو منهن اللي تناسب مبارك.. ومنو اللي ممكن تطلعه من دوامة الهم اللي عايش فيها.. ؟؟

في هاللحظة التفت مبارك عشان يرمس امه ويوم شافها سرحانة فيه عرف اللي في بالها وضحك وهو حاس بإحراج كبير..

ام ظاعن: يعل هالظحكة ما تفارق محياك.. قول امين..

مبارك: آمين يا رب.. الا امايه بتخبرج ليش تطالعيني جي؟؟

ام ظاعن: أنا؟

مبارك: هى.. جني عانس وانتي متحسرة عليه وتجلبين في هالمخ الحلو تدورين لي على عروس..

ام ظاعن: هههههههه مب هين ثرك ..

مبارك: امي واعرفج زين.. لين ما تيوزيني ما بترتاحين..

رن تيلفون مبارك وقطع عليه سوالفه ويا امه وكان سهيل هو المتصل.. مبارك وايد استانس يوم شاف رقمه.. هو وسهيل استووا ربع من يوم اندماج الشركتين ودوم يتلاقون في المقهى.. رد مبارك على التيلفون وهو يبتسم ونشت أم ظاعن تشوف شغلها في البيت..

سهيل: السلام عليكم والرحمة

مبارك: وعليكم السلام والرحمة .. هلا والله.. عاش من سمع صوتك..

سهيل: هههههه ادري اني مقصر عن النغزات.. بس عبدالله كان موصني اسوي كم شغلة وما ارتحت الا يوم خلصتهن..

مبارك: افا عليك يا سهيل.. والله انيه عاذرنك واعرف انك مشغول ما له داعي تتعذر مني..

سهيل: انزين انا ياينك الشركة الحين..

مبارك: مر عليه في البيت انا ما داومت اليوم..

سهيل: ليش ؟؟ عسى ما شر؟؟

مبارك: متظيج شوي ومالي نفس اسير الشركة..

سهيل: خلاص اتلبس وانا بمر عليك بنسير نشوف شو سووا بفيلا عبدالله ..

مبارك: همممم.. خلاص.. تم..

سهيل: نص ساعة وبكون عندك..

مبارك: أترياك..

سهيل: مع السلامة

مبارك: في امان الله..

ابتسم مبارك وهو يبند التيلفون عن سهيل.. ابتسامته كان فيها نوع من المرارة.. عبدالله كان دوم يتصل بمبارك عشان يعرف اذا المفاجأة اللي كان محظرنها لياسمين خلصت ولا لاء.. من ستة اشهر وهو يحضر لها هالمفاجأة.. تم شهر كامل يدور أرض مناسبة وفي النهاية حصل لها مساحة كبيرة في العين واشترى الارض بسعر خيالي .. وتعاقد مع ثلاثة مهندسين عشان يرسمون له الخرايط والتصاميم.. كان يبا يبني لها فيلا فخمة في العين.. كهدية زواج.. وناوي يقدم لها الهدية اول ما يردون من شهر العسل.. في البداية المهندس قال له مستحيل الفيلا تخلص خلال ستة اشهر.. بس يوم كلم عبدالله مبارك.. أكد له انه اذا عمالهم اشتغلو فيها ويا بعض بيخلصونها بسرعة... مبارك كان دوم يسير ويجيك ع الفيلا بنفسه أيام سفر عبدالله.. وكل ما شاف التطورات اللي استوت فيها يبتسم ويتمنى لو كان عبدالله موجود عشان يشوف بعينه شكثر صارت الفيلا فخمة .. أكيد بيستانس وحياتهم هني بتكون حلوة هو ومرته وعياله.. يحليله عبدالله.. يستاهل كل خير..

عبدالله كان مقرر يخلي الغرفة اللي حذال غرفتهم حق البيبي اللي يتمنى يوصل بسرعة.. ووصى سهيل يروح بنفسه ويختار له الاثاث.. وصمم البيت على انه تكون فيه 6 غرف نوم اضافية.. الله يعلم يمكن ياسمين تييب له اكثر من خمس يهال؟؟؟..

وفي نفس الوقت رد وأثث بيته الجديم .. ما يدري ليش .. بس جي اثثه يمكن يحتاجه في يوم.. أو بيعطيه لواحد من عيال اخوه لأنه من أرقى البيوت في المنطقة كلها..

مبارك كان مستانس عشان عبدالله اللي قدر حتى في فترة متأخرة من حياته انه يستقر ويبني اسرة.. وتسائل في داخله اذا هالشي ممكن يتحقق له في يوم..

 

***

 

في الفندق كان عبدالله رايح يحجز لهم عشان يردون روما.. وياسمين داخل ترتب شنطتها.. اليوم بيردون روما عند ليلى واخوانها. . وهالشي مظايجنها.. ما تبا حد يشاركها شهر عسلها ورحلتها لايطاليا.. اف منه عبدالله يعني كان لازم يعزمهم؟؟؟

بس في نفس الوقت كانت مستانسة لأنه عبدالله نسى الحوار اللي دار بينهم امس أو تناساه لأنه يوم نش اليوم الصبح كان طبيعي وياها وما ذكرها باللي قالته أمس وياسمين تعتبر هالشي انتصار بالنسبة لها.. وعقب تفكير يودت التيلفون واتصلت بربيعتها نهلة.. كان لازم تلاقي حد وتشاركه فرحتها..

نهلة أول ما شافت في موبايلها مكالمة دولية ضحكت من خاطرها وقالت: فديتها يا ربي اللي توها تذكرتني..

بس يوم ردت على التيلفون سوت عمرها زعلانة: ألو؟.؟ منو؟؟

ياسمين: ههههههههه ونج زعلانة؟؟؟

نهلة: يحق لي ازعل..

ياسمين: لا ما يحق لج..

نهلة: مالت.. من يوم عرستي خلاص صرتي ما تفكرين بحد الا ريلج..

ياسمين: فديت روحه والله مول مب مقصر عليه في شي.. ليش ما افكر فيه؟؟ الا بخليه يشغل كل تفكيري بعد..

نهلة: شعليج تلاقينه مسونج اميرة..ومدلعنج ع الاخر..

ياسمين: طبعا.. اصلا انا مستواي أكبر عن جذي بس عبدالله يحاول وانا اقدر له هالشي..

نهلة: ههههه .. شو هالغرور..؟؟

ياسمين: وتدرين شو بعد؟؟ عبدالله بيسكن في فيلتي في جميرا.. وبيودر بيته اللي في العين..

نهلة: مستحيل..

ياسمين: امبلى والله.. وبناخذ الاثاث مني..

نهلة: تستاهلين يالغالية.. تستاهلين اكثر بعد..

ياسمين: بس...

نهلة: شو؟؟

ياسمين: عبدالله يبا يهال.. وانا ماباااااااا..

نهلة: وليش ما تبين؟؟ عيل ليش معرسة عشان تسافرين وتكشخين وتأثثين بيتج وبس؟؟ لازم تكونين لج اسرة وتيبين عيال..

ياسمين: عموما انا قررت.. حاليا مابا عيال.. عقب خمس سنوات ممكن..

نهلة: بس ريلج ريال عود.. حرام عليج ياسمينوه..

ياسمين: اف لا.. بس بلا أرف.. ما فيه على لوعة اليهال.. بروحي ما اطيقهم..

نهلة: أي أرف انتي ما تعرفين النعمة اللي انتي فيها.. والله غيرج ينذلون ذل عند رياييلهم وعبدالله يحليله مب مقصر وياج كافي انه هاد شغله ويالس وياج من شهرين الحين في ايطاليا..

ياسمين: نهلوووووه.. قولي ما شالله ما فيه تحسديني..

نهلة: ههههههه ... ماشالله ماشالله ..

ياسمين: أقول ببند عنج الحين شكله عبدالله رد..

نهلة: متى بتردين البلاد؟؟

ياسمين: ما ادري يمكن عقب اسبوع.. أو اثنينه.. بشوف عبدالله

نهلة: دقي لي اول ما توصلين..

ياسمين: اكيد حبيبتي .. ياللا عاد فارجي..

نهلة: باي

بندت ياسمين التيلفون ودش عبدالله الغرفة في نفس اللحظة وابتسم يوم شافها تطالعه بترقب عشان تعرف اذا بعده زعلان ولا لاء..

ياسمين: حجزت لنا؟؟

عبدالله: هى بنظهر عقب الغدا..

ياسمين: وحجزت لنا بفندق هناك؟؟

عبدالله: ليش فندق بعد؟؟ عندنا الشقة..

ياسمين: عبدالله!!!!! ما اريد ايلس في الشقة.. بنتم في فندق..

عبدالله (بحزم): هالموضوع ما فيه نقاش . بنيلس في الشقة عند العيال.. ابا اعوضهم عن يلستهم بروحهم..

اطالعته ياسمين بحقد وتمت مبوزة وحاطة ايدها على خصرها بس عبدالله ما سوالها سالفة وراح يتصل بعيال اخوه في روما عشان يخبرهم انه بيسير لهم اليوم..

 

في هالوقت كانت ليلى منسدحة في الصالة و مالها بارض ترمس حد.. مايد وسارة طلعوا من الصبح وأمل كانت منسدحة حذال ليلى لأنها تعبانة ومن يوم نشت من نص ساعة وهي تصيح من بطنها.. ومحمد طالع اييب لهم غدا..

كانت تفكر بحظها.. بحميد .. بأمها وابوها.. واخيرا بأحمد.. شو اللي رماه في دربها؟؟ وليش انجذبت له بهالطريقة؟؟ والأهم من هذا.. ليش ابتعدت عنه وخافت يوم درت انه اعمى..؟؟ من متى ليلى تفكر بهالاسلوب؟؟

رن التيلفون وتنهدت ليلى وهي تمد ايدها عشان تشل السماعة.. كانت متأكدة انه عمها لأنه محد يعرف الرقم غيره.. وردت وهي متوترة كعادتها يوم ترمس عمها هاليومين..

ليلى: ألو؟

عبدالله: السلام عليكم..

ليلى: وعليكم السلام هلا عمي..

عبدالله (اللي كان صج مستانس لأنه سمع صوتها): شحالج يا ليلى ؟ وشحال اخوانج؟

ليلى: الحمدلله كلنا بخير ونعمة.. انتوا شحالكم؟؟ ومتى بتونا؟؟

عبدالله: اليوم ان شالله.. بنتغدى وبنظهر.. يعني بنكون عندكم ع شالساعة اربع العصر..

ليلى: تمام برتب لكم الغرفة..

عبدالله: لا اتعبين عمرج حبيبتي..

ليلى: لا تعب ولا شي يا عمي.. سلم على ياسمين..

عبدالله: ان شالله يبلغ وانتي سلمي على اخوانج..

ليلى: ان شالله..

بندت ليلى وردت تنسدح حذال لولة اللي ردت ترقد من التعب.. وعقب فترة نشت وسارت توقف في البلكونة.. وغصبن عنها كانت عيونها العسلية تفتش الشارع .. وافكارها تاخذها وتوديها وهي تجول بنظراتها بين المباني .. يمكن الاعاقة اللي فيه مؤقتة.. يمكن ياي هني يتعالج اخته كانت ترمس عن موعد العملية.. انزين وهي ليش هامنها هالشي؟؟ هي اصلا ما تعرف عنه أي شي.. ولا حتى تعرف وين ساكنين؟؟ مع انها متأكدة انه في وحدة من هالعمارات.. معقولة يكون في نفس عمارتهم؟؟ وايد تستوي في القصص والافلام.. ابتسمت ليلى على سخافتها.. وراحت حق لولة وقعدتها..

ليلى (وهي تهزها): لولة.. .لولة..؟؟

لولة (وهي مغمضة عيونها): هااااااااا..

ليلى: قومي نطبخ.. بنسوي كيكة كاكاو..

لولة من سمعت كلمة كيكة بطلت عيونها ووقفت بتعب.. وقالت وهي حاطة ايدها على بطنها: بتخليني اكل الكريما..؟؟

ليلى: هى بخليج..

لولة (وهي تضحك بخبث): بناكلها قبل لا يردون سارونا وميودي من برى..

ليلى: هههههههه والله انج زطية.. ياللا تعالي المطبخ..

سارت ليلى ويا أمل المطبخ وابتدوا يسوون الكيكة في نفس الوقت اللي كانت سارة ويا مايد في السوق يلفون من محل لمحل.. يدورون بديل لدانة.. بس سارة كانت محبطة وتعرف في داخلها انها ما بتحصل أي عروسة تشبهها.. ومايد كان مقهور وايد من عمره لأنه كان غبي لهالدرجة.. ومقهور لأنه للحين مب قادر يقنع سارة تشتري وحدة ثانية.. والساعة 12 كانوا اثنيناتهم تعبانين.. ويالسين على الكرسي في المول يتريون محمد يطلع من المطعم ويا السندويتشات عشان يروحون البيت..

مايد (وهو يطالع سارة بطرف عينه): سارونا تحيدين هاذيج الباربي اللي شفناها تونا؟؟ اللي شعرها احمر؟؟

تنهدت سارة اللي كانت منزلة عيونها وتطالع جوتيها وقالت: مب حلوة..

مايد: والله انها احلى عن دانة..

سارة: دانة مغززة وخدودها حمر..

مايد: انزين تونا شايفين وحدة خدودها حمر ودبدوبة وحلوة ليش ما خذتيها..؟؟

سارة (وهي تطالعه بنظرة جنه ما يفتهم): عيونها زرق.. ودانة عيونها خظر..

مايد (بقهر): يا ربييييييييييه.. تعرفين انج ترفعين الظغط؟؟

ردت سارة تطالع تحت وقالت بصوت واطي اقرب للهمس: انا ابا دانة... ماشي مثلها هني..

سكت مايد وتم يطالع محمد اللي اقترب منهم وقال: ياللا نروح الشقة..

مايد (وهو يوقف): ياللا..

مشى محمد ومشى وراه مايد وسارة اللي كانت تسحب ريولها ع الارض ما تبا تروح من دون ما تاخذ وياها بديل لدانة.. كانت تتلفت حواليها ومايد نفس الشي وقبل لا يظهرون من البوابة.. شهقت سارة ويرت مايد من ايده وهي تقول: عروسة حلوة هناااااااااااك.. تعالوا تعالوا.. !!!

مايد تنهد بارتياح ومحمد ابتسم وتبعوها اثنيناتهم للمحل اللي كان صغير وايد ..

محمد كان مفتشل من ريحة السندويتشات اللي انتشرت في المحل ووقف عند الباب وهو يطالع سارة اللي شلت العروسة وحظنتها على طول .. عقب ما دفع عنها مايد.. ويوم يت بتظهر شافت وحدة واقفة عند الكورنر صوب البطاقات واقفة وتطالعها.. كانت متحجبة .. ولبسها وايد محتشم.. وفي ويهها نور رائع.. ملامحها قريبة وايد من ملامح سارة.. الشبه بينهم كان كبير.. وعشان جذي كانت هالبنية واقفة تطالع سارة بدهشة.. وسارة أول ما شافتها تطالعها ردت لها النظرة رغم خجلها المعتاد.. والادهى من هذا انها ابتسمت لها.. وهذا اللي خلى محمد ينصدم ويتبع نظراتها لين استقرت عيونه على الملاك اللي جدامه.. وحس فجأة انه راسه ثجييل.. وعيونه بتغمض.. وخدوده يحترقن ليش ما يدري.. هي ما كانت جميلة.. بس آية من الجمال.. ويوم يت عينه في عينها نزلتها بسرعة ولفت الصوب الثاني وقلبها يدق بقوة..

