Jump to content
منتدى البحرين اليوم

شجرة الحياة..أربعة قرون من تحدي الموت في صحراء البحرين


Recommended Posts

_57141_bahrain.jpg


شجرة عوسج تتحول إلى قبلة للسياح في البحرين بعد مواجهتها بشموخ قسوة الطبيعة لأربعمائة عام.



تقف شجرة عوسج على هضبة وسط الصحراء في جنوب البحرين شامخة منذ اربعة قرون وصامدة في وجه قسوة الطبيعة حتى انها تحولت إلى قبلة للزوار وللسياح في هذه الدولة الخليجية الصغيرة.

وأشارت دراسة علمية اجريت مؤخراً على الشجرة التي اضحى يطلق عليها اسم "شجرة الحياة" بهدف كشف سر عمرها المديد وسط ظروف مناخية غير ملائمة، الى ان شجرة العوسج قد تدين بعمرها الطويل الى فطريات تعمل على تغذيتها بالماء.

وحسب استاذ فسيولوجيا النبات بـ"جامعة الخليج العربي" في المنامة غازي الكركي فان سر بقاء هذه الشجرة التي تحولت الى قبلة للسياح "يعود إلى نوع من الفطريات تسمى المايكورايزا".

وقال الكركي الذي اجرى الدراسة "السبب الحقيقي وراء بقاء الشجرة لمئات السنين دون ري او تسميد في ارض جرداء قاسية يعود لهذه الفطريات" مضيفا "الشجرة ابتكرت آلية خاصة لتغذية نفسها ذاتياً بمساعدة فطر المايكورايزا".

وتابع ان "جذور الشجرة ممتدة باتجاهات مختلفة أفقية وعمودية في عمق التربة (..) الشجرة أوجدت لنفسها آلية للحصول على الماء والغذاء من طبقات التربة العميقة جداً حيث يوجد الماء سواءً ذلك الذي تسرب من مياه الأمطار الموسمية او اجسام مائية اخرى (..) هذه الآلية ساعدتها على النمو والبقاء".

وتعدُّ هذه الشجرة وهي من فصيلة "العوسج" اعجوبة في البحرين حيث انها تنتصب على هضبة بارتفاع 20 قدماً وسط الصحراء جنوب البحرين بدون اي مصادر للمياه من حولها او ري وتحولت الى احد المعالم السياحية الشهيرة في البحرين.

واوضح الكركي "الآليات الطبيعية التي عمدت لها 'شجرة الحياة' تشمل تطوير نظام جذري طويل وعميق للمساعدة في امتصاص الماء من اعماق التربة (..) كما قامت الشجرة بتطوير آليات لتحمل الجفاف وقلة خصوبة التربة من العناصر الغذائية من خلال بناء علاقة مفيدة مع بعض الكائنات الحية النافعة التي تعيش في التربة لمساعدتها في امتصاص الماء واتاحة العناصر الغذائية لها".

واضاف "ليس هناك اي مصدر للمياه حولها وليس هناك ري للشجرة. فطر المايكورايزا يضاعف من قدرة الشجرة على امتصاص المياه. خيوط الفطر تفرز ايضاً مواد حامضية تساعد النبات على التغذية ويفرز ايضاً مادة غروية تمسك حبيبات التربة وتحسن من احتفاظها بالمياه".

ولتأكيد هذه الفرضية، قام الكركي وفريق البحث بأخذ عينات من التربة المحيطة بالشجرة وجذور بعض النباتات القريبة منها لدراستها في مختبرات "جامعة الخليج العربي" بالإضافة الى اجراء بعض التحاليل في مختبرات جامعة هوهنهايم الالمانية بالتعاون مع بعض العلماء الالمان، وفق الكركي.

ويعد فطر المايكورايزا من "الفطريات المهمة جداً في البيئة الصحراوية" حسب الكركي موضحاً "انه موجود في 90 في المئة من نباتات الكرة الارضية" مستدركاً "لكنه يتاثر بشدة بالأسمدة وخصوصاً الأسمدة الكيماوية التي تضعفه ولذلك اصبحت هناك حاجة احياناً لادخاله في النباتات لمساعدتها على النمو".

وتابع موضحا "هو احد اهم هذه الكائنات الدقيقة النافعة في التربة لما له من فوائد كبيرة، تعيش في التربة بشكل طبيعي وفي مختلف البيئات من خلال تكوينها علاقة تعايش مع جذور معظم النباتات وهذا ما دعا العلماء الى تسميته بفطر الجذور".

وفي اوائل الثمانينات من القرن الماضي، قام باحث بحريني متخصص في التاريخ القديم هو علي اكبر بوشهري بدراسة هذه الشجرة في محاولة لتحديد عمرها عبر تحليل مختبري لحلقات جذع الشجرة توصل بعدها الى ان عمر الشجرة يصل الى نحو 400 عام.

وعلق بوشهري على الاكتشاف الجديد قائلا "ان النتائج التي توصل اليها الكركي وفريقه دليل آخر يعزز الفرضية التي توصلت لها في الثمانينات في تحديد عمر الشجرة".

وقال بوشهري "اضافة الى تحليل حلقات جذع الشجرة مختبرياً قمت بدراسة نسبة سقوط الامطار في البحرين منذ العام 1904 وحتى عام 1982 اعتماداً على سجل الأرصاد الجوية، وجدت تطابقاً بين سجل سقوط الامطار وحلقات جذع الشجرة عدا سنوات الحرب العالمية الثانية حيث توقفت خدمة الارصاد الجوية التي كان يديرها البريطانيون في البحرين في ذلك الوقت".

وتابع موضحا "بعض المعثورات الاثرية قرب موقع الشجرة وهي عبارة عن قطع فخارية اسلامية ساعدتنا ايضاً في البحث. بعض الباحثين الغربيين حددوا عمر هذه القطع الاثرية ما بين القرن الثالث عشر والرابع عشر. لكن باحثاً باكستانياً هو محمد رفيق موغول حدد عمرها بالقرن الخامس عشر".

واثارت الدراسة التي نشرها بوشهري في الثمانينات ضجة واسعة في البحرين في ذلك الحين، وقامت السلطات البحرينية بتحويل الشجرة الواقعة في عمق الصحراء اقصى جنوب البحرين الى موقع سياحي ظل يجتذب السيَّاح حتى اليوم وخصوصاً السياح الاجانب.

وتعرضت هذه الشجرة الى حريق العام الماضي لكن الكركي قال ان "الحريق طال جزءاً ميتاً من جذع الشجرة" مضيفا "ان هذا ربما حمى الاجزاء الحية منها حتى الان".
Link to comment
Share on other sites

لا اله الا الله

سبحان الله ..

 

مشكوور اخووي ع الموضوع ..

Link to comment
Share on other sites

سبحان الله ..

 

هذه الشجرة .. لها ذكريات حلوة و الله ..

 

 

أشكرج عالموضوع الحلو ..

 

يعطيج العافية ..

Link to comment
Share on other sites

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

Guest
الرد على هذا الموضوع...

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

Loading...
×
×
  • Create New...