Jump to content
منتدى البحرين اليوم

المحاكمة الخبيثة للديمقراطية


mahbooooob17

Recommended Posts

د. علي محمد فخرو :المحاكمة الخبيثة للديمقراطية

الخميس 06 نوفمبر 2003 06:44

 

 

ما ان يولد مشروع جديد، وعلي الأعم بعد مخاض عسير، حتي ينبري البعض لجعل نموِّ ذاك الوليد محفوفاً بالمخاطر وإمكانيات الموت المفاجئ. ينطبق هذا الأمر في أيامنا الحالية علي المشاريع العربية الديمقراطية، ويتمثل الخطر في القراءة الخاطئة من قبل البعض لكل ما يجري في المجتمع علي اعتبار ان كل ما يحدث يتمُّ باسم الديمقراطية وتحت ظلالها في حين انها ما زالت وليدة تحبو ولم تقف بعد حتي يصبح لديها ظلُّ يستظلٌّ به أحد.

دعنا نأخذ موضوع ظاهرة الاحتجاج الجماهيري التي قد تأخذ شكل الاعتصامات او التظاهرات او المؤتمرات الخطابية. انها ظاهرة عرفتها المجتمعات البشرية منذ القدم. وكانت السلطات المستبدَّة تقمعها، بينما اعتبرت جزءاً مهمَّاً من ممارسة النشاط السياسي في الأنظمة الديمقراطية. وهي ظاهرة يحتاج ان يقبلها بل ويرعاها كل مجتمع يدّعي بأنه يتوجه نحو الديمقراطية. فماذا تفعل القراءة الخاطئة بهذه الظاهرة الصحيَّة ؟ انها تقرأها مقلوبة.

فعندما تخرج مجموعة من المواطنين لتتظاهر من اجل العمل والخبز، أي من اجل متطلبات الحياة الكريمة، وتحدث تجاوزات من قلَّة من أفرادها في جوِّ الغضب والهرج والمرج، تبدأ القراءة الخاطئة. فالقضية الأساسية، وهي حق المواطنين في الحصول علي عمل وعيش معقول، تصبح قضية أمنيَّة. وبدلاً من طرح أسئلة تتعلَّق بأسباب إخفاق النظام السياسي في حلِّ هذه الإشكالية، كما تفعل الأنظمة الديمقراطية العادلة، يصبح السؤال المليء بالخبث علي شاكلة: هل هذه الديمقراطية التي نريد؟

ان المتهم هنا ليس من قد يكون اخطأ او قد يكون ارتكب خرقاً لقانون او عرف وإنما المتهم هو الوليد البريء الجديد (الديمقراطية) الذي يجب ان يخضع لمحاكمة سياسيِّة ظالمة. ان هذا الأسلوب ليس جديدا. لقد واجهه الداعية الأمريكي مارتن لوثر كنغ في كل خطوة احتجاجية قام بها أنصاره من اجل حقوق السُّود، اذ كان المتهم ليس النظام العنصري الظالم وإنما الشباب السُّود الذين يدخلون عنوة إلي مدارس البيض ليكسروا نظام الفصل العنصري.

وهو نفس الأسلوب التَّحقيري لتظاهرات الاحتجاج العالمية ضدّ بعض ما أفرزته العولمة من تهميش وبطالة وعوز. ان المتهم ليس المنفوخي الكروش الذين يجتمعون في فنادق الدرجة الاولي ليزيدوا من أرباح الشركات الكبري والدول الغنيَّة وانما المتَّهم هم هؤلاء الشباب الذين يعيشون بلا أمل وبلا مستقبل.

لنذكِّر أنفسنا بالثوابت الثلاثة التالية:

1 ـ ان كل انحراف في مظاهر الاحتجاج الديمقراطية له مكان واحد للنظر فيه وهي المحاكم. ووسائل الأعلام ليست هي القضاء.

2 ـ ان العدل يقتضي التفتيش عن الأسباب الحقيقية للعلل الاجتماعية والتعاطف مع ضحاياها. وجنَّة الديمقراطية التي يُّشعل الأنانيون والطمَّاعون النار فيها كل يوم ستصبح نار جهنَّم ما لم نوقف تلك الحرائق ونقبض علي فاعليها.

3 ـ ان الذين يريدون احتلال المناصب العامة في النظام الديموقراطي عليهم تحمَّل النقد والاحتجاج وغيره حتي يحصل العباد علي حقوقهم، والآَّ فليرحلوا.

ان السياسي الأمريكي امرسون قالها مرة: أحيانا تكون الصَّرخة افضل من كتابة الاطروحات.

 

القدس العربي اللندنية

Link to comment
Share on other sites

أنا أشاطر الدكتور على محمد فخرو رأية و أقول أن هناك فئة في البحرين أضافت لقاموس القراءات المقلوبة قراءة جديدة وهي أن المتظاهرين يريدون اللإنقلاب عل الحكم !!

 

في أمريكا فإن نظام الحكم ديمقراطي والحاكم يصل للكرسي بالتصويت ولة أربع سنين فقط لذلك لم يتهم أحد مارتن لوثر كينج بأنة يريد قلب الحكم ... أما هنا فإن البعض يتقرب للحكومة بترويج هذة الثقافة البائسة وهي أن المتظاهرين يسيرون بمخطط إنقلابي !!

 

طبعا غرضهم معروف من هذا العمل المشين و هو الوصول على رقاب ناس لمصالحهم الشخصية .................. الله يخلص البلد من هذي الأشكال التي فرضت علينا فرضا

 

مشكور أخ محبوب على المقال الرائع .

Link to comment
Share on other sites

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

Guest
الرد على هذا الموضوع...

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

Loading...
×
×
  • Create New...