محمد تم مبهت يطالعها ومايد واقف يطالعهم اثنيناتهم ويبتسم ويوم انتبه محمد وشافها لفت بويهها الصوب الثاني كره عمره لأنه سبب لها الاحراج.. وطلع من المحل ووراه اخوانه الصغار..

مايد كان يبتسم ويصفر بلحن اغنية.. ويوم شاف محمد ما عبره رفع صوته وهو يغني : يا سلام يا سلام .. أد ايه حلو الغرام.. يا سلام يا سلام .. أد إيه حلو الغرام..

اطالعه محمد باحتقار وسأله: شقصدك يعني؟؟

مايد (وهو يضحك بخبث): ماشي.. أغني.. حرام؟؟

محمد: لا مب حرام.. بس دور لك اغنية غير هاذي .. عن هالحركات اللي مالها معنى..

مايد: ان شالله.. بندور اغنية ثانية.. ممممممم... مممممممممم

 

--------------------------------------------------------------------------------

 

أم ناصر02-01-2005, 00:17

محمد كان مخبي ابتسامته .. مايد خبيث وذكي.. وعلى طول لقطها وهي طايرة.. وعرف انه انبهر بهالبنية اللي شافها جدامه..

مايد اللي حس انه محمد رد يسرح قرر يلعوزه مرة ثانية وقال له: حمادة؟؟ حمادة.؟؟

محمد: حمادة في عينك..

مايد: شفت البنية اللي كانت في المحل.؟؟ كانت تطالعك.. انته تعرفها...؟؟

محمد: أي بنية؟؟ ما انتبهت لها..

مايد: والله؟؟ اهاااا... عيل يمكن كنت تطالع اليدار اللي وراها.. ؟؟

محمد(وهو يبتسم): هى كنت اطالع اليدار.. لونه وايد حلو..

مايد: اسميييييه يدار عجيب.. والله لو تلف الدنيا كلها ما تحصل يدار ب

Link to comment
Share on other sites

مشكوووورة حبيبتي bint_alriffa

ويعطيج الف عافية

ومشكووور اخوي المحــ قطـر ــروم

ويعطيك العافية ويسلموااا على البارت الي ضفته

ومشكووورييين عالعموم ويعطيكم الف عافية

Link to comment
Share on other sites

ثااااااااااااااااااااااااااااااااااانكس خوووووي المحــ قطـر ــروم

 

ننتظر منك الباقي لا تتاخر علينا الله يخليييييييييييك :)

 

 

 

تسللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللم

Link to comment
Share on other sites

بس إحساسه بالقهر ما كان يساوي ربع اللي تحس به مريم من الحسرة والقهر والألم.. من يوم الموقف اللي استوى لها وياه الظهر وهي على شبريتها تصيح.. كلمات اغنية عبدالحليم حافظ "سواح" علقت في مخيلتها من كثر ما كانت تعيدها .. وصوته الحزين كان مخلنها عايشة في جو فظيع من الكآبة والحزن.. وفي الأخير نشت وبندت المسجل وبطلت دريشة غرفتها عشان تخفف من شعورها بإنها مخنوقة ومقيدة.. الحر الليلة فظيع ومجرد انها بطلت الدريشة لفحها الهوا الحار على ويهها.. وتنفست بعمق وهي تطالع الناس اللي تحت.. كانوا يايبين فرقة تانغو أسبانية وخلق الله كلهم متمعين ويرقصون.. عادة مريم ما كانت بتفوت هالاجواء وأكيد بتنزل تطالع كل شي عن كثب.. بس الحزن اللي كان فيها اليوم خلاها تعاف كل شي.. اطالعت مريم عمارة محمد اللي كانت مجابلتنهم وقالت: " يا ربي أنا مؤمنة بقدرك وبحكمتك.. بس ليش في الوقت اللي خلاص يأست فيه من كل شي وعفت الدنيا وما فيها .. ليش في هالوقت بالذات يطلع لي محمد؟؟ "

طلعت مريم من غرفتها وراحت البلكونة ويلست تحت تطالع العمارة الثانية من بين الحدايد.. ولأنه بلكونتها فوق بلكونة محمد كانت تشوفه عدل وشافت انه يالس وهو متظايج وشكله وحيد!! ووايد كسر خاطرها.. بس ما بإيدها شي تسويه.. هذا واقعها ولازم تتقبله ومحمد حتى لو انه أكيد ما بيفهمها واكيد بينجرح منها .. بس بعد ما تروم تغير شي..

تحسست طرف البلكونة بإيدها في الظلام ولقت قلم الليزر اللي دوم تلعوز به الناس الي مجابلين عمارتهم.. وابتسمت بحزن وهي تبطله وتحركه صوب محمد..

حركته جدامه اكثر من مرة لين انتبه واطالع فوق بسرعة.. بس مريم كانت منخشة بين حدايد البلكونة وما رام يشوفها.. استانست مريم على شكله وهو يدور بين الدرايش والبلكونات عن مصدر الضوء وردت تصوبه عليه مرة ثانية وتمت تسوي هالحركة اكثر من مرة لين انتبه لها وتم واقف مجابل بلكونتهم وهو مبتسم.. وهي ابتسمت غصبن عنها وسط دموعها.. عمرها ما حست انها منحوسة كثر هاللحظة .. في يوم واحد وفي ظرف ساعات.. لقت فارس أحلامها وخسرته بكل سهولة..

 

***

 

في العين .. وتحديدا في المقهى كان مبارك يالس ويا ربعه وبيموت من ريحة الشيشة اللي ما يحبها بس ربعه تعودوا عليها.. وعقب ما روحوا ربعه كلهم يلس ويا مروان اللي كان يحبه رغم انه اطباعه ما تعيبه ساعات.. مروان كان يالس يطالع موبايله ومبتسم ومبرك سرحان ..

مروان: مبارك.. شوف شوف.. شوف هال mms اللي واصلني والله انه عذااب..

مبارك: على طاري ال mms .. ممكن ما تطرش لي قلت لك اني مب مشترك في الخدمة متى بتفهم؟؟

مروان: وليش ما تشترك.. يا ريال استغل الفرصه دامه ببلاش..

مبارك: ما عندها سالفة اتصالات يوم انها حطت لكم الخدمة ببلاش..

مروان: الا عندها سالفة ونص بعد.. شوف .. شوف اللي فاتك وبيفوتك بعد اذا ما ااشتركت..

خذ مبارك موبايل مروان وتم يطالع الصورة اللي واصلتنه.. كانت صورة بنية وايد حلوة ومتمكيجة وكاشخة والمرسل اسمه شواخي..

مبارك انصدم وسأل مروان: منو هاذي؟؟

مروان: حلوة صح؟؟

مبارك: مب مشكلة حلوة ولا لاء.. ليش مطرشة لك صورتها؟؟

مروان: هاذي يا طويل العمر ربيعتي اليديدة.. شو خبااااااال.. !!! شكلي بطول وياها..

مبارك: مالت عليك وعليها.. انته متى ناوي تعرس وتبطل هالسوالف..؟؟

مروان: مب الحين.. بعدني صغير..

مبارك: وهاذي وين اهلها عنها؟؟

مروان: هاذي معرسة.. قول وين ريلها عنها..

مبارك: استغفر الله العظيم اقول لك .. لوعت لي بجبدي .. غير الموضوع..

مروان: ما تبا تعرف منو ريلها؟؟

مبارك: ما يهمني.. مروان قلت لك غير الموضوع..

مبارك: انزين انزين.. بغيره.. بلاك جي حياتك كلها نكد في نكد..

اطالعه مبارك بطرف عينه وتنهد.. ما يدري ليش مروان تعيبه هالسوالف مع انه مبارك وايد تلوع جبده من مجرد الرمسة عنها.. وهاذي اللي معرسة وتخون ريلها.. وين تبا؟؟ ووين الوازع الديني اللي عندها؟؟ ما تعرف انه مجرد التفكير بريال ثاني غير ريلها هو أكبر حرام؟؟ ع العموم مب منها.. من ريلها اللي غافل عنها.. ضحك مبارك بسخرية وقال : وانا شلي؟؟

مروان: شو قلت؟؟

مبارك: ما شي..

 

***

 

في اليوم الثاني .. الساعة 6 الصبح طلعوا قوم عبدالله كلهم وراحوا المطار.. وليلى كانت رغم انها ويا اخوانها بس افكارها مب عندها.. ولا عندهم.. كانت حاسة بإحساس غريب.. كأنه التاريخ يعيد نفسه.. قبل ثلاث سنوات كانت رادة من السفر ويا امها وابوها وكانت تستعد لحياة يديدة ويا حميد.. بس بدل لا تواجه السعادة .. انصدمت بأكبر مأساة مرت عليها في حياتها كلها.. مأساة غيرت لها نمط حياتها.. وتساْلت وهي تركب الطيارة .. يا ترى شو اللي يترياها ؟؟ وشو مخبية لها الأيام؟؟ هل بتواجه السعادة وبيكون للرومانسية دور في حياتها؟؟ ولا بتم طول عمرها أم لأخوانها ؟؟ وبتنتهي أيامها وحيدة عقب ما كل واحد فيهم يعرس ويروح في طريج؟؟

 

--------------------------------------------------------------------------------

 

أم ناصر02-01-2005, 00:40

الجزء الثاني عشر

 

في الطيارة، خلال رحلتهم من روما لدبي.. وعقب مرورع 3 ساعات على اقلاع الطيارة.. الكل كانوا رقود من التعب.. ليلى كانت يالسة ع اليمين ومحمد حذالها .. وعقب ما سولفت وياه ساعة ونص عن خططهم وشو بيسوون الاسبوع الياي رقدت عنه وخلته لأفكاره اللي طيرت النوم من عيونه..

محمد كان مب قادر يغمض عيونه.. يحس بداخله حسرة فظيعة.. حسرة على مريم اللي ظاعت منه حتى قبل لا يعرفها.. ما يدري ليش تعلق بها هالكثر.. واذا كان شعوره هذا غلط أو مجرد اعجاب او نزوة نفس اللي مر به يوم كان يعرف وفاء... معقولة في النهاية بيكرهها مثل ما كره وفاء.. وبيمل منها وما بيرد يفكر فيها؟؟

لا ..لا.. مريم غير.. مريم مب شرات وفاء.. يوم عرف وفاء كان بعده صغير وما عنده خبرة بالحياة.. ومحمد تغيرت شخصيته تماما من عقبها .. مريم غير.. مريم من أول مرة حط عينه في عينها عرف بالضبط شو اللي يباه منها.. يباها اتم وياه العمر كله.. عشان جذي يوم رمسها قال لها وبكل عفوية عن اللي في قلبه.. يدري بها ما صدقته ويمكن تحرته مغفل أو لعاب يوم قال لها انه يبا يخطبها.. بس فعلا هذا اللي كان يحس به .. وهذا اللي يباه.. صح انه تظايج يوم درى انها اخت منصور وانه الموقف اللي صار له وياها مب حلو في حق أعز ربعه.. بس بعد حس براحة .. لأنه للحين في أمل انها تكون من نصيبه.. هذا اذا ما طلع لها ولد عم مني ولا مناك.. عصر محمد مخه وهو يحاول يتذكر .. وابتسم ابتسامة خفيفة يوم تذكر انه عيال عم منصور كلهم يهال.. عيل ليش؟؟ ليش قالت له انها مستحيل تتزوج.. ؟؟ شو من أسرار مخبية في داخلج يا مريم؟؟

تنهد محمد واطالع اخته ليلى اللي كانت حاطة مخدتين تحت راسها ومتلحفه ومب ظاهر منها الا عيونها واطالع الصوب الثاني.. جهة عمه وياسمين اللي كانوا يالسين ع الشمال..

عمه كان يقرا مجلة وياسمين حاطة السماعات وشكلها مندمجة في الفيلم اللي تشوفه.. وفي النهاية غمض عيونه يمكن يرقد ولو لثواني..

 

ياسمين صح انه عيونها كانت ع الفلم اللي عارضينه بس أفكارها كانت بعيد تماما عن الطيارة والاجواء اللي فيها.. كانت تفكر بالعزيمة اللي بتسويها يوم الثلاثا.. ربع عبدالله واهله كلهم بيوون .. وربيعتها نهلة وربيعاتها من المدرسة.. مع انه ياسمين ما ادانيهن بس لازم تعزمهن عشان يشوفن العز اللي هي عايشة فيه.. اللي قاهرنها انها كانت تبا تسويها في جميرا بس اهل عبدالله المعقدين ما فيهم يوصلون لدبي.. اف منهم.. بعد بيتغدون ببلاش ويتشرطون.. شو هالناس؟؟ ياللا ما عليه بتسويها في العين وأمرها لله.. ويوم بتستقر في فيلا جميرا بتسوي فيها حفلة عيد ميلادها.. وبتعزم كل حد..

بس شو بتلبس؟؟ ما ينفع تلبس أي شي من اللي يابته من ايطاليا.. لازم تروح ويا عبدالله وتخليه ياخذ لها شي يخلي كل ربيعاتها واهله كلهم يموتون من الغيظ.. تباهم يعرفون هي منو .. ومنو ريلها.. باختصار .. تباهم كلهم يعرفون انها وايد احسن عنهم.. وانهم بالمقارنة وياها .. ولا شي.. !!

ابتسمت ياسمين وهي تفكر بهالفكرة والتفتت على عبدالله اللي كان بعده يقرى المجلة وسألته وهي تشيل السماعات عن اذنها..: عبدالله حبيبي شو يالس تقرا؟؟ من ساعة وانته مبطل هالصفحة..

عبدالله (وهو يفصخ نظارته ويلتفت لها): تبين تعرفين شو يالس اقرى؟؟

ياسمين: هى .. أبا اعرف.. عيل ليش سألتك؟؟

عبدالله: بس ما اظن انه هالموضوع بيعيبج..

ياسمين: جربني.. أنا متأكدة انه أي موضوع يعيب حبيبي أكيد بيعيبني..

بطل عبدالله صفحة المجلة عدل وحطها جدام ويه ياسمين اللي أول ما شافت الموضوع اعتفس ويهها وبعدت المجلة عنها وهي تتأفف..

ياسمين (بظيج): كيف نربي أطفالنا؟؟؟ انته شلك بهالمواضيع؟؟

عبدالله: هالمواضيع تستهويني .. تدرين ليش؟؟ لأنه اليهال هوس عندي..

ياسمين: ما عندك سالفة.. مفتك من الصدعة وعوار الراس.. وبعدين عندك عيال اخوك.. ماشالله جيش.. شو تبا بعد؟؟

عبدالله: انتي قلتيها .. عيال اخويه.. مب عيالي.. (ابتسم).. بس ما عليه.. أنا متأكد انه سلطان ياي في الطريج..

ياسمين: ما شالله!!! ومسمنه بعد!!!..

عبدالله: هى.. انا مختار الاسماء من زمان.. اذا ولد بسميه سلطان .. واذا كانت بنوتة حلوة شراتج.. بنسميها عايشة.. أو فطيم..

اطالعته ياسمين بطرف عينها وقالت: فطيم هاا؟؟؟

عبدالله: هههههه ... هى فطيم.. ولا تخلين افكارج تروح لبعيد..

ياسمين: ع العموم انا متأكدة ما شي لا سلطان ولا عايشة ولا فطيم في الطريج.. الحمدلله..

عبدالله: بيوون ان شالله.. اذا مب اليوم باجر..

ياسمين: ممكن تغير الموضوع؟؟

عبدالله: ما عندي موضوع غير هذا.. ياسمين انا خايف.. العمر يمضي.. وانا

ياسمين (وهي تقاطعه): هالمشهد من الفلم ما شفته من قبل.. اسمح لي حبيبي انا بتابع الفلم..

وحطت السماعات وعلى طول اندمجت ويا الفلم وعبدالله يطالعها باستغراب .. وعقب دقيقة رد يقرى المجلة وهو يقول في خاطره " عنيده.. بس بعد ما بتكون اعند مني.."

 

في الكراسي الثلاثة اللي في الوسط.. استقرت أمل وسارة ووياهم مايد.. مايد كان مسوي عمره راقد عشان يتسمع سوالف خواته الصغار على راحته.. وكان ميود عمره عشان ما ينفجر من الضحك.. ويكشف عمره انه يالس يتجسس عليهن.. يعرف اذا درن انه يسمعهن ما بيرمسن بهالحرية.. أمل كانت هلكانة بس مصرة انها ترمس وسارة نفس الشي وكانن يرمسن بهمس بس للأسف صوتهن كان وايد عالي ومايد كان يسمع كل شي بوضوح..

أمل: يوم بتكبرين تبين بنت ولا ولد؟؟

سارة: أبا ولد.. شعره برتقالي وعيونه عسلية..

أمل: وع مب حلو..

سارة: امبلى حلو... نفس حسان اللي في سلام دانك..

أمل: هممم.. صح حسان حلو.. إذا ولدج طلع نفس حسان بيتزوج بنتي..

سارة: وبنتج تشبه منو..

أمل: تشبه ماروكو..

سارة: عيل مابا ولدي يتزوجها ماروكو مب حلوة.. فلبينية

سكتت أمل وغمضت عيونها شوي.. وردت تفتحهم عقب ما حست انها بترقد وقالت: سارونا؟

سارة (بتعب): هاا

أمل: يدوه شو اسمها؟؟

سارة: هه؟؟

أمل: يدووووه.. اسمها .. شو؟؟

سارة: ممممممم.. اسمها يدوه..

أمل: والله؟؟؟

سارة: هى.. ما تشوفين كل حد يزقرها يدوه؟؟

أمل: هى صح..

هني ما قدر مايد ايود عمره وانفجر من الضحك.. حتى انه ليلى نشت على صوت ضحكته واطالعته بعصبية وردت ترقد.. أمل وسارة يحليلهن زاغن وتمن يطالعنه باستغراب وهو من يشوف النظرة اللي على ويوهن يتجلب من الضحك..

سارة: ليش تضحك؟؟

مايد: انتن غبيااااااااات.. والله لازم ينكتب في جوازكن " غبية وسخيفة" بدل إماراتية..

أمل: جب جب جب.. انته غبي ..

سارة: وليش تسمعنا يوم نرمس.. ما يخصك فينا

مايد: شو اسوي مجبور... ملصقينكم فيه جني الbaby sitter مالكم

اطالعته أمل باحتقار وقالت لسارة: انا برقد..

سارة: وانا بعد..

مايد: فكرة حلوة انا بعد برقد..

اطالعنه اثنيناتهن بنظرة خلته يرد يظحك بصوت عالي ومرت المظيفة حذاله وابتسمت له ابتسامة ذات مغزى .. وقال لها مايد وهو يغمز لها: ان شالله.. بصك حلجي.. انتي تامرين امر..

 

غمض مايد عيونه وعلى طول رقد.. ومرت ساعة تقريبا كانت سارة راقدة فيها رقاد متقطع.. كانت تعرق بشكل فظيع وتونّ ومايد أكثر من مرة ينتبه على صوت أنينها.. ويطالعها باستغراب.. وبعدين رقد لأنه كان متأكد انها مجرد كوابيس وما حب يخرب عليها رقادها..

سارة كانت تتعذب .. هالكوابيس مب متعودة عليها.. تحس بعمرها مخنوقة.. مخنوقة!!.. كانت تشوف عمرها في الطيارة.. بس مب هالطيران.. كان طيران الامارات.. وكانت راقدة في حظن امها .. وكانت مستانسة وكل شوي تطالع فوق عشان تتأكد انه الويه الحنون اللي يطل عليها هو ويه امها.. ويوم تشوف ويهها تبتسم وترد تدفن راسها في حظن امها ..

وفجأة يوم ردت تطالع امها.. شافت ويه اخوها مايد.. وشهقت وهي تدزه بعيد عنها.. وسألته: ماماه وين؟؟

بس مايد ما رد عليها واطالع صوب الباب.. ويوم التفتت سارة شافت أمها واقفة هناك .. عند الباب وإيدها في إيد ابوها.. كانوا يطالعونها وعلى ويههم ابتسامة هادية.. وسارة ابتدت اتصيح من الخاطر.. وتحاول تتقرب منهم بس ما تروم.. تحس بجسمها ثجيل.. ويوم التفتت على ريولها كانت مربوطه بريول مايد.. ونزلت تحت بسرعة تهد الحبال وركضت بأقصى سرعتها صوب امها وابوها اللي من شافوها يايتنهم بطلوا باب الطيارة ... وطالعوها بنظرة أخيرة... ونطوا اثنيناتهم..

سارة تمت واقفة تطالعهم وهي خايفة تقترب من الباب المفتوح ودموعها كانت تنزل بغزارة من عيونها ويوم استوعبت انهم طاحوا من الطيارة انتفضت بكبرها وصرخت بأعلى صوتها ..

 

وفي هاللحظة شهقت ونشت من رقادها.. كانت عرقانة وحاسة بحر فظيع وتتنفس بسرعة وريقها ناشف.. تمت تتلفت حواليها تدور حد يكون قاعد من اخوانها بس كلهم راقدين.. بعدها مب مستوعبة اللي شافته شو..؟؟ كانت خايفة.. خايفة تنش من مكانها وتروح صوب ليلى.. خايفة تمشي وتحصل الباب بعده مبطل.. خايفة!!.. ليش محد قاعد؟؟؟ ليش كلهم رقدوا وخلوها.. ؟؟ ولا شعوريا .. ودموعها تنزل من عينها.. بطلت جيس الاغراض اللي تحت عند ريولها وهي تدور دانة.. في غمرة مشاعرها وخوفها نست تماما انها انسرقت وانها اشترت غيرها.. ويلست تدور ودموعها تطيح ع الجيس ويوم لقت عروستها اليديده انصدمت.. وتمت تطالعها ببرود.. وفرتها من ايدها وردت تيلس ع الكرسي وهي حاظنة عمرها.. وحاسة بخوف كبير..

مرت المظيفة وشافتها ترتجف ويت صوبها وسألتها: did you have a bad dream honey??

بس سارة ما سوت لها سالفة وتمت يالسة في مكانها وعيونها على ظهر الكرسي اللي جدامها .. والمظيفة تمت واقفة فترة تطالعها ويوم عيزت سارت عنها..

عقب دقايق قررت سارة ترد ترقد وكانت بعدها حاسة بخوف.. وتلحفت بكبرها ولصقت في مايد..

بس.. يوم غمضت عيونها .. حست بوجود حد حذالها.. وتمت ترتجف بكبرها.. خصوصا يوم سمعت صوت يشبه صوت الهمس.. يقول لها: سارة؟ سارة..

حاولت سارة تميز الصوت.. بس متاكدة انها ما تعرفه.. ويوم رد الصوت يناديها خوزت اللحاف عن راسها وتمت تطالع حواليها بس ما شافت حد.. وهالمرة ما قدرت تتحمل وقعدت مايد..

سارة: مايد.. مايد.. نش.. ميود..

مايد (وهو يبطل عين وحدة بصعوبة): بتسيرين الحمام؟؟

سارة (وهي تصيح): لا .. ميود ..

مايد: شو فيج عيل.. حبيبي ليش تصيحين؟؟

ما عرفت سارة تفهمه او شو تقول له وتمت تصيح واعتدل مايد في يلسته وقال لها: سويرة حبيبتي هذا حلم انتي كنتي تحلمين.. لا تخافين.. تعالي .. تعالي ارقدي على ريولي..

يلست سارة على ريوله ويلس مايد يمسح على شعرها لين رقدت.. ونزلها بهدوء على كرسيها ورد يرقد..

 

***

 

في هالوقت .. كانت الساعة في البلاد ثمان الصبح.. ومبارك كان توه داش مكتبه يوم رن موبايله وكان المتصل اخوه العود ظاعن..

ظاعن: صباح الخير..

مبارك (وهو يفر مفاتيحه على الطاولة): صباح النور والسرور.. وينك انته اليوم؟ ليش ما ييت تتريق ويانا؟

ظاعن: ظهرت من الصبح ..الشغل متراكم عليه هني في الشركة لازم اخلصه..

مبارك: ترى مي مريضة.. امايه سارت توديها المستشفى..

ظاعن: أدريبها طول الليل كانت تصيح .. بس مب هذا موضوعنا..

يلس مبارك على مكتبه وتم يجلب في الملفات اللي حاطتنهن السكرتيرة حقه وقال : انزين تعال عندي المكتب بنسولف ..

ظاعن: اليوم ما اقدر.. مبارك اسمعني انا ترييتك لين تظهر من البيت عشان ارمسك في هالموضوع..

مبارك: أي موضوع..؟؟

ظاعن: موضوع شراكتك ويا عبدالله..

ودر مبارك الأوراق من ايده وسأله: شو بلاها هالشراكة؟؟

ظاعن: مبارك ياخوي.. انته دشيت في هالشركة وانته مجبور.. وعبدالله ما قصر وساعدك.. بس عاد خلاص.. ديونك وسددتها لين اخر فلس .. والحمدلله بدت الامور تتحسن والأرباح زادت.. ما تشوف انه المفروض.. تفضون الشراكة؟؟

مبارك: بس نحن مب متفقين على جذي.. عبدالله ما قصر ويايه وساعدني ووثق فيني.. تباني الحين اسير له واقول له خلاص انا مب محتاينك .. وبرد اشتغل بروحي؟؟

ظاعن: ما فيها شي.. عبدالله طول عمره يشتغل بروحه وانته بعد..

مبارك: ما اقدر يا ظاعن.. صعبة.. نحن بيننا اتفاق ولازم التزم به..

ظاعن: عيال أخو عبدالله رياييل مب يهال.. وعبدالله كبير في السن وما عنده عيال.. باجر يوم بيوزعون ورثه.. شو دراك انهم ما بيحاولون يبيعون اسهمهم في الشركة لأي شخص يعرض عليهم هالشي؟؟ ساعتها بتلاقي عمرك تشتغل ويا ناس انته حتى ما تواطنهم..

مبارك: أولا عبدالله مب كبير لهالدرجة عشان يموت اليوم والا باجر.. وثانيا.. ليش ما تطالع الموضوع من وجهة نظر ثانية.. ليش مااعرض عليهم انا اني اشتري اسهمهم .. ساعتها الشركة كلها بتكون حقي بروحي..

تنهد ظاعن: ما ادري.. الوضع مول مب عايبني..

مبارك: ظاعن انا مرتاح جذي.. واذا بدر من عبدالله أي شي يظايجني صدقني محد يروم يجبرني اشتغل وياه..

ظاعن: مدري.. اللي تشوفه ياخوي..

مبارك: بنكمل هالسالفة عالغدا .. اتفقنا؟؟

ظاعن: اتفقنا..

مبارك: ياللا.. فمان الله..

ظاعن: مع السلامة..

 

بند مبارك التيلفون وتم يفكر بالرمسة اللي قالها اخوه.. يعرف عمره مستحيل يسويها مع انه خاطره يرد يشتغل بروحه ويرد ينافس عبدالله.. الشغل قبل كان له طعم ثاني.. طعم المنافسة والانتصار على عبدالله يوم كانت المشاريع والمناقصات ترسي عليه هو .. كل شي كان له طعم مميز.. بس الحين استوى الشغل روتيني وهذا اللي كان مظايج بمبارك.. بس بعد.. مستحيل يسويها.. مستحيل يتخلى عن عبدالله عقب ما وقف على ريوله وصار يروم يعتمد على نفسه من أول ويديد..

 

***

 

وصلت طيارة قوم عبدالله البلاد الساعة تسع الصبح.. ونشوا كلهم وهم يحسون بتعب فظيع.. وشلوا اجياسهم وال hand bags اللي عندهم عشان يطلعون من الطيارة.. وفي هالوقت.. كانت سارة بعدها متظايجة من اللي استوى أمس وبعدها متأكدة انه اللي صار مب حلم وانها عاشت الموقف كله.. وقبل لا تظهر.. اطالعت جيسها بأرف.. وطلعت عروستها اليديدة ماروكو وفرتها ع الكرسي.. وسارت عنها.. بس مايد شافها ولحق سارة وهو يقول لها.. : ساروه يودي ماروكو .. نسيتيها..

اطالعته سارة بعصبيه وقالت: كيفي ما اباها..

مايد: ليش ما تبينها؟.؟ تعرفين كم دافع فيها؟؟

سارة: ماباها.. فرها بعيد..

ومشت بسرعة عشان تلحق أمل ومحمد.. وتشرد عن مايد..

ليلى: شو فيكم محتشرين؟؟

مايد: هاذي يالسة تدلع.. فرت عروستها ع الكرسي ونها ما تباها..

تنهدت ليلى: عطني اياها بحطها عندي لين عقب.. أكيد أول ما نوصل البيت بترد تاخذها..

مايد: يودي..

يوم وصلت سارة لباب الطيارة حست انه ريولها تشللت.. ما رامت تتحرك وقامت تنتفض.. وتعلقت بعباة ياسمين اللي مرت حذالها في هاللحظة وياسمين تنهدت وقالت لها: ساروه عن الدلع هدي عباتي..

سارة: شليني خالوه..

يرت ياسمين طرف عباتها من ايد سارة وقالت لها بصوت واطي وبنبرة حادة: تخلخلت عظامج.. لا تزقريني خالوه.. شو شايفتني عيوز.؟؟ وسيري خلي حد من اخوانج يشلج..

اطالعتها سارة بخوف وتمت ترمش بعينها وشافت اخوها محمد ياي صوبها وهو على طول فهم شو السالفة وساألها: للحين تخافين تنزلين من الطيارة..؟؟

سارة: حمادة شلني..

محمد: تعالي..

مدت سارة ايدها لاخوها اللي شلها ونزل وياها من الطيارة.. وعقب مانزلوا كلهم و خلصوا اجراءاتهم كلها في المطار وسط حشرة مايد والبنات ردوا ليلى واخوانها العين .. أما عبدالله ومرته فبيباتون في دبي لأنه ياسمين تبا تسلم على اهلها وبيردون العين باجر الصبح..

 

***

 

في بيت سهيل المحامي.. وبما انه شغله اليوم خفيف ويدري انه عبدالله ما بيرد العين على طول.. قرر اييب الملفات البيت ويشتغل عليهن هني وهو مرتاح.. كان يالس في الصالة ومندمج في اللي في ايده ومرته سلامة يالسة حذاله تشرب جاهي وتطالعه وهي مبتسمة.. من يوم صغرها وهي تحبه وعمرها ما ندمت على حبها له.. رغم انه زواجهم سبقته مشاكل لا تحصى .. واضطرت سلامة تفصخ خطوبتها من ولد عمها عشان سهيل (اللي كان ولد خالة أمها ) ياخذها.. وايدين عارضوا زواجهم وسلامة تمت متمسكة فيه لآخر لحظة.. قالوا لها بتندمين وردت عليهم بثقة انها متأكدة من اختيارها.. سهيل طول عمره وهو واقف وياها وما تخلى عنها ولو للحظة..

ما رزقته بالولد اللي كان يتمناه واقتنع ورضى بنصيبه وما فكر يتزوج عليها.. بناتها عرف يربيهن عدل وفي نفس الوقت ما حاول يتحكم فيهن .. ويحاول قد ما يقدر انه يتابعهن وينمي مواهبهن..

 

التفت سهيل لها وشافها تطالعه وهي مبتسمة وشكلها سرحانة.. وابتسم لها وسألها: سرحانة في شو؟

سلامة: فيك انت.. أتذكر ايام خطوبتنا..

سهيل: بعدج تذكرين..؟؟

سلامة: وعمري ما بنسى.. كانت ايام على الرغم من قسوتها.. بس بعد لها مكانة خاصة في قلبي..

سهيل: الحمدلله كانت فترة وعدّت غناتي..

سلامة: سهيل.. بسألك سؤال.. ادري اني اعرف اجابته.. بس عشان ارتاح..

سهيل: شو هالسؤال؟

سلامة: سهيل ما فكرت تعرس؟؟ من حقك هالشي.. ومن حقك تجاوبني بصراحة.. ما ودك يكون عندك ولد؟؟

ابتسم سهيل وتم يطالعها فترة.. كان مب مصدوم من سؤالها . .هاذي مب اول مرة تسأله.. بس اللي كان مستغرب منه انها للحين تشك بغلاتها عنده: انتي قلتي لي اجاوبج بصراحة وانا هذا اللي بسويه.. اسمعيني غناتي.. أنا راضي بنصيبي والله رزقني ببنتين عن عشرين ريال.. الحمدلله رفعن راسي فوق.. وشو دراج؟؟ يمكن لو انه الله رزقني بولد كان بيأذيني وبينغص عليه عيشتي.. الله سبحانه وتعالى قال: (عسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون) ..

ابتسمت سلامة.. وقبل لا ترد عليه دشت موزة وويهها كله ألوان.. وشالة في ايدها لوحة اكبر عنها.. ونزلتها جدام ابوها..

اطالع سهيل اللوحة.. كان مرسوم فيها أمواج هادية وسما صافية ومركب من بعيد يقترب من المينا.. وعلى طرف اللوحة صورة الرمل والشاطيء وشوية خيام متناثرة عليه.. وتحتهم كلهم توقيع موزة البسيط ..

سهيل: ماشالله .. ماشالله.. ِو هاللوحة الغاوية.. بصراحة هاذي احلى وحدة رسمتيها للحين..

ابتسمت موزة وهي تمسح الألوان عن خدها بطرف قميصها: غلط.. معلوماتك غلط .. احلى لوحة رسمتها كانت صورة امايه.. لو سمحت لا تقارن بين اللوحتين..

سهيل: هههههههه.. انا ما اقارن.. اصلا صورة امج خارج نطاق المنافسة..

سلامة: حلوة وايد اللوحة حبيبتي.. متى رسمتيها..

موزة: من شهرين ابتديت ارسمها واليوم خلصتها.. امايه نحن يوم الثلاثا بنسير عند اهل ربيع ابويه صح؟

سلامة: هى غناتي..

موزة: خلاص هاللوحة بنشلها هدية لهم.. وايد سمعت عن بنتهم ليلى وخاطريه اتعرف عليها..

سهيل: بارك الله فيج يا بنيتي .. خلاص لفي اللوحة وانا بوديها ابروزها اليوم العصر.. ومتأكد انهم بيتخبلون عليها..

ضحكت موزة ويلست ع الارض جدام ابوها وقالت: وبرسم لك وحدة بعد تعلقها في مكتبك..

سهيل: عاد انا ابا لوحة سبيشال..

موزة: أروع لوحها برسمها لأروع أبو في الدنيا.. انته تامر امر فديتك..

سلامة: انزين قومي اغسلي اللي على ويهج وتعالي ايلسي ويانا شوي.. طول النهار وانتي في الاستوديو.. مول ما اجوفج..

موزة: ان شالله.. دقيقة بس بروح اغسل ويهي..

راحت موزة تغسل ويهها وبدلت الجينز والقميص اللي لابستنه ولبست جلابية بسيطة لونها سماوي.. وردت تقعد وياهم في الصالة.. ويوم يلست سمعتهم يرمسون عن اهل عبدالله وانهم بيردون البلاد اليوم..

سهيل: الساعة 11 بتصل بمبارك وبسير وياه نجيك على فيلتهم اليديدة..

موزة من سمعت اسم مبارك يلست حذال ابوها وبطلت اذنها عدل عشان تسمع السوالف كلها.. وصبت لعمرها جاهي ولاحظت انه ايدها ترتجف..

سلامة: خاطريه اجوف الفيلا.. من كثر ما تمدحها..

سهيل: بصراحة شوية فيها كلمة روعة.. عبدالله صرف ملايين عليها.. ومبارك وحليله مول ما قصر .. متابعنها خطوة خطوة في غياب عبدالله..

سلامة: الا مبارك بعده رافض فكرة العرس؟؟

سهيل (وهو يبتسم): للحين معاند..

سلامة: لين متى ؟؟ مب زين جي.. ليش ما تكلمه وتنصحه.. ؟؟

سهيل: كلمته وايد وعيزت منه.. ما شي فايدة..

تجرأت موزة وسألت أخيرا لأنه الموضوع انقال جدامها..: ليش ابويه ربيعك مبارك جم عمره؟

سهيل: ما اعرف والله بس اظن فوق الثلاثين بشوي..

موزة: يعني عود .. ليش ما عرس للحين؟؟

مع انها سمعت السالفة قبل وكانت تعرف كل شي بس حبت تسمعها مرة ثانية من ابوها.. أي شي تسمعه عن مبارك يرضيها.. ويخليها اتم تفكر فيه طول الوقت..

سهيل: كان معرس.. بس مرته ماتت الله يرحمها..

موزة: وحليله.. بس بعد هذا مب سبب يمنعه من الزواج..

سهيل: مبارك مدمن شغل.. عادي عنده ما يحس بالوقت وهو يشتغل..

موزة: معقولة ابويه.؟؟ معقولة ما يحس بالوحدة يوم يجوف عيال اخوانه؟؟

سهيل: مدري.. مدري فديتج..

تنهدت موزة.. وتمت ساكتة وأمها تذكرت شي كان في بالها من الصبح وسألتها: مواز حبيبتي .. خبرتي أبوج عن المعرض؟؟

سهيل: أي معرض؟؟

موزة: أبويه أنا عندي في الاستوديو 12 لوحة صالحة للعرض.. وبصراحة اللوحات قامت تتكدس عندي.. وبما انك مب راضي تخليني اشتغل في بنوك.. قلت.. اااا..

نزلت موزة راسها واطالعت امها بطرف عينها بس امها سوت روحها مب فاهمة وانشغلت بدلة الجاهي..

سهيل: كملي يا موزة.. شو قلتي؟؟

موزة: أبويه أنا أريد اعرض لوحاتي في معرض.. وابيعهن بسعر مناسب..

سهيل: موزة حبيبتي اذا انتي محتاجة للبيزات انا مستعد أعطيج بدل الألف عشرة..

موزة اعتفس ويهها وقالت وهي مبوزة: أبويه انا كنت متأكدة انك بتقول هالرمسة.. السالفة مب سالفة بيزات ابويه انا ابا احس اني معتمدة على نفسي..

سهيل: انزين انا ما قلت اني معارض الفكرة.. خلاص.. وين تبين تسوين المعرض..

موزة: ما ادري ابويه جوف لي أي قاعة واحجز لي اياها لمدة اسبوع.. وانا بشوف حد من ربيعاتي يصمم لي إعلان انزله في الجريدة .. وأوزعه في الجامعة والتقنية.. وان شالله الجمهور بيكون اوكى والأرباح بتغطي تكاليف الحجز..

ابتسم سهيل وقال لبنته : تكاليف الحجز لا تحاتينها تراها عليه انا.. وانا متأكد انه لوحاتج كلها بتنباع.. مب لأنج بنتي.. لاء.. لأني متأكد وواثق انج انسانة موهوبة..

ابتسمت موزة من خاطرها والتفتت لأمها اللي كانت مستانسة وقالت: فديتكم.. فديتكم والله اني اموت فيكم.. انتوا اروع اب وام في هالدنيا كلها ..!!!!

 

***

 

--------------------------------------------------------------------------------

 

أم ناصر02-01-2005, 00:47

الساعة 11 الصبح وصلت ليلى واخوانها البيت.. وأول ما تبطل باب السيارة ركض مايد ووراه أمل عشان يفرغون شنطهم في غرفهم ويطالعون الشغلات اللي اشتروها .. وسارة نزلت بهدوء وجيسها في إيدها وقبل لا تدخل قالت لها ليلى: سارة ذكريني اعطيج ماروكو عقب.. تراني فريتها فواحد من هالاجياس..

اطالعتها سارة بحزن وقالت لها: ماباها..

ليلى (باستغراب) : ليش؟

ما ردت عليها سارة ودشت وانسدحت ع القنفة في الصالة.. ومحمد دخل الشنط ويا الخدامات وراح غرفته يرتاح شوي قبل لا ينزل يسلم على يدوته..

ليلى يوم اطمنت انهم كلهم دشوا دشت هي بعد وراحت على طول غرفة يدوتها.. ويوم بطلت الباب شافت الغرفة مظلمة والنور الوحيد اللي فيها هو نور الشمس اللي داش من الدريشة.. ومن ورا الستارة..

يدوتها كانت واقفة تصلي الضحى وحذالها خالد متلثم بشيلة الصالة ويقلد حركات يدوته ونه يصلي.. ابتسمت ليلى وحطت ايدها على قلبها.. عيونها غصب دمعت.. حست انها ودرت البيت من زمان .. وانها صج متولهة عليهم.. وتمت واقفة وراهم تترياهم يخلصون صلاة..

أول ما سلمت ام أحمد.. قلدها خالد وسلم شراتها ويوم التفت وراه شاف ليلى واقفة وكان شكله يجنن وهو متلثم بالشيلة وانفجرت الدموع من عين ليلى وهي تحظنه وتقطعه من البوس..

أم أحمد ابتسمت من الوناسة ودمعت عيونها هي الثانية بس كانت مب قادرة تنش ومدت ايدها لليلى وهي تقول: ماشالله .. وصلتوا؟؟ الحمدلله على سلامتكم.. فديت روحج تعالي بسلم عليج..

هجمت ليلى على يدوتها وحظنتها بكل قوتها ويدوتها تضحك..

ليلى: فديتج يامي الغالية والله انه شوفتج ترد الروح..

أم أحمد ( وهي تدخل اصابعها بين شعر ليلى): ماشالله شعرج طول..

ليلى: هههههههه يدوه توني واصلة البيت .. لحقتي تعلقين على شعري؟؟

أم أحمد: عشان تحرمين تقصينه مرة ثانية..

ليلى: والله انه شكلي جي أحلى ..

تنهدت ام احمد وسألتها: وين اخوانج.؟؟

ليلى: توزعوا في غرفهم وعقب شوي بينزلون يسلمون عليج..

أم أحمد: بسير ايلس لهم في الصالة..

ليلى: ياللا انا بيلس وياج عندي سوالف شكثر حقج..

خالد اللي طول هالفترة كان متلعق برقبة ليلى ويطالعها اتظايج لأنها ترمس يدوته ومطنشتنه وقرصها بقوه على خدها..

ليلى: آااااااااااي.. خلودووه؟؟؟ شو ياك؟؟

خالد : شوفيني برمسج..

ليلى: هههههههه فديته يا ناس عسل والله انه عسل.. رمسني.. أروم ما اطالعك انا؟؟

خالد: وين الهدية؟؟

ليلى: في الغرفة تباها الحين؟؟

خالد: ألحين.. ألحين..!!!

أم أحمد: سيري عطيه هديته وانا بترياكم في الصالة.. بس لا تبطين وييبي اخوانج وياج متولهة عليهم ..

ليلى: ان شالله يدوه..

أم أحمد: والله البيت من دونكم مول ما يسوى..

ليلى: فديت روحج يدوه انتي الخير والبركة .. نحن اللي ما نسوى شي من دونج..

قامت أم أحمد ويا ليلى وراحوا الصالة وسارت ليلى فوق تطلع هدايا خالد اللي من شاف الالعاب انشغل عن اخته بهن.. ولمت ليلى اخوانها ويلسوا تحت كلهم يسولفون ليدوتهم ويخبرونها شو صار وياهم في إيطاليا.. وهي تخبرهم باللي استوى في البيت في غيابهم..

 

***

 

في دبي.. وصلت ياسمين فيلتها اليديدة في جميرا وطارت من الفرحة يوم شافت انه الاثاث اللي طلبته في ايطاليا وصل.. وانه خبراء الديكور اللي وظفهم عبدالله كانوا مرتبين كل شي في البيت.. كل شي كان مرتب وجاهز.. عبدالله كان مهتم بكل صغيرة وكبيرة.. وياسمين من يوم وصلت وهي حاسة بنفسها أميرة..

دشت ياسمين غرفة النوم وشافت الديكور والاثاث والشراشف كلها لونها عنابي.. وشهقت وهي حاطة ايدها على حلجها..

ياسمين: كيف عرفت؟؟ كيف عرفت انه هذا لوني المفضل.. ؟؟

عبدالله: ههههههه انتي مرتي لازم بعرف..

ياسمين: حبيبي.. والله ما توقعت تفاجئني جي.. دوم فاجئني .. مفاجآتك وايد حلوة..

ابتسم عبدالله وهو يشوفها تتنقل من مكان لمكان في الغرفة.. وفكر كيف بتكون ردة فعلها يوم بتشوف الفيلا اللي في العين.. وفي هاللحظة اطالعته ياسمين وهي شاقة الحلج من الوناسة وقالت: عبدالله أبا ثلاث بشاكير.. وطباخة ودريولية..

عبدالله: ان شالله حبيبتي هذا كله بيكون عندج واي شي ثاني تبينه بيوصلج بس خلنا نرتاح قبل..

ياسمين: بس انا ابا اسير اسلم على امايه..

عبدالله: بنسير لهم العصر..

ياسمين: اوكى.. اللي تشوفه حبيبي..

راح عبدالله يبدل ثيابه عشان يرقد وياسمين تمت يالسة على طرف الشبرية وهي تفكر تعزم نهلة الليلة هني عشان تشوف بيتها..

 

***

 

في نفس الليلة .. وعقب ما رقدوا اخوانها كلهم.. ورقد خالد وياها كالعادة.. يلست ليلى وشغلت اللاب توب ودشت النت.. ونزلت الصور اللي صورتهن في إيطاليا كلهن في موقعها .. وابتسمت وهي تنزل آخر صورة.. كانت هالصورة هي اللي صورتها في آخر يوم لهم هناك وأحمد كان واضح على طرفها.. وعقب ما خلصت حست بثقل في صدرها.. وبندت اللاب توب وراحت تنام.. وتحسست بإيدها المصحف اللي بعده في مكانه حذال مخدتها.. وردت دموعها تنزل مرة ثانية على اللي راح منها .. وعلى حالتها.. عقب ما ردت البلاد وعقب ما فكرت بالموضوع عدل حست انها وايد تحتقر عمرها.. لهالدرجة عندها فراغ عاطفي؟؟ انها قامت تدور الحب والرومانسية في أي مكان؟؟ لهالدرجة الخوف من باجر .. الخوف من انها اتعيش عمرها كله في جفاف عاطفي وتمضي باجي ايامها وحيدة؟؟

عمرها 23 سنة.. والكل قام يرمس.. ووايدين فقدوا الأمل فيها ومحد قام ايي يخطب.. يدرون بها بترفض وعذرها اخوانها.. ووايد ناس خاطرهم يخطبونها بس اللي يمنعهم وجود اخوانها في حياتها.. منو يبا يتحمل مسئولية خمس يهال؟؟ أوكى محمد وكبر ومايد سنتين بالكثير وبيبدا يعتمد على نفسه.. بس بتم سارة وأمل وخالد مسئولية كبيرة ليلى اللي لازم تتحملها..

في هاللحظة انجلب خالد وظربها بإيده على جتفها.. كانت حركة غير مقصودة بس خلتها تبتسم.. ومسحت على شعره وهي حاسة بالراحة.. ما عليه.. مهما صار.. مستحيل اخوانها يتخلون عنها.. مستحيل ليلى تكبر وحيدة.. اخوانها دوم بيكونون حواليها.. وعمرها ما راح تندم على قرارها..

 

***

 

مروا اليومين بسرعة وخلالهم ما يلست ليلى بالمرة.. طول الوقت في السوق تتشرى لأخوانها في المدرسة.. هذا غير انها راحت تسجل اخوها خالد في الروضة .. ومحمد ما قصر وياها وكان يوديها كل مكان.. ويوم الثلاثا .. اليوم الموعود عشان حفلة ياسمين.. ردت ياسمين ويا ريلها من دبي وراحت فيلا عبدالله الجديمة وما فكرت حتى انها تمر تسلم على امه في بيت المرحوم أخوه..

عبدالله: ياسمين لازم تسلمين عليها هاذي أمي .. وبعدين هي ما شافتج من يوم تزوجنا.. وحتى قبل ما كانت وايد تشوفج..

ياسمين (بظيج): عبدالله انا مشغولة.. الساعة الحين 12 الظهر وبتيني راعية الصالون تعدلني .. يعني ما عندي وقت اسير اسلم عليها..

عبدالله: وشله تعدلج راعية الصالون؟؟ نحن ما عندنا عرس..

ياسمين: يا سلام؟؟ يعني هاذي أول مرة اهلك يشوفوني فيها.. تباهم يقولون عني خسفة؟؟

عبدالله: بس انتي يا ياسمين مب خسفة .. ما شالله عليج جميلة..

ياسمين: انته تقول جي لأني مرتك.. بس هم لهم راي ثاني.. وانا اعرف الحريم واعرف رمستهن..

عبدالله: خلاص اللي يريحج.. تدرين؟ انا بسير اسلم عليها وبسلم على ربعي في المقهى وبرد لج آخذج عقب صلاة المغرب..

ياسمين: بتتغدى بيت امك؟؟

عبدالله: هى .. وانتي؟؟

ياسمين: بطلب لي بيتزا..

عبدالله: خلاص حياتي.. تبين شي من برى؟؟

ياسمين: لا حبيبي .. مابا شي.. لا تتأخر عليه عقب المغرب..

عبدالله: ان شالله..

طلع عبدالله ويلست ياسمين تتريى راعية الصالون بروحها وخلال هالفترة كانت ليلى معتفسة ويا يدوتها في البيت وترتب كل شي في الميالس والصالة.. ويوم وصل عبدالله البيت شاف امه يالسة في الصالة وعيال اخوه كلهم مرتبشين في كل مكان.. إلا سارة اللي كانت منسدحة حذال امه وحاطة راسها على ريولها وشكلها صج تعبانة..

سلم عبدالله على امه وحبها على راسها وشافها وهي تعفس ويهها وتطالعه بطرف عينها وما رمست مول من يوم دخل..

عبدالله: هههههههههه .. ادري.. أدري انج زعلانة..

أم أحمد: ويوم تدري.. شله ياي تسلم عليه؟؟؟

عبدالله: تولهت عليج.. انتي أمي مالي غنى عنج..

أم أحمد: الا استغنيت عني ونص بعد.. ِغلتك الحرمة عني خلاص نسيتني..

عبدالله: أفا يام احمد.. انا انساج؟؟؟ .. وبعدين انتي اللي كنتي حاشرتني تبيني اعرس وانا نفذت أوامرج وعرست..

أم أحمد: بس ما قلت لك انسى امك يوم بتعرس..

عبدالله: أنا اسف وحقج علي يالغالية..

أم أحمد: يومين؟؟ يومين ترد البلاد ولا تفكر حتى تتصل بي؟؟ ما تعرف شكثر احاتيك؟؟

عبدالله: انشغلت والله يام احمد .. اعذريني..

ام احمد: ومرتك وينها؟؟

عبدالله: بتي ان شالله عقب المغرب..

ام احمد: وليش ما يت وياك الحين؟؟

نزل عبدالله عيونه وعشان يغير الموضوع رمس سارة اللي كان ويهها مصفر وهالات سودة بدت تظهر تحت عيونها ..

عبدالله: سارونا حبيبتي شو فيج؟؟ مريضة؟؟

أم أحمد: سارة ما ادري شو فيها .. من يومين مب راضية ترقد ولا راضية تاكل.. ومن تغفل شوي.. تفز من نومها جنها شايفة يني.. وتصيح..

عبدالله: بسم الله عليها.. اقري عليها امايه ودخنيها يمكن عين صابتها..

أم أحمد ( وهي تمسح على شعرها): ما اعرف والله..

سارة كانت تسمعهم يرمسون عنها ومن تعبها مب قادرة حتى ترد عليهم.. الكوابيس اللي تشوفهن والأصوات اللي تسمعها تحس انها تطلع من داخل راسها.. بس مب لايقة لها أي تفسير ومحد راضي يفهمها.. معقولة ما يسمعون اللي هي تسمعه؟؟ وليش يسوون عمارهم عادي ولا كأنهم سمعوا شي؟؟ وليش هي بس اللي تشوف هالاحلام المرعبة كل ليلة..؟؟ ليش؟؟

 

***

 

عقب ما ظهر عبدالله من بيت أخوه راح على طول المقهى لأنه مواعد سهيل هناك.. وأول ما دش المقهى قاموا الرياييل كلهم يسلمون عليه.. وحس عبدالله بإحراج كبير خصوصا انهم كانوا ينادونه ب " المعرس" .. وشاف من بعيد مبارك يالس ويا سهيل وعقب ما خلص من الرياييل سار لهم وسلم عليهم .. كان صج متوله على سهيل وسوالفه ومتوله بعد على مبارك اللي تعود على وجوده في حياته.. وعقب ما سلموا على بعض يلسوا ثلاثتهم يسولفون..

عبدالله: توني مريت على الفيلا وتبون الصدق؟؟ ما توقعت ابدا انه الشغل يكون مرتب لهالدرجة.. بارك الله فيكم مول ما قصرتوا..

سهيل: لا تشكرني انا يا عبدالله .. اشكر مبارك .. هو اللي كان متابع الشغل كله ..

مبارك: انا ما سويت الا الواجب.. عبدالله بعد ما قصر ويايه..

سهيل: خلاص هي تقريبا خلصت ما بجى الا الزرع اللي بنزرعه في الحديقة..

عبدالله : هذا دوره بيي عقب.. أنا باجر ان شالله ببدا انتقل للفيلا اليديدة.. (التفت لمبارك) .. شخبار الشغل يا مبارك؟؟

مبارك: الحمدلله كل شي ماشي تمام.. مشروع المجمع التجاري في حتا خلاص شركتنا هي اللي خذته .. وناصر بن درويش أمس دفع فاتورته كاملة..

عبدالله: والله أحلى خبر سمعته اليوم.. والله متوله على الشركة.. باجر من الصبح بسير اشوف شو اللي فاتني ..

سهيل: لاحق ع الشغل.. روان ترست لك المكتب أوراق لازم تراجعها وتوقعها..

عبدالله: يحليلها روان. الظاهر اني بزيد معاشها هالشهر.. وايد تعبتها في غيابي ومرتين هزبتها في التيلفون..

سهيل: ههههههههه ما عليك روان طيبة وما تزعل..

عبدالله: والله هذا اللي مخلني متمسك فيها.. ما فيه اوظف وحدة من اقول لها كلمة صاحت..

كملوا ثلاثتهم سوالفهم ويوم أذن المغرب افترقوا وساروا يصلون..

 

***

 

عقب صلاة المغرب.. بدوا الحريم يتيمعون في بيت المرحوم أحمد بن خليفة.. صالحة يت ويا بناتها فواغي وطيبة وشريفة.. فواغي كانت يايبة وياها مزنة بنتها وطيبة يايبة بناتها سلمى وهند اللي في الجامعة.. وشريفة ما كان عندها الا بنت وحدة والباجين كلهم رياييل.. وبنتها هاذي اسمها عليا وعمرها 15 سنة.. جميلة ومستخفة من يومها.. راسمه حواجبها رسم مع انها توها داشة الثانوية.. وشعرها مصبوغ بألف لون.. وتطالع كل حد بنظرة خايسة.. وما تداني حد من اهلها الا شيخة مرت خالها فهد.. وعشان جذي يوم دشت يدوتها ويا خالاتها .. كانت عليا وراهم تمشى على أقل من مهلها ويا شيخة ..

عليا: بيتهم مش بطال..

شيخة: ياللا عاد بيتهم وايد حلو.. لا تنسين انهم تجار مجوهرات.. يعني الخير كله عندهم..

عليا: مع انهم اهلنا بس هاذي أول مرة ايي بيتهم..

شيخة: ليش امج ما تزورهم؟؟

عليا: امايه تزورهم بس انا دوم مشغولة ولا مرة تفرغت اني ازورهم..

شيخة: يا ويل حالي.. وشو اللي شاغلنج؟؟

عليا (وهي تطالعها بنظرة حادة): اقول لا تطنزين... انا مشغولة بدراستي. . صح انه شكلي ما يوحي بهالشي بس انا متفوقة..

شيخة: أخبرج.. خل ندش تراهم كلهم دشوا داخل..

بس قبل لا يدشن الميلس كان مايد ياي من برى ويوم شافهن ابتسم وابتسمت له شيخة ابتسامة عريضة.. وهالشي شجع مايد واقترب منهن عشان يسلم عليهن.. خصوصا انه شاف وحدة مزيونة حذال شيخة..

مايد: السلام عليكم.. شحالج شيخة؟؟

شيخة: الحمدلله .. بخير انته شحالك؟؟

مايد (وعيونه على عليا): الحمدلله بخير وسهالة ربي يسلم غاليج.. وين ؟ من زمان ما شفناج؟

شيخة: والله اللي يبا يشوفني يتفضل ايي البيت يسلم عليه.. أنا حرمة ما اروم دوم اظهر..

مايد: انزين شيخة ما بتعرفينا ع الاهل؟؟

شيخة: ههههههه وشدراك انها من الاهل؟؟ يمكن تطلع اختي؟؟

عليا كانت مستحية ومن قال مايد هالجملة حست انه خدودها احترقن وما عرفت وين تودي ويهها.. منو كان يتوقع انه في واحد بهالجمال هني عندهم.. بس شكله صج شيطان..

مايد: حتى لو كانت اختج بتكون من الاهل. .مب انتي مرت ولد خالوه؟؟

شيخة: هاذي عليا.. بنت شريفة..

بطل مايد عيونه ع الاخر من الصدمة وسألها: شريفة بنت خالوه صالحة؟؟

شيخة: هى شريفة بنت الظبعة صالحة..

اطالعتها عليا بنظرة حادة وقالت لها : انتي الظبعة.. هاذي يدوتي!!

مايد (اللي استغل الفرصة): شيخة عيب!! شو ظبعة.. تراها خالتي ما اسمح لج.. وبعدين خالوه صالحة ما شي اطيب عنها ونحن كلنا نحبها..

عليا اطالعته باحتقار وقالت له: صح اني احب يدوتي بس بعد اعرف عيوبها.. ماله داعي للمبالغة..

ولفت بويهها الصوب الثاني ودشت الميلس ووقفت شيخة تضحك على مايد اللي اتقفط وتقول له: تستاهل.. عنبوه ما صدقت على طول وقفت ضدي..

مايد: أف منها والله انها قوية.. أقول شيخة. .انا بعدني مب مصدق اللي قلتيه. .ألحين هالديناصورة شروف.. تنتج إنتاج بهالجمال؟؟ كيف؟؟ استنسختها من أشواريا راي؟؟

ابتسمت شيخة وقالت له قبل لا تدش الميلس: السبب معروف.. أبوها غاوي.. ولا امها مول ما تتشاهد..

 

وقف مايد يطالع الباب اللي تسكر في ويهه وهو مبتسم ويقول في خاطره.. زين يوم طلعت في عايلتنا وحدة أحلى عني ومن نفس عمري بعد.. شكلي يوم بكبر ما بتوهق في زواجي.. ياللا الحمدلله.. !! وعقب ما دش مايد الصالة وصلوا ربيعات ياسمين وعقبهن مرت سهيل وبناتها لطيفة وموزة.. وكم حرمة من نفس فريجهم ومن معارفهم..

 

***

 

محمد في هالوقت كان في غرفته يتلبس عشان يسير يسلم على منصور اللي اليوم رد من السفر.. خلاص محمد كان مقرر يرمسه اليوم.. بيحاول بأي طريقة يبعد منصور عن الشباب وبيسير وياه أي مكان هادي وبيخبره انه يبا يخطب مريم.. منصور مستحيل يرده ومحمد من يومين وهو يفكر في هالموضوع اللي كان شاغل تفكيره ليل نهار..

يوم خلص محمد وتعطر .. دش مايد غرفته وهو يغني " حبيت غرشوب ولعني ولوعني.. واسقاني الحب في كاسه وأشقاني.. دلوع مدري وش اللي فيه ولعني .. كل ما تركته اعود لدنيته ثاني.."

محمد: ههههه .. شعندك تغني؟؟

مايد: محمد انا بعرس.. سيروا اخطبولي..

محمد: والله انك مستخف انا مب متفيج لك..

مايد: حمادة شو هالكشخة.. وين رايح.؟؟؟

محمد: منصور رد من السفر بسير اسلم عليه..

مايد: بسير وياك..

محمد: وانته شلك تسير ويايه.. ربيعك ولا ربيعي؟؟

مايد: منصور ربيعي انا بعد..

محمد: مايد... انا برمسه بموضوع مريم..

مايد: أي موضوع.؟؟

محمد: شو بعد أي موضوع؟؟ بخطبها!!

رفع مايد حاجبه اليمين وقال: بتخطبها؟؟

محمد: هى.. ليش لاء؟؟ أنا عمري 22 سنة.. اشتغل ومب ناقصني أي شي.. ليش ما اعرس؟؟

مايد (وهو يبتسم لأخوه): وما بتحصل احسن من مريم صدقني..

اطالعه محمد باستغراب.. هاذي أول مرة يحس فيها انه مايد يرمس بجدية وسأله: شو اللي مخلنك متأكد من هالشي.. ؟؟

مايد: لي نظرتي في الناس.. وهالنظرة عمرها ما خابت..

تنفس محمد بعمق وقال: متوتر. وخايف..

مايد: لا تخاف وتوكل على الله.. منصور يحبك ومستحيل يردك..

محمد: ان شالله..

 

طلع محمد من البيت وركب سيارته وهو يحس بريقه ناشف وكل شي فيه كان يرتجف من الخوف.. اليوم بيتحدد مستقبله ويا مريم وبيعرف صج اذا له أمل وياها ولا لاء..

 

***

 

في هالوقت دشت ليلى الميلس ويا يدوتها وسلمت على الحريم الموجودات وبناتهن.. وتيمعن الحريم الكبار في صوب يسولفن ويا أم أحمد والبنات يلسن في شلل بانتظار وصول ياسمين اللي للحين ما شرفت..

ويلست ليلى ويا موزة اللي من أول ما شافتها حست على طول انها مختلفة عن الكل.. خصوصا انها أمس كانت مطرشة لهم لوحة من رسوماتها وكانت تهبل وليلى علقتها في الصالة..

 

ليلى: لوحتج رائعة ما شالله عليج مبدعة..

موزة (وهي تبتسم): لا انا لا مبدعة ولا شي.. الرسم مجرد متنفس لي .. شغلة اعبر فيها عن مشاعري واشغل فيها وقتي .. لا أكثر ولا أقل..

ليلى: أنا ما اعرف ارسم بس احب اتابع معارض الرسم ودوم اسير لهن..

موزة: أنا بعرض صوري جريب ان شالله.. عاد ما اوصيج تعالي..

ليلى: والله؟؟ يا حظج..!! .. أكيد بيي مستحيل افوت هالشي..

موزة: وانتي ما عندج هواية.؟؟

ليلى: أنا احب التصوير الفوتوغرافي وعندي موقع انشر فيه صوري.. واحب بعد أصمم المواقع والعب ساعات ع الفوتوشوب..

موزة: وشو اسم موقعج؟؟

ليلى: اسمه laila.net

شهقت موزة وبطلت عيونها وهي تطالع ليلى بصدمة: هذا موقعج انتي؟؟

ليلى: هى موقعي..

موزة: تدرين اني اتابع هالموقع باستمرار.. تصويرج مبهر.. والصور اللي تحطينهم صور محترفين..

استحت ليلى وقالت وهي تبتسم: مب لهالدرجة عاد..

موزة: لهالدرجة واكثر بعد.. والله يا ليلى اني كنت اتحرى الموقع صاحبته مصورة محترفة.. ما شالله عليج.. خصوصا صور ايطاليا اللي حطيتهن اخر مرة كانن روعة..

ليلى: تسلمين غناتي..

موزة: مممم .. انزين انا عندي فكرة.. بتفيدج وبتفيدني انا بعد..

ليلى: شو هالفكرة.؟؟

موزة: شو رايج تشاركيني في المعرض.. يعني يكون معرض للرسم والتصوير الفوتوغرافي.. تدفعين انتي نص بيزات الحجز وانا النص الثاني.. ونعرض اعمالنا فيه.. وطبعا كل وحدة تاخذ أرباح شغلها.. هاا؟؟ شو قلتي؟؟

ليلى: والله انا ما عندي مانع بس صج اشوف انه تصويري مب لين هناك..

موزة: صدقيني تصويرج روعة ووايد ناس بيشترون الصور اللي انتي مصورتنهن.. لازم تكون عندج شوية ثقة بنفسج حبيبتي..

ليلى: خلاص.. انا مواقفة وعمي بعد ما بيكون عنده مانع..

موزة: الله وناسة!!!.. يعني ما بكون بروحي..!! انزين عيل عندنا شغل وايد لازم نسويه..

ليلى: شو مثلا.. ؟؟

موزة: يعني مثلا لازم نحصل حد يصمم لنا اعلان حق الجريدة..

ليلى: هاذي مقدور عليها. .أنا بسوي الاعلان..

موزة: والله؟؟ الحمدلله والله هالموضوع كان شاغل بالي..

يت ليلى بترد عليها بس في هاللحظة دشت ياسمين الميلس ويا امها وقاموا كلهم يسلمون عليها

 

***

 

مبارك كان يالس في الصالة في بيتهم يلعب أونو ويا مي بنت اخوه ظاعن.. ومندمج وياها في اللعبة ويضحك من خاطره على حركاتها.. ورن تيلفونه فترة طويلة ومبارك مطنشنه ما يبا يخرب اللعبة على عمره.. بس يوم طولت الرنة اطالع الرقم وشاف انه المتصل ناصر بن درويش فاستغرب ورد عليه..

مبارك: ألو؟؟

ناصر: السلام عليكم

مبارك : وعليكم السلام والرحمة.. يا هلا والله..

مي: عميييييييي.. بند التيلفون أبا ألعب..!!!

مبارك: صبري صبري برد لج..

وقام عنها ويلس ع القنفة عشان يرمس ع راحته..

ناصر: شحالك يا مبارك؟

مبارك: الحمدلله ربي يعافيك انته شحالك؟؟ ووينك ما شفناك اليوم في المقهى..

ناصر: سرت اشوف البيت اليديد ويا الاهل وانشغلنا هناك.. بس بصراحة.. اشكر فنكم البيت ما عليه كلام..

مبارك: أفا عليك يا ناصر.. انته عزيز وغالي.. واذا ما عطيناك احسن ما عندنا ما بنكون وفيناك حقك..

ناصر: بس عاد بصراحة تراكم ظلمتونا شوي في الاسعار..

مبارك:لا لا لا عاد في هاذي مالك حق .. انا معطنك سعر خاص ..

ناصر: الله يهديك وين سعر خاص؟؟ تحيد فيلا خميس بن دلموج؟؟ كانت اكبر عن فيلتي وسويتوا له اياها ب 800 بس..

عقد مبارك حياته وقال في خاطره " هذا شو يخربط؟؟" : ناصر انزين نحن ما خذنا عليك الا 700 ألف بس..

ناصر: هههههههه مبارك شو ياك ياخوي.؟؟ انتوا ماخذين عليه 980 ألف درهم...

وقف مبارك وضحك بعصبية: ناصر الفاتورة عندي.. وأمس مراجعنها.. المبلغ 700 ألف درهم..

ناصر: وانا متأكد اني امس كنت دافع للمحاسب اللي في شركتكم 980 ألف..

مبارك: قصدك المحاسب اللي في شركة عبدالله..

ناصر: هى.. شو السالفة؟؟

مبارك: ها؟؟ لا ماشي ماشي.. أقول ناصر أنا برد ادق لك عقب زين؟؟

وقبل لا يرد عليه ناصر بند مبارك التيلفون وطلع حتى من دون ما يلبس غترته ومي تركض وراه بس صك باب الصالة في ويهها وركب موتره بسرعة.. يبا يروح المكتب يتأكد من الفاتورة.. معقولة؟؟؟ معقولة في تلاعب في الموضوع؟؟

 

***

 

في بيت أحمد بن خليفة وبعيد عن حشرة الحريم في الميالس.. محد كان في البيت الرئيسي الا خالد وسارة وأمل والبشاكير..

سارة كانت طايحة في الصالة تطالع التلفزيون وأمل يالسة حذالها ترسم على إيدها بالألوان.. وخالد...

 

خالد كان يتسحب بين الصالة والمطبخ وفي الاخير انتهز الفرصة انه الخدامة طلعت من المطبخ وركض بسرعة ومد ايده على الطاولة وشل علبة الكبريت وراح غرفة يدوته من دون ما حد يشوفه..

وأول ما دش الغرفة صك الباب وقفله بالمفتاح بشكل عفوي.. أكثر من مرة شايف يدوته تقفل الباب وتعلم منها.. وابتسم ابتسامة عذبة وهو يقترب من الستارة وييلس حذالها.. وبدا يطلع أعواد الكبريت واحد ورا الثاني ويولعهم ويقربهم من طرف الستارة.. وأول ما اشتعل طرف الستارة.. ضحك خالد بصوت عالي من الوناسة وولع عود ثاني

 

--------------------------------------------------------------------------------

 

أم ناصر02-01-2005, 00:48

ملخص الجزء الثاني عشر

 

 

 

بعد الاجازة في إيطاليا واللي كانت مليئة بالأحداث.. ردت عايلة المرحوم أحمد بن خليفة ويا عمهم عبدالله وياسمين البلاد... وابتدت وياهم احداث من نوع ثاني..

 

 

 

محمد رد البلاد وهو محمل بالهموم.. مريم .. البنية اللي خطفت عقله من أول نظرة.. واللي خلته يفكر بمستقبله وياها.. رفضته بكل برود.. واللي كان مظايجنه اكثر انها اخت ربيعه منصور.. ومايد كان السبب في انه يتعرض لموقف سخيف وياها.. وعقب صراع نفسي وتردد كبير.. قرر محمد في نهاية الجزء انه يفاتح منصور بالموضوع ويخبره انه يبا يخطب اخته مريم..

 

 

 

ياسمين تستمر بحركاتها الطفولية.. وترفض رفض قاطع انها تحقق حلم عبدالله وتييب له الياهل اللي ينتظره.. وتطلب من عبدالله يسوي لها عزيمة كبيرة في العين تعزم فيها اهله كلهم واهلها وربيعاتها عشان يشوفون العز اللي هي عايشة فيه وتقدر تخق عليهم عدل. .

 

 

 

سارة ترجع لها الكوابيس اللي كانت مأذتنها قبل ثلاث سنوات.. وهالشي يخليها تمرض وحالت النفسية ترد للأسوأ مرة ثانية.. وذكرياتها عن أمها وابوها تعذبها ..

 

 

 

مبارك بن فاهم.. يفكر في موضوع شراكته ويا عبدالله واخوه العود ظاعن يحاول يقنعه انه ينهي الشراكة ويرد يشتغل بروحه بس مبارك يرفض هالشي ويرد على اخوه بأنه مستحيل ينسى فضل عبدالله بن خليفه عليه يوم انه كان مديون بالملايين وعبدالله ساعده .. ومستحيل يتخلى عنه الحين..

 

 

 

في بيت سهيل المحامي.. سلامة مرت سهيل تسأله اذا كان ندمان لأنه ما تزوج عليها وخذ له وحدة تقدر تييب له الولد اللي يتمناه.. بس سهيل يرد عليها ويأكد لها انه يحبها ويحب بناته موزة ولطيفة .. وان هالثنتين عوضوه عن وجود الأولاد في حياته.. بس سلامه تحس انه اهتمام سهيل بمبارك بن فاهم هي طريقة يعوض فيها غياب الولد من حياته..

 

 

 

موزة بنت سهيل.. اللي كانت فنانة ورسامة محترفة.. تطلب من ابوها يأجر لها قاعة تسوي فيها معرض للوحاتها.. وسهيل الفخور ببنته يوافق .. وفي وقت ثاني من الجزء.. تسمع موزة ابوها وامها يرمسون عن مبارك بن فاهم وتستغرب من نفسها لأنها فعلا كانت مهتمة بتفاصيل حياته وبأي شي ولو صغير تسمعه عنه. .

 

 

 

ليلى...وهي تنزل الصور اللي صورتهن في ايطاليا في موقعها على النت.. تفكر بأحمد .. الأعمى اللي شافته في إيطاليا وعيبها .. وابتسمت وهي تنزل آخر صورة.. كانت هالصورة هي اللي صورتها في آخر يوم لهم هناك وأحمد كان واضح على طرفها.. وعقب ما خلصت حست بثقل في صدرها.. وبندت اللاب توب وراحت تنام.. وتحسست بإيدها المصحف اللي بعده في مكانه حذال مخدتها.. وردت دموعها تنزل مرة ثانية على اللي راح منها .. وعلى حالتها.. عقب ما ردت البلاد وعقب ما فكرت بالموضوع عدل حست انها وايد تحتقر عمرها.. لهالدرجة عندها فراغ عاطفي؟؟ انها قامت تدور الحب والرومانسية في أي مكان؟؟ لهالدرجة الخوف من باجر .. الخوف من انها اتعيش عمرها كله في جفاف عاطفي وتمضي باجي ايامها وحيدة؟؟

 

عمرها 23 سنة.. والكل قام يرمس.. ووايدين فقدوا الأمل فيها ومحد قام ايي يخطب.. يدرون بها بترفض وعذرها اخوانها.. ووايد ناس خاطرهم يخطبونها بس اللي يمنعهم وجود اخوانها في حياتها.. منو يبا يتحمل مسئولية خمس يهال؟؟ أوكى محمد وكبر ومايد سنتين بالكثير وبيبدا يعتمد على نفسه.. بس بتم سارة وأمل وخالد مسئولية كبيرة ليلى اللي لازم تتحملها..

 

في هاللحظة انجلب خالد وظربها بإيده على جتفها.. كانت حركة غير مقصودة بس خلتها تبتسم.. ومسحت على شعره وهي حاسة بالراحة.. ما عليه.. مهما صار.. مستحيل اخوانها يتخلون عنها.. مستحيل ليلى تكبر وحيدة.. اخوانها دوم بيكونون حواليها.. وعمرها ما راح تندم على قرارها..

 

 

 

مع اقتراب المدارس انشغلت ليلى وايد ويا اخوانها .. ويوم الثلاثا.. كان اليوم الموعود اللي بيسوون فيه العزيمة حق ياسمين.. وكل حد كان مشغول.. وعبدالله كان متحمس يبا ياسمين تشوف هديته لها .. واللي كانت عبارة عن فيلا فخمة يتمنى تقنعها وتخليها اتم في العين بدل فكرتها المجنونة بأنها تعيش في جميرا..

 

 

 

في بيت المرحوم أحمد بن خليفة.. كل حد كان حاظر العزيمة.. صالحة يت ويا بناتها فواغي وطيبة وشريفة.. فواغي كانت يايبة وياها مزنة بنتها وطيبة يايبة بناتها سلمى وهند اللي في الجامعة.. وشريفة ما كان عندها الا بنت وحدة والباجين كلهم رياييل.. وبنتها هاذي اسمها عليا وعمرها 15 سنة.. جميلة ومستخفة من يومها.. معدلة حواجبها مع انها توها داشة الثانوية.. وشعرها مصبوغ بألف لون.. وتطالع كل حد بنظرة خايسة.. وما تداني حد من اهلها الا شيخة مرت خالها فهد.. وطبعا عرفنا من الاجزاء الماضية انه شيخة مب ملاك ..!!

 

 

 

مايد شاف عليا وعيبته وايد .. وعليا بعد.. رغم انها حاولت ما تبين هالشي.. بس مايد عيبها..

 

 

 

قبل لا توصل ياسمين .. يلست ليلى ويا موزة بنت سهيل وتعرفت عليها.. وتكونت صداقة من بيناتهن.. وعرضت موزة على ليلى انها تشاركها في المعرض اللي بتسويه.. موزة تعرض لوحاتها وليلى تعرض صورها الفوتوغرافية.. وليلى وافقت..

 

 

 

مبارك.. يكتشف وبالصدفة.. انه في شوية تلاعب بالفواتير اللي توصله من الزباين.. ربيعه ناصر يتصل به ويتذمر من السعر الخيالي اللي دفعه في فيلته اليديده.. واللي شركة عبدالله ومبارك هم اللي بانينها.. ويدور بينهم الحوار التالي:

 

 

 

ناصر: سرت اشوف البيت اليديد ويا الاهل وانشغلنا هناك.. بس بصراحة.. اشكر فنكم البيت ما عليه كلام..

 

مبارك: أفا عليك يا ناصر.. انته عزيز وغالي.. واذا ما عطيناك احسن ما عندنا ما بنكون وفيناك حقك..

 

ناصر: بس عاد بصراحة تراكم ظلمتونا شوي في الاسعار..

 

مبارك:لا لا لا عاد في هاذي مالك حق .. انا معطنك سعر خاص ..

 

ناصر: الله يهديك وين سعر خاص؟؟ تحيد فيلا خميس بن دلموج؟؟ كانت اكبر عن فيلتي وسويتوا له اياها ب 800 بس..

 

عقد مبارك حياته وقال في خاطره " هذا شو يخربط؟؟" : ناصر انزين نحن ما خذنا عليك الا 700 ألف بس..

 

ناصر: هههههههه مبارك شو ياك ياخوي.؟؟ انتوا ماخذين عليه 980 ألف درهم...

 

وقف مبارك وضحك بعصبية: ناصر الفاتورة عندي.. وأمس مراجعنها.. المبلغ 700 ألف درهم..

 

ناصر: وانا متأكد اني امس كنت دافع للمحاسب اللي في شركتكم 980 ألف..

 

مبارك: قصدك المحاسب اللي في شركة عبدالله..

 

ناصر: هى.. شو السالفة؟؟

 

مبارك: ها؟؟ لا ماشي ماشي.. أقول ناصر أنا برد ادق لك عقب زين؟؟

 

 

 

ويروح مبارك الشركة في الليل عشان يكتشف شو اللي يالس يستوي من وراه؟؟

 

 

 

في نفس الوقت .. وبينما الكل مشغولين .. وفي اللحظة اللي دشت فيها ياسمين تسلم على الحريم وابهرت الكل بجمالها.. كان خالد في غرفة يدوته.. قافل على عمره الباب.. ويولع في الستارة وهو مب مستوعب انه هالشي ممكن يكون خطر على حياته..

 

--------------------------------------------------------------------------------

 

أم ناصر02-01-2005, 00:49

+ :: الجزء الثالث عشر :: +

 

كانت النار تلتهم قماش الستارة بسرعة كبيرة.. وخالد يالس جدامها وحاط ايده على ركبته يطالع اللهب بانبهار.. كان لون النار زاهي وشكلها وهي تتمايل جدامه وايد مغري.. وكل ما كانت النار تكبر كان ابتسامته تزيد.. وكان خاطره يلمسها.. مد إيده صوبها بس الحرارة منعته وخلته يرد ايده على ورا بسرعة.. وتم على حالته هاذي وهو يشوف الستارة تحترق بشكل عمودي.. وللحين مب مستوعب انه هالشي ممكن يضره بأي طريقة..

وعقب شوي يوم مل من اللي سواه.. يلس يفكر كيف ممكن يطفي النار عشان لا احد يهزبه أو يكتشفه.. وتم يتلفت حواليه يدور شي يفره على الستارة ويت عينه على الشال اللي كانت يدوته تلبسه ساعات يوم تبرد.. وركض صوبه عشان يطفي به النار بس في اللحظة اللي ابتعد خالد فيها عن الدريشة انفجر الزجاج بقوة خلته ينتفض بكبره وتم يطالع الزجاج اللي تناثر من الدريشة وعيونه مبطلة ع الاخر من الخوف.. وركض صوب الباب يحاول يبطله بأي طريقة.. بس خالد اللي قفل الباب بكل عفوية ما كان يعرف كيف يبطله.. ورغم انه حاول ويا المفتاح بس انصدم انه مب راضي يتحرك.. وانترست عيونه دموع وهو يدق الباب وينادي بصوت مخنوق: بطلوا...!!! لولة بطلي الباب... بسرعة!!!

 

أمولة وسارة اللي كانن في الصالة سمعن صوت الزجاج وهو يتكسر .. وكان الصوت ياي من الممر..

أمل: سارونا شو ها؟؟

سارة (بتعب): شي انكسر..

أمل: خلوود وينه؟؟

شهقت سارة: قومي بنشوفه لا يكون كسر شي هناكي..

وركضت أمل بسرعة صوب غرفة يدوتها وسارة تحاول تركض بتعب وراها.. وأول ما وصلوا الممر شموا ريحة الدخان وسمعوا صوت خالد وهو يصيح من خاطره.. وكانت سارة هي اللي هجمت على الباب تبا تبطله بس ما رامت.. ونادت بصوت عالي: خلوووود؟؟؟؟

سمعها خالد اللي كان ملصق اذنه بالباب ويلس يصيح أكثر ويترجاها تبطل الباب: ساروه بطلي الباب.. بسرعة.. أبا أطلع..!!!

أمل: منو قفل عليك الباب؟؟؟

سارة: بروحه قافلنه من داخل.. .خالد .. خالد.. شو هالريحة... انت حرقت شي داخل؟؟؟

خالد: انا ما سويت شي.. طلعوني... بسرعة... !!!

اطالعت سارة أمل وهي بتموت من الخوف وزاعجت عليها: سيري ازقريهم .. خالد قافل على عمره الباب والحجرة تحترق.. !!!!

أمل ( ودموعها تنزل):ما بسير... ببطل عنه الباب.. بسرعة... وخري عني..

حاولت أمل تبطل الباب من دون فايدة وسارة محتشرة عليها تباها تروح تزقرهم.. وركضت لولة بسرعة صوب الصالة عشان تزقر أي حد يساعدهم..

 

***

 

في الميلس.. كانت ياسمين توها داشة وقامن الحريم كلهن يسلمن عليها وهي تتمخطر من بينهن مثل الطاووس المغرور.. بنات صالحة عيبتهن ياسمين وايد وقررن على طول انها تكون من أعز ربيعاتهن.. وسلامة أول ما دشت ما عيبتها أبدا.. وهذا بعد كان احساس لطيفة اللي همست لأمها: كم قوطي كريم أساس حاطة على ويهها هاذي؟؟

سلامة (وهي تبتسم): لطوف عيب..

لطيفة: بس حرام جي .. حد يخبرها انه هاذي عزيمة عادية مب عرس ولا حفل تتويج..

سلامة (وهي تطالع بنتها بنظرة حادة): لطوف صخي.. !!

لطيفة: هههه.. امايه جربي حطي صبعج على خدها أكيد بيغوص في الكريم أساس..

سلامة( وهي تحاول تخبي الابتسامة اللي على ويهها): لطوف!!!!

ابتسمت لطيفة وصدت صوب اختها موزة اللي كانت تضحك وتهمس بشي في إذن ليلى وراحت صوبهن.. وأول ما شافتها موزة قالت لليلى: هاذي لطيفة .. اختي اللي في الثانوية..

ابتسمت ليلى للطيفة ووقفت تسولف وياها شوي قبل لا يروحن هن الثلاثة ويسلمن على ياسمين اللي كانت ترمس أم أحمد وتبتسم لها بخجل.. ويوم وصلت ليلى صوبهم سمعت ياسمين تقول لأم أحمد: ان شالله عمتي .. بتشبعون مني ومن عبدالله.. وإذا تبين بعد ببات عندكم الليلة..

أم أحمد: الله يعطيج العافية يا بنيتي..

سلمت ليلى على ياسمين ببرود.. بعدها متظايجة منها بسبة الحركات اللي كانت تسويها في السفر.. وعرفتها على لطيفة وموزة.. وبعدين يت سلامة وبنات صالحة وربيعات ياسمين يسلمن وياسمين شوي وبتطير من الوناسة بسبة الاهتمام اللي محصلتنه منهم.. ويوم يا دور شيخة مرت فهد ، ابتسمت ياسمين بإعجاب.. هاذي بالذات مبين عليها مب سهلة..

شيخة: الحمدلله على السلامة.. ومبروك.. ولو انها يت متأخرة وايد

ياسمين (تبتسم): الله يبارك فيج غناتي.. انتي مرت ولد صالحة صح؟

شيخة: هى انا مرت ف...

قبل لا تكمل شيخة جملتها بطلت الخدامة نجمة الباب بكل قوتها وكلهم التفتوا صوبها بخليط من الخوف والانزعاج..

نجمة (وصوتها يرتجف): ماما.. ماما... هريجة.. هريجة داكل غرفة ماما كبير..

أم أحمد اللي وقفت بصعوبة أول ما دشت نجمة.. مشت لها بسرعة الحين يوم سمعت رمستها وسألتها بعصبية: شو تقولين؟؟؟؟ ارمسي عدل نجموه..!!! شو مستوي؟؟

بلعت نجمة ريقها وابتدت الدموع تنزل من عيونها .. كانت خايفة وتعرف انه خالد داخل بس خوفها وارتباكها مب مخلنها تفكر عدل..

نجمة: ماماه غرفة مال انتي في حريجة عودة!!! بسرأة ماماه.. !!

ليلى كانت أول وحدة تحركت من الميلس.. أول ما سمعت الرمسة اللي قالتها نجمة ما حست بعمرها الا وهي تركض بكل سرعتها صوب البيت.. وإيدها على قلبها وعيونها زايغة .. وهي تدعي ربها انه يحفظ اخوانها اليهال..

أمل أول ما وصلت للصالة وزاعجت ع الخدامات عشان يسيرن يخبرن يدوتها واختها.. تمت واقفة في الصالة تصيح ما تعرف شو تسوي.. ويت عينها على التيلفون وتذكرت انه ليلى مخزنة لهم رقم مايد ومحمد في التيلفون.. إذا ضغطت على رقم واحد بيوصلها لمايد.. ورقم 2 لمحمد.. وبدون تردد يودت السماعة واتصلت بأخوها مايد اللي كان طالع من البيت قبل نص ساعة ورايح يلعب كورة ويا عيال حارتهم.. وسمع تيلفونه يرن مرتين بس ما سوى له سالفة لأنه كان منمدج في اللعبة ..

سالم : ميود تيلفونك...

مايد (وهو يشوت له الكورة): يود الكورة بجوف منو متصل وبرد لكم..

طلال: ياخي قلنالك بند تيلفونك قبل لا تلعب..

ركض مايد صوب التيلفون .. ورد بسرعة يوم جاف انه الاتصال من بيتهم..

مايد : Hello!!>> who's speaking??

أمل: ها؟؟ مايد وين؟؟

مايد: ههههههه.. لولة يالسبالة ليش تلعبين في التيلفون؟؟

أمل اول ما سمعت صوت مايد انفجرت من الصياح.. واختفت الابتسامة عن ويه مايد..خصوصا انه سمع حشرة حواليها وصوت الخدامة الثانية تاميني وهي تزاعج.. وسألها بعصبية: أمولة شو فيج؟؟؟ شو مستوي؟؟ بلاها هاذي تزاعج.. ؟؟

أمل: ميودي بسرعة تعال.. خالد في غرفة يدوه والباب مقفول.. وفي شي يحترق داخل..

مايد: شو؟؟؟ شو اللي يحترق؟؟

اطالعت أمل الممر.. وشافت السواد اللي تيمع على السقف من الدخان الاسود وتمت تصيح بصوت عالي وهي تقول له: ما اعرف الحجرة احترقت ميودي خالد داخل.. ما اعرف ابطل الباب.. تعال!!!!!!!!

 

أول ما استوعب مايد السالفة ركض بسرعة للبيت وربعه يزقرونه مستغربين منه.. وسالم من الخوف ركض وراه يشوف شو استوى به..

مايد كان مب عارف يفكر.. أفكاره كلها متلخبطة.. وكل اللي كان في باله انه يوصل للبيت بأسرع وقت.. ما يبا يتخيل شكل خالد وهو داخل ولا فكرة انه ممكن يفقد أي احد ثاني من عايلته.. فكرة الموت مخيفة .. وايد مخيفة.. خصوصا لمايد اللي بعده ما برت جراحه اللي تنزف بسبة موت امه وابوه ..

 

***

 

أول ما طلعت ليلى من الميلس ركضوا كلهم وراها.. حتى نهلة وربيعات ياسمين سارن يشوفن شو استوى.. إلا ياسمين وشيخة.. هن الوحيدات اللي تمن واقفات في الميلس... ياسمين على ويهها نظرة قهر وشيخة نظرة تعاطف مصطنعة..

شيخة: ليش ما رحتى وراهم؟؟

اطالعتها ياسمين بنظرة وقالت: أكيد الخدامة تبالغ.. تلاقين العشا احترق وهي مسوية هالحشرة كلها ع الفاضي..

شيخة: خربوا عليج ..

ياسمين (بنبرة حادة): نعم؟؟

شيخة: خربوا عليج.. هالليلة المفروض تكون ليلتج .. وفي لحظة كلهم ابتعدوا عنج وخلوج هني بروحج..

سكتت ياسمين.. وابتسمت شيخة وهي تقول: مب لازم تتصنعين جدامي أو تجامليني.. أنا ادري انج ما تحبين اهل ريلج..

ياسمين: شو هالرمسة؟؟ منو قال لج هالشي.. ؟؟ انا مب من هالنوع..

شيخة: قلت لج لا تحاولين تغيرين شخصيتج وياية.. انا وانتي من نفس النوع..

يلست ياسمين ع القنفة واطالعت شيخة بنظرة شك: أي نوع؟؟

شيخة: النوع اللي يحس انه كل اللي حواليه سخيفين وأفكارهم واهتماماتهم مب من مستواه.. ياسمين انا وانتي مستوانا وايد اكبر عن اهل ريلي واهل ريلج.. صح.. ولا انا غلطانة؟؟

ياسمين: ما ادري.. انتي خبريني.. أنا بعدني يديدة في هالعايلة..

شيخة: شو أقول لج عنهم.. هاذيلا ناس متشددين.. أو بالأحرى متعقدين.. كل شي عندهم عيب ومنقود.. أنا عن نفسي من زمان تمردت عليهم وعلى عاداتهم..

ابتسمت ياسمين وهي تأشر على الكرسي اللي حذالها: وكيف تمردتي عليهم؟

يلست شيخة وقالت: يعني مثلا.. عندي سيارتي الخاصة وأسوقها بروحي واطلع في أي وقت اباه وويا ربيعاتي ومحد يروم يقول لي شي.. أنا مشترطة هالشي على ريلي من البداية وهو موافق..

ياسمين :: هممممم.. يعني ريلج cool

شيخة: هى.. فهد وايد متحرر.. مب شرات امه اللي منغصة عليه حياتي..

ياسمين: ووين تروحين ويا ربيعاتج؟

شيخة: كل مكان.. نقعد في الكوفي شوب.. نتمشى في السيارة.. امممم.. واشيا وايدة بتعرفينها عقب..

ياسمين: بعرفها عقب؟؟

شيخة: هى.. هذا اذا كنتي تبين صداقتي؟؟

ابتسمت ياسمين: وليش لاء؟ انا ما عندي ربيعات هني.. عطيني رقمج..

عطتها شيخة رقمها وسمعوا حشرة برى وصوت ناس يصرخون.. وكل اللي سوته ياسمين انها تنهدت وقالت لشيخة: خبريني.. شو الكوفي شوبات الحلوة هني في العين؟؟

 

***

 

في الغرفة اللي ابتدت تحترق بسرعة فظيعة.. كان خالد منخش ورا شبرية يدوته يطالع بخوف الباب اللي ابتدا يحترق.. خلاص ماله أمل انه يظهر من اهني.. صوب الدريشة نار وصوب الباب نار.. وين بيروح؟؟ عيونه كانت تدمع من الدخان الكثيف في الغرفة وخدوده صارن حمر من الحرارة الفظيعة.. وفوق هذا كله كان يعرف انه يوم بيظهر بيهزبونه عشان اللي سواه.. خصوصا انه يسمع صوت ليلى تصرخ وتزاعج برى وأكيد بتظربه..

حس خالد بجفونه تثجل وبتعب انسدح حذال الشبرية وغمض عيونه وتكور على نفسه وابتدا يصيح بهدوء..

 

برى الغرفة كانت سارة لاصقة في الباب .. ويوم يت ليلى شافتها تصيح وملصقة خدها واياديها ع الباب تحاول تسمع صوت خالد اللي صار له دقيقتين ما طلع له حس.. وحاولت ليلى تبعدها عن الباب بس سارة كانت عنيدة وتمت متعلقة في مقبض الباب اللي كان حار من الخاطر... وشدتها ليلى بكل قوتها وحاولت تبطل الباب.. بس طبعا من دون فايدة.. وتمت واقفة عند الباب تنادي أخوها الصغير : خالد!!! خالد!!!..

وقربت اذنها من الباب اللي ابتدى يحترق ويتفحم بس ما سمعت أي صوت وسمعت يدوتها وراها تصيح وسلامة تحاول تهديها وسمعت صوت موزة تقول لهم انها اتصلت بالمطافي ..

تنفست ليلى بصعوبة وحست بدموعها تنزل بغزارة من عيونها.. خالد داخل.. ماله حس.. وهي هني برى مب عارفة شو تسوي.. مب قادرة تدش عنده داخل.. تخفف عنه.. اطمنه انه بيكون بخير.. وانه ما بيستوي به شي.. هذا اذا كان بخير؟؟

حست ليلى بضعف فظيع.. حست انها مشلولة مب قادرة تتحرك ولا تسوي شي ولا حتى تفكر.. وغمظت عيونها حيل وهي تدعي ربها من كل قلبها: يا رب تحفظه.. إلا خالد.. يارب!!!

وفي وسط ذهولها تحركت بسرعة للتيلفون واتصلت بمحمد .. رغم انها تعرف انه بعيد ويمكن يوصلهم متأخر بس لازم يكون وياها.. لازم حد من اخوانها يكون وياها.. ما تقدر تواجه هالشي بروحها.. خلاص ما عاد فيها حيل ..

 

***

 

في هالوقت كان مبارك في باركنات العمارة اللي فيها شركته.. وقف سيارته بسرعة ومشى بخطوات سريعة للبوابة.. وما اهتم للبواب اللي حاول فضوله يخليه يعرف ليش مبارك ياي الشركة هالحزة..

مبارك يعرف انه شكله يوحي بإنه عنده مصيبة.. عيونه حمر ومب لابس غترته وحتى كندورته ما غيرها قبل لا يظهر.. وكل القهر والغضب اللي في داخله مبين في ملامح ويهه.. والبواب قبل لا يبطل حلجه شاف النظرة اللي اطالعه فيها مبارك وقرر انه يتم ساكت احسن له..

 

دش مبارك المصعد وضغط على الطابق الخامس.. وتم يطالع انعكاس ويهه في الجامة وأول ما وقف المصعد طلع بسرعة وبطل باب مكتبه ودش.. وكل ما كان يقترب من أدراج مكتبه ، كان يحس انه قلبه يدق بعنف أكثر.. الحين بيكتشف كل شي.. الحين.. كل شي بيتوضح..

بطل مبارك الدرج عقب ما شغل ليت المكتب.. وتم يفتش بين الملفات.. وحصل من بينهن ملف فواتير الشهر اللي طاف.. ومن كثر ما هو متلهف يبا يعرف شو السالفة .. يلس ع الارض وطلع الفواتير كلهن وكانت فاتورة ناصر بن درويش أول فاتورة.. وفعلا المبلغ المسجل عليها كان 700 ألف درهم.. وناصر خبره انه دفع للشركة 980 ألف درهم.. يعني 280 ألف درهم زيادة وين راحت؟؟

طلع مبارك الفاتورة الثانية.. كانت فاتورة خلفان بن عبدالله.. الشهر اللي طاف سلموه بنايته اليديده ومن دون ما يطالع مبارك الفاتورة كان متذكر عدل انه دفع لهم خمس ملايين.. مليون دفعة أولى .. والاربع ملايين اتفقوا تنخصم من إجارات البناية سنوياً ..

اطالع مبارك ساعته.. كانت الساعة ثمان ونص.. وفتش بين الأرقام في موبايله على رقم خلفان بن عبدالله.. واتصل به بدون أي تردد.. يمكن فاتورة ناصر بن درويش تكون غلطة من المحاسب.. ما يقدر يظلم عبدالله من فاتورة وحدة.. وعقب الرنة الرابعة رد عليه خلفان..

مبارك: السلام عليكم..

خلفان: وعليكم السلام والرحمة.. مبارك؟؟

مبارك (وهو يبتسم بدون نفس): هى نعم عمي .. شحالك.؟؟ ربك الا بخير..

خلفان: بخير ربي يعافيك .. انته شحالك وشحال ابوك واهلك؟؟

مبارك: الحمدلله كلهم بخير ونعمة.. عمي بغيت اتخبرك عن شي..

خلفان: تفضل يا مبارك.. خير ان شالله؟

مبارك: عمي تذكر كم دفعت لنا عشان البناية اللي سوينا لك اياها؟؟

خلفان: هى بلاني ما اذكر؟؟ دفعت لكم مليون.. وباجي اربع ملايين وامية..

مبارك : 100؟ امية ألف؟؟

خلفان: هههههههه.. عيل امية ربية؟؟

سكت مبارك... شو اللي يالس يستوي.. رد يطالع الفاتورة.. خمس ملايين.. من دون الامية ألف.. شو السالفة..

خلفان: ألوو؟؟؟ مبارك؟؟

مبارك: هلا عمي.. عندك نسخة من الفاتورة؟

خلفان: هى عندي

مبارك: ومسجل فيها خمس ملايين و 100؟؟

خلفان: هى مسجل فيها والمحكمة بعد عندهم نسخة.. بس ليش تتخبر عن الفاتورة؟؟

مبارك: ها؟؟ لا .. ماشي.. بس يالس اراجع الحسابات وبغيت أتأكد ..

خلفان: هييييييه.. تحريت بعد بتزيدون علينا الفاتورة..

مبارك: هههههه لا يا عمي اطمن .. خلاص دام انه العقد تسجل في المحكمة محد يروم يغير شي..

خلفان: الحمدلله... يعني اطمن؟؟

مبارك: هى عمي لا تحاتي.. بخليك الحين عمي مشكور وما قصرت..

خلفان: أفا عليك يا مبارك.. ما سوينا شي

مبارك: ما تقصر عمي.. مع السلامة..

خلفان: مع السلامة..

 

بند مبارك عن خلفان وتم يطالع شاشة التيلفون فترة.. هاذي سواتك يا عبدالله؟؟ تقص عليه؟؟ تقص عليه انا؟؟ وانا طول هالفترة شرات الأهبل ما ادري عن شي.. اذا هالصفقتين بس ربح من وراهن 380 ألف درهم.. عيل السوالف اللي ما اعرف عنهن أكيد أدهى وأكبر.. وسهيل.. مشترك وياه في هاللعبة ولا لاء؟؟

وقف مبارك وفي عيونه نظرة حادة وقوية.. وقال بصوت مسموع وهو ياخذ الملف وياه ويطلع من المكتب: هيّن يا عبدالله... أنا بعلمك شقايل تلعب على مبارك بن فاهم.. إن ما خليتك تعض صبوعك ندم ما أكون مبارك..!!

 

***

 

--------------------------------------------------------------------------------

 

أم ناصر02-01-2005, 01:06

محمد – اللي ما كان يعرف عن كل اللي يستوي في البيت- كان يالس ويا منصور في ميلس بيتهم يسولفون في كل شي الا الموضوع اللي كان محمد ياي يرمس فيه.. لأنه من شاف منصور.. راحت عنه كل الشجاعة وما قدر يتنطق بحرف واحد.. ومنصور لاحظ ارتباكه هذا..

 

منصور: محمد؟؟ شو فيك؟؟

محمد: أنا؟؟ شو فيه؟ ما فيه شي!

منصور: كيف ما فيك شي وانته من يوم يلست كل شوي تتنهد وتنافخ.. ؟

نزل محمد عيونه وفكر يخبره ولا لاء.. منصور ربيعه ويمكن يتفهم وضعه.. بس المشكلة انه كل ما يبطل حلجه عشان يرمس.. غصبن عنه يرمس في موضوع ثاني..

محمد: ما فيني شي منصور لا تحاتي.. بس شوية ارهاق من الشغل..

منصور: على طاري الشغل.. خلاص استلمت محلات ابوك الله يرحمه؟

محمد: هى .. قدمت استقالتي في اتصالات وابتديت من يوم الأحد أدير محلات ومطاعم ابويه.. وأول شي أفكر فيه اني ابطل محل يديد في الامارات الشمالية..

منصور: ما شالله عليك يا محمد.. ربي يوفجك في كل خطوة تخطيها

محمد: تسلم والله .. انته بعد ما قصرت ويايه..

في هاللحظة رن موبايل محمد وكان الرقم رقم بيتهم.. استأذن محمد من منصور اللي قام اييب لهم شي ياكلونه وأول ما طلع منصور رد محمد على التيلفون..

محمد: ألو؟؟

ليلى (وسط دموعها): محمد!!!!

محمد يوم سمع صوتها زاغ : ليلى؟؟ ليش تصيحين؟؟

ليلى: محمد تعال بسرعة.. ألحين تعال!!

محمد: شو مستوي ليلى؟؟

في هاللحظة سمعت ليلى صوت يدوتها تصرخ بأعلى صوتها وفرت السماعة وركضت تشوف شو استوى بهم ومحمد من كثر ما اتروّع طلع بسرعة وركب موتره عشان يرد البيت.. ويوم رد منصور الميلس ما حصله واستغرب من هالشي.. ويوم اتصل على تيلفونه انصدم انه ناسي التيلفون في بيتهم..

منصور شل التيلفون وهو مستغرب.. شو اللي ممكن يخليه يطلع جي من دون ما يخبره؟؟

 

ليلى يوم فرت السماعة ركضت صوب يدوتها وشافت مايد يركض صوب المطبخ ووقفت تبا تزقره بس غيرت رايها وسارت ليدوتها اللي كانت طايحة عند باب غرفتها وهي تصيح بكل قوتها.. الباب احترق بكبره وتفحم والدخان الاسود اللي يطلع من داخل الغرفة مستحيل يوحي بأنه اللي داخلها بعده على قيد الحياة..

ليلى أول ما شافت الدخان خلاص فقدت الأمل وتمت تطالع الباب وعلى ويهها نظرة مصدومة.. خلاص خالد أكيد راح.. راح خالد منها.. أمها خلته حقها وهي فرطت فيه.. أمها ظحت بحياتها عشان تحميه وهي بكل غباء خانت الأمانة اللي في رقبتها.. وأهملته وراح..

حاولت تشيل من بالها الصور الفظيعة اللي بدت تتكون.. صورته وهو يحترق.. وعلامات الخوف كلها مرسومة على ويهه.. وتذكرت ملامحه العذبة وابتسامته الرائعة وحست بألم فظيع في قلبها.. اطالعت اخوانها .. أمل كانت حاظنة سارة بقوة واثنيناتهن يصيحن وعيونهن على الباب اللي فرقهن عن اخوهن الصغير.. ويدوتها كانت يالسة ع الارض ..تلطم بإيدها على ويهها وتصيح بأعلى صوتها.. سلامة وبناتها .. صالحة وبناتها.. كلهن كانن يصيحن.. كلهم يأكدون لليلى حقيقة انه اخوها راح منها.. كلهم واقفين عاجزين جدام الباب المقفول..

 

..

...

..

 

 

إلا مايد...

 

مايد كان الوحيد اللي ما فقد الأمل فيهم..

 

وهو الوحيد اللي فكر يتصرف..

 

***

 

--------------------------------------------------------------------------------

 

أم ناصر02-01-2005, 01:07

:: الجزء الرابع عشر::

 

 

 

بدون تردد، راح مايد صوب المغاسل اللي حذال المطبخ وصب على عمره ماي لين ما حس انه متبلل بكبره.. وركض بسرعة برى عشان ينفذ اللي في باله.. وطبعا كان لازم يلف البيت بكبره عشان يوصل لدريشة يدوته اللي اطل على الحديقة الخلفية للبيت.. وهو يركض، شاف عليا واقفة برى بروحها وشكلها متنرفزة وتذكر فجأة شي راح عن باله ونادى عليها بأعلى صوته: عليا!!! قولي لهم يبندون كيبل الكهربا..

 

عليا اطالعته وهي مصدومة .. فاجأها بصوته وهي ما كانت منتبهة لوجوده من قبل وتمت واقفة مكانها قبل لا يرد مايد يصرخ عليها وهو رايح صوب الدريشة: ما تسمعين؟؟؟ ياللا بسرعة روحي!!!

 

شهقت عليا وركضت بسرعة صوب البيت وجافت جدامها سيارة المطافي اللي توها الحين وصلت وقبل لا تقول شي كانوا بروحهم سايرين صوب كيبل الكهربا عشان يبندونه..

 

دشت عليا داخل عند الحريم اللي كانن يصيحن ولاحظت انه الممر بكبره دخان ومحد يروم يوقف فيه وكلهن ظهرن للصالة .. وحست بظيج كبير وإحراج ما تعرف شو سببه .. ويوم شافت أمها تطالعها سارت صوبها ولصقت فيها.. وتمنت في داخلها انه مايد ما يصيبه شر..

 

 

 

وقف مايد عند دريشة الغرفة ويوم شاف كمية الدخان الأسود اللي ظاهر من الدريشة حس انه قلبه بيوقف.. هل هو فعلا مستعد انه يدش ويواجه المنظر اللي بيشوفه جدامه داخل؟؟ وإذا لا سمح الله كان خالد........ ؟؟ " لا .. !! خالد ما فيه شي" حاول مايد يطمن عمره بهالافكار وتذكر انه مستحيل يسامح نفسه اذا فوت فرصة انه ينقذ خالد من اللي هو فيه.. وقبل لا يحط ايده على طرف الدريشة، لاحظ الزجاج المتناثر عليها والحرارة الفظيعة المنبعثة من داخل الغرفة.. وفصخ القميص اللي كان لابسنة ولف به إيده قبل لا يتسلق الدريشة ويعق بعمره داخل..

 

 

 

في هالأثناء كانوا المطافي واصلين بس مايد ما يدري عنهم وحط قميصه على خشمه وحلجه عشان لا يختنق من الدخان الفظيع اللي داخل وابتدت عيونه تدمع وتحمر وهو يحاول يطالع في الغرفة ويدور خالد.. المشكلة انه الدخان والسواد اللي في الغرفة كان مغطي على كل شي.. ورغم انه المنطقة اللي حذال الدريشة كانت متفحمة ومايد يحس انه جلده بدا يحترق من الحرارة اللي في الغرفة.. بس ع الاقل كانت النيران هني أخف.. المكان اللي كان يحترق بقوة كانت الزاوية اللي عند باب الغرفة وابتدت النار

Link to comment
Share on other sites

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

Guest
الرد على هذا الموضوع...

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

Loading...

×
×
  • Create New